62: قصيدة عمرو بن معديكرب: أعدَدْتُ للحربِ فضْفاضةً = دلاصاً تَثَنَّى على الراهشِ

[محمد أبو زيد]

وقالَ أيضًا:
أعْدَدْتُ للحربِ فَضْفاضَةً = دِلاصًا تَثَنَّى عَلَى الراهِشِ
وأجرَدَ مُطَّرِدًا كالرِّشَاءِ = وسيفَ سلامَةَ ذِي فائِشِ
وذاتَ عِدادٍ لَهَا أَزْمَلٌ = بَرَتْهَا رُماةُ بَني وابِشِ
وكُلَّ نَحِيضٍ فَتِيقِ الغِرَارِ = عَزُوفٍ عَلَى ظُفُرِ الرَّائِشِ
وأجرَدَ ساطٍ كشاةِ الإرَا = نِ رِيعَ فعَنَّ عَلَى الناجِشِ
وآوِي إلَى فَرْعِ جُرثُومةٍ = وعِزٍّ يَفُوتُ يَدَ الناهِشِ
تَمَتَّعْتُ ذاكَ وكُنْتُ امرأً = أصُدُّ عَنِ الخُلُقِ الفاحِشِ

[محمد أبو زيد]

62

وقال أيضًا *:

1 أعددت للحرب فضفاضة = دلاصًا تثنى على الراهش
2 وأجرد مطردًا كالرشاء = وسيف سلامة ذي فائش
3 وذات عداد لها أزمل = برتها رماة بني وابش
4 وكل نحيض فتيق الغرار = عزوف على ظفر الرائش
5 وأجرد ساط كشاة الإرا = ن ريع فعن على الناجش
ـــــــــــــ
(*) جو القصيدة: يذكر عمرو – وهو فارس زبيد – ما أعد للحرب من درع ورمح وسيف، وقوس وسهم، وفرس كأنه ثور الوحش في نشاطه، ثم يفخر بآبائه ومجدهم، وما هو عليه من خلق كريم.
تخريجها: هي في الأوربية برقم 39. والبيت 1 في اللسان 8: 196 بدون نسبة. وصاره في 9: 74 مع عجز آخر منسوبًا إلى عمرو أيضًا، ولفظه:
وأعددت للحرب فضفاضة = كأن مطاويها مبرد
(1) فضفاضة: واسعة، يريد الدرع. الدلاص: اللينة البراقة الملساء. الرواهش: عصب وعروق في باطن الذراع، وقيل في ظاهره، واحدتها راهشة وراهش.
(2) الأجرد: عني به الرمح قد سويت كعوبه فاملس. مطرد: مستقيم. الرشاء: الحبل، شبه الرمح في طوله به، انظر المفضلية 22: 28 سلامة ذو فائش: قيل من أقيال اليمن، وهو سلامة بن يزيد بن مرة بن عريب بن مرثد بن يريم بن يحصب اليحصني، من بني يحصب بن مالك أخي ذي أصبح. وفائش: واد باليمن كان يحميه، وابن ابنه سلامة بن يزيد بن سلامة ممدوح الأعشى.
(3) ذات عداد: يريد القوس. وعدادها: صوتها ورنينها، وهو صوت الوتر. الأزمل: الصوت. بنو وابش: قبيلتان، بنو وابش: قبيلتان، بنو وابش بن دهمة بن سالم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان. من همدان، وبنو وابش بن زيد بن عدوان وهو الحرث بن قيس بن عيلان. وفي الشنقيطية: «والعداد: الصوت. وأزل: صوت. وبنو وابش: من عدوان، وهم أرمى الناس»
(4) في الشنقيطية: «نحيض: يعني سهمًا مرققًا. فتيق: عريض. غرار: حد. عزوف: تسمع له صوتًا». والذي في اللسان: «نصل فتيق: حديد الشفرتين جعل له شعبتان كأن إحداهما فتقت من الأخرى». الرائش: الذي يريش السهم.
(5) وأجرد: عطف على «نحيض» في البيت قبله. ساط: الساطي من الخيل: البعيد الشحوة، وهي الخطوة. شاة إران: الثور الوحشي، وآرن الثور البقرة موارنة وإرانا: طلبها. عن: ظهر. الناجش: الذي يثير الصيد ليمر على الصياد، أو الذي يحوش الصيد.


6 وآوي إلى فرع جرثومة = وعز يفوت يد الناهش
7 تمتعت ذاك وكنت امرأ = أصد عن الخلق الفاحش
ــــــــــــ
(6) الجرثومة: الأصل. الناهش: الذي يتناول الشيء بفمه ليأكله أو ليعضه، والمراد نهش العرض باللسان.
(7) ذاك: اسم الإشارة بدل من المصدر، أي ذاك المتاع، أو هو مفعول به على نزع الخافض.

[شرح الأصمعيات: 177-178]