دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 06:21 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم


استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية

الحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم وعلّمه، ورفع به من شاء من عباده وكرّمه، وجعله لأوليائه هدى وبشرى، وشفاء وذكرا، وتبياناً لكل شيء، ونجاة لكل قلب حيّ، وصرّف فيه من كلّ مثل؛ ليخرج من آمن به من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشقاء إلى السعادة، ويهديهم به إلى صراطه المستقيم.
والصلاة والسلام على منْ منَّ الله به علينا؛ فبيّنا لنا ما نزّله الله علينا من الكتاب والحكمة، وعلّمنا ما تزكو به نفوسنا، وتتهذب به أخلاقنا، وتصلح به أحوالنا وأعمالنا؛ فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد:
فإن أسعد الناس بالقرآن الكريم من تلاه حقّ تلاوته فآمن به وتدبّره، وعظّم شأنه في نفسه وأكبره، وتفكّر في آياته وادّكر، واستعبر مما فيه واعتبر؛ حتى أثمرت له تلاوته من المعارف الإيمانية والبصائر السلوكية ما ينير له الطريق، ويبيّن له الحقائق، ويسمو بهمّته، ويشدّ من عزيمته حتى يتحفّز لاستباق الخيرات بسير المشمّرين، واجتهاد المحسنين {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}
{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}

إنّ من أعظم نعم الله على عبده المؤمن أن يتلو كتابه بقلب منيب خاشع ، مبتغٍ للهدى حريص عليه، عارفٍ بمعاني كلام الله، عاقل لما فيه من الأمثال، فيفتح الله له من أبواب الهداية ما لم يكن يخطر له على بال، ويهبه الفهم في كتابه؛ حتى يفهم من الآية الواحدة والآيات اليسيرة فوائد جليلة لا يعقلها ولا يتفطّن لها غيره من سائر الناس ؛ فيفهم فهماً لا يفهمه غيره، ويعرف من المعارف ما لا يدركه سواه؛ فإنّ الله خصّ أهل الإنابة والخشية بخطاب خاصّ في كتابه الكريم لا يشاركهم فيه غيرهم، ووعدهم بالتذكر بكتابه {سيذكّر من يخشى} {وما يتذكر إلا من ينيب} {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} {وأنذر به الذين يخشون ربهم} {إنما تنذر الذين يخشون ربهم} {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد}.
بل بيّن الله أن مقصوده الخاص من إنزال كتابه الكريم تذكير أهل خشيته {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى}.

ومن حرص على تدبّر القرآن، وأعطاه حقّه من الاجتهاد والشكر لله بالعمل بما استخلصه بتدبّره، وعظّم قدره في نفسه، واعترف لله فيه بفضله: رُجي له أن يفتح الله له في فهم القرآن فتحاً عظيما.
وإن من أهمّ ما ينبغي للمفسّر أن يعتني به أن يعقل خطاب الله له، ويستخلص الفوائد السلوكية من الايات القرآنية التي درس تفسيرها، وعرف معانيها؛ ليزداد بتلاوته علماً وإيمانا وهداية وثباتاً؛ ولينتقل من المعرفة المجرّدة إلى الاستفادة العلمية والسلوكية من دراسته.

وقد كتب جماعة من أهل العلم في هذا الفنّ من التدبر كتابات نافعة جليلة القدر تدلّ على عنايتهم بهذا الباب ومن ذلك:
- رسالة في تفسير قول الله عز وجلّ : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وقوله: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} لشيخ الإسلام ابن تيمية بيّن فيها آداب الدعاء المستنبطة من هاتين الآيتين، وهي هنا ( http://goo.gl/kb828S )
-
تفسير صدر سورة العنكبوت لشيخ الإسلام ابن تيمية نقله عنه ابن القيّم رحمه الله في كتاب الفوائد.
-
تفسير قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} لابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد.
-
فصل في الفوائد المستنبطة من قصة أضياف إبراهيم عليه السلام لابن القيم رحمه الله في رسالته التبوكية.
-
فصل في الفوائد المستفادة من قول الله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} لابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.

وقراءة المفسّر وطالب علم التفسير لهذه الأمثلة وتأمّلها مرة بعد مرّة، ومحاولة السير على طريقتها تعينه بإذن الله تعالى على اكتساب الملكة التفسيرية وحسن استنباط الفوائد السلوكية التي هي لبّ التدبّر ومقصد ضرب الأمثال في القرآن.

وسأذكر في هذا الموضوع أمثلة لاستخراج بعض الفوائد السلوكية منالآيات القرآنية من باب تطبيق ما دعوت إليه وتوضيح فكرة التعلّم بالاستفادة من الأمثلة الحسنة، وعامّتها قد نشر من قبل لكن جمعها في موضوع واحد وإعادة النظر فيها وتهذيبها يعين على ما قصدت إليه، وليستفاد منها من أكثر من وجه، والله المستعان وبه التوفيق.

أمثلة:
- فوائد سلوكية من قول الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
- فوائد سلوكية من قول الله تعالى: {للذين استجابوا لربّهم الحسنى}
- تأملات في قول الله تعالى:{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}


تطبيقات محلولة:
قد أحسن عامة الطلاب المشاركين في أداء هذه التطبيقات ، ومما ينتقى منها:
السؤال الأول: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التالية:
أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
- ليلى با قيس #5
- لطيفة المنصوري #6

ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
- أمل بنت عبد الرحمن #4

ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}
- ليلى باقيس #5
- صفية الشقيفي #3

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.
- أمل بنت عبد الرحمن #11
- ليلى با قيس #8
- ريم الحربي #9
- لطيفة المنصوري #10


التطبيقات المطلوبة:
1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
3: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الآخرة 1435هـ/25-04-2014م, 11:39 PM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

:
أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

إذا إمتن الله على العبد بالهداية أيقن بأنه الطريق الحق الموصل الى الجنان فعمل للآخرته وجعل ذلك هدفا يسعى إليه بحياته وتعاملاته مع من حوله
وكل ماراودته نفسه لعمل المعاصي تذكر بأنه سيكون مثل هؤلاء الذين علموا فلم يعملوا بما علموا به فغضب الله عليهم
فيكون هذا التفكير نصب عينيه قائما وقاعدا
وكل ما رأى من حوله ممن يعيشون بظلام المعاصي تشبث بما من الله عليه
زاده الله بصيرة ونورا لبعده عن المعاصي وحمد الله على نعمة الهداية ولولا هداية الله لنا لكنا بضلال وتخبط
نسأل الله أان يهدينا وأن ييسر الهدى لنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1435هـ/26-04-2014م, 12:51 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

إما سبيل من أنعم الله عليهم
أو سبيل من غضب عليهم وأضلهم
فإن حاد المرء عن الأول هلك ووقع في الثاني لا محالة
وفي الإشارة إلى معنى المغضوب عليهم والضالين إشارة إلى معلم سبيل من أنعم الله عليهم
إذ استحقوا الغضب بأنهم علموا ولم يعملوا
واستحق الآخرون الضلالة بأنهم عملوا بدون علم

فكان معلمُ سبيل من أنعم الله عليهم
أن يوازنوا بين العلم بما يُرضي الله عز وجل والعمل به .


ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}

أولئك على هُدىً من ربــــهم
فأصلُ الهداية من الله عز وجل
وتمامها وزيادتها على طولِ الطريقِ من الله عز وجل
فلا يغترنَّ السائر بفعلهِ مهما علا، وإنما عليهِ دائمًا أن يسأل الله الثبات والزيادة حتى يصل ويكون من المفلحين .


ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}
هذا هو سبيل أهل الباطل في نشر باطلهم
بأن يخلطوا الحق بالباطل فيزينوه للناس ويغروهم به !
ومن سبيلهم أيضا كتمانُ الحق لئلا يستنير الناس به
لذا كان على أهل العلمِ أن ينشروه بين الناس ويفرقوا بين الحق والباطل فيرفعوا الجهل عنهم ويكونوا بذلك قد أدوا ما عليهم من البلاغ .


واللهُ أعلم.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1435هـ/27-04-2014م, 07:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}

- في الآية بيان لأسباب الهداية والفلاح وهو الاتصاف بصفات المتقين التي وردت في الآيات السابقة
- وفيها وعد صادق من الله بأن من اتصف بصفات هؤلاء المتقين فإنه سيكون من المهتدين ومن المفلحين
- نسبة الهداية إلى صفة الربوبية تدل على سعة رحمة الله بعباده وتدبيره لأمورهم وتوليه لشؤونهم
- نسبة الهداية إلى الله إرشاد إلى أنه وحده المختص بها والقادر عليها.
- وعليه فإن على العبد أن يتوجه إلى الله وحده لطلبها
- في الآية توكيد وحصر للهداية والفلاح على الموصوفين بهذه الصفات
- وبالتالي فإن فيها إنذار أن من لم يتصف بهذه الصفات سيكون له نقيض هذا الوصف من الضلال والخسران
- ولفظ الهداية نكرة يدل على الشمول، فلهم جميع أنواع الهدايات، وهي الدلالة على الخير والتوفيق إليه، والتحذير من الشر والعصمة منه، سواء ما يتعلق بأمور الدنيا أو الآخرة.
- والهداية تشمل الإرشاد إلى الطريق القويم من بين جميع الطرق، فإذا اهتدى إليه الإنسان، احتاج أن يهتدي إلى تفاصيله وما هو أفضل في حقه، فإذا اهتدى إلى ذلك احتاج إلى أن يستزيد، فإذا وفق له احتاج إلى الثبات عليه، وكل ذلك يشمله لفظ الهداية.
- وفي قوله (على هدى) إشارة إلى استعلائهم ورفعتهم بالهدى، ودوام حالهم على ذلك.
- والهداية يحتاج إليها العبد في كل نفس من أنفاسه طالما يسير إلى ربه، حتى إذا انتهى به السير إلى رضوانه فاز بمقصوده وكان من المفلحين



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 رجب 1435هـ/1-05-2014م, 08:23 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
- عظم شأن الدعاء؛ لمّا تضمنت الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن آية في الدعاء.
- أعظم ما يُسأل الله تعالى هو الهداية إلى الصراط المستقيم.
- امتن الله على عباده أن جعل مطلق هداية التوفيق بيده سبحانه ولم يجعلها لأحد من خلقه، فالله تعالى هو القريب المجيب العفو الكريم.
- أهل البدع وما يأتون به البدع والمخالفات لما كان عليه سلف الأمة هؤلاء ليسوا على الصراط المستقيم، فبقدر مخالفتهم انحرفوا عن استقامة الصراط.
- المعتبر في العبادات والطاعات ليست كثرتها وإنما في موافقتها للسنة مع تحقق الإخلاص.
- عند الاختلاف في مسائل الدين فإنه يُرجع إلى سبيل من أثنى الله عليهم بسلوكهم الصراط المستقيم، فذلك ضمان من المخالفة والضلال والابتداع في الدين.

ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
- من حقق الخصال التي ذكرت في الآيات الأولى من سورة البقرة فهو مهتد.
- بقدر تحقيق المسلم للخصال التي ذكرت في أول البقرة يكون نصيبه من الهداية والفلاح.

ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}
- الحق في بعض الأحوال قد يلتبس بالباطل وقد يخفى فلا يهتدي إليه بعض الناس، فالمسلم يتحرى المذهب الحق في جميع مسائل الدين.
- من الناس من يتعمّد لبس الحق بالباطل أو كتمانه، وهذه من خصال اليهود.
- على العالم أن يحرص أن يكون كلامه واضحا بيّنا لا التباس فيه ولا اشتباه حتى يفهم الناس منه ما أراد على وجهه الصحيح.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 رجب 1435هـ/5-05-2014م, 01:18 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

{اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

- لا يوفق العبد إلى ترك المنكرات، وفعل الطاعات إلا أن يوفقه الله إلى ذلك؛ لأن العبد ضعيف عاجز، لا يملك أن يجلب لنفسه نفعا، ولا أن يدفع عنها ضرا إلا أن يشاء الله تعالى، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله}، فحري بالعبد إذا وفق لعمل صالح أن ينسب الفضل في ذلك لله وحده، وأن يشكره أن هداه ووفقه إليه، وكذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رواحة رضي الله عنه في غزوة الأحزاب: "اللهم لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا".

- إن من أعظم ما يخشاه المؤمن على نفسه هو الزلل عن طريق الهدى، وما سميت القلوب بذلك إلا لكثرة تقلبها، فكان حتما على المؤمن الصادق أن يدعو ربه في كل حين أن يثبته على دينه وطاعته سبحانه، فالهداية للطاعات ليست هي أقصى غاياته، وإنما الثبات عليها حتى الممات، وقد كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)).

- إنما المؤمنون إخوة، والمؤمن يدعو لأخيه المؤمن ويشركه معه في دعائه الصالح، وهذا يقوى أواصر الأخوة والمحبة بينهم، قال تعالى :{والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ..}

- ينبغى الحرص على الأدعية الجامعة الواردة في الكتاب والسنة، ومنها: (اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ووأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته لي رشدا)

- المؤمنون على يقين بصدق دينهم، لا يزعزع إيمانهم به شيء، فلا يقبلون فيه طعن طاعن، ولا إيراد شبه؛ لأنه الدين الحق البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قد تركتم على البيضاء.. )).

- أعظم نعمة ينعمها الله على عبده في الحياة الدنيا هي نعمة الهداية إلى صراطه المستقيم، وهي النعمة الحقيقية، أما نعيم الدنيا الزائل، فقد يكون فيه ابتلاء وفتن. ذكر الله تعالى في كتابه أنه أنعم على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يمر عليه الشهران والثلاثة ولا يوقد في بيته نار، وينام على الحصير فيؤثر في جنبه الشريف عليه الصلاة والسلام، وتعرض لكثير من الأذى، وكذلك سائر الأنبياء عليهم السلام، ومع ذلك قال الله عنهم: {أنعم الله عليهم}، والشهداء قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله، وتركوا الأهل والولد، ومع هذا قال الله عنهم: {أنعم الله عليهم}، والمؤمنون الصالحون أشد الناس ابتلاء، ومع ذلك قال الله عنهم: {أنعم الله عليهم}، فهذا يدعو إلى التأمل في النعمة الحقيقية في هذه الحياة الدنيا.


{أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}

- من أراد أن يستنصح الآخرين، ويستشيرهم في بعض أموره، فليحرص أن يكون أهل مشورته المتقون المؤدون حق الله وحق عباده، فإن أولئك على نور وبصيرة وسداد من الله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 رجب 1435هـ/6-05-2014م, 05:56 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
لا غنى للعبد عن سؤال الله الهداية للحق والطريق المستقيم.
سبيل الحق واحد، وهو سبيل الأنبياء والصديقين.
ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصدقة من أسباب الفلاح.
القران العظيم هدى للمتقين الذين وصفهم الله بالإيمان بالغيب وإقام الصلاة..

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 رجب 1435هـ/10-05-2014م, 05:40 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

- أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
- أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأنه تعالى إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
- الواجب على المسلم تعظيم أوامر الله تعالى وأحكام شريعته.
- المسلم إذا وقع في الذنب عليه أن يبادر بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وأنّه إذا ذُكّر بالله تعالى فالواجب عليه تعظيم ذكر الله تعالى والإخبات له والخضوع.
- الترهيب من أساليب الدعوة والتربية التي جاء بها القرآن.
- التحايل في ارتكاب المعاصي وانتهاك المحرمات محرم مذموم، وهو من خصال اليهود التي عوقبوا عليها بالمسخ.
- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه.
- المسلم مع بذله النصيحة لأهل الفساد يحرص على مجانبتهم والابتعاد عنهم ما أصرّوا على عصيانهم وفسوقهم؛ فأعظم ما يحرص المسلم على حفظه هو دينه.
- الواجب على العلماء بيان ما اشتبه من الحق على الناس، وأمرهم بطاعة الله تعالى، وتحذيرهم من معصيته تعالى.
- إقامة الحدود وإنزال العقوبات بالجناة والظالمين حفظ للمجتمعات من زيادة الفساد والمفسدين وإضعافه لدى النفوس القابلة لذلك.
- السكوت عن المنكر قد يصيّره حقّا لدى بعض الناس لطول مكثهم واعتيادهم عليه.
- من حق المسيء المذنب على أخيه المسلم أن ينصحه ويحذره عقوبة الله تعالى.
- الإخبار عما نزل بالأمم السابقة من العقوبات والعذاب زاجر ورادع لغيرهم عن فعل ما فعلوا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 رجب 1435هـ/10-05-2014م, 11:43 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي


قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.
1- التحايل على أوامر الله من أسباب مقت الله وغضبه.
2- تساهل العاصي وتماديه في معصية الله مع إمهال الله له وتتابع النعم عليه، سبب لأن يأخذه الله بعقوبة شديدة مهلكة.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة.
4- على المؤمن الإتعاظ بما نزل في كتاب الله من عقوبات للأمم السابقة للحذر من الوقوع بما يسخط الله.
5- الله جل وعلا إذا أراد أن يعاقب من خرج عن طاعته وطغى، فلا يمنعه مانع ولا يعجزه شيء.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 رجب 1435هـ/11-05-2014م, 11:28 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

- التحايل على شرع الله ذنب عظيم، وقد ينذر بعقوبة شديدة من الله تعالى.
- المتقون - بما في قلوبهم من الإيمان بالله تعالى وخشيته - لهم في كل عبرة موعظة، وإن حال بينهم وبينها الزمان والمكان.
- يظن العاصي - بجهله - أن في المعصية منفعته، في حين أنها قد تكون سببا لهلاكه.
- إشغال القلب بحب المعصية والرغبة فيها، من أول أسباب الوقوع فيها.
- التذكير بأيام الله تعالى وعواقب العصاة الوخيمة، من أنفع وسائل الزجر عن المعاصي.
- معرفة السامع بالموعظة لا يمنع من تذكيره بها عند حاجته لذلك.
- قد تأتي عقوبة الله للعاصي بغتة وعلى وجه لم يحسب له حسابا.
- المعصية تورث الذل لفاعلها.
- قد يكون الجهر بالمعصية سببا لجعل المجاهر بها عبرة لغيره، كما كان أسوة لهم في الشر.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 04:44 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
- تضمنت الآية الكريمة سببا من الأسباب الموجبة للعقوبة والغضب وهو مخالفة أمر الله
- وفيها ضمان لمن لم يخالف أن يكون في مأمن من ذلك
- في قوله تعالى: (ولقد علمتم) بيان لعناية الله بهذه الأمة بإيصال هذه الأخبار إليها للعظة والاعتبار، ووجوب شكره تعالى على هذه النعمة.
- وبيان لمنة الله على هذه الأمة بإرسال الرسول الذي أعلمها بذلك يستوجب حمده وشكره
- وفيه تنبيه على فضل العلم الذي هو سبب للتقوى والنجاة
- ويتضمن ذما للجهل وأنه سبب للهلاك والخذلان
- التعبير بلفظ العلم حث للمؤمنين أن يعقلوا خطاب الله لهم، فليس الأمر مجرد نقل لأخبار الأمم الهالكة إنما علم ينفع أهله، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، وقال: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد . وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ..)
- توكيد الخطاب (ولقد علمتم) يشعر بإقامة الحجة بعد هذا العلم.
- قوله تعالى: (الذين اعتدوا منكم) بيان للسبب الذي استوجب العقوبة وهو الاعتداء، والاعتداء تجاوز الحد، ولقد كان تجاوزا سافرا حيث تحايلوا على أمر الله فربطوا الحيتان يوم السبت وأخذوها يوم الأحد وظنوا أن ذلك يروج عنده سبحانه.

- أخطر ما يزل به المرء هو الجهل بالله فما هلك من هلك من السابقين ولا تجرؤوا على معصيته إلا بجهلهم به مثل ما حصل لأصحاب السبت، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وقال: (وأملي لهم إن كيدي متين)
- ولعل مما جرأهم على ذلك سعة عفوه ورحمته ببني إسرائيل كما ذكرت الآيات التي سبقت قصة أصحاب السبت ونسوا (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم).
- في ذكر يوم السبت ربما إشارة إلى الاعتداء الأول أنهم لم يقبلوا من نبي الله موسى أن يتعبدوا يوم الجمعة واختاروا السبت فوكلهم الله إلى أنفسهم وابتلاهم به.
- والمرء إذا وكله الله إلى نفسه فإنه هالك لا محالة فلا هادي له غير الله ولا مؤوي له ولا ناصر ولا معين.
- ولذا يتوجب على المؤمن أن يلجأ لله في كل أحواله وأن يستعين به على جميع أموره، ولقد أرشدنا
الله إلي ذلك رحمة منه وفضلا فقال: (اهدنا الصراط المستقيم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
- وعليه أن يلتزم أمر الله وأن يحذر من مخالفته، والحذر كل الحذر من أن يغضب عليه، فلا يأمن المؤمن على نفسه ما دام فيه عين تطرف، وليكن مع ربه على حال من الخوف والرجاء لا يميل أحدهما بالآخر، (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)
- قوله تعالى: (فقلنا لهم كونوا) الفاء تفيد سرعة الأخذ، مصداقه قوله تعالى: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله تعالى: (كونوا) تشعر بالعظمة وقوة البطش وأن أمر الله إذا جاء فلا راد له ولا مجير منه،
وأن قوله لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، وهذا مدعاة للمؤمن أن يخاف ويحذر
-
أصل العقوبة ظلم العبد لنفسه، والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا، يقول ابن كثير رحمه الله في عقوبة المسخ للقردة خاصة: (وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم).
- في قوله تعالى: (خاسئين) أي مبعدين أذلاء صاغرين، فكأنهم كانوا في جواره وقربه وأمنه بالطاعة فلما تحولوا عن الطاعة بالمعصية تحولوا عن جواره إلى البعد والذل.
- وفيه وعد لمن أطاعه بولايته ونصرته وقربه
- من الأسباب التي دعت أصحاب السبت إلى مخالفة أمر الله اتباع شهوات النفس وعدم تعويدها على الصبر، فكون الحيتان تهجم عليهم في يوم السبت وتشتهيها أنفسهم فيسارعوا في تلبية رغباتها يشعر بأهمية الصبر والمصابرة في القيام بأمر الله ولا حول للمرء ولا قوة إلا أن يعينه الله على ذلك، فعماد القصة كلها الافتقار إلى ربوبية الله والالتجاء إليه وحسن التوكل عليه.
- في قوله تعالى: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) توكيد لأخذ العبرة من هذه الأخبار وأنها زاجرة ومخيفة لمن تسول له نفسه أن يفعل مثل فعلتهم، وهي أيضا تذكرة وعظة للمؤمنين يعتبرون بما فيها ويتأملون حكم الله في العباد، والسعيد من وعظ بغيره.
- أعظم فائدة من هذه القصة العظيمة هي فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصحاب السبت انقسموا على ثلاث فرق فرقة عصت، وفرقة سكتت فلم تعص ولم تنه، وفرقة نهتهم عن هذا المنكر وذكرتهم بالله وخوفتهم عقابه، فلما حل بهم العذاب نجى الله الذين كانوا ينهون عن السوء، وعلى اختلاف الأقوال في مصير الفرقة التي سكتت فإن نجت مع الناجين فبفضله وإن هلكت مع الهالكين فبعدله سبحانه، فنخلص أن الأمة كالجسد الواحد لا ينبغي أن تهمل عضوا فيها قد فسد وإلا عم الفساد الجسد كله وهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَثَل الواقع في حُدود الله والقائم فيها كمثل قوم استهموا سفينةً، فكان بعضهم أسفلَها وبعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلِها إذا استقوا فأتوا إلى مَن فوقهم فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء ولم نؤذٍ من فوقنا))، قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((فإن تركوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجوا جميعًا))البخاري
- الفضيلة التي رفعت بها أمة الإسلام على باقي الأمم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فمتى استمسكت بها علت عزت ومتى تنازلت عنها هلكت وذلت، وهذا الحق الذي لا شك فيه اليوم.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 رمضان 1435هـ/23-07-2014م, 03:27 AM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين } من الفوائد السلوكية عما يلي:
-فضل الدعاء لله -جل وعلا- وأنه مخ العبادة ولبّ التوحيد ، فإذا ضمنت سورة الفاتحة الدعاء -وهي ركن في الصلاة- فهذا تنبيه وإرشاد للعبد بأن يعظم شأن الدعاء إفرادا لله تعالى به وحده لا شريك له.
-إرشاد العبد لتحري الهداية من الله تعالى وحده، ثم سؤاله الثبات بعد أن يرزقها فالهداية هداية توفيق وسداد، وهداية تنبيه وإرشاد وهي للأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، ومنها: هداية الثبات وهي عزيزة.
-العناية
بالاستقامة في الدنيا على الصراط المستقيم وهو الإسلام ، وهو صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، للأمن من فتن الصراط في الآخرة والمرور معهم إلى مستقر رحمته ودار كرامته.
-استحضار العبد ومعرفتة للصراط المستقيم والهداية فيه وإليه ؛ فالهداية إليه: من ملل الكفر المغضوب عليهم والضالين إلى ملّة المنعم عليهم الموحدين، والهداية فيه: من الطرائق المحدثة والفرق المبتدع والمحدثات في الدّين إلى جماعة الحق المسلمين الموحدين أهل السنة والجماعة السلفيين.
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 ذو القعدة 1435هـ/27-08-2014م, 05:16 AM
ام عبدالله العلي ام عبدالله العلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 277
افتراضي



السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون


* اخذ العظة والعبرة من قصة اصحاب السبت ۔۔ وقصص القرآن كلها عبره لمن يعتبر
* التحايل على شرع الله طريق للهلاك والعياذ بالله (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون )
* التحايل على الله هي من سمات اليهود ومن تشبه بقوم فهو منهم ۔۔
* الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
* وجوب انكار المنكر مع القدرة تبرئة للذمة امام الله وبيان انه منكر ولعلهم يتقون
* الجزاء من جنس العمل بأن عوقبوا بأنهم مسخوا قردة وصارت أشكالهم أقرب ما يكون للإنسان في الظاهر وكان عملهم هذا أقرب ما يكون للحلال ولكنه في حقيقته حرام
* التفكر في قوله ( كونوا قردة خاسئين ) ان الله اذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون
* بيان قدرة الله بتغير حال المرء من حال الى حال فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
* موعظه للمتقين الذين يخافون من سخط الله وعقابه ويقيمون اوامره ويعملون بشرعه


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 ذو القعدة 1435هـ/27-08-2014م, 06:48 AM
ام عبدالله العلي ام عبدالله العلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 277
افتراضي

قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم )


* الاخلاص لله عزوجل
* أعظم الدعاء هو طلب الله الهداية فنحن احوج مانكون على الثبات بدين الله ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا )
* ( فاعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ) فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء لذا ارشدنا ان نطلب الهداية في كل صلاة
* كما ورد في الحديث فإذا قال {اهدِنا الصِّراط المُستقيم} قال " هذا لعبدي و لعبدي ما سأل" دلالة على كرم الله علينا فيتوجب علينا شكره
* نحقق الهداية بمعرفة الحق واتباع اوامر الله وترك نواهيه
* الصدق مع الله في طلب الهداية فإذا علم الله في قلب العبد أنه يحب الخير ويحب التزود منه ويحب السير عليه وفقه الله وارشده لطريقه (والذين اهتدوا زادهم هدى)
* في قوله ( اهدنا ) ولم يقل ( اهدني) دعوة المسلم لاخيه المسلم
* اتباع الرسل والسير على طريقهم فهو الطريق الصحيح ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء )

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 02:17 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
-فضل الدعاء وعظمه بذكره فى فاتحة الكتاب
-طلب الهداية من الله والإلحاح فيها لأنها سبيل النجاة
-الطريق المستقيم هو الذي لاعوج فيه
-اهل الزيغ والظلال هم من انحرف ومال عن الطريق البين المستقيم
-الهداية والإرشاد منحة وهبه من الله لمن شاء
-سؤال الله سبحانه الأخلاص والقبول

ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
-ثناء وإجلال الله سبحانه على من حقق هذه الخصال التي ذكرت في الآيات الاولى
-الهدايه والإرشاد توفيق من الله سبحانه
-من أعطي الفلاح فقد أسعد في الدارين
-مع التوفيق والهداية يسأل الله الثبات فهي المنجاة في الدنيا والآخرة


ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}
-من صفات اليهود الباس الحق بالباطل او كتمانه
-الراسخون بالعلم هم من يبينوا الحق بلا زيف او تضليل او الباس
-اثبات العلم بوجه عام لكن ببينه وإيضاح وتمكين يكون مؤدي الى الطريق المستقيم الذي لاعوج فيه

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 02:29 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

-بيان قدرة الله سبحانه وعظمته
-انفراده سبحانه بعلم الغيب وماتكن الصدور
-ذكر القصص وأحوال الأمم السابقه للعبرة والعظه
-يجب الانصياع والطاعة لأوامر الله واجتناب النواهي
-التفكر والتدبر بما حل بالأمم السابقه وأخذ العبره والعظة
-سعة حلم الله سبحانه على عباده واستدراجه لهم
-التحايل على اوامر الله ونواهيه سبب للعقوبة الشديده من الله

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 06:16 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

السؤال الأول: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التالية:
أ: قول الله تعالى:*{اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

- على العبد طلب الهداية من الله تعالى في كل حين
- إلتزام كتاب الله يؤدي للصراط المستقيم


ب:*{أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}*

السعي لنيل هداية الله والفلاح بتمثل الصفات في الآيات السابقة



ج:*{ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون}

اظهر الحق ولو على حساب نفسك



السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}*
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.*


التحايل على شرع الله موجب للعقوبه الشديدة وغضب الله تعالى

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12 صفر 1436هـ/4-12-2014م, 12:43 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول :
الفوائد السلوكية في قوله تعالى :
ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}

- يجب أن يكون المؤمن بربه على بصيرة حين يدعو إلى الله وقد قال السلف " اعرف الحق تعرف أهله" فمعرفة الحق والصراط المستقيم من أسباب الهداية والتوفيق ثم يأتي بعد ذلك الصدق مع الله فمن صدقت نيته في معرفة الحق صدقه الله وأرشده لما يريد فلا يكون من أصحاب الباطل الغاويين الذين يلبسونه ببعض الحق ليلبسوا على الناس دينهم وهم يعلمون.
- اتباع هوى النفس يؤدي بالعالم إلى كتمان الحق أو بعض الحق انتصاراً لهواه وهذا من أعظم الأمور فهؤلاء أمناء على ما عندهم من العلم لأنهم ورثة الأنبياء فكتمانهم للحق ولو بعضه من أشد أسباب اختلاف الناس وانتشار الفتن والضلالات كما قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [سورة آل عمران : 187]


السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.


- المؤمن يقف عند حدود الله ولا يتجاوزها لأن مجاوزة حدود الله هلكة للنفس وإن تحصل بها منفعة دنيوية فهي حتماً قليلة مقارنةً بما ينتظره من العذاب ومنقطعة لأن الدنيا فانية فالانتباه والحذر كل الحذر من مجاوزة الحدود والاعتداء.
- الاتعاظ بمن سبق من أهم الأسباب التي يتحصل بها الزجر عن المعاصي والوقوع فيما حرم الله فمن لم يتعظ بغيره كان هو العظة لمن حوله والعياذ بالله.
- عموم المعصية وانتشارها بين الناس تجلب العقوبات الجماعية نسأل الله السلامة والعافية ولذلك انتشرت في هذه الأزمان الكثير من الأمراض وأنواع العقوبات كالزلازل والفيضانات بما كسبت أيدي المعتدين.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب النجاة للأمة والتي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس لهذه الخاصية فيجب على كل قادر أن يأمر بالمعروف وينه عن المنكر متى استطاع إلى ذلك سبيلاً فإن ذلك قد يكون من أسباب عدم حلول العقوبة على الجميع.

هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 03:12 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط استخراج الفوائد السلوكية من الآيات 37 /38 /39 من سورة البقرة في صفحة البحث التفسيري
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...1#.VI7PZIG8arU
جزاكم الله الفردوس الأعلى وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 صفر 1436هـ/16-12-2014م, 12:19 AM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

الفوائد السلوكيه
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...50&postcount=8
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...6&postcount=13

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 24 صفر 1436هـ/16-12-2014م, 09:06 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

رابط الفوائد السلوكية وجدته بعد بحث طووويل

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=32

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م, 11:33 PM
أروى عبد القادر عبدالسلام أروى عبد القادر عبدالسلام غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 325
افتراضي

*قول الله تعالى:*{اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
دعاء من العبد و طلب الهداية من الله عز و جل لطريق الحق الواضح المبين الذي سار عليه النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين..
و في ذكر غير المغضوب عليهم ولا الضالين.. براءة تامة من العبد لربه تعالى من طريق ضلال اليهود و النصارى .. و بذلك يحقق العبد معنى الولاء لله و البراءة من المشركين الذي هو لب التوحيد و العبودية الخالصة لله تعالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 07:54 PM
خديجة بنت محمد خديجة بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 77
افتراضي

*قول الله تعالى:*{اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

- عظم شأن الدعاء ، وأعظم دعاء هو طلب الله الهداية .
- أعظم نعمة أنعمهاالله على خلقه هي نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم .
-الإخلاص في العبادةوموافقتها للكتاب والسنة هو المطلوب ، وليس كثرة العبادة فقط مع المخالفة .
- الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه .
- متابعة أصحاب البدعوالضلال تأخذ للطريق الآخر ، طريق الضالين والذين غضب الله عليهم.
- الحق طريقواحد واضح لا لبس فيه ، بينما الباطل طرقه كثيرة .
- يجب على العبد أن يسألالله دوماً الهداية والثبات على الحق ، وهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ووصيته لأحد الصحابة أن يدعو الله دُبر كل صلاة ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي علىدينك ) .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 08:00 PM
خديجة بنت محمد خديجة بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 77
افتراضي

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.



- الجزاء من جنس العمل .
- بيان العقوبة الشديدة لمن يخالف أمر الله .
- أخذ العظة والعبرة من الأمم السابقة .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 5 رجب 1437هـ/12-04-2016م, 02:13 AM
أحمد إبراهيم الدبابي أحمد إبراهيم الدبابي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 322
افتراضي الرجاء توضيح ما عنّ لي في هذه الفوائد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
- تضمنت الآية الكريمة سببا من الأسباب الموجبة للعقوبة والغضب وهو مخالفة أمر الله
- وفيها ضمان لمن لم يخالف أن يكون في مأمن من ذلك
- في قوله تعالى: (ولقد علمتم) بيان لعناية الله بهذه الأمة بإيصال هذه الأخبار إليها للعظة والاعتبار، ووجوب شكره تعالى على هذه النعمة.
- وبيان لمنة الله على هذه الأمة بإرسال الرسول الذي أعلمها بذلك يستوجب حمده وشكره
- وفيه تنبيه على فضل العلم الذي هو سبب للتقوى والنجاة
- ويتضمن ذما للجهل وأنه سبب للهلاك والخذلان
- التعبير بلفظ العلم حث للمؤمنين أن يعقلوا خطاب الله لهم، فليس الأمر مجرد نقل لأخبار الأمم الهالكة إنما علم ينفع أهله، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، وقال: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد . وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ..)
- توكيد الخطاب (ولقد علمتم) يشعر بإقامة الحجة بعد هذا العلم.
- قوله تعالى: (الذين اعتدوا منكم) بيان للسبب الذي استوجب العقوبة وهو الاعتداء، والاعتداء تجاوز الحد، ولقد كان تجاوزا سافرا حيث تحايلوا على أمر الله فربطوا الحيتان يوم السبت وأخذوها يوم الأحد وظنوا أن ذلك يروج عنده سبحانه.

- أخطر ما يزل به المرء هو الجهل بالله فما هلك من هلك من السابقين ولا تجرؤوا على معصيته إلا بجهلهم به مثل ما حصل لأصحاب السبت، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وقال: (وأملي لهم إن كيدي متين)
- ولعل مما جرأهم على ذلك سعة عفوه ورحمته ببني إسرائيل كما ذكرت الآيات التي سبقت قصة أصحاب السبت ونسوا (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم).
- في ذكر يوم السبت ربما إشارة إلى الاعتداء الأول أنهم لم يقبلوا من نبي الله موسى أن يتعبدوا يوم الجمعة واختاروا السبت فوكلهم الله إلى أنفسهم وابتلاهم به.
- والمرء إذا وكله الله إلى نفسه فإنه هالك لا محالة فلا هادي له غير الله ولا مؤوي له ولا ناصر ولا معين.
- ولذا يتوجب على المؤمن أن يلجأ لله في كل أحواله وأن يستعين به على جميع أموره، ولقد أرشدنا
الله إلي ذلك رحمة منه وفضلا فقال: (اهدنا الصراط المستقيم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
- وعليه أن يلتزم أمر الله وأن يحذر من مخالفته، والحذر كل الحذر من أن يغضب عليه، فلا يأمن المؤمن على نفسه ما دام فيه عين تطرف، وليكن مع ربه على حال من الخوف والرجاء لا يميل أحدهما بالآخر، (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)
- قوله تعالى: (فقلنا لهم كونوا) الفاء تفيد سرعة الأخذ، مصداقه قوله تعالى: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله تعالى: (كونوا) تشعر بالعظمة وقوة البطش وأن أمر الله إذا جاء فلا راد له ولا مجير منه،
وأن قوله لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، وهذا مدعاة للمؤمن أن يخاف ويحذر
-
أصل العقوبة ظلم العبد لنفسه، والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا، يقول ابن كثير رحمه الله في عقوبة المسخ للقردة خاصة: (وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم).
- في قوله تعالى: (خاسئين) أي مبعدين أذلاء صاغرين، فكأنهم كانوا في جواره وقربه وأمنه بالطاعة فلما تحولوا عن الطاعة بالمعصية تحولوا عن جواره إلى البعد والذل.
- وفيه وعد لمن أطاعه بولايته ونصرته وقربه
- من الأسباب التي دعت أصحاب السبت إلى مخالفة أمر الله اتباع شهوات النفس وعدم تعويدها على الصبر، فكون الحيتان تهجم عليهم في يوم السبت وتشتهيها أنفسهم فيسارعوا في تلبية رغباتها يشعر بأهمية الصبر والمصابرة في القيام بأمر الله ولا حول للمرء ولا قوة إلا أن يعينه الله على ذلك، فعماد القصة كلها الافتقار إلى ربوبية الله والالتجاء إليه وحسن التوكل عليه.
- في قوله تعالى: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) توكيد لأخذ العبرة من هذه الأخبار وأنها زاجرة ومخيفة لمن تسول له نفسه أن يفعل مثل فعلتهم، وهي أيضا تذكرة وعظة للمؤمنين يعتبرون بما فيها ويتأملون حكم الله في العباد، والسعيد من وعظ بغيره.
- أعظم فائدة من هذه القصة العظيمة هي فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصحاب السبت انقسموا على ثلاث فرق فرقة عصت، وفرقة سكتت فلم تعص ولم تنه، وفرقة نهتهم عن هذا المنكر وذكرتهم بالله وخوفتهم عقابه، فلما حل بهم العذاب نجى الله الذين كانوا ينهون عن السوء، وعلى اختلاف الأقوال في مصير الفرقة التي سكتت فإن نجت مع الناجين فبفضله وإن هلكت مع الهالكين فبعدله سبحانه، فنخلص أن الأمة كالجسد الواحد لا ينبغي أن تهمل عضوا فيها قد فسد وإلا عم الفساد الجسد كله وهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَثَل الواقع في حُدود الله والقائم فيها كمثل قوم استهموا سفينةً، فكان بعضهم أسفلَها وبعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلِها إذا استقوا فأتوا إلى مَن فوقهم فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء ولم نؤذٍ من فوقنا))، قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((فإن تركوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجوا جميعًا))البخاري
- الفضيلة التي رفعت بها أمة الإسلام على باقي الأمم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فمتى استمسكت بها علت عزت ومتى تنازلت عنها هلكت وذلت، وهذا الحق الذي لا شك فيه اليوم.

استفساري هو:
المخاطبون في الآية التي ظللت عليها باللون الأحمر، هل المقصود بهم نحن معشر أمة الدعوة والهداية؟ أم المعنيون بالخطاب هم اليهود أنفسهم، والذين رأوا بأم أعينهم ما صار إليه فئة منهم، حينما تحايلوا على شرع الله وحكمه؟
هذه إشارة أردت استيضاحها، ولفظة (منكم) توضح ذلك؛ أي: منكم معشر اليهود .
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفوائد, استخراج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir