قَولُهُ: فَنَسْألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنا مِنْهُمْ، وأنْ لاَ يُزِيغَ قُلوبَنا بَعدَ إذْ هَدَانا ؛ وأنْ يَهَبَ لَنَا مِن لَدُنْهِ رَحمةً إنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ.
خَتْمُ المُؤَلِّفِ رَحِمَهُ اللهُ هَذِهِ العَقِيدةَ المُبارَكَةَ بِدُعاءِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ الَّذِينَ يَقُولونَ ((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ؛ وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)) وهُوَ مِن أنْفَسِ الدُّعاءِ وأَجلِّهِ ؛ وَكُلُّ النَّاسِ مُحتاجونَ لَهُ.
ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعواتٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعو بها: يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك. قَالَتْ فَقُلتُ يا رَسُولَ اللهِ: إنَّكَ تُكْثِرُ أنْ تَدعوَ بهَذَا الدُّعاءِ فقَالَ: إنَّ قَلْبَ الآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ.
ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ أيضاً عَن شَهْرٍ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ فِي دُعائِه يقولُ: اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك. قَالَتْ: فقلتُ: يا رَسُولَ اللهِ أوَ إِنَّ القلوبَ لَتُقَلَّبُ؟ قَالَ نَعَمْ. مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ بَشَرٍ مِن بَنِي آدمَ إلاَّ أَنَّ قَلْبَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِن أَصابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فإنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإنْ شَاءَ أزَاغَهُ ؛ فَنَسْأَلُ اللهَ رَبَّنَا أنْ لاَ يُزِيغَ قُلوبَنَا بعدَ إذْ هَدَانا ونسألُهُ أنْ يَهَبَ لنَا مِن لَدُنه رحمةً إنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ قَالَتْ فقلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ألاَ تُعلِّمُني دَعوةً أَدْعو بها لنَفْسِي؟ قَالَ: بَلَى. قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لي ذَنْبِي وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ مَا أَحْيَيْتَنِي.
فَنَسْألُ اللهَ رَبَّنا أنْ يُثبِّتَ قُلوبَنا وأنْ يَهْدِيَنا صِراطَه المُستقِيمَ. وصلَّى اللهُ عَلَى خيرِ خَلْقِه مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليماً كَثيراً.