دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م, 10:58 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي تفسير قوله تعالى "فأقم وجهك للدين حنيفا"

قوله تعالى :فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة وجهه للدين حال كونه حنيفا اى مقبلا على ربه معرضا عما سواه
ومعنى إقامة الوجه للدين:عبر بالوجه لأن إقامة الوجه تبعا لإقامة القلب للدين وإقامة الوجه والقلب للدين تفضى إلى سعى البدن فى مرضات الرب وإخلاص الدين له وحده لا شريك له
والوجه أشرف ما فى الإنسان وإلتفات الوجه لأمر يدل على اهتمامه به وإعراضه عن غيره وانشغاله عنه فمن أقام وجهه للدين فقد جعله إمامه فى كل شئونه الدينية والدنيوية يستقى منه ويسترشد به ومن كان هذا حاله كان كمن قال الله تعالى فيه "فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا "
وأما الحنيفية فالمقصودالملة الحنيفية ملة التوحيد والإخلاص والميل عن الشرك والإقبال على التوحيد بقلبه وبدنه
ثم بين سبحانه وتعالى أن هذا المأمور به يوافق ما فطر الله تعالى العباد عليه فإن الدين الحنيف يوافق الفطرة كما قال تعالى فى الحديث القدسى"إنى خلقت عبادى كلهم حنفاء ثم إن الشياطين اجتالتهم عن دينهم"
والفطرة كما ذكرها السعدى رحمه الله :ما وضعه الله فى قلوب الخلق كلهم من الميل إلى الحق وإيثاره ومحبته
وهى أيضا الاستعداد للتعاليم الإلهية والعمل المشروع

وهذه الفطرة هى الأصل فمن خرج عنها فلعارض عرض له فى فطرته فأفسدها عليه
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول "فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله"
وقال القرطبى فى معنى الفطرة نقلا عن شيخه الذى لم يسميه:إن الله تعالى خلق قلوب بنى آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام وهو الدين الحق وقد دل على صحة هذا المعنى قوله كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء يعنى أن البهيمة تلد ولدها كامل الخلقة سليما من الآفات فلو ترك على أصل تلك الخلقة لبقى كاملا بريئا من العيوب لكن يتصرف فيه فيجدع أذنه ويوسم وجهه فتطرأعليه الآفات والنقائص فيخرج عن الأصل

ففى ضمنه الحث على الحفاظ على الفطرة وتغذيتها بما يوافقها من العلم الذى هو دين الإسلام الحنيف
وأما قوله تعالى "لا تبديل لخلق الله" فمعناه :
نهى فى صيغة الخبر أى لا أحد يبدل خلق الله فيجعل المخلوق على غير الوضع الذى وضعه الله
وقيل هو خبر على بابه ومعناه أن الله تعالى ساوى بين خلقه كلهم فى الفطرة لا يولد أحد إلا على الفطرة المستقيمة
والمراد بخلق الله:دين الله
والدين والفطرة هو الإسلام كما قال البخارى
وقوله تعالى "ذلك الدين القيم"أى التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم الموصل إلى الله وإلى كرامته
وقوله تعالى "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" أى اكثر الناس لا يعرفون هذا الدين القيم وإذا عرفوه لم يسلكوه
قال القرطبى أى لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقا معبودا وإلها قديما سبق قضاؤه ونفذ حكمه
وفى الآية حث على لزوم دين الإسلام والإقبال على الله بكليتنا والإخلاص له وحده لا شريك له فإن سلوك هذا الدين هو أقوم السبل وأهدى الطرق الذى من سلكه أفضى به إلى رضا الله وجنته
المصادر:
-بن كثير
-القرطبى
-السعدى
-التحرير والتنوير
-صحيح البخارى كتاب التفسير سورة الروم

اسلوب الرسالة:
التقرير العلمى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir