دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:38 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 26: قصيدة عبدة بن الطبيب: هل حبلُ خوْلةَ بَعدَ الهجرِ موصولُ = أَم أَنتَ عنها بعيدُ الدَّارِ مشغولُ

وقال عبدة بن الطبيب:


هَلْ حَبْلُ خَوْلَةَ بَعْدَ الهَجْرِ موصولُ = أَم أَنتَ عنها بعيدُ الدَّارِ مشغولُ
حلَّتْ خُوَيْلةُ في دَارٍ مُجَاوِرَةً = أَهلَ المَدَائِنِ فيها الدِّيكُ والفِيلُ
يُقَارِعُونُ رُؤُوسَ العُجْمِ ضَاحِيَةً = منهم فَوَارِسُ لا عُزْلٌ ولا مِيلُ
فَخَامَر القلبَ مِن تَرْجيعِ ذِكْرَتِها = رَسٌّ لطيفٌ وَرَهْنٌ منكَ مَكْبُولُ
رَسٌّ كَرَسِّ أَخِي الْحُمَّى إِذا غَبَرَتْ = يوماً تَأَوَّبَهُ منها عَقَابِيلُ
ولِلأَحِبَّةِ أَيَّامٌ تَذَكَّرُها = ولِلنَّوَى قبلَ يومِ البَيْنِ تأْوِيلُ
إِنَّ الَّتِي ضَرَبتْ بَيْتاً مُهاجِرَةً = بكُوفةِ الجُنْدِ غَالَتْ وُدَّها غُولُ
فَعَدِّ عنها ولا تَشْغَلْكَ عن عَمَلٍ = إِنَّ الصَّبابَةَ بَعْدَ الشَّيْبِ تَضْلِيلُ
بِجَسْرةٍ كَعَلاَةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ = فيها عَلَى الأَيْنِ إِرقالٌ وتَبْغِيلُ
عَنْسٍ تُشِيرُ بِقِنْوَانٍ إِذا زُجِرَتْ = مِن خَصْبَةٍ بَقيَتْ فيها شَمالِيلُ
قَرْوَاءَ مَقْذُوفَةٍ بالنَّحْضِ يَشْعَفُها = فَرْطُ المِرَاحِ إِذا كَلَّ المَرَاسِيلُ
وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ = مُحَرَّفٌ من سُيُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ
إِذا تَجاهَدَ سَيْرُ القومِ في شَرَكٍ = كأَنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ
نَهْجٍ ترَى حَوْلَهُ بَيْضَ القَطَا قُبَصاً = كأَنَّه بِالأَفاحِيصِ الحَوَاجِيلُ
حَوَاجِلٌ مُلِئَتْ زَيْتاً مُجَرَّدةٌ = لَيْسَتْ عليهنَّ مِن خُوصٍ سَواجِيلُ
وقَلَّ ما في أَسَاقِي القومِ فانْجَرَدُو = وفي الأَدَاوَى بَقيَّاتٌ صَلاَصِيلُ
وَالعِيسُ تُدْلَكُ دَلْكا عن ذَخائِرِها = يُنْحَزْنَ مِن بَيْنِ مَحْجونٍ ومَرْكُولِ
ومُزْجَياتٍ بأَكْوَارٍ مُحَمَّلَةٍ = شَوَارُهُنَّ خِلاَلَ القوم محمولُ
تَهْدِي الرِّكابَ سَلُوفٌ غَيْرُ غافِلة = إِذا تَوَقَّدَتِ الْحِزَّانُ والمِيلُ
رَعْشاءُ تَنْهَضُ بالذِّفْرَى مُوَاكِبَةٌ = في مِرْفَقَيْها عن الدَّفَّيْنِ تَفْتيلُ
عَيْهَمةٌ يَنْتَحِي في الأَرضِ مَنْسِمُها = كَما انْتَحى في أَدِيمِ الصِّرْفِ إِزْمِيلُ
تَخْدِي بهِ قُدُماً طَوْراً وتَرْجِعُهُ = فَحَدُّهُ مِن وِلاَفِ القَبْضِ مَفْلُولُ
تَرَى الْحَصَى مُشْفَتِرًّا عن مَنَاسِمِهَا = كما تُجلْجِلُ بالوَغْلِ الغَرابِيلُ
كأَنَّها يومَ وِرْدِ القوم خامِسَةً = مُسافِرٌ أَشْعَبُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ
مُجْتابُ نِصْعٍ جَدِيدٍ فَوْقَ نُقْبَتِهِ = وللْقَوَائِمِ مِن خَالٍ سَرَوِايلُ
مُسَفَّعُ الوَجْهِ في أَرْساغِهِ خَدَمٌ = وفوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَيْنِ تَحْجيلُ
بَاكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِهِ = كأَنَّهُ مِن صِلاَء الشَّمْسِ مَمْلُولُ
يَأْوِي إِلى سَلْفَعٍ شَعْثَاءَ عارِيَةٍ = في حِجْرِها تَوْلَبٌ كالقِرْدِ مَهْزُولُ
يُشْلِي ضَوَارِيَ أَشْباهاً مُجَوَّعَةً = فليس منها إِذا أُمْكِنَّ تَهْلِيلُ
يَتْبَعْنَ أَشْعَثَ كَالسِّرْحانِ مُنْصَلِتاً = لهُ عليهنَّ قِيدَ الرُّمْحِ تَمْهِيلُ
فَضَمَّهُنَّ قليلاً ثمَّ هاجَ بها = سُفْعٌ بآذَانِها شَيْنٌ وَتَنْكِيلُ
فاسْتَثْبَتَ الرَّوْعُ في إِنْسِانِ صادِقةٍ = لم تَجْرِ من رَمدٍ فيها المَلاَمِيلُ
فانْصَاعَ وانْصَعْنَ يَهْفُو كُلُّها سَدِكٌ = كأَنَّهنَّ من الضُّمْرِ المَزَاجِيلُ
فاهْتَزَّ يَنْفُضُ مَدْرِيَّيْنِ قد عَتُقَا = مُخَاوِضٌ غَمَرَاتِ الموتِ مَخْذُولُ
شَرْوَى شَبِيهَيْنِ مَكْرُوباً كُعُوبُهُما = في الجَنْبَتَيْنِ وفي الأَطْرافِ تأْسِيلُ
كِلاَهما يَبْتَغِي نَهْكَ القِتَال بهِ = إِنَّ السِّلاَحَ غَدَاةَ الرَّوْعِ مَحْمولُ
يُخَالِسُ الطَّعْنَ إِيشاغاً على دَهَشٍ = بِسَلْهَبٍ سِنْخُهُ في الشَّأْنِ مَمْطُولُ
حتَّى إِذا مَضَّ طَعْناً في جَواشِنِها = ورَوْقُهُ من دَمِ الأَجْوَافِ مَعْلُولُ
وَلَّى وَصُرِّعْنَ في حَيْثُ اَلْتَبَسْنَ به = مُضَرَّجاتٌ بأَجْرَاحٍ ومَقْتُولُ
كأَنَّه بعْدَ ما جَدَّ النَّجَاء بهِ = سَيْفٌ جَلاَ مَتْنَهُ الأَصْنَاعُ مَسْلُولُ
مُستَقْبِلَ الرِّيحِ يَهْفُو وَهْوَ مُبْتَرِكٌ = لسانُهُ عن شِمالِ الشِّدْقِ مَعْدُولُ
يَخْفِي التُّرَابَ بأَظْلافٍ ثمانيةٍ = في أَرْبَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ
مُرَدَّفاتٍ عَلَى أَطْرَافِها زمَعٌ = كأَنَّها بالعُجَاياتِ الثَّآلِيلُ
لهُ جنَابانِ مِن نَقْعٍ يُثَوِّرُهُ = فَفَرْجُهُ مِن حَصَى المَعْزَاءِ مَكْلُولُ
ومَنْهلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ = مِمَّا تَسُوقُ إِليه الرِّيحُ مَجْلُولُ
كأَنَّهُ في دِلاَء القوم إِذْ نَهَزُوا = حَمٌّ على وَدَكٍ في القِدْرِ مَجْمُولُ
أَوْرَدْتُهُ القومَ قد رانَ النُّعاسُ بهمْ = فقُلْتُ إِذْ نَهِلُوا مِن جَمِّهِ: قِيلُوا
حَدَّ الظَّهِيرةِ حتَّى تَرْحَلُوا أُصُلاً = إِنَّ السِّقَاء لهُ رَمٌّ وتَبْلِيلِ
لمَّا وَرَدْنا رَفَعْنا ظِلَّ أَرْدِيَةٍ = وفارَ باللَّحْمِ للقومِ المَراجِيلُ
وَرْداً وأَشْقَرَ لم يُنْهِئْهُ طابِخُهُ = ما غَيَّرَ الغَلْيُ مِنْهُ فَهْوُ مأْكُولُ
ثُمَّتَ قُمْنا إِلى جُرْدٍ مُسَوَّمةٍ = أَعْرَافُهُنَّ لأَِيْدِينا منَاديلُ
ثمَّ ارْتَحَلْنا على عِيسٍ مُخَدَّمةٍ = يُزْجِي رَوَاكِعَها مَرْنٌ وَتَنْعِيلُ
يَدْلَحْنَ بالماءِ في وُفْرٍ مخَرَّبةٍ = منها حَقَائبُ رُكْبانٍ ومَعْدَولُ
نَرْجُو فَوَاضِلَ رَبٍّ سَيْبُهُ حَسَنٌ = وكلُّ خَيْرٍ لديهِ فهْوَ مقْبُولُ
رَبٌّ حَبَانا بِأَمْوالٍ مُخَوَّلَةٍ = وكلُّ شَيءٍ حَبَاهُ اللهُ تَخويلُ
والمرءُ ساعٍ لأَمرٍ ليس يُدْرِكهُ = والعَيْشُ شُحٌّ وإِشْفَاقٌ وتأْمِيلُ
وعازِبٍ جَادَهُ الوَسْمِيُّ في صَفَرٍ = تَسْرِي الذِّهابُ عليهِ فهْوَ مَوْبُولُ
ولم تَسَمَّعْ بهِ صَوْتاً فَيُفْزِعَها = أَوَابدُ الرُّبْدِ والْعِينُ المَطَافِيلُ
كأَنَّ أَطْفالَ خِيطَانِ النَّعامِ بِهِ = بَهْمٌ مُخَالِطُهُ الْحَفَّانُ والْحُولُ
أَفْزَعْتُ منهُ وُحُوشاً وَهْيَ ساكِنَةٌ = كأَنَّها نَعَمٌ في الصُّبْحِ مَشْلُولُ
بِسَاهِمِ الوَجْهِ كالسِّرْحانِ مُنْصَلِتٍ = طِرْفٍ تَكاملَ فيهِ الحُسْنُ والطُّولُ
خَاظِي الطَّرِيقةِ عُرْيانٍ قَوَائِمُهُ = قد شَفَّهُ مِن رُكُوبِ البَرْدِ تَذْبِيلُ
كأَنَّ قُرْحَتَهُ إِذْ قامَ مُعْتَدِلاً = شَيْبٌ يُلَوِّحُ بالحِنَّاءِ مَغسُولُ
إِذَا أُبِسَّ بهِ في الأَلْف بَزَّرَهُ = عُوجٌ مُرَكَّبةٌ فيها بَرَاطِيلُ
يَغْلُو بِهِنَّ ويَثْنِي وهْوَ مُقْتَدِرٌ = في كَفْتِهنَّ إِذَا اسْتَرْغَبْنَ تَعجِيلُ
وَقد غَدَوْتُ وَقَرْنُ الشَّمْسِ مُنْفَتِقٌ = ودُونَهُ مِن سَوَادِ اللَّيلِ تَجلِيلُ
إِذْ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بعضَ أُسْرتِهِ = لَدَى الصَّبَاحِ وهم قَوْمٌ مَعَازِيلُ
إِلَى التِّجَارِ فأَعدَانِي بِلَذَّتِهِ = رِخْوُ الإِزَارِ كَصَدْرِ السَّيْفِ مَشْمُولُ
خِرْقٌ يَجِدُّ إِذَا ما الأَمْرُ جَدَّ بِهِ = مُخَالِطُ اللَّهْوِ واللَّذَاتِ ضِلِّيلُ
حتَّى أتَّكأْنَا على فُرْشٍ يُزَيِّنُها = مِن جَيِّدِ الرَّقْم أَزْوَاجٌ تَهَاوِيلُ
فيها الدَّجَاجُ وفيه الأُسْدُ مُخْدِرَةً = مِنْ كلِّ شَيءٍ يُرَى فيها تَمَاثِيلُ
في كَعْبَةٍ شَادَها بَانٍ وزَيَّنَها = فيها ذُبَالٌ يُضيءُ اللَّيلَ مَفْتُولُ
لَنَا أَصِيصٌ كجِذْمِ الحَوْضِ هَدَّمَه = ُوَطْءُ العِرَاكِ، لَدَيْهِ الزِّقُّ مَغْلُولُ
والكُوبُ أَزْهَرُ مَعْصُوبٌ بِقُلَّتِهِ = فَوْقَ السَّيَاعِ مِنَ الرَّيْحَانِ إِكليلُ
مُبَرَّدٌ بِمِزَاجِ الماءِ بينهما = حُبٌّ كَجَوْزٍ حِمَارِ الوحْشِ مَبْزُولُ
والكُوبُ مَلآْنُ طافٍ فَوْقَهُ زَبَدٌ = وطَابَقُ الكَبْشِ في السَّفُّودِ مَخْلُولُ
يَسْعَى بِهِ مِنْصَفٌ عَجْلاَنُ مُنْتطِقٌ = فَوْقَ الخُوانِ وفي الصَّاعِ التَّوابِيلُ
ثمّ اصْطَحَبْتُ كُمَيْتاً قَرْفَفاً أُنُفاً = مِن طيّب الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ
صِرْفاً مِزَاجاً، وأَحْياناً يُعَلِّلُنَا = شِعْرٌ كَمُذْهَبَةِ السَّمَّانِ مَحْمُولُ
تُذْرِي حَوَاشِيَهُ جَيْدَاءُ آنِسَةٌ = في صَوتها لِسَماعِ الشَّرْبِ تَرْتِيلُ
تَغْدُو علَينا تُلَهِّينَا ونُصْفِدُها = تُلْقَى البُرُودُ عليها والسَّرَابِيلُ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:21 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

26

وقال عبدة بن الطبيب


1: هَلْ حَبْلُ خَوْلَةَ بَعْدَ الهَجْرِ موصولُ = أَم أَنتَ عنها بعيدُ الدَّارِ مشغولُ
2: حلَّتْ خُوَيْلةُ في دَارٍ مُجَاوِرَةً = أَهلَ المَدَائِنِ فيها الدِّيكُ والفِيلُ
3: يُقَارِعُونُ رُؤُوسَ العُجْمِ ضَاحِيَةً = منهم فَوَارِسُ لا عُزْلٌ ولا مِيلُ
4: فَخَامَر القلبَ مِن تَرْجيعِ ذِكْرَتِها = رَسٌّ لطيفٌ وَرَهْنٌ منكَ مَكْبُولُ
5: رَسٌّ كَرَسِّ أَخِي الْحُمَّى إِذا غَبَرَتْ = يوماً تَأَوَّبَهُ منها عَقَابِيلُ
6: ولِلأَحِبَّةِ أَيَّامٌ تَذَكَّرُها = ولِلنَّوَى قبلَ يومِ البَيْنِ تأْوِيلُ
7: إِنَّ الَّتِي ضَرَبتْ بَيْتاً مُهاجِرَةً = بكُوفةِ الجُنْدِ غَالَتْ وُدَّها غُولُ
8: فَعَدِّ عنها ولا تَشْغَلْكَ عن عَمَلٍ = إِنَّ الصَّبابَةَ بَعْدَ الشَّيْبِ تَضْلِيلُ
9: بِجَسْرةٍ كَعَلاَةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ = فيها عَلَى الأَيْنِ إِرقالٌ وتَبْغِيلُ
10: عَنْسٍ تُشِيرُ بِقِنْوَانٍ إِذا زُجِرَتْ = مِن خَصْبَةٍ بَقيَتْ فيها شَمالِيلُ
11: قَرْوَاءَ مَقْذُوفَةٍ بالنَّحْضِ يَشْعَفُها = فَرْطُ المِرَاحِ إِذا كَلَّ المَرَاسِيلُ
12: وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ = مُحَرَّفٌ من سُيُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ
13: إِذا تَجاهَدَ سَيْرُ القومِ في شَرَكٍ = كأَنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ
14: نَهْجٍ ترَى حَوْلَهُ بَيْضَ القَطَا قُبَصاً = كأَنَّه بِالأَفاحِيصِ الحَوَاجِيلُ
15: حَوَاجِلٌ مُلِئَتْ زَيْتاً مُجَرَّدةٌ = لَيْسَتْ عليهنَّ مِن خُوصٍ سَواجِيلُ
16: وقَلَّ ما في أَسَاقِي القومِ فانْجَرَدُوا = وفي الأَدَاوَى بَقيَّاتٌ صَلاَصِيلُ
17: وَالعِيسُ تُدْلَكُ دَلْكا عن ذَخائِرِها = يُنْحَزْنَ مِن بَيْنِ مَحْجونٍ ومَرْكُولِ
18: ومُزْجَياتٍ بأَكْوَارٍ مُحَمَّلَةٍ = شَوَارُهُنَّ خِلاَلَ القوم محمولُ
19: تَهْدِي الرِّكابَ سَلُوفٌ غَيْرُ غافِلة = إِذا تَوَقَّدَتِ الْحِزَّانُ والمِيلُ
20: رَعْشاءُ تَنْهَضُ بالذِّفْرَى مُوَاكِبَةٌ = في مِرْفَقَيْها عن الدَّفَّيْنِ تَفْتيلُ
21: عَيْهَمةٌ يَنْتَحِي في الأَرضِ مَنْسِمُها = كَما انْتَحى في أَدِيمِ الصِّرْفِ إِزْمِيلُ
22: تَخْدِي بهِ قُدُماً طَوْراً وتَرْجِعُهُ = فَحَدُّهُ مِن وِلاَفِ القَبْضِ مَفْلُولُ
23: تَرَى الْحَصَى مُشْفَتِرًّا عن مَنَاسِمِهَا = كما تُجلْجِلُ بالوَغْلِ الغَرابِيلُ
24: كأَنَّها يومَ وِرْدِ القوم خامِسَةً = مُسافِرٌ أَشْعَبُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ
25: مُجْتابُ نِصْعٍ جَدِيدٍ فَوْقَ نُقْبَتِهِ = وللْقَوَائِمِ مِن خَالٍ سَرَوِايلُ
26: مُسَفَّعُ الوَجْهِ في أَرْساغِهِ خَدَمٌ = وفوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَيْنِ تَحْجيلُ
27: بَاكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِهِ = كأَنَّهُ مِن صِلاَء الشَّمْسِ مَمْلُولُ
28: يَأْوِي إِلى سَلْفَعٍ شَعْثَاءَ عارِيَةٍ = في حِجْرِها تَوْلَبٌ كالقِرْدِ مَهْزُولُ
29: يُشْلِي ضَوَارِيَ أَشْباهاً مُجَوَّعَةً = فليس منها إِذا أُمْكِنَّ تَهْلِيلُ
30: يَتْبَعْنَ أَشْعَثَ كَالسِّرْحانِ مُنْصَلِتاً = لهُ عليهنَّ قِيدَ الرُّمْحِ تَمْهِيلُ
31: فَضَمَّهُنَّ قليلاً ثمَّ هاجَ بها = سُفْعٌ بآذَانِها شَيْنٌ وَتَنْكِيلُ
32: فاسْتَثْبَتَ الرَّوْعُ في إِنْسِانِ صادِقةٍ = لم تَجْرِ من رَمدٍ فيها المَلاَمِيلُ
33: فانْصَاعَ وانْصَعْنَ يَهْفُو كُلُّها سَدِكٌ = كأَنَّهنَّ من الضُّمْرِ المَزَاجِيلُ
34: فاهْتَزَّ يَنْفُضُ مَدْرِيَّيْنِ قد عَتُقَا = مُخَاوِضٌ غَمَرَاتِ الموتِ مَخْذُولُ
35: شَرْوَى شَبِيهَيْنِ مَكْرُوباً كُعُوبُهُما = في الجَنْبَتَيْنِ وفي الأَطْرافِ تأْسِيلُ
36: كِلاَهما يَبْتَغِي نَهْكَ القِتَال بهِ = إِنَّ السِّلاَحَ غَدَاةَ الرَّوْعِ مَحْمولُ
37: يُخَالِسُ الطَّعْنَ إِيشاغاً على دَهَشٍ = بِسَلْهَبٍ سِنْخُهُ في الشَّأْنِ مَمْطُولُ
38: حتَّى إِذا مَضَّ طَعْناً في جَواشِنِها = ورَوْقُهُ من دَمِ الأَجْوَافِ مَعْلُولُ
39: وَلَّى وَصُرِّعْنَ في حَيْثُ اَلْتَبَسْنَ به = مُضَرَّجاتٌ بأَجْرَاحٍ ومَقْتُولُ
40: كأَنَّه بعْدَ ما جَدَّ النَّجَاء بهِ = سَيْفٌ جَلاَ مَتْنَهُ الأَصْنَاعُ مَسْلُولُ
41: مُستَقْبِلَ الرِّيحِ يَهْفُو وَهْوَ مُبْتَرِكٌ = لسانُهُ عن شِمالِ الشِّدْقِ مَعْدُولُ
42: يَخْفِي التُّرَابَ بأَظْلافٍ ثمانيةٍ = في أَرْبَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ
43: مُرَدَّفاتٍ عَلَى أَطْرَافِها زمَعٌ = كأَنَّها بالعُجَاياتِ الثَّآلِيلُ
44: لهُ جنَابانِ مِن نَقْعٍ يُثَوِّرُهُ = فَفَرْجُهُ مِن حَصَى المَعْزَاءِ مَكْلُولُ
45: ومَنْهلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ = مِمَّا تَسُوقُ إِليه الرِّيحُ مَجْلُولُ
46: كأَنَّهُ في دِلاَء القوم إِذْ نَهَزُوا = حَمٌّ على وَدَكٍ في القِدْرِ مَجْمُولُ
47: أَوْرَدْتُهُ القومَ قد رانَ النُّعاسُ بهمْ = فقُلْتُ إِذْ نَهِلُوا مِن جَمِّهِ: قِيلُوا
48: حَدَّ الظَّهِيرةِ حتَّى تَرْحَلُوا أُصُلاً = إِنَّ السِّقَاء لهُ رَمٌّ وتَبْلِيلِ
49: لمَّا وَرَدْنا رَفَعْنا ظِلَّ أَرْدِيَةٍ = وفارَ باللَّحْمِ للقومِ المَراجِيلُ
50: وَرْداً وأَشْقَرَ لم يُنْهِئْهُ طابِخُهُ = ما غَيَّرَ الغَلْيُ مِنْهُ فَهْوُ مأْكُولُ
51: ثُمَّتَ قُمْنا إِلى جُرْدٍ مُسَوَّمةٍ = أَعْرَافُهُنَّ لأَِيْدِينا منَاديلُ
52: ثمَّ ارْتَحَلْنا على عِيسٍ مُخَدَّمةٍ = يُزْجِي رَوَاكِعَها مَرْنٌ وَتَنْعِيلُ
53: يَدْلَحْنَ بالماءِ في وُفْرٍ مخَرَّبةٍ = منها حَقَائبُ رُكْبانٍ ومَعْدَولُ
54: نَرْجُو فَوَاضِلَ رَبٍّ سَيْبُهُ حَسَنٌ = وكلُّ خَيْرٍ لديهِ فهْوَ مقْبُولُ
55: رَبٌّ حَبَانا بِأَمْوالٍ مُخَوَّلَةٍ = وكلُّ شَيءٍ حَبَاهُ اللهُ تَخويلُ
56: والمرءُ ساعٍ لأَمرٍ ليس يُدْرِكهُ = والعَيْشُ شُحٌّ وإِشْفَاقٌ وتأْمِيلُ
57: وعازِبٍ جَادَهُ الوَسْمِيُّ في صَفَرٍ = تَسْرِي الذِّهابُ عليهِ فهْوَ مَوْبُولُ
58: ولم تَسَمَّعْ بهِ صَوْتاً فَيُفْزِعَها = أَوَابدُ الرُّبْدِ والْعِينُ المَطَافِيلُ
59: كأَنَّ أَطْفالَ خِيطَانِ النَّعامِ بِهِ = بَهْمٌ مُخَالِطُهُ الْحَفَّانُ والْحُولُ
60: أَفْزَعْتُ منهُ وُحُوشاً وَهْيَ ساكِنَةٌ = كأَنَّها نَعَمٌ في الصُّبْحِ مَشْلُولُ
61: بِسَاهِمِ الوَجْهِ كالسِّرْحانِ مُنْصَلِتٍ = طِرْفٍ تَكاملَ فيهِ الحُسْنُ والطُّولُ
62: خَاظِي الطَّرِيقةِ عُرْيانٍ قَوَائِمُهُ = قد شَفَّهُ مِن رُكُوبِ البَرْدِ تَذْبِيلُ
63: كأَنَّ قُرْحَتَهُ إِذْ قامَ مُعْتَدِلاً = شَيْبٌ يُلَوِّحُ بالحِنَّاءِ مَغسُولُ
64: إِذَا أُبِسَّ بهِ في الأَلْف بَزَّرَهُ = عُوجٌ مُرَكَّبةٌ فيها بَرَاطِيلُ
65: يَغْلُو بِهِنَّ ويَثْنِي وهْوَ مُقْتَدِرٌ = في كَفْتِهنَّ إِذَا اسْتَرْغَبْنَ تَعجِيلُ
66: وَقد غَدَوْتُ وَقَرْنُ الشَّمْسِ مُنْفَتِقٌ = ودُونَهُ مِن سَوَادِ اللَّيلِ تَجلِيلُ
67: إِذْ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بعضَ أُسْرتِهِ = لَدَى الصَّبَاحِ وهم قَوْمٌ مَعَازِيلُ
68: إِلَى التِّجَارِ فأَعدَانِي بِلَذَّتِهِ = رِخْوُ الإِزَارِ كَصَدْرِ السَّيْفِ مَشْمُولُ
69: خِرْقٌ يَجِدُّ إِذَا ما الأَمْرُ جَدَّ بِهِ = مُخَالِطُ اللَّهْوِ واللَّذَاتِ ضِلِّيلُ
70: حتَّى أتَّكأْنَا على فُرْشٍ يُزَيِّنُها = مِن جَيِّدِ الرَّقْم أَزْوَاجٌ تَهَاوِيلُ
71: فيها الدَّجَاجُ وفيه الأُسْدُ مُخْدِرَةً = مِنْ كلِّ شَيءٍ يُرَى فيها تَمَاثِيلُ
72: في كَعْبَةٍ شَادَها بَانٍ وزَيَّنَها = فيها ذُبَالٌ يُضيءُ اللَّيلَ مَفْتُولُ
73: لَنَا أَصِيصٌ كجِذْمِ الحَوْضِ هَدَّمَه = وَطْءُ العِرَاكِ، لَدَيْهِ الزِّقُّ مَغْلُولُ
74: والكُوبُ أَزْهَرُ مَعْصُوبٌ بِقُلَّتِهِ = فَوْقَ السَّيَاعِ مِنَ الرَّيْحَانِ إِكليلُ
75: مُبَرَّدٌ بِمِزَاجِ الماءِ بينهما = حُبٌّ كَجَوْزٍ حِمَارِ الوحْشِ مَبْزُولُ
76: والكُوبُ مَلآْنُ طافٍ فَوْقَهُ زَبَدٌ = وطَابَقُ الكَبْشِ في السَّفُّودِ مَخْلُولُ
77: يَسْعَى بِهِ مِنْصَفٌ عَجْلاَنُ مُنْتطِقٌ = فَوْقَ الخُوانِ وفي الصَّاعِ التَّوابِيلُ
78: ثمّ اصْطَحَبْتُ كُمَيْتاً قَرْفَفاً أُنُفاً = مِن طيّب الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ
79: صِرْفاً مِزَاجاً، وأَحْياناً يُعَلِّلُنَا = شِعْرٌ كَمُذْهَبَةِ السَّمَّانِ مَحْمُولُ
80: تُذْرِي حَوَاشِيَهُ جَيْدَاءُ آنِسَهُ = في صَونها لِسَماعِ الشَّرْبِ تَرْتِيلُ
81: تَغْدُو علَينا تُلَهِّينَا ونُصْفِدُها = تُلْقَى البُرُودُ عليها والسَّرَابِيلُ


ترجمته: هو عبدة بن الطبيب، والطبيب اسمه يزيد، بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس، ويقال أيضا (عبشمس)، بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر مجيد ليس بالمكثر، وهو مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم. شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13، وله في ذلك آثار مشهورة. وكان في جيش النعمان بن مقرن، الذين حاربوا الفرس بالمدائن. وانظر تاريخ الطبري 4: 43، 115. وكان عبدة أسود، وهو من لصوص الرباب. وهو الذي رثى قيس بن عاصم المنفري التميمي بقصيدته التي يقول فيها:
وما كان قيس هلكه هلك واحد = ولكنه بنيان قوم تهدما
قال أبو عمرو بن العلاء: هذا البيت أرثى بيت قيل. وقال ابن الأعرابي: هو قائم بنفسه، ما له نظير في الجاهلية ولا الإسلام. وقال رجل لخالد بن صفوان: كان عبدة بن الطبيب لا يحسن أن يهجو. فقال: لا تقل ذاك، فوالله ما أبى من عي، ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضعة، كما يرى تركه مروءة وشرفا. و(نهم) بضم النون وسكون الهاء: اسم صنم. وفي الأغاني (عبد تيم) ونقل عن أبي عبيدة قال: (تميم كلها كانت في الجاهلية يقال لها عبد تيم، وتيم صنم كان لهم يعبدونه). والظاهر أن ما في الأغاني تحريف من الناسخين، صوابه (عبد نهم) لأنه لم يوجد في أصنام العرب، فيما نعلم، صنم اسمه (تيم)، ولأن (التيم) هو العبد، ولذلك كان من أسمائهم (تيم الله) و(تيم اللات).
جو القصيدة: قالها بعد وقعة القادسية حين التقى المسلمون بالفرس في وقعة بابل سنة 13 فهزموهم وتتبعوهم حتى انتهوا إلى المدائن. قال الطبري 4: 43: (وفي ذلك يقول عبدة بن الطبيب السعدي. وكان عبدة قد هاجر لمهاجرة حليلة له، حتى شهد وقعة بابل، فلما آيسته رجع إلى البادية فقال) ثم أنشد الأبيات 1، 6، 2، 3.
تحدث في بعد خولة عنه وحلولها بالمدائن، حيث يقارع العرب رؤوس العجم، وشكا ما يخامر قلبه من تذكرها. ثم طفر إلى إعلان عزمه على نسيانها بالرحلة على ناقة وصفها ووصف طريقها، وشبهها بالثور قد ساورته كلاب الصائد يصارعها وتصارعه حتى غلبها ونجا. ثم تحدث عن خطاره بالرحلة في المفاوز القاحلة، ووصف منهلا آجنا أورده القوم بعد لأي وجهد، وأنهم قعدوا يتعجلون الطعام، حتى إذا كان الأصيل رحلوا على العيس يرجون فضل الله. ثم فخر بخروجه للصيد في الكلأ العازب، ونعت فرسه. ثم وصف غدوته عند انشقاق الصبح إلى الخمارين، ووصف مجلس الشراب في إسهاب جميل. ووصف الساقي، والفراش، والتصاوير، والخمر، والسماع.
تخريجها: منتهى الطلب 1: 189-192 عدا البيت 64. والأبيات 1، 6، 2، 3 في الطبري 3: 43. و1-3 في الأغاني 18: 163. و49-51 فيه 18: 164. و8 في حماسة البحتري 196. و21 في الأمالي 1: 26، 3: 169. و42، 43، 7، 39، 40 في النوادر 9. و42 في ديوان المعاني 2: 108. و41 في الحيوان 5: 514. و55، 56 فيه 3: 46. و47 في الأمالي 1: 273. و45-47 في سمط اللآلي 605. و49-51 فيه 69-70. و51 في الشعراء 457. و70 في شرح الحماسة 4: 307. وانظر الشرح 268-294.
(3) يقارعون: يضاربون. العجم: أهل فارس، أراد الوقعة التي كانت في عقب القادسية، وكانت العجم جاءت بالفيول فيها، وكانت في سنة 13. العزل: جمع أعزل، وهو الذي لا سلاح معه. الميل: جمع أميل، وهو السيء الركوب.
(4) خامر: خالط. رس لطيف: شيء خفي في نفسه. المكبول: المقيد. رهن منك مكبول: أراد أن قلبه مرتهن عندها مقيد، لا فكاك له.
(5) يقال: أجد رسا من حب، وأجد رسا من حمى، للشيء الداخل في القلب. غبرت: غابت. العقابيل: البقايا، لا واحد لها.
(6) تذكرها: تتذكرها أنت. تأويل: علامات تبين لك أن البين سيقع.
(7) يقال: ضرب بيته بموضع كذا وكذا، إذا ابتنى فيه بيتا. غالت ودها غول: ذهبت به، والغول: اسم ما اغتال.
(9) الجسرة: الناقة الصلبة المتجاسرة. القين: الحداد ههنا، قال الأصمعي: كل عامل بحديد عند العرب قين. العلاة: سندان الحداد، شبهها به في صلابتها. الدوسرة: الصلبة الضخمة. الإين: الإعياء. الإرقال: مشي فيه سرعة وجمز. التبغيل: أرفع من المشي ودون العدو.
(10) العنس: الناقة الصلبة. القنوان: جمع قنو، وهو عذق النخلة، يقول: إذا زجرت رفعت ذنبها. من خصبة: أي بقنوان من خصبة، وهي واحدة الخصب، بفتح الخاء: نوع من النخل: الشماليل: البقايا تبقى في العذق.
(11) قرواء: طويلة القرا، بفتح القاف، وهو الظهر. النحض: اللحم. مقذوفة به: مرمية به من كل جانب. يشعفها: ينزع فؤادها ويستخفها. المراح: النشاط. وفرطه: ما تقدم منه. المراسيل: السراع السهلات في السير، جمع رسلة على غير قياس، أو جمع مرسال.
(12) الشأو: الطلق. يوقره: يكف عنه. المحرف: الزمام والجديل له حرف من الضفر. الغرف: الجلد دبغ بالتمر والشعير، ويمتاز بلينه.
(13) تجاهد: اشتد. الشرك: الطريق المنقاد، وهي الجواد. الشطب: سعف النخل تتخذ من قشره الحصر. السرو: موضع باليمن، وهو أعلاه. مرمول: منسوج. يريد: كأن هذا الطريق حصير لاستوائه.
(14) النهج: البين، يريد الطريق. القبص: جمع قبصة، بفتح القاف وضمها، وهي ما أخذ بأطراف الأصابع. الأفاحيص: جمع أفحوص، وهو الموضع الذي تبيض فيه القطا. الحواجيل: القوارير، الواحدة حوجلة. شبه البيض بقوارير صغار. يريد أن هذا الطريق في الفلاة تبيض حوله القطا.
(15) مجردة: يعني أن هذه القوارير مجردة ليس عليها غلف. السواجيل: جمع ساجول وسوجل، وهو الغلاف.
(16) الأساقي: جمع سقاء كالأسقية. انجردوا: جدوا في سيرهم، أسرعوا لقلة مائهم. الأداوى: جمع إداوة، وهي من جلد للماء. الصلاصيل: البقايا من الماء القليلة، الواحدة صلصلة، بفتح الصادين وضمهما.
(17) العيس: الإبل البيض. تدلك: تحث في السير. ذخائرها: ما تدخر من سيرها. ينحزن: يضربن بالأعقاب. المحجون: المضروب بالمحجن، وهو قضيب معوج. مركول: مضروب بالرجل. وفي هذا البيت إقواء.
(18) المزيجيات: الإبل تزجى، أي تساق سوقا لينا لكلالها. الأكوار: جمع كور، بضم الكاف، وهو الرحل بأداته. محملة: حملت أكوار الإبل التي عيت وحسرت. الشوار: بتثليث الشين: متاع البيت، وأراد به الرحال بأدواتها.
(19) تهدي الركاب: تتقدم الإبل. السلوف: المتقدمة لما سايرها. الحزان: جمع حزيز، بزائين، وهو الغليظ المنقاد من الأرض. الميل من الأرض: منتهى مد البصر. أو جمع ميلاء، وهي العقدة الضخمة من الرمل. وعجز البيت بلفظه عجز للبيت 16 من قصيدة (بنت سعاد) لكعب بن زهير، وكذلك ذكر في اللسان 14: 161 منسوبا إليه.
(20) الرعشاء: التي تهتز في سيرها لنشاطها. الذفرى: عظم خلف الأذن. تنهض بالذفرى: يريد أنها سامية الطرف تنهض صعدا. الدفان: الجنبان. تفتيل: من الفتل، بالتحريك، وهو تباعد ما بين المرفقين عن جنبي البعير لاندماجهما.
(21) العيهمة: الشديدة التامة الخلق. ينتحي: يعتمد. المنسم: طرف خف البعير. أديم الصرف: الجلد دبغ بالصرف، وهو صبغ أحمر. الإزميل: الشفرة يقطع بها الجلد. أراد أن أثر منسمها في الأرض لقوتها كأثر الإزميل في الجلد.
(22) تخذي به: تسير مسرعة بمنسمها. قدما: متقدمة. ترجعه: ترده، يريد تقبضه. حده: حد المنسم. الولاف: المتابعة. القبض: النزو. المفلول: المتثلم.
(23) المشفتر: المتفرق. تجلجل به: تحركه فيذهب دقاقه ويبقى جلاله. الوغل: الرديء من كل شيء.
(24) الورد: إتيان الماء. خامسة: وردت الخمس، أي اليوم الخامس من شربها الأول. المسافر: أراد به هنا ثورا خرج من أرض إلى أخرى. الروقان: القرنان. أشعب: انشعب قرناه أي تفرقا.
(25) المجتاب: اللابس. النصع: الأبيض. شبه الثور لبياضه بلابس ثوب أبيض. نقبته: لونه. الخال: برود فيها خطوط سود وحمر. وهكذا الثور، أعلاه أبيض وفي قواءمه وشوم.
(26) السفعة، بضم السين: سواد يضرب إلى حمرة. الخدم: جمع خدمة، بالتحريك، وهي الخلخال، وأراد بالخدم البياض. التحجيل: أصله البياض في القوائم، وأراد به هنا السواد، وهذا المعنى لم يذكر في المعاجم.
(27) صلاء الشمس: مقاساة حرها، مصدر (صلي يصلى) كرضي يرضى. مملول: من (الملة) بالفتح، وهي الرماد الحار، يقال خبز مملول.
(28) أي يأوي الصائد إلى امرأته. السلفع: الجريئة البذيئة. الشعثاء: المتلبدة الشعر لا تدهنه. التولب: ولد الحمار، شبه ولدها به.
(29) يشلي: يدعو، وكل ما دعوته باسمه من فرس أو كلب أو بعير أو شاة فقد أشليته. الضواري: التي تعودت الأخذ، أراد كلاب الصائد. أشباها: يشبه بعضها بعضا. أمكن: أمكنها الصيد. التهليل: الفرار والنكوص، هلل عن الشيء: نكل.
(30) أشعث: عنى به الصائد، وأن كلابه تتبعه. السرحان: الذئب، شبه به الصائد. منصلتا: ماضيا منجردا. قيد الرمح: قدره. التمهيل: تفعيل من المهل. يريد أن بين الصائد وبين الكلاب قدر رمح يتقدمها يغريها.
(31) ضم الصائد الكلاب وجمعهن إليه ثم صاح بها وأغراها بالثور. بآذانها شين: آذانها مقطعات بمخالبها من سرعة عدوها.
(32) الإنسان: إنسان العين. صادقة: صلبة صحيحة النظر. الملاميل: جمع ملمول، وهو المرود، يريد أنه لم يكن في عينه رمد يجري له فيها المرود. أي: لما نظر الثور إلى الكلاب قد هاجت به ثبت الروع في عينه. فالضمير في (استثبت) عائد إلى (مسافر) في البيت 24.
(33) انصاع: أخذ ناحية اجتهد فيها العدو. يهفو: يسرع كأنه يطير فوق الأرض من سرعته. السدك: اللازم للشيء. يقول: كل الكلاب ملازم للثور لا يفارقه. المزاجيل: جمع مزجال، وهو الرمح الصغير يزجل به، أي يقذف.
(34) فاهتز الثور حمية وأنفا من الفرار من الكلاب. المدريان: القرنان، وهو بتشديد الياء، والذي في المعاجم (مدرى) بكسر الميم مقصور، و(مدرية) بتخفيف الياء. عتقا: صلبا واملاسا من القدم.
(35) شروي الشيء: مثله. شبيهين: يعني رمحين متماثلين، شبه بهما القرنين. المكروب: الشديد الفتل، وأصله في الحبل، أراد شدة كعوبهما. أراد بالجنبتين الجنبين. التأسيل: استواء وطول، من قولهم خذ أسيل.
(36) كلاهما: كلا القرنين. يبتغي: أي الثور. النهك: الشدة والاستقصاء.
(37) الإيشاع: القليل الخفيف. السلهب: الطويل، أراد القرن. السنخ: الأصل. الشأن: ملتقى كل عظمين من عظام الرأس. ممطول: ممدود.
(38) مض: أوجع وأحرى. الجوشن: الصدر. الروق: القرن. المعلول: الذي سقي مرة بعد مرة.
(39) أي: ولى الثور وصرعت الكلاب. التبسن: اختلطن. الأجراح: جمع جرح.
(40) كأنه: يعني الثور. النجاء: السرعة. الأصناع: جمع صنع، بفتحتين، وهو الرجل الحاذق الرفيق الكف، والمرأة صناع.
(41) مستقبل الريح: يستروح بها من حرارة التعب وجهد العدو. المبترك: المعتمد في سيره لا يترك جهدا. معدول: ممال يريد أنه قد دلع لسانه يلهث من الإعياء.
(42) يخفي التراب: يستخرجه لشدة عدوه، يقال خفيت الشيء: أظهرته وأخفيته، من الأضداد. في أربع: أربع قوائم، في كل قائمة ظلفان. تحليل: قدر تحلة القسم، كأنه أقسم أن يمس الأرض، فهو يتحلل من قسمه بأدنى لمس.
(43) مردفات: ردف زمعها عجاياتها. الزمع: جمع زمعة، بالتحريك، وهي هنة زائدة ناتئة خلف الظلف. العجاية: كل عصبة في يد أو رجل. الثؤلول: الحبة تظهر في الجلد. شبه الزمع بالثآليل.
(44) الجنابان: الناحيتان. النقع: الغبار. يثوره: يثيره بعدوه. فرجه: ما بين قوائمه. المعزاء، بفتح الميم: الأرض ذات الحصى. مكلول: يريد أنه لشدة عدوه يرد الحصى على فرجه فكأنه إكليل له، وهذا غاية شدة العدو. هكذا فسر الأنباري، ولم يذكر (مكلول) بهذا المعنى في المعاجم، بل جاء صاحب اللسان بالشطر شاهدا لقوله (كللته بالحجارة أي: علوته) وهو رباعي والشاهد ثلاثي، على أن الشطر محرف فيه أيضًا.
(45) الآجن: المتغير الريح لقلة الورود، لأنه في مكان مخوف. جمه: كثرته. المجلول: ما ألقته الريح عليه وأدخلته فيه، من قولهم جل البعر بجله إذا التقطه.
(46) كأنه: يعني البعر. نهزوا: جذبوا. الحم: ما بقي من الألية بعد الإذابة، وما ذاب فهو الودك. مجمول: مذاب.
(47) ران النعاس بهم: غلب عليهم. النهل، بالتحريك: الشرب الأول. قيلوا: من القيلولة. أشار عليهم بالراحة لما طال عليهم السفر.
(48) حد الظهيرة: شدتها وصعوبتها، أراد القيلولة في هذا الوقت. أصلا: عشيا. رم: إصلاح. تبليل: من (بلله بالماء).
(49) المراجيل: جمع مرجل، وهو القدر.
(50) شبه ما أخذ فيه النضج بالورد وما لم ينضج بالأشقر. لم يهنئه: لم ينضجه. مأكول: يريد أنهم يأكلونه قبل تمام نضجه.
(51) الجرد: الخيل القصار الشعر. المسومة: المعلمة. مناديل يريد أنهم يمسحون أيديهم من وضر الطعام بأعرافها. وقال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه: أي المناديل أشرف؟ فقال قائل منهم: مناديل مصر كأنها غرقئ البيض، وقال آخرون: مناديل اليمن كأنها نور الربيع. فقال عبد الملك: مناديل أخي بني سعد عبدة بن الطبيب. وذكر هذا البيت.
(52) العيس: الإبل البيض. مخدمة: ذات خدم، وهي الخلاخيل، وسموا سيور نعال الإبل (خدما) لأنها تجعل في موضع الخلاخيل. يزجي: يسوق سوقا رفيقا. رواكع الإبل: ما لحقه الإعياء منها فكأنها تركع. المرن: الدلك بالسمن والبعر إذا حفيت. التنعيل: إلباسها النعال. يقول: إذا أنعلت ودلكت تحاملت فمضت.
(53) الدلح: سير المثقل بحمله. الوفر، بضم الواو: جمع وفراء، وهي المزادة التامة. مخربة: لها خرب، والخربة، بالضم: العروة. حقائب: يحتقبها الركبان خلفهم. معدول: ما عدلوه بأخرى فكانت اثنتان على جانبي البعير.
(54) السيب: العطاء الكثير.
(55) تخويل: تمليك، والمخولة: المملكة.
(56) كان عمر يردد الشطر الأخير ويعجب من جودة ما قسم. انظر الحيوان 3: 46.
(57) العازب: البعيد، يريد الكلأ. الوسمي: المطر الذي يسم الأرض بشيء من النبت، وجاده: أصابه بجوده. الذهاب: جمع ذهبة، بكسر فسكون، وهي الدفعة من المطر. موبول: أصابه الوبل، وهو مطر عظيم القطر شديد الوقع.
(58) الأوابد: الوحش تسكن البيداء. الربد: النعام. العين: البقر، سميت عيناء لعظم عينها. المطافيل: التي معها أولادها. يريد أن هذه الوحوش في قفر لا يمر به أحد.
(59) الخيطان: جمع خيط، بكسر الخاء، وهو جماعة النعام. البهم: أولاد الغنم. الحفان: أولاد النعام، واحدها حفانة. الحول: جمع حائل، وهي التي لم تحمل، يريد هنا التي لم تبض.
(60) منه: من العازب. النعم: الإبل، لا واحد لها من لفظها. المشلول: المطرود. وقال (في الصبح) لأنه وقت الغارات عندهم.
(61) ساهم الوجه: قليل لحمه، وأراد به الفرس. السرحان: الذئب، شبه به في ضمره وشدة عدوه. المنصلت: المنجرد الماضي. الطرف: الكريم الطرفين.
(62) الخاظي: الكثير اللحم. الطريقة: طريقة ظهره. شفه: أضمره وهزله. ركوب البرد: يريد أنه يركب في البردين: الغداة والعشي. التذبيل: التضمير، تفعيل من الذبول، ولم يذكر في المعاجم.
(63) القرحة: الغرة الصغيرة. يلوح: يغير بياضه إلى الحمرة.
(64) أبس به: دعي باسمه. الألف: من الخيل. برزه: قدمه قدامها. العوج: قوائمه. البراطيل: الحجارة المستطيلة، الواحد برطيل، شبه حوافره بها لصلابتها.
(65) يغلو: يعلو ويرتفع في العدو بقوائمه. يثني: يقصر عن قدره. كفتهن: قبضهن وضمهن. استرغبن: اتسعن في العدو وأكثرن منه.
(66) تجليل: إلباس، كأنه متغط بجلال من سواد الليل.
(67) المعازيل: العزل من السلاح.
(68) التجار: الخمارون، غدا إليهم. أعداني: أعاني. رخو الإزار: يجر إزاره من الخيلاء. كصدر السيف: في مضائنه أو في حسنه. مشمول: تصيبه أريحية للسخاء كأنها ريح الشمال، أو: حلو الشمائل.
(69) الخرق: المتخرق في فنون الخير والمعروف. يقال تخرق: أخذ في كل وجه من الخير والمعروف. الضليل: الذي لا يرعوي لعاذل.
(70) الرقم: ضرب من الوشي. الأزواج: الأنماط، وهي البسط. التهاويل: الألوان المختلفة، واحدها تهوال بالفتح. أراد أن فيها صورا.
(71) مخدرة: في خدرها، وهو أجمتها.
(72) الكعبة: بيت مربع. شادها: رفعها. الذبال: الفتائل.
(73) أصيص: دون مقطوع الرأس، كأنه جذم الحوض، قد هدمه عراك الإبل عليه، وهو ازدحامها، فبقيت منه بقية.
(74) أزهر: أبيض. قلة كل شيء: أعلاه. السياع: كل ما طلي به من طين أو جص أو نحوه. أراد بالكوب هنا إبريق الخمر، وأنه قد عقد فوق ختامه إكليل من الريحان. وانظر المفضلية 120: 45.
(75) بينهما: بين الأصيص والكوب. الحب بالضم: الجرة الضخمة. الجوز: الوسط. مبزول: مثقوب.
(76) طاف: قد طفا الزبد فوقه. طابق الكبش: ربعه، أو قطعة منه. مخلول: مشكوك في السفود، وهو حديدة معقفة يشوى بها اللحم.
(77) المنصف: الخادم، والأنثى منصفة. الصاع: صحفة فيها خل وأبزار مخلوط. التوابيل: الأبازير، واحدها تابل. بفتح الباء.
(78) الكميت: الخمر، سميت بها للونها. القرقف: التي تصبب شاربها رعدة. أنف: مستأنفة، يريد أنها لم يبزلها أحد قبله ولم يشربها.
(79) صرفا مزاجا: نشربها صرفا لطيبها، وكأنها وإن كانت صرفا ممزوجة بالماء لسهولتها. يعللنا شعر: يلهينا غناء القيان به. السمان: وشي مقارب، مأخوذ من سم الإبرة، وفي اللسان: قال اللحياني: السمان الأصباغ التي تزوق بها السقوف. قال: ولم أسمع لها بواحدة. وانظر الأنباري ص 560 س 12 وما بعده. محمول: يحمله الناس ويرونه لحسنه.
(80) حواشيه: أطرافه. تذريه: ترفعه، من الذروة. أو تسقط حواشي أغانيها تطريبا وترجيعا. الحيداء: الطويلة الجيد. الآنسة: المنبسطة المتحدثة. الشرب، بالفتح: الشاربون.
(81) نصفدها: تعطيها، يقال أصفدت الرجل: أعطيته. البرود: جمع برد. السرابيل: الثياب.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 07:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال عبدة بن الطبيب
وهو يزيد بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبد الله بن عبد نهم بن جثم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
1: هل حبل خولة بعد الهجر موصول.......أم أنت عنها بعيد الدار مشغول
(الحبل) ههنا حبل المودة، يقال وصلت حبله أي مودته، يقول هل تصلها أم تقطعها لشغلك وبعدك عنها.
2: حلت خويلة في دار مجاورة.......أهل المدائن فيها الديك والفيل
غير أبي عكرمة: يعني جاورت أهل الأمصار التي (فيها الديك والفيل).
3: يقارعون رؤوس العجم ضاحيةً.......منهم فوارس لا عزل ولا ميل
(يقارعون): يضاربون والعجم ههنا أهل فارس، أراد الوقعة التي كانت في عقب القادسية وكانت (العجم) جاءت بالفيول فيها، قال ربيعة بن مقروم في ذلك:
وشهدت معركة الفيول وحولها.......أبناء فارس بيضهم كالأعبل
والأعبل: حجارة بيض شبه البيض بها، وحكى أبو زيد أن الأعجم هي العجم وأنشد:
سلوم لو أصبحت وسط الأعجم.......في الروم أو فارس أو في ديلم
إذا لزرناك ولو بسلم
و(العزل): جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه، و(الأميل): السيء الركوب وجمعه ميل، قال الأعشى:
غير ميل ولا عواوير في الهيجا.......ولا عزل ولا أكفال
والأكفال: جمع كفل وهو الذي لا يثبت على الدابة.
4: فخامر القلب من ترجيع ذكرتها.......رس لطيف ورهن منك مكبول
(خامره): خالطه، و (الترجيع): مرة بعد مرة، و(الرس): الخفي، يقال قد رس الناس بينهم حديثًا إذا أخفوه.
و(المكبول) المقيد وقوله (ورهن منك) أي أنا مرتهن بها، غيره: (فخامر النفس) أي خالطها واستتر فيها، و(رس) يقال أجد رسًا من حب وأجد رسًا من حمى للشيء الداخل في القلب.
غيره: الكبل القيد يقول أنا مكبول بك مرتهن ولطيف غامض المداخل.
5: رس كرس أخي الحمى إذا غبرت.......يومًا تأوبه منها عقابيل
(غبرت): غابت، أي إذا تخلفت (الحمى عنه يومًا تأوبه عقابيل منها)، أي رجعت إليه، وهو مأخوذ من المآب وهو المرجع، يقال آب يؤوب أوبًا إذا رجع والموضع الذي يرجع إليه المآبة، وهو من قول الله عز وجل: {إنه كان للأوابين غفورًا}، أي: للراجعين عما كانوا عليه إلى التوبة والطاعة، والعقابيل: البقايا لا واحد لها، غيره: تأوبه أتاه ليلاً، وعقابيل بقايا من مرض، ويقال من حزن جمع لا واحد له.
غيره: (غبرت): بقيت والغابر الباقي، ومنه: {إلا عجوزًا في الغابرين} أي: في الباقين، (رس): لطيف، قال سيار بن سلامة: لما قتل الوليد إنكم لترسون بينكم حديثًا إن كان حقًا لا يبقى بيت إلا دخله منه شيء كأنه مكروه وكنا نتحدث أنه لا يزال الناس في بقية ما بقي الدرهم والجريب والصاع وما استوذن على الرجل في بيته، والرس البئر وأنشد للجعدي: تنابلة يحفرون الرساسا، والتنبال: الدميم القليل.
6: وللأحبة أيام تذكرها.......وللنوى قبل يوم البين تأويل
(تذكرها): أي تتذكرها أنت وتأويل علامات تبين لك أن البين سيقع.
7: إن التي ضربت بيتًا مهاجرةً.......بكوفة الجند غالت ودها غول
(ضربت بيتًا) يقال ضرب بيته بموضع كذا وكذا إذا ابتنى فيه بيتًا، وكل مستدير كوفة، ويقال كفة أيضًا.
يقال تركت القوم حوله كوفان، أي: مجتمعين حلقًا، وغالت ودها غول ذهبت به، يقال قد غاله واغتاله إذا ذهب به والغول اسم ما اغتال، غيره: قوله (بكوفة الجند) يريد نزلت الأمصار، مهاجرة هاجرت من الأعراب إلى الأمصار وكل شيء اغتاله فذهب به فهو غول.
8: فعد عنها ولا تشغلك عن عمل.......إن الصبابة بعد الشيب تضليل
(عد عنها) أي: اصرف عنها يأمر نفسه بالسلو عنها، و(الصبابة): رقة الجزع و(التضليل): الضلال.
غيره: أي لا تشغلك عن عملك وضيعتك، والعداء الصرف و(الصبابة) رقة الشوق وما يصيبه منه، أي فذاك ضلال بعد الشيب.
9: بجسرة كعلاة القين دوسرة.......فيها على الأين إرقال وتبغيل
(الجسرة): الناقة الصلبة المتجاسرة و(العلاة): سندان الحداد شبهها به في صلابتها، و(القين): الحداد ههنا، قال الأصمعي: كل عامل بحديد عند العرب قين ويقال من القين قد قانه يقينه قينًا، قال الشاعر:
ولي كبد مقروحة قد بدا بها.......صدوع الهوى لو أن قينًا يقينها
والمفعول به مقين، والدوسرة: الصلبة والإرقال مشي فيه سرعة وجمز والتبغيل أرفع من المشي ودون العدو.
قال الراعي يصف حاديًا:
وإذا ترقصت المفازة غادرت.......ربذًا يبغل خلفها تبغيلا
والربذ: السريع أراد أن الحادي السريع إذا تخلف عن هذه الإبل لم يلحقها بدون التبغيل، غيره: الجسرة: الطويلة على الأرض كعلاة القين شبهها بها في صلابتها، والأين هو الإعياء ودوسرة ضخمة، يقول فهي وإن أعيت ففيها إرقال وتبغيل، والإرقال: ضرب من المشي السريع والتبغيل مثله، إلا أن فيه هملجة، ويقال جسرة سبطة الذكر جسر.
10: عنس ٍ تشير بقنوان إذا زجرت.......من خصبةٍ بقيت فيها شماليل
(تشير بقنوان) يقول إذا زجرت رفعت ذنبها وإنما يريد بهذا النشاط، و(تشير) مثل ترفع ومن هذا قول الناس أشار عليه بحديدة، أي رفع يده عليه بها، و(القنوان): جمع قنوٍ وهو العذق بكسر العين، يقال قنو وقنًا، شبه ذنبها بالقنو والشماليل البقايا تبقى في العذق والعذق بالكسر الكباسة والعذق بالفتح النخلة، عنس صلبة.
(تشير بقنوان) أي: بذنبها و(الخصبة): الدقلة وشماليل عذوق قد خفت ولقط منها يقال خرفت النخلة وبقيت منها شماليل.
11: قرواء مقذوفة بالنحض يشعفها.......فرط المراح إذا كل المراسيل
(القرواء): الطويلة الظهر والقرا: الظهر وذلك مستحب في الإبل، و(النحض) اللحم يقال نحضت العظم إذا أخذت ما عليه من اللحم، و(فرط المراح) ما تقدم منه.
و(يشعفها) ينزع فؤادها ويستخفها، و(المراسيل): السراع السهلات في السير، واحد (المراسيل) مرسال (مقذوفة) مرمية باللحم من كل جانب منها و(النحض): اللحم وهو جمع نحضة، يقال قد نحضت العظم إذا أخذت ما عليه. يريد أن مراحها يكاد يجننها وينزع فؤادها إذا كل المراسيل أي ذهب نشاطها ويقال إن واحد المراسيل مرسال ويقال إنه جمع على غير قياس وواحدها رسلة.
12: وما يزال لها شأو يوقره.......محرف من سيور الغرف مجدول
(الشأو): الطلق، يقال جرى الفرس شأوًا أو شأوين أي طلقًا أو طلقين ويقال اشتأى من بلد إلى بلد أي: خرج، وقوله (يوقره) أي يكف عنه، و(المحرف): الزمام والجديل له حرف من الضفر.
و(الغرف) ما دبغ بالتمر ودقيق الشعير، يريد أن الزمام أو الجديل من ذلك. وإنما خص الغرف للينه ليس كدباغ النجب ودباغ الأرطى.
(مجدول) مفتول والمحرف له حروف والغرف ما دبغ بالتمر والشعير، وهي جلود يقال لها الغرفية، ومنه قول ذي الرمة: وفراء غرفية أثأى خوارزها.
13: إذا تجاهد سير القوم في شرك.......كأنه شطب بالسرو مرمول
(تجاهد): اشتد، والشرك: الطريق المنقاد وهي الجواد الواحدة شركة و(الشطب): سعف النخل تتخذ من ليطه الحصر تعملها النساء يقال امرأة شاطبة ونساء شواطب قال الشاعر:
عفت الديار خلافهم فكأنما.......بسط الشواطب بينهن حصيرا
و(السرو): سرو اليمن وهو أعلاه، وأصل السرو الارتفاع ومنه قولهم رجل سري إذا كان مرتفع الأخلاق شريفها وهو فعيل من السرو وكان أصله سريوًا فصيرت الواو ياءً وأدغمت فيها الياء فصارتا ياءً مشددة وكذلك علي فعيل من العلو وكذلك عدي فعيل من العدو والمرمول: المنسوج يقال امرأة راملة والجمع الروامل يقال رملته فهو مرمول وأرملته فهو مرمل، قال أبو النجم (بل هو للعجاج): كأن نسج العنكبوت المرمل، وقال ربيعة بن مقروم يصف طريقًا:
نهج كأن حرث النبيط علوبه.......ضاحي الموارد كالحصير المرمل
العلوب: الآثار، وقال الآخر:
إذ لا يزال على طريق لاحب.......وكأن صفحته حصير مرمل
كأنه يريد كأن هذا الشرك حصير.
14: نهج ترى حوله بيض القطا قبصًا.......كأنه بالأفاحيص الحواجيل
(النهج) البين يريد الطريق، و(القبص) جمع قبصة وهي القبصة والقبصة الأخذ بأطراف الأصابع كلها دون الكف، و(الأفاحيص) جمع أفحوص وهو الموضع الذي تبيض فيه القطا، تأتي الرمل فتفحص فيه أي تكشف الرمل الأعلى، منه قولهم فحصت عن الشيء إذا كشفت عنه وخبرته. قال الشاعر وهو بشر بن أبي خازم:
رأتني كأفحوص القطاة ذوآبتي.......وما مسها من منعم يستثيبها
و(القطا) لا تعشش وإنما أراد أنه قد صلع، و(الحواجيل): القوارير الواحد حوجلة، شبه البيض بقوارير صغار لقربها منها، فيقول هي بفلاة أي تبيض القطا حول هذا الطريق.
15: حواجل ملئت زيتًا مجردة.......ليست عليهن من خوصٍ سواجيل
قوله (مجردة) أي هذه القوارير ليست عليها غلف، وأهل البحرين ومن يليهم يسمون الغلف (السواجيل) الواحد ساجول وسوجل.
16: وقل ما في أساقي القوم فانجردوا.......وفي الأداوى بقيات صلاصيل
(الأساقي): جمع سقاء يقال سقاء وأسقية وأساق وقوله (فانجردوا) أي جدوا في سيرهم، و(الصلاصيل) البقايا من الماء القليلة الواحدة صلصلة والجمع صلاصيل فزاد في الجمع، غيره: الواحدة صلصلة وهي البقية في الأداوي القرب، قال ابن مقبل:
توسد ألحي العيس أجنحة القطا.......وما في أداوى القوم خف صلاصل
أي: باتت العيس في فلاة مجهل وحولها أفاحيص القطا نيام لم تتحرك.
17: والعيس تدلك دلكًا عن ذخائرها.......ينحزن من بين محجونٍ ومركول
(العيس): الإبل البيض الواحد أعيس وتدلك تحث في السير وذخائرها ما أعدته من مشيها وينحزن يضربن بالأعقاب و(المحجون): المضروب بالمحجن وأنشد في المحجون:
فأصبحن يركضن الحواجن بعدما.......تجلى من الظلماء ما هو منجلي
و(المحجن): قضيب له شعبتان تقطع منهما واحدة وتترك واحدة يتناول بها الراكب الشيء يقع ويستحث به البعير، قال ابن مقبل:
قد صرح الحق عن كتمان وابتذلت.......وقع المحاجن بالمهرية الذقن
غيره: تدلك تنحز بالأعقاب أي يستحثثن بالضرب بالأعقاب، و(ذخائرها) ما تدخر في سيرها ويروى محجوز بالزاي، قال أبو جعفر: أي مضروب على حجزته في موضع الخاصرة، وروي: منهن محجون ومركول.
18: ومزجيات بأكوار محملة.......شوارهن خلال القوم محمول
(المزجيات): الإبل الحسرى الكالة تزجى أي تساق يسار بها قليلاً قليلاً وقوله (بأكوار محملة) أي: لما أزحفت هذه الإبل حملت أداتها على غيرها، وقوله (شوارهن) أراد أداتهن وما اتصل بها، وأصل الشوار متاع البيت، قال الأصمعي: ومن هذا قولهم فلان حسن الشارة إذا كان حسن الثياب جيدها وخلال القوم بينهم، غيره: بأكوار محولة، وهو جمع كور، محولة حولت عن إبل قد سقطت وحسرت فرحالهن وبراذعهن بين القوم يحملونها، ومثله:
ترى كيران ما حسروا إذا ما.......أراحوا خلفهن مردفات
ومثله:
إذا ما بعير قام علق رحله.......وإن هو أنقى ألحقوه مقطعا
وروى أحمد: ومزجيات بالرفع.
19: تهدي الركاب سلوف غير غافلة.......إذا توقدت الحزان والميل
(الركاب): الإبل، وتهدي: تقدم، و(السلوف): المتقدمة لما سايرها، و(الحزان): جمع حزيز وهو الغليظ المنقاد من الأرض، قال الراجز:
لا تركبيني واركبي الحزيزا.......ؤلن تجدي في جانبي غميزا
(والميل) من الأرض مد البصر، يريد أنها تتقدم الركاب في الهواجر، وأنشد: بصحراء غفلٍ يرمح الآل ميلها، وغفل لا علم بها يهتدى به وناقة غفل لا سمة عليها، (غير غافلة) غير ساقطة النفس تنظر إلى الطريق تلحظه.
20: رعشاء تنهض بالذفرى مواكبة.......في مرفقيها عن الدفين تفتيل
(الرعشاء): التي تهتز في سيرها لحدتها للنشاط، وقوله: (تنهض بالذفرى) يريد أنها سامية الطرف تنهض صعدًا، و(الذفرى): عظم خلف الأذن، و(الدفان): الجنبان يريد أنها مفرجة لا يلحق مرفقها جنبها لأن ذلك عيب يكون منه الناكت والحاز والضاغط ومثله قول طرفة:
لها مرفقان أفتلان كأنما.......تمر بسلمي دالج متشدد
وقال السلمان الدلوان والسلم الدلو التي لها عرقوة واحدة، والدالج: الذي يمشي بين الحوض والبئر والمدلج: الممشى بين البئر والحوض، متشدد أي: ينحيها عن ثوبه، وإذا ضاق ذلك المكان انضغط الجنب بالمرفق فدمي فحينئذٍ يسمى ضاغطًا ثم الحاز وهو أهون من الضاغط والناكت أن ينكت في الجلد أي يؤثر فيه، والماسح أن يمسح الجلد مسحًا وهو أهون من الناكت، وهذا كله عيب.
21: عيهمة ينتحي في الأرض منسمها.......كما انتحى في أديم الصرف إزميل
(العيهمة): الشديدة التامة الخلق والجمع العياهيم، و(ينتحي) يعتمد و(المنسم): طرف الخف خف البعير، و(الصرف): صبغ تصبغ به الجلود قال الشاعر:
كميت غير محلفة ولكن.......كلون الصرف عل به الأديم
قال الأصمعي: إنما شبهها في انتحائها بإزميل و(الإزميل) الشفرة التي تقطع بها الأديم المصبوغ بالصرف لأنه لا يصبغ بالصرف إلا الجيد منها، فقاطعه يتوقى فيه الخطأ لكرامته عليه فكذلك هذه الناقة ليس في سيرها إخطاء والمنسم يريد ظفرها والصرف: دباغ أحمر، قال: وإنما شبهها بالإزميل أي أنها تؤثر في الأرض لفضل قوتها كما يؤثر الإزميل في الأديم، وقال الإزميل شفرة الحذاء وقال الأصمعي: الصرف صبغ يعل به الأديم فيحمر.
22: تخدي به قدمًا طورًا وترجعه.......فحده من ولاف القبض مفلول
(تخدي به) أي: تسير به الوخد، يقال وخد يخد وخدًا وهو السريع من السير وقوله (قدمًا) أي متقدمة.
(وترجعه) أي: ترده يريد تقبضه و(الولاف): المتابعة و(القبض): النزو، يقال قد قبض قبضا إذا نزا في مشيه.
و(المفلول) المتكسر، يقال بالسبف فلول إذا كان فيه تثلم وتكسر، قال الأصمعي: أصل الفل الكسر ومنه قولهم فل بنو فلان بني فلان إذا هزموهم، ومنه قولهم قوم فل أي: مغلوبون، وتخدي من الخديان وهو ضرب من السير يقال خدت تخدي خديًا وخديانًا وطورًا مرة وقوله (فحده) أي فحد المنسم من ولاف من متابعة القبض وهو شبه النزو، مفلول: مثلم، ترجعه: ترد من متابعة ما توالف مرة بعد مرة.
23: ترى الحصى مشفترا عن مناسمها.......كما تجلجل بالوغل الغرابيل
(المشفتر): المتفرق و(تجلجل): تحرك فيذهب دقاقه ويبقى جلاله، و(الوغل): الرديء من كل شيء و(الغرابيل): جمع غربال (مشفتر): منتشر.
24: كأنها يوم ورد القوم خامسة.......مسافر أشعب الروقين مكحول
(الورد): إتيان الماء، و(خامسة) أي وردت الخمس، قال: و(المسافر) الخارج من أرض إلى أخرى يريد ثورًا شبهها به والأشعب الذي انشعب قرناه أي تفرقا، و(الروقان): القرنان الواحد روق أي قرن [مكحول أي أسود العين]
25: مجتاب نصع جديد فوق نقبته.......وللقوائم من خال سراويل
(المجتاب): اللابس، ومن هذا سمي الجيب جيبًا، قال و(النصع) الأبيض شبه الثور لبياضه بلابس ثوب أبيض، وزاده بياضًا بقوله جديد، و(نقبته) لونه والجمع النقب، و(الخال): برود فيها خطوط سود وحمر.
ومثل هذا التشبيه قول العجاج: كأنه مسرول أرندجا، والأرندج الجلود السود، يقال أرندج ويرندج كما يقال يرقان وأرقان ويلنجوج وألنجوج ويلملم وألملم ويعصر وأعصر ويسروع وأسروع في أشباه له.
ويجمع النصع نصيعًا كما يقال كلب وكليب ومعز ومعيز وقوله وللقوائم من خال شبه قوائمه ببرود فيها خطوط سود وحمر، وهكذا الثور أعلاه أبيض وفي قوائمه وشوم والنصع الثوب الأبيض واجتابه: دخل فيه.
26: مسفع الوجه في أرساغه خدم.......وفوق ذاك إلى الكعبين تحجيل
(السفعة): سواد يضرب إلى حمرة، و(الخدم) جمع خدمة والخدمة هي الخلخال وهي البرة أيضًا والجمع البرين والبرين فأراد بالخدم البياض، وفوق ذاك إلى الكعبين (تحجيل) أي: سواد ههنا.
27: باكره قانص يسعى بأكلبه.......كأنه من صلاء الشمس مملول
قوله (مملول) أي: كأنه منشو في ملة وهي الجمر والحصى والتراب، أراد أنه متغير اللون حائله للزومه القفر، غيره: باكره أتاه بكرة، و(قانص): صائد و(صلاء الشمس) والنار، قال الفراء يكسر فيمد ويقصر، وقال غير الفراء: يكسر فيمد ويفتح فيقصر ولم يذكروا القصر مع الكسر والملة الرماد الحار، وخبز مملول، وأكلنا خبز ملة وخبزة مليلاً ولا يقال وأكلنا ملة.
28: يأوي إلى سلفع شعثاء عارية.......في حجرها تولب كالقرد مهزول
أي: (يأوي) الصائد إلى امرأته، و(السلفع): الجريئة البذيئة، و(التولب): ولد الحمار، شبه ولدها به، كما قال أوس بن حجر:
وذات هدم عار نواشرها.......تصمت بالماء تولبًا جدعًا
و(الشعثاء): التي لا تدهن من الفقر، وقوله( كالقرد) شبه ولدها به لضره وضيعته (سلفع): بذيئة جريئة الصدر، يعني امرأته و(التولب): ولد الحمار شبه ولدها به.
29: يشلي ضواري أشباهًا مجوعة.......فليس منها إذا أمكن تهليل
(يشلي): يدعو، وكل ما دعوته باسمه من فرس أو كلب أو بعير أو شاة فقد أشليته، قال عمرو بن أحمر:
فإن أشلى رعاءك أم سقب.......فلا تشلنها إلا نهارا
ويروى إلا سرارا وقال الراجز:
أشليت عنزي ومسحت قعبي.......صبا على ماء بدي عذب
وقال آخر: أشلى العفاس وبروعا والعفاس وبروع ناقتان والضواري التي تعودت الأخذ وقوله مجوعة أي ليزيد حرصها، ويروى مغرثة والغرث: الجوع، وقوله أشباهًا أي أمثالاً، يشبه بعضها بعضًا، و(التهليل) أن لا تصدق الحملة، يقال قد هلل الفرس إذا قصر يقول إذا أمكنت هذه الكلاب لم تقصر في الأخذ، ويقال قد استهل الصبي إذا صاح وقد أهل الهلال واستهل وأهللناه نحن إذا رأيناه ويقال التهليل الرجوع عن الشيء.
30: يتبعن أشعث كالسرحان منصلتًا.......له عليهن قيد الرمح تمهيل
أي: (يتبع) الكلاب، وعنى (بالأشعث) القانص، و(السرحان) الذئب شبهه به و(المنصلت) المنجرد في أمره.
و(قيد الرمح) قدره، يقال قيد وقاد وقدى يريد أن بين الصائد وبين الكلاب قدر رمح يتقدمها يغريها ويوسدها، و(التمهيل): التفعيل من المهل، و(الأشعث) ههنا الصائد وقد شعث رأسه، قال و(السرحان) الذئب وجماعه سراحين وجمع الذئب أذؤب وذئاب وذوبان فيمن لم يهمز، وقوله (منصلتًا) أي ماض منجرد يعدو قدامهن.
31: فضمهن قليلاً ثم هاج بها.......سفع بآذانها شين وتنكيل
أي: ضم الصائد الكلاب ثم هاج بها أي هاج بالكلاب و(السفع) السود والسفعة السواد وقوله (بآذانها شين) يريد أنها لسرعتها تنشط آذانها بمخالبها، وقوله (وتنكيل) يريد أن آذانها مقطعة أي: معلمة وقال الأصمعي: إنما تنشط آذانها بمخالبها من شدة الحرص، تنبسط في العدو، وتنكس رؤوسها كأنها تختل للصيد، فتدنو آذانها من مخالبها وهي في ذلك ترفع أيديها ليشتد عدوها ويروى: (ثم هاج به)، أي بالثور ويروى سحم بآذانها يقول ضم الصائد الكلاب وجمعهن إليه ثم صاح بها وأغراها بالثور وسحم سود وقوله (بآذانها شين) أي: آذانها مقطعات ببراثنها وذلك أن الكلاب إذا عدوا واجتهدوا بعدوهم قطع الكلب أذنه ببراثنه وأنشد لأبي ذؤيب:
فانصاع من فزع وسد فروجه.......غبر ضوار وافيان وأجدع
قال أحمد بن عبيد: قال الأصمعي: دخلت الكلاب بين قوائم الثور حين لحقته فمنعته العدو، وقال غير أحمد: ملأ فروجه عدوًا، ورفع الكلاب لأنها فعلت به ذاك في الأصل.
32: فاستثبت الروع في إنسان صادقة.......لم تجر من رمد فيها الملاميل
أي لما نظر إلى الكلاب قد هاجت به ثبت الروع في عينيه لما شاهده وعاينه، و(الصدق): الصلب وقوله (صادقة) أي: صلبة صحيحة النظر لا تكذبه، و(الملاميل): جمع ملمول يريد أنه لم يكن بعينه رمد يجري له فيها ملمول، أي: لم يكن ثم رمد، غيره: أي استثبت الثور في إنسان عينه يريد أيقن حين رأى الكلاب أنها تطلبه.
33: فانصاع وانصعن يهفو كلها سدك.......كأنهن من الضمر المزاجيل
(الهفو) كأنه يطير فوق الأرض لخفته، وأنشد:
والنسر قد يركض وهو هاف.......بدل بعد ريشه الغداف
(انصاع): أخذ ناحية اجتهد فيها العدو، و(يهفو): يسرع كأنه يطير فوق الأرض من سرعته، و(السدك): اللازم للشيء، يقول كل الكلاب ملازم للثور لا يفارقه، ويقال سدك فلان بفلان وعسك به ولكي به، ومنه قول العرب: سدك بامرئ جعله، أي: لزق به من يشينه صحبته، و(المزاجيل): شبيه بالمزاريق يزجل بها الواحد مزجال، والزجل: الرمي باليد قدمًا، ومن هذا زجلت الحمام أي قدمت يدي بإزجاله (قال أبو بكر الصواب بزجله).
34: فاهتز ينفض مدريين قد عتقا.......مخاوض غمرات الموت مخذول
أي: (فاهتز) الثور حمية وأنفًا من الفرار من الكلاب، كما قال ذو الرمة:
خزاية أدركته عند جولته.......من جانب الحبل مخلوطًا بها غضب
و(المدريان): القرنان، وقوله (قد عتقا) أي: صلبا واملاسا للقدم، وقوله (مخذول) يريد الثور لا ناصر له. غيره: عتقا تما فاملاسا، و(مخذول) لا عون له، و(مخاوض) مفاعل من الخوض، و(الغمرة): وسط الماء ومعظمه.
35: شروى شبيهين مكروبًا كعوبهما.......في الجنبتين وفي الأطراف تأسيل
(شروى) الشيء مثله، وقوله (شبيهين) يعني القرنين شبههما بالرمحين، (المكروب): الشديد الفتل، وأصل ذلك في الحبل ثم قيل لكل ممتلئ شديد مكروب، قال الشاعر:
فازجر حمارك لا يرتع بروضتنا.......إذا يرد وقيد العير مكروب
أي: شديد الفتل وهذا مثل أي: ترجع وأنت مشدد عليك مضيق، فجعل الحمار مجازًا والمعنى للرجل، وأراد (بالجنبتين) الجنبين، و(التأسيل): استواء وطول مأخوذ من قولهم خد أسيل إذا كان سهلاً سبطًا، غيره: قال الأصمعي: أعطه شرواه أي: مثله، و(تأسيل): تحديد، وقد أسل خده أسالة، وأصل رأيه أصالة إذا كان جيد الرأي، ويروى: شروى سوانين مثلين أي هذا مثل هذا، ومكروب ممتلئ ليس بمختل ولا ضعيف.
ويقال أكربت الدلو وكربته وكربته إذا جعلت له كربًا ويروى في الجدتين، يريد في متنيه طول واستواء.
36: كلاهما يبتغي نهك القتال به.......إن السلاح غداة الروع محمول
(كلاهما) أي كلا الروقين و(النهك) الشدة والاستقصاء، ويروى: إن السلاح لدى الهيجاء محمول، يريد خوف الثور كخوف رجل يحمل سلاحه ليقاتل به، (نهك) القتال شدته، يقال نهكه الأمر إذا جهده، ويقال نهكهم ضربًا، وإنما يريد حذره، ويقال نهكه المرض وأنهكه عقوبة (ونهكه عقوبة لا غير).
37: يخالس الطعن إيشاغًا على دهش.......بسلهب سنخه في الشأن ممطول
أي: يطعن الثور الكلاب مخالسة لكثرتها عليه، وقال بعضهم: أراد حذقه بالطعن كقول الآخر:
ومناجدٍ بطلٍ دأبت له.......تحت الغبار بطعنةٍ خلس
و(الإيشاغ): القليل الخفيف، وأنشد لرؤبة: ليس كإيشاغ القليل الموشغ، ويقال انشغوا هذا الحوار شيئا، و(السلهب): الطويل، وسنخ الشيء أصله، و(الشأن) ملتقى كل قبلتين من قبائل الرأس، والرأس أربع قبائل، والدموع تجري من الشؤون إلى العينين، و(الممطول) الممدود، ومنه قولهم (أمطل) الحديدة إذا أمره أن يدخلها النار ثم يضربها بالمطرقة لتطول، ومن هذا قولهم مطل فلان فلانًا إذا طاوله بحقه، قال أحمد: من روى إنشاغًا بالنون فقد صحف وإنما هو إيشاغًا بالياء، وأنشد لرؤبة:
بل قل لعبد الله بلغ وابلغ.......مسبحًا يعلم بأن لم أفرغ
ما عشت من حسن الثناء الأبلغ.......فانفح بسجل من ندى مبلغ
بمدفق الغرب رحيب المفرغ.......ليس كإيشاغ القليل الموشغ
قوله أفرغ لغة تميم، يقولون فرغ يفرغ وغيرهم فرغ يفرغ، ومسبح بن الحواري بن زياد بن عمرو وأراد لم أفرغ من مدحتك أنا بها مشغول ما حييت والأبلغ من الثناء، وقوله ندىً مبلغ يعني نفحة واسعة تبلغني مدفق دفاق صباب، والغرب الدلو الضخمة وهي من دلاء السواني، والمفرغ من العرقوتين وفرغ الدلو وثرغ الدلو وفروغ الدلو، وثروغ، وهو مخرج الماء من بين العراقي والإيشاغ الايجار قليلاً يقال أوشغه وأوجره بمعنى واحد، وممطول ممدود ومنه مطل الغريم.
38: حتى إذا مض طعنًا في جواشنها.......وروقه من دم الأجواف معلول
(مض): أوجع وأحرق يقال أجد مضًا ومضضًا أي حرقة، و(الجواشن) الصدور الواحد جوشن، ويقال له جؤشوش والجمع الجآشيش، و(المعلول) الذي سقي الدم مرة بعد مرة، أخذ من العلل، وهي الشربة الثانية من الدم، وإنما قال (دم الأجواف) لأن الثور تعمد مقاتل الكلاب.
39: ولى وصرعن في حيث التبسن به.......مضرجات بأجراح ومقتول
أي (ولى) الثور (وصرعت) الكلاب، و(التبسن) اختلطن به، و(المضرجات) المصبوغات بالدم، يقال ثوب مضرج إذا اشتدت حمرته، ويقال (مضرجات) مشققات، يقال ضرج إذا شقق وبرد (مضرج) أي مشقوق، ويقال جرح وأجراح قال ويروى بأحراج أي بمضيق.
40: كأنه بعد ما جد النجاء به.......سيف جلا متنه الأصناع مسلول
(كأنه) يعني الثور و(النجاء) السرعة وجد: اجتهد. و(الأصناع) جمع صنع، وهو الرجل الحاذق الرفيق الكف، يقال رجل صنع، وامرأة صناع، والصانع العامل بيده حاذقًا كان أو غير حاذق.
41: مستقبل الريح يهفو وهو مبترك.......لسانه عن شمال الشدق معدول
يقال ابترك في عرضه أي اعتمد، قوله (مستقبل الريح) يستروح بها يبرد بها جوفه لحرارة التعب وجهد العدو، و(يهفو): يسرع، و(المبترك): المعتمد في سيره لا يترك جهدًا، وكذلك هو في أي عمل كان، وقوله: (لسانه عن شمال الشدق معدول)، يريد أنه قد دلع لسانه يلهث من الإعياء، وأنشد في دلع اللسان من الوحش قول أوس بن حجر يذكر وحشًا حول لبان فرس قد صادهن:
يبصبصن بالأذناب حول لبانه.......تخال على لباتهن الخصائلا
الخصائل: قطع اللحم شبه ألسنتهن بها، غيره: يقول إذا عدا استقبل الريح ليبرد حرارة جوفه، مبترك: معتمد في العدو، وقال (يهفو) يمر مرًا خفيفًا سريعًا، وهفا الرجل غفل.
42: يخفي التراب بأظلاف ثمانية.......في أربع مسهن الأرض تحليل
(يخفي التراب) يستخرجه لشدة عدوه، ويقال خفيت الشيء إذا استخرجته، وقرأ بعضهم: (إن الساعة آتية أكاد أَخْفيها)، أي: أظهرها، ومن قرأ {أُخفيها} أراد أسرها، ومنه الحديث: (ليس على مختف قطع)، ومنه قول امرئ القيس:
خفاهن من أنفاقهن كأنما.......خفاهن ودق من عشي محلب
ويروى مجلب أي يحلب الماء، ومجلب من الجلبة جلبة الريح والرعد، وقوله: بأظلاف ثمانية في أربع، يريد ثمانية أظلاف في أربع قوائم، في كل قائمة ظلفان، وقوله: مسهن الأرض تحليل، أي كتحلة اليمين.
غيره: أهل الحجاز يسمون النباش المختفي وقال مسهن الأرض تحليل قدر تحلة اليمين، كأنه أقسم ليمسن الأرض كما قال الراعي:
حدت السراب وألحقت أعجازها.......روح يكون وقوعها تحليلا
43: مردفات على أطرافها زمع.......كأنها بالعجايات الثآليل
(الزمع): جمع زمعة، وهي هنية تشبه الزيتون، و(العجايات): جمع عجاية، وهي عصبة من الركب إلى الخف ومن العرقوب إلى الخف، و(الزمع) على أطراف العجايات، و(الثآليل) جمع ثؤلول، شبه الزمع بها.
غيره: (الزمعة) التي خلف الظلف كأنها زيتونة، و(العجايات) جمع عجاية وهي عصبة تمتد من الركبة إلى الخف في مؤخر الوظيف ومن العرقوب إلى الخف في الرجل تستبطن الوظيفة ثم الكراع، يريد أن الزمع ردف العجاية.
44: له جنابان من نقع يثوره.......ففرجه من حصى المعزاء مكلول
(الجنابان): الناحيتان، يقول قد ارتفع له من جانبيه غبار لشدة عدوه، و(النقع): الغبار، والمعزاء الأرض ذات الحصى، فيريد أنه لشدة عدوه يرد الحصى على فرجه فكأنه إكليل له، وهذا غاية شدة العدو وقوله (مكلول) تمثيل وتشبيه، غيره: جنابان ناحيتان من التراب يثوران معه، و فرجه مكلل بالحصى من شدة عدوه، و(الفرج) ما بين قوائمه، يقال للدابة إذا اشتد عدوه قد ملأ فروجه.
45: ومنهل آجن في جمه بعر.......مما تسوق إليه الريح مجلول
(المنهل): المشرب والنهلة أول شربة والمنهل الماء، و(الآجن): المتغير الريح لقلة الورود لأنه في مكان مخوف لا يقدر على وروده، و(جمه): كثرته، يقال جم الماء والمال وكل ما كثر فهو جام، ويقال أسقني من جمة بئرك ومن جم بئرك، قال الراجز:
يا ريها من بارد قلاص.......قد جم حتى هم بانقياص
(المجلول): ما جلته الريح أي ألقته عليه وأدخلته فيه، الأصمعي: يقال للبعر الجلة، قوله حتى هم بانقياص أي هم أن يفيض، غيره: (المنهل): المشرب، و(الآجن): المتغير اللون والريح والطعم، وجمه مجتمع مائه، مجلول ملقوط، يقال أخذت الريح جلاله فألقته عليه، فالمستقي يلتقطه من الماء ويرمي به.
46: كأنه في دلاء القوم إذ نهزوا.......حم على ودك في القدر مجمول
(نهزوا): جذبوا وضربوا والنهز الجذب، ومن هذا قولهم: انتهز كذا وكذا أي اجتذبه واغتنمه بسرعة، و(الحم): ما بقي من الألية بعد الإذابة وما ذاب فهو الودك، و(المجمول): المذاب قال لبيد:
وغلام أرسلته أمه.......بألوك فبذلنا ما سأل
أو نهته فأتاه رزقه.......فاشتوى ليلة ريح واجتمل
أي أذاب الشحم ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها بأسواقهم)) أي: أذابوها غيره: قوله كأنه يعني البعر، نهزوا ضربوا بدلائهم ثم جذبوها لتمتلئ، والودك يقال له الجميل، شبه الماء حين اغترفه القوم بالشحم المجمول والمجمول المذاب.
47: أوردته القوم قد ران النعاس بهم.......فقلت إذا نهلوا من جمه قيلوا
(ران النعاس بهم) غلب عليهم، و(النهل): الشرب الأول، يريد أن القوم وردوا هذا الماء المخوف وروده.
غيره: قيلوا يقول قد أطلتم السير قد سرتم خمسًا واستريحوا فسيروا.
48: حد الظهيرة حتى ترحلوا أصلاً.......إن السقاء له رم وتبليل
(حد الظهيرة) شدتها وصعوبتها، غيره: رم إصلاح وتبليل، يقول أفيقوا وقيلوا ترم لكم أسقياتكم (وتبتل)يفور فورًا وفورانًا، غيره: يقول بنينا فوقنا أرديتنا على أرماحنا كما تبنى الأخبية نستظل بها.
50: وردًا وأشقر لم ينهئه طابخه.......ما غير الغلي منه فهو مأكول
قوله (وردًا وأشقر)، فبعضه قد كاد ينضج وبعضه حين وضع أشقر، أراد لون اللحم، (لم ينهئه) لم يتركه ينضج، أنهأت اللحم أي جئت به لم ينضج وأنهأت قدرك مثله، ومثل من الأمثال: ما أبالي ما نهئ من ضبك مما نضج، وأنهأته أنضجته وأنأت اللحم جئت به نيئًا، وقد نيؤ اللحم نيئًا ونيوءًا.
51: ثمت قمنا إلى جرد مسومة.......أعرافهن لأيدينا مناديل
(الجرد): الخيل القصار الشعرة وذلك مدح لها، و(المسومة): المعلمة وقوله (لأيدينا مناديل) كما قال امرؤ القيس:
نمش بأعراف الجياد أكفنا.......إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
ويقال: امشش إناءك، أي امسحه فألق فيه ترابًا، والمضهب والمعرص والملهوج سواء، وأنشد:
ومعرص تغلي المراجل تحته.......عجلت طبخته لرهط جوع
غيره: المسومة والسومة العلامة.
52: ثم ارتحلنا على عيس مخدمةٍ.......يزجي رواكعها مرن وتنعيل
(الخدم): سيور النعال، وذلك أن الإبل تنعل من الحفا، وذلك أن يشد لها في أرساغها سيور تشد إليها النعال، وإنما قيل لتلك السيور الخدمات لأنها جعلت مواضع الخلاخيل، والخلخال (الخدمة) والجمع الخدم ويزجي يسوق سوقًا رفيقًا، و(رواكع) الإبل ما حسر منها للحفا، فإذا مشى ركس كأنه راكع، فيريد أن (التنعيل)، وهو الإنعال يزجيها في سيرها، و(المرن): المسح، غيره: ثم انطلقنا، يقول إذا أنعلت تحاملت فمضت فذلك يزجيها أي يسوقها، و(رواكعها) معيياتها تظلع فكأنها تركع، و(المرن): الدلك بالسمن والبعر إذا حفيت و(العيس): الإبل البيض الذكر أعيس والأنثى عيساء.
53: يدلحن بالماء في وفر مخربة.......منها حقائب ركبان ومعدول
(الدلح): سير المثقل، يقال مر (يدلح) بحمله دلحًا، و(الوفر): المزاد الواحدة وفراء، و(المخربة): التي لها خرب، والواحدة: خربة وهي آذانها، فيقول: بعض هذا المزاد ما خلف الركبان ومنها ما عدلوه بأخرى وكانت اثنتان على بعير، ويروى: في أفر، تصير الواو المضمومة همزة، غيره: الوفر التام أي مزاد تام وافر.
54: نرجو فواضل رب سيبه حسن.......وكل خير لدبه فهو مقبول
ويروى: ترجو تذهب إلى الإبل، والمعنى على أصحابها، كما قال عز ذكره: {واسأل القرية} أي: أهلها، و(السيب): العطاء الكثير، وأصله من قولهم ساب الماء يسيب، ويروى: سيبه ديم على حالة واحدة لا ينقطع ولا يتغير، وواحد الديم ديمة، وهي المطر الذي يدوم ويسكن، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديمة، أي: مستويًا لا يتغير، غيره: ويروى: وكل وهم له في الصدر مفعول، الوهم: ما يحدث به نفسه، قال أحمد: يعني الله عز وجل وهذا من صفة الآدميين، ولكنه أعرابي قال على مبلغ علمه مفعول ممضي يفعل ولا يرد.
55: رب حبانا بأموال مخولة.......وكل شيء حباه الله تخويل
أحمد: يقال حباه الله يحبوه حباءً وحبوة، واحتبى الرجل من الجلوس احتباءً أو حبوة وحبية، (مخولة) مملكة لنا، جعلها لهم خولاً، غيره: أي ملكناها وصارت لنا خولاً أي جعلها الله حباء لنا وخولناها (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة) أي: يصلحنا بها من قولهم فلان خائل مال أي مصلح مال يصلح على يديه لأنه يحسن القيام عليه.
56: والمرء ساع لأمر ليس يدركه.......والعيش شح وإشفاق وتأميل
يقول: (المرء يسعى ويأمل وليس يدرك ما يريد)، وأصل (الشح) الضيق يقول و(العيش) هكذا، ويروى: ليس مدركه، ويقال شح يشح ويشح وقد شححت يا رجل وشح يشح وقد شححت يا رجل،، قال ثعلب: نم الرجل ينم وينم وطم البئر يطمها ويطمها وعل يعل ويعل وشح يشح ويشح وشد يشد ويشد، قال هذه الخمسة الأحرف على يفعل ويفعل.
57: وعازب جاده الوسمي في صفر.......تسري الذهاب عليه فهو موبول
(العازب): المتنحي، يريد كلأ وجاده أصابه بجود، و(الوسمي): المطر الذي يسم الأرض بشيء من النبت.
و(تسري) تسير بالليل، و(الذهاب): جمع ذهبة وهي دفعات من المطر، أراد أنها تصيبه ليلاً، ومطر الليل أحمد عندهم من مطر النهار و(الموبول): الذي أصابه الوبل وهو مطر عظام القطر شديد الوقع، (عازب): نبت عزب عن الناس فلم يرعه أحد.
وجاده مع ذلك أي أصابه الوبل، وهو مطر ضخام القطر، في صفر يريد أن المطر كان في صفر، وهذا مثل قوله:
ثم استمر عليه واكف همع.......في ليلة نحرت شعبان أو رجبا
58: ولم تسمع به صوتًا فيفزعها.......أوابد الربد والعين المطافيل
يريد أنه في قفر لا يمر به أحد فالوحش تعتاده، و(الأوابد): الوحش التي تسكن البيداء ومنه قولهم جاء فلان بآبدة أي بكلمة وحشية لا تعرف، ومنه قولهم أبد الشاعر في شعره إذا عمى معانيه، و(الربد): النعام سميت بألوانها و(الربد): السواد في غبرة، (والعين) البقر سميت عينًا لعظم أعينها، وعين فعل، و(المطافيل): التي معها أولادها يقال: قد أطفلت والواحد مطفل، غيره قال: (الأوابد): الوحشية من كل الدواب، ويروى ولم توجس.
59: كأن أطفال خيطان النعام به.......بهم مخالطه الحفان والحول
(الأطفال): الصغار الواحد طفل، و(الخيطان): أقطاع النعام الواحد خيط، و(البهم): أولاد الغنم. و(الحفان): أولاد النعام الواحدة حفانة، (والحول): جمع حائل وهي التي لم تحمل لصغرها ولم يرد هاهنا ما تحول بعد الكبر، غيره: البهم الصغار من أولاد الشاء فشبه بها أولاد النعام، غيره: (الحول): التي أدركت ولم تبض ولا بيض لها.
60: أفزعت منه وحوشًا وهي ساكنة.......كأنها نعم في الصبح مشلول
(منه) من العازب و(المشلول) المطرود والشل الطرد والنعم الإبل لا واحد لها من لفظها، وإنما شبهها بها في الصبح لأن الغارة إنما تكون في الصبح، غيره: يقول لما هبطت ذلك العازب وبه هذه الوحوش رأتني ففزعت، وكانت فيه ساكنة ترعى، و(مشلول): مطرود من الذعر.
61: بساهم الوجه كالسرحان منصلت.......طرف تكامل فيه الحسن والطول
يعني فرسًا، و(الساهم): الضامر، جعله ساهم الوجه لأنه يستحب من خلقه قلة لحم وجهه، و(السرحان): الذئب، و(المنصلت): المنجرد و(الطرف): الكريم الطرفين، ويقال هو الذي إذا رآه إنسان استطرفه لحسنه، (بساهم) أي: بعتيق الوجه ليس بكثير لحم الوجنة، وجعله (كالسرحان) في ضمره وشدة عدوه، و(منصلت) ماضٍ على جهته، و(طرف) كريم عتيق من الخيل، وجمعه طروف، وفي لغة هذيل هو الكريم من الرجال، ويروى تعاون فيه أي اجتمع فيه.
62: خاظي الطريقة عريانٍ قوائمه.......قد شفه من ركوب البرد تذبيل
(خاظ): كثير اللحم. والطريقة: طريقة متنه، و(شفه): أضمره وهزله، و(ركوب البرد) يريد أنه يركب في البردين يحنذ للتضمير، ويحنذ: يركب حتى يعرق والفرس محنوذ يقال ركبه حتى حنذه.
و(التذبيل): الضمر، يقال قد ذبل ذبولاً إذا ضمر فهو ذابل، (خاظ) ممتلئ منتفج، و(الطريقة) طريقة ظهره، (عريان قوائمه) أي: معصوب القوائم قليل لحمها، و(شفه) شق عليه وآذاه وأنحل جسمه.
و(تذبيل) ذبول وأضمره البرد (عريان قوائمه) أي ممخصة ليست برهلة، يقال خظا متنه إذا انتفج وورم يخظو خظوًا وخظا عصبه وبطنه، وقوله (خاظي الطريقة) عيب، إنما الجيد كما قال رجل من آل النعمان بن بشير:
رقاقها ضرم وجريها خذم.......ولحمها زيم والمتن ملحوب
و أنشد أيضًا: خاظي البضيع لحمه خظا بظا: خظا: منتفج وبظا: إتباع.
63: كأن قرحته إذ قام معتدلاً.......شيب يلوح بالحناء مغسول
(القرحة): غرة صغيرة، وإذا اتسعت فهي شادخة فإذا سالت فهي شمراخ، و(القرحة): بياض جبهته.
إذا كان نحو الدرهم أو أنفس شيئًا، فإذا ارتفع شيئًا عن ذلك فالبياض غرة، وقوله (معتدلاً) أي منتصبًا.
شبه بياض قرحته في لونه وهو كميت أحمر بشيب لوح بحناءٍ أي لم يشبع من الحناء، ولم يرو منه، ويقال بل للعرق لما عرقه وأصابه الغبار وهو في صيد هذه الوحوش، كسف العرق والغبار بياض قرحته فكأنه شيب أمر عليه حناء لم يبالغ فيه ذلك البلوغ، وقوله (شيب يلوح) كما قال امرؤ القيس:
كأن دماء الهاديات بنحره.......عصارة حناءٍ بشيب مرجل
العصارة: ماء الحناء كما قال رجل من بكر بن وائل:
طابت عصارة عودكم.......فعلا بكم طيب العصاره
معتدل: مشرف ويلوح يغير بياضه إلى الحمرة، يعني بياض القرحة في حمرة لونه لأنه كميت صرف، ويروى إذ قام مشترفًا والمشترف مفتعل من الإشراف.
64: إذا أبس به في الألف برزه.......عوج مركبة فيها براطيل
(أبس) أي: دعي باسمه في الألف يريد ألفًا من الخيل، (برزه) قدمه قدامها و(البراطيل): الحجارة المستطيلة والواحد برطيل، شبه حوافره بها لصلابتها، و(العوج): قوائمه، قال ثعلب: البرطيل حجر طوله ذراعان.
65: يغلو بهن ويثني وهو مقتدر.......في كفتهن إذا استرغبن تعجيل
قال (الكفت): السرعة، يقال كفت ثوبه إذا ضمه إليه، ويقال وقع في الناس كفت أي موت وقبض، (يغلو): أي يعلو ويرتفع في العدو، وقوله (يثني) أي يقصر عن قدره وقوله (في كفتهن) أي في ضمهن يعني قوائمه وقوله (إذا استرغبن) أي اتسعن في العدو وأكثرن منه.
غيره: يغلو بهن أي يبعد بهن ويثني أي يكف بعض عدوه.
(في كفتهن) أي في كفت قوائمه وهو السرعة، ويقال كفتهن ردهن، و(استرغبن) أي كان أخذهن من الأرض رغيبًا، يقول (هو مقتدر أن يكفتهن).
66: وقد غدوت وقرن الشمس منفتق.......ودونه من سواد الليل تجليل
ويروى: (وقد غدوت) وضوء الصبح منفتق إلخ، و(تجليل) إلباس كأنه متغط بجلال (من سواد الليل).
67: إذ أشرف الديك يدعو بعض أسرته.......لدى الصباح وهم قوم معازيل
(المعازيل): الذين لا سلاح لهم وأسرته قومه يعني الديوك، غيره: (بعض أسرته) أي بعض حيه.
وهم يعني الديكة أي يدعو من لا يجيبه بسلاح من الدجاج (وهم القوم المعازيل)، رجل أعزل لا سلاح معه
68: إلى التجار فأعداني بلذته.......رخو الإزار كصدر السيف مشمول
(رخو الإزار) من الشراب، (التجار) الخمارون و(أعداني): أعانني، ومنه قولهم أعدني عليه وقد استعديت عليه أي استعنت ومثل أعداني آداني تبدل العين همزة، قال عروة بن الورد:
إذا آداك مالك فامتهنه.......لجاديه وإن قرع المراح
وقوله (رخو الإزار) يجر إزاره من الخيلاء، وقوله (كصدر السيف) يقال في مضائه ويقال في حسنه، وقوله (مشمول) أي: تصيبه أريحية للسخاء وكأنها ريح الشمال. غيره: أي تهب له ريح كأنها الشمال من ارتياحه للمعروف وبذل الخير وقال غيره: رجل مشمول إذا كان حلو الشمائل، ويقال للسحاب إذا أصابته الشمال مشمول.
69: خرق يجد إذا ما الأمر جد به.......مخالط اللهو واللذات ضليل
(الخرق) من الرجال المتخرق في فنون الخير والمعروف وأنشد:
فتى إن هو استغنى تخرق في الغنى.......وإن عض فقر لم يضع متنه الفقر
تخرق أخذ في كل وجه من الخير والمعروف، و(الضليل) الذي لا يرعوي لعاذل، غيره: قوله (إذا ما الأمر جد به) يقول: إذا وقع في جدٍ من الأمر جد وهو مع ذلك صاحب لذاتٍ ولهو.
70: حتى اتكأنا على فرشٍ يزينها.......من جيد الرقم أزواج تهاويل
(الرقم): ضرب من الوشي، وأراد (بالتهاويل) أن فيها صورًا (الأزواج): الأنماط الواحد زوج، و(التهاويل): الألوان المختلفة.
71: فيها الدجاج وفيها الأسد مخدرة.......من كل شيءٍ يرى فيها تماثيل
أي: (فيها الأسد) مصورة ويروى فيها الذئاب وأنشد للبيد:
ومسارب كالزوج رشح بقلها.......دهم دواجن صوبهن مقيم
مسارب: مراعٍ ومسالك كالزوج كالنمط، يصف حسن هذه المسارب بما فيها من ألوان زهر نبتها، ويروى كالراح شبهها بالخمر في طيب رائحتها لطيب نبتها، رشح قوى كما ترشح الظبية ولدها: تسوقه وتحركه حتى يقوى فإذا قوي رشح فهو راشح ودهم: سحابات سود مطرها دائم مقيم، أي هذه السحابات أعانت البقل حتى قوي أي فيها الدجاج والأسد مصورة.
72: في كعبة شادها بان وزينها.......فيها ذبال يضيء الليل مفتول
(الكعبة): بيت مربع و(شادها): رفعها و(الذبال): الفتائل أراد أن فيها سرجًا (شادها): رفع بنيانها وشاد بذكره رفعه.
73: لنا أصيص كجذم الحوض هدمه.......وطء العراك لديه الزق مغلول
(الأصيص): دن مقطوع الرأس، و(جذم الحوض) بقيته، والعراك: معاركة الإبل على الحوض. غيره: قوله (أصيص) دن مقطوع الرأس كأنه جذم الحوض قد هدمه عراك الإبل عليه وهو ازدحامها فبقيت منه بقية، و(جذم) كل شيء أصله، مغلول يعني الزق قد شدت يده إلى عنقه، و(أصيص) وأئصة مثل حبيب وأحبة.
74: والكوب أزهر معصوب بقلته.......فوق السياع من الريحان إكليل
(الكوب) على هيئة الكوز لا عروة له، و(السياع): الطين أراد أن الإناء كان مسدود الرأس بالطين يعني دنا.
غيره: (الكوب) مثل الجرة بغير عروة، معصوب أعلاه إكليل من الريحان و(السياع): كل ما طلي به من طين أو جص أو قير أو غير ذلك، وقال غيره: أراد باطية أو دنا قال القطامي:
فلما أن جرى سمن عليها.......كما بطنت بالفدن السياعا
و(أزهر) أبيض بين الزهرة وقلة كل شيء أعلاه.
75: مبرد بمزاج الماء بينهما.......حب كجوز حمار الوحش مبزول
76: والكوب ملآن طاف فوقه زبد.......وطابق الكبش في السفود مخلول
(طابق الكبش) قطعة منه، غيره: (طافٍ) قد طفا الزبد فوقه، و(طابق الكبش) ربعه، (مخلول): مشكوك.
77: يسعى به منصف عجلان منتطق.......فوق الخوان وفي الصاع التوابيل
ويروى (عجلان) ينصفه، المنصف الخادم والأنثى منصفة، وأراد (بالصاع) القدح من خشب، و(التوابيل) الأبازير، يقال نصف ينصف نصافة وأنشد:
وكنت إذا جاري دعا لمضوفةٍ.......أشمر حتى ينصف الساق مئزري
وأنشد للأعشى: كما كان يسعى الناصفات الخوادم، و(الصاع): صفحة فيها خل وأبزار مخلوط، و(التوابيل): الأبازير واحدها تابل وهي الأفحاء والأقزاح، قال لبيد:
فسفن قديمًا عهده بأنيسه.......كما خالط الخل العتيق التوابلا
شبه الماء الآجن وقد سفت عليه الريح بالخل فيه الأبزار يعني الآتن، وقوله فسافًا يعني العير والأتان.
78: ثم اصطحبت كميتًا قرقفًا أنفًا.......من طيب الراح واللذات تعليل
(القرقف): التي تصيب شاربها إذا شربها رعدة و(الراح) الخمر والأنف المستأنفة، يريد من أول ما بزل.
غيره: (القرقف) الخمر التي يجد صاحبها الرعدة من مداومتها، قال الشاعر:
أرعشتني الخمر من إدمانها.......ولقد أرعشت من غير كبر
والرجل يتقرقف إذا أرعد من شدة البرد وأنفا لم يبزلها أحد قبله ولم يشربها، وتعليل تلهية يعلل بها الإنسان ثم يذهب.
79: صرفًا مزاجًا وأحيانًا يعللنا.......شعرٌ كمذهبة السمان محمول
قوله (صرفًا مزاجًا) أي نشربها صرفًا لطيبها وكأنها وإن كانت صرفًا ممزوجة لسهولتها، وقوله (يعللنا شعر) أي نغني، و(مذهبة السمان) ضرب من النقوش، و(المحمول) الذي يحمله الناس ويروونه لحسنه، وقال بشر:
أجهزها ويحملها إليكم.......ذوو الحاجات والقلص المناقي
وقال غيره: السمان نقوش تكون في البيوت، قال العبدي: عليها من السمان لون الرفارف، وقال أحمد: السمان وشي مقارب مأخوذ من سم الإبرة.
80: تذري حواشيه جيداء آنسة.......في صوتها لسماع الشرب ترتيل
(حواشيه) أي حواشي الشعر يريد أطرافه، و(الجيداء): الطويلة الجيد وهو العنق يريد قينةً والآنسة المنبسطة المتحدثة و(الترتيل) التقطيع، غيره: تذري ترفع وهو مأخوذ من الذروة وذروة كل شيء أعلاه.
و(حواشيه) نواحيه وجيداء طويلة العنق في غير غلظ.
81: تغدو علينا تلهينا ونصفدها.......تلقى البرود عليها والسرابيل
(نصفدها) نهب لها يقال أصفدت الرجل إذا وهبت له، قال الأعشى:
وأمتعني عند العشا بوليدةٍ.......وأصفدني على الزمانة قائدًا
يريد بقائدٍ غلامًا يقوده، غيره: أصفدت الرجل أعطيته والاسم الصفد وصفدته فهو مصفود إذا شددته بالحديد، قال النابغة:
هذا الثناء فإن تسمع لقائله.......فما عرضت أبيت اللعن بالصفد
[شرح المفضليات: 268-294]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
26, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir