دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:33 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 23: قصيدة عمرو بن الأهتم: أَلاَ طرقَتْ أَسماءُ وهيَ طروقُ = وبانَتْ على أَن الخيالَ يشوقُ

قال عمرو بن الأهتم بن سُمَيّ السعدي المنقري:

أَلاَ طَرَقَتْ أَسْماءُ وَهْيَ طَرُوقُ = وبانَتْ على أَنَّ الخَيالَ يَشُوقُ
بِحاجَةِ مَحْزُونٍ كأَنَّ فؤادَهُ = جَناحٌ وَهَى عَظْماهُ فَهْوَ خَفُوقُ
وهانَ على أَسماءَ أَنْ شَطَّتِ النَّوَى = يَحِنُّ اليها وَالِهٌ ويَتُوقُ
ذَرينِي فإِنَّ البُخْلَ يَا أُمَّ هَيثْمٍ = لِصَالِحِ أَخلاقِ الرِّجالِ سَرُوقُ
ذَرينِي وحُطِّي في هَوَاى فإِنَّنِي = علي الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ
وإِنِّي كريمٌ ذُو عِيالٍ تهِمُّنِي = نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤُها وحُقُوقُ
ومُسْتنْبِحٍ بعدَ الهُدُوءِ دَعْوَتُهُ = وقد حانَ من نَجْم الشِّتاءِ خُفُوقُ
يُعالِجُ عِرْنيناً منَ اللَّيلِ بارداً = تَلُفُّ رِياحٌ ثَوْبَهُ وبُرُوقُ
تَأَلَّقُ في عَيْنٍ منَ المُزْنِ وادِقٍ = لهُ هَيْدَبٌ دَانِي السَّحَابِ دَفُوقُ
أَضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليهِ ولم أَقُلْ = لأَِحْرِمَهُ: إِنَّ المكانَ مَضِيقُ
فَقلْتُ لهُ: أَهلاً وسهلاً ومَرحباً = فهذا صَبُوحٌ راهِنٌ وصَدِيقُ
وقُمتُ إِلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَتْ = مَقاحِيدُ كُومٌ كالمَجَادِلِ رُوقُ
بأَدْماءَ مِرْباعِ النِّتاجِ كأَنَّها = إِذَا عَرَضَتْ دُونَ العِشارِ فَنِيقِ
بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِنَجْلاَءَ ثَرَّةٍ = لهَا مِن أَمامِ المَنْكَبَيْنِ فَتِيقُ
وقامَ إِليها الجَازِرَانِ فأَوْفَدَا = يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْوقُ
فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَنَامُها = وأَزْهَرُ يَحْبُو لِلقيامِ عَتِيقُ
بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنهُ غِشَاءَهُ = أَخٌ بإِخاءِ الصَّالِحِينَ رَفيقُ
فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَوْهِنا = شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِقٌ وغَبوقُ
وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْيَ قَرَّةٌ = لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَاءِ رَقِيقُ
وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بالقِرَى = ولِلخَيْرِ بينَ الصّالحينَ طَريقُ
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا = ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ
نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُلَى = ومنْ فَدَكِيٍّ والأَشَدِّ عُرُوقُ
مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَى في أَرومَةٍ = يَفَاعٍ، وبعضُ الوالِدِينَ دَقِيقُ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

23


وقال عمرو بن الأهتم بن سمي السعدي المنقري



1: أَلاَ طَرَقَتْ أَسْماءُ وَهْيَ طَرُوقُ = وبانَتْ على أَنَّ الخَيالَ يَشُوقُ
2: بِحاجَةِ مَحْزُونٍ كأَنَّ فؤادَهُ = جَناحٌ وَهَى عَظْماهُ فَهْوَ خَفُوقُ
3: وهانَ على أَسماءَ أَنْ شَطَّتِ النَّوَى = يَحِنُّ إليها وَالِهٌ ويَتُوقُ
4: ذَرينِي فإِنَّ البُخْلَ يَا أُمَّ هَيثْمٍ = لِصَالِحِ أَخلاقِ الرِّجالِ سَرُوقُ
5: ذَرينِي وحُطِّي في هَوَاي فإِنَّنِي = على الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ
6: وإِنِّي كريمٌ ذُو عِيالٍ تهِمُّنِي = نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤُها وحُقُوقُ
7: ومُسْتنْبِحٍ بعدَ الهُدُوءِ دَعْوَتُهُ = وقد حانَ من نَجْم الشِّتاءِ خُفُوقُ
8: يُعالِجُ عِرْنيناً منَ اللَّيلِ بارداً = تَلُفُّ رِياحٌ ثَوْبَهُ وبُرُوقُ
9: تَأَلَّقُ في عَيْنٍ منَ المُزْنِ وادِقٍ = لهُ هَيْدَبٌ دَانِي السَّحَابِ دَفُوقُ
10: أَضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليهِ ولم أَقُلْ = لأَِحْرِمَهُ: إِنَّ المكانَ مَضِيقُ
11: فَقلْتُ لهُ: أَهلاً وسهلاً ومَرحباً = فهذا صَبُوحٌ راهِنٌ وصَدِيقُ
12: وقُمتُ إِلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَتْ = مَقاحِيدُ كُومٌ كالمَجَادِلِ رُوقُ
13: بأَدْماءَ مِرْباعِ النِّتاجِ كأَنَّها = إِذَا عَرَضَتْ دُونَ العِشارِ فَنِيقِ
14: بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِنَجْلاَءَ ثَرَّةٍ = لهَا مِن أَمامِ المَنْكَبَيْنِ فَتِيقُ
15: وقامَ إِليها الجَازِرَانِ فأَوْفَدَا = يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْوقُ
16: فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَنَامُها = وأَزْهَرُ يَحْبُو لِلقيامِ عَتِيقُ
17: بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنهُ غِشَاءَهُ = أَخٌ بإِخاءِ الصَّالِحِينَ رَفيقُ
18: فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَوْهِنا = شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِقٌ وغَبوقُ
19: وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْيَ قَرَّةٌ = لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَاءِ رَقِيقُ
20: وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بالقِرَى = ولِلخَيْرِ بينَ الصّالحينَ طَريقُ
21: لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا = ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ
22: نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُلَى = ومنْ فَدَكِيٍّ والأَشَدِّ عُرُوقُ
23: مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَى في أَرومَةٍ = يَفَاعٍ، وبعضُ الوالِدِينَ دَقِيقُ


ترجمته: هو عمرو بن سنان، وهو الأهتم، بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحرث، وهو مقاعس، بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. كان سيدا من سادات قومه، خطيبا بليغا شاعرا، شريفا جميلا، ولقبه (المكحل) كما في البيان 1: 53 والشعراء 402. وكان يقال لشعره (الحلل المنشرة). وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وسأله الرسول عن الزبرقان بن بدر فمدحه ثم هجاه ولم يكذب في الحالين، فقال رسول الله: ((إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا)). وانظر لباب الآداب 354-355.
جو القصيدة: أسف لرحلة صديقته عنه، ووصف خيالها وطروقه في النوم. وعارض من عذلته في جوده، وطلب إليها أن تذهب مذهبه. ووصف الضيف يطرقه في الليل في قرة الشتاء، وما يلقى من عناء، ثم ما يستقبله من جود وقرى. ونعت الجزور بنحرها للضيف، وكيف عالجها الجازران. ثم أثنى على الكرم، وباهى بأصله وطيب أرومته.
تخريجها: الأبيات: 4، 6، 7، 11، 20، 21 في المرزباني 212. والأبيات 4، 5، 6، 20، 21 في الحماسة 2: 263-264. والبيتان 4، 21 في الشعر 403. والبيتان 4، 5 في الخزانة 4: 134. وانظر الشرح 245-254.
(1) الطروق: الإتيان بالليل. يريد أن خيالها جاءه فشاقه.
(2) أي: بانت بحاجة محزون، أي مضت وحاجته عندها لم تقضها له. وهى: ضعف. أي يخفق فؤاده كما يخفق الجناح، يضطرب ويتحرك.
(3) شطت: بعدت. النوى: النية التي ينوونها في سفرهم. الواله: الذاهب العقل من شدة الوجد. يتوقى: تطلع نفسه إلى الشيء.
(5) يقال حط في هواه: إذا تابعه ولم يعصه في كل ما أمره به. الزاكي: النامي الكثير.
(6) تهمني: تحزنني وتقلقني.
(7) المستنبح: الرجل يضل الطريق ليلا فينبح لتجيبه الكلاب إن كانت قريبا منه، فإذا أجابته تبع أصواتها، فأتى الحي فاستضافهم. النجم ههنا: الثريا، وذلك أنها تخفق لغروب جوف الليل في الشتاء. وانظر المفضليتين 68: 6، و199: 30.
(8) العرنين: الأنف، والمراد به هنا أول الليل. وبروق: إنما اللف للرياح خاصة، فأتبع البروق الرياح على مجاز الكلام، كأنه قال: وتلمح له بروق.
(9) تألق: تلمع، يعني البروق. العين: مطر أيام لا يقلع. المزن: السحاب الأبيض. والوادق: الداني من الأرض. الهيدب: شيء يتدلى من السحاب مثل الهدب من ريه.
(11) الصبوح: الشرب بالغداة: الراهن: الدائم الثابت. وانظر المفضلية 93: 11.
(12) البرك: إبل الحي كلهم. الهواجد: النيام، والهاجد من الأضداد، يقال للنائم ويقال للمتيقظ بالليل المتهجد بالقراءة. فاتقت: جعلت بيني وبينها الأدماء، التي في البيت الآتي. المقاحيد: الإبل العظام الأسنمة. والكوم كذلك، جمع كوماء. المجادل: القصور، واحدها مجدل، بكسر الميم. الروق: الخيار.
(13) الأدماء: البيضاء مرباع النتاج: يكون نتاجها في أول الربيع، وذلك أقوى لولدها. العشار: جمع عشراء، وهي الناقة مضى عليها من لقحها عشرة أشهر. الفنيق: الفحل الذي يودع للفحلة. شبه هذه الأدماء به لعظمها. والمعنى: أن الإبل اتقت بهذه الناقة، أي كانت أفضلهن وأكرمهن فاخترتها لقرى الضيف، فكأنها وقت الأخريات.
(14) بضربة ساق: قطع عراقيبها بسيفه. النجلاء: الطعنة الواسعة. الثرة: الواسعة مخرج الدم. الفتيق، يريد أنه طعنها في لبتها، وهي أمام منكبيها.
(15) أوفدا: ارتفعا، أي علوا عليها لعظمها. تفوق: تجود بنفسها.
(16) الأزهر: الأبيض، يعني ولدها. العتيق: الكريم. أراد أنه نحر أنفس الإبل، وهي العشراء.
(17) بقير: مشقوق عنه غشاؤه، صفة لأزهر.
(18) موهنا: بعد وقت من الليل، قريب من نصفه. الزاهق: الذي ليس بعد سمنه سمن. الغبوق: شراب العشي.
(19) دون الصبا: دون ريح الصبا. القرة: الباردة. مصقول الكساء: قال الأصمعي: أراد به الدواية، وهي الجلدة الرقيقة تعلو اللبن إذا برد. وهي بضم الدال وتخفيف الواو.
(22) نمتني: رفعتني ونوهت باسمي. وأم عمرو بن الأهتم: ميا بنت فدكي بن أعبد، وأمها بنت علقمة بن زرارة. يصف كرم آبائه وأخواله.
(23) الأرومة: أصل الشيء ومعظمه، بضم الهمزة في لغة بني تميم، وفتحها عند غيرهم. اليفاع: المرتفع. وانظر المفضلية 93: 13، 14.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 06:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال عمرو بن الأهتم بن سمي السعدي المنقري

1: ألا طرقت أسماء وهي طروق.......وبانت على أن الخيال يشوق
أبو عكرمة: (الطروق): الإتيان بالليل يريد أن خيالها جاءه فشاقه، غيره: (بانت) فارقت، وقد بانه يبينه بينًا وبينونة إذا فارقه وأنشد:
كأن عيني وقد بانوني.......غربان في منحاة منجنون
يقول قد (بانت) و(خيالها) يطرقنا فيشوقنا، قال: ولا يكون (الطروق) إلا بالليل، يقال: شاقني يشوقني.
2: بحاجة محزون كأن فؤاده.......جناح وهى عظماه فهو خفوق
أي (بانت بحاجة محزون) أي مضت وحاجته عندها لم تقضها له، غيره: أي (يخفق فؤاده) كما يخفق الجناح يضطرب ويتحرك، وهى: ضعف والوهي الخرق في القربة، والمزادة وجمعه وهي.
3: وهان على أسماء أن شطت النوى.......يحن إليها واله ويتوق
(شطت): بعدت، و(النوى): النية التي ينوونها في سفرهم، غيره: (الواله): الذاهب العقل الذي قد اشتد وجده قد وله يوله ولهًا، وتاقت نفسه إلى الشيء تتوق توقانًا إذا تطلعت إليه، ويروى: يحن إليها والهًا، يجعله حالاً من الضمير الذي في يحن، ومن رفعه جعل الفعل له.
4: ذريني فإن البخل يا أم هيثم.......لصالح أخلاق الرجال سروق
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا، وروى غيره: فإن الشح يغتال صالح أخلاق الرجال فيذهب به، و(سروق) آخذ يقال شح يشح شحًا إذا بخل.
5: ذريني وحطي في هواي فإنني.......على الحسب الزاكي الرفيع شفيق
ويروى العالي الرفيع، قوله (حطي في هواي) اتبعي أي ميلي ميلي واقبلي قولي، غيره: (حطي) اعتمدي أي اتبعي هواي يقال حططت في هواه إذا تابعته ولم تعصه في كل ما أمرك به.
و(الزاكي): النامي قد زكا الشيء إذا نمى وكثر، ويقال حطت الناقة أي اعتمدت على أحد شقيها ويقال ذر ذا ولا تذر ذا ولا يقال وذرته ولكن تركته، ويقال فلان يحط في هوى فلان وقد حط البعير يحط حطاطًا، وهو اعتماده على أحد شقيه في سيره.
6: وإني كريم ذو عيال تهمني.......نوائب يغشى رزؤها وحقوق
لم يقل أبو عكرمة فيه شيئًا. ويروى: ذريني فإني (ذو عيال)، يقال أهمني الشيء أحزنني وأقلقني وهمني أذابني ويقال: همك ما أهمك أي أذابك ما أحزنك وأقلقك، وأنشد: يهم فيها القوم هم الحم، وواحدة (النوائب) نائبة، و(رزؤها) ما يرزأ منها من قولك: ما رزأته شيئًا أي: ما أصبت منه شيئًا.
7: ومستنبح بعد الهدوء دعوته.......وقد حان من نجم الشتاء خفوق
(بعد الهدوء) بعد ساعة من الليل، ويروى: (وقد حان) من سار (الشتاء) طروق، أي حان للسائر في الشتاء أن يطرق يريد الضيف، أراد ورب مستنبح والمستنبح: الرجل يضل الطريق ليلاً فينبح لتجيبه الكلاب إن كانت منه قريبًا فإذا أجابته تبع أصواتها فأتى الحي فاستضافهم، و(حان) دناء و(النجم): ههنا الثريا، وذلك أنها تخفق للغروب جوف الليل في الشتاء وطلوعها في ذلك الوقت عند المغرب.
و(الخفوق): السقوط والميل له، غيره: يقال: أتانا بعد ما هدأت الرجل أي بعد ما نام الناس، (دعوته) أي: لوحت له بنار ليأتم بها.
8: يعالج عرنينًا من الليل باردًا.......تلف رياح ثوبه وبروق
(العرنين): الأنف، وهو ههنا مثل و(عرنين الليل) أوله كما أن العرنين يتقدم الوجه، وقال: (تلف رياح ثوبه وبروق)، و إنما اللف للرياح خاصة دون البرق، فأتبع (البروق) الرياح على مجاز الكلام كما قال الشاعر:
كم قد تمششت من قص وإنفحة.......جاءت إليك بهن الأضؤن السود
غيره: أصل العرنين الأنف فأراد أول الليل وصدره، وهذا على المجيب أشد لأن الناس ينامون من أول الليل فلا يكاد المستنبح يجاب، وربما بويتوا إلا أن الأكثر أن يغيروا في آخر الليل ويروى غربيبًا من الليل، وهو شديد السواد، قوله (وبروق) أي تلف الرياح ثوبه وتلمح له البروق، والبروق لا تلف ثوبه، وقد ينسأ بالشيء على الشيء وليس له في فعله شيء، قال الشاعر:
يا ليت بعلك قد غدا.......متقلدًا سيفًا ورمحًا
أراد متقلدا سيفًا وآخذًا رمحًا وأنشد الفراء:
علفتها تبنًا وماءً باردًا.......حتى غدت همالة عيناها
أراد علفتها تبنًا وسقيتها ماءً باردًا ومثله كثير.
9: تألق في عين من المزن وادق.......له هيدب داني السحاب دفوق
قال هشام: أراد تتألق فاجتمع حرفان من جنس واحد متحركان فأدغم ثم أسقط الساكن منهما وهو الأول، وقال غيره الساقط هو الثاني، و(تألق) البرق: تكشفه. وأصل (التألق) التزين والتبرق.
قال رؤبة:
تألقت واتصلت بعكل.......خطبي وهزت رأسها تستبلي
و(المزن): السحاب الأبيض الواحدة مزنة، والعين السحابة تنشأ من عن يمين قبلة العراق، وذلك السحاب لا يخلف، والعين أيضًا مطر ثلاثة أيام لا يقلع، و(الوادق): الداني من الأرض، وهو أحمد السحاب قال أوس بن حجر:
دان مسف فويق الأرض هيدبه.......يكاد يدفعه من قام بالراح
وأصل الودق الدنو، ومنه سميت الوديقة وهي أشد الحر لدنو الشمس من الأرض، ومنه قولهم ودق الشيء للشيء إذا دنا منه، ومنه سميت الفرس وديقًا لدنوها من الفحل، والهيدب أن تكون السحابة ريًا فيرى لها مثل الخمل، والدفوق: الذي يدفع الماء، ويروى داني الرباب، وهو سحاب يرى دون السحاب.
وأنشد الأصمعي للمازني:
كأن الرباب دوين السحاب.......نعام تعلق بالأرجل
وإنما سرق هذا المعنى المازني من عياض بن كثير الضبي وهو يصف سحابًا:
كأن الرباب الجون في حجراته.......بأرجائه القصوى نعام معلق
غيره: (تألق): تبرق، يقال: قد ائتلق وتألق وبرق بمعنى والعين مطر أيام لا يقلع، يقال نشأت السماء من العين وهو ما عن يمين قبلة العراق، قال وواحد المزن مزنة، وهو السحاب، والوادق: الداني يقال للبعير والفرس إنه لوادق السرة أي داني السرة من الأرض، قال عمر بن لجأ: مندحة السرات وادقاتها، ويقال ما يدق للأرض منه شيء أي ما يدنو ولا يصل، قال ذو الرمة:
كانت إذا ودقت أمثالهن له.......فبعضهن عن الألاف مشتعب
أي دنت، والهيدب: شيء يتدلى من السحاب مثل الهدب من ريه، ويروى جم السجال، أي كثير السجال، والسجال جمع سجل وهو الدلو ملأى ماءً دفوق: سكوب هذا مثل أي ماءه كثير، وواحد المزن مزنة وهو السحاب، ويقال سمي مزنًا لبعده يقال مزن فلان عني إذا بعد عني.
10: أضفت فلم أفحش عليه ولم أقل.......لأحرمه إن المكان مضيق
ويروى: إن الفناء (مضيق)، ويرى أفحش يقال أضفت الرجل إذا أنزلته وضافني الرجل إذا نزل بي.
وأصل ذلك من إضافة الشيء إلى الشيء وهو ضمه إليه، وحكى أبو زيد أن العرب تدعو ضيف الضيف ضيفنا وأنشد:
إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن.......فأودى بما تقرى الضيوف الضيافن
ويروى: (أفحش) كذا رواها أحمد بن عبيد.
11: فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبًا.......فهذا صبوح راهن وصديق
قال الأصمعي: قولهم (أهلا وسهلاً ومرحبًا) من تحياتهم الضيفان، وقولهم (أهلاً) أي أصبت أهلاً مثل أهلك فاستأنس، وقولهم (سهلاً) أصبت سهولة في أمرك والسهولة اللين، وقولهم (مرحبًا) أي أصبت سعة مأخوذ من الرحب وهو الفضاء ومنه قولهم فلان رحيب الصدر إذا كان واسع الصدر محتملاً، ومنه سميت الرحبة وهي المتسع بين الدور، و(الصبوح): الشرب بالغداة، و(الراهن): الدائم الثابت، ويروى: فهذا مبيت صالح.
12: وقمت إلى البرك الهواجد فاتقت.......مقاحيد كوم كالمجادل روق
(البرك): إبل الحي كلهم، و(الهواجد): النيام، والهاجد من الأضداد يكون النائم ويكون المتيقظ بالليل المتهجد بالقراءة. وقوله (فاتقت) أي جعلتها بيني وبينها، ويقال اتقاه بحقه إذا جعله بينه وبينه، قال أوس بن حجر يصف رمحًا:
تقاك بكعب واحد فتلذه.......يداك إذا ما هز بالكف يعسل
والمقاحيد: الإبل العظام الأسنمة، يقال ناقة مقحاد إذا كانت عظيمة السنام، والكوم كذلك يقال ناقة كوماء وجمل أكوم، و(المجادل): القصور شبه الإبل بها لعظمها وسمنها، وواحد المجادل مجدل قال الأعشى:
كمجدل شيد بنيانه.......يزل عنه ظفر الطائر
و(الروق) الخيار يقال إبل روق وبعير روقة إذا كان كريمًا، غيره: ويروى: وقمت إلى البرك الهجان فأعرضت، قال البرك إبل أهل الحواء كلها بالغة ما بلغت وهو جمع بارك كما يقال صاحب وصحب، ويقال البرك الألف من الإبل، والصحيح أنه يقع على ما برك من جميع الجمال والنوق على الماء وبالفلاة ومن حر الشمس وهنيدة وهي بغير ألف ولام لأنها اسم للمائة ولا تنصرف لأنها معرفة وأنشد:
أعطوا هنيدة تحدوها ثمانية.......ما في عطائهم من ولا سرف
والكور: خمسون ومائة والجمع أكوار، والعرج فوق ذلك، وقال الأصمعي ما بين الخمسمائة إلى الألف والهجمة ما بين الخمسين إلى المائة والعكر: الجماعة من الإبل، قال الفرزدق: إلى تميم تقود الخيل والعكرا، والعكر ما دون الهجمة، والصرمة العشر إلى الثلاثين، والهجان الكرام وأصله البيض، والهجان يكون للواحد والجمع وقد تجمع فيقال هجائن ومنه هجائن النعمان، وأنشد الأصمعي:
هذا جناي وهجانه فيه.......إذ كل جان يده إلى فيه
وأنشدنا:
وإذا قيل من هجان قريش.......كنت أنت الفتى وأنت الهجان
قال و(المقاحيد) جمع مقحاد وهي العظيمة القحدة وهي بيضة السنام وأصله وقال ابن الأعرابي وغيره من الأعراب هي التي تبقي على قحدتها على الهزال، ويقال روق تروق الاسنان، ويقال راقني الشيء أعجبني.
13: بأدماء مرباع النتاج كأنها.......إذا عرضت دون العشار فنيق
يقول اتقت الإبل الهواجد بناقة (أدماء) وهي البيضاء و(مرباع النتاج) التي نتجت في أول (النتاج) أي في أول الربيع، وذلك أقوى لولدها، وذلك أن الربيع يمتد لها فترعاه أمهاتها فلا يأتيها الصيف حتى تقوى، وما نتج في الصيف كان أضعف لأنه ينتج بعد تصرم الكلأ ويهجم عليه الحر فيضعف، يقال ناقة مصياف النتاج، ويقال لما نتج في الصيف هبع وما نتج في الربيع ربع، قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر: سألت جبر بن حبيب أخا امرأة العجاج ما الهبع؟ فقال: ما ينتج في آخر النتاج، فإذا مشى مع الرباع أبطرته ذرعًا فهبع بعنقه أي استعان بها في المشي، و(العشار): الإبل التي أتى عليها مذ أن ضربها الفحل عشرة أشهر، و(الفنيق) الفحل، شبه هذه (الأدماء) به لعظمها، غيره: أدماء بيضاء سوداء المشافر والحدقة. و(المرباع): التي تبكر بالنتاج، وربعي النتاج أوله، قال أبو زيد وأبو عبيدة: الناقة إذا أتى عليها من مضربها ستة أشهر فصاعدًا فهي عشراء والجمع عشار وقد عشرت تعشيرًا، وقال الأصمعي: هي التي أتى عليها من لقحها عشرة أشهر، وقد ينتج بعضهن فيقال لكلهن عشار، ومن هذا قيل ألبان العشار، و(الفنيق): الفحل الذي يودع للفحلة.
والمعنى أن الإبل اتقت بهذه الناقة أي: كانت أفضلهن وأكرمهن فضربتها بسيفي ويقال المرباع الناقة التي تنتج في أول النتاج والمربع التي تنتج مرة في أول النتاج، ويقال لولدها ربع، والصيفي الذي يولد في آخر النتاج والناقة مصيف، قال سليمان بن عبد الملك وكان ولده صغارًا وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حاضرًا:
إن بني صبية صيفيون.......أفلح من كان له ربعيون
فقال له عمر رضي الله عنه: بل {أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.
14: بضربة ساق أو بنجلاء ثرة.......لها من أمام المنكبين فتيق
قوله: (بضربة ساق) يريد أنه عرقبها، و(النجلاء): الطعنة الواسعة، و(النجل): السعة، ومنه قيل للعين نجلاء والثرة الواسعة مخرج الدم، و(الفتيق) الفتق يريد أنه طعنها في لبتها وهي أمام منكبيها، غيره: (النجلاء) الواسعة الشق، وكذلك عين نجلاء، وسنان منجل إذا كان واسع الطعنة و(الثرة) الواسعة مخرج الدم، وأصل ذلك أن يقال ناقة ثرة وشاة ثرة وثرور بينة الثرارة إذا كانت واسعة الأحاليل غليظة الشخب، و(فتيق) موضع فتقه بطعنته أي طعنها في لبتها.
15: وقام إليها الجازران فأوفدا.......يطيران عنها الجلد وهي تفوق
قوله (فأوفدا) أي فارتفعا أي علوا عليها لعظمها، و(تفوق) بنفسها أي تخرجها على هيئة الفواق، (يطيران عنها الجلد) أي: يسلخانها. (وهي تفوق) من الفواق وهو خروج النفس.
16: فجر إلينا ضرعها وسنامها.......وأزهر يحبو للقيام عتيق
ويروى: (فجر إليه) -يعني الضيف- كبدها وسنامها، (والأزهر): الأبيض يعني ولدها والعتيق الكريم، ويروى: يكبو للقيام، أراد أنه نحر أنفس الإبل وهي العشراء، و(الزهرة): البياض أي نحرها وقد دنا نتاجها، قال ثعلب: يقال أزهر بين الزهرة والزهر، وزهرة النبت محركة، وزهرة الحياة الدنيا ساكنة، والزهرة: النجم محرك مضموم الأول.
17: بقير جلا بالسيف عنه غشاؤه.......أخ بإخاء الصالحين رفيق
أصل (البقر) الشق يقال بقر بطنه إذا شقه، و(جلا): كشف، وغشاؤه: بطن أمه، وقد قيل عن بعض الرواة إنه أراد بالأزهر زق الخمر وإن غشاؤه ثوب كان يجعل عليه وإن حبوه للقيام لامتلائه يريد أنه نحر له وسقاه وأنشد في صفة الزق:
كأنه حبشي بادن سلبت.......منه المعاوز عن صدر وعن كفل
والمعاوز: الخلقان من الثياب.
18: فبات لنا منها وللضيف موهنا.......شواء سمين زاهق وغبوق
ويروى: عشاء سمين راهن، وقوله (موهنًا) أي بعد ساعة من الليل، و(الزاهق): الذي لا بعد سمنه سمن ثم استأنف (الغبوق) فقال: وبات لنا غبوق وهو شرب العشي، غيره: ويروى راهن وهو المقيم الدائم، ويقال: طعام راهن وراهٍ، حكاه أبو عمرو: وقد أرهنت لهم االطعام والشراب وأرهيته إذا أدمته، (والغبوق) ما شرب بالليل وبالعشي من اللبن، وغيره، فأراد أنه تحسى مرقها، وقد يجوز أن يكون سقاه لبنًا مع عشائه.
19: وبات له دون الصبا وهي قرة.......لحاف ومصقول الكساء رقيق
قوله (دون الصبا) أي: دون ريح الصبا، (القرة): الباردة ومصقول الكساء، قال الأصمعي: أراد به الدواية وهي الجلدة الرقيقة تعلو اللبن إذا برد، ويقال قد أدوى القوم إذا أكلوا الدواية، وقد قيل إن (مصقول الكساء) هنا دثار وأنشد:
أتبعته أخضر مثل البقله.......يدفئني وصبيتي وعبله
ونلحف الضيف الكريم فضله.......إذا أمنا يده ورجله
ذاك إذا ما كان ضيفي أهله
والدواية تعلو اللبن الحليب إذا برد، حكاه عن الأصمعي: وقال أدوى الصبيان ولم يقل القوم، قال ويقال قد دوى اللبن فهو مدوٍ إذا علته الدواية. قال: وقال ابن الأعرابي: و(مصقول الكساء) يعني ثوبًا تحت الكساء مصقولاً، فأراد أنه في كن وعنده لبن.
20: وكل كريم يتقي الذم بالقرى.......وللخير بين الصالحين طريق
(القرى): الضيافة، يقول (كل كريم يتوقى أن يذم ببذل القرى) يقال قريت الضيف أقريه قرى وقراء يقول طريق (الخير بين الصالحين) إنما يفعله الصالحون.
21: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.......ولكن أخلاق الرجال تضيق
22: نمتني عروق من زرارة للعلى.......ومن فدكي والأشد عروق
(نمتني): رفعتني ونوهت باسمي، وأم عمرو بن الأهتم: ميا بنت فدكي بن أعبد وأمها بنت علقمة بن زرارة.
يصف كرم آبائه وأخواله.
23: مكارم يجعلن الفتى في أرومة.......يفاع وبعض الوالدين دقيق
(الدقيق): اللئيم و(الأرومة): أصل الشيء ومعظمه و(اليفاع): المرتفع، قال أحمد بن عبيد: لغة بني تميم أرومة وغيره لغته أرومة بالفتح.
[شرح المفضليات: 245-254]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
23, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir