دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > فتاوى العقيدة > فتاوى ابن عثيمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1431هـ/6-06-2010م, 05:45 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ما المراد بالتوسط في الدين أو الوسطية؟

السؤال: له سؤالٌ آخر يا فضيلة الشيخ يقول هذا السائل من العراق من نينوى أبو عمرو يقول ما المراد بالتوسط في الدين أو الوسطية يا فضيلة الشيخ أرجو بهذا إفادة مأجورين؟
الجواب
الشيخ: التوسط في الدين أو الوسطية أن يكون الإنسان بين الغالي والجافي وهذا يدخل في الأمور العلمية العقدية وفي الأمور العملية التعبدية فمثلاً في الأمور العقدية انقسم الناس فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته إلى ثلاثة أقسام طرفان ووسط طرفٌ غلا في التنزيه فنفى عن الله ما سمى ووصف به نفسه وقسمٌ غلا في الإثبات فأثبت لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات لكن باعتقاد المماثلة وقسمٌ وسط أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات لكن بدون اعتقاد المماثلة بل باعتقاد المخالفة وأن الله تعالى وأن الله تعالى لا يماثله شئٌ من مخلوقاته مثال الأول الذي غلوا في التنزيه الذين يقولون إن الله تعالى لا يوصف إلا بصفاتٍ معينة حددوها وادعوا أن العقل دل عليها وأن ما سواها لا يثبت لأن العقل بزعمهم لم يدل عليها فمثلاً أثبتوا صفة الإرادة لله وقالوا إن الله تعالى مريد لكنهم نفوا صفة الرحمة عنه وقالوا معنى الرحمة الإحسان أو إرادة الإحسان وليست وصفاً في الله عز وجل فتجد هؤلاء أخطئوا حيث نفوا ما وصف الله به نفسه بل نفوا ما كانت دلالة العقل فيه أظهر من دلالة العقل على ما أثبتوه فإن إثباتهم للإرادة بالطريق العقلي أنهم قالوا إن تخصيص المخلوقات بما تختص به مثل هذا سماء وهذه أرض وهذه بعير وهذه فرس وهذا ذكر وهذا أنثى هذا التخصيص يدل على إرادة الخالق أنه أراد أن يكون الشيء على هذا فكان فنقول لهم إن دلالة نعم الله عز وجل ودفع نقمه تدل على الرحمة أكثر مما يدل التخصيص على الإرادة ولكن مع ذلك نفوا الرحمة وأثبتوا الإرادة بناءً على شبهةٍ عرضت لهم القسم الثاني الذين غلوا في الإثبات وهم أهل التمثيل قالوا نثبت لله عز وجل الصفات لكن على وجهٍ مماثل للمخلوق وهؤلاء ضلوا وغفلوا عن قول الله تعالى (ليس كمثله شيء) والقسم الثالث الوسط قالوا نثبت لله كل ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو فيما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات مع اعتقاد عدم المماثلة وأن ما يثبت للخالق من ذلك مخالفٌ لما يثبت للمخلوق فإن ما يثبت للخالق أكمل وأعلى كما قال تعالى (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم) هذا في العقيدة كذلك أيضاً في الأعمال البدنية من الناس من يغلو فيزيد ويشدد على نفسه ومن الناس من يتهاون ويفرط فيضيع شيئاً كثيراً وخير الأمور الوسط والوسط الضابط فيه ما جاءت به الشريعة فهو وسط وما خالف الشريعة فليس بوسط بل هو مائل إما للإفراط وإما إلى التفريط وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الوسطية خمسة أصول بين فيها رحمه الله أن أهل السنة فيها وسطٌ بين طوائف المبتدعة فيا حبذا لو أن السائل رجع إليها لما فيها من الفائدة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, المراد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir