دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:06 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 6: قصيدة سلمة بن الخرشب الأنماري: تأَوَّبهُ خَيالٌ مِن سُلَيْمَى = كما يَعتادُ ذَا الدَّيْنِ الغرِيمُ

قال سلمة بن الخرشب الأنماري أيضاً:

تأَوَّبهُ خَيالٌ مِن سُلَيْمَى = كما يَعتادُ ذَا الدَّيْنِ الغرِيمُ
فإِنْ تُقْبِلْ بما عَلِمَتْ فإِنِّي = بحَمدِ اللهِ وَصَّالٌ صَرُومُ
ومُخْتاٍض تَبِيضُ الرُّبْدُ فيهِ = تُحومِيَ نَبْتُهُ فهْوَ العَمِيمُ
غَدَوْتُ بهِ تَدافِعُني سَبُوحٌ = فَراشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ
مِنَ المُتَلَفِّتاِت بِجَانِبَيْها = إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِيمُ
إِذا كان الحِزامُ لِقُصْرَيَيْها = أَماماً حيثُ يَمْتَسِكُ البَرِيمُ
يُدَافِعُ حَدَّ طُبيَيْهَا وحِيناً = يُعادِلُهُ الجِرَاءُ فَيَسْتَقِيمُ
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ = كَلَونِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ
تَعادَى مِن قَوائِمِها ثَلاَثٌ = بتحجيلٍ وقائمةٌ بَهيمُ
كأَنَّ مَسِيحتَىْ وَرِقٍ عليها = نَمَتْ قُرْطَيْهِما أُذُنٌ خَذِيمُ
تُعَوَّذُ بالرُّقَى مِن غيرِ خَبْلٍ = وتُعْقَدُ في قلائدها التَّمِيمُ
وتُمْكِنُنا إِذا نحنُ اقْتَنَصْنا = مِنَ الشَّحَّاج أَسْعَلَه الجَمِيمُ
هَوِيَّ عُقابِ عَرْدَةَ أَشْأَزَتها = بِذِى الضَّمْرَانِ عِكْرِشَةٌ دَرُومُ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 05:38 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون



6

وقال سلمة بن الخرشب الأنماري أيضاً






1: تأَوَّبهُ خَيالٌ مِن سُلَيْمَى = كما يَعتادُ ذَا الدَّيْنِ الغرِيمُ
2: فإِنْ تُقْبِلْ بما عَلِمَتْ فإِنِّي = بحَمدِ اللهِ وَصَّالٌ صَرُومُ
3: ومُخْتاٍض تَبِيضُ الرُّبْدُ فيهِ = تُحومِيَ نَبْتُهُ فهْوَ العَمِيمُ
4: غَدَوْتُ بهِ تَدافِعُني سَبُوحٌ = فَراشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ
5: مِنَ المُتَلَفِّتاِت بِجَانِبَيْها = إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِيمُ
6: إِذا كان الحِزامُ لِقُصْرَيَيْها = أَماماً حيثُ يَمْتَسِكُ البَرِيمُ
7: يُدَافِعُ حَدَّ طُبيَيْهَا وحِيناً = يُعادِلُهُ الجِرَاءُ فَيَسْتَقِيمُ
8: كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ = كَلَونِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ
9: تَعادَى مِن قَوائِمِها ثَلاَثٌ = بتحجيلٍ وقائمةٌ بَهيمُ
10: كأَنَّ مَسِيحتَىْ وَرِقٍ عليها = نَمَتْ قُرْطَيْهِما أُذُنٌ خَذِيمُ
11: تُعَوَّذُ بالرُّقَى مِن غيرِ خَبْلٍ = وتُعْقَدُ في قلائدها التَّمِيمُ
12: وتُمْكِنُنا إِذا نحنُ اقْتَنَصْنا = مِنَ الشَّحَّاج أَسْعَلَه الجَمِيمُ
13: هَوِيَّ عُقابِ عَرْدَةَ أَشْأَزَتها = بِذِي الضَّمْرَانِ عِكْرِشَةٌ دَرُومُ


ترجمته: تقدمت في القصيدة السابقة.
جو القصيدة: يصف الطيف، ويتحدث عن مذهبه في الحب، ثم ينعت فرسه.
تخريجها: منتهى الطلب 1: 181. والأبيات 3 في اللسان 9: 7 و4 فيه 7: 6 و10 فيه 15: 59 و11 فيه 14: 336. والبيتان 12، 13 في الفصول والغايات 1: 440. وانظر الشرح 40-45.
(1) تأوبه: راجعه. ذو الدين: الذي عليه الدين. الغريم: الذي له الدين. والمعنى: أن خيالها يكثر معاودته، كما يلح الدائن على المدين بكثرة ترداده عليه. وهذا البيت يشبه مفتتح قصيدة لعبد الله بن الحمير في الأغاني 10: 69، وهو:
تأوبه بغادية الهموم.......كما يعتاد ذا الدين الغريم
(2) يقول: فإن تقبل بما عملت من المودة التي كانت بيني وبينها فإني وصال صروم، الوصل لأهله والصرم لأهله. فإن وصلت وصلت، وإن هجرت هجرت. وهذا معنى وإن كان قويا هو غير جيد في الغزل.
(3) المحتاض: الموضع الذي يخوض فيه الناس لكثرة عشبه والتفافه. الربد: النعام، واحدها ربداء. تحومي نبته: تحاماه الناس لم يرعوه لخوفه، فغزر نبته وصار عميما. والعميم: والتام الكامل.
(4) به: بهذا المكان المخوف. السبوح: التي تسبح في سيرها للسرعة. النسر: لحمة صلبة في باطن الحافر كأنها حصاة أو نواة. وفراشها: ما تطاير منها، والفراش: ما تطاير من الحديد والعظام ونحوها. العجم، بفتحتين: النوى. الجريم: المجروم، أي المقطوع، الذي بقي في نخله حتى أثمر، فهو أصلب لنواه. ومثل صدر هذا البيت في البيت 13 من الأصمعية 61.
(5) المحزم: موضع الحزام. الحميم: العرق. يريد أنها إذا ركضت وعرقت ففيها من الحدة والنشاط في ذلك الوقت ما تتلفت له.
(6) لقصريها: مثنى القصرى بضم فسكون، وهي الضلع، قيل السفلى وقيل العليا. البريم: خيط أو سير تشده المرأة في وسطها. أراد أنها تتلفت أيضا إذا جال حزامها واضطرب لكثرة عدوها فصار أمام قصريها، في مثل الموضع الذي تشد فيه المرأة على حقوها.
(7) الطبي، بضم الطاء وكسرها: هو لذوات الحافر والسباع كالثدي للمرأة. وكالضرع لغيرها. الجراء: الجري. يعادله: يقيمه ويعدله. وهذا مما ليس في المعاجم. يعني أن الحزام ينزلق حينا إلى طبييها وحينا يعيده الجري مكانه.
(8 و9) سبقا منسوبين للكلحبة في القصيدة 3 برقمي 5 و4.
(10) المسيحة: الصفيحة أو السبيكة. الورق، بكسر الراء: الفضة. خذيم: مثقوبة. شبه صفاء لونها بالفضة من حسنه وبريقه. ووصف المسيحتين بأنهما صنع منهما قرطان رفعتهما أذن خذيم.
(11) الرقى: جمع رقية. الخبل، بسكون الباء: الداء. التميم: جمع تميمة، وهي التعاويذ، وتجمع أيضا تمائم يعني أنها تعوذ من العين لا تصيبها. وانظر معنى هذا البيت في البيت 8 من الأصمعية 4.
(12) اقتنصنا: خرجنا نقتنص، أي نصيد الشحاج: الحمار الوحشي يشجح بصوته لا يفصح به. أسعله: أنشطه وصيره كالسعلاة، وهي الغول. الجميم: ما جم وكثر من النبت، لما رعاه سمن ونشط. فهذه الفرس تمكننا منه وتظفرنا به حتى نصيده.
(13) هوي: أي تهوي هوي العقاب. عردة: اسم هضبة، نسب العقاب إليها، أشأزتها: أقلقتها واستخفتها. ذو الضمران: موضع، تضم ضاده وتفتح. العكرشة: أنثى الأرنب دروم: مقاربة الخطوة. يقول: تقصد هذه الفرس في طلب الصيد كقصد هذه العقاب للأرنب.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 04:16 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري



وقال سلمة بن الخرشب الأنماري أيضًا:

1: تأوبه خيال من سليمى.......كما يعتاد ذا الدين الغريم
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا، قال يعقوب الغريم الطالب والمطلوب، وكذلك قال أحمد وأنشد بيت الشماخ يصف العقاب والثعالب:
تلوذ ثعالب الشرفين منها.......كما لاذ الغريم من التبيع
و(الغريم) ههنا المطلوب، وقال زهير:
تطالعنا خيالات لسلمى.......كما يتطلع الدين الغريم
والمعنى تروعنا خيالات لسلمى كما يروع ذو الدين الذي عليه الدين، تأوبه راجعه آب يؤوب أوبًا إذا رجع، و(الخيال) ما يأتيه في منامه عند ذكره من يهوى ويحب، وذو الدين الذي عليه الدين، وهو المطلوب، و(الغريم) الذي له الدين وهو الطالب:
2: فإن تقبل بما علمت فإني.......بحمد الله وصال صروم
يقول (فإن تقبل بما علمت) من المودة التي كانت بيني وبينها فإني وصال أضع الوصل في موضع الوصل والهجر في موضع الهجر، أصل من يصلني، ويستوجب ذلك مني وصروم لمن صرمني، واستوجب ذاك مني أي عندي الوصل لأهله والصرم لأهله، أي إن أقبلت على مودتي ووصلتني أصلها، وإن هجرتني وصرمتني أصرمها.
3: ومختاض تبيض الربد فيه.......تحومي نبته فهو العميم
(مختاض) يخوضه الناس ويرعون فيه أراد ورب مختاض، يعني بلدًا قد غيث أي أصابه الغيث، يقال أغاثهم الله، فهم مغاثون وغاثهم فهم مغيثون، قال ذو الرمة: قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها سألتها عن الغيث فقالت: غثنا ما شئنا، وقوله: (مختاض)، أي يخاض في قطعه، و(الربد) النعام الواحدة ربداء، وإنما (تبيض) النعام فيه لعزوبه وخلائه، وقوله: (تحومي نبته)، أي تحاماه الناس لم يرعوه لخوفه، وإذا كان عازبًا مخوفًا لم يرعه أحد كثر نبته لذلك كما قال امرؤ القيس:
تحاماه أطراف الرماح تحاميًا.......وجاد عليه كل أسحم هطال
و(العميم) التام الكامل، ويقال (مختاض) بلد يخاض خوضًا كأنه بحر، أو كأنه ليل من كثرة نبته وخضرته، وإنما (تحومي) لأنه بين حيين متعاديين يخاف أحدهما صاحبه، فكل لا يدنو منه لخوفه، فاعتم نبته وكثر لما لم يترع، فطال وصار من كثرته يخاض خوضًا، ومع هذا إن الأسحم صب عليه ماءه وهو السحاب وهطال صباب فزاده اعتمامًا.
4: غدوت به تدافعني سبوح.......فراش نسورها عجم جريم
(غدوت به) أي بهذا المكان المخوف، و(السبوح) الفرس التي تسبح في سيرها للسرعة، و(الفراش) ما تطاير عن الحديد والقرون، و(النسور) لحم باطن الحافر الذي يرى مثل النوى، وقطع القرون، فيريد أن ما تطاير من نسورها مثل النوى في صلابته، و(الجريم) المجروم، الذي قد بقي في نخله حتى أثمر فهو أصلب لنواه، قال أبو دؤاد الإيادي:
له بين حواميه.......نسور كنوى القسب
وقال أيضًا:
ونسور كأنهن أواق.......من حديد يشقى بهن الرضيم
و(العجم) النوى، غيره: (سبوح) سهلة القوائم بالجري، وفراشها كل عظم رقيق منها، وكل رقيق من حديدة أو عظم، يتقشر فهو فراشه، قال النابغة:
يطير فضاضا بينهم كل قونس.......ويتبعها منهم راش الحواجب
فأراد أن ما يتقشر منها من نسورها مثل العجم، وهو النوى، جريم مصروم وإنما جعله مصرومًا، لأنه قد بلغ واشتدت نواه، قال أحمد أراد أن نسورها كالعجم وهو النوى ولا (فراش) له أي لا يتطاير منه شيء، ولو كان له فراش، لهلك الحافر، وزمنت الفرس، وإنما هذا كما قال الآخر: درم حدورها، أي لا حدر بها.
5: من المتلفتات بجانبيها.......إذا ما بل محزمها الحميم
(المحزم) موضع الحزام، فيريد أنها إذا ركضت وعرقت، ففيها من الحدة والنشاط في ذلك الوقت ما تتلفت له كما قال الشاعر:
خيفانة يلطم الجاني بلطمتها.......كأنها ظل برد بين أرماح
و(الحميم) العرق، قال ربيعة بن مقروم يذكر فرسًا:
وإذا جرى منه الحميم رأيته.......يهوي بفارسه هوي الأجدل
يصف أن بها بقية نشاط على شدة ما لقيت من التعب والعرق، والخيفانة الجرادة شبه الفرس بها في سرعتها، أي كأن خفقانها في مرها خفقان برد قد استظل به فالريح تطيره، قال أحمد وصف طول قوائمها وسرعتها، والجاني اللاطم الظالم لها، يقول إن لطمها أحد لطم لكرمها على أهلها، يقتص لها منه، وجعلها ظل برد في سرعتها، بين أرماح يصف طول قوائمها، والأجدل الصقر، يقول إذا عرق، وجهد، فعنده من بقية الجري ما يحمله أن يهوي بصاحبه لفضل قوته.
6: إذا كان الحزام لقصرييها.......إمامًا حيث يمتسك البريم
يقول إذا جال حزامها واضطرب لكثرة عدوها فصار أمام (قصرييها) في الموضع الذي يكون فيه حقو المرأة.
وهو خيط يشد في موضع الحقو من المرأة ويسمى حقوًا، فيقول إذا كان الحزام في ذلك الموضع.
قال الأصمعي: لم يجد في هذا ولم يصب الوصف، وذلك أن خير جري الإناث الخضوع وخير جري الذكور الإشراف والاشتراف وهما واحد، والوصف الجيد قول بشر بن أبي خازم:
نسوف للحزام بمرفقيها.......يسد خواء طبييها الغبار
فهذا يدلك أنها مختضعة، فالحزام يتقدم قدما، و(البريم) خيط، أو سير تشده المرأة في حقوها.
وروى أحمد أمامًا قال هو أحسن، أي قديدمة القصيري، وبعض العرب يقول القصرى، ويختلف فيها، فبعض العرب يجعلها الضلع القصيرة التي تلي الترقوة، وبعضهم يجعلها آخر الضلوع مما يلي الطفطفة.
وقوله حيث يمتسك البريم، أي حيث يكون الحقاب حقاب المرأة وهذا مثل، قال أحمد يصف ضمرها لتعبها، فلذلك قلق حزامها، فزال عن مشده.
7: يدافع حد طبييها وحينا.......يعادله الجراء فيستقيم
طبيياها خلفها يقال فيه طبي وطبي، الجراء الجري، غيره (يعادله) يعدله، هذا الحرف عن غير أبي عكرمة.
8: كميت غير محلفة ولكن.......كلون الصرف عل به الأديم
يقول ليست بحائلة اللون عن (الكمة)، لا يشك فيها شاك، ولا يختلف فيها اثنان، فيحلف أحدهما أنها كميت، ويحلف الآخر أنها ليست بكميت، ولكن هي (كلون الصرف)، و(الصرف) صبغ يصبغ به الجلود أحمر صاف. وروى أحمد قانة الأديم، وقال الأصمعي المحلف الأحم، والأحوى فإنهما يتقاربان ويتدانيان في اللون جدا، حتى يشك البصيران الرأي فيه، فيحلف هذا أنه كميت أحم، ويحلف هذا أنه أحوى، فقال هذا الشاعر فرسي ليست من هذين اللونين، ولكنها (كلون الصرف)، والصرف صبغ أحمر ناصع الحمرة تصبغ به الجلود، قال وأخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال تطلع كوكب من قبيل سهيل، يقال لها ثور أبيض يسمى المحلف لأن الناس يشكون فيه حتى يتحالفوا أنه سهيل، فمن ثمت قيل للشيء الذي يشك فيه محلف.
9: تعادى من قوائمها ثلاث.......بتحجيل وقائمة بهيم
قوله: (تعادى) أي توالى حتى أعدى بعضها بعضًا، و(التحجيل) أن يكون في موضع الحجل بياض، و(الحجل) الخلخال، غيره قال بهيم سوداء لا يخالطها بياض.
10: كأن مسيحتي ورق عليها.......نمت قرطيهما أذن خذيم
(المسيحتان) الصفيحتان شبه صفاء لونها بالفضة في صفائها، وجعل الصفيحتين من (ورق)، لأن الدراهم لا تعمل إلا من جيد الفضة، و(الخذيم الأذن) اللينة الناعمة، وإنما قصد مدح الفضة لأن الأذن (الخذيم) لا تكون إلا للسراة والملوك، وقوله: (نمت قرطيهما) أي قرطي الصفيحتين، غيره المسيحة السبيكة، فيقول كأنها ألبست سبيكتي فضة من حسن لونها وبريقها، وقوله: (نمت قرطيهما) أي نمت القرطين اللذين من المسيحتين أذن خذيم أي رفعتهما، أراد أن الفضة مما يتخذ للحلي، وذلك أحسن لها، وكل خرق خذم، قال أحمد الخذم انخراق الثقب.
11: تعوذ بالرقى من غير خبل.......وتعقد في قلائدها التميم
أي (تعوذ) من العين لا تصيبها، و(الخبل) الداء، والتميم جمع تميمة وهي التعاويذ وتجمع (تميمة) تمائم، قال الفرزدق:
وكيف يضل العنبري ببلدة.......بها قطعت عنه سيور التمائم
غيره: وروى (تعوذ بالرقى) من كل عين، قال أحمد قوله: (تعوذ بالرقى من غير خبل)، يقال إن الجن تعبث بالخيل، وفي قول الله عز وجل: {ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم}، أراد الجن، ويقال: إن الجن لا تقرب دارًا فيها فرس إلا أن المريد منها ربما عبث بالخيل، فيعلق عليها لذلك التميم تحرزًا من أذاه.
12: وتمكننا إذا نحن اقتنصنا.......من الشحاج أسعله الجميم
(اقتنصنا) خرجنا نقتنص، والقنص الصيد، والقانص الصائد، والشحاج الحمار الذي يشحج يريد صوته، وهو صوت من حلقه لا يفصح به.
و(أسعله) أنشطه وصيره كالسعلاة، ويروى أزعله، والزعل والأرن النشاط، و(الجميم) ما جم من النبت، يقول لما رعى الجميم سمن ونشط غيره، تمكننا تظفرنا به حتى نصيده، غيره الشحيج، و(الشحاج) صوت غليظ، أسعله وأزعله لغتان.
13: هوي عقاب عردة أشأزتها.......بذي الضمران عكرشة دروم
يقال (هوى) إذا قصد، يقول تقصد هذه الفرس في طلب الصيد كقصد هذه العقاب للعكرشة، و(العكرشة) أنثى الأرانب، قال الشماخ:
فما تنفعك بين عويرضات.......تجر برجل عكرشة زموع
وعردة موضع، وأشأزتها: أقلقتها، والدروم التي تمشي على عقبيها لئلا يقص آثرها غيره قال الأصمعي هوى يهوي إذا مر مرًا سريعًا، وأهوى له بيده إذا رفعها عليه، وهوي الشيء أحبه، يهواه هوىً، ويقال هوى المكان يهوي إذا خلا، ويقال جوجو هواء أي خال خاو وأنشد:
وقد دخل الشهر الحرام وأصبحت.......تهامة تهوي باديًا لهواتها
أي خلت ويقال هوى يهوي إذا سقط من رأس الجبل إلى أسفله، ومن رأس البئر إلى أسفلها هويًا وأنشد:
هوي الدلو أسلمها الرشاء، ويقال هوى فلان لفلان أي أقبل عليه، وقصد له، وقال معقر البارقي:
هوى زهدم تحت الغبار لحاجب.......كما انقض باز أقتم الريش كاسر
ويقال للثقب بين الشيئين أهوية، والهوة بئر لها عمق لم تحفر، قال العجاج:

كما ترى في الهوة الأوارا

و(الهوة) الحفرة، والأوار وهج يخرج من الأرض، و(أشأزتها): أقلقتها واستخفتها، و(عكرشة) أرنب، دروم مقاربة الخطوة، يقال مر فلان يدرم إذا مر يمشي يقارب في خطوه، وقال هكذا مشي الأرنب).

[شرح المفضليات: 40-45]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
6, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir