وقالَ أبو النَّشْنَاشِ النَّهْشَلِيُّ اللِّصُّ:
وسَائِلَةٍ أينَ الرَّحِيلُ وسَائِلٍ = ومِنْ يَسْأَلُ الصُّعْلُوكَ أينَ مَذاهِبُهْ
وَدَاوِيَةٍ يَهْمَاءَ يُخشَى بهَا الرَّدَى = سَرَتْ بِأَبِي النَّشْنَاشِ فِيها رَكَائِبُهْ
لِيُدْرِكَ ثَأْرًا أَوْ لِيُدْرِكَ مَغْنَمًا = جَزِيلاً وهذَا الدَّهْرُ جَمٌّ عَجَائِبُهْ
إذَا الْمَرْءُ لم يَسْرَحْ سَوَامًا وَلَمْ يُرِحْ = سَوَامًا ولَمْ تَعْطِفْ عَلَيْهِ أَقَارِبُهْ
فلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْفَتَى مِن قُعُودِهِ = فَقِيرًا ومِن مَوْلًى تَدِبُّ عَقَارِبُهْ
ولَمْ أَرَ مِثْلَ الْهَمِّ ضَاجَعَهُ الْفَتَى = ولا كَسَوَادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ طَالِبُهْ
فَمُتْ مُعْدِمًا أَوْ عِشْ كَرِيمًا فَإِنَّنِي = أَرَى المَوْتَ لا يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ هَارِبُهْ
وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ نَاجِيًا مِنْ مَنِيَّةٍ = لَكَانَ أَثِيرٌ يَوْمَ جَاءَتْ كَتَائِبُهْ