وقال عبد الله بن سلمة الغامدي
قال أحمد: نسبه لي بعض شيوخنا فقال: هو عبد الله بن سليمة، قال:
1: ألا صرمت حبائلنا جنوب.......ففرعنا ومال بها قضيب
(الصرم) القطع، و(الحبائل) ههنا المودة وفرعنا علونا في البلاد، و(قضيب): واد بنجد، ومال بها سلكته، كذا قال أبو عكرمة: عبد الله بن سلمة ولم يرفعه في النسب عن سلمة.
وقال غيره: عبد الله بن سليمة بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل الغامدي بن سعد مناة بن عمرو وعمرو هو الغامد سمي غامدًا لأن رجلاً من بني الحارث بن يشكر قال: من أغمد سيفه فهو آمن، فأغمد عمرو سيفه فسمي غامدًا بن كعب بن مالك بن الأزد، قال ونسبه لي غيره فقال: هو عبد الله بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر، وهو الصحيح عندي، يقال فرع في الوادي إذا علا فيه و(أفرع) ارتفع، وأفرع انحدر، ويقال فرع رأسه إذا علاه بضربة، قال وقال عيسى بن عمر: سمعت أعرابيًا يقول: ففرعت رأس العبد فقال: الدم أوه، و(قضيب): واد بنجد.
2: ولم ر مثل بنت أبي وفاء.......غداة براق ثجر ولا أحوب
بنت أبي وفاء جنوب، و(ثجر): موضع و(براقه): من البرقة والأبرق وهو رمل وطين أو رمل وحصى يجتمع و(الحوب): الإثم، يقول ولا إثم في قولي، كأنه رأى منها منظرًا معجبًا في هذا الموضع.
3: ولم أر مثلها بأنيف فرع.......علي إذًا مذرعة خضيب
قال ثعلب: (مذرعة) قد بلغ الدم إلى أذرعها و(أنيف فرع) موضع، و(المذرعة): البدنة والنحيرة ينحرها، و(الخضيب) المخضوبة بالدم، كأنه قال: إن رأيت مثلها فعلي بدنة، قال الأصمعي: ومثله في الحلف قول ابن أبي الزوائد:
من أبصرت عينه لها شبهًا.......حل عليه العذاب والنقمة
أي أنه كاذب غيره: أنيف فرع بين أرض مراد وبني الحارث، وقال: مذرعة بدنة تذرع بالدم، أي تشرح من التذريع وهو التشريح.
4: ولم أر مثلها بوحاف لبن.......يشب قسامها كرم وطيب
(قسامها): حسنها، ويشبه يرفعه ويذكيه كما تشب النار والطيب ههنا العفاف كما يقال فلان طيب الإزار إذا كان عفيفًا ومثله قول عمرو بن كلثوم:
ظعائن من بني جشم بن بكر.......جمعن بميسمًا حسبًا ودينًا
ويروى خلطن بميسم، غيره: كل رابية غليظة سوداء منقادة فهي وحفة، و(يشب) يظهر، و(لبن) جبل، وهو مؤنث قال الراعي:
سيكفيك الإله بمسنمات.......كجندل لبن تطرد الصلالا
فلم يجره، قال ويقال للمرأة: قد شب لونها خمار أسود لبسته، أي أظهر لونها وزاد فيه، ويقال: الكتم شباب، أي يوقد الحناء ويثبته ويزيد في لونه، وكذلك الشب اليماني، أي يشب الشيء الذي يصبغ به والقلي يلقى في العصفر يشبه، والمشبوب الرجل الجميل، والقسام الحسن، والمقسم: المحسن، ورجل قسيم وامرأة قسيمة، قال عنترة:
وكأن فأرة ناجر بقسيمة.......سبقت عوارضها إليك من الفم
وقال بشر: يسن على مراغمها القسام.
5: على ما أنها هزئت وقالت.......هنون أجن منشأ ذا قريب
قال أحمد: (هنون) جمع هن وهو كناية عن إنسان، كما قال العجاج: كم قد قطعنا من هن وهنت، والمعنى أنها قالت يا رجال أجن هذا، قال الأصمعي أجن: قال ثعلب وكذلك رواها ابن الأعرابي، أي قالت: (أجن) أي وقع في محنة أي هلكة، (هزئت) منه لما رأت من كبره، كما قال عبيد الله بن قيس الرقيات: قالت ابن قيس ذا * ولون الشيب يعجبها
أي يصيرها إلى العجب.
و(هنون) جمع هن، وقوله (منشأ ذا قريب) أي حديث السن هو لا عقل له، قال ومثل قول ابن قيس آخر:
يا رب بيضاء على مهشمه.......أعجبها أكل اللقاح الينمه
6: فإن أكبر فإني في لداتي.......وعصر جنوب مقتبل قشيب
قوله (في لداتي) أي في أمثالي، أي لي أمثال وأشباه، لم أشب وحدي من بين الناس والقشيب: الجديد، وروى غيره: (في لداتي) * وعاقبة الأصاغر أن يشيبوا.
7: وإن أكبر فلا بأطير إصر.......يفارق عاتقي ذكر خشيب
قوله (بأطير إصر) كقولك للازم لي، و(الذكر) السيف، الخشيب الذي بدئ في طبعه ولم يصقل، و(الخشيب) من الأضداد، قد يكون صقيلاً وغير صقيل، غيره: (فلا) بميثاق أعهده على نفسي، ويقال بإصر لأفعلن كذا وكذا، كأنه عهد وشبيه بذلك، قال أحمد بن عبيد: يقال أخذه (بأطيره) أي بذنبه، وقال (الخشيب) أصله الذي لم يتم عمله ثم جعل المفروغ من عمله خشيبًا.
8: وسامي الناظرين غذي كثر.......ونابت ثروة كثروا فهيبوا
أراد رب (سامي الناظرين)، يعني رجلاً طامح الطرف لعزته وشجاعته، و(السامي): المرتفع، قال الأصمعي: أراد أنه لا يغضي على ذلة، وقوله (غذي كثر) أي غذي من كثر من قومه وماله، و(الثروة الكثرة)، و(النابت) ما ينبت لهم من مال ويزيد لهم، وقوله (فهيبوا) أي هيب قوم ذاك الرجل لكثرتهم، غيره: يعني رجلاً متكبرًا، و(الناظر) في الحدقة موضع البصر، والناظران أيضًا عرقان على حرفي الأنف يسيلان على المؤقين إلى الوجه، قال جرير:
وأشفي من تخلج كل جن.......وأكوي الناظرين من الخنان
قال ويقال للرجل إذا كان سامي الطرف إنه لمرتفع الناظرين، ويقال للرجل يستحي من الأمر إذا بلغه خفض ناظره، فيقول هذا سام ببصره لأنه لا يأتي أمرًا يخفض له بصره إذا سمعه، وقال غذي كثر أي هو في سعة من المال، ويقال: نحمد الله على القل والكثر، وأنشد:
فإن الكثر أعياني قديمًا.......ولم أقتر لدن أني غلام
والثروة العدد الكثير، ونابت نشأ حديثًا ومنه سمي النابتة ومنه قول لبيد: غلثت بنابت عرفج، أي بطريه لأنه أكثر لدخانه.
9: نقمث الوتر منه فلم أعتم.......إذا مسحت بمغيظة جنوب
(نقمت الوتر) أي: أدركته و(لم أعتم) أي لم أبطئ، يقال عتم فلان إذا أبطأ و(أعتم) قراه إذا حبسه، ومن هذا سميت العتمة، قوله (إذا مسحت بمغيظة جنوب) أي احتملت وعركت بها الجنوب، و(المغيظة) الغيظ غيره: نقمت انتصرت منه في سرعة ولم أماطله، و(جنوب) جمع جنب، ويروى بمغنظة، يقال غنظه الأمر غنظًا إذا أخذ بنفسه وضيق عليه.
10: ولولا ما أجرعه عيانًا.......للاح بوجهه مني ندوب
يقول: (لولا ما أجرعه) من غيظي فيحمله ولا يرادني لهجوته هجاءً يبقى أثره في وجهه، و(الندوب): الآثار واحدها ندب، قال ذو الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة.......ملساء ليس بها خال ولا ندب
قال الأصمعي الندب من الآثار ما حفر في الوجه، قال الأصمعي إنما خص الوجه ليكون ما يكون منه مستقبلاً ظاهرًا لا يستره شيء.
11: فإن تشب القرون فذاك عصر.......وعاقبة الأصاغر أن يشيبوا
يقول من كان صغيرًا فيشيب يعرض بجنوب، غيره: ويروى: (فذاك عصر)، وعصر جنوب مقتبل قشيب وقال (القرون) خصل الشعر، مقتبل: مستقبل، قشيب: جديد، وقشيب: خلق، وهو من الأضداد.
12: كأن بنات مخر رائحات.......جنوب وغصنها الغض الرطيب
(بنات مخر) وبخر سحائب تأتي في قبل الصيف حسان مستطيلة شبهها بها، منتصبات: رقاق، ونصب (رائحات) على الحال غيره: (وغصنها الغض) يعني جدة شبابها، (الغض): الناعم الرطيب: اللين.
13: وناجية بعثت على سبيل.......كأن بياض منجره سبوب
(الناجية): الناقة السريعة المشي، ويقال لزم فلان منجر الطريق إذا لزم متنه، والطريق يذكر ويؤنث.
و(منجر) الطريق معظمه وجواده، و(السبوب): شقائق كتان شبه الجواد بها، كما قال علقمة بن عبدة: على طرق كأنهن سبوب
14: إذا ونت المطي دكت وخود.......مواشكة على البلوى نعوب
(ونت): قصرت وفترت، يقال ونى يني ونيًا وونيًا و(المطي): الإبل، سميت مطيًا لأنها تمتطى ظهورها، ويقال لأنها يمتطى بها في السير أي يمد، ومنه قول امرئ القيس:
مطوت بهم حتى تكل غزاتهم.......وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
و(ذكت): جدت ونشطت كما تذكو النار، و(وخود) فعول من الوخدان وهو السرعة، يقال قد وخد يخد وخدًا ووخدانًا إذا أسرع، و(المواشكة): المسارعة والوشك: السرعة، و(بلواها): ضمرها وتعبها.
و(نعوب) فعول من النعب وهو السرعة، غيره: (الوخود) التي تزج بقوائمها زجًا، و(النعوب) التي ترفع في السير لا تسير سيرًا لينًا، (مواشكة): مداركة، وقالوا: لوشكان ما يكون ذاك، أي لسرع، قال أبو عمرو: وشكان ووشكان وأفصحهن بالضم.
15: وأجرد كالهراوة صاعدي.......يزين فقاره متن لحيب
(الأجرد): الفرس القصير الشعرة وذلك يستحب من خلقه، قال وقصر شعر الفرس من عتقه وكرمه وطول شعره هجنة وأنشد:
وجرداء ممراح نبيل حزامها.......طروح كعود النبعة المتنخب
طروح أي شديدة التقحم برجليها، وذلك من شدة نشاطها، وإذا كان ضعيفالم يفعل ذلك، يقال فرس طروح وقوس طروح بعيدة القذف للسهم، نبيل أي هي نبيل عظيمة الوسط، و(الهراوة) العصا، والخيل تشبه بها، كما قال علقمة بن عبدة:
سلاءة كعصا النهدي غل لها.......ذو فيئة من نوى قران معجوم
قال عبد الله: قال يعقوب: شبه اندماجها واستوائها وملاستها بالسلاءة، وشبه مقدمها في دقتها بالعصا، وكذلك تكون الإناث، وقوله كعصا النهدي أراد النبع لأنه ينبت في بلاد نهد كثيرًا، ونهد من قضاعة.
وغل: أدخل لها في أسفل حوافرها، شبه نسورها بالنوى الذي قد أكلته الإبل مرة فلم تحطمه، وخرج صحيحًا، وهو قوله ذو فيئة أي ذو رجعة، يقال فاء يفيء إذا رجع، ومنه قول الآخر:
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه.......ولا الفيء منها بالعشي تذوق
وقران مكان باليمامة وهو أصلب النوى، ومعجوم عجم مرة بعد مرة فلم ينكسر، يقال عجمت العود والنواة، فهذا تفسير يعقوب، وقال أحمد بن عبيد: جعلها سلاءة لأنه يستحب من الإناث أن يدق مقدمها ويعظم مؤخرها، والنهدي راع ولم يخصه، وقوله ذو فيئة أي مضغ تمره مضغًا ولم يطبخ فهو أصلب له، قال أبو عكرمة: والصاعدي منسوب إلى فحل يقال له صاعد، وفقاره: ظهره، واللحيب الملحوب القليل اللحم الضامر، يقال لحب يلحب لحبًا، قال أحمد: اللحيب الذي قد أخذ لحمه ويستحب عرق المتن ونحضه، وهو أن يقل لحمه. قال طفيل:
معرقة الألحي تلوح متونها.......تثير القطا في منقل بعد مقرب
أي: ليست بغلاظ الوجوه ولا اللحم كثير فيها، وقوله تلوح متونها يقول هي معرقة المتون يكاد العصب يستبين من قلة اللحم، والمنقل: طريق في غلظ، قال الأصمعي: المقرب طريق يختصر منه، وقال غيره: منقل جبل، يقول هي معرقة الألحي يكاد العصب يستبين من قلة اللحم. وأنشد:
ميل الذرى لهبت عرائكها.......لحب الشفار نقائع النهب
يقول لحبت أسمنتها كما يلحب الجزار الجزور، ويقال لحبه مأية سوط إذا ضربه، ومر يلحب أي يسرع.
والنقائع: التي تنحر من الغنائم، وأنشد:
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم.......ضرب القدار نقيعة القدام
يقال إن النقيعة النحيرة لقدوم القادم.
16: درأت على أوابد ناجيات.......يحف رياضها قضف ولوب
(درأت): دفعت، أي: دفعت الفرس (على الأوابد)، وهي الحمير وإنما قيل لها أوابد للزومها البيداء فلا ترى كما يرى غيرها من الحمير، ومن هذا قولهم: قد أبد فلان في شعره إذا غمض معناه، ومن هذا قيل للغامض من الشعر مؤبد، ومن هذا قولهم جاء فلان بآبدة، أي بكلمة لا تعرف، و(يحفها): يحيط بها، ومن هذا سميت المحفة ورياضها: جمع روضة، والروضة لا يكون فيها شجر إنما ينبت البقل، و(القضف): الحجارة الرقاق، (واللوب): جمع لوبة وهي الحرة، يقال لوبة ولابة، ومن قال لابة جمعها لابًا ومن قال لوبة جمعها لوبًا، وإنما جعل القضف واللوب تحف مراتع هذه الحمير لأنه أشد على الفرس إذا طلبها، قال غيره: الأوابد: الحمر المستوحشات.
ويروى: (على أوابد) باجدات: وباجدات: مقيمات معجبات بأماكنهن، و(القضف): واحدتها قضفة، وهو: جبيل من طين، قال أحمد: (القضف) والقضاف واحدتها قضفة، وهي إكام صغار، وأنشد لذي الرمة:
وقد خنق الآل الشعاف وغرقت.......جواريه جذعان القضاف البراتك
قال: الشعاف: رؤوس الجبال، وشعفة كل شيء أعلاه، قال: وضرب عمر رجلاً ظن أنه من الحروربة، فسقطت القلنسوة عن رأسه، قال: فأغاثني الله بشعفتين كانتا في رأسي، يعني: ذؤابتين، وخنق كاد يعلوها وصار إلى موضع المخنق، يقال للرجل: قد خنق الستين إذا دنا منها ولما يبلغها، جواريه: ما جرى من الآل، والجذعان: الضعاف، يقول خنق الشعاف وغرق هذه الجذعان، قال والبراتك نحو من القضاف واحدتها برتكة.
17: فغادرت القناة كأن فيها.......عبيرًا بله منها الكعوب
يريد أنه رمى بالقناة بعد ما صرع الحمير، (كأنها مطلية بالعبير) لما عليها من الدم، غيره: فعديت (القناة) أي صرفتها عنهن بعد الطعن وبها من حمرة الدم مثل العبير.
18: وذي رحم حبوت وذي دلال.......من الأصحاب إذا خدع الصحوب
(حبوت): أعطيت، (وذو دلال) أي: ذو دلال علي، و(خدع الصحوب): قل خيرهم، وهو من قولهم (خدع) الشيء إذا ذهب ومنه سمي المخدع وهو بيت في جوف البيت، يقال مخدع ومخدع، و(الصحوب) جمع صحب، وصحب جمع صاحب.
19: ألا لم يرت في اللزبات ذرعي.......سواف المال والعام الجديب
(يرتو): يضعف ههنا ويرتو في غير هذا يقوي وهو من الأضداد، و(الذرع): البسطة، و(اللزبات): الضيق، الواحدة لزبة، و(المال): الإبل والغنم، و(سوافه): موته، يقول لم يقصر بي ولم يقطع كرمي موت المال ولا الجدب، غيره: روي والسنة الجدوب، وقال رتا يرتو ضعف واشتد جميعًا، وأنشدنا ابن الأعرابي وأبو نصر: ولم يكن يرتو الفراق ألببي، أي: يضعف، قال: وشاهد يرتو يشد ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحساء ((إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم))، قال الأصمعي: يشده ويقويه، ويقال إن بيت لبيد منه وهو:
فخمة ذفراء ترتي بالعرى.......قردمانيًا وتركًا كالبصل
يعني الدرع أن لها عرى في أوساطها يضم ذيلها إلى تلك العرى وتشد لتشمر عن لابسها، فذلك الشد هو الرتو، وهو معنى قول زهير:
ومفاضة كالنهي تنسجه الصبا.......بيضاء كفت فضلها بمهند
يعني: أنه علق الدرع بمعلاق في السيف، ويسرو: يكشف عن فؤاده، ولهذا قيل سروت الثوب عن الرجل والحبل عن الدابة، ومنه قول ابن هرمة: سرا ثوبه عنك الصبا المتخايل، و(سواف): موت، وأبو عمرو يقول سواف بالفتح وغيره يقول سواف بالضم، وقال ساف المال وأساف صاحبه، وأنشد:
قالت أراه مسيفًا لا سوام له.......وإنما نفرت للشيب وصلعه
قال ثعلب: روى ابن الأعرابي السواف وروى أبو عمرو السواف، فخطأ أحدهما صاحبه، قال ثعلب أصابا جميعًا؛ لأن السواف بالفتح الموت والسواف بالضم العلة، وقال: خدع نقص وقل خيره، يقال خدع الريق إذا نقص وأنشد لسويد بن أبي كاهل:
أبيض اللون لذيذًا طعمه.......طيب الريق إذا الريق خدع
أي نقص وإذا نقص الريق خثر، وإذا خثر غلظ وتغير، ومن هذا يخلف فم الصائم، وفي الحديث: ((قبل الدجال سنون خداعة ناقصة الزكاء))، ويقال خدع الضب في جحره إذا دخله واستتر فيه.
[شرح المفضليات: 182-190]