31: قصيدة عمر بن حُنَيّ التغلبيّ: ولَقَد دعوتَ طَريفُ دعوةَ جاهلٍ = سفَهاً وأنت بمنظرٍ لو تَعْلمُ

[محمد أبو زيد]

وقالَ عُمَرُ بْنُ حُنَيٍّ التَّغْلِبِيُّ:

ولَقَدْ دَعَوْتَ طَرِيفُ دَعْوَةَ جَاهِلٍ = سَفَهًا وَأَنْتَ بِمَنْظَرٍ لَوْ تَعْلمُ
وَلَقِيتَ حَيًّا فِي الْحُرُوبِ مَحَلُّهُمْ = والجيشُ باسْمِ أَبِيهِمُ يُسْتَهْزَمُ
فإذَا دَعَوْا بِأَبِي رَبِيعَةَ أقْبَلُوا = بكَتَائِبٍ دُونَ النِّسَاءِ تَلَمَّمُوا
فلَقِيتَ فِيهمْ هانِئًا وسِلاحَهُ = بَطَلاً إذَا هَابَ الفَوَارِسُ يُقْدِمُ
سَلَبُوكَ دِرْعَكَ وَالأَغَرَّ كِلَيْهِمَا = وَبَنُو أُسَيِّدَ أسْلَمُوكَ وَخَضَّمُ

[محمد أبو زيد]

31

وقال عمر بن حني التغلبي *

[يجيب طريفًا العنبري]

1: ولقد دعوت طريف دعوة جاهل = سفها، وأنت بمنظر لو تعلم
2: ولقيت حيا في الحروب محلهم = والجيش باسم أبيهم يستهزم
3: فإذا دعوا بأبي ربيعة أقبلوا = بكتائب دون النساء تلمموا
4: فلقيت فيهم هانئًا وسلاحه = بطلاً إذا هاب الفوارس يقدم
5: سلبوك درعك والأغر كليهما = وبنو أسيد أسلموك وخضم

---

(*) ترجمته: هكذا أثبت بخط الشنقيطي «عمر بن حني» وفي الأوربية «عمر بن حيي» وكلاهما خطأ. وحققنا في المفضلية 42 أن الراجح في صحة اسمه «جابر بن حني التغلبي». ثم هنا خطأ آخر في نسبته القصيدة إليه، فالصحيح أنها من شعر «حمصيصة بن جندل الشيباني» وهو الذي قتل طريف بن تميم العنبري، وقال له هذه الأبيات جوابًا عن تحديه في القصيدة الآتية برقم 39. الذي قتل طريفا شيباني باتفاق الروايات، ويؤيده قول الأخطل:

برجال تغلب كالأسود ومعشر.......قتلوا طريفا من بني شيبان

و «حمصيصة» بفتح الحاء والميم، وضبطه صاحب القاموس «حميصة كسفينة» بحذف الصاد الأولى، وتعقبه الزبيدي فغلظه عن الصاغاني. وجاء على الصواب في الاشتقاق ويؤيده ما في الجمهرة «الحمصيص نبت حامض الطعم وتكون به صفرة، وبه سمي حمصيصة الشيباني قاتل طريف بن تميم العنبري». وبعضهم يخطئ فيزعم أنه «حمصيصة بن شراحيل» من أجل قتل طريف العنبري شراحيل الشيباني، وليس هذا بالثبت. وانظر الأصمعية 39 والاشتقاق 131 والجمهرة 2: 358 والبيان والتبيين 3: 69 ونقائض جرير والأخطل 225 والسمط 251 ومعاهد التنصيص 95 – 96 وشرح شواهد الشافية 370 – 374.
جو القصيدة: تقدم في ترجمة قائل القصيدة أن الصواب فيه حمصيصة بن جندل الشيباني وأنه قال هذه الأبيات جوابًا لتحدي طريف العنبري له في القصيدة 39. وللأبيات خبر في يوم مبايض.
تخريجها: هي برقم 71 في الأوربية. والقصيدة في شرح شواهد الشافية 373 – 374 بخلاف منسوبة لحمصيصة بن جندل. والقصيدة عدا البيت 4 مع زيادة بيتين في العقد 3: 92 لحمصيصة الشيباني. وكذلك بزيادة بيت واحد في ابن الأثير 1: 252 لبعض بني شيبان، وفي معاهد التنصيص 96 منسوبة إلى «حمصيصة الشيباني بن شراحيل» وهذا خطأ، والبيت 5 في الجمهرة 3: 252 ونسبه لعمرو بن حيي التغلبي.
(1) طريف: هو العنبري، كان دعا أن لا يحول الحول حتى يلقي الشاعر.
(4) هانئ: هو ابن مسعود الشيباني رئيس بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان.
(5) الأغر: فرس طريف العنبري. بنو أسيد: قبيلة، وهو ابن عمرو بن تميم. خضم، بفتح الخاء وتشديد الضاد المفتوحة: لقب العنبر بن عمرو بن تميم، وغلب على القبيلة.

[شرح الأصمعيات: 116-117]