السؤال الأول: قال شيخ الإسلام في المقدمة: (أولئكَ القرامطةُ الباطنيَّةُ لا يُنكِرونَ اسماً هوَ عَلَمٌ مَحْضٌ كالْمُضْمَراتِ، وإنَّما يُنكرونَ ما في أسماءِ اللهِ الحُسْنَى مِنْ صفاتِ الإثباتِ) ما "المضمرات" ؟
الجواب: المضمرات = ( الضمائر )، وقوله (علم) أي معرفة. وهذا استطراد من شيخ الإسلام لا يتعلق بعلم التفسير.
والضمائر من المعارف المجموعة في قول الناظم:
إن المعارف سبعة فيها كمل ........... أنا صالح ذا ما الفتى ابني يا رجل
وقال ابن مالك:
نكرة قابل أل مؤثرا ........ أو واقع موقع ما قد ذكرا
وغيره معرفة كـ(هم) وذي ......... وهند وابني والغلام والذي
وقال ابن أب:
اعلم هديت الرشد أن المعرفة ....... خمسة أشيا عند أهل المعرفة
وهي الضمير ثم الاسم العلم ......... وذو الأداة ثم الاسم المبهم
السؤال الثاني: قال رحمه الله عند حديثه عن تفسير "الصراط المستقيم" : (فَهَذَانِ الْقَوْلَانِ مُتَّفِقَانِ؛ لِأَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ هُوَ اتِّبَاعُ الْقُرْآنِ، وَلَكِنْ كُلٌّ مِنْهُمَا نَبَّهَ عَلَى وَصْفٍ غَيْرِ الْوَصْفِ الْآخَرِ، كَمَا أَنَّ لَفْظَ "صِرَاطٍ" يُشْعِرُ بِوَصْفِ ثَالِثٍ.) ما هو هذا الوصف الثالث؟
الجواب: لعل المقصود بالوصف الثالث ما يفهم من اشتقاق لفظة (الصراط)؛ فإن أصل هذه المادة بمعنى (الابتلاع)؛ كأن الطريق يبتلع من يسير فيه، أو أن السائر يبتلع الطريق، ولذلك يسمى الطريق (لقما) لأنه يَلقم أو يُلقم.
وكأن الإشارة بهذا الأصل للدلالة على الثبات والاستمرار، والله أعلم.