دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:19 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 15: قصيدة مزرد بن ضرار الذبياني : أَلاَ يا لقوْمِ والسّفَاهةُ كَاسمِها = أَعائدتي مِن حُبِّ سَلْمَى عَوائِدي

قال مزرد بن ضرار الذبياني:


أَلاَ يا لقَوْمِي والسَّفَاهةُ كَاسْمِها = أَعائِدَتي مِن حُبِّ سَلْمَى عَوائِدي
سُوَيْقَةُ بَلْبَالٍ إِلى فَلَجاتِها = فَذِي الرِّمْثِ أَبكَتْنِي لِسَلْمَى مَعاهِدِى
وقامتْ إلى جَنْبِ الحِجَابِ وما بِها = مِن الوَجْدِ، لولا أَعْيُنُ النَّاسِ، عامِدِي
مَعاهِدُ تَرْعَى بَيْنَها كلُّ رَعْلَةٍ = غَرَابِيبُ كالهنْدِ الحَوَافي الحَوَافِدِ
تُرَاعِي بِذِي الغُلاَّنِ صَعْلاً كأَنه = بِذِي الطَّلْحِ جَانِي عُلَّفٍ غيرُ عاضِدِ
وقالت أَلاَ تَثْوِي فَتَقْضِي لُبَانَةً = أَبا حَسَنِ فِينا وتَأْتِي مَوَاعِدِي
أَتانِي وأَهْلِي في جُهَيْنَةَ دَارُهمْ = بِنِصْعٍ فَرَضْوَي مِنْ وراءِ المَرَابِدِ
تَأَوُّهُ شَيخٍ قاعِدٍ وعَجُوزِهِ = حَرِيبَيْنِ بالصَّلْعَاءِ ذَاتِ الأَسَاوِدِ
وعالاَ وعامَا حِينَ باعا بِأَعْنُزٍ = وكَلْبَيْنِ لَعْبَانِيَّةً كالجلاَمِد
هِجَاناً وحُمْراً مُعْطِرَاتٍ كأَنَّهَا = حَصَى مَغْرَةٍ أَلوَانُها كالمَجَاسِدِ
تُدَقِّقُ أَوْراكٌ لَهُنَّ عِرَضْنَةٌ = على ماءِ يَمْوُدٍ عَصا كلِّ ذَائِدِ
أَزُرْعَ بنَ ثَوْب إِنَّ جاراتِ بَيْتِكم = هُزِلْنَ وأَلْهَاكَ ارْتِغاءُ الرَّغائِدِ
وأَصْبَحَ جاراتُ ابْنِ ثَوْبٍ بَوَاشِماً = من الشَّرِّ يَشْوِيهِنَّ شَيَّ القَدَائِدِ
تركتُ ابنَ ثَوْبٍ وهْولا سِتْرَ دُونَهُ = ولوْ شِئْتُ غَنَّتْنِي بثَوْبٍ وَلاَئِدِي
صَقَعْتُ ابنَ ثَوْبٍ صَقْعَةً لا حِجَى لها = يُوَلْوِلُ منها كلُّ آسٍ وعائِدِ
فَرُدُّوا لِقاحَ الثَّعْلَبِيِّ، أَداؤُها = أَعَفُّ وأَتْقَى مِنْ أَذَى غَيْرِ واحِدِ
فإِنْ لَمْ تَرُدُّوهَا فإِنَّ سَماعَهَا = لكم أَبداً مِنْ باقِياتِ القَلاَئِدِ
وما خالدٌ مِنَّا، وإِنْ حَلَّ فيكُمُ = أَبانَيْنِ، بالنَّائي ولا المُتَباعِدِ
تَسَفّهْتَهُ عنْ مالِهِ إِذْ رَأَيْتَهُ = غُلاماً كَغُصْنِ الْبانةِ المُتَغَايِدِ
تَحِنُّ لِقَاحُ الثَّعْلَبِيِّ صَبَابَةً = لأَِوْطانِها مِنْ غَيْقَةٍ فالفَدَافِدِ
وعَاعَى ابنُ ثَوْبٍ في الرِّعاءِ بِصُبَّةٍ = حِيالٍ وأُخْرَى لم تَرَ الفَحْلَ وَالِدِ
فنِعْمَتْ لِقَاحُ المَحْلِ يَهْدِي زَفِيرُها = سُرَى الضَّيْفِ أَوْ نِعمتْ مَطايَا المُجاهِدِ
أُولئكَ أَو تِلكَ، المُنَاصِي رباعُها = مع الرُّبْدِ أَوْلاَدُ الهِجانِ الأَوَابِدِ
فيا آلَ ثَوْبٍ إِنَّما ذَوْدُ خالِدٍ = كَنارِ اللَّظَى، لا خَيْرَ في ذَوْدِ خالِدِ
بهِنَّ دُرُوءُ مِنْ نُحَازٍ وغُدَّةٍ = لها ذَرِباتٌ كالثُّدِيِّ النَّوَاهِدِ
جَرِبنَ فما يُهنَأْنَ إِلاَّ بِغَلْقَةٍ = عَطِينٍ وأَبْوَالِ النِّساءِ القَوَاعِدِ
فلم أرَ رُزْءًا مثلَهُ إِذْ أَتاكُمُ = ولا مثلَ ما يُهدَى هديَّةَ شاكِدِ
فَيا لَهَفي أَن لاَ تكُونَ تَعلَّقَتْ = بِأَسْبابِ حبلٍ لاِبنِ دَارَةَ ماجِدِ
فَيرْجِعَها قومٌ كأَنَّ أَباهُمُ = بِبِيشَةَ ضِرْغامٌ طُوَالُ السَّواعدِ
ولو جارُها اللَّجْلاَجُ أَوْ لوْ أَجارَهَا = بنو باعثٍ لم تَنْزُ في حَبْل صائِدِ
ولو كُنَّ جارَاتٍ لآلِ مُسافِع = لأُدِّينَ هَوْناً مُعْنِقاتِ المَوارِدِ
ولو في بني الثَّرْمَاءِ حَلَّتْ تحَدَّبُوا = عليها بأَرماحٍ طِوَالِ الْحَدَائِدِ
مصاليتُ كالأَسياف ثُمَّ مَصِيرُهم = إلى خَفِرَاتٍ كالقَنَا المُترَائِدِ
ولكنَّها في مَرْقَبٍ مُتَنَاذَرٍ = كأَنَّ بها منه خُرُوطَ الجَدَاجِدِ
فَقلْتُ، ولم أَمْلِكْ: رِزَامَ بنَ مازِنٍ = إِلى إِبَةٍ فيها حَياءُ الْخَرَائِدِ
فبِأسْتِ آمْرِئٍ كانَتْ أَمانِيُّ نَفْسِه = هجاني ولَمْ يَجْمَعْ أَدَاةَ الْمُناجِدِ
وَشالت زِمِجَّى خَيْفَقٍ مَشَجَتْ به = خِذاقاً وقد دَلَّهْنَهُ بالنَّوَاهِدِ
فأَيِّهْ بِكنْدِيرٍ حِمارِ ابنِ وَاقِعٍ = رَآكَ بِإِيرٍ فاشْتَأَى مِن عُتائِدِ
أَطاعَ لهُ لَسُّ الغَمِيرِ بِتَلْعةٍ = حماراً يُرَاعِي أُمَّهُ غيرَ سَافِدِ
ولكِنَّهُ مِنْ أُمِّكم وأَبيكُم = كَجَارِ زُمَيْتٍ أَو كعائذ زائِدِ
فقالوا له: اقعُدْ راشداً، قال: إِنْ تَكُنْ = لِقاحِيَ لم تَرْجعْ فَلَسْتُ براشِدِ
أَتَذهبُ من آل الوَحِيدِ ولم = تَطُفْ بكل مكانٍ أَرْبَعٌ كالخَرَائِدِ
وعَهدي بكم تَسْتَنْقِعُونَ مَشَافِراً = من المَحْضِ بالأَضياف فَوْقَ المناضِدِ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

15


وقال مزرد بن ضرار الذبياني


1: أَلاَ يا لقَوْمِ والسَّفَاهةُ كَاسْمِها = أَعائِدَتي مِن حُبِّ سَلْمَى عَوائِدي
2: سُوَيْقَةُ بَلْبَالٍ إِلى فَلَجاتِها = فَذِي الرِّمْثِ أَبكَتْنِي لِسَلْمَى مَعاهِدِي
3: وقامتْ إلى جَنْبِ الحِجَابِ وما بِها = مِن الوَجْدِ، لولا أَعْيُنُ النَّاسِ، عامِدِي
4: مَعاهِدُ تَرْعَى بَيْنَها كلُّ رَعْلَةٍ = غَرَابِيبُ كالهنْدِ الحَوَافي الحَوَافِدِ
5: تُرَاعِي بِذِي الغُلاَّنِ صَعْلاً كأَنه = بِذِي الطَّلْحِ جَانِي عُلَّفٍ غيرُ عاضِدِ
6: وقالت أَلاَ تَثْوِي فَتَقْضِي لُبَانَةً = أَبا حَسَنِ فِينا وتَأْتِي مَوَاعِدِي
7: أَتانِي وأَهْلِي في جُهَيْنَةَ دَارُهمْ = بِنِصْعٍ فَرَضْوَى مِنْ وراءِ المَرَابِدِ
8: تَأَوُّهُ شَيخٍ قاعِدٍ وعَجُوزِهِ = حَرِيبَيْنِ بالصَّلْعَاءِ ذَاتِ الأَسَاوِدِ
9: وعالا وعاما حِينَ باعا بِأَعْنُزٍ = وكَلْبَيْنِ لَعْبَانِيَّةً كالجلاَمِد
10: هِجَاناً وحُمْراً مُعْطِرَاتٍ كأَنَّهَا = حَصَى مَغْرَةٍ أَلوَانُها كالمَجَاسِدِ
11: تُدَقِّقُ أَوْراكٌ لَهُنَّ عِرَضْنَةٌ = على ماءِ يَمْؤُدٍ عَصا كلِّ ذَائِدِ
12: أَزُرْعَ بنَ ثَوْب إِنَّ جاراتِ بَيْتِكم = هُزِلْنَ وأَلْهَاكَ ارْتِغاءُ الرَّغائِدِ
13: وأَصْبَحَ جاراتُ ابْنِ ثَوْبٍ بَوَاشِماً = من الشَّرِّ يَشْوِيهِنَّ شَيَّ القَدَائِدِ
14: تركتُ ابنَ ثَوْبٍ وهْو لا سِتْرَ دُونَهُ = ولوْ شِئْتُ غَنَّتْنِي بثَوْبٍ وَلاَئِدِي
15: صَقَعْتُ ابنَ ثَوْبٍ صَقْعَةً لا حِجَى لها = يُوَلْوِلُ منها كلُّ آسٍ وعائِدِ
16: فَرُدُّوا لِقاحَ الثَّعْلَبِيِّ، أَداؤُها = أَعَفُّ وأَتْقَى مِنْ أَذَى غَيْرِ واحِدِ
17: فإِنْ لَمْ تَرُدُّوهَا فإِنَّ سَماعَهَا = لكم أَبداً مِنْ باقِياتِ القَلاَئِدِ
18: وما خالدٌ مِنَّا، وإِنْ حَلَّ فيكُمُ = أَبانَيْنِ، بالنَّائي ولا المُتَباعِدِ
19: تَسَفّهْتَهُ عنْ مالِهِ إِذْ رَأَيْتَهُ = غُلاماً كَغُصْنِ الْبانةِ المُتَغَايِدِ
20: تَحِنُّ لِقَاحُ الثَّعْلَبِيِّ صَبَابَةً = لأَِوْطانِها مِنْ غَيْقَةٍ فالفَدَافِدِ
21: وعَاعَى ابنُ ثَوْبٍ في الرِّعاءِ بِصُبَّةٍ = حِيالٍ وأُخْرَى لم تَرَ الفَحْلَ وَالِدِ
22: فنِعْمَتْ لِقَاحُ المَحْلِ يَهْدِي زَفِيرُها = سُرَى الضَّيْفِ أَوْ نِعمتْ مَطايَا المُجاهِدِ
23: أُولئكَ أَو تِلكَ، المُنَاصِي رباعُها = مع الرُّبْدِ أَوْلاَدُ الهِجانِ الأَوَابِدِ
24: فيا آلَ ثَوْبٍ إِنَّما ذَوْدُ خالِدٍ = كَنارِ اللَّظَى، لا خَيْرَ في ذَوْدِ خالِدِ
25: بهِنَّ دُرُوءُ مِنْ نُحَازٍ وغُدَّةٍ = لها ذَرِباتٌ كالثُّدِيِّ النَّوَاهِدِ
26: جَرِبنَ فما يُهنَأْنَ إِلاَّ بِغَلْقَةٍ = عَطِينٍ وأَبْوَالِ النِّساءِ القَوَاعِدِ
27: فلم أرَ رُزْءًا مثلَهُ إِذْ أَتاكُمُ = ولا مثلَ ما يُهدَى هديَّةَ شاكِدِ
28: فَيا لَهَفي أَن لاَ تكُونَ تَعلَّقَتْ = بِأَسْبابِ حبلٍ لاِبنِ دَارَةَ ماجِدِ
29: فَيرْجِعَها قومٌ كأَنَّ أَباهُمُ = بِبِيشَةَ ضِرْغامٌ طُوَالُ السَّواعدِ
30: ولو جارُها اللَّجْلاَجُ أَوْ لوْ أَجارَهَا = بنو باعثٍ لم تَنْزُ في حَبْل صائِدِ
31: ولو كُنَّ جارَاتٍ لآلِ مُسافِع = لأُدِّينَ هَوْناً مُعْنِقاتِ المَوارِدِ
32: ولو في بني الثَّرْمَاءِ حَلَّتْ تحَدَّبُوا = عليها بأَرماحٍ طِوَالِ الْحَدَائِدِ
33: مصاليتُ كالأَسياف ثُمَّ مَصِيرُهم = إلى خَفِرَاتٍ كالقَنَا المُترَائِدِ
34: ولكنَّها في مَرْقَبٍ مُتَنَاذَرٍ = كأَنَّ بها منه خُرُوطَ الجَدَاجِدِ
35: فَقلْتُ، ولم أَمْلِكْ: رِزَامَ بنَ مازِنٍ = إِلى إِبَةٍ فيها حَياءُ الْخَرَائِدِ
36: فبِاسْتِ امْرِئٍ كانَتْ أَمانِيُّ نَفْسِه = هجائي ولَمْ يَجْمَعْ أَدَاةَ الْمُناجِدِ
37: وَشالت زِمِجَّى خَيْفَقٍ مَشَجَتْ به = خِذاقاً وقد دَلَّهْنَهُ بالنَّوَاهِدِ
38: فأَيِّهْ بِكنْدِيرٍ حِمارِ ابنِ وَاقِعٍ = رَآكَ بِإِيرٍ فاشْتَأَى مِن عُتائِدِ
39: أَطاعَ لهُ لَسُّ الغَمِيرِ بِتَلْعةٍ = حماراً يُرَاعِي أُمَّهُ غيرَ سَافِدِ
40: ولكِنَّهُ مِنْ أُمِّكم وأَبيكُم = كَجَارِ زُمَيْتٍ أَو كعائذ زائِدِ
41: فقالوا له: اقعُدْ راشداً، قال: إِنْ تَكُنْ = لِقاحِيَ لم تَرْجعْ فَلَسْتُ براشِدِ
42: أَتَذهبُ من آل الوَحِيدِ ولم = تَطُفْ بكل مكانٍ أَرْبَعٌ كالخَرَائِدِ
43: وعَهدي بكم تَسْتَنْقِعُونَ مَشَافِراً = من المَحْضِ بالأَضياف فَوْقَ المناضِدِ


ترجمته: (مزرد) لقب له لبيت قاله. واسمه: يزيد بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، الذبياني الغطفاني، شاعر فارس مشهور، أدرك الإسلام فأسلم، وله صحبة. وكان هجاء خبيث اللسان، حلف لا ينزل به ضيف إلا هجاه، ولا يتنكب بيته إلا هجاه. ويظهر أنه أقلع عن الهجاء أخيرا، لقوله فيما نقل الحافظ ابن حجر في الإصابة، وصاحب اللسان 4: 484 عن ابن السكيت:
تبرأت من شتم الرجال بتوبة.......إلى الله مني لا ينادى وليدها
وهو أخو الشماخ بن ضرار، وكان مزرد أسن منه.
جو القصيدة: كان أهل بيت من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، رهط مزرد، جاوروا في بني عبد الله بن غطفان، فذهب رجل من بني عبد الله إلى غلام من بني ثعلبة، يقال له خالد، وللغلام إبل كرام حسان، فلم يزل الرجل يخدع خالدا حتى اشترى الإبل منه بغنم، فرجع الغلام إلى أبويه فأخبرهما، فقالا: هلكت والله وأهلكتنا. ثم إن أبا الغلام ركب إلى مزرد وقص عليه القصة، فقال مزرد: أنا ضامن لك إبلك أن ترد عليك بأعيانها. فأنشأ هذه القصيدة، وبدأها بذكر معاهد سلمى حبيبته وموقف وداعها، ثم أشار إلى القصة، ونعت الإبل المبيعة، وأهاب بزرعة بن ثوب أن يرد الإبل، وهجاه أشد الهجاء وأقذعه، وتهدده أن يشهر به وبخدعته الثعلبي، ونوه بعد بوفاء كثير من العرب.
تخريجها: في منتهى الطلب 1: 183 ما عدا الأبيات 3، 23، 36-43. والبيت 26 في اللسان 12: 168 ونسبه للمرار، ثم نقل عن الأزهري نسبته لمزرد. وانظر الشرح 127، 142.
(1) (لقوم) بفتح اللام للاستغاثة، وبكسرها للتعجب. والسفاهة كاسمها: أي ما يكون سفها يكره ويقبح، كما يقبح اسم السفاهة. العوائد: جمع عائدة، وهي النسوة اللاتي يعدن المريض. المعنى: أيجعلني حبها مريضا تعودني عوائدي. وروى الشطر الأول بلفظين آخرين فيهما إشارة إلى بني عبد الله (ألا قل لعبد الله والجهل كاسمه)
(2) سويقة بلبال: موضع بالحجاز. وفلجاتها مواضع تتصل بها. ذو الرمث: موضع. المعاهد: المحاضر التي كان يعهدها بها. أراد: معاهدي في هذه المواضع.
(3) الحجاب: الستر. أعين الناس: أراد الرقباء. عامدي: من قولهم (عمده الحب) هده الشوق وكسره. يريد: لولا الرقيب لهدني ما ظهر عليها من الوجد. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة، ورواه أحمد بن عبيد.
(4) معاهد: يريد أن هذا المعاهد لما خلت سكنها الوحش. الرعلة: القطعة من النعام. غرابيب: شديدة السواد. الحوافي: حافية الأقدام. الحوافد: جمع حافد، وهو المتقارب الخطو. شبه النعام برجال الهند للسواد والدقة.
(5) الغلان: جمع غال، بتشديد اللام، وهو شجر. وذو الغلان: منابته ومثله ذو الطلح، والطلح شجره أيضا. الصعل: الظليم، وهو ذكر النعام. تراعيه: ترعى معه، مفاعلة من الرعي. العلف، بضم العين وفتح اللام المشددة: ثمر الطلح وهو على خلقه اللوبيا، أو أصغر. وجانيه: آخذه من شجره. العاضد: القاطع الشجر. يريد أنه يجنيه ولا يقطع شجره.
(6) الثواء: الإقامة. اللبانة: الحاجة. المواعد: المواعيد، وحذف الياء في مثله جائز مطلقا عند الكوفيين. ولم ينصب الفعلين بعد الفاء لأنه أراد بها العطف لا السبيبة.
(7) جهينة: القبيلة. نصع: موضع بالحجاز، روي بالصرف ومنعه، وهو بكسر فسكون. رضوى: جبل بالقرب من المدينة، بفتح الراء. المرابد: المحابس التي تحبس فيها الإبل.
(8) تأوه فاعل قوله (أتاني) والتأوه: التحزن والتلهف لشيء قد فات. قاعد: قعد به السن. حريبين: محروبين سلب مالها. الصلعاء: موضع بنجد. الأساود: جمع أسود، وهو الحية العظيمة. ويروى (أو بالأساود) وهو موضع أيضا. وأراد بالشيخ وعجوزه أبوي الغلام الذي ابتيعت إبله.
(9) عالا: افتقرا، من (العيلة) بفتح فسكون، وهي الفقر. عاما: اشتهيا اللبن لذهاب إبلهما، من (العيمة) وهي شهوة اللبن لعبانية: إبل شداد، شبهها بحجارة اللعباء، وهي أرض ذات حجارة صلبة الجلامد: الحجارة، الواحد (جلمود).
(10) الهجان ههنا: البيض، وأصلها: الكرام، والهجان يقال بلفظه للواحد والجمع والمؤنث والمذكر. المعطرات: السمان التي كأن على وبرها صبغا من حسنها، وإنما يكون ذلك في الربيع إذا سمنت فسقطت أوبارها ونبت لها وبر جديد. المغرة: طين أحمر يصبغ به، وهي بفتح الميم. المجاسد: جمع (مجسدة) بفتح السين مع ضم الميم وكسرها، وهو الثوب يصبغ بالجساد -بكسر الجيم- وهو الزعفران حتى ييبس من كثرة الصبغ.
(11) العرضنة: الصلبة الغلاظ الشديدة، كما فسرها أبو محمد الأنباري، وكما هي مثبتة في أصول الكتاب، وفي منتهى الطلب. ويؤيده قول اللسان 9: 44 س 14 (وامرأة عرضنة: ذهبت عرضا من سمنها). يمؤود: ماء لغطفان. الذائد: المانع الذي يذودها. أراد أن هذه الإبل لقوتها وصلابتها تدق وتكسر عصي رعيانها.
(12) أزرع: أراد أزرعه، فرخم وأسقط الهاء. جارات بيتكم: عنى بهن النساء اللواتي بيعت إبلهن بالأعنز، فردوها إلى جاراتكم. الرغائد: جمع (رغيدة) وهي اللبن المحض أو هي الخصب. والارتغاء: أن يحسو الرجل الرغوة، بكسر الراء وفتحها، أو هو اللعق. يقول: ألهاكم الخصب عن جاراتكم. وهذا أشد لهجائه لهم، أن يكونوا اشتغلوا عن جاراتهم وهم مخصبون.
(13) البواشم: من البشم، وهو التخمة والكسل عن كثرة الأكل. وإنما أراد أنه ساق إليهن من الشر ما تخمن به. القدائد: جمع قديدة، وهي شريحة اللحم تقطع طولا. وإنما مثلهن بالقديد يشوى لما يلقين من شدة أذاه.
(14) لا ستر دونه: أي كان ممكنا لي لا يستره شيء عن هجائه. بثوب: بوالد زرعة بن ثوب يقول: ولو شئت لهجوته هجاء تغنيني به الولائد. وهن الإماء الشواب.
(15) الصقع: الضرب على الرأس، وأصله الضرب على كل شيء يابس. لا حجى لها: لا تمالك لها، كالرجل لاحجي له، أي لا عقل له. الآسي: المتطبب المعالج. العائد: من يعود المريض.
(16) اللقاح: جمع لقحة، وهي ذوات الألبان من الإبل. أتقى: أوقى، من الوقاية. يريد أن أذاها خير من أن يؤذي بسببها جماعة منهم.
(17) يقول: فإن لم تردوها هجوتكم هجاء يبقى عليكم لازما لكم، كالقلائد في الأعناق.
(18) خالد: هو الغلام الذي اشتريت إبله. أبانين: هما جبلان، أحدهما أبان الأبيض، والآخر الأسود. يقول: خالد صاحبنا، وإن نزل فيكم فليس ببعيد منا.
(19) تسفهته: خدعته. المتغايد: المتثني، ومنه (رجل أغيد وامرأة غيداء) إذا كان أعناقهما تتثنى للنعمة.
(20) غيقة والفدافد: موضعان، يقول: سرقتم إبله وأخفرتم جواره، فصارت إبله فيكم تحن إلى أوطانها.
(21) عاعى: صوت بالمعزى، قال عاء عاء. الصبة: الثلاثون من الإبل والغنم ونحوهما. الحيال: التي لم تحمل، الواحدة حائل. الوالد: التي قد ولدت. وهذا البيت لم يعرفه أحمد بن عبيد ولم يروه أبو عمرو، كما نقل الأنباري.
(22) المحل: الجدب. وهذا البيت ليس في شرح الأنباري، وذكر مصححه أنه في شرح المرزوقي ونسخة فينا بعد البيت 18، وأنه في نسخة المتحف البريطاني في هذا الموضع، فأثبتناه هنا لملاءمة المعنى، وإن كنا نرى أن أليق موضع به بعد البيت 11 ولكنا لم نستطع أن نتصرف بما لم يثبت في أحد الأصول.
(23) الرباع، بكسر الراء وتخفيف الباء: جمع ربع، بضم الراء وفتح الباء، وهو الفصيل ينتج في الربيع. الربد: النعام. تتناصى الرباع مع الربد: تتصل نواصيها في المرعى. يعني أن الإبل لعزها ترعى مع النعام. أولاد: خبر (أولئك). الهجان: الكرام. الأوابد: الوحشية. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة، ورواه أحمد عن أبي عمرو.
(24) الذود: الجماعة القليلة من الإبل. يريد أنه سرقها وخان خالدا فيها، فهي نار لا يحل أكلها.
(25) الدروء: جمع درء، بفتح فسكون، وهو النتوء من الجبل وغيره. النحاز: داء يأخذ الدواب والإبل في رئاتها فتسعل سعالا شديدا، ويقال أيضا للسعال. الغدة: طاعون الإبل. الذربات جمع ذربة، بفتح فكسر، وهو رأس الخراج، نهد الثدي: شخص ونهض.
(26) جربن: أصابهن الجرب. يهنأن: يطلين. الغلقة: شجر يدبغ به. عطين: معطون، وذلك أنه لا يدبغ بها إلا بعد عطنها. القواعد من النساء: اللاتي كبرن وارتفع حيضهن ويئسن من الولادة. قال الأصمعي: (أراد أن يهول عليهم بالجرب والغلقة، ويفظع بأبوال العجائز).
(27) الشاكد: المهدي، والشكد: الإهداء.
(28) الحبل: العهد والذمة. يريد: ليتها دخلت في جوار ابن دارة وعهده. وابن دارة: هو سالم بن دارة، من بني عبد الله بن غطفان، كما في الخزانة 1: 292.
(29) يرجعها: يردها، رجعه: رده. بيشة: قرية بين مكة واليمن، كثيرة الأسود. الضرغام: الأسد. طوال، بضم الطاء: طويل، صفة مفردة.
(30) اللجلاج وباعث: من بني عبد الله بن غطفان.
(31) آل مسافع: من مزينة. لأدين هونا: لرددن إلى أصحابهن في سكون وهدوء بلا ممانعة. الموارد: المياه. معنقات: مسرعات، يعني تسرع إلى مياهها.
(32) بنو الثرماء: من قيس. تحدبوا: تعطفوا عليها ومنعوها.
(33) مصاليت: جمع مصلات، وهو الرجل الماضي في الأمور، وانظر 121: 10. إلى خفرات: إلى نسائهم الحييات. القنا المترائد: الرماح المتثنية، تميل يمنة ويسرة.
(34) المرقب: الموضع المرتفع: المتناذر، بفتح الذال: المتحامى، الذي يتحاماه الناس. الجداجد: جمع جدجد، بضم الجيمين وسكون الدال، وهو الصرصر صياح الليل. يريد أنها في موضع ينفر منه، يصيبها فيه الأذى من هذه الدويبة.
(35) (ولم أملك) جملة معترضة. رزام: أي يا رزام، وهو رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وهو الفخذ الذي منه مزرد. الإبة: الحياء، وما يستحيا منه من المخازي. الخرائد: الحييات الحسان، وحياؤهن غاية الحياء. يقول: إن لم تنصروا ابن عمكم يعني خالدا حتى يسترد إبله، فإن مصيركم إلى عار تستحيون منه حياء الخرائد.
(36) لما قال مزرد الأبيات السابقة وبلغت ابن دارة، عاتبه وقال: (أتراني أرضى بأن تمدحني وتذم قومي) فقال له مزرد: (ما شئت) يهدده بالهجاء، ثم هجاه بالأبيات الآتية. المناجد، بالدال المهملة: المقاتل يريد أن ابن دارة يتمنى هجاءه ولم يستعد للنزال.
(37) شالت: ارتفعت. الزمجى: أصل الذنب. الخيفق: السريع الخفيف. مشجت: رمت وأصابت، وأصل المشج الخلط، الخذاق: جمع خذق، وهو ذرق الطائر. دلهنه: أزعجنه. النواهد: الدواهي، واحدتها ناهدة، وهذا مما لم يذكر في المعاجم. كأنه يريد طائرا شال ذنبه فألقى بذرق خلط اليابس منه بالرقيق، وألقى به دواهي، وهيج منكرات.
(38) أيه به: استعن به وادعه فإنه يجيبك سريعا. الكندير: الحمار الغليظ. حمار: بدل من (كندير) ابن واقع: هو مرة بن واقع، وكان بينه وبين سالم بن دارة عداء وهجاء، له قصة في الخزانة 1: 292-293. إير، بكسر الهمزة: جبل في أرض غطفان. عتائد: هضبات لبني مرة أسفل من إير. واشتأى: سبق إليك، وهو (افتعل) من الشأو. يريد: أنه لسرعة الإجابة قطع ما بين الموضعين في طلق واحد.
(39) أطاع له: سهل له وأمكنه. اللس: أخذ الدابة الكلأ بمقدم فمها. الغمير: النبات الأخضر غمره اليابس. التلعة: ما ارتفع من الأرض. حمارا: نصب على الاختصاص. يراعي أمه: يرعى معها. غير سافد: من السفاد، أي هو لا ينزو عليها.
(40) هذا البيت تعريض بوقائع كانوا يرمون بها، أشار إليها الشارح، ولم يذكرها.
(41) هذا البيت والبيتان بعده مما لم يروه أبو عكرمة ورواه غيره، كما قال الأنباري، وأثبتها في آخر القصيدة. والظاهر أنها من القسم الأول قبل هجو ابن دارة. آل الوحيد: قوم من بني كلاب.
(43) تستنقعون: من النقع، بفتح فسكون، وهو الري، يقال (شرب حتى نقع) أي شفى غليله وروي. المشافر للإبل: بمنزلة الشفاه للناس، واستعارها هنا لهم. المحض: اللبن الخالص. بالأضياف: مع الأضياف. المناضد: جمع منضدة، وأصل النضد، بفتحتين: ما نضد من متاع البيت، أي: جعل بعضه على بعض، أو ضم بعضه إلى بعض. ويظهر أنه أراد بالمناضد هنا ما يوضع عليه النضد، كالأسرة ونحوها. وهذا الحرف مفرده وجمعه، مما لم يذكر في المعاجم.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 05:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال مزرد بن ضرار الذبياني

وهو أخو الشماخ وكان أكبر منه، قال أحمد أخبرنا محمد بن عمرو وهشام قالا: مزرد لقب واسمه يزيد بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، قال ولمزرد يقول ابنه الحسين بن مزرد راثيًا له:
عيني جودا بالدموع وبكيا.......يزيدًا وشماخا لا تنسياهما
سأحمي ذمار الماجدين كليهما.......كما حميا قبلي ذماري كلاهما
وأصبحت لا أجزيهما غير أنني.......عدو لمن لم ينتقل عن أذاهما
قال: وإنما سمي مزردًا ببيت قاله:
ظللنا نداجي أمنا عن حميتها.......كأهل الشموس كلهم يتودد
يقول نداريها كما يداري أصحاب الشموس وهي الدابة النفور حتى لا تنفر يترفقون بها، فكذلك نداري أمنا، نداجي: نداري، ويروى نصادي وهو مثل نداجي والحميت السقاء:
فجاءت بها شكلاء ذات أسرة.......تكاد عليها ربة النحي تكمد
الشكلاء يعني: الزبدة والأسرة الخطوط والنحي الزق ويروى صفراء والصفراء الزبدة:
بصفراء مما يخبأ النحي في لسته.......لها جانب أحوى وآخر أسود
فقلت تزردها عبيد فإنني.......لدرد الموالي في السنين مزرد
فرد عليه رجل من بني ثعلبة فقال:
تركت ضرارًا في الحظيرة رازمًا.......فهلا ضرارًا يا يزيد تزرد
1: ألا يا لقوم والسفاهة كاسمها.......أعائدتي من حب سلمى عوائدي
ويروى: (ألا) يال عبد الله والجها كاسمه، قال أبو عكرمة: ويروى بفتح اللام وكسرها، قال: فالفتح للاستغاثة والكسر للتعجب، (عائدتي) ما يعتادني منها بالليل والنهار والمعنى صيرني (حب سلمى) إلى أن أعاد.
قال أحمد: أخبرنا محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني إملاء علينا قال: كان أهل بيت من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان جاوروا في بني عبد الله بن غطفان فذهب رجل من بني عبد الله إلى غلام من الثعلبيين يقال له خالد وهو أحد بني رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وللثعلبي إبل كرام جلة حسان فلم يزل يخدع الثعلبي حتى اشترى الإبل منه بغنم فرجع الغلام إلى أبويه فأخبرهما فقالا: هلكت والله وأهلكتنا ثم إن أبا الغلام ركب إلى مزرد فقص عليه القصة فأخبره بالخبر، فقال مزرد: أنا ضامن لك إبلك أن ترد عليك بأعيانها ثم أنشأ يقول:
ألا قل لعبد الله والجهل كاسمه.......أعائدتي من حب سلمى عوائدي
قال أحمد: فهذا كان سبب قول مزرد لهذه القصيدة
2: سويقة بلبال إلى فلجاتها.......فذي الرمث أبكتني لسلمى معاهدي
(سويقة بلبال): موضع بالحجاز و(فلجاتها): مواضع تتصل بها، وأصل الفلج النهر ويجمع فلجًا وذو (الرمث): موضع ينسب إلى (الرمث والمعاهد): المحاضر التي كان يعهدها بها الواحد معهد، قال أحمد: وروى محمد بن عمرو إلى فرجاتها فذو الغصن أبكتني، وقال سويقة بلبال هضبة وذو الغصن واد، وروى أحمد عن محمد بن عمرو بعد قوله (معاهدي) بيتًا ولم يروه أبو عكرمة.
3: وقامت إلى جنب الحجاب وما بها.......من الوجد لولا أعين الناس عامدي
4: معاهدي ترعى بينها كل رعلة.......غرابيب كالهند الحوافي الحوافد
يريد أن هذه المعاهد لما خلت سكنها الوحش و(الرعلة) القطعة من النعام ههنا والرعلة القطعة من القطا أيضًا.
و(الغرابيب) السود و(الحوافد) جمع حافد والحفد مشي فيه تقارب ويقال قعود حفاد إذا كان قريب الخطو، ومنه قول (الناس): وإليك نسعى ونحفد والسعي السرعة والحفد الإبطاء يقول إليك كل عملنا وشبه النعام برجال (الهند) للسواد والدقة كما قال ذو الرمة وهو يصف الظليم:
كأنه حبشي يبتغي أثرًا.......أو من معاشر في آذانها الخرب
الخرب: الثقب في الآذان الواحدة خربة، وروى محمد بن عمرو: تراوح سلمى دارها كل (رعلة)، غرابيب ويروى تخالف سلمى.
5: تراعي بذي الغلان صعلاً كأنه.......بذي الطلح جاني علف غير عاضد
ويروى (يراعين بالغلان)، تراعي تفاعل من الرعي و(الغلان) جمع غال وهي مواضع من الأرض مطمئنة، ويقال (الغلان) أودية غامضة في الأرض ذات الشجر ضيقة تنبت الشجر، و(الصعل) الظليم سمي (صعلاً) لصغر رأسه.
وذو (الطلح) موضع و(الجاني) الآخذ يقال جنيت الثمرة والكمأة إذا أخذتها واسم الذي تأخذه الجنى مقصور، و(العلف) ثمر الطلح وهو على خلقة اللوبياء، أو أصغر ينعقف، قال جران العود:
وهن جنوح مصغيات كأنما.......براهن من جذب الأزمة علف
و(العاضد) القاطع للشجر، ومنه قيل سيف معضد إذا كان رديئًا يمتهن في قطع الشجر، ويروى يراعين بالغلان ويقال (الغلان) منابت (الطلح)، وقال (الصعل): الصغير الرأس الطويل العنق، وقال العلف: ثمر السمر، ويقال لما قطعت به الشجر عضيد، فيقول هو (جاني علف وليس بعاضد).
6: وقالت ألا تثوي فتقضي لبانة........أبا حسن فينا وتأتي مواعدي
ويروى فتبلو (مواعدي)، (الثواء): الإقامة يقال ثوى وأثوى بمعنى واحد، و(اللبانة) الحاجة لا يتكلم منها بفعل، ويروى (فتقضى لبانة)، و(اللبان) الصدر و(اللبان) الكندر، قال أحمد يقال ثوى ولا يقال أثوى، ويروى: (أبا حسن) منا وتبلو (موعدي)، وسكن الياء من قوله (فتقضي) لأنه لم يرد الجواب ولكنه جعله نسقًا كأنه قال (ألا تثوي ألا تقضي).
7: أتاني وأهلي في جهينة دارهم.......بنصع فرضوى من وراء المرابد
(الربد): الحبس قال ثعلب يقال أربد بالمكان يربد وربدته أنا، (نصع): موضع، ورواها أبو عمرو بالصرف ولم يصرفه الأصمعي ورضوى جبل بالقرب من المدينة و(المرابد) المحابس التي تحبس فيها الإبل وغيرها، ومنه قوله ربد بالمكان إذا أقام به ومنه سمي مربد البصرة، وروى محمد بن عمرو وأهلي من وراء (جهينة): بعمق (فرضوى من وراء المرابد).
8: تأوه شيخ قاعد وعجوزه.......حريبين بالصلعاء ذات الأساود
(التأوه): التحزن والتلهف لشيء قد فات و(الحريبين) المحروبين لا مال لهما و(الصلعاء): موضع، محمد ويروى تأوه شيخ هالك، محمد ويروى (بالصلعاء أو بالأساود) وهما موضعان.
9: وعالا وعاما حين باعا بأعنز.......وكلبين لعبانية كالجلامد
(علا) افتقرا يقال عال الرجل يعيل إذا افتقر قال الشاعر:
لما يدري الفقير متى غناه.......وما يدري الغني متى يعيل
أي متى يفتقر، {ووجدك عائلاً فأغنى}: يقال عال يعيل إذا افتقر وعال يعيل تبختر في مشيته، وأعال كثر عياله، وعال عياله يعولهم أي قام بأمورهم وأنفق عليهم، وعال يعول جار ومال، ومنه قول الله عز وجل: {أدنى ألا تعولوا}، أي لا تجوروا ولا تميلوا، والعيلة الفقر، ومنه قوله عز وجل: {وإن خفتم عيلة}، وعاما ذهبت إبلهما فاشتهيا اللبن، يقال أهدوا إلى بني فلان فإنهم مجنبون عيامى، وتقول العرب في الدعاء على الرجل ما له آم وعام، فآم: ماتت امرأته وعام: هلكت ماشيته حتى يعيم إلى اللبن عام يعيم عيمة وهو رجل عيمان إلى لبن يشتهيه، قال أحمد قوم مجنبون لا لبن لهم، ومنه قول الشاعر:
لما رأت إبلي قلت حلوبتها.......وكل عام عليها عام تجنيب
أي عام جدب وقلة لبن، وأنشدني:
ليختلطن العام راع مجنب.......إذا ما تلاقينا براع معشر
قال نغير عليكم فتختلط إبلكم فنأخذ عشاركم واللعبانية: إبل شداد شبهها باللعباء وهي أرض ذات حجارة صلبة والجلامد الحجارة الواحد جلمود ويجمع جلاميد، قال أحمد: والمعنى لما باعا إبلهما عاما وعالا نزل بهما هذا، وروى محمد: فعالا وعاما حين باعا بثلة * وكلبين لعبانية
ويروى:
فعالا وعاما بعد ألبان جلة.......إذا ما لقاح حاردت لم تحارد
حاردت: قل لبنها ناقة محاردة: قليلة اللبن، والثلة: الصوف.
10: هجانًا وحمرًا معطرات كأنها.......حصى مغرة ألوانها كالمجاسد
(الهجان) ههنا الأبيض، وأصلها الكرام، ويقال (هجان) للواحد والجمع والمؤنث والمذكر، يقال رجل هجان وامرأة هجان ورجلان هجان وامرأتان هجان وقوم (هجان) ونساء (هجان)، وأنشد:
وإذا قيل من هجان قريش.......كنت أنت الفتى وأنت الهجان
وقيل هجائن النعمان فجمع، و(المعطرات) السمان التي كأن على وبرها صبغًا من حسنها وإنما يكون ذلك في الربيع إذا سمنت فسقطت أوبارها ونبت لها وبر جديد، ومثله قول الأعشى:
بأجود منه بأدم الركا.......ب لاط العلوق بهن احمرارا
لاط ألزق والعلوق ما تعلقه من الشجر فترعى فتسمن عليه، يريد أن ذلك أسمنها فطرت أوبارها فصفت وتغيرت. وقوله (كأنها حصى مغرة) أي في (ألوانها)، و(المجاسد) جمع مجسد ويقال مجسد وهو الثوب يصبغ بالزعفران حتى ييبس من كثرة الصبغ، ويروى:
صهابية حمرًا وشقرًا.......كأنها حصى مغرة
ويروى (حصى) مكرة، قال محمد بن عمرو: (المعطرات) العتاق، وقوله (حصى مغرة) أي لأنها حمر، و(الجساد) الزعفران، والمجسد من هذا بالضم، والمجسد بكسر الميم الثوب الذي يلي الجسد ويقال الجساد.
11: تدقق أوراك لهن عرضنة.......على ماء يمؤود عصا كل ذائد
(يمؤود): ماء معروف، و(الذائد) المانع لها، يقال ذاده عن شيء يذوده ذودًا وذيادًا إذا منعه منه.
وأنشد:
يا ذائديها خوصا بسل.......من كل ذات ذنب رفل
أراد أن (أوراك) هذه الإبل لقوتها وصلابتها تدقق العصي والعرضنة الصلبة الغلاظ الشديدة، وروى محمد بن عمرو: تكسر (أوراك لهن عرضنة)، قال يصف صعوبتهن إذا وردن الماء ضربن (بالعصي) حتى تكسر عليهن، ويروى: تكسر أوساط لهن عريضة، ويروى أعطاف لهن عريضة.
12: أزرع بن ثوب إن جارات بيتكم.......هزلن وألهاك ارتغاء الرغائد
ويروى (إن جارات بيتكم) عجاف، أراد زرعة فرخم وأسقط الهاء، العجاف: (المهازيل)، وإنما يعني بالجارات النساء اللواتي بيعت إبلهن بالأعنز التي ذكر، فردوها إلى جاراتكم، قال و(الرغائد): الأخصاب و(الرغيدة): الخصب وهو ههنا اللبن وكثرته، وكل شيء واسع كثير فهو رغيد، يقول ضيعتم جاراتكم وشبعتم دونهن كما قال الأعشى:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم.......وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
و(الارتغاء) أن يحسو الرجل الرغوة، والرغوة تعلو اللبن، ومنه المثل: يسر حثوًا في (ارتغاء)، وذلك أن رجلاً قال لقوم: أريد أن آخذ رغوة لبنكم، فقالوا: خذها، فحمل الإناء على فيه فجعله على شفته وجعل يحسو اللبن من تحت، فقيل هذا المثل: يسر حسوًا في ارتغاء، ويقال ارتغى لعق والارتغاء اللعق، و(الرغائد): الخصب، يقال: عيش رغد وعام رغد، يقول ألهاكم الخصب عن جاراتكم، وهذا أشد لهجائه لهم أن يكونوا اشتغلوا عن جاراتهم وهم مخصبون، قال الأصمعي: وإنما ذكر الأعشى جارات ولم يذكر رجالاً لأن اللائمة في تضييع المرأة أعظم وأشد، ويروي أبو عمرو: إن جارات بيتكم هلكن، وقال: (الرغائد) جمع رغيدة، وهي: الزبدة، واللبن المحض، و(الارتغاء) أن يشربها برغوتها، ويروى: ألا يا لثوب إن جارات إلخ.
13: وأصبح جارات ابن ثوب بواشمًا.......من الشر يشويهن شي القدائد
ويروى بعاذر (من الشر)، والعاذر الأثر، والبشم من الناس ومن الدواب: المتخثر الكسلان عن كثرة الأكل و(البشم): التخمة.
وقوله (يشويهن شي القدائد) أي لما يلقين عنده من الأذى والضر، و(القدائد): جمع قديدة، وإنما مثلهن بالقدائد لما هن فيه من الهزال والضر، فأراد أنه يحرقهن بالتعنيف.
14: تركت ابن ثوب وهو لا ستر دونه.......ولو شئت غنتني بثوب ولائدي
قوله (لا ستر دونه) أي: كان ممكنًا لي لا يسترني عنه شيء، (ولو شئت) لهجوته هجاء (تغنيني به الولائد) ويرويه الناس في أعمالهم ويستقي به السقاء يستعينون بروايته كما قال الآخر:
فلولا أبو الشقراء ما زال مانح.......يعالج خطافًا بإحدى الجرائر
يقول لولا أبو الشقراء وإصلاحه أمر قومه لأوقع بهم وفضحوا وهجوا وتحملت الرواة ذلك الهجاء وتغنى به السقاة على إبلهم وحدا به الحادي، كما قال الآخر:
كذبت عليكم أوعدوني وعللوا.......بي الأرض والأقوام قردان موظبا
قوله عللوا بي الأرض أي قطعوا الأرض بهجائي يا قردان موظب، وموظب موضع، قال أحمد: قول النابغة: فلولا أبو الشقراء ما زال ماتح * يعالج خطافًا بإحدى الجرائر.
قال: أبو الشقراء هو النعمان، قال الأصمعي يقول لولا شرفك وإعتاقك أسرانا ما زال رجل منا قد استرقه قوم فهو يستقي لهم بهذه المياه وغيرها، والخطاف: خد البكرة إذا كان من حديد، فإذا كان من خشب فهو القفو، والجرائر جمع جرور وهي البئر البعيدة القعر يجر دلوها سان، قال غير الأصمعي في قوله ما زال ماتح يعالج خطافًا يقول لولا أبو الشقراء وامتنانه علينا ما زال رجل يستقي ويرجز يذكر ما أوقع بنا ويتغنى به كقول الأعشى:
به تنفض الأحلاس في كلل منزل.......وتعقد أطراف الحبال وتطلق
وكقول لبيد:
تبكي شارب أسرت عليه.......عتيق البابلية في القلال
والماتح: الذي يمتح بيده، وإنما يتغنى ويرتجز الماتح فأما الساني فإنه لا يتغنى فلذلك جعله ماتحًا والماتح أتعب من الساني وقال يعقوب فيه كما قال أحمد: وحكى عن الأصمعي فيه كما حكى أحمد غير أنه لم يحك فيه ما حكى أحمد عن غير الأصمعي، وقال يعقوب: أبو الشقراء هو النعمان بن الجلاح بعثه النعمان بن الحارث الغساني لغزو بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان فظفر وسبى نساء من غير مرة فيهن عقرب بنت النابغة فلما نسبها انتسبت إلى أبيها، فقال: إن ذاك رجل لنا به حرمة وإنه لمداح لنا فخلاها وخلى من معها، فقال النابغة يمتدحه:
فلولا أبو الشقراء ما زال ماتح.......يعالج خطافًا بإحدى الجرائر
أي ما زال منكم أسير يسقي نعمهم ويخدمهم، وقوله يعالج خطافًا أي يمرس الحبل فيعالجه لأنه يسقي، قال أحمد: قد أمرس الرجل الحبل إذا أخرجه إلى موضعه، وذلك إذا وقع بين البكرة وخدها ومنه قوله:
بئس مقام الشيخ أمرس أمرس.......إما على قعو وإما أقعنسس
ويروى: وأعرضت عن ثوب ولا ستر دونه، وروى أبو عمرو:
وأقصرت عن ثوب ولا ستر دونه............ولو شئت غناني بثوب ولائدي
و(الولائد): الإماء الشواب الواحدة وليدة، أي يغنين بما قيل فيكم عند خدمتهن.
15: صقعت ابن ثوب صقعة لا حجى لها.......يولول منها كل آس وعائد
(عائد) من يعوده وروى أبو عكرمة ابن كوز، وقال (الصقع): الضرب على الرأس، وقوله (لا حجى لها) أي: لا مقدار لها لعظمها، و(الآسي): المتطبب وجمعه الآسون والأساة، وقد أسوته إذا عالجته، وأنشد للفرزدق يصف شجة:
إذا نظر الآسون فيها تقلبت.......حماليقهم من هول أنيابها الثعل
يقول هي ضربة هائلة تؤيس من نظر إليها كما قال الكميت بن زيد:
بضرب لا دواء له وطعن.......ترى منه الأساة مولولينا
وأصل الصقع الضرب على كل شيء يابس، ويقال صقعته كويته، ويقال لا حجى لها أي لا تمالك لها كالرجل لا حجى له أي لا عقل له يتماسك به وأنشد:
منتخب اللب له ضربة.......خدباء كالعط من الخذعل
قوله منتخب اللب أي: هو كالأهوج المنتزع القلب، فشبه السيف به، وخدباء لا تتمالك ولا يردها شيء، والخذعل هي: الحمقاء، فيقول ضربته كالخرق في ثوب الحمقاء
16: فردوا لقاح الثعلبي أداؤها.......أعف وأتقى من أذى غير واحد
(اللقاح): جمع لقحة، وتجمع لقحا وهي: ذوات الألبان، ويرفع (أداؤها بأعف)، وأراد (بأتقى) أوقى فصير الواو تاء كما فعلوا بقولهم تخمة وتصلة وتكلان في أشباه له، وهو من الوخامة والوصلة ومن وكلت ويروى فأدوا مخاض (الثعلبي)، وقال: أداؤها خير من أن يؤذى بسببها جماعة منكم.
17: فإن لم تردوها فإن سماعها.......لكم أبدًا من باقيات القلائد
يقول (فإن لم تردوها) هجيتم هجاء يبقى عليكم لازمًا لكم كالقلائد في الأعناق، كقول الهذلي:
فلا وأبيك نادى الحي ضيفي.......هدوءًا بالمساءة والعلاط
يقول يعيبني بعيب يلزمني ويثبت علي كثبوت السمة والعلاط سمة، وروى أبو عمرو:
وإلا تردوها تكن لأبيكم.......وأمكم من باقيات القلائد

18: وما خالد منا وإن حل فيكم.......أبانين بالنائي ولا المتباعد
ويروى: ولو (حل فيكم)، يقول هو صاحبنا وإن نزل فيكم فليس ببعيد منا، و(أبانان) جبلان، وروى أبو عمرو: وما خالد مني وإن حل أهله * أبانين، ويروى:
وما خالد منا وإن حل وسطكم.......أبانين.. ألخ

19: تسفهته عن ماله إذ رأيته.......غلامًا كغصن البانة المتغايد
(تسفهته) أي: خدعته عن ماله، ويروى عن ذوده، والذود ما بين الثلث من الإبل إلى العشر، ويروى عن أبي زيد أنه قال لا تكون الإبل الذود إلا إناثًا، و(المتغايد) المتثني، ومنه قيل رجل أغيد وامرأة غيداء إذا كان أعناقهما تتثنى للنعمة، وقوم غيد أيضًا وإنما خص غصن البان لنعمته ولينه، وروى أبو عمرو:
تسفهتم عنها أميرد ناشئًا.......كخوط اليراع الأغيد المترائد
قال المترائد الناعم والخوط الغصن، واليراع القصب، ويروى:
تصبيتم عنها أميرد ناشئًا.......يميد كخوط البانة المتغايد
20: تحن لقاح الثعلبي صبابة.......لأوطانها من غيقة فالفدافد
ويروى:
تحن لقاح ابني عبيد بخلصة.......من الدور أو أوطانها بالفدافد
والدور دارات تكون في الرمل، يقول سرقتم إبله وأخفرتم جواراه، فصارت إبله فيكم تحن إلى أوطانها، والحنين النزاع، بعير نازع وإبل نزع، والصبابة الجزع للشوق، و(الفدافد وغيقة) مواضع ويروي أبو عمرو: (صبابة) من السعد أو من ويروى إلى الروض من أوطانها.
21: وعاعى ابن ثوب في الرعاء بصبة.......حيال وأخرى لم تر الفحل والد
لم يعرفه أحمد ولم يروه أبو عمرو، (وعاعى) صوت بالمعزى، قال عاء عاء والصبة الثلاثون من الإبل والغنم ونحوهما، ويروى: لم تر التيس، و(الحيال): التي لم تحمل الواحد حائل، وجمعه حول، و(الوالد): التي قد ولدت، و(الصبة): ههنا من الغنم.
22: أولائك أو تلك المناصي رباعها.......مع الربد أولاد الهجان الأوابد
(الربد): النعام، و(الأوابد): الوحش يقول إن الإبل ترعى معها لعزها، وهو قول أبي النجم: وراعت الربداء ألأم الأرؤل، يعني: الإبل، وروى أحمد هذا البيت عن أبي عمرو وغيره ولم يروه أبو عكرمة، ويروى:
فتلك النواصي حيث تلقى رباعها.......مع البيض أولاد النعام الأوابد
و(الأوابد): الوحش، ومنه قيل تأبد الرسم أي صار وحشًا وأوابد الشعر غرائبه.
23: فيا آل ثوب إنما ذود خالد.......كنار اللظى لا خير في ذود خالد
يقول (لا خير) لكم في مقاربتها وهي (كالنار) تحرقكم يريد أنه سرقها وخان (خالدا) فيها، فهي نار لا يحل أكلها، و(لظى) من التلظي وهو استعار النار واشتعالها وروى أبو عمرو ألا يال ثوب، ويروى كذات (اللظى)
24: بهن دروء من نحاز وغدة.......لها ذربات كالثدي النواهد
(النحاز): السعال، و(الغدة): داء يصيب الإبل في لهازمها ومراق بطونها، يظهر لها حجم على هيئة الخراج وجمع الخراج خرجان، والذربات رؤوس الخرجان شبهها برؤوس الثدي، ويقال في الغدة بعير دارئ وناقة دارئة إذا ظهرت بها الغدة، ويقال أيضًا: قد نيط البعير، وقد أصابته نوطة، يقال درأت الغدة إذا ظهرت واستبان حجمها، ويقال بعير دارئ وناقة دارئ مثله أيضًا، وإنما أراد لا تطيب لكم هذه الإبل وبها الغدة والنحاز.
و(الغدة) طاعون الإبل يأخذ في المراق والآباط والأرفاغ واللبة، يقال بعير مغد وقد أغد إغدادًا ولا يقال مغدود وإذا اشتد سعال البعير قيل نحز والداء (النحاز)، و(الذرب) من الخرجان المتحدد، ونهد (الثدي) شخص ونهض ونهدوا للعدو منه.
25: جربن فما يهنأن إلا بغلقة.......عطين وأبوال النساء القواعد
ويروى: فلا هكذا رواها أبو عكرمة (بغلقة) بكسر الغين وأنكر ذلك أحمد بن عبيد وغيره وثعلب أنكر أيضًا، وقالوا: الغين مفتوحة لا غير، قال أبو عكرمة: قوله جربن مثل يلزق بكم من عارها مثل الجرب لا يذهبه إلا الغلقة، و(الغلقة): دباغ يدبغ به أهل اليمن، يقال: أديم مغلوق إذا دبغ بالغلقة، و(يهنأن): يطلين وذلك الفعل الهنأ، و(القواعد من النساء) اللاتي كبرن وارتفع حيضهن، ويئسن من الولادة، قال الأصمعي: أراد أن يهول عليهم بالجرب والغلقة ويفظع (بأبوال) العجائز، قال أبو عمرو: و(غلقة) شجرة لها لبن، و(العطين): المعفنة كما يعطن الجلد وهو أن يدرج بصوفه حتى يتمعط، ويروى جربن فلا (يهنأن)، قال: وإنما قال جربن أي عليكم بها تبعة وهي لإعراضكم بلاء لا يداوى إلا بمنتن من الأمر، يقال غلقة عطين أي: منتنة وإنما يدبغ بها أهل الطائف الجلود، يقول جربت فلا تهنأ إلا بأبوال النساء يفظع.
26: فلم أر رزءًا مثله إذ أتاكم.......ولا مثل ما يهدى هدية شاكد
(الرزء): المصيبة، يقول كان انتقال خالد منا إليكم رزءًا علينا عظيمًا، و(الشكد): العطية والهبة والمنحة، يقال شكده يشكده شكدًا فهو (شاكد)، والمفعول مشكود، ومثله الشكم، يقال شكمه شكمًا فهو مشكوم، والفاعل شاكم، قال علقمة بن عبدة:
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته.......إثر الأحبة يوم البين مشكوم
مشكوم: مجزي، وروى أبو عمرو: فلم أر رزءًا مثله إذ أتاهم، وقال أبو محمد: الشكد: العطاء، والشكم: الجزاء، قال: الشاكد الذي أهديت إليه هدية فرد خيرًا منها.
27: فيا لهفا ألا تكون تعلقت.......بأسباب حبل لابن دارة ماجد
يقول ليت خالدًا استجار بن دارة، و(الحبل): العهد والذمة من قول الأعشى:
وإذا قطعت بها حبال تنوفة.......أخذت من الأخرى إليك حبالها
ويروى: تلبست، ويروى: فيا لهفتا، ويروى: فيا لهفها ألا تكون.
28: فيرجعها قوم كأن أباهم.......ببيشة ضرغام طوال السواعد
(يرجعها): يردها، رجعت الشيء إلى موضعه رددته و(بيشة): قرية بين مكة واليمن و(الضرغام): الأسد يقال أسد ضرغام وضرغامة والجمع ضراغم، قال الراجز:
ضرغامة تذره ضراغم.......للأسد حوله غيله زمازم
وروى أبو عمرو:
لأوفى بها شم كأن أباهم.......ببيشة ضرغام عريض السواعد
29: ولو جارها اللجلاج أو لو أجارها.......بنو باعث لم تنز في حبل صائد
(اللجلاج): من بني عبد الله بن غطفان وباعث منهم أيضًا، و(صائد): اسم رجل وهو الذي علقها
30: ولو كن جارات لآل مسافع.......لأدين هونًا معنقات الموارد
قوله: (لأدين هونًا) أي في سكون وهدوء بلا ممانعة، والموارد المياه، و(معنقات): مسرعات، و(معنقات)، وروى أبو عمرو: لأرسلن (هونًا) سالكات (الموارد)، قال أبو عمرو: و(آل مسافع) من مزينة، ويروى: فتالله لو جاورن (آل مسافع).
31: ولو في بني الثرماء حلت تحدبوا.......عليها بأرماح طوال الحدائد
(بنو الثرماء) من قيس، (تحدبوا): أي تعطفوا عليها ومنعوها، وروى أبو عمرو: (بأرماح حداد الحدائد)، قال أبو عمرو: (بنو الثرماء) بنو عبد الله بن غطفان وروي رقاق الحدائد.
32: مصاليت كالأسياف ثم مصيرهم.......إلى خفرات كالقنا المترائد
ويروى إلى جردات يعني خيلاً، (المصاليت): جمع مصلات وأصله من الإنصلات وهو الإنجراد في العدو والعمل والسير، يقال مر منصلتًا إذا مر مسارعًا، ويقال أيضًا للعقاب إذا ارتفعت انصلتت، ويقال سيف صلت إذا جرد من غمده، ورجل صلت الجبين إذا كان منكشف الشعر عنه بارزًا و(المترائد) المتثني يميل يمنة ويسرة وأنشد الأصمعي:
من كل ذاقنة يظل زمامها.......عوم الخشاش على الصفا يتراءد
أي يتثنى، قوله (إلى خفرات) أي: إلى نساء حييات، والخفر الحياء يقال امرأة خفرة بينة الخفر والخفرة والخفارة ويروى: (ثم مصيرهم *) إلى جردات (كالقنا) المتآود، يعني: خيلاً.
33: ولكنها في مراقب متناذر.......كأن بها منه خروط الجداجد
(المرقب): الموضع المرتفع (المتناذر): المتحامي و(الجداجد): جمع جدجد وهي التي تصر بالليل، وروى أبو عمرو:
ولكنها في مبرك متفاقم.......كأن بها منه قروض الجداجد
وقال قروض ما تقرض، ويروى: ولكنها في موبق متفاقم، قال ثعلب: قروض (الجداجد) يعني: الحزوز التي فيها، وكذلك خلقتها ويروى فروض بالفاء إلى ههنا رواية أبي عكرمة من هذه القصيدة.
34: فقلت ولم أملك رزام بن مازن.......إلى إبة فيها حياء الخرائد
ويروى إلى آية أي: علامة، وروى أبو عمرو على أية أي على أية خصلة (الإبة): ما يستحيا منه من المخازي، يقال أوأبت الرجل إيابًا إذا أخزيته وقبحت له فعله، قال الشاعر:
لما أتاه خاطبًا في أربعه.......أوأبه ورد من جاء معه.......وجاءه يحيك في مقطعه
قال أحمد قوله يحيك في مقطعه أي: يمشي مشيًا مضطربًا رجل حياك وامرأة حياكة ومنه قول ابن مقبل:
وجاءت به حياكة عركية.......تنازعها في طهرها رجلان
ويروى إلى آية أي علامة، و(الخرائد): الخييات الحسان الواحدة خريدة قال أوس بن حجر:
ولم تلهها تلك التكاليف إنها.......كما شئت من أكرومة وتخرد
وإنما ذكر حيائها وكرمها ولم يشبب بها، ورزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان وهو الفخذ الذي منه مزرد، قال أحمد قوله (فيها حياء الخرائد) يستحيي فلا يرفع طرفه إلى أحد و(حياء الخرائد) غاية الحياء، قال أحمد: قال أبو عمرو: فلقي ابن دارة مزردًا فقال له: يا مزرد أتراني أرضى بأن تمدحني وتذم قومي؟، قال له مزرد: ما شئت، قال له ابن دارة: أما والله لتجدني ضابطًا بالغربين، قال مزرد: أما والله لتقلبن عادية لا تنزح، فضحك الناس من ابن دارة وقالوا هلك البعير، ورجع المزرد يتغنى فقال:
35: فباست امرئ كانت أماني نفسه.........هجائي ولم يجمع أداة المناجد
36: وشالت زمجي خيفق مشجت به.......خذاقًا وقد دلهنه بالنــــــــــواهـــــــد
أي: الدواهي، (مشجت به): رمت به.
37: فأيه بكندير حمار بن واقع.......رآك بإير فاشتأى من عتائد
(إير): موضع و(اشتأى): تسمع.
38: أطاع له لس الغمير بتلعة........حمارًا يراعي أمه غير سافــــد
39: ولكنه من أمكم وأبيكم.........كجار زميت أو كعائذ زائد
قال المرزوقي: البناء من قولهم باست يقتضي فعلاً كأنه قال ألحق العار، والسبة والمنقصة برجل هذه صفته، وذكر السوأة ليدل على قلة المبالاة لأن اللفظ بالقبيح أدل على الاستخفاف وأبلغ في الاستهزاء، وقوله: هجائي يريد هجوي ويجوز أن يكون مهاجاتي، والأماني: جمع أمنية والمعنى تمنى مغالبتي ولم تستكمل آلته.
و(المناجد): المفاعل من النجدة وهي البأس والشدة ويقال رجل نجد ونجيد، وقوله (وشالت زمجي خيفق)، معنى شالت ارتفعت وزمجي الطائر وزمكاه أصل ذنبه، قال الخليل وقد يسمى الذنب نفسه إذ قصر زمكى، ويقال في الغضبان إذا انتفخ جامعًا قطريه ازمأك ومثله اصمأك والخيفق السريع الخفيف وكأنه يريد به حبارى شالت باستها زمجاها فألقت ورمت بذرق خلط اليابس منه بالرقيق وألقين به دواهي وهيجن له منكرات وقيل خيفق من الخفق وهو الاضطراب وجعله كناية عن قبيح من السوآت، وهذا الكلام بيان لما كان ينتهي إليه قدرته في مبالغته ومعارضته، وقد أخرجه في أقبح معرض وأفحش محاكاة، ويقال شال الميزان: إذا ارتفع إحدى كفتيه والمشج الخلط والنواهد جمع الناهدة وهي المرتفعة كأنه جعل الجعر المرمي به نواهض، ويقال خذق وذرق ومزق إذا سلح، قال أبو عبيدة: فيما أظن الرواية صحيحة بالنواده من قولك ندهته بكذا، وكان يجب أن يقول بالنواده فقلب وقدم الهاء وقال أبو عمرو بن العلاء: الرواية وقد دلهنه بالنواهد، قال: والنواهد: الدواهي واحدتها ناهدة، ودلهنه أزعجنه ومن ذلك امرأة مدلهة إذا فقدت ولدها فتدلهت وتولهت.
ويروى: وأمنحك كنديرًا حمار بن واقع، فمن روى أيه فمعناه ادع وصح به، قال:
أيه الفتيان في مجلسنا.......جردوا كل أمين وطمر
أي صاحوا، ويعني بالكندير: الحمار الغليظ، وكل غليظ كندر وكنادر، ومن روى أمنحك قال أراد منحتي لكم أن أحمل على أمكم حمار بن واقع، وإذا روى فأيه يعني استعن به وادعه فإنه يجيبك سريعًا، ويروى رآك بإير وبكير جميعًا، وقيل إير جبل في أرض غطفان وكير هو كير خزاز وهو أول ما يرى من الجبال إذا جزت القريتين، ومعنى أشتأى: سبق إليك وهو افتعل من الشأو، يريد أنه لسرعة الإجابة قطع ما بين عتائد وكير في طلق وعتائد قيل هي هضاب أسفل من إير لبني مرة، قال أوس:
وبالأنيعم يومًا قد تحل بها.......لدى خزاز ومنها منظر كير
ومعنى أطاع له لس الغمير سهل له أمكنه أن يأكل كما يحبه، والغمير يبيس عامر: أول من ورق البهمى ينبت فيه نبت عامر، وقيل يختلط القديم بالحديث، واللس: الأخذ بالجحافل لأنه لم يطل فيستمكن منه ويرعاه كما يحب ويروى:
ألا لا ترعوا آل ثوب فإنه.......حمار يرائي نفسه غير سافد
أي: لا تفزعوا فإنه حمار يريكم نفسه وهو لا ينزو، وهذا هزوء وجد كأيد تلتوي على لعب، وقوله لا تراعوا نهي وآل ثوب نداء مضاف، ومن روى حمارًا يراعي أمه غير سافد فهو يقارب ما تقدم.
وقوله: ولكنه من أمكم وأبيكم، كجار ابن زمل، أو كجار ابن عائد، ويروى:
ولكنه من قربكم.......وذمامكم كجار.
والكلام تأبيس بالذي رماهم به، ويرى الناس أن القذف الذي أورده وعرض به تارة وصرح به أخرى وما تردد فيه من ألوان الذم وتلاه من آيات الهجو كله مثبت في صحائفهم ومصور بالشو اهد البينة عندهم.
فاستعدى ابن ثوب عثمان بن عفان رضي الله عنه على المزرد فبعث إليه رجلين أحدهما من بني ثعلبة بن سعد
يقال له أوفى والآخر من الأنصار يقال له يزيد بن مربع، فأتيا به عثمان بن عفان فقال يعتذر:
ألا إن سلمى عادها ما يعودها = ألخ، ومما لم يروه أبو عكرمة في هذه القصيدة ورواه غيره.
40: فقالوا له اقعد راشدًا قال إن تكن........لقاحي لم ترجــــــع فلســــت براشــــــــــد
41: أتذهب من آل الوحيد ولم تطف.........بــكـل مـــكـــــــــان أربــــــــــع كـــالخــــرائــــــــــد
42: وعهدي بكم تستنقعون مشافرًا..........مـــــن المحض بالأضياف فوق المناضد
[شرح المفضليات: 127-142]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
15, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir