دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 59: قصيدة عَوْف بن عطيّة: هُما إبِلانِ فيهمَا ما علِمتُمُ = فأدُّوهُما إن شئْتُمُ أن نُسَالما

وقال عَوْفُ بنُ عَطِيَّةَ بنِ الخَرِعِ التَّيْمِيُّ
وكانَتْ ضَبَّةُ أغارَتْ على جيرانٍ له، فأخَذَ عَوْفٌ إبِلاً مِن ضَبَّةَ وأعطاها جِيرانَه:
هُما إِبِلانِ فيهمَا ما عَلِمْتُمُ = فأَدُّوهُما إنْ شئْتُمُ أَنْ نُسَالِمَا
فإِنْ شِئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونَتَجْتُمْ = وإنْ شِئْتُمُ عَيْنًا بعَينٍ كمَا هُمَا
وإنْ كانَ عَقْلاً فاعْقِلُوا لأخِيكمُ = بَنَاتِ المَخَاضِ والبِكَارَ المَقَاحِمَا
جَزَيْتُ بنِي الأَعْشَي مكانَ لَبُونِهِمْ = كِرامَ المَخَاضِ واللِّقاحَ الرَّوَائِمَا
مَهَارِيسَ لا تَشْكُو الوُجُومَ ولَوْ رَعَتْ = جِمَادَ خُفَافٍ أوْ رَعَتْ ذا جَمَاجِمَا
وتشْرَبُ أسْآرَ الحِيَاضِ تسُوفُها = وإنْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِمَا
فمَنْ مُبْلِغٌ تَيْمًا علَى نأْيِ دارِها = سَراتَهُمُ والحاملينَ العَظائِمَا
عَمَدْتُ لأمْرٍ يَرْحَضُ الذَّمَّ عَنْكُمُ = ويَغْسِلُ عنْ حُرِّ الأُنُوفِ الخَوَاطِمَا
أتأكُلُ أشباهُ المَغَازِلِ ذِمَّتي = ولمَّا تَكُنْ فيها الرِّبابُ عَمَاعِمَا
فأمَّا الدِّقَاقُ الأسْوُقِ الضُّلْعُ منْهُمُ = فلسْتُ بهاجِيهِمْ وإنْ كنتُ لائِمَا
بوُدِّهِمْ لا قَرَّبَ اللهُ وُدَّهُمْ = ولا زالَ مُعْطِيهِمْ مِنَ الخيْرِ حَارِمَا
ولكِنَّني أهْجُو صَفِيَّ بْنَ ثابتٍ = مُثَبَّجَةً لاقَتْ مِنَ الطَّيْرِ حاتِمَا
وحِضْنًا ظَؤُورًا جَوْنَةً خُلَّتِ اسْتُها = وصَفْوانَ زَلْقًا فوْقَه الماءُ دائِمَا


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 11:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون


59
وقال عوف بن عطية [بن الخرع] التيمي *

[وكانت ضبة أغارت على جيران له، فأخذ عوف إبلاً من ضبة وأعطاها جيرانه]:
1 هما إبلان فيهما ما علمتم = فأدوهما إن شئتم أن نسالما
2 فإن شئتم ألقحتم ونتجتم = وإن شئتم عينًا بعين كما هما
3 وإن كان عقلا فاعقلوا لأخيكم = بنات المخاض والبكار المقاحما
ـــــــــــ
(*) ترجمته: مضت في المفضلية 94.
جو القصيدة: قال أبو سعيد السكري في شرح ديوان عوف، كما روى صاحب الخزانة 3: 383.
أقبل أهل بيت من ربيعة بن مالك بن زيد مناة، وهم بنو الأعشى، حتى نزلوا وسط الرباب، فأغار عليهم بنو عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة فأخذوا إبلهم، فقال بنو الأعشى: انظروا رجلاً من الرباب له منعة وعز فادعوا عليه جواركم لعله يمنعكم أو تلبسوا بين القوم شرًا! فأتوا عوف بن عطية بن الخرع فقالوا: يا عوف، أنت والله جارنا، وقد أخبرنا قومنا أنا نريدك. فانطلق عوف إلى عبد مناة فقال: أدوا إلى هؤلاء إبلهم. فأخذوا يضحكون به وقالوا: إن شئت جمعنا لك إبلاً وإن شئت عقلنا لك. قال: أما عندكم غير هذا؟ قالوا: لا. فانصرف عنهم فقال لبني الأعشى: اتبعوا مصادر النعم، حتى إذا أوردوا قال: يا بني الأعشى، لا تقصروا، خذوا مثل إبلكم. فأخذوا ثم انطلقوا حتى نزلوا معه على أهله، فجاءه بنو عبد مناة فقالوا: يا عوف ما حملك على ما صنعت؟ قال: الذي صنعتم حملني. فأخذ يلعب بهم وقال: إن شئتم جمعنا لكم وإن شئتم عقلنا لكم. فقال عوف في ذلك هذه القصيدة.
تخريجها: هي في الأوربية برقم 66. والأبيات 1 4 في الخزانة 3: 383. و4، 5، 6 في السمط 723 724. و6 في الأمالي 2: 9 واللسان 14: 273. و12 في الحيوان 3: 436.
(1) إبلان، أي إبل بني الأعشى وإبلكم.
(2) نتجم: يقال «نتج الرجل الناقة»: ولي نتاجها أي ولادتها حتى تضع، فهو ناتج وهي منتوجة.
(3) العقل: الدية. بنت المخاض: الناقة إذا استكملت الحول ودخلت في الثانية. المقاحم: جمع «مقحم» بضم الميم وفتح الحاء، وهو البعير يثنى ويربع في سنة واحدة، ولا يكون ذلك إلا لابن الهرمين أو السيء الغذاء.


4 جزيت بني الأعشى مكان لبونهم = كرام المخاض واللقاح الروائما
5 مهاريس لا تشكو الوجوم ولو رعت = جماد خفاف أو رعت ذا جماجما
6 وتشرب أسآر الحياض تسوفها = وإن وردت ماء المريرة آجما
7 فمن مبلغ تيمًا على نأى دارها = سراتهم والحاملين العظائما
8 عمدت لأمر يرحض الذم عنكم = ويغسل عن حر الأنوف الخواطما
9 أتأكل أشباه المغازل ذمتي = ولما تكن فيها الرباب عماعما
ـــــــــــ
(4) اللبون: ذات اللبن. المخاض: النوق الحوامل، واحدتها «خلفة» على غير قياس ولا واحد لها من لفظها. اللقاح: جمع «لقحة» وهي الناقة ذات اللبن. الروائم: المحبات اللائي يعطفن على أولادهن.
(5) المهاريس من الإبل: التي تقضم العيدان إذا قل الكلأ وأجدبت البلاد فتتبلغ بها، كأنها تهرسها بأفواهها هرسًا، أي تدقها. قاله أبو عبيد: الوجوم: السكوت على غيظ، وفسره أبو عبيد بأنه شدة الحزن حتى يمسك عن الطعام. الجماد، بفتح الجيم: الأرض الصلبة التي لا يمكن فيها الحفر، أو التي لم يصبها المطر. وبالكسر: جمع «جمد» بضم الجيم وسكون الميم، وهو الغلظ من الرمل، أو ما ارتفع من الأرض. خفاف، بضم الخاء وتخفيف الفاء: من مياه عمرو بن كلاب بحمى ضرية. ذو جماجم، بضم الميم وفتحها: من مياه العرب.
(6) تسوفها: تشمها. المريرة، بالتصغير: ماء لبني عمرو بن كلاب، كما في ياقوت. وضبطت بفتح الميم في الأصلين. الآجم: في اللسان: «الأصمعي: ماء آجن وآجم: إذا كان متغير وأراد ابن الخرع آجنًا. وقيل آجم بمعنى مأجوم، أي تأجمه وتكرهه، ويقال أجمت الشيء إذا لم يوافقك فكرهته».
(8) يحرض: يغسل. الخواطم: العلامات التي يوئم بها، أراد بذلك العيب والعار.
(9) المغازل: جمع مغزل، وهو ما تغزل به المرأة. شبههم بالمغازل في الدقة، أراد دقتهم وخستهم. الرباب، بكسر الراء: خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدًا واحدة، وهم: ضبة وثور وعكل وتيم وعدي. عماعما: بخط الشنقيطي «عمائمًا» وهو خطأ. وبخطه في الحاشية «واحدهم عم، أي جماعة» قال ابن السكيت في تهذيب الألفاظ 31 32: «والعماعم الجماعات، يقال قوم عماعم، قال: ولا أعرف لها واحدًا» ثم نقل عن أبي عمرو: «واحد العماعم عم» وتعقبه أبو الحسن بن كيسان فقال: «ليس واحدها عما، ولكنها جمع في معنى عم، يكون في معناه وليس في لفظه، كما تقول: فيه مشابه من أبيه، وليس واحدها شبهًا ولكنها معناه، فجعلت جمعًا يكفي من الأشباه، فكذلك تكون هذه العماعم جمعًا يكفي من الأعمام». وهذا التحقيق لم يذكر في المعاجم.


10 فأما الدقاق الأسوق الضلع منهم = فلست بهاجيهم وإن كنت لائمًا
11 بودهم لا قرب الله ودهم = ولا زال معطيهم من الخير حارما
12 ولكنني أهجو، صفي بن ثابت، = مثبجة لاقت من الطير حاتما
13 وحصنا ظؤورا جونة خلت استها = وصفوان زلقًا فوقه الماء دائمًا
ــــــــــــ
(10) الأسوق: جمع ساق، وفي الأوربية «الأسؤق» بالهمز، وكلاهما صحيح. الضلع: جمع «أضلع» وهو الشديد الغليظ.
(12) صفي بن ثابت: منادى. مثبجة: المثبجة، بفتح الباء المشددة: البوم، كما في القاموس ولم يذكرها اللسان، وأثبتنا ما في الأوربية. وفي الشنقيطية «متنجة» بالتاء المثناة وتشديد النون، ولم نجد لها معنى. الحاتم: الغراب الأسود، لأنه يحتم عندهم بالفراق إذا نعب، أي يحكم. أراد أن المهجو غاية في الشؤم.
(13) حصنًا: أراد به ناقة، والمعروف في استعمال العرب أن يراد به الفرس. الظؤور، بفتح الظاء: الناقة العاطفة على غير ولدها. الجونة: السوداء. خلت استها: في الشنقيطية: «خلت استها: إذا امتنعت من العطف على السقب فيحشى حياؤها قطع أكسية ويخل حياؤها، فآلمها ذلك، وتزيل الخلال فيع ما حشى في حيائها، فتظنه ولدًا، فيقدم إليها السقب». انتهى. و«السقب»: ولد الناقة. و«يخل حياؤها» أي يجمع بين طرفيه بخلال. وقال ابن سيده في المخصص 7: 30 31: «أبو عبيد: إذا أرادوا أن ترأم الناقة على ولد غيرها شدوا أنفها وعينيها، ثم حشوا حياءها مشاقة وخرقًا وغير ذلك، وشدوه وتركوه أيامًا، فيأخذها لذلك غم مثل غم المخاض، يم يحلون الرباط عنها فيخرج ذلك عنها، وهي ترى أنه ولدها، فإذا ألقته حلوا عينيها وقد هيؤوا لها حوارًا، فيدنونه إليها فتحسبه ولدها فترأمه». الصفوان: الحجر الصلد الضخم لا ينبت، واحدته «صفوانه». الزلق، بكسر اللام: الأرض الملساء لا تثبت عليها قدم، ويقال فيه أيضًا بفتح اللام وبكسرها. وفي الشنقيطية «زنقًا» بالنون، ولم نجد لها توجيهًا، وفي الأوربية «ريق» ولا معنى لها.
[شرح الأصمعيات: 167-169]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
59, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir