وقال الكلحبة
ولم يروها أبو عكرمة ورواها أحمد وغيره قالوا إن هبيرة بن عبد مناف وهو الكلحبة كان أراد بعض الملوك من ملوك الشام فسار حتى إذا سار في موضع يقال له قرن ظبي رجع وقال:
رددت ظعائني من قرن ظبي.......وهن على شمائلهن زور
فجاور في بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة فأغار عليهم بنو جشم بن بكر من بني تغلب فقاتل مع بلي هو وابنه وقد أخذ بنو جشم أموالهم حتى ردها وجرح ابنه فمات من جراحه فقال هبيرة:
1: تسائلني بنو جشم بن بكر.......أغراء العرادة أم بهيم
2: هي الفرس التي كرت عليهم.......عليها الشيخ كالأسد الكليم
3: إذا تمضيهم عادت عليهم.......وقيدها الرماح فما تريم
4: تعادى من قوائمها ثلاث.......بتحجيل وقائمة بهيم
5: كميت غير محلفة ولكن.......كلون الصرف عل به الأديم
يقول (تسائلني) والخبر عندهم، و(البهيم) الذي لونه واحد لا يخلطه غيره ثم قال (هي الفرس التي كرها) راكبها عليهم يقتلهم عليها الشيخ الكليم كالأسد يعني نفسه، يقول (تعادى من قوائمها ثلاث) أي توالى وتتابع أي ثلاث من قوائمها محجلة و(قائمة واحدة بهيمة لا تحجيل بها)، يقول لهم فإن سألتم عنها فهذه صفتها، قال أحمد (الكميت المحلف) الأحم، والأحوى وهما يتشابهان في اللون حتى يشك فيهما البصيران فيحلف هذا أنه كميت أحم ويحلف هذا أنه كميت أحوى، فيقول فرسي هذه ليست من هذين اللونين ولكنها كلون الصرف، وهو صبغ أحمر تصبغ به الجلود، وقوله (إذا تمضيهم عادت عليهم) أي إذا تنفذهم في القتال تعود عليهم لتقتل بقيتهم
وأنشد لدثار بن فقعس بن طريف الأسدي:
وأنا الفارس المنازل بالعلـ.......ـياء والقوم ينظرون جهارا
يوم أمضيهم أجش يسح الـ.......ـشد سح الشعيب نهدًا مطارا
السح الصب سحت السماء تسح إذا صبت وسحت الشاة تسح وتسح إذا بلغ سمنها ونهد ضخم ومطار ذكي كأنه من فرط ذكاء قلبه مطار كأنه قد أطير فهم أن يطير، وقال بشر:
إذا تمضيهم كرت عليهم.......بطعن مثل أفواه الخبور
الخبور المزاد شبه أفواه الطعنات بأفواه المزاد في سعتها).
[شرح المفضليات: 24-25]