دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 12:17 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب العلم

حرف العين
الكتاب الأول: في العلم
الفصل الأول: في الحث عليه
5823 - (خ م) حميد [بن عبد الرحمن بن عوف الزهري]: قال: سمعت معاوية يخطب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين، وإنما أنا قاسم، ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتّى تقوم السّاعة، وحتّى يأتي أمر الله». أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
يفقهه في الدين: الفقه: الفهم والدراية، والعلم في الأصل، وقد جعله العرف خاصّا بعلم الشريعة، وخاصة بعلم الفروع، فإذا قيل: فقيه، علم أنه العالم بعلوم الشرع، وإن كان كل عالم بعلم فقيها، يقال: فقه الرجل- بالكسر - إذا علم، وفقه -بالضم- إذا صار فقيها، وتفقه: إذا تعاطى ذلك، وفقهه الله، أي: عرفه وبصره.

5824 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين». أخرجه الترمذي.
5825 - (د ت) قيس بن كثير - رحمه الله - قال: كنت جالسا مع أبي الدّرداء في مسجد دمشق، فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرّسول -صلى الله عليه وسلم-، لحديث بلغني أنّك تحدّثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما جئت لحاجة، قال: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما: سلك الله به طريقا من طرق الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم، وإنّ العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظّ وافر».
وفي رواية عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بمعناه. أخرجه أبو داود، ولم يذكر لفظ الرواية الثانية.
وفي رواية الترمذي قال: قدم رجل المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أنّك تحدّثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: أما جئت لحاجة؟ قال: لا، قال: أما قدمت لتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما، سلك الله به طريقا إلى الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم، وإنّ العالم ليستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنّما ورّثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظّ وافر».
قال الترمذي: وليس إسناده عندي بمتصل.
وأخرجه أبو داود عن كثير بن قيس، وأخرجه الترمذي عن قيس بن كثير، وقال: هكذا حدثنا محمود بن خداش هذا الحديث، وقال: وإنّما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصح من حديث محمود بن خداش.

[شرح الغريب]
تضع أجنحتها لطالب العلم: معنى وضع أجنحة الملائكة لطالب العلم: التواضع والخشوع، تعظيما لطالب العلم وتوقيرا، لقوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} (الإسراء: 24) وقيل: وضع الجناح معناه الكف عن الطيران، أراد: أن الملائكة لا تزال عنده، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة» وقيل: معناه بسط الجناح وفرشه لطالب العلم، لتحمله عليها، وتبلغه حيث يريد، ومعناه: المعونة.

5826 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما: سهّل الله له طريقا إلى الجنة». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «ما من رجل يسلك طريقا، يعني: يطلب فيه علما، إلا سهّل الله له طريقا إلى الجنة، ومن أبطأ به عمله: لم يسرع به نسبه».

5827 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع». أخرجه الترمذي.
5828 - (ت) سخبرة - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من طلب العلم كان كفّارة لما مضى». أخرجه الترمذي، وقال: هو ضعيف الإسناد.
5829 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعلّموا الفرائض والقرآن، وعلّموا الناس، فإني مقبوض».
أخرجه الترمذي، وقال: وروي عن ابن مسعود نحوه بمعناه.
زاد رزين في حديثه: «وإنّ مثل العالم الذي لا يعلم الفرائض كمثل البرنس لا رأس له».

5830 - (خ) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تعلّموا الفرائض قبل الظّانّين» - يعني: الذين يتكلّمون بالظّن. أخرجه البخاري في ترجمة باب.
5831 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لن يشبع المؤمن من خير يسمعه، حتى يكون منتهاه الجنة». أخرجه الترمذي.
وزاد رزين: «وكلّ عالم غرثان إلى علم، والكلمة الحكيمة من الحكمة ضالّة كلّ حكيم، فحيث وجدها فهو أحقّ بها».

[شرح الغريب]
الغرثان: الجائع.
الضالة: الشيء الضائع، شبه الكلمة الحكيمة بالناقة الضائعة من صاحبها.

5832 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الكلمة الحكمة ضالّة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها». أخرجه الترمذي.
5833 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنّة قائمة، أو فريضة عادلة». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الآية المحكمة: هي التي لا اشتباه فيها ولا اختلاف أو ما ليس بمنسوخ.
السنة القائمة: هي الدائمة المستمرة التي العمل بها متصل لا يترك.
الفريضة العادلة: هي التي لا جور فيه ولا حيف في قضائها.

5834 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد». أخرجه البخاري بغير إسناد.
5835 - (خ) مجاهد بن جبر: قال: «كان ابن عباس يوثق مولاه عكرمة بقيد على تعليم الفرائض والعلم». أخرجه البخاري في ترجمة باب. فقال: وقيد ابن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن، والفرائض.
5836 - (خ م ط ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: «بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذهب واحد، فوقفا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة، فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ألا أخبركم عن النّفر الثلاثة؟ أمّا أحدهم: فأوى إلى الله - عز وجل -، فآواه الله، وأمّا الآخر: فاستحيى، فاستحيى الله منه، وأما الآخر: فأعرض، فأعرض الله عنه». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي.
الفصل الثاني: في آداب العالم
5837 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سئل علما يعلمه فكتمه، ألجم بلجام من نار». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة».

[شرح الغريب]
بلجام من نار: الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام، والمعنى أن الملجم نفسه عن قول الحق والإخبار عن العلم يعاقب في الآخرة بلجام من نار،وذلك في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافرا يريد الإسلام، فيقول: علموني ما الإسلام،وما الدين؟ وكمن يري رجلا حديث عهد بالإسلام، ولا يحسن الصلاة وقد حضر وقتها،يقول: علموني كيف أصلي؟ وكمن جاء مستفتيا في حلال أو حرام يقول: أفتوني أرشدوني، فإنه يلزم في مثل ذلك أن يعرف الجواب، فمن منعه استحق الوعيد، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا يلزم تعليمها.

5838 - (د) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والله، لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النّعم». أخرجه أبو داود.
5839 - (ت) أبو هارون العبدي [البصري عمارة بن جوين]: قال: «كنا نأتي أبا سعيد، فيقول: مرحبا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إنّ الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقّهون في الدّين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا».
وفي رواية: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلّمون، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرا، قال: وكان أبو سعيد إذا رآنا قال: مرحبا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي.

5840 - (ت) يزيد بن سلمة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، إني سمعت منك حديثا كثيرا، أخاف أن ينسيني أوّله آخره، فحدّثني بكلمة تكون جماعا، قال: اتّق الله فيما تعلم». أخرجه الترمذي.
وزاد رزين: «واعمل به».

[شرح الغريب]
جماعا: أي: كلمة جمعت كلمات.

5841 - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «لا ينبغي لمن عنده شيء من العلم أن يضيّع نفسه». أخرجه....
الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم
5842 - (خ م ت) شقيق بن سلمة: قال: «كان عبد الله بن مسعود يذكّر الناس في كلّ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكّرتنا كلّ يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملّكم، وإني أتخوّلكم بالموعظة، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخوّلنا بها مخافة السّآمة علينا». أخرجه البخاري، ومسلم.
واختصره الترمذي، والبخاري أيضا قال: قال عبد الله: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخوّلنا بالموعظة، مخافة السآمة علينا».
وفي رواية قال: «كنا ننتظر خروج عبد الله، إذ جاءنا يزيد بن معاوية، فقلنا: ألا تجلس؟ فقال: لا، ولكن أنا أدخل، فأخرج لكم صاحبكم، وإلا جئت فجلست، فدخل فخرج به، وأخذ بيده، فقام عبد الله علينا، فقال: أما إني أخبر بمكانكم، ولكنه يمنعني من الخروج إليكم: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا».

[شرح الغريب]
أتخولكم: التخول: التعهد للشيء وحفظه، قال الهروي: وقال أبو عمرو: الصواب «يتخولنا» بالحاء غير المعجمة، أي: يطلب أحوالنا التي ننشط للموعظة فيها، فيعظنا، قال الجوهري: وكان الأصمعي يقول «يتخولنا» بالنون، أى: يتعهدنا.
السآمة: الضجر والملل.

5843 - (خ) عكرمة: أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «حدّث الناس مرّة في الجمعة، فإن أبيت فمرّتين، فإن أكثرت فثلاثا، ولا تملّ الناس هذا القرآن، ولا ألفينّك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقصّ عليهم، فتقطع عليهم حديثهم، فتملّهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدّثهم، وهم يشتهونه، وانظر السّجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون ذلك». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
لا ألفينك: ألفيت فلانا: إذا وجدته، ولا ألفينك، أي: لا ألقاك، ولا أجدك على الحالة التي أشار إليها.

5844 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «حدّثوا الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله؟». أخرجه البخاري.
5845 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما أنت بمحدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة». أخرجه مسلم في مقدّمة كتابه.
5846 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: «بلغني: أن ابن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلّمها». أخرجه الموطأ.
5847 - (خ) عبد الله بن أبي مليكة: «أن عائشة - رضي الله عنها - كانت لا تسمع شيئا لا تفهمه إلا راجعت فيه حتى تفهمه». أخرجه البخاري، وهو طرف من حديث يجيء في موضعه.
الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله
5848 - (د ت) أبان بن عثمان - رحمه الله -: قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار، قلنا: ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمنا فسألناه؟ فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «نضّر الله امرءا سمع منّا حديثا فحفظه، حتى يبلّغه غيره، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه». أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود المسند وحده.

[شرح الغريب]
نضر الله امرءا: دعاء له بالنضارة، وهي النعمة والبهجة، يقال: نضره الله ونضره - مثقلا ومخففا - وأجودهما التخفيف.

5849 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «نضّر الله امرءا سمع منّا شيئا، فبلّغه كما سمعه، فربّ مبلّغ أوعى من سامع». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
أوعى: وعيت الشيء أعيه: إذا حفظته وفهمته، وفلان أوعى من فلان: إذا كان أحفظ منه.

5850 - (خ ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بلّغوا عني ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار». أخرجه البخاري، والترمذي.
[شرح الغريب]
لا حرج: الحرج: الضيق والإثم،يريد: أنكم مهما قلتم عن بني إسرائيل فإنهم كانوا في حال أكثر منها وأوسع، فلا ضيق عليكم فيما تقولونه ولا إثم عليكم، وليس هذا إباحة للكذب في أخبار بني إسرائيل ورفع الإثم عمن نقل عنهم الكذب،ولكن معناه: الرخصة في الحديث عنهم على البلاغ، وإن لم يتحقق ذلك بنقل الإسناد، لأنه أمر قد تعذر، لبعد المسافة، وطول المدة.

5851 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «حدّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج». أخرجه أبو داود.
5852 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم». أخرجه أبو داود.
5853 - (خ م) محمود بن الربيع - رضي الله عنه -: قال: «عقلت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجّة مجّها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا، وأنا ابن خمس سنين». وهذا لفظ البخاري.
وقد جاء هذا الحديث في أول حديث عتبان بن مالك، والحديث بطوله متفق عليه بين البخاري، ومسلم، فيكون هذا القدر متفقا عليه أيضا، وإن لم يتّفقا على أفراد هذا القدر منه.

[شرح الغريب]
مجة: المجة: الدفعة من الماء ترميها من فيك.

5854 - (خ م) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «لقد كنت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلاما، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالا هم أسنّ مني، وقد صلّيت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة وسطها». أخرجه البخاري، ومسلم.
5855 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدّثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءا مسكينا من مساكين الصّفّة، أعي حين ينسون، ولقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث يحدّثه: إنّه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة عليّ، حتى إذا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك من شيء».
وفي رواية: قال أبو هريرة... وذكر نحوه، وفي آخره: «ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدّثت شيئا أبدا: {إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الّذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التّوّاب الرّحيم}. [البقرة: 160، 161]».
وفي أخرى نحوه، مع ذكر الآيتين، وفي آخره: «فما نسيت شيئا سمعته منه». أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري قال: «قلت لرسول الله: إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه، قال: ابسط رداءك، فبسطته،فغرف بيده، ثم قال: ضمّه فضممته، فما نسيت شيئا بعد».
وفي أخرى لهما قال: «إنّ الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، والله الموعد، وما كنت لأكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كي تهتدوا وأضلّ، ولولا آيتان في كتاب الله -عز وجل- ما حدّثت حديثا،ثم يتلو: {إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى...} إلى قوله: {وأنا التّوّاب الرّحيم} إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، والأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم،وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشبع بطنه،ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون...» الحديث.
وأخرج الترمذي نحو رواية البخاري.

[شرح الغريب]
الصفق: في البيع: صوت وقع يد البائع علي يد المشتري عند عقد التبايع.
أموالهم: أراد الأموال هاهنا: البساتين التي كانت للأنصار.
أهل الصفة: الصفة: صفة كانت في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة بكون فيها صعاليك المهاجرين وفقراؤهم،ومن لا منزل له منهم، وأهلها منسوبون إليها.
نمرة: النمرة: كل مئزر مخطط من مآزر الأعراب، وجمعها نمار.

5856 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «يقول الناس: أكثر أبو هريرة فلقيت رجلا، فقلت: بم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في العتمة؟ قال: لا أدري، فقلت: لم تشاهدها؟ قال: بلى. قلت: لكن أنا أدري، قرأ سورة كذا وكذا». أخرجه البخاري.
هذا الحديث أفرده الحميديّ، وجعله في أفراد البخاري، وهو من جملة الحديث الذي قبله، وحيث أفرده اتّبعناه وأفردناه.

5857 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعاءين، فأمّا أحدهما: فبثثته فيكم، وأمّا الآخر: فلو بثثته قطع هذا البلعوم».
قال البخاري: البلعوم: مجرى الطعام.

[شرح الغريب]
وعاءين: الوعاء: ما يجعل فيه الشيء يحرز فيه. كأنه أراد به علمين في وعاءين.

5858 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «لو وضعتم الصّمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تجيزوا عليّ لأنفذتها». أخرجه البخاري في ترجمة باب.
[شرح الغريب]
الصمصام والصمصامة: السيف.

الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره
جوازه
5859 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «كنت أكتب كل شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: تكتب كلّ شيء ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر يتكلم في الغضب والرّضى؟ قال: فأمسكت عن الكتاب، حتى ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما نخرج منه إلا حقّا». أخرجه أبو داود.

5860 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيسمع من النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الحديث، فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إني لأسمع منك الحديث فيعجبني، ولا أحفظه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: استعن بيمينك، وأومأ بيده إلى الخط».
أخرجه الترمذي، وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مرّة أحد رواة هذا الحديث، منكر الحديث.

5861 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خطب - فذكر قصّة في الحديث - فقال أبو شاه: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اكتبوا لأبي شاه». وفي الحديث قصة، أخرجه الترمذي.
5862 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من ابن عمرو، فإنّه كان يكتب، ولا أكتب». أخرجه البخاري، والترمذي.
5863 - (خ م ت د س) يزيد بن شريك بن طارق التيمي - رحمه الله -: قال: «رأيت عليّا على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله، ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصّحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات، وفيها: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المدينة حرم، ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمّة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا، ولا صرفا، ومن والى قوما بغير إذن مواليه -وفي رواية: ومن ادّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه - فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا». أخرجه البخاري، ومسلم.
وعند البخاري عن أبي جحيفة - وهب بن عبد الله السّوائي - قال: «قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ قال: لا، والذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة، إلا فهم يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر».
وأخرج الترمذي مثل الأولى، ومثل الثانية تامّا ومختصرا.
وأخرج أبو داود نحوا من هذا في تحريم المدينة وذمّة المسلمين، عن إبراهيم التّيمي عن أبيه، وأخرج أيضا نحوه عن أبي حسان، وزاد فيه زيادة، وهو مذكور في فضل المدينة من كتاب الفضائل من حرف الفاء.
وأخرج النسائي رواية أبي جحيفة.
وله عن أبي حسان قال: قال علي: «ما عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا دون الناس، إلا صحيفة في قراب سيفي، فلم يزالوا حتى أخرج الصحيفة، فإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده».

[شرح الغريب]
عير إلى ثور: غير: جبل بالمدينة معروف، فأما «ثور»: فإنه جبل معروف بمكة، وليس بأراضي المدينة جبل يسمى ثورا، ولكن الحديث هكذا جاء: «ما بين عير إلى ثور».قالوا: ولعل الحديث قد كان «ما بين عير إلى أحد» فحرفه الرواة.
حدثا: الحدث الأمر المنكر، مما نهى عنه الشرع وحرمه.
آوي محدثا: يروى بكسر الدال، وهو فاعل الحدث، وبفتحها، وهو الأمر المحدث، والعمل المبتدع الذي لم تجر به سنة، كأنه رضي له ولم ينكره،والأول الوجه.
أخفر: أخفرت الذمام: إذا نقضته: وغدرت به.
صرفا ولا عدلا العدل: الفريضة،والصرف: النافلة، وقيل: العدل: الفدية والصرف: التوبة.
والى قوما: واليت آل فلان: إذا صرت من مواليهم،وانتميت إليهم، ولم يكونوا مواليك.
بغير إذن مواليه: قال الخطابي: يدل ظاهره: أنهم إذا أذنوا له جاز أن يوالي غيرهم، وليس الأمر على ذلك فإنهم لو أذنوا له لم يجز له، ولا ينتقل ولاؤه عنهم، وإنما ذكر الإذن واشترطه تأكيدا لتحريمه عليه، ومنعه منه، فإنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم منعوه من ذلك، وإذا استبد به دونهم، خفي أمره عليهم، وربما تم له ذلك، فإذا تطاول عليه الزمان عرف بولاء من انتقل إليهم، فيكون ذلك سببا لبطلان حق مواليه.
أو انتمى: الانتماء: الانتساب والالتجاء إلى قوم.
فلق الحبة: بفتح الحاء ها هنا، وهي كالحنطة والشعير، وفلقها: شقها للإنبات.
برأ النسمة: النسمة: كل ذي روح، وبرأها: خلقها.
العقل: الدية: وقد تقدم شرحها مستوفى في كتاب الديات.
فكاك الأسير: وفكه: إطلاقه.
تتكافأ دماؤهم: التكافؤ: التساوي، وفلان كفء فلان: إذا كان مثله.
يسعي بدمتهم أدناهم: الذمة: الأمان، ومنه سمى المعاهد ذميّا لأنه أومن على ماله ودمه بالجزية، ومعنى قوله: يسعى بذمتهم أدناهم: أي أن المسلمين إذا أعطى أمانا لأحد فليس لأحد من المسلمين أن ينقض ذمامه،ولا يخفر عهده.
وهم يد على من سواهم: أى: ذوو يد، يعني: قدرة واستيلاء علي غيرهم من أصحاب الملل.
لايقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده: لهذا الكلام تأويلان أحدهما: لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في حال معاهدته بكافر، كأنه قال: لا يقتل مسلم ولامعاهد بكافر، والآخر: لا يقتل مسلم بكافر، ولا يقتل المعاهد في حال معاهدته.

5864 - (خ د ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتعلّمت له كتاب يهود- وفي رواية: بالسّريانية - وقال: إني والله، ما آمن يهود على كتابي، فما مرّ بي نصف شهر حتى تعلمته وحذفته، فكنت أكتب له إليهم، وأقرأ له كتبهم». أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي.
[شرح الغريب]
حذقته: حذقت الشيء أحذقه: إذا علمته وأتقنته.

5865 - (ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين يديه كاتب، فسمعته يقول: ضع القلم على أذنك؛ فإنّه أذكر للمالي»، أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
للمالي: الإملاء،والإملال: الإلقاء على الكاتب، أمليت عليه وأمللت، وهما لغتان فصيحتان، والفاعل منهما مملّ ومللّ، فأما المالي، فلم يجئ في اللغة، وقد جاء في الحديث وهو فاعل من ملى يملي فهو مال.

5866 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كتب أحدكم كتابا فليترّبه، فإنّه أنجح للحاجة». أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث منكر.
5867 - (م) عبد الله بن أبي مليكة: قال: «كتبت إلى ابن عباس، أسأله أن يكتب لي كتابا، ولا يخفي عليّ، فقال: ولد ناصح، أنا أختار له الأمور اختيارا، وأخفي عنه؟ قال: فدعا بقضاء علي بن أبي طالب، فجعل يكتب منه أشياء، [ويمرّ به الشيء، فيقول: والله ما قضى بهذا عليّ، إلا أن يكون ضلّ]».
وفي أخرى قال: «أتيت ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتابا، ولا يخفي عليّ، فأتي ابن عباس بكتاب، يزعم الذي معه: أنه من قضاء عليّ، فأكذب ابن عباس الذي هو معه، ومحاه إلا قدر - وأشار سفيان بذراعه»، زاد في رواية: «وقال: ما قضى بهذا عليّ قط».
أخرجه البخاري في ترجمة باب. وأخرجه مسلم في مقدّمة كتابه.

المنع منه
5868 - (د) المطلب بن عبد الله بن حنطب: قال: «دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله معاوية عن حديث، فأخبره به، فأمر معاوية إنسانا يكتبه، فقال له زيد: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن لا نكتب شيئا من حديثه، فمحاه». أخرجه أبو داود.

5869 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تكتبوا عني غير القرآن - وفي رواية قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه - وحدّثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليّ [قال همام: أحسبه قال: ] متعمّدا، فليتبوّأ مقعده من النار». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
لا تكتبوا عني غير القران: الجمع بين قوله: لا تكتبوا عني غير القرآن وبين إذنه في الكتابة: أن الإذن في الكتابة ناسخ للمنع منه بإجماع الأمة على جوازه، ولا يجمعون إلا على أمر صحيح، وقيل: إنما نهى عن الكتابة: أن يكتب الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، فيختلط به، فيشتبه على القارئ.

5870 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «استأذنّا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الكتابة، فلم يأذن لنا». أخرجه الترمذي.
الفصل السادس: في رفع العلم
5871 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس - وفي رواية: من العباد - ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما: اتّخذ الناس رؤوسا جهّالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا».
زاد في رواية، قال عروة: «ثم لقيت عبد الله بن عمرو على رأس الحول، فسألته؟ فردّ عليّ الحديث كما حدّث، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول». أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري قال عروة: «حجّ علينا عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه [انتزاعا]، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال، فيستفتون، فيفتون برأيهم، فيضلّون ويضلّون. فحدّثت عائشة زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم إن عبد الله بن عمرو حجّ بعد، فقالت: يا ابن أختي، انطلق إلى عبد الله بن عمرو فاستثبت لي منه الذي حدّثتني عنه، فجئته، فسألته، فحدّثني به بنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها، فعجبت، وقالت: والله، لقد حفظ عبد الله بن عمرو».
ولمسلم [عن أبي الأسود]، عن عروة، قال: «قالت لي عائشة: يا ابن أختي، بلغني أن عبد الله بن عمرو مارّ بنا إلى الحج، فالقه، فسائله، فإنّه قد حمل عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا، قال: فلقيته، فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال عروة: فكان فيما ذكر: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا، ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويبقي في الناس رؤوسا جهّالا - وفي أخرى: ويبقى في الناس رؤوس جهال - يفتونهم بغير علم، فيضلوّن، ويضلّون. قال عروة: فلما حدّثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته، وقالت: أحدّثك أنه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابل قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه، ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فسألته، فذكره على نحو ما حدثني به في مرّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص».
وله في رواية عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو، بمثل حديث هشام بن عروة.
وأخرجه الترمذي مختصرا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رؤوسا جهّالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا».

5872 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «كنا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنّه، ولنقرئنّه أبناءنا ونساءنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثكلتك أمّك زياد، إن كنت لأعدّك من فقهاء أهل المدينة،هذه التّوراة والإنجيل عند اليهود والنّصارى، فماذا تغني عنهم؟ قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت، فقالت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء، فقال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدّثنّك بأوّل علم يرفع، أول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلا خاشعا». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
شخص ببصره: إذا نظر إلى شيء دائما، فلا يرد عنه نظره، كنظر المبهوت والمغمى عليه.
يختلس: الاختلاس: الاستلاب، وأخذه الشيء بسرعة.
ثكلتك أمك: الثكل: فقد الأم ولدها.
يوشك: الإيشاك والوشك: والإسراع.

5873 - (خ) عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «كتب إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء، ولا يقبل إلا حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وليفشوا العلم، وليجلسوا حتى يعلّم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرّا». أخرجه البخاري في ترجمة باب بغير إسناد.
[شرح الغريب]
وليفشوا العلم: فشا الشيء يفشو: إذا ظهر.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المذاكرة بطريقة السؤال والجواب (كتاب الصلاة) فاطمة منتدى الإعداد العلمي 5 1 ربيع الأول 1431هـ/14-02-2010م 04:39 PM


الساعة الآن 06:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir