دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 07:35 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب العلم

- كتاب العلم
1- باب ما جاء في علم الله وعظمته وصفاته
229- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، أنبأنا الأعمش، سمعت منذر بن يعلى الثّوريّ، يحدّث، عن أصحابٍ له، عن أبي ذرٍّ، قال: رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شاتين تنتطحان، قال: يا أبا ذرٍّ أتدري فيما تنتطحان؟ قلت: لا أدري، قال: لكن ربّك يدري، وسيقضي بينهما يوم القيامة.
229/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن منذرٍ، عن أشياخه، قال: انتطحت شاتان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
229/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا أبو معاوية... فذكره دون قوله: وسيقضي... إلى آخره.
229/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة... فذكره.
229/5- قال: وحدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن منذر بن يعلى أبي يعلى... فذكره.
وسيأتي في كتاب القيامة في باب: القصاص بين الحيوانات - إن شاء الله تعالى.
230- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، سمع عبد الله بن سلمة، سمع عبد الله بن مسعودٍ، قال: قلت: سمعته منه؟ قال: نعم، أكثر من خمسين مرّةً.
قال: أعطي نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم مفاتيح الغيب إلاّ الخمس: {إنّ الله عنده علم السّاعة...} إلى آخره الأية.
230/2- رواه الحميديّ: حدّثنا سفيان، عن مسعرٍ، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّه قال: من كلّ شيءٍ قد أتى نبيّكم علمه إلاّ الخمس: {إنّ الله عنده علم السّاعة...} إلى آخر السّورة.
230/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن مسعرٍ، عن عمرو بن مرّة... فذكر حديث الحميديّ.
230/4- وكذا رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسين بن محمّدٍ، حدّثنا المسعوديّ، عن عمرو بن مرّة.
230/5- وكذا رواه أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة.
230/6- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، ومحمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة... فذكره.
230/7- قال: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا مسعرٌ... فذكره، إلاّ أنّه قال: مفاتيح الغيب الخمسة.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البخاريّ، ومسلمٌ، ورواه البخاري من حديث ابن عمر، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده أيضا من حديث بريدة، ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة من حديث علي بن أبي طالب، وسيأتي في كتاب الرقى في باب النظر في النجوم.
ورواه ابن أبي شيبة من حديث ربعي بن حراش، عن رجلٍ من بني عامرٍ، وسيأتي في كتاب الأدب في باب: صفة الاستئذان.
231- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا أبو نعيمٍ، وأبو أحمد الزّبيريّ، قالا: حدّثنا سفيان، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أولاد المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين.
232- وقال إسحاق بن راهوية: أنبأنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثني أبي، عن عكرمة في قوله: {لآتينّهم مّن بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم} قال: قال ابن عباس: لم يستطع أن يقول من فوقهم؟ علم أن الله فوقهم.
233- قال: وأنبانا بشر بن عمر الزهراني يقول: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: {الرّحمن على العرش استوى}: ارتفع.
234- قال: وحدّثنا عبدة بن سليمان، حدّثنا إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن يزيد بن أبي زيادٍ، عن رجلٍ من الأنصار، عن أبي هريرة، قال: حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في طائفةٍ من أصحابه، قال: إنّ الله - تبارك وتعالى - لمّا خلق الصّور أعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه، شاخصٌ إلى العرش، ينتظر متى يؤمر... فذكر الحديث، فقال فيه: ثمّ يضع الله عرشه حيث شاء من الأرض ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانيةٌ، وهم اليوم أربعةٌ أقدامهم على تخوم الأرض السّفلى، والأرضون والسّموات على عجزهم، والعرش على مناكبهم، لهم زجلٌ بالتّسبيح، وتسبيحهم أن يقولوا: سبحان الملك ذي الملكوت سبحان ربّ العرش ذي الجبروت، سبحان الحيّ الّذي لا يموت، سبحان الّذي يميت الخلائق، ولا يموت، سبّوحٌ قدّوسٌ ربّ الملائكة والرّوح، قدّوسٌ قدّوسٌ، سبحان ربّي الأعلى، سبحان ذي الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والسّلطان، والعظمة، سبحانه أبد، أبد.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
235- قال: وأنبأنا روح بن عبادة القيسيّ، حدّثني موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن أبي حازمٍ سلمة بن دينارٍ، عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: دون الله سبعون ألف حجابٍ من نورٍ وظلمةٍ لا يسمع أحدٌ حسّ شيءٍ من تلك الحجب إلاّ زهقت نفسه.
235/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن يحيى الزّمّانيّ، حدّثنا مكّيّ بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرٍو، وعن أبي حازمٍ... فذكره.
قلت: مدار حديث سهل بن سعدٍ على موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ.
- باب في ما بثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من العلم
236- قال أبو داود الطيالسي، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أصحاب له، عن أبي ذر قال: لقد تركنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما يتقلب فى السماء طير إلاّ ذكرنا منه علماً.
236/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن نمير، عن الأعمش عن مندل، عن أشياخ من التيم قال: قال أبو ذر: لقد تركنا محمد صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
236/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا أبى، حدّثنا الأعمش... فذكره.
236/4- ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا ابن نمير... فذكره.
236/5- ورواه ابن حبان في صحيحه: من طريق أبي الطفيل، عن أبي ذر قال: تركنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
237- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا فطرٌ، عن أبي يعلى، عن أبي الدّرداء، قال: لقد تركنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما تقلّب طيرٌ بجناحيه في السّماء إلاّ ذكّرنا منه علمًا.
237/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى، عن فطر بن خليفة، عن عطاء قال: قال أبو الدرداء: لقد تركنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما في السماء طير يطير بجناحيه إلاّ ذكرنا منه علماً.
238- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الهرويّ، حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت مفاتيح العلم وخواتيمه قلنا: يا رسول الله، علّمنا ممّا علّمك الله فعلّمنا.
239- قال: وحدّثنا عبد الغفّار بن عبد الله بن الزّبير، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيسٍ، عن خالد بن عرفطة، قال: كنت جالسًا عند عمر... فذكر حكايةً طويلةً إلى أن قال: فقالت الأنصار: أغضب نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم!! السّلاح السّلاح، فجاؤوا حتّى حدقوا بمنبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يأيّها النّاس، إنّي قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي الكلام اختصارًا... فذكره.
240- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا بقيّة بن الوليد، حدّثني بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن عائشة - رضي الله عنها -: أنّ نفرًا من اليهود أتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: نسألك عن ثلاثة أشياءٍ لا يعلمها إلاّ نبيّ: أخبرنا عن حملة العرش من هم؟ وعن منيّ الرّجل ومنيّ المرأة؟ فقال: أمّا حملة العرش، فإنّ الهوامّ تحمله بقرونها، والمجرّة الّتي في السّماء من عرقهم، ومنيّ الرّجل أبيض غليظٌ، ومنيّ المرأة أصفر رقيقٌ وذكر الثّالثة، فقالوا: لنشهد أنّك نبيٌّ، هكذا نجدك في التّوراة.
3- باب اتباع كتاب الله عز وجل وسنة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في كل شيء والخلفاء الراشدين بعده وترك الابتداع.
241- قال عبد بن حميدٍ: حدّثني يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريكٌ، عن الرّكين، عن القاسم بن حسّانٍ، عن زيد بن ثابتٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، عزّ وجلّ، وعترتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا الحوض.
قلت: وسيأتي بطرقه في كتاب فضائل القرأن.
242- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا أبو إسحاق، عن مرة قال: قال عبد الله: من أراد العلم، فليثوّر قرآن، فإن فيه علم الأولين والاخرين.
موقوف.
243- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا بزيعٌ أبو الخليل، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من بلغه عن الله فضيلةً، فلم يصدّق بها لم ينلها.
244- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن محمّد بن عليّ بن حسينٍ، قال: بينما عبيد بن عميرٍ، يحدّث، وابن عمر عنده، فقال ابن عمير في حديثه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مثل المنافق كشاةٍ بين ربضين، إذا أتت هؤلاء نطحتها، وإذا أتت هؤلاء نطحتها فقال ابن عمر: ليس كذلك، إنّما قال: بين غنمين، فاختلفا في غنمين وربضين فاختاظ ابن عمر، وقال: لولا أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم أقل.
244/2- قلت رواه ابن ماجة في سننه: من طريق ابن المبارك، عن ابن سوقة، عن محمّد بن عليّ بن حسينٍ... فذكره بلفظ: كان ابن عمر، إذا سمع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثًا، لم يعده، ولم يقصّر دونه.
ورواه سفيان بن عيينة، وعبد الرّحمن بن مغراء، وغير واحدٍ، عن ابن سوقة، عن محمّد بن عليّ بن حسينٍ، كما رواه أبو داود الطّيالسيّ.
245- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن قال: بينما عمران بن حصين وعنده أصحابه يحدثهم فقال رجل: لا تحدثنا إلاّ بالقرآن - أو لا نريد إلاّ القرآن - فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن؟ أكنت تجد صلاة الظهر أربعًا وصلاة العصر أربعًا وصلاة المغرب ثلاثا، تقرأ في الركعتين الأولتين، حتى عد الصلوات كلها؟! أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد في كل مائتين خمسة، ومن الإبل كذا وكذا، وفي البقر كذا وكذا؟! أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك، أكنت تجد الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة كذا وكذا؟!
هذا حديث في إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
246- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجلٍ من الأنصار من أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ذكروا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مولاةً لبني عبد المطّلب، فقالوا: إنّها قامت اللّيل، وصامت النّهار، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لكنّي أنام وأصلّي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو منّي، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي، إنّ لكلّ عاملٍ شرّةً ثمّ فترةً، فمن كانت فترته إلى بدعةٍ فقد ضلّ، ومن كانت فترته إلى سنّةٍ فقد اهتدى.
246/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان: حدّثني منصور بن المعتمر، عن مجاهدٍ، عن جعدة، قال: ذكر للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مولاةٌ لبني عبد المطّلب تصلّي، ولا تنام، وتصوم، ولا تفطر، قال: أنا أصلّي وأنام، وأصوم وأفطر، ولكلّ عملٍ شرّةٌ... فذكره.
246/3- قال: وحدّثنا عبيدة بن حميدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكر نحوه، ولم يقل من الأنصار.
قلت: له شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو، وقد تقدّم بطرقه في كتاب الإيمان في باب عرى الإسلام وشرائعه.
247- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن عامرٍ، عن عوفٍ، عن رجلٍ سمّاه - أحسبه قال: سعيد بن خثيمٍ - عن رجلٍ من الأنصار من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذين وقعوا إلى الشّام، قال: وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موعظةً مضت منها الجلود، وذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب - أو قال: الصّدور - فقلنا - أو قال قائلنا -: فإنّ هذه منك وداعٌ يا رسول الله، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أن تتّقوا الله، وتتّبعوا سنّتي وسنّة الخلفاء من بعدي الهادية، المهديّة، وعضّوا عليها بالنّواجذ، واسمعوا لهم وأطيعوا، وإنّ كلّ بدعةٍ ضلالةٌ.
له شاهدٌ من حديث العرباض بن سارية، رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، وابن ماجة في صحيحه، وقال التّرمذيّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قوله: عضّوا عليها بالنّواجذ: أي: اجتهدوا على السّنّة، والزموها، واحرصوا عليها كما يلزم العاضّ على الشّيء بنواجذه خوفًا من ذهابه، والنّواجذ: بالنّون، والجيم، والذّال المعجمة، هي: الأنياب، وقيل: الأضراس.
248- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا أبو الأشهب، حدّثني سعيد بن خثيمٍ، عن رجلٍ من أهل الشّام، أنّ رجلاً من أصحابه حدّثه، قال: خطبنا نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم خطبةً مضت منها الجلود، وذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قال: فقلنا: يا نبيّ الله، كأنّ هذا منك وداعٌ، فلو عهدت إلينا؟ قال: اتّقوا الله والزموا سنّتي، وسنّة الخلفاء من بعدي الهادية المهديّة، فعضّوا عليها بالنّواجذ، وإن استعملوا عليكم حبشيًّا مجدعًا، فاسمعوا له وأطيعوا، فإنّ كلّ بدعةٍ ضلالةٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
249- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: وحدّثنا داود بن رشيد، فنا أبو حيوة، عن أرطاة، عن أبي الضحاك قال: أتيت ابن عمر فسألته عن شيء من العلم فقال: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الشام. قال: أن أي أهل الشام؟ قلت: من حمص. قال: من حمص، جئت تطلب العلم من هاهنا؟! قلت: ما يمنعني أن أطلب العلم من مثلك وأنت صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: فإني أخبرك أن العاصية الأولى ساروا تلو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى نزلوا الشام، ثم جندك خاصة، فانظر ما كانوا عليه فانته إليه.
250- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يسرني باختلاف أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم حمر النّعم، لأننا إن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا، وإن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا.
251- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الوليد النقرشيّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، أخبرني زهير بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، أنّه أخبره، أنّه كان يرى ابن عمر محلولٌ زرّ قميصه، فسئل عن ذلك، فقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعله.
251/2- قلت: رواه البزّار في مسنده، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ... فذكره.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه: عن الوليد، عن زهيرٍ، به.
251/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: عن محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا صفوان بن صالحٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا زهير بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، قال: رأيت ابن عمر محلول الأزرار فسألته عن ذلك، فقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي كذلك.
ورواه البيهقيّ، وغيره عن زهير بن محمّدٍ... فذكره.
252- وقال أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيعٍ وأحمد بن حنبلٍ: عن يزيد بن هارون، حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن الحكم، عن مجاهدٍ، قال: كنّا مع ابن عمر، فمرّ بمكانٍ، فحاد عنه فذكرنا ذلك له، فقال: إنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا مرّ بهذا المكان حاد عنه ففعلت كما فعل.
رواه أحمد بن حنبلٍ والبزّار بإسنادٍ جيّدٍ.
قوله حاد عنه بالحاء والدّال المهملتين أي: تباعد وأخذ يمينًا أو شمالاً.
253- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: القصد في السّنّة خيرٌ من الاجتهاد في البدعة.
قلت: رواه الحاكم موقوفًا من حديث عبد الله بن مسعودٍ، وقال: صحيح الإسناد على شرطهما.
254- قال مسدّد: وحدّثنا عبد المؤمن أبو عبيدة، حدثني مهدي بن أبي مهدي، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: ما يأتي على الناس من عام إلاّ أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن.
هذا إسناد ضعيف، لجهالة عبد المؤمن.
255- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا هشام بن سليمان، حدّثنا أبو رافع، عن صالح بن جبير قال: وقف ابن مسعود على قوم يقص بعضهم على بعض فقال: والله لقد فضلتم أصحاب محمدا علماً! ولقد ابتدعتم بدعة ظلمًا، اتبعوا ولا تبتدعوا، والله لئن اتبعتم لقد سبقتم سبقًا بينًا، ولئن ابتدعتم لتد ظلمتم ظلماً بعيدا - أو قال: ضللتم ضلالا بعيدًا - الشك من أبي عبد الله.
256- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثني أبو حنيفة، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الدّالّ على الخير كفاعله.
قلت: له شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
ورواه صاحب مسند الشّهاب لكن من حديث أبي مسعودٍ الأنصاريّ، وهو في صحيح مسلمٍ، وغيره بمعناه.
257- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحكم، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الخصيب بن جحدرٍ، عن راشد بن سعدٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من شيءٍ يعبد تحت ظلّ السّماء، أبغض إلى الله، عزّ وجلّ، من هوًى متّبعٍ.
رواه الطّبرانيّ في الكبير، وابن أبي عاصمٍ في كتاب السّنّة.
4- باب عصمة الإجماع من الضلالة
258- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن الشيباني، عن ابن بشير بن عمرو سمعت أبي يقول: إن أبا مسعود... فذكر الحديث وفيه: فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة.
258/2- قال: وأنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا شريك، عن قيس بن بشير بن عمرو، عن أبيه قال: لقيت أبا مسعود... فذكر الحديث، فقال: وإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم على ضلالة.
259- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن يحيى بن عبيد الله التّيميّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله أجاركم من ثلاثةٍ: أن تستجمعوا على ضلالةٍ كلّكم، وأن يظهر أهل الباطل على أهل الحقّ، وأن أدعو عليكم بدعوةٍ فتهلكوا، وأبدله بهذا: الدّابّة، والدّجّال، والدّخان.
5- باب طلب العلم فريضة على كل مسلم
260- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا الحكم بن القاسم، عن المستلم بن سعيدٍ الواسطيّ، عن زياد بن أنسٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: طلب العلم فريضةٌ على كلّ مؤمنٍ، والله يحبّ إغاثة الملهوف.
260/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن سعيد بن عبد الكريم، عن أبي عمّارٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلمٍ، وطالب العلم - أو صاحب العلم - يستغفر له كلّ شيءٍ حتّى الحوت في البحر.
260/3- قال: وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدميّ، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا زيادٌ... فذكره دون قوله: والله يحبّ... إلى آخره.
قلت: وكذا رواه ابن ماجة في سننه من طريق كثير بن شنظيرٍ، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالكٍ.
وكذا رواه القضاعيّ في كتابه مسند الشّهاب من طريق المثنّى بن دينارٍ، عن أنسٍ، مرفوعًا.
ورواه البزّار في مسنده من طريق زياد بن عبد الله النّميريّ - وقد وثّق - كما رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر.
261- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هذيل بن إبراهيم الجمّانيّ، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، عن حمّاد بن أبي سليمان، عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلمٍ.
6- باب ما جاء في العلم وطلبه وحفظه وتعلمه وتعليمه وفضل العلماء والمتعلمين
262- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، سمعت معبدًا الجهنيّ، يقول: كان معاوية قلّما يحدّث، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكان له في الجمع كلامٌ يتكلّم به، يرويه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين، وإنّ هذا المال خضرٌ حلوٌ، فمن أخذه بحقّه بورك له فيه، وإيّاكم والتّمادح، فإنّ التّمادح فيه الذّبح.
262/2- رواه مسدّد: حدّثنا يحيى، عن محمد بن عجلان، حدثني محمد بن كعب، سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب بالمدينة يقول: تعلمن أيها الناس: أنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذا الجد منك الجد، من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.
262/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن عثمان بن حكيمٍ الأنصاريّ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، قال: قام معاوية عام حجّ، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول على هذه الأعواد: اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، من يرد الله به يفقّهه في الدّين.
262/4- قال: وحدّثنا شجاعٌ أبو بدرٍ، عن عثمان بن حكيمٍ، عن أبي زيادٍ مولى الحارث بن عيّاشٍ، ومحمّد بن كعبٍ، عن معاوية، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول على هذه الأعواد: اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين.
262/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا الوليد، عن ثورٍ، عن خالد بن معدان، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: الله، عزّ وجلّ، لا يغلب، ولا يخلب، ولا ينبّأ بما لا يعلم، من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين، ومن لم يفقّه لم يبال به.
قلت: من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين في الصّحيحين وغيرهما.
262/6- ورواه الطّبرانيّ في الكبير ولفظه: قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يا أيّها النّاس، إنّما العلم بالتّعلّم، والفقه بالتّفقّه، ومن يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين، وإنّما يخشى الله من عباده العلماء.
وفي إسناده راوٍ لم يسمّ.
263- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا إسماعيل، عن عبد الحميد بن عبد الرّحمن حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبي الرّدين، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من قومٍ يجتمعون، يتلون كتاب الله، عزّ وجلّ، ويتعاطونه بينهم، إلاّ كانوا أضيافًا للّه، عزّ وجلّ، وإلاّ حفّت بهم الملائكة، حتّى يقوموا أو يخوضوا في حديثٍ غيره، وما من عبدٍ يخرج من بيته إلى مسجد جماعةٍ، فيؤدّي فيه صلاةً مفروضةً، إلاّ سهّل الله، عزّ وجلّ، له طريقًا إلى الجنّة، وما من عبدٍ يغدو في طلب علمٍ، مخافة أن يموت أو في إحياء سنّةٍ مخافة أن تدرس، إلاّ كان كالغازي الرّائح في سبيل الله، ومن يبطئ به عمله لا يسرع به نسبه.
قلت: رواه الطّبرانيّ في الكبير من طريق إسماعيل بن عيّاشٍ به.
264- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الهذيل بن إبراهيم الجمّانيّ، حدّثني مجاشع بن يوسف، حدّثني يزيد بن ربيعة الدّمشقيّ، عن واثلة بن الأسقع اللّيثيّ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من طلب علمًا فأدركه، أعطاه الله كفلين من الأجر، ومن طلب علمًا فلم يدركه، أعطاه الله، عزّ وجلّ، كفلاً من الأجر ففسّره، قال: من طلب علمًا فأدركه أعطاه الله أجر ما علم وأجر ما عمل، ومن طلب علمًا فلم يدركه أعطاه الله أجر ما علم وسقط عنه أجر ما لم يعمل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف يزيد بن ربيعة الدّمشقيّ، ورواه الطّبرانيّ في الكبير ورجاله ثقاتٌ وفيهم كلامٌ.
265- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا يوسف بن خالدٍ البصريّ، عن مسلمة بن قعنبٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما عبد الله بشيءٍ أفضل من تفقّهٍ في دينٍ.
266- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا يزيد بن عياضٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن سليمان بن يسارٍ،عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما عبد الله بشيءٍ، أفضل من فقهٍ في دينٍ، والفقيهٌ أشدّ على الشّيطان من ألفٍ عابد.
267- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد: حدّثنا يزيد بن عياضٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن سليمان بن يسارٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لكلّ شيءٍ عمادٌ، وعماد هذا الدّين الفقه.
قلت: روى الدّارقطنيّ والبيهقيّ، هذا الحديث والّذي قبله، فجعلهما حديثًا واحدًا ومدار الطّريقين على يزيد بن عياض بن جعدبه، وهو ضعيفٌ، بل كذّبه الإمام مالكٌ، ويحيى بن معينٍ، وقال البخاريّ: منكر الحديث.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه التّرمذيّ، وابن ماجة، والبيهقيّ.
268- وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا جرير بن حازم، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: من كان عنده علم فليعمل بعلمه، ومن لم يكن عنده علم - أو قال: من سئل عما لم يكن له به علم - فليقل: الله أعلم، فإن الله - عز وجل - قال لنبيه صلّى الله عليه وسلّم: {قل لاّ أسألكم عليه أجرًا إلاّ المودّة في القربى}.
رجاله ثقات.
269- قال: وحدّثنا همّامٌ، وحمّاد بن سلمة، وشعبة، عن عاصمٍ، عن زرّ بن حبيشٍ، قال: غدوت على صفوان بن عسّالٍ المراديّ، فقال: ما جاء بك يا زرّ؟ قلت: ابتغاء العلم قال: أفلا أبشّرك؟ - قال أبو داود وقال حمّاد بن سلمة: ولم يقله أحدٌ منهم، ورفع الحديث - إنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضًى لطالب العلم بما يصنع.
269/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، قال: أتيت صفوان بن عسّالٍ المراديّ، فقال: ما جاء بك؟ فقال: ابتغاء العلم، فقال: إنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرنا إذا كنّا في سفرٍ أن لا ننزع أخفافنا ثلاثة أيّامٍ، إلاّ من جنابةٍ، ولكن من غائطٍ، وبولٍ، ونومٍ، قال: قلت: يا رسول الله، رجلٌ أحبّ قومًا ولمّا يلحق بهم، قال: هو مع من أحبّ.
قلت: رواه التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة باختصارٍ من طريق عاصم بن أبي النّجود.
269/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا ابن خزيمة حدّثنا محمّد بن يحيى، ومحمّد بن رافعٍ، قالا: حدّثنا عبد الرّزّاق: أنبأنا معمرٌ، عن عاصمٍ... فذكره.
ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد.
269/4- ورواه الإمام أحمد بن حنبلٍ والطّبرانيّ بإسنادٍ جيّدٍ ولفظه قال صفوان بن عسّالٍ: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في المسجد متّكئٌ على بردٍ له أحمر، فقلت له: يا رسول الله، إنّي جئت أطلب العلم، فقال: مرحبًا بطالب العلم، إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة بأجنحتها، ثمّ يركب بعضهم بعضًا، حتّى يبلغوا السّماء الدّنيا من محبّتهم لما يطلب.
270- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الدرداء - قال: لا أدري رفعه أم لا - قال: من فقه المرء ممشاه ومدخله ومخرجه.
271- قال ابن أبي عمر: وحدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال: قال عمر بن الخطاب: لأن أكون سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قوم يقولون: نقر بالزكاة ولا نؤديها إليك، أيحل لنا قتالهم؟ وعن الكلالة، وعن الخليفة بعده، أحب إلي من حمر النّعم.
272- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن ورقاء الخولانيّ، عن أنسٍ، قال: بينا نحن نقرأ، فينا العرب والعجم، والأبيض والأسود، خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أنتم في خيرٍ تقرؤون كتاب الله، وتذكرون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وسيأتي على النّاس زمانٌ، يثّقّفونه كما يثّقّف القدح، يتعجّلون أجورهم، ولا يتأجّلونه.
قلت: ابن لهيعة ضعيفٌ.
273- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عمرو بن محمّدٍ وعبيد الله بن موسى، قالا: حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد السّاعديّ، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقرئ بعضنا بعضًا، فقال: الحمد للّه، كتاب الله واحدٌ، فيكم الأحمر والأسود اقرؤوا - ثلاث مرّاتٍ - من قبل أن يأتي قومٌ يقيمون حروفه، كما يقام السّهم يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه.
273/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميدٍ، قالا: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة... فذكره.
وسيأتي في كتاب فضائل القرآن إن شاء الله تعالى.
هذا إسنادٌ مداره على موسى بن عبيدة، وهو ضعيفٌ.
274- قال إسحاق: وأنبأنا بقية بن الوليد، حدثني خالد بن يزيد الفزاري، عن الحسن أن عمر بن الخطاب رد على أبيّ بن كعب قراءة آية، فقال أبيٌّ: لقد سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنت يلهيك يا عمر الصفق بالبقيع! فقال عمر: صدقت، إنما أردت أن أجربكم، هل فيكم من يقول الحق. فلا خير في أمير لا يقال عنده الحق ولا يقوله.
هذا منقطع.
275- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن، حدّثنا من كان يقرئنا من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّهم كانوا يقرؤون من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشر آياتٍ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتّى يعلموا ما في هذا من العمل والعلم، قال: فعلّمنا العمل والعلم.
276- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثني محمّد بن عبد الله المخرميّ، حدّثنا الأسود بن عامرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن عطاءٍ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد الله،- يعني ابن مسعودٍ - قال: كنّا إذا تعلّمنا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشرًا آيات، لم نتجاوز الّتي بعدها حتّى نعلم ما نزلت في هذه، قيل لشريكٍ: والعمل؟ قال: نعم.
276/2- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ... فذكره بالإسناد والمتن.
277- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا حماد بن زيد، عن جعفر بن ميمون، حدّثنا الرقاشي قال: كان أنس مما يقول لنا - إذا حدثنا هذا الحديث - إنه والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك. يعني يقعد أحدكم تتجمعون حوله، فيخطب. إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حلقًا حلقًا يقرءون القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن.
هذا الإسناد فيه يزيد بن أبان الرقاشى، وهو ضعيف.
278- قال أبو يعلى: وحدّثنا إبراهيم السامي، حدّثنا يحيى بن ميمون، حدّثنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لابن عباس: يا غلام يا غليم - أو يا غليم يا غلام - احفظ عني كلمات... فذكر الحديث في المعجم.
قلت: علي بن زيد ضعيف.
279- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا أبو عتبة، عن حميد بن أبي سويدٍ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: علّموا، ولا تعنّفوا، فإنّ المعلّم خيرٌ من المتعبّد.
279/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ الحمصيّ، حدّثنا حميد بن أبي سويدٍ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علّموا، ولا تعنّفوا، فإنّ المعلّم خيرٌ من المعنّف.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف حميد بن أبي سويدٍ.
280- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا شعبة، عن أبي عبد الله الشّاميّ سمعت معاوية يخطب وهو يقول: يا أهل الشّام حدّثني الأنصاريّ - يعني زيد بن أرقم - أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ حتّى يأتي أمر الله – عز وجل - وإنّي أراكموهم يا أهل الشّام.
281- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد الرّحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المسجد وقومٌ يذكرون الله، وقومٌ يذاكرون الفقه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كلا المجلسين على خيرٍ، أمّا الّذين يذكرون الله - تعالى - ويسألون ربّهم، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يعلّمون النّاس ويتعلّمون، وإنّما بعثت معلّمًا، وهذا أفضل فقعد معهم.
رواه ابن ماجة من طريق الأفريقيّ، به فلم يقل: وهذا أفضل.
281/2- ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا محمد بن بكار، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي... فذكره.
قلت: الأفريقي ضعيف.
والضرب على هذا... والصواب إبقاؤه للزيادة التي فيه: هذا أفضل.
282- قال الطّيالسيّ: حدّثنا الصّعق بن حزنٍ، عن عقيلٍ الجعديّ، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عبد الله، أتدري أيّ عرى الإسلام أوثق؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم قال: الولاية في الله والحبّ في الله، والبغض في الله، أتدري أيّ النّاس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ أعلم النّاس أعلمهم بالحقّ إذا اختلف النّاس، وإن كان مقصّرًا في العلم، وإن كان زحف على استه.
282/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني الصّعق بن حزنٍ البكريّ، حدّثني عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق السّبيعيّ، عن سويد بن غفلة، عن عبد الله، قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا ابن مسعودٍ تدري أيّ عرى الإيمان أوثق؟ فقلت: لبّيك يا رسول الله، الله ورسوله أعلم حتّى قال لي ثلاثًا، قال: فإنّ أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله، والبغض في الله ثمّ قال لي: يا ابن مسعودٍ قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: أتدري أيّ النّاس أفضل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، حتّى قالها ثلاثًا قال: فإنّ أفضلهم علمًا إذا فقهوا في دينهم، ثمّ قال لي: يا ابن مسعودٍ قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: تدري أيّ النّاس أعلم؟ حتّى قالها لي ثلاثًا، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ أعلمهم أبصرهم بالحقّ إذا اختلف النّاس، وإن كان مقصّرًا في العمل، وإن كان يزحف على استه.
282/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان، حدّثنا الصّعق... فذكره بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة ومتنه.
283- قال أبو يعلى: وحدّثنا عقبة، حدّثنا مسعدة بن اليسع، عن شبل بن عبّادٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، أنّ رجلاً جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أيّ النّاس أعلم؟ قال: من يجمع علم النّاس إلى علمه، وكلّ صاحب علمٍ غرثان.
قلت: غرثان هو بفتح الغين المعجمة والثّاء المثلّثة، وآخره نونٌ، جائع.
قال صاحب الغريب: غرث غرثًا: جاع، وهو غرثان.
284- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدثني شعبة، حدثني فراس، عن عامر، عن مسروق أن عبد الله قرأ: إن معاذًا كان أمة قانتًا قال فروة بن نوفل: نسي، إن إبراهيم، فقال عبد الله: ما نسيت، إنا كنا نشبهه بإبراهيم. وسئل عبد الله عن الأمة. فقال: معلم الخير، وسئل عن القانت. فقال: المطيع لله – تعالى - ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد رجاله تقات.
285- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن محمّد بن عبد الله المراديّ، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، قال: قال عمّار بن ياسرٍ: لمّا هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فلقد رأيتنا نعلّمه إماء أهل المدينة.
285/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن محمّد بن عبد الله المراديّ، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن عمّارٍ، قال: هجانا المشركون، فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اهجوهم كما هجوكم.
286- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو أسامة، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي قتادة، وأبي الدّهماء، قالا: أتينا على رجلٍ من أهل البادية - وكانا يكثران السّفر - فقال البدويّ: أخذ بيدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعل يعلّمني ممّا علّمه الله، فكان ممّا حفظت عنه، أن قال: إنّك لن تدع شيئًا اتّقاء الله إلاّ أعطاك الله خيرًا منه.
286/2- قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى: عن سويد بن نصرٍ، عن عبد الله، عن سليمان بن المغيرة.
287- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن طاووسٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علّموا، ويسّروا، ولا تعسّروا - قالها ثلاثًا - فإذا غضبت فاسكت.
ورواه أبو داود الطّيالسيّ، ومسدّدٌ، وأحمد بن حنبلٍ، وسيأتي بطرقه في كتاب الأدب.
288- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الله بن عونٍ، حدّثنا محمّد بن الفضل، عن زيدٍ العميّ، عن جعفرٍ العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فضل العالم على العابد كفضلي على أمّتي.
قلت: رواه التّرمذيّ من حديث أبي أمامة الباهليّ، فقال: كفضلي على أدناكم.
وزيدٌ العميّ ضعيفٌ.
289- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن محمّد بن حيّان، حدّثني محمّد بن عمر بن عبد الله الرّوميّ، سمعت الخليل بن مرّة، يحدّث، عن مبشر، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: فضّل العالم على العابد سبعين درجةً، ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض.
290- قال: وحدّثنا عمرو بن حصين، حدّثنا ابن علاقة، حدّثنا خصيفٌ، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من حفظ على أمّتي أربعين حديثًا ممّا ينفعهم من أمور دينهم، بعث يوم القيامة من العلماء، وفضّل العالم على العابد سبعين درجةً، الله أعلم ما بين كلّ درجتين.
قلت: روى هذا الحديث جماعةٌ من الصّحابة منهم: عليّ بن أبي طالبٍ، وابن مسعودٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبو الدّرداء، وابن عمر، وابن عبّاسٍ، وأبو سعيدٍ الخدريّ، وأنس بن مالكٍ، بطرقٍ كثيراتٍ برواياتٍ متنوّعاتٍ، واتّفق الحفّاظ على أنّه حديثٌ ضعيفٌ، وإن كثرت طرقه.
291- وقال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن إبراهيم الشّاميّ العبادانيّ، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن نوح بن ذكوان، عن أخيه أيّوب، عن الحسن، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم عن الأجود، الأجود؟ الله الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل علم علمًا، فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمّةً واحدةً، ورجلٌ جاد بنفسه في سبيل الله، عزّ وجلّ، حتّى يقتل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، أيّوب بن ذكوان، قال فيه أبو حاتمٍ: مجهولٌ ليس بشيءٍ، وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًّا يجب التنكب عن حديثه وحديث أخيه، وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي عن الحسن كلّ معضلةٍ. وقال الذّهبيّ: واهٍ.
292- قال أبو يعلى: وحدّثنا الحسن بن الصّبّاح، عن إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن مغيرة بن يونس، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: العالم والمتعلّم شريكان في الخير، وسائر النّاس لا خير فيهم.
قلت: له شاهدٌ من حديث أبي أمامة الباهليّ، رواه ابن ماجة في سننه.
وقوله: ولا خير في سائر النّاس أي في بقيّة النّاس بعد العالم والمتعلّم، وهو قريب المعنى من قوله: الدّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها إلاّ ذكر الله وما والاه، وعالمًا ومتعلّمًا.
293- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو همّام، حدّثنا الوليد عن رجلٍ - سمّاه أبو همّامٍ، فانقطع في كتابي - عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدّرداء، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من خرج يريد علمًا يتعلّمه، فتح له بابٌ إلى الجنّة، وفرشته الملائكة أكنافها، وصلّت عليه ملائكة السّماوات، وحيتان البحور، وللعالم من الفضل على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكبٍ في السّماء، العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا، ولا درهمًا، ولكنّهم ورّثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظّه، موت العالم مصيبةٌ لا تجبر، وثلمةٌ لا تسدّ، وهو نجمٌ طمس، موت قبيلةٍ أيسر من موت عالمٍ.
قلت: رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة دون قوله موت العالم... إلى آخره، وكذا رواه ابن حبّان في صحيحه، والبيهقيّ في شعب الإيمان كلّهم من طريق كثير بن قيسٍ، عن أبي الدّرداء، به.
وقال التّرمذيّ: لا نعرفه إلاّ من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس إسناده عندي بمتّصلٍ، إنّما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميلٍ، عن كثير بن قيسٍ.
قال الحافظ المنذريّ: ومن هذه الطّريق، رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، وابن ماجة في صحيحه، وغيرهم.
قال: وقد روي عن الأوزاعيّ، عن كثير بن قيسٍ، عن يزيد بن سمرة، عنه وعن الأوزاعيّ، عن عبد السّلام بن سليمٍ، عن يزيد بن سمرة، عن كثير بن قيسٍ، عنه قال. البخاريّ: هذا أصحّ.
وروي غير ذلك، وقد اختلف في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا ذكرت بعضه في مختصر السّنن، وبسطته في غيره، والله أعلم.
7- باب ما جاء في الرحلة في طلب العلم
فيه حديث ابن عباس وسلمان سيأتيا في كتاب علامات النبوة في باب: ما كان عند أهل الكتب من أمر نبوته صلّى الله عليه وسلّم.
294- وقال مسدّدٌ: حدّثنا معاذ، حدّثنا مكنس، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين قال: كان ابن عباس يأتي أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم في طلب العلم فيقال له: إنه نائم، فنوقظه لك؟ قال لا، ويضع ثوبه تحت رأسه وينام على بابه حتى يخرج.
294/2- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، حدّثنا جرير، عن يعلى، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت لرجل من الأنصار: فلنسأل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فيهم؟ قال: فتركت ذلك، فأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الحديث، فإن كان ليبلغني عن الرجل فنأتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما جاء بك؟ ألا أرسلت إليّ فآتيك؟! فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث، فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني، فقال: هذا الفتى كان أعقل مني.
هذا إسناد رجاله ثقات، ويعلى هو ابن حكيم الثقفي، وجرير هو ابن حازم، ويزيد هو ابن هارون.
295- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن جريجٍ، سمعت أبا سعيدٍ الأعمى، يحدّث، عطاء بن أبي رباحٍ، يقول: خرج أبو أيّوب إلى عقبة بن عامرٍ - وهو بمصر - يسأله عن حديثٍ سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لم يبق أحدٌ سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غيره، وغير عقبة فلما قدم أتى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري، وهو أمير مصر، فأخبر به فعجل إليه فعانقه ثم قال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم غيري وغير عقبة، فابعث إليّ من يدلّني على منزله، قال: فبعث معه، من يدلّه على منزل عقبة، فأخبر عقبة به فعجّل، فخرج إليه فعانقه، وقال: ما جاء بك يا أبا أيّوب؟ فقال: حديثٌ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لم يبق أحدٌ سمعه غيري وغيرك في ستر المؤمن، قال عقبة: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من ستر مؤمنًا في الدّنيا على خزيةٍ، ستره الله يوم القيامة فقال له أبو أيّوب: صدقت، ثمّ انصرف أبو أيّوب إلى راحلته، فركبها راجعًا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلدٍ إلاّ بعريش مصر.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة أبي سعدٍ - وقيل: أبي سعيدٍ - المكّيّ الأعمى.
296- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ، عن مكحولٍ، قال: ركب عقبة بن عامرٍ إلى مسلمة بن مخلدٍ، وهو أميرٌ بمصر، فذكر شيئًا كان بينه وبين البوّاب فسمع صوته، فأذن له فدخل، فقال: إنّي لم أجئك زائرًا، إنّما جئتك لحاجةٍ، أتذكر كذا وكذا، أتذكر يوم قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من علم من أخيه سيئةً فستره، ستره الله بها يوم القيامة؟ قال: نعم، فانصرف.
296/2- قال: وأنبأنا يزيد، أنبأنا ابن عونٍ، عن مكحولٍ، عن عقبة، ومسلمة بنحوه غير أنه قال: أتذكر يوم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من علم من أخيه شيئًا....
296/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا سعيدٌ، حدّثني عبد الله بن الوليد، عن عبد الملك بن فارع، أنّ أبا صيّادٍ، حدّثه، أنّه كان عند مسلمة يومًا نصف النّهار، إذ دخل عليه رجلٌ على راحلةٍ له، فاستأذن على مسلمة، فقال: يا مسلمة، فأمر مسلمة بن مخلدٍ جاريةً له، فقال: انظري من هذا؟ فقالت: شيخٌ قدم على راحلةٍ له، فقال: ادعي لي مسلمة، فقالت: أدعو لك الأمير؟ فدخلت إليه فأخبرته، فقال: ارجعي إليه فسليه، من أنت؟ فرجعت، فقال: أنا فلانٌ، فقام مسلمة سريعًا، وكان الرّجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من ستر عورة مؤمنٍ وإنّي شككت فيها، وكان أقرب القوم إليه يومئذٍ عقبة بن عامرٍ، فأحببت أن أسأله عنها لأتثبّت، قم معي يا مسلمة إليه، قال: بل أرسل إليه فيأتيني، فقال لقد أعجبك سلطانك، فمرّ أبا صيّادٍ ينطلق معي إلى عقبة، فلمّا رآه عقبة رحّب به، وأخذ بيده، فقال الرّجل: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من ستر عورة مؤمنٍ، ستره الله من حرّ يوم القيامة، فقال عقبة: هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
296/4- قلت: ورواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، وابن أبي عديٍّ، عن ابن عونٍ... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن أنيسٍ، وسيأتي في كتاب القيامة في باب: الجنة، إن شاء الله تعالى.
296/5- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا كثير بن هشامٍ، حدّثنا جعفرٌ، حدّثنا يحيى أبو هشامٍ الدّمشقيّ، قال: جاء رجلٌ من أهل المدينة إلى مصر، فقال لحاجب أميرها: قل للأمير يخرج إليّ! فقال الحاجب: ما قال لنا أحدٌ هذا منذ نزلنا هذا البلد غيرك، إنّما كان يقال: استأذن لنا على الأمير، قال: ائته فقل له: هذا فلانٌ بالباب، قال: فخرج إليه الأمير، فقال: إنّما أتيتك أسألك عن حديثٍ واحدٍ فيمن يستر عورة مسلمٍ.
297- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي، حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، حدّثنا جندب قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، وإذا الناس في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حلق حلق يتحدثون، قال: فجعلت أمضي إلى الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبين كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسى عليهم، قالها ثلاث مرات، قال: فجلست إليه فتحدث مما قضي له، ثم قام، فلما قام سألت عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبيّ بن كعب سيد المسلمين، فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رث المنزل ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام، ثم سألني ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكثر شيء سؤالا. قال: فلما قال ذلك غضبت فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة ورفعت يدي، فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهمونا،
وقالوا لنا فبكى أبي، وجعل يترضاني وقال: ويحك لم أذهب هناك، ثم قال: إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أخاف فيه لومة لائم، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفت عنه، وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه، قال: فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي، فإذا السكك غاصة بالناس، لا آخذ في سكة إلاّ يلقاني الناس، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: نحسبك غريبًا. قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين أبيّ بن كعب، قال: فلقيت أبا موسى بالعراق، فحدثته بالحديث، فقال: والهفاه ألا كان بقي حتى يبلغنا مقالة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد رجاله ثقات.
8- باب سماع الحديث وتبليغه بأدب والتطيب له
298- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن عمر بن سليمان، سمعت عبد الرّحمن بن أبانٍ، عن أبيه، قال: خرج زيد بن ثابتٍ من عند مروان قريبًا من نصف النّهار، فقلنا: ما بعث إليه إلاّ لشيءٍ سأله، فقمت إليه فسألته، فقال: أجل سألنا عن أشياء سمعتها أو سمعناها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: نضّر الله امرأ سمع منّا حديثًا، فحفظه حتّى يبلّغه غيره، فربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ، ثلاث خصالٍ لا يغلّ عليهنّ قلب مسلمٍ أبدًا: إخلاص العمل للّه، عزّ وجلّ، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم، ومن كانت نيّته الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدّنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت نيّته الدّنيا فرّق الله أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدّنيا إلاّ ما كتب له وسألناه عن صلاة الوسطى، فقال: هي الظّهر.
298/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثني عمر بن سليمان بن فلانٍ من ولد عمر بن الخطّاب، عن عبد الرّحمن بن أبانٍ... فذكره.
298/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا عمر بن محمّدٍ الهمدانيّ، حدّثنا بندارٌ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة... فذكره.
ورواه البيهقيّ بتقديمٍ وتأخيرٍ.
وروى صدره إلى قوله: ليس بفقيهٍ، أبو داود، والتّرمذيّ، وحسّنه، والنّسائيّ، وابن ماجة بزيادةٍ عليهم، كلّهم من طريق أبانٍ، ولم يذكر أحدٌ من أصحاب السّنن الأربعة قصّة الصّلاة الوسطى.
299- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد السّلام، عن الزّهريّ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالخيف من منًى، فقال: نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، ثمّ بلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقهٍ لا فقه له، ثلاثٌ لا يغلّ عليهنّ قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنّصيحة لأولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تكون من ورائه.
299/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عبد السّلام... فذكره، إلاّ أنّه قال: فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم.
299/3- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: قال محمّد بن مسلم، عن محمّد بن جبيرٍ... فذكره.
299/4- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق: حدّثني عمرو بن أبي عمرٍو مولى المطّلب، عن عبد الرّحمن بن الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ... فذكره.
299/5- قلت: رواه ابن ماجة في سننه، عن محمّد بن عبد الله بن نميرٍ... فذكره بإسناده ومتنه دون قوله: ثلاثٌ لا يغلّ عليهنّ... إلى آخره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد السّلام، وهو ابن أبي الجنوب، لكن لم ينفرد به عبد السّلام، عن الزّهريّ.
299/6- فقد رواه الحاكم في المستدرك: عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، عن نعيم بن حمّادٍ، عن إبراهيم بن سعدٍ، عن صالح بن كيسان، عن الزّهريّ... فذكره.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرجاه.
قلت: إنّما أخرج البخاريّ لنعيمٍ مقرونًا بغيره، وإنّما روى له مسلمٌ في مقدّمة كتابه، كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجة، وعبد الرّحمن بن الحويرث مجهولٌ ما علمته.
ورواه أحمد بن حنبلٍ من طريق صالح بن كيسان، عن الزّهريّ.
300- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن صفوان بن عمرٍو، عن أبي هزان، عن معاوية: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّما أنا مبلّغٌ والله، عزّ وجلّ، يهدي، وقاسمٌ، والله تعالى يعطي، فمن بلّغه عنّي بحسن هدًى وحسن رعةٍ، فذلك الّذي يبارك الله له، ومن بلّغه عنّي بسوءٍ رعةٍ وسوء هدًى، فذاك الّذي لا يبارك الله له، وهو كالآكل لا يشبع.
301- قال: وحدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء - هو ابن عازب - قال: ليس كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكن حدثنا أصحابنا وكانت تشغلنا رعية الإبل.
301/2- قال أحمد بن حنبل: حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان... فذكره.
302- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا مسعرٌ، سمعت شيخًا، يقول: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: كان في كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترتيلٌ وترسيلٌ.
302/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا مسعرٌ... فذكره.
وهو إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
303- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، حدّثنا سعيد الجريريّ، عن أبي نضرة، حدّثني من شهد خطبة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أيّام التّشريق - شكّ الجريريّ - أنّه قال: إنّ ربّكم واحدٌ، ليس لعربيّ على عجميّ فضلٌ إلاّ بتقوى الله، عزّ وجلّ، ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم قال: فليبلّغ الشّاهد الغائب، ثمّ قال: أيّ يومٍ هذا؟ قالوا: يومٌ حرامٌ، قال: فأيّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ قال: فأيّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرامٌ قال: فإنّ دماءكم وأموالكم - قال الجريريّ: أحسبه قال: وأعراضكم - عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم قال: فليبلّغ الشّاهد الغائب.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، غير سعيد بن إياسٍ الجريريّ فإنه اختلط بأخرةٍ، ولم يعلم حال عبد الوهّاب بن عطاءٍ، هل روى عنه قبل الاختلاط، أو بعده، فيتوقّف في حديثه.
وسيأتي لهذا الحديث شواهدٌ في كتاب الحجّ إن شاء الله تعالى.
304- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مثل الّذي يسمع الحكمة فيحدّث بشرّ ما سمع، مثل رجلٍ أتى راعيًا، فقال: يا راعي، أجزرني شاةً من غنمك، فقال: اذهب فخذ بأذن خيرها شاةً، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم.
قلت: عليّ بن زيد بن جدعان ضعيفٌ.
305- قال: وحدّثنا أبو الربيع الزهراني، حدّثنا نوح بن قيس، حدّثنا يزيد الرقاشي، عن أنس قال: كنا قعودًا مع نبي الله صلّى الله عليه وسلّم - فعسى أن يكون قال: ستين رجلا - فيحدثنا الحديث، ثم يدخل لحاجته فيراجعه بيننا هذا، ثم هذا فيقوم كأنما زرع في قلوبنا.
قلت: يزيد بن أبان الرقاشى ضعيف.
306- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا حسين المعلم قال: كان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك، فإذا جاء الحديث خشع.
307- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا المقدمي عبد الله، حدّثنا جعفر، عن ثابت، قال: كنت إذا أتيت أنسًا دعا بطيب فمسح بيديه وعارضيه.
9- باب في الصدق وتحريم الكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفيمن رد شيئا من أمره
308- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عامر بن سعدٍ، سمعت عثمان بن عفّان يقول: والله ما يمنعني أن أحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ألا أكون أوعاهم لحديثه، ولكنّي أشهد أنّي سمعته، يقول: من قال عليّ ما لم أقل، فليتبوّأ مقعده من النّار.
308/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عامر بن سعدٍ، سمعت عثمان بن عفّان، يقول: ما يمنعني أن أحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ألا أكون أوعى أصحابه، ولكن أشهد لسمعته يقول... فذكره.
308/3- قال: وحدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد... فذكره.
قلت: ورواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده من طريق ابن أبي الزّناد... به.
309- قال الطيالسى: وحدّثنا شعبة، أخبرني عون بن أبي جحيفة، سمعت أبي يقول: سمعت عليًّا، رضي الله عنه، يقول: إن أحدثكم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلأن أخر من السماء أحب إليّ أن أقول على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مالم يقل، وإذ أحدثكم برأي فإن الحرب خدعة.
309/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا الربيع بن سهل الفزاري، حدثني سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة: سمعت عليًّا على المنبر وأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين مالي أراك تستحيل على الناس استحالة الرجل على إبله، أبعهد من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم شيء رأيته؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت، ولا ضل بي، بل عهد من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهده إليّ، وقد خاب من أفترى.
هذا إسناد رجاله ثقات.
310- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حمّادٌ، عن أبي هارون العبديّ، سمعت أبا سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كذب عليّ متعمّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار.
قلت: أبو هارون العبديّ ضعيفٌ، واسمه: عمارة بن جوينٍ.
311- قال مسدّدٌ: وحدّثنا فضيلٌ، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمّارٍ، عن عمرو بن شرحبيلٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كذب عليّ متعمّدًا، ليضلّ به النّاس، فليتبوّأ مقعده من النّار.
312- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا ابن هبيرة، سمعت شيخًا من حمير يذكر أنّه سمع قيس بن سعدٍ الأنصاريّ وهو على مصر، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من كذب عليّ متعمّدًا، فيتبوّأ مضجعًا أو بيتًا في جهنّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
313- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد بن معبد بن أبي قتادة، سمعت عبد الله بن كعب بن مالكٍ، يحدّث أنّ أبا قتادة خرج عليهم، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من قال عليّ ما لم أقل، فليتبوّأ مقعده من النّار.
314- قال: وحدّثنا روحٌ، حدّثنا شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من كذب عليّ متعمّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار.
314/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله، حدّثنا روحٌ... فذكره.
314/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا روحٌ... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، واسم أبي الفيض: موسى بن أيّوب.
315- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد بن سعيدٍ، حدّثنا منصور بن دينارٍ، عن يزيد الفقير، قال: خرجت أنا وأصحابٌ لي حجّاجًا، فقلنا لو مررنا بأبي سعيدٍ - صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - قال: وكان وقع في قلوبنا من رأي الخوارج، فقلنا: يا صاحب رسول الله، هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول في أهل الأحداث من أهل هذه الدّعوة؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من كذب عليّ متعمّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار.
قلت: روى ابن ماجة في سننه المرفوع منه، حسب دون باقيه من طريق مطرّفٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ.
316- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا زكريّا بن أبي زائدة، حدّثنا خالد بن سلمة، أنبأنا مسلمٌ - مولى خالد بن عرفطة - أنّ خالد بن عرفطة، قال للمختار: هذا رجلٌ كذّابٌ، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من جهنّم.
316/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا محمّد بن بشرٍ... فذكره دون قوله: قال للمختار هذا رجلٌ كذّابٌ.
316/3- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا محمّد بن بشرٍ... فذكره.
317- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، وأبو أسامة، قالا: حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالمٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الّذي يكذب عليّ، يبنى له بيتٌ في النّار.
قلت: إسنادٌ حسنٌ.
317/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمر بن حفصٍ... فذكره.
318- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن خالد بن كثيرٍ، عن خالد بن دريكٍ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من تقوّل عليّ ما لم أقل، أو ادّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فليتبوّأ بين عيني جهنّم مقعدًا قيل: يا رسول الله، وهل لها عينان؟ قال: نعم، ألم تسمعوا إلى قول الله، عزّ وجلّ،: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا} فكففنا عن الحديث، حتّى أنكر ذلك من شأننا، فقال لنا: مالي لا أسمعكم تحدّثون؟ قلنا: يا رسول الله، وكيف نتحدّث وقد قلت ونحن لا نقيم الحديث، نقدّم ونؤخّر، ونزيد وننقص؟ قال: ليس ذلك عنيت، إنّما عنيت من أراد عيبي وشين الإسلام.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، خالد بن كثيرٍ، قال فيه أبو حاتمٍ: شيخٌ يكتب حديثه، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وخالد بن دريكٍ، وثّقه ابن معينٍ، والنّسائيّ، والذّهبيّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وأصبغ بن زيدٍ، وثّقه أحمد، وابن معينٍ، والنّسائيّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم، ويزيد هو ابن هارون.
319- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زكريّا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ، حدّثنا سيف بن هارون البرجميّ، عن عصمة بن بشيرٍ، حدّثني الفزع، حدّثني المنقّع، قال:
قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصدقة إبلنا، فقلت: يا رسول الله، هذه صدقة إبلنا؟ قال: فأمر بها فقسّمت، قال: قلت: يا رسول الله، إنّ فيها ما بين هديّةٍ لك وصدقةٍ، قال صلّى الله عليه وسلّم اعزلها: فعزلت الهديّة عن الصّدقة، فمكثت أيّامًا، وخاض النّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باعثٌ خالد بن الوليد إلى رقيق مصر أو مضر - شكّ زحمويه - فمصدّقهم، قال: قلت: إنّ لنا لغنًى، وما عند أهلي من مالٍ، أفلا أصدّقهم قبل أن أقدم على أهلي، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو على ناقةٍ، ومعه أسود قد حاذى رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما رأيت أحدًا من النّاس أطول منه، فلمّا دنوت منه هوي إليّ، قال: فكفّه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، إنّ النّاس قد خاضوا أنّك باعثٌ خالد بن الوليد إلى رقيق مصر - أو مضر - فمصدّقهم، قال: فرفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يديه، حتّى رأينا بياض إبطيه، ثمّ قال: اللهم لا أحلّ لهم أن يكذبوا عليّ.
قال المنقّع: فما حدّثت حديثًا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ حديثًا نطق به كتابٌ أو جرت به سنّةٌ كذب عليه في حياته، فكيف بعد موته؟!
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، الفزع، وعصمة بن بشيرٍ، قال فيهما الدّارقطنيّ: مجهولان في خبر منكرٌ، وسيف بن هارون البرجميّ ضعّفه ابن معينٍ، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن عديٍّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
320- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن يحيى الزّمّانيّ، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا دجين بن ثابتٍ اليربوعيّ، قال: دخلت المسجد، فإذا شيخٌ إلى جنب المنبر جالسٌ - يقال له: سالمٌ أو أسلم - قال: كنت أسافر مع عمر وأرحل له، فكان لا يحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلنا: لو حدّثتنا، فقال: إنّي سمعته، يقول: من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار.
320/2- قال: وحدّثنا نصر بن عليّ بن نصرٍ، حدّثنا مسلمٌ، عن الدّجين، عن أسلم مولى عمر، عن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار.
قلت: مدار هذا الحديث على دجينٍ أبي الغصن البصريّ، وهو ضعيفٌ.
320/3- قال: وحدّثنا سفيان بن وكيع بن الجرّاح، حدّثنا أبي، عن الدّجين... فذكره.
321- قال أبو يعلى: وحدّثنا موسى، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا عبد الحميد بن جعفرٍ، عن أبيه، عن محمود بن لبيدٍ، عن عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من بنى للّه مسجدًا، بنى الله له مثله في الجنّة، ومن كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار.
قلت: قصّة بناء المسجد في الصّحيح.
322- قال أبو يعلى: وحدّثنا الفضل بن سكينٍ السّنديّ، حدّثنا سليمان بن أيّوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدّثني أبي، عن جدّي، عن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من كذب عليّ متعمّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار.
قال الفضل: كان سليمان هذا كوفيًا ثقةً.
323- قال أبو يعلى: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا صدقة بن المثنّى النّخعيّ، حدّثني رياح بن الحارث، قال: كنّا عند المغيرة بن شعبة، وهو في المسجد، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ، فأوسع له المغيرة، فقال: هنا فاجلس، فأجلسه معه على السّرير، فقال سعيدٌ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ كذبًا عليّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار.
324- قال: وحدّثنا وهب بن بقية، حدّثنا حماد بن زيد، قال: لقنت سلمة بن علقمة حديثًا، فحدثني به، فرجع فيه ثم قال: إذا أردت أن يكذب صاحبك فلقنه.
325- قال أبو يعلى: وحدّثنا عمرو بن مالكٍ، حدّثنا جارية بن هرمٍ الفقيميّ، يقول: حدّثني عبد الله بن دارمٍ، حدّثنا عبد الله بن بسرٍ الحبرانيّ، سمعت أبا كبشة الأنماريّ - وكانت له صحبةٌ - يحدّث، عن أبي بكرٍ الصّدّيق، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كذب عليّ متعمّدًا، أو ردّ شيئًا أمرت به، فليتبوّأ بيتًا في جهنّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد الله بن بسرٍ الحبرانيّ الحمصيّ: ضعّفه يحيى القطّان، وابن معينٍ، والتّرمذيّ، وأبو حاتمٍ، والدّارقطنيّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات فما أجاد.
326- وقال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن يزيد الرّقاشيّ، عن محمّد بن المنكدر، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله: عسى أن يكذّبني رجلٌ وهو متّكئٌ على أريكته، يبلغه الحديث عنّي فيقول: ما قال رسول الله دع هذا، وهات ما في القرآن.
قال إسماعيل: فحدّثت به عمرو بن عبيدٍ، فقال: لا حدّثنا الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قلت: فانطلق بنا إلى الحسن، فأتينا الحسن فسألناه عن الحديث، فقال: حدّثني يزيد الرّقاشيّ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ.
قلت: يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ، ضعيفٌ.
327- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا شباب بن خيّاط - هو خليفة بن خيّاطٍ - العصفري - حدّثنا سلم بن قتيبة، حدّثنا محمّد بن عبيد الله الفزاريّ، عن طلحة بن مصرّف، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من كذب عليّ متعمّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، محمّد بن عبيد الله العرزميّ الفزاريّ الكوفيّ، قال ابن حبّان: رديء الحفظ، تركه ابن مهديٍّ، وابن المبارك، والقطّان وابن معينٍ، وقال الساجيّ: أجمع أهل النّقل على ترك حديثه، عنده مناكير.
328- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد، حدّثنا أبو هلال، عن حميد، عن يونس بن جبير، عن أنس بن مالك قال: قال أبو موسى: جهزني فإني خارج يوم كذا وكذا. قال: فجاء ذلك اليوم وقد بقي بعض جهازه، فقال: أفرغت؟ قلت: بقي شيء يسير، قال: فإني خارج. قلت: أصلح الله الأمير لو أقمت حتى تفرغ من بقية جهازك، قال: لا إني أكره أن أكذب أهلي فيكذبوني، وأن أخونهم فيخونوني.
هذا إسناد رجاله ثقات.
10- باب نقد أهل الحديث لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتثبت فيه وتعظيمه
329- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز، حدّثنا سيار أبو الحكم، عن الشعبي، عن علقمة قال: كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت: يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها؟ فقال أبو هريرة: سممعته منه - يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم - فقالت عائشة: أتدري ما كانت المرأة؟ قال: لا. قالت: إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فانظر كيف تحدث.
329/3- رواه أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا، سليمان بن داود أبو داود الطيالسي... فذكره.
330- قال أبو داود الطيالسي: وحدّثنا المسعودي، حدّثنا مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى عبد الله سنة لا أسمعه يقول فيها: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلاّ أنه جرى ذات يوم حديث، فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعلاه كرب وجعل العرق يتحدر عن جبينه، ثم قال: إما فوق ذلك، وإما قربت من ذلك.
330/2- رواه ابن أبي عمر، عن المقرئ، عن المسعودي... فذكره.
هذا إسناد صحيح، رواه ابن ماجه في سننه من طريق مسلم البطين، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون قال: ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس... فذكره، ولم يقل: فجعل العرق يتحدر عن جبينه.
331- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي عبد الرحمن، عن علي قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فظنوا به الذي هو أهيأ وأهدى وأتقى، وخرج بعد ما ثوب المكتوبة لصلاة الغداة فقال: هذا حين وتر حسن.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
331/2- رواه ابن ماجه في سننه: عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد... فذكره دون قوله: وخرج بعد ما ثوب إلى آخره.
331/3- ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة به.
331/4- ورواه أحمد بن منيع: حدّثنا أبو قطن، حدّثنا شعبة... فذكره.
332- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قلنا لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو ألا تحدثنا؟ قال: قد كبرنا ونسينا، والحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شديد.
هذا إسناد صحيح.
333- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثًا فلم تجدوا تصديقه في كتاب الله ولم تجدوه في أخلاق الناس حسنًا فأنا به كاذب.
هذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أن أبا إسحاق، واسمه عمرو بن عبد الله لم يذكر سماعًا من أرقم بن شرحبيل.
334- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا أبو معشرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا أعرفنّ أحدًا منكم أتاه عنّي حديثٌ وهو متّكئٌ على أريكته، فيقول: اتلوا عليّ قرآنًا، ما جاءكم عنّي من خيرٍ قلته أو لم أقله، فأنا أقوله وما أتاكم عنّي من شرٍّ، فإنّي لا أقول شرًّا.
334/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا سريجٍ، وخلفٌ، قالا: حدّثنا أبو معشرٍ... فذكره.
وهذا الحديث منكرٌ والآفة منه من أبي معشرٍ.
335- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو عامرٍ، عن سليمان بن بلالٍ، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيدٍ، عن أبي حميدٍ، وأبي أسيدٍ، أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا سمعتم الحديث عنّي تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنّه منكم قريبٌ فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عنّي تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنّه منكم بعيدٌ، فأنا أبعدكم منه.
335/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، عن ربيعة بن عبد الرّحمن... فذكره.
335/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ... فذكره.
336- قال أبو يعلى: وحدّثنا أحمد بن إسحاق الباهلي، حدّثنا ابن داود، حدّثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن يزيد بن أبي مالك وربيعة بن يزيد ومكحول، أن أبا الدرداء كان إذا حدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثًا قال: هكذا أو شكله.
336/2- قال: وحدّثنا أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن مكحول، عن يزيد بن أبي مالك، وعن ربيعة، عن أبي الدرداء... فذكره موقوف.
336/3- قال: وحدّثنا محمد بن قدامة، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي الدرداء به.
11- باب في حسن السؤال ونصح العالم وتعلم العلم النافع والنهي عن المسائل المغلطات أو عن ما لم يقع.
337- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن أبي عمر، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذرٍّ قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في المسجد، فجلست إليه، فقال: يا أبا ذرٍّ: فقلت: لبّيك فقال: أصلّيت؟ قلت: لا قال: قم فصلّ، فصلّيت ثمّ أتيته، فجلست إليه، فقال: يا أبا ذرٍّ، استعذ بالله من شياطين الجنّ والإنس، قلت: وهل للإنس شياطين؟ قال: نعم يا أبا ذرٍّ ثمّ قال: ألا أدلّك على كنزٍ من كنوز الجنّة، قلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمّي، قال: قل لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فإنّها من كنوز الجنّة، قلت: يا رسول الله فالصّلاة؟ قال: خير موضوعٍ، فمن شاء أقلّ، ومن شاء أكثر، قلت: فالصّوم يا رسول الله؟ قال: فرضٌ مجزي، قلت: فالصّدقة يا رسول الله؟ قال: أضعافٌ مضاعفةٌ، وعند الله مزيدٌ، قلت: فأيّها أفضل؟ قال: جهدٌ من مقلٍّ وسرٌّ إلى فقيرٍ: قلت يا رسول الله، أيّما أنزل عليك أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم} قلت: فأيّ الأنبياء كان أوّل يا رسول الله؟ قال: أدم، قلت: أو نبيٌّ كان؟ قال: نعم مكلّمٌ، قلت: كم كان المرسلين يا رسول الله؟ قال: ثلاثمائةٍ وخمسة عشر جمًّا غفيرًا.
قلت: رواه النّسائيّ في الصّغرى من طريق عبد الرّحمن بن عبد الله، عن أبي عمر مقتصرًا منه على ذكر الاستعاذة من الجنّ والإنس حسب.
337/2- ورواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا هشام بن سليمان، حدّثنا أبو رافعٍ، عن
يزيد بن رومان، عمّن أخبره، عن أبي ذرٍّ، قال: دخلت المسجد، فإذا أنا برسول الله جالسًا وحده، فقمت أنظر إليه وهو لا يراني، وأقول ما خلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هكذا وحده، إلاّ وهو على حاجةٍ أو على وحيٍ، فجعلت أؤامر نفسي أن آتيه، فأبت نفسي إلاّ أن آتيه فجئت فسلّمت، ثمّ جلست فجلست طويلاً لا يلتفت إليّ، ولا يكلّمني، قال: قلت: قد كره رسول الله مجالستي، ثمّ التفت إليّ، فقال: يا أبا ذرٍّ فقلت: لبّيك وسعديك، قال: ركعت اليوم؟ قلت: لا، قال: قم فاركع، فقمت فركعت ما شاء الله، ثمّ عدت فجلست، فمكثت طويلاً لا يكلّمني، فقلت: قد كره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مجالستي، ثمّ التفت، فقال: يا أبا ذرٍّ قلت: لبّيك وسعديك، قال: استعذ بالله من شرّ شياطين الإنس والجنّ، فقلت: بأبي أنت وأمّي وللإنس شياطين؟ قال: أليس الله، عزّ وجلّ، يقول: {شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ...} الآية؟ ثمّ التفت، فقال: يا أبا ذرٍّ قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: ألا أعلّمك كلمةً هي كنزٌ من كنوز الجنّة؟ قلت: بلى بأبي أنت وأمّي قال: قل لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله، ثمّ أضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يتكلّم حتّى طال ذلك منه ائتنفت الحديث، فقلت: يا رسول الله إنّك أمرتني بالصّلاة فما الصّلاة؟ قال: خير موضوعٍ، فمن شاء استقلّ ومن شاء استكثر، قلت: يا رسول الله، فما الصّوم؟ قال: فرضٌ مجزي، قلت: يا رسول، الله فما الصّدقة؟ قال: أضعافٌ مضاعفةٌ، وعند الله المزيد، قلت: يا رسول الله، فأيّ العمل أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله، وجهادٌ في سبيله، قلت: يا رسول الله، فأيّ الشّهداء أفضل؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده، قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الرّقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها، قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الصّدقة أفضل؟ قال: جهد مقلٍّ والسّرّ إلى الفقير، قلت: يا رسول الله، فإن لم أجد ما أتصدق به قال: تعين ضعيفًا وتصنع لأخرق قلت: يا رسول الله فإن لم أستطع؟ قال: فتكفّ هذا - وأشار إلى لسانه - فإنّها صدقةٌ حسنةٌ يتصدّق بها المرء على نفسه.
قال: قلت: يا رسول الله، أيّما أنزل عليك من القرآن أعظم؟ قال: آية الكرسيّ.
قال: وتدري ما مثل السّماوات والأرض في الكرسيّ؟ قلت: لا، إلاّ أن تعلّمني ممّا علّمك الله، عزّ وجلّ، قال: مثل السّماوات والأرض في الكرسيّ كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ، وإنّ فضل الكرسيّ على السّماوات والأرض، كفضل الفلاة على تلك الحلقة.
قال: قلت: يا رسول الله، كم كان الأنبياء؟ قال: كانوا مائة ألفٍ وأربعةٌ وعشرين ألفًا، قلت: يا رسول الله، وكلّهم كانوا رسولاً؟ قال: لا، كان الرّسل منهم خمسة عشر وثلاثمائة رجلٍ، قلت: يا رسول الله، فأيّهم كان أوّل؟ قال: آدم صلّى الله عليه وسلّم، قلت: يا رسول الله، ونبيٌّ كان آدم عليه السّلام؟ قال: نعم، جبل الله، عزّ وجلّ، تربته، وخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلّمه قبلاً.
ثمّ كثر النّاس حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أنبّئكم بأبخل النّاس؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ صلّى الله عليه وسلّم.
337/3- ورواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّادٌ، وهو ابن سلمة، أنبأنا معبدٌ أخبرني فلانٌ في مسجد دمشق، عن عوف بن مالكٍ، أنّ أبا ذرٍّ جلس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - أو جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليه - فقال: يا أبا ذرٍّ أصلّيت الضّحى؟... فذكر الحديث بتمامه وفيه: إنّ أضلّ النّاس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ.
337/4- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، عن المسعوديّ... فذكره دون الحوقلة.
337/5- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن معبد بن هلالٍ العبديّ، حدّثني رجلٌ في مسجد عوف بن مالكٍ، عن أبي ذرٍّ، أنّه قعد إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - أو قعد إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - فقال: أصلّيت الضّحى؟ قلت: لا، قال: قم فأذّن وصلّ ركعتين، قال: فقمت وصلّيت ركعتين، ثمّ جئت، قال: يا أبا ذرٍّ، تعوّذ بالله من شياطين الجنّ والإنس، فذكر حديث الطّيالسيّ بتمامه، وزاد في آخره: إنّ أبخل النّاس لمن ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ.
337/6- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
337/7- قال: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا المسعوديّ... فذكره.
337/8- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد... فذكره.
337/9- قال: وحدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا معان بن رفاعة، حدّثني عليّ بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد جالسًا، وكانوا يظنّون أن ينزل، فاقتصروا عنه حتّى جاء أبو ذرٍّ، فاقتحم، فأتى فجلس إليه، فأقبل عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا أبا ذرٍّ، هل صلّيت اليوم؟ قال: لا. قال: قم فصلّ، فلمّا صلّى أربع ركعات الضّحى، أقبل عليه، فقال: يا أبا ذرٍّ، تعوّذ بالله تعالى من شياطين الجنّ والإنس... فذكر حديث ابن أبي عمر بتمامه.
337/10- ورواه ابن حبّان في صحيحه، حدّثنا الحسن بن سفيان الشّيبانيّ، والحسين بن عبد الله القطّان بالرّقّة، وابن قتيبة - واللّفظ للحسن - قالوا: حدّثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّانيّ، حدّثنا أبي، عن جدّي، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذرٍّ، قال: دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره بزيادةٍ طويلةٍ جدًّا.
338- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السري، حدّثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام قال: لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود، فأقبل رأس الجالوت فتلقى سبايا اليهود، وأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة، فقال لي: هل لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان عسى أن يثمن لي في هذه الجارية، فانطلقت معه فدخلت على شيخ مستكبر له ترجمان، فقال لترجمانه: سل هذه الجارية، هل وقع عليها هذا العربي؟ قال: ورأيت أنه غار حين رأى حسنها، فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال، قال: فقلت له: لقد أثمت بما تجد في كتابك بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها، فقال لي: كذبت، وما يدريك ما بكتابي؟
قال: قلت: أنا أعلم بكتابك منك، قال: أنت أعلم بكتابي مني! قلت: نعم، أنا أعلم بكتابك منك، قال من هذا؟ قالوا: عبد الله بن سلام. قال: فانصرفت من عنده ذلك اليوم، فأرسل إليّ رسولا ليأتيني بعزمة، وبعث إليّ بدابة، قال: فانطلقت إليه احتسابًا رجاء أن يسلم، فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي، فقلت له: إنه والله هو النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي تجدونه في كتابكم. فقال: فكيف أصنع باليهود؟ قال: قلت: إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئًا، فأبى أن يسلم وغلب عليه الشقاء.
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، بشر بن شغاف، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له هو والحاكم في صحيحيهما، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم.
339- قال: وحدّثنا سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه أن معاوية قال لابن عباس: أعلى ملة ابن أبي طالب أنت؟ قال: لا ولا على ملة ابن عفان قال معاوية: فعلى ملة من أنت؟ قال: على ملة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد رجاله ثقات.
340- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن بشار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل من بني عبس قال: كنت مع سلمان فمررنا بدجلة فقال: يا أخا بني عبس، انزل فاشرب، فنزل فشرب، ثم قال: انزل فاشرب، فنزل فشرب، فقال: يا أخا بني عبس، ما نقص شرابك من دجلة؟ قال: ما عسى أن ينقص شرابي من دجلة، قال: كذلك العلم لا يفنى، فعليك منه بما ينفعك، ثم ذكر كنوز كسرى، قال: إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مدّ من طعام؟ ففيم ذاك يا أخا بني عبس! ثم مررنا ببيادر بدرًا، فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكموه لممسك خزائنه ومحمد حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام، ففيم ذاك يا أخا بني عبس!.
هذا إسناد ضعيف، لجهالة التابعي.
341- قال: وحدّثنا زهير، حدّثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما رأيت قومًا كانوا خيًرا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما سألوه إلاّ عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض، كلهن من القرآن، منهن: و {يسألونك عن الشّهر الحرام} و {يسألونك عن الخمر والميسر} {ويسألونك عن اليتامى} {ويسألونك عن المحيض} ما كانوا يسألون إلاّ عن ما كان ينفعهم.
هذا إسناد رجاله ثقات.
342- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى، حدّثنا الأوزاعيّ، عن عبد الله بن سعد، عن الصّنابحيّ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن المغلطات.
342/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن عبد الله بن سعد، عن الصّنابحيّ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الغلوطات.
342/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا روحٌ، حدّثنا الأوزاعيّ، عن عبد الله بن سعدٍ، عن الصّنابحيّ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الغلوطات.
قلت: ذكر ابن أبي شيبة هذا الحديث في مسنده هكذا وأعاده في مسند معاوية بن أبي سفيان وجعله من مسنده، وكذا رواه أبو داود في سننه من طريق الصّنابحيّ.
والغلوطات: جمع غلوطةٍ، ويروى الأغلوطات، قال الأوزاعيّ: الغلوطات شدائد المسائل وصعابها.
وقال صاحب الغريب: هي المسألة العويصة، يغترّ بها على العلماء، يقصد تغليطهم أو العويصة الّتي لا تنفع في الدّين.
343- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو هشام المخزومي، حدّثنا وهيب، أنبأنا داود، عن عامر- هو الشعبي - قال: سئل عمار عن مسألة فقال: كان هذا بعد؟ قالوا: لا. قال: دعونا حتى يكون، فإذا كان تجشمناها لكم.
هذا موقوف، رجاله ثقالت وهو صحيح إن كان الشعبي سمع من عمار.
344- قال: وأنبأنا أبو خالدٍ سليمان بن حيّان، حدّثنا ابن عجلان، عن طاووسٍ، عن معاذ بن جبلٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تعجّلوا بالبليّة قبل نزولها، فإنّكم إن لم تفعلوا لم ينفكّ المسلمون أن يكون منهم من إذا قال وفّق - أو قال سدّد - وإنّكم إن استعجلتم بالبليّة قبل نزولها، ذهب بكم السّبل هاهنا وهاهنا.
344/2- قال: وأنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن الصّلت بن راشدٍ، قال: سألت طاووسًا عن شيءٍ، فقال: أكان هذا؟ فقلت: نعم، قال: فإنّ أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبلٍ، أنّه قال: لا تستعجلوا بالبليّة قبل نزولها... فذكر مثله، ولم يرفعه.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
12- باب في الفتوى ومجالسة العالم وتوقيره والنهي عن تكليفه وما يسأل عنه
345- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن علية، عن الجريري، عن ثمامة بن حزن قال: كنت عند أبي، فجاء رجل فقال: إني ما رأيت عبد الله بن عمرو أمس فأخاف
أن يكون مقتني، فأحب أن تسأله لي عن شيء، قال: اذهب أنت فاستفته، قال: وعبد الله قائم بين يدي فسطاطه بمنى إذ جاء رجل إلى الفضاء، فأتاه ثم رجع، قال: فأخبرنا حين جاء قال: قلت: يا عبد الله بن عمرو، أفتنا ياعبد الله بن عمرو، أفتنا، ياعبد الله بن عمرو أفتنا، قال: لا تقل بهذا إلاّ حقًّا - وأشار إلى لسانه - ولا تعمل بهذا إلاّ صالحًا - يعني يده - تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، قال: قلت: جوّزت في الفتيا، قال: إنك جئت وأنا أريد الكعبة، وقد نشر برداي- أوحلتي - وإن قلت ذلك لقد أوتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسط أمره، فقيل له: قم فجوز، فقام فجوز، فكان أجوز من قبله ومن بعده، قال: قلت: يا عبد الله بن عمرو، من كل ذنب يقبل الله التوبة؟ قال: نعم.
هذا إسناد رجاله ثقات وسعيد بن إياس الجريري وإن اختلط بآخره، فإن إسماعيل ابن علية روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى مسلم في صحيحه.
346- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا هشيمٌ، أنبأنا داود بن أبي هندٍ، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، أنّ ابن مسعودٍ، وأبيّ بن كعبٍ، اختلفا في الرجل يصلي، فقال أبي: يصلي في ثوب واحد، وقال ابن مسعودٍ: في ثوبين، فبلغ ذلك عمر - رضي الله عنه - فأرسل إليهما، فقال: رجلان من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم اختلفا في فتيا واحدٍ فبأيّ القولين يصدر النّاس، ثمّ قال: أما إنّ القول ما قال أبيٌّ، ولم يألو ابن مسعودٍ.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
347- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو أسامة، حدّثنا أبو سنان عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال: ذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته، فقال عبادة بن الصامت: كذبت، أمك هند هي أعلم منك، فأتم خطبته، ثم صلى، ثم أرسل إلى عبادة فنفرت الأنصار معه، فاحتبسهم ودخل عبادة، فقال له
معاوية: ألم تتق الله وتستحي إمامك كذبتني على المنبر، فقال عبادة: أليس قد علمت أني بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة العقبة أني لا أخاف في الله لومة لائم، فكيف إذا كذبت على الله، ثم خرج معاوية عند العصر فصلى، ثم أخذ بقائمة المنبر فقال: يا أيها الناس إني ذكرت لكم حديثًا على المنبر فكذبني عبادة، فدخلت البيت فسألت، فإذا الحديث كما يحدثني عبادة فاقتبسوا منه، فإنه أفقه مني.
هذا إسناد حسن، عيسى بن سنان الحنفي أبو سنان القسملي الفلسطيني، اختلف كلام ابن معين فيه، وقال أبوزرعة ويعقوب بن سفيان: لين الحديث. وقال العجلي: لا بأس به. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن خراش: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات، والعقيلي والساجي في الضعفاء.
ويعلى بن شداد وثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
وأبو أسامة هو حماد بن أسامة.
348- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المجالس ثلاثةٌ: سالمٌ، وغانمٌ، وشاجبٌ.
348/2- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم، حدّثه... فذكره.
قلت: حديث أبي سعيدٍ ضعيفٌ، لضعف رشدين، وابن لهيعة.
349- قال: وحدّثنا أبو كريب، حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: إن كان ليأتي عليّ السنة أريد أن أسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن شيء فأتهيب منه، وإن كنا لنتمنى الأعراب.
350- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا السكن بن نافع، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز قال: كان عبد الله بن عمر يقول: يا أيها الناس إليكم عني، إني كنت مع من هو أعلم مني، ولو كنت أعلم أني أبقى حتى يفتقر إليّ لتعلمت لكم، إليكم عني.
هذا إسناد فيه مقال؟ السكن بن نافع قال فيه أبو حاتم: شيخ. وباقي رجال الإسناد ثقات.
351- قال الحارث: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي سبرة، عن عبّاس بن عبد الرّحمن الأشجعيّ، عن سالمٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ العبد ليسأل يوم القيامة عن فضل علمه، كما يسأل عن فضل ماله.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن عمر الواقديّ.
13- باب ما جاء في الحث على المذاكرة والنهي عن تركها وسكنى القرى وما جاء في البر والإثم
352- قال مسدّد: حدّثنا إسماعيل، أنبأنا الجريري وأبو مسلمة، عن أبي نضرة قال: كان أبو سعيد الخدري يقول: تحدثوا فالحديث يذكر الحديث.
352/2-- قال: وحدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي نضرة قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري فيقول: تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث.
352/3- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا روح، عن كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة قال: قلت: لأبي سعيد أكتبنا، فقال: لن أكتبكم، خذوا عنا كما كنا نأخذ عن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان أبو سعيد يقول: تحدثوا، فإن الحديث يذكر بعضه بعضًا.
353- قال مسدّد: وحدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال: أطيلوا ذكر الحديث حتى لا يدرس.
هذا إسناد رجاله ثقات.
354- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا حييٌّ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أخاف على أمّتي إلاّ اللّبن، فإنّ الشّيطان بين الرّغوة والصّريح.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ: لضعف عبد الله بن لهيعة
لهذا الحديث شاهدٌ يوضّحه وهو ما رواه عقبة بن عامرٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: هلال أمّتي في الكتاب واللّبن! قالوا: ما الكتاب واللّبن؟ قال: يتعلّمون القرآن، فيتأوّلونه على غير تأويله، ويحبّون اللّبن فيتركون الجماعات والجمع ويبدون.
وسيأتي بطرقه في كتاب فضائل القرآن في باب: من تعلّم القرآن وتأوّله على غير ما أنزل.
355- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا ابن عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد الأطول – بصري - حدّثني عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد الأطول، قال: كان عبد الله بن سعدٍ يخرج إلى أصحابه بتستر، يزورهم، فيقيم يوم دخوله، والثّاني، ويخرج في الثّالث، فيقولون له: لو أقمت؟ فيقول: سمعت أبي يقول: نهاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - أو سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - ينهى عن التّناوة، فمن أقام ببلد الخراج ثلاثا فقد تنأ، وأنا أكره أن أقيم.
قلت: قال صاحب الغريب، التّناوة صوابه: التّناءة، أي ترك المذاكرة في العلم والسّكنى في القرى.
356- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شريكٌ، حدّثنا الحسن بن الحكم، عن عديّ بن ثابتٍ، عن البراء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من بدا جفا.
356/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
357- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عيسى بن يونس، حدّثنا معمرٌ، عن موسى بن أبي شيبة الجنديّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من بدا أكثر من شهرين فهي أعرابيّةٌ.
هذا مرسلٌ ضعيف الإسناد.
358- قال: وأنبأنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، عن خالدٍ الحذّاء، عن أبي إياسٍ معاوية بن قرّة، قال: البداوة شهران فما زاد فهو تعرّبٌ.
هذا موقوفٌ صحيحٌ.
359- وقال أبو بكر بن أبي شيبة والحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن الزّبير أبي عبد السلام، عن أيّوب بن عبد الله بن مكرزٍ، عن وابصة بن معبدٍ، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا أريد ألا أدع شيئًا من البرّ والإثم إلاّ سألته عنه، فجعلت أتخطّى النّاس، فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: دعوني أدنوا منه، فقال: ادن يا وابصة فدنوت منه حتّى مسّت ركبتي ركبته، فقال: يا وابصة أخبرك عمّا جئت تسألني عنه أو تسألني؟ فقلت: أخبرني يا رسول الله، قال: جئت تسألني عن البرّ والإثم قلت: نعم، قال: فجمع أصابعه، فجعل ينكت بها في صدري، ويقول: يا وابصة، استفت نفسك، البرّ ما اطمأنّ إليه القلب، واطمأنّت إليه النّفس، والإثم ما حاك في النّفس، وتردّد في الصّدر، وإن أفتاك النّاس وأفتوك.
359/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عليّ بن حمزة المعوليّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
359/3- قال: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره إلاّ أنّه قال: وإن أفتاك النّاس وأفتوك ثلاث مرّاتٍ.
قلت: مدار هذه الطّرق على أيّوب بن عبد الله، وهو مجهولٌ
360- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن المقدّم، حدّثنا عبيد بن القاسم، حدّثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المليح الهذليّ، عن واثلة بن الأسقع، قال: تراءيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمسجد الخيف، فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة - أي: تنحّ عن وجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: دعوه، فإنّما جاء ليسأل، قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، لتفتنا عن أمرٍ نأخذه عنك من بعدك، قال: لتفتك نفسك قلت: وكيف لي بذاك؟ قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وإن أفتاك المفتون، قلت: وكيف لي بعلم ذلك؟ قال: تضع يدك على فؤادك، فإنّ القلب يسكن للحلال، ولا يسكن للحرام، وإنّ ورع المسلم يدع الصّغير مخافة أن يقع في الكبير، فقلت: بأبي أنت وأمّي ما العصبيّة؟ قال: الّذي يعين قومه على الظّلم قلت: فمن الحريص؟ قال: الّذي يطلب المكسبة في غير حلّها قلت: فمن الورع؟ قال: الّذي يقف عند الشّبهة قلت: فمن المؤمن؟ قال: من أمنه النّاس على أموالهم ودمائهم قلت: فمن المسلم؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟: كلمة حقٍّ عند إمامٍ جائرٍ.
قلت: روى أبو داود، وابن ماجة منه قصّة العصبيّة حسب من طريق فسيلة، عن أبيها واثلة، به.
14- باب ما جاء في النهي عن كتابة الحديث وجواز الكتابة
361- قال مسدّد: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأوزاعي، عن أبي كريز السري أنه سمع أبا هريرة يقول: لا تكتم ولا تكتب.
362- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عطاء بن مسلمٍ الحلبي، قال: قلت لعمرو بن قيسٍ الملائيّ: اكتب لي هذا الحديث، فقال لا إنّ إبراهيم النّخعيّ، قال: لا تكتبوا فتتّكلوا، ثمّ قال إبراهيم قال معاذ بن جبلٍ: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نكتب شيئًا من الحديث، فقال: ما هذا يا معاذ؟ قلنا: سمعناه منك يا رسول الله، قال: ليسلم هذا القرآن ممّا سواه فما كتبنا شيئًا بعد.
هذا منقطعٌ.
363- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال: كتبت عن أبي كتابًا، فقال أبي: لولا أن فيه من كتاب الله لأحرقته، ثم دعا بمركن - أو إجانة - فغسله، ثم قال: ع عني ما سمعت مني فإني لم أكتب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتابًا، وقال: كدت أن تهلك أباك.
هذا إسناد رجاله ثقات.
364- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قلت لأبي سعيد: إنك تحدثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثًا عجبًا وإنا نخاف أن نزيد فيه أو ننقص منه، أفلا تكتبناه؟ قال: لن أكتبكموه، ولن نجعله قرآنا، ولكن خذوه عنا كما أخذناه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
واسم أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، والجريري هو سعيد بن إياس أبو مسعود، اختلط بأخرة، لكن عبد الأعلى روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له الشيخان في صحيحيهما، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
365- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن خالد بن يزيد، عن عبد الواحد بن قيسٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قلت: يا رسول الله، إنّي أحبّ أن أعي حديثك، ولا يعيه قلبي فأستعين بيميني؟ قال: إن شئت.
هذا إسنادٌ حسنٌ، عبد الواحد بن قيسٍ مختلفٌ فيه، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح، وخالد بن يزيد هو أبو عبد الرّحيم المصريّ.
366- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو نصرٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن حميدٍ، عن أنسٍ، أنّه حدّث بحديثٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له رجلٌ: أنت سمعته من رسول الله؟ فغضب غضبًا شديدًا، قال: والله ما كلّ ما نحدّثكم سمعناه، ولكن كان لا يتّهم بعضنا بعضًا.
367- قال: وحدّثنا الهيثم، حدّثنا محمد بن شعيب وصدقة بن خالد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن يزيد الرقاشي قال: كنا إذا أكثرنا على أنس في الحديث أتانا بمخال له، فألقاها إلينا، فقال: هذه أحاديث سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكتبتها وعرضتها.
قلت: يزيد بن أبان الرقاشى ضعيف.
368- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا سريج بن النّعمان، حدّثنا عبد الله بن المؤمّل، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قلت: يا رسول الله، أقيّد العلم؟ قال: نعم.
قلت: عبد الله بن المؤمّل ضعّفوه، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
369- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا السّكن بن نافعٍ، حدّثنا عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، حدّثني بشير بن نهيكٍ، قال: كنت عند أبي هريرة، قال: فكنت أكتب بعض ما أسمع منه، فلمّا أردت أن أفارقه جئت بالكتب فقرأتها عليه، فقلت: هذا سمعته منك؟ قال: نعم.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، السّكن بن نافعٍ قال فيه أبو حاتمٍ: شيخٌ، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
370- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا سعيد بن عامرٍ الضبعي، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، قال: قلت لإبراهيم: إنّك تحدّثني فأسنده لي، قال: ما قلت لك قال عبد الله: فقد حدّثني به غير واحدٍ عن عبد الله، وإذا سمّيت فهو من سمّيت.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
15- باب فيمن جاء بالخبر الصالح أو الخبر السوء وفيمن تحمل في الجاهلية وهو مشرك وحدث به في الإسلام، وفيمن ترك التحديث مخافة أن يخالف، وفيمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر
371- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يوسف بن عطيّة، عن أبي خالدٍ المدنيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الخبر الصّالح يجيء به الرّجل الصّالح، والخبر السّوء يجيء به الرّجل السّوء.
371/2- وبه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يخطىء الرّجل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف يوسف بن عطيّة.
372- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الطّائفيّ، عن عبد الرّحمن بن خالدٍ العدوانيّ، عن أبيه، أنّه أبصر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مشرف ثقيفٍ، وهو قائمٌ على قوسٍ أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النّصر، فسمعته يقرأ: {والسّماء والطّارق} حتّى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهليّة وأنا مشركٌ، ثمّ قرأتها في الإسلام، قال: فدعتني ثقيفٌ، فقالوا: ما سمعت من هذا الرّجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريشٍ: نحن أعلم بصاحبنا، لو كنّا نعلم ما يقول حقًّا لاتّبعناه.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط ابن حبّان.
373- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان، حدّثنا أبو هلال، حدّثنا حميد، عن عمران ين الحصين قال: سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحاديث سمعتها وحفظتها، فما يمنعني أن أحدث بها وما أرى من أصحابي يخالفوني فيها.
374- قال: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، سمعت عقبة بن محمّدٍ المدنيّ، يحدّث، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ، رفع الحديث إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: عند الله خزائن الخير والشّر، مفاتيحها الرّجال، فطوبى لمن جعلته مفتاحًا للخير مغلاقًا للشّرّ، وويلٌ لمن جعلته مغلاقًا للخير مفتاحًا للشّرّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم المدنيّ، ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وابن المدينيّ، والنّسائيّ، وقال الحاكم: يروي عن أبيه أحاديث موضوعةً. وقال ابن الجوزيّ: أجمعوا على ضعفه.
رواه ابن ماجة في سننه من طريق عبد الله بن وهبٍ، أخبرني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم... فذكره بدون قوله: عند الله خزائن الخير والشّر مفاتيحها الرّجال.
16- باب في جواز التحديث عن بني إسرائيل والنهي عن سؤال أهل الكتاب وكتابة كتبهم، والنهي عن النظر في النجوم
375- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا مروان بن معاوية، عن ربيعة بن حسّانٍ الجعفيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حدّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج، فإنّه كانت فيهم الأعاجيب.
هذا إسنادٌ مرسلٌ ضعيفٌ، لجهالة ربيعة بن حسّانٍ.
376- وقال مسدّدٌ: حدّثنا صخر بن زيدٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيءٍ، فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلّوا، فإنّكم إمّا أن تصدّقوا بباطلٍ، أو تكذّبوا بحقٍّ، وإنّه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حلّ له إلاّ أن يتّبعني.
376/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا مجالدٌ... فذكره.
376/3- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا يونس وغيره، قالا: حدّثنا حمّادٌ - هو ابن زيدٍ - عن مجالدٍ... فذكره.
ومجالدٌ ضعيفٌ.
377- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الغفّار بن عبد الله بن الزّبير، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيسٍ، عن خالد بن عرفطة، قال: كنت جالسًا عند عمر، إذ أتي برجلٍ من عبد القيس مسكنه بالسّوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلانٍ العبديّ؟ قال: نعم، فضربه بعصا معه، فقال الرّجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس، فجلس فقرأ عليه بسم الله الرّحمن الرّحيم {الر، تلك آيات الكتاب المبين، إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون، نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} فقرأها عليه ثلاثًا، وضربه ثلاثًا فقال له الرّجل: يا أمير المؤمنين، فقال: أنت الّذي نسخت كتب دنيال قال: مرني بأمرك أتّبعه قال: انطلق فامحه بالحميم والصّوف الأبيض، ثمّ لا تقرأه أنت، ولا تقرئه أحدًا من المسلمين، فلئن بلغني عنك أنّك قرأته، أو أقرأته أحدًا من المسلمين، لأهلكنّك عقوبةً، ثمّ قال له: اجلس، فجلس بين يديه، قال: انطلقت أنا، فانتسخت كتابًا من أهل الكتاب، ثمّ جئت به في أديمٍ، فقال لي رسول الله: ما هذا الّذي في يدك يا عمر؟ قال: قلت: يا رسول الله، كتابٌ نسخته لنزداد به علمًا، فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى احمرّت وجنتاه، ثمّ نودي بالصّلاة جامعةً، فقالت الأنصار: أغضب نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم، السّلاح السّلاح، فجاؤوا حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا أيّها النّاس إنّي قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الكلام اختصارًا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقيّةً فلا تهيّكوا، ولا يغرّنّكم المتهيّكون قال عمر: فقمت فقلت: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبك رسولاً، ثمّ نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف خليفة بن قيسٌ.
378- وقال مسدّدٌ: حدّثنا معاذٌ، حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا عقبة الأصمّ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن النّظر في النّجوم.
قلت: له شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ، وقد تقدّم في كتاب القدر.
قال الحافظ المنذريّ: المنهيّ عنه من علم النّجوم، هو ما يدّعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزّمان، كمجيء المطر، ووقوع الثّلج، وهبوب الرّيح، وتغيّير الأسعار، ونحو ذلك، ويزعمون أنّهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها، وافتراقها، وظهورها في بعض الأزمان دون بعضٍ، وهذا علمٌ استأثر الله به لا يعلمه أحدٌ غيره. فأمّا ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النّجوم الّذي يعرف به الزّوال، وجهة القبلة، وكم مضى من الليل والنهار وكم بقي، فإنّه غير داخلٍ في النّهي، والله أعلم.
379- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا مروان، حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، عمّن أخبره، عن العبّاس، قال: خرجت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ليلةٍ ظلماء حندسٍ فجعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقلّب بصره في السّماء، ويقول: إنّ الشّيطان قد أيس من أن يعبد في جزيرة العرب، آخر ما عليه، ولكن قد خفت أن يضلّ من بقي منكم بالنّجّوم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة الرّاوي عن العبّاس.
17- باب في ذم الدعوى في العلم والقرآن
380- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا مروان، عن موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن ابن الهاد، عن عبّاس بن عبد المطّلب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يظهر الدّين حتّى يجاوز البحار، وحتّى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله، ثمّ يأتي أقوامٌ يقولون قد قرأنا القرآن من أقرأ منّا، ومن أفقه منّا - أو من أعلم منّا - ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: ما في أولئك من خيرٍ.
380/2- رواه إسحاق بن راهويه: حدّثنا جعفر بن عونٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن محمّد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العبّاس بن عبد المطّلب، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يظهر الدّين حتّى يجاوز البحار، وحتّى تخاض بالخيل في سبيل الله، قال: فيأتي قومٌ يقولون: من أقرأ منّا؟ من أفقه منّا؟ فقالوا: يا رسول الله، هل في أولئك من خيرٍ؟ فقال: لا، فقال: أولئك منكم، أولئك من هذه الأمّة، وأولئك هم وقود النّار.
380/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العبّاس بن عبد المطّلب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يظهر الدّين حتّى يجاوز البحار، وتخاض البحار في سبيل الله، ثمّ يأتي من بعدكم أقوامٌ يقرؤون القرآن، يقولون: قد قرأنا القرآن من أقرأ منّا، ومن أفقه منّا، ومن أعلم منّا؟ ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: هل في أولئك من خيرٍ؟ قالوا: لا، قال: أولئك منكم من هذه الأمّة، وأولئك هم وقود النّار.
380/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
380/5- قال: وحدّثنا مجاهد بن موسى: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ... فذكره
380/6- قلت: ورواه البزّار في مسنده، حدّثنا محمّد بن المثنّي، حدّثنا مكّيّ بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ... فذكره.
ومدار الإسناد هذا على موسى بن عبيدة وهو ضعيفٌ وسيأتي بعضه في كتاب فضائل القرآن، وله شاهدٌ من حديث عمر بن الخطّاب، رواه الطّبرانيّ في الأوسط، والبزّار بإسنادٍ لا بأس به، والطّبرانيّ في الكبير بإسنادٍ حسنٍ.
18- باب في الاستذكار للعلم والأمثال
381- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا الهيّاج بن بسطامٍ، حدّثنا عنبسة بن عبد الرّحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خاف أن ينسى شيئًا ربط في يده خيطًا ليذّكّر به.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عنبسة
381/2- قال: وحدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا الحارث بن النّعمان، حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن رجلٍ من بني تميمٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا خشي أحدكم أن ينسى، فليقل: الحمد للّه مذكّرٍ....
قلت: ذهب من الحديث ثلث سطرٍ.
382- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح، عن قيس بن أبي مسلمٍ، عن ربعيّ، عن حذيفة، قال: ضرب لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمثالاً، أراه واحدةً، وثلاثةً، وخمسةً، وسبعةً، وتسعةً، وأحد عشر، وفسّر لنا منها واحدًا وسكت عن سائرها، قال: إنّ قومًا كانوا أهل ضعفٍ ومسكنةٍ، قاتلوا قومًا أهل جلدٍ وعناء، فظهروا عليهم، فاستعملوهم، وسلّطوهم، وأسخطوا ربّهم.
19- باب الزجر عن البدع ومن أن يتعلم العلم لغير وجه الله أو يتعلمه ولا يعمل بعلمه أو يقول ما لا يفعله
383- قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا جريرٌ، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن أبيه، عن أميّة بن يزيد الشّاميّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أحدث في الإسلام حدثًا، فعليه لعنة الله، والملائكة، والنّاس أجمعين، لا يقبل منه صرفٌ، ولا عدلٌ، فقيل: يا رسول الله، فما الحدث؟ قال: من قتل نفسًا بغير نفسٍ، أو امتثل مثلة بغير قودٍ، أو ابتدع بدعةً بغير سنّةٍ، قال: والعدل: الفدية، والصّرف: التّوبة.
قلت: إسناده حسنٌ، لكن مرسلٌ أو معضلٌ.
384- قال: وحدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أبي سويدٍ، عن الحسن، قال: لمّا قدم أهل البصرة على عمر، فيهم الأحنف بن قيسٍ، سرّحهم وحبسه عنده، ثمّ قال: أتدري لم حبستك، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحذرنا كلّ منافقٍ عليم اللّسان، وإنّي تخوّفت أن تكون منهم، وأرجو أن لا تكون منهم، فافرغ من ضيعتك، والحق بأهلك.
384/2- قال حمّادٌ: وقال ميمونٌ الكرديّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن عمر، نحوه.
قلت: حديث أبي عثمان، أخرجه أحمد بن حنبلٍ في مسنده وسيأتي بطرقه في كتاب المواعظ.
385- قال إسحاق: وحدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المدنيّ، حدّثني من سمع عليّ بن أبي طالبٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي لست أخاف عليكم بعدي مؤمنًا موقنًا، ولا كافرًا معلنًا، أمّا المؤمن الموقن فيحجزه إيمانه، وأمّا الكافر المعلن فبكفره، ولكن أخاف عليكم بعدي عالمًا لسانه، جاهلاً قلبه، يقول ما تعرفون، ويعمل ما تنكرون.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
386- قال إسحاق: وحدّثنا غسّان الكوفيّ، وأبو بشرٍ الأسديّ - وكان جليس أبي بكر بن عيّاشٍ - قالا: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال رجلٌ بالمدينة في حلقةٍ: أيّكم يحدّثني عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثًا، فقال له عليٌّ - رضي الله عنه -: أنا سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لست أخاف على أمّتي مؤمنًا، ولا كافرًا، أمّا المؤمن فيمنعه إيمانه، وأمّا الكافر فيمنعه كفره، ولكنّ رجلاً بينهما يقرأ القرآن، حتّى إذا دلق به يتأوّله على غير تأويله، فقال ما يعملون وعمل ما تنكرون فضلّ وأضلّ.
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلانيّ: أنا أظنّ أنّ أبا عبد الرّحمن المدنيّ في الرّواية الأولى، هو إسحاق المذكور في الثّانية، وإنّما دلّسه بقيّة لضعفه.
رواه الطّبرانيّ في الصّغير والأوسط من طريق الحارث الأعور، وقد وثّقه ابن حبّان، وغيره، انتهى.
وله شاهدٌ من حديث عمران بن حصينٍ، رواه الطّبرانيّ في الكبير والبزّار، ورواته محتجٌّ بهم في الصّحيح.
387- قال إسحاق: وحدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا الصّلت بن بهرامٍ، عن الشّعبيّ، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تعلّموا العلم لتسايروا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا لتحيّزوا أعين النّاس، فمن فعل ذلك فهو في النّار.
فيه انقطاعٌ.
388- وقال أبو يعلي: حدّثنا يعقوب، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم، فهل أنتم منتهون.
389- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو معاوية، عن رجل، عن طاووس قال: جاء قتادة يجلس إلى طاووس، فقال طاووس: إن جلست قمت، فقال: يا أبا محمد تقول هذا لرجل فقيه؟ قال: إبليس أفقه منه إذ قال: رب بما أغويتني.
389/2- حدثنا أصحابنا، عن جرير قال: إن كانت الشيعة خشبية فأنا منهم ساجة.
20- باب في كتم العلم
390- قال مسدّدٌ: حدّثنا خالدٌ، حدّثنا الهجريّ، عن أبي عياضٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مثل علمٍ لا ينفع، كمثل كنزٍ لا ينفق منه في سبيل الله.
هذا إسنادٌ حسنٌ، وأبو عياضٍ هو عمرو بن الأسود العنسيّ، والهجريّ هو إبراهيم بن مسلمٍ مختلفٌ فيه.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط بإسنادٍ فيه ابن لهيعة.
391- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سئل عن علمٍ فكتمه، جاء يوم القيامة ملجّمًا بلجامٍ من نارٍ، ومن قال في القرآن بغير علمٍ، جاء يوم القيامة ملجّمًا بلجامٍ من النّار.
قلت: رواته ثقاتٌ محتجٌّ بهم في الصّحيح، روى الطّبرانيّ في الكبير والأوسط منه الشّطر الأوّل فقط.
21- باب في ذهاب العلم
392- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا كثيرٌ، حدّثنا جعفرٌ، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، سمعت أبا هريرة، يقول: قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: تظهر الفتن ويكثر الهرج قلنا: وما الهرج؟! قال: القتل القتل، ويقبض العلم قال: فسمعها عمر بن الخطّاب، وهو يأثرها عن نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أما إنّ قبض العلم ليس بشيءٍ ينزع من صدور الرّجال، ولكنّه فناء العلماء.
قلت: هو في الصّحيح غير قصّة العلم.
392/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا وكيعٌ، عن جعفر بن برقان... فذكره.
393- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا المثنّى بن بكرٍ، حدّثنا عوفٌ، حدّثنا سليمان، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تعلّموا القرآن وعلّموه النّاس، وتعلّموا العلم وعلّموه النّاس، وتعلّموا الفرائض وعلّموه النّاس، فإنّي امرؤٌ مقبوضٌ، وإنّ العلم سيقبض، حتّى يختلف الرّجلان في الفريضة لا يجدان من يخبرهما.
قلت: رواه أبو داود الطّيالسيّ، وابن أبي عمر، والنّسائيّ في الكبرى، والحاكم في المستدرك وصحّحه، والبيهقيّ. وسيأتي بطرقه في فضائل القرآن وفي الفرائض، وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه التّرمذيّ، وابن ماجة، والدّارقطنيّ، والحاكم، والبيهقيّ، ورواه أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن عمرٍو.
22- باب التحذير من الرياء والدعاء بما يذهبه
394- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جريرٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عمّن حدّثه، عن معقل بن يسارٍ، قال: قال أبو بكرٍ الصّدّيق، وشهد به على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر الشّرك، فقال: هو أخفى فيكم من دبيب النّمل، فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله، هل الشّرك أن لا يجعل مع الله إلهًا آخر؟ فقال: ثكلتك أمّك يا أبا بكرٍ، الشّرك أخفى فيكم من دبيب النّمل، وسأدلّك على شيءٍ إذا فعلته ذهب عنك صغار الشّرك وكباره - أو صغير الشّرك وكبيره - قل: اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم - ثلاث مرّاتٍ.
394/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريجٍ في قوله تعالى: {أم جعلوا للّه شركاء خلقوا كخلقه}
قال: أخبرني ليث بن أبي سليمٍ، عن أبي محمّدٍ، عن حذيفة، عن أبي بكرٍ - إمّا حضر ذلك حذيفة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإمّا أخبره - أبو بكرٍ - أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الشّرك فيكم أخفى من دبيب النّمل قال: قلنا: يا رسول الله، هل الشّرك ما عبد من دون الله - أو ما دعي مع الله؟ شكّ عبد الملك - قال: ثكلتك أمّك يا صدّيق، الشّرك فيكم أخفى من دبيب النّمل، ألا أخبرك بقولٍ يذهب صغاره وكباره، أو صغيره وكبيره؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
والشّرك أن تقول: أعطاني الله، وفلانٌ، والنّدّ أن يقول الإنسان: لولا فلانٌ لقتلني فلانٌ.
394/3- قال: وحدّثنا عمرو بن الحصين، حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي محمّدٍ، عن معقل بن يسارٍ، قال: شهدت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أبي بكرٍ - وحدّثني أبو بكرٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: الشّرك أخفى فيكم من دبيب النّمل، ثمّ قال: ألا أدلّك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره، قل: اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
394/4- قال: وحدّثنا موسى بن محمّد بن حيّان، حدّثنا روح بن أسلم وفهدٌ، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ... فذكره.
395- قال إسحاق بن راهويه: وأنبأنا أبو معاوية، حدّثنا إبراهيم بن مسلمٍ الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من أحسن صلاته حيث يراه النّاس، وأساءها إذا خلا، فإنّما ذلك استهانةً يستهين بها ربّه.
395/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا محمّد بن دينارٍ، عن إبراهيم الهجريّ... فذكره.
هذا حديثٌ حسنٌ.
396- قال إسحاق: وأنبأنا الفضل بن موسى، حدّثنا الجعيد بن عبد الرّحمن، قال: كنّا عند السّائب بن يزيد، فجاءه الزّبير بن سهيل بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، وفي وجهه أثر السّجود، فقال: من هذا؟ فقلنا: الزّبير بن سهيل، فقال: والله ما هذا السّيما الّتي سمّاها الله، ولقد سجدت على وجهي منذ ثمانين سنةً فما أثّر السّجود بين عينيّ.
هذا إسنادٌ صحيحٌ موقوفٌ.
397- وقال أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أحمد بن عبد الملك بن واقدٍ، حدّثنا بكّار بن عبد العزيز، حدّثني أبي، عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من رائى، رائى الله به.
398- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي يزيد، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سمّع النّاس بعمله سمّع الله - تبارك وتعالى - به سامع خلقه.
398/2- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، سمعت رجلاً في بيت أبي عبيدة، يحدّث أنّه سمع عبد الله بن عمرٍو، يحدّث عبد الله بن عمر، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من سمّع النّاس بعمله، سمّع الله به سامع خلقه، وحقّره وصغّره قال: فذرفت عينا عبد الله بن عمر.
398/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بندارٌ، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، حدّثنا رجلٌ من بيت أبي عبيدة، أنّه سمع عبد الله بن عمرٍو، يحدّث عبد الله بن عمر، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول:... فذكره.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير بأسانيد أحدها والبيهقيّ.
399- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا أبو أحمد، حدّثنا كثيرٌ، عن ربيح بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنّا نتحدّث، فخرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما هذه النّجوى ألم أنهكم عن النّجوى؟ فقلنا: تبنا إلى الله، أي نبيّ الله، إنّما كنّا في ذكر المسيح، وفرقنا منه، فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الشّرك الخفيّ، أن يقوم الرّجل بعملٍ لمكان الرّجل.
قلت: رواه ابن ماجة، والبيهقيّ باختصارٍ من طريق ربيحٍ، به، وربيحٌ: بضمّ الرّاء وفتح الباء الموحّدة بعدها ياءٌ آخر الحروف وحاءٌ مهملةٌ.
400- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا فرج بن فضالة، عن أبي الحسن، عن جبلة اليحصبيّ، قال: كنّا مع رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكان فيما حدّثنا أنّ قائلاً من المسلمين، قال: يا رسول الله، فيم النّجاة غدًا؟ قال: لا تخادع الله، قال: وكيف نخادع الله؟ قال: أن تعمل بما أمرك الله به، تريد به غيره، فاتّقوا الرّياء، فإنّه الشّرك بالله، عزّ وجلّ، وإنّ المرائي ينادى به يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماءٍ: يا كافر، يا فاجر، يا خاسر، يا غادر، ضلّ عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم عند الله، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له يا مخادع قال: فقلت له: - أو قلنا له -: الله الّذي لا إله إلاّ هو، لأنت سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: والله الّذي لا إله إلاّ هو لأنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلاّ أن يكون شيئًا لم أتعمّده، ثمّ قال يزيد: وأظنّه قرأ آياتٍ من القرآن: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}، و {إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم}.
401- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا حجّاجٌ، عن الرّبيع بن صبيحٍ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنّه بذجٌ - وربّما قال: كأنّه حمل - فيقول الله: يا ابن آدم، أنا خير قسيمٍ، انظر إلى عملك الّذي عملته لي، فأنا أجزيك به، وانظر إلى عملك الّذي عملته لغيري، فيجازيك على الّذي عملت له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف يزيد بن أبان الرّقاشيّ، وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه ابن ماجة، وابن حبّان في صحيحه وغيرهما، ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده، وسيأتي في أول كتاب الصلاة من حديث شداد بن أوس.
23- باب النهي عن التنطع
402- قال إسحاق بن راهويه: قلت لأبي أسامة: أحدثكم مسعر؟ قال: أخرج إلي معن بن عبد الرحمن كتابًا؟ فحلف لي أنه خط أبيه، فإذا فيه: قال عبد الله: والذي لا إله غيره ما رأيت أحدًا كان أشد خوفًا على المتنطعين من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان أشد خوفًا من أبي بكر، وإني لأرى عمر كان أشد خوفًا عليهم ولهم؟.
فأقر به أبو أسامة، وقال: نعم.
المتنطعون: الغالون، وقيل: هم المتكلمون بأقصى حلوقهم، من النطع وهو الغار الأعلى.
24- باب في علم الغيب
403- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن لهيعة، عن علقمة بن وعلة، عن ابن عبّاسٍ، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سبأٍ ما هو؟ فقال: رجلٌ ولد عشرة قبائل، فسكن اليمن ستّةٌ، والشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذحجٌ، وكندة، والأزد، والأشعريّون، وأنمارٌ، وحمير، وأمّا الشّاميّون: فلخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان.
403/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا ابن لهيعة، عن
عبد الله بن هبيرة السبائي، عن عبد الرّحمن بن وعلة سمعت ابن عبّاسٍ، سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلٌ عن سبأٍ، أرجلٌ أم امرأةٌ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بل هو رجلٌ، ولد عشرةً، يسكن اليمن منهم ستّةٌ، وبالشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذححٌ، وكندة، والأزد، والأشعريّون، وأنمارٌ، وحمير - عربا كلّها قال أبو عبد الرّحمن: أو عربا كلّها يقول فيهم غلطٌ - فأمّا الشّاميّة: فلخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان.
403/3- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة السبائي، عن ابن وعلة: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: إنّ رجلاً سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سبأٍ ما هو؟ أرجلٌ أم امرأةٌ، أو أرضٌ؟ قال: بل هو رجلٌ، ولد عشرةً، فسكن اليمن منهم ستّةٌ، وبالشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذحجٌ، وكندة، والأزد، والأشعريّون، وأنمارٌ، وحمير، وأمّا الشّاميّة: فلخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان.
403/4- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا أبو عبد الرّحمن... فذكره.
ومدار هذه الأسانيد على عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيفٌ.
404- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا الرّبيع بن سبرة، عن عمرو بن مرّة، قال: كنت جالسًا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: من هاهنا من معدٍّ فليقم؟ قال: فأخذت ثوبي لأقوم، قال: اقعد ثمّ قال الثّانية، فقلت: ممّن أنا يا رسول الله؟ قال: من حمير.
404/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، والحسن، قالا: حدّثنا ابن لهيعة، عن الرّبيع بن سبرة سمعت عمرو بن مرّة الجهنيّ، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من كان هاهنا من معدٍّ فليقم فقمت، فقال: اقعد فصنع ذلك مرّاتٍ كلّ ذلك أقوم، فيقول: اقعد فلمّا كان الثّالثة، قلت: ممّن نحن يا رسول الله؟ قال: أنتم معشر قضاعة من حمير.
قال عمرٌو: فكتمت هذا الحديث منذ عشرين سنةً.
ومدار إسناد عمرو بن مرّة على عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيفٌ.
25- باب في علم التاريخ
405- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم الأحول قال: سأل صبيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع، فقال له: هل أدركت النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: فقال: نعم، أسلمت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأديت له ثلاث صدقات ولم ألقه، وغزوت على عهد عمر بن الخطاب غزوات، شهدت فتح القادسية وجلولاء، وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان ومهران ورستم، فكنا نأكل السمن ونترك الودك، فسألته عن الظروف، فقال: لم نكن نسأل عنها يعني: طعام المشركين.
406- قال: وحدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أنس قال: قدمنا المدينة - وقد مات أبو بكر واستخلف عمر - فقلت لعمر: ارفع يدك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبك قبلك على السمع والطاعة فيما استطعت.
قلت: علي بن زيد ضعيف.
407- قال: وحدّثنا إسحاق بن منصور، حدّثنا أبو كدينة، عن مطرف، عن المنهال، عن نعيم بن دجاجة قال: كنت جالسا عند علي، رضي الله عنه، إذ جاءه أبو مسعود، فقال علي: قد جاء فرّوخ فجلس، فقال علي: إنك تفتي الناس؟ قال: أجل، وأخبرهم أن الآخر شر. قال: فأخبرني هل سمعت منه شيئًا؟ قال: نعم، سمعته يقول: لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف. فقال علي: أخطأت استك الحفرة، وأخطأت في أول فتياك، إنما قال ذلك لمن حضره يومئذ، هل الرخاء إلاّ بعد المائة؟!.
407/2- رواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
407/3- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهير، حدّثنا جرير، عن منصور، عن عبد الملك، عن نعيم بن دجاجة الأسدي قال: كنت جالسًا عند علي فدخل عليه أبو مسعود فقال له علي: يا فرّوخ، أنت القائل: لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف! أخطأت استك الحفرة، إنما قال: لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين مما هو حي اليوم، وإنما رخاء هذه الأمة، وفرجها بعد المائة.
407/4- قلت: ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن المنهال بن عمرو... فذكره.
408- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال. ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر.
هذا إسناد رجاله ثقات.
409- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشامٍ، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفلٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، توفّي وهو ابن خمسٍ وستّين.
دغفلٌ مختلفٌ في صحبته
410- قال: وحدّثنا هدبة، حدّثنا وهيبٌ، عن يونس بن عبيدٍ، حدّثنا عمّار بن أبي عمّارٍ، سمعت ابن عبّاسٍ... فذكر حديث الصّحيح، أنّه توفّي وهو ابن خمسٍ وستّين، فلمّا فرغ منه قال عقبه: وكان الحسن يقول: توفّي وهو ابن ستّين.
411- قال: وحدّثنا عثمان، حدّثنا وكيع، حدّثنا موسى بن علي، عن أبيه، سمعت مسلمة يقول: ولدت مقدم النبي صلّى الله عليه وسلّم وقبض النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنا ابن عشر.
412- قال: وحدّثنا الحسن بن حماد الكوفي، حدّثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع قال: أخبرني أبي قال: قلت لعبد خير: كم أتي عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، قلت: تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قال نعم، كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو الناس إلى خير واسع، فكان أبي ممن خرج وأنا غلام، فلما رجع أبي قال لأمي: مري بهذا القدر فليراق للكلاب: فإنا قد أسلمنا. فأسلم.
وقد تقدم في كتاب الإيمان في باب من علم الحق فأسلم.
413- قال: وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ أخبرني أبي، عن جدّي، عن قيس بن وهبٍ الهمدانيّ، عن أنسٍ، قال: حدّثنا أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا يأتي مائة سنةٍ من الهجرة، ومنكم عينٌ تطرف.
413/2- وبه عن أنس بن مالكٍ: قال كان أجرأ النّاس على مساءلة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأعراب، أتاه أعرابيٌّ، فقال: يا رسول الله، متى السّاعة؟ فلم يجبه شيئًا حتّى أتى المسجد فصلّى فأخفّ الصّلاة، ثمّ أقبل على الأعرابيّ، وقال: أين السّائل عن السّاعة؟ ومرّ به سعدٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هذا عمّر حتّى يأكل عمره لم يبق منكم عينٌ تطرف.
قلت: سفيان بن وكيع بن الجرّاح ضعيفٌ
ولأنسٍ في الصّحيح: إن يعش هذا حتّى يستكمل عمره لم يمت حتّى تقوم السّاعة، وهذا أبين لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وله شاهدٌ من حديث عقبة بن عمرٍو الأنصاريّ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
414- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، حدّثنا عبد الملك بن زيد بن سعيد بن نفيلٍ، عن مصعب بن مصعبٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ترفع زينة الدّنيا سنة خمسٍ وعشرين ومائةٍ.
415- قال: وحدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا أبي، عن عبيد الله، عن أبي المليح، حدّثنا جابر قال: أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من رمضان، وأنزلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان، وأنزل الزبور على داود في إحدى عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن على محمد في أربع وعشرين ليلة خلت من رمضان.
هذا إسناد ضعيف، لضعف سفيان بن وكيع بن الجراح.
وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع رواه أحمد بن حنبل في مسنده.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir