دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أساليب التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م, 11:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الثاني: أسلوب التقرير العلمي

الدرس الثاني: أسلوب التقرير العلمي

الأسلوب العلمي هو أصل أساليب التفسير، وأكثرها شيوعاً في رسائل التفسير وكتب المفسّرين، وعناية أهل العلم به ظاهرة بيّنة، وهو الأسلوب الأليق بمقام التعليم، ومخاطبة طلاب العلم ومن له حظ من المعرفة والنظر في الأدلة وأوجه الاستدلالات.
وهذا الأسلوب قائم على إحسان تحرير المسائل العلمية في الآيات المفسَّرة، وإحسان عرضها للمتلقي بأسلوب علمي صحيح.
ولذلك فإنه يستدعي حسن الإلمام بأصول التفسير وطرق استخراج المسائل التفسيرية وتحرير أقوال العلماء فيها وبيان حججها وعللها وإعمال قواعد الجمع والترجيح، والنقد والإعلال، وغير ذلك من الأدوات العلمية التي يحتاج إليها المفسّر.

لغة الخطاب في أسلوب التقرير العلمي:
المخاطَبون بهذا الأسلوب عامّتهم من أهل العلم وطلابه، ومِن فِقْه المتحدّث وحكمته أن يحدّث كلّ فئة بما يناسبها من الأسلوب ولغة الخطاب ومقام الحديث؛ فلذلك ينبغي أن تكون لغةُ الخطاب في هذا الأسلوب لغةً علميةً رصينةً محررةً، وأن يستوفي المفسّرُ المسائلَ التفسيريةَ استيفاء حسناً بحسب وُسْعه وما يحتمله المقام.
وأن يحرص على التثبّت في حكاية الأقوال ونقل كلام أهل العلم، وأن يحسن الفهم، ويؤصّل البحث، ويقرّب الفائدة العلمية لطلاب العلم، وأن يجتنب الحدّة والتشنيع في المسائل الاجتهادية، وأن يحذر من العجلة في إطلاق الأحكام بما يبدر إلى ذهنه قبل التحقق من صحة ما يكتب، وأن يتجنّب التوسّع في الدعوى بما لا يمكنه إقامة الدليل عليه.

تنوّع المسائل العلمية في التفسير
علم التفسير أوسع العلوم وأجمعها؛ ولذلك تتنوّع المسائل التفسيرية فيه إلى أنواع متعددة:
- فمنها مسائل متعلقة بعلوم الآية التي يفسّرها كقراءاتها ومقاصدها وسبب نزولها.
- ومنها مسائل متعلقة بمعاني مفردات الآيات ودلالات الأساليب والتراكيب.
- ومنها مسائل متعلقة بتعيين المراد ببعض الألفاظ العامة والمجملة كتعيين المبهم، وتسمية المضمر، وتبيين المجمل، وتقييد المطلق.
- ومنها مسائل متعلقة بفقه أحكام الآية، ومسائل متعلقة بالعقيدة، وأخرى بعلم السلوك وبيان هدايات الآية إلى غير ذلك من أنواع المسائل التفسيرية التي تدل عليها الآيات دلالة مباشرة.

ويحتاج المفسّر في المسائل التي يفصّل الحديث فيها إلى إحسان تحريرها على ما تقتضيه أصول بحث تلك المسائل بحسب العلوم التي تنتمي إليها تلك المسائل أصالة:

- فإذا تعلّق البحث ببيان مسائل الآية الاعتقادية كان عليه أن يكون حسن المعرفة بأصول عقيدة أهل السنة والجماعة حسن التوقّي من أقوال المخالفين لهم على تفاوت مخالفاتهم.
- وإذا تعلق البحث بتحرير أقوال السلف في تفسير الآية كان عليه أن يستخرج تلك الأقوال من مصادرها الأصلية أو البديلة، ولا يكتفي بالمصادر الناقلة، وأن يميز بحسب استطاعته ما تصح نسبته من تلك الأقوال إلى من ذُكرت عنهم من السلف مما لا يصحّ، وفي هذا النوع من البحث تفاوت كبير بين المفسّرين.
- وكذلك إذا تعلّق البحث بالمسائل اللغوية على تنوّعها احتاج المفسّر إلى دراسة كل نوع منها على ما تقتضيه أصول البحث في ذلك العلم بالقدر الذي يحتاجه المفسّر؛ فإذا اختلف المفسّرون في معنى مفردة من مفردات القرآن، كان على المفسّر الحصيف البحث عن معاني تلك المفردة في معاجم اللغة وكتب علماء اللّغة المتقدّمين، والتعرّف على إطلاقاتها وشواهدها، وموازنة أقوال اللغويين بأقوال المفسّرين، وإعمال قواعد التفسير اللغوي.

وإذا اجتهد المفسّر في حصر الأقوال، وتحرير نسبتها، وأحسنَ دراستها وتصنيفها، وأجرى ما يقتضيه البحث العلمي من الجمع والترجيح والإعلال بقيت عليه بعد ذلك مسألة مهمّة وهي الأسلوب الذي يعرض به دراسته لتلك المسألة على المتلقّين من طلاب العلم.

عرض المسائل التفسيرية في الأسلوب العلمي:
تنوّعت طرق العلماء في عرض ما تحرَّر لهم من المسائل العلمية في التفسير وأقوال المفسّرين فيها؛ وهذا التنوّع يفيد طالب العلم أن ترتيب عرض الأقوال والمسائل العلمية في التفسير قضية اجتهادية يتوخّى فيها المفسّر أحسن الطرق لإفادة المتلقّي وتفهيمه، وقد ينوّع المفسّر نفسُه في الترتيب في عدد من رسائله.
فمن المفسّرين من يبدأ بتقرير القول الصحيح في الآية ثم يعرّج على الأقوال الضعيفة والباطلة ويبيّن ما يردها؛ ليكون أول ما يتلقاه المتلقي هو القول الصحيح.
ومنهم من يعكس الأمر فيبدأ بذكر الأقوال الضعيفة ثمّ يثير الأسئلة التي تبيّن ضعفها ليستحثّ ذهن القارئ على التفكّر في المعنى الصحيح، ثم يسترسل في عرض الأقوال حتى يتوصّل إلى بيان القول الذي يرجّحه.
ومنهم يبدأ بحصر الأقوال وتحرير نسبتها ثم يعقّب ببيان ما يترجّح له ويعلّق على تلك الأقوال بما يراه.
وتختلف مناهجهم في استيعاب الأقوال التفسيرية؛ فمنهم من يجتهد في استيعابها وتلخيصها، ومنهم مَن يرى الإعراض عن الأقوال البعيدة والباطلة.

ومن المفسّرين من يكون غرضه الأكبر من كتابة الرسالة التفسيرية التنبيه على مسألة مهمة من مسائل تفسير الآية وتقرير الاستدلال لها بأوجه متعددة تبيّن صحة القول الذي يرجّحه فيها، ولذلك قد يغلب عليه النظر في تلك المسألة فيسهب فيها حتى يتجاوز ذكر بعض المسائل المهمة في تفسير الآية لاشتغاله بما يتعلّق بمقاصد كتابته لتلك الرسالة.

تنوع أوجه العناية العلمية لدى المفسرين:
ومما ينبغي أن يُعلم أن أوجه العناية العلمية لدى المفسّرين متنوعة إلى أنواع:
- فمنهم المعتني بالأحاديث وآثار السلف، ويظهر ذلك في اجتهاده في تقصي تلك الأحاديث والآثار من مظانها وبيان طرقها، وتحرير نسبتها، والتنبيه على ما يتصل بذلك من الفوائد والعلل في جانبي الرواية والدراية.
- ومنهم المعتني بجمع وتحرير الأقوال التفسيرية في مصنفات المفسرين وتعرّف مصادر كلّ قول، وبيان مأخذه ونشأته، وموقف العلماء منه، وطرق نقل المفسرين بعضهم عن بعض، وبيان ما يتصل بذلك من الفوائد والعلل التي لها أثر على تحرير دراسته لتلك المسائل التفسيرية.
- ومنهم المعتني بالمسائل اللغوية وطرق استخراجها وجمع أقوال اللغويين فيها، والموازنة بينها.
- ومنهم المعتني بالمسائل السلوكية والوقوف عند هدايات الآيات وتدبّرها، واستخراج فوائدها، وطرق دلالة الآية عليها، وجمع أقوال علماء السلوك في تلك المسائل، واستخراجها من مظانها.

ومِن أهل العلم مَن يُوفَّق للجمع بين أنواع من تلك الأوجه، ويظهر ذلك جليّا في رسائله التفسيرية.
ولا يبلغ المفسّر مرتبة متقدمة في التفسير حتى يحسن الجمع بين أنواع من العلوم بما يؤهله لحسن البحث في مسائلها وتحرير أقوالها.

والجامع بين الأنواع المتقدمة هو غلبة الأسلوب العلمي واعتماده على تحرير المسائل العلمية.

المخاطَبون بالأسلوب العلمي:
تقدّم أن أسلوب التقرير العلمي يخاطَب به طلاب العلم والعلماء في الأصل؛ ولذلك يوصى المفسّر أن تكون لغته بهذا الخطاب لغة علمية هادئة محررة تناسب مَن يُخاطبهم، ويلقي إليهم تلك المادّة العلمية.


عناية العلماء بالأسلوب العلمي:
هذا الأسلوب هو الغالب على كتب التفسير وكتب معاني القرآن على تفاوت ظاهر بينهم في التفصيل والإجمال، وتنوّع في أوجه العناية العلمية، وتنوّع في مسالك العرض والتقرير وترتيب المسائل.
ولبعض المفسّرين في رسائلهم التفسيرية عناية حسنة بهذا الأسلوب وبراعة ظاهرة فيه، ومن أجود الرسائل والفصول التفسيرية التي كتبت بهذا الأسلوب:
1.رسالة في تفسير قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن...} لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله
2. فصل في تفسير قول الله تعالى: {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم...} لابن القيّم رحمه الله
3. رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله
4. تفسير الباقيات الصالحات للحافظ العلائي
5. القسم الأول من رسالة تفسير آية الكرسي للشيخ محمد بن صالح العثيمين


تطبيقات:
- اكتب رسالة تفسيرية مختصرة بأسلوب التقرير العلمي.
توضيح: [يكفي أن يختار الطالب من الآيات التي سبق له تلخيصها وتحرير مسائلها؛ فيعيد النظر فيها، ويحسّن من تحريرها بعد الاستفادة من الرسائل التفسيرية، ويصوغها بأسلوب علمي محرر].
تنبيه: لا يكرر الطالب الرسالة في الدروس الأخرى.

تعليمات:
- مقدار التطبيق: صفحة إلى صفحتين.
- توضع التطبيقات في مشاركات تابعة لهذا الدرس.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir