دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 04:50 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الصلاة: القسم الثاني(في النوافل): الباب الأول: النوافل المقرونة بالأوقات(1)

القسم الثاني: من كتاب الصلاة: في النوافل
الباب الأول: في النوافل المقرونة بالأوقات
الفصل الأول: في رواتب الصلوات الخمس والجمعة
الفرع الأول: في أحاديث جامعة لرواتب مشتركة
4064 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صلّيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، و[ركعتين بعد] العشاء».
وفي رواية بمعناه، وزاد: «فأما المغرب، والعشاء، والجمعة: ففي بيته».
وعند البخاري لم يذكر الجمعة، وزاد البخاري في رواية قال: وحدّثتني حفصة: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فيها».
قال البخاري في أخرى: «بعد العشاء في أهله».
وفي رواية لهما، وفيه: «وكان لا يصلّي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلّي ركعتين في بيته».
وللبخاري قال: «حفطت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الغداة، وكانت ساعة لا أدخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، فحدّثتني حفصة: أنه كان إذا طلع الفجر وأذّن المؤذّن صلّى ركعتين».
وأخرج الموطأ، وأبو داود، والنسائي الرواية التي آخرها: «وكان لا يصلّي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلّي ركعتين في بيته».
وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة إلى قوله: «قبل الغداة».

4065 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السّنّة بنى الله له بيتا في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر». أخرجه الترمذي.
وعند النسائي: «من ثابر على ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة... الحديث».

[شرح الغريب]
ثابر على الشيء: إذا حرص على فعله.

4066 - (ت س م د) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة». وذكرت مثل حديث عائشة قالت: «وركعتين قبل صلاة الغداة». أخرجه الترمذي، والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «من ركع ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة سوى المكتوبة بنى الله له بيتا في الجنة».
وفي أخرى: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة... الحديث».
وفي أخرى: «بالنهار، أو الليل».
وأخرج مسلم، وأبو داود نحو رواية النسائي المفردة.
وكأنّ هذه الروايات التي للنسائي المفردة عن الترمذي ليس المراد بها الرّواتب.

4067 - (خ م س د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «صلاتان لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتركهما سرّا وعلانية، في سفر، ولا حضر: ركعتان قبل الصبح، وركعتان بعد العصر».
وفي رواية قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أربعا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة». أخرج البخاري ومسلم، والنسائي الأولى، وأخرج البخاري، وأبو داود، والنسائي الثانية.

4068 - (م د ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - عن تطوعه؟ - فقالت: كان [النبيّ -صلى الله عليه وسلم-] يصلّي في بيته قبل الظهر أربعا، ثم يخرج فيصلّي بالناس، ثم يدخل فيصلّي ركعتين، وكان يصلّي بالناس المغرب، ثم يدخل فيصلّي ركعتين، ويصلّي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلّي ركعتين، وكان يصلّي من الليل تسع ركعات، فيهن الوتر، وكان يصلّي ليلا طويلا قائما، وليلا طويلا قاعدا، وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلّى ركعتين». أخرجه مسلم.
وزاد أبو داود: «ثم يخرج فيصلّي بالناس صلاة الفجر».
وفي رواية الترمذي: قال: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلّي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ثنتين، وبعد العشاء ثنتين، وقبل الفجر ثنتين».

4069 - (ت س) عاصم بن ضمرة - رحمه الله -: قال: «سألنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النهار؟ فقال: إنكم لا تطيقون ذلك، فقلنا: من أطاق ذلك منا، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلّى ركعتين، وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلى أربعا، وصلى أربعا قبل الظهر، وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقرّبين والنّبيّين، والمرسلين، ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين». أخرجه الترمذي، والنسائي.
وللنسائي قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي حين تزيغ الشمس ركعتين، وقبل نصف النهار أربع ركعات، ويجعل التسليم في آخره».

4070 - (د) طاوس: قال: «سئل ابن عمر - رضي الله عنهما - عن الركعتين قبل المغرب؟ فقال: ما رأيت أحدا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّيهما، ورخص في الركعتين بعد العصر». أخرجه أبو داود.
4071 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي في إثر كلّ صلاة مكتوبة ركعتين، إلا الفجر والعصر». أخرجه أبو داود.
4072 - (خ م س ت د) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بين كلّ أذانين صلاة، بين كلّ أذانين صلاة، قال في الثالثة: لمن شاء». أخرجه الجماعة إلا الموطأ، وعند الترمذي مرة واحدة، وعند أبي داود مرتين.
[شرح الغريب]
بين كل أذانين: أراد بالأذانين: الأذان والإقامة، فغلب أحد الاسمين على الآخر، على أن الأذان في الإقامة حقيقة أيضا، لأنها إعلام بالصلاة والدخول فيها، والأذان إعلام بوقتها.

4073 - يحيى بن سعيد الأنصاري - رحمه الله-: قال: ما أدركت فقهاء أرضنا إلا يسلّمون من كلّ اثنتين من تطوع النهار. ويذكر ذلك عن عمّار، وأبي ذرّ، وأنس، وجابر بن زيد، وعكرمة، والزهريّ. أخرجه البخاري تعليقا.
الفرع الأول: في ركعتي الفجر
[النوع] الأول: في المحافظة عليهما
4074 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «لم يكن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشدّ تعاهدا منه على ركعتي الفجر».
وفي رواية: «معاهدة [منه على ركعتي الفجر]».
وفي رواية: قالت: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسرع منه إلى ركعتين قبل الفجر». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ركعتا الفجر خير من الدّنيا وما فيها».
وله في أخرى: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: في شأن الركعتين عند طلوع الفجر: «لهما أحبّ إليّ من الدنيا جميعا».
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وأخرج الترمذي رواية مسلم الأولى، وأخرج النسائي [قال]: «ركعتان قبل الفجر خير من الدنيا جميعا».

4075 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدعوهما ولو طردتكم الخيل». أخرجه أبو داود.
4076 - (د) بلال - رضي الله عنه -: «أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة بلالا بأمر سألته عنه، حتى فضحه الصبح، فأصبح جدا، قال: فقام بلال فآذنه بالصلاة، وتابع أذانه، فلم يخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما خرج صلى بالناس، فأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا، وأنه أبطأ عنه بالخروج، فقال: إني كنت ركعت ركعتي الفجر، فقال: يا رسول الله، إنّك أصبحت جدا، قال: لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فضحه الصبح: أي دهمه فضح الصبح، وهو ظهوره، يقال: فضح الصبح وأفضح إذا بدا، والأفضح الأبيض، وليس بالشديد البياض، وقيل: الفضح غبرة في اللون، وفضحة الصبح أول ضوئه، وقيل معناه: أنه لما تبين الصبح جدا ظهرت غفلته عن الوقت، فصار كما يفتضح بعيب يظهر منه، قال الخطابي: وقد روي بالصاد غير المعجمة، قال: ومعناه: بان له الصبح، ومنه: الإفصاح بالكلام، وهو الإبانة عن الضمير بالبيان.

[النوع] الثاني: في وقتهما وصفتهما
4077 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح».
وفي رواية: «أنه كان يصلّي ركعتي الفجر، فيخفّفهما حتى أقول: هل قرأ فيهما بأم القرآن؟» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «كان يصلّي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخفّفهما».
وفي أخرى: «إذا طلع الفجر».
وأخرج الموطأ، وأبو داود والنسائي الرواية الثانية.
وللنسائي: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سكت المؤذّن بالأذان الأول من صلاة الفجر، قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يستنير الفجر، ثم اضطجع على شقّه الأيمن».

4078 - (خ م ط س) حفصة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان [إذا] أذّن المؤذّن للصبح، وبدا الصبح، صلى ركعتين خفيفتين، قبل أن تقام الصلاة».
وفي رواية: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طلع الفجر لا يصلّي إلا ركعتين خفيفتين» أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي.

4079 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخفّفهما». أخرجه النسائي، وقال: هذا حديث منكر.
4080 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال أنس بن سيرين: «قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة: أطيل فيهما القراءة؟ قال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة من آخر الليل، ويصلي ركعتين قبل صلاة الغداة، وكأنّ الأذان بأذنيه». قال حماد: أي بسرعة، أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
[شرح الغريب]
مثنى مثنى: يعني أن في كل ركعتين تسليما، وقد تقدم ذكره.

4081 - (د ت) يسار - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رآني ابن عمر وأنا أصلّي بعد طلوع الفجر، وأسلّم من ركعتين، فقال: يا يسار إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج علينا ونحن نصلّي كما تصلّي، فقال لنا: ليبلّغ الشاهد الغائب: لا تصلّوا بعد الفجر إلا سجدتين». أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي مختصرا: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاةبعد الفجر إلا سجدتين».

[النوع] الثالث: في القراءة فيهما
4082 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان كثيرا ما يقرأ في ركعتي الفجر: في الأولى منهما: {قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} الآية التي في [البقرة: 136]، وفي الآخرة: {آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون} [آل عمران: 58].
وفي رواية: كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا} والتي في آل عمران: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} [آل عمران: 64]». أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

4083 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركعتي الفجر: {قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا} في الركعة الأولى، وبهذه الآية: {ربنا آمنّا بما أنزلت واتّبعنا الرّسول، فاكتبنا مع الشّاهدين} [آل عمران: 53]، أو: {إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرا ونذيرا، ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [البقرة: 119]». قال أبو داود: شك الراوي.
[شرح الغريب]
الجحيم: من أسماء جهنم، وهو في اللغة: معظم النار.

4084 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد}» أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
4085 - (ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «رمقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرا، وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد}». أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي قال: «رمقت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد}»..

[النوع] الرابع: في الاضطجاع بعدهما
4086 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلّى ركعتي الفجر، فإن كنت مستيقظة حدّثني، وإلا اضطجع». زاد في رواية: «حتى يؤذن بالصلاة». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقّه الأيمن». ولمسلم مثل الأولى، بغير زيادة.
وفي رواية أبي داود: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قضى صلاته من آخر الليل، نظر، فإن كنت مستيقظة حدّثني، وإن كنت نائمة أيقظني وصلى بالركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذّن فيؤذنه بصلاة الصبح، فيصلّي ركعتين خفيفتين، ثم يخرج إلى الصلاة».
وفي رواية الترمذي قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى ركعتي الفجر، فإن كانت له إليّ حاجة كلّمني، وإلا خرج إلى الصلاة».

4087 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا صلّى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه». أخرجه الترمذي.
وزاد أبو داود: «فقال له مروان بن الحكم: أما يجزيء أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال: لا، فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه، فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول؟ قال: لا، ولكنّه اجترأ وجبنّا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة، قال: فما ذنبي، أن كنت حفظت ونسوا».

[شرح الغريب]
اجترأ وجبنّا: الاجتراء الإقدام على الشيء من غير خوف ولا فزع، والجبن خلافه.

4088 - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن ابن عمر رأى رجلا صلى ركعتي الفجر ثم اضطجع، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أردت أن أفصل بين صلاتيّ، فقال له: وأيّ فصل أفضل من السلام؟ قال: فإنها سنّة، قال: بل هي بدعة». أخرجه....
[النوع] الخامس: في صلاتهما بعد الفريضة
جوازه
4089 - (ت د) محمد بن إبراهيم [التيمي] عن قيس [بن عمرو]: قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقيمت الصلاة، فصلّيت معه الصبح، ثم انصرف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فوجدني أصلي، فقال: مهلا يا قيس، أصلاتان معا؟ فقلت: يا رسول الله، إني لم أكن ركعت ركعتي الفجر، قال: فلا إذا». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود عن قيس [بن عمرو] قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلاة الصبح ركعتان، فقال الرجل: إني لم أكن صليت الركعتين اللّتين قبلهما، فصليتهما الآن، فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية عبد ربّه، ويحيى ابني سعيد: «أن جدّهم صلى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-»... بهذه القصة، مرسل.

[شرح الغريب]
مهلا: بمعنى أمهل أي تأنّ واتئد، يقال للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد.

4090 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أن رجلا صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح، فلما انصرف صلى ركعتين، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آلصّبح أربعا؟ فقال: يا رسول الله، إني كنت لم أصلّ ركعتي الفجر، قال: فلا إذا». أخرجه....
المنع منه
4091 - (خ م س) عبد الله بن مالك بن بحينة - رضي الله عنه -: قال: «مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برجل - وفي رواية: أنه رأى رجلا - قد أقيمت الصلاة يصلّي ركعتين، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاث به الناس، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آلصبح أربعا؟ آلصبح أربعا؟». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «أقيمت صلاة الصبح، فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا يصلّي والمؤذّن يقيم، فقال: أتصلّي الصبح أربعا؟».
وفي أخرى له: «أنّه مرّ برجل يصلي وقد أقيمت صلاة الصبح، فكلّمه بشيء لا ندري ما هو؟ فلما انصرفنا أحطنا به، نقول: ماذا قال لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قال لي: يوشك أن يصلّي أحدكم الصبح أربعا».
وأخرج النسائي رواية مسلم الأولى.

[شرح الغريب]
لاث: فلان بفلان أي دار به ولاذ به.
يوشك: أوشك يوشك إذا أسرع، والوشك السرعة.

4092 - (م د س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «دخل رجل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الغداة، فصلّى ركعتين في جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما سلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا فلان، بأيّ الصلاتين اعتددت: [أ]بصلاتك وحدك، أم بصلاتك معنا؟». أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
4093 - (ط) أبو سلمة [بن عبد الرحمن]: قال: «سمع قوم الإقامة، فقاموا يصلّون، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أصلاتان معا؟ أصلاتان معا؟ وذلك في صلاة الصبح في الركعتين اللتين قبل الصبح». أخرجه الموطأ.
قضاؤهما
4094 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يصلّ ركعتي الفجر فليصلهما بعدما تطلع الشمس». أخرجه الترمذي.

4095 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أن ابن عمر فاتته ركعتا الفجر، فقضاهما بعد أن طلعت الشمس». أخرجه الموطأ.
الفرع الثالث: في راتبة الظهر
4096 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.

4097 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي قبل الظهر أربعا، وبعدها ركعتين». أخرجه الترمذي.
4098 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا لم يصلّ أربعا قبل الظهر صلاها بعدها». أخرجه الترمذي.
4099 - (ت د س) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى قبل الظهر أربعا، وبعدها أربعا حرّمه الله على النار».
وفي رواية قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها، حرّمه الله على النار». أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود، والنسائي الثانية.
وفي أخرى للنسائي: «فتمسّ وجهه النار أبدا إن شاء الله».

4100 - (د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أربع قبل الظهر ليس فيهنّ تسليم تفتح لهنّ أبواب السماء». أخرجه أبو داود.
4101 - (ت) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وأحبّ أن يصعد لي فيها عمل صالح». أخرجه الترمذي.
4102 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أربع قبل الظهر، وبعد الزوال تحسب بمثلهنّ في السّحر، وما من شيء إلا وهو يسبّح الله تلك الساعة، ثم قرأ: {يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدا للّه وهم داخرون} [النحل: 48]». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
يتفيأ: التفيؤ تحول الظل من جهة إلى أخرى، وفاء الفيء: إذا رجع من الغرب إلى الشرق، وذلك بعد الزوال.
الشمائل: جمع شمال، وهو ضد اليمين، وذلك جمع على غير قياس.
داخرون: أي صاغرون.

الفرع الرابع: في راتبة العصر قبلها وبعدها
4103 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي قبل العصر ركعتين». أخرجه أبو داود.

4104 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «رحم الله امرءا صلّى قبل العصر أربعا». أخرجه الترمذي، وأبو داود.
4105 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي قبل العصر أربع ركعات، يفصل بينهنّ بالتسليم على الملائكة المقرّبين، ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين». أخرجه الترمذي.
4106 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلّى ركعتين».
وفي رواية قالت: «ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ركعتين] بعد العصر عندي قطّ». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن عبد العزيز بن رفيع قال: «رأيت عبد الله بن الزّبير يطوف بعد الفجر ويصلّي ركعتين، ورأيت عبد الله بن الزّبير يصلي بعد العصر، ويخبر أن عائشة حدّثته: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يدخل بيتها إلا صلاهما».
وله في أخرى عن أيمن المكي: أنه سمع عائشة تقول: «والذي ذهب به، ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله حتى ثقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا - تعني الركعتين بعد العصر - وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّيهما، ولا يصليهما في المسجد، مخافة أن يثقل على أمّته، وكان يحبّ ما يخفّف عنهم».
ولمسلم: «أن أبا سلمة سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّيهما بعد العصر؟ فقالت: كان يصلّيهما قبل العصر، ثم إنّه شغل عنهما، أو نسيهما، فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلى صلاة أثبتها، تعني: داوم عليها».
وله في أخرى قالت: «لم يدع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الركعتين بعد العصر». وقالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتحرّوا طلوع الشمس، ولا غروبها، فتصلّوا عند ذلك».
وأخرج أبو داود، قالت: «ما من يوم يأتي علي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلا صلى بعد العصر ركعتين».
وله في أخرى قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال».
وأخرج النسائي الرواية الثانية، والخامسة.
وله في أخرى قالت: «ما دخل [عليّ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة العصر إلا صلاهما».

[شرح الغريب]
تتحروا: التحري القصد والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول.

4107 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إنّما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر - لأنه اشتغل بقسمة مال أتاه - عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ثم لم يعد لهما». أخرجه الترمذي.
4108 - (خ م د س) كريب مولى ابن عباس: «أن عبد الله بن عباس، وعبدالرحمن بن أزهر، والمسور بن مخرمة، أرسلوه إلى عائشة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا، وسلها عن الركعتين بعد العصر، وقل: إنا أخبرنا أنك تصلّينهما، وقد بلغنا: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عنهما؟ قال ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عنها، قال كريب: فدخلت عليها، وبلّغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أمّ سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردّوني إلى أمّ سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت: أمّ سلمة: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ينهى عنهما، ثم رأيته يصلّيهما حين صلى العصر، ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار [فصلاهما]، فأرسلت إليه الجارية، فقلت: قومي بجنبه، فقولي [له]: تقول لك أمّ سلمة: يا رسول الله، سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين، وأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: يا بنت أبي أميّة، سألت عن الركعتين بعد العصر، وإنه أتاني أناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين بعد الظهر فهما هاتان». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، إلا أنه لم يذكر قول ابن عباس: «وكنت أضرب الناس مع عمر عنها».
وفي رواية النسائي بلا قصة، وهذا لفظه: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحدة، وأنها ذكرت ذلك له، فقال: هما ركعتان كنت أصلّيهما بعد الظهر، فشغلت عنهما حتى صلّيت العصر».
وفي رواية أخرى له قالت: «شغل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الركعتين قبل العصر، فصلاهما بعد العصر».
وفي أخرى له: قال عمران بن حدير: «سألت لاحقا عن الركعتين عند غروب الشمس؟ [فقال: كان عبد الله بن الزبير يصليهما، فأرسل إليه معاوية: ما هاتان الركعتان عند غروب الشمس؟] فاضطرّ الحديث إلى أم سلمة، فقالت أمّ سلمة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتين قبل العصر، فشغل عنهما، فركعهما حين غابت الشمس، فلم أره يصلّيهما قبل، ولا بعد».

4109 - (خ) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -: قال: «إنكم لتصلّون صلاة، لقد صحبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيناه يصليهما، ولقد نهى عنهما - يعني: الركعتين بعد العصر». أخرجه البخاري.
4110 - (م) المختار بن فلفل - رحمه الله -: قال: «سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر؟ فقال: كان عمر يضرب الأيدي على صلاة بعد العصر، وكنا نصلّي على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب، فقلت له: أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّيهما، قال: كان يرانا نصلّيهما، فلم يأمرنا ولم ينهنا». أخرجه مسلم.
الفرع الخامس: في راتبة المغرب
4111 - (خ س م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان المؤذّن إذا أذّن قام ناس من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السّواري حتى يخرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلّون ركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء».
وفي رواية: «لم يكن بينهما إلا قليل».
وفي رواية قال: «كنا بالمدينة، فإذا أذّن المؤذّن لصلاة المغرب ابتدروا السّواري، فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صلّيت من كثرة من يصلّيهما». أخرج الأولى البخاري، والنسائي، والثانية مسلم.

4112 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صليت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال المختار بن فلفل: قلت لأنس: أرآكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، رآنا، فلم يأمرنا ولم ينهنا». أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث أخرجه مسلم، وقد ذكر في الفرع الرابع.
4113 - (خ س) مرثد بن عبد الله - رحمه الله -: قال: «أتيت عقبة [بن عامر] الجهنيّ، فقلت: ألا أعجّبك من أبي تميم!؟ يركع ركعتين قبل صلاة المغرب، فقال عقبة: إنا كنّا نفعله على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: الشّغل». أخرجه البخاري، والنسائي.
4114 - (د خ م) عبد الله المزني بن المغفل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلّوا قبل المغرب ركعتين، ثم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين، لمن شاء، خشية أن يتخذها الناس سنّة».
وفي أخرى قال: «صلوا قبل صلاة المغرب - قال في الثالثة: لمن شاء، كراهية أن يتّخذها الناس سنّة». أخرج الأولى أبو داود، والثانية البخاري، ومسلم.

4115 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد المغرب في بيته». أخرجه الترمذي.
4116 - (د س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أتى مسجد بني [عبد] الأشهل، فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبّحون بعدها، فقال: هذه صلاة البيوت». أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: قام ناس يتنفّلون، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت».

4117 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما أحصي ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد}». أخرجه الترمذي.
4118 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرّق أهل المسجد». أخرجه أبو داود.
4119 - مكحول [الشامي] يبلغ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى بعد المغرب، قبل أن يتكلم ركعتين - وفي رواية: أربع ركعات - رفعت صلاته في علّيّين» أخرجه....
4120 - حذيفة [بن اليمان] - رضي الله عنه -: نحوه، وزاد: فكان يقول: «عجّلوا الركعتين بعد المغرب، فإنهما ترفعان مع المكتوبة». أخرجه....
الفرع السادس: في راتبة العشاء
4121 - (د) شريح بن هانئ - رحمه الله -: قال: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ما صلّى العشاء قطّ فدخل بيتي إلا صلّى أربع ركعات، أو ستّ ركعات، ولقد مطرنا مرّة من الليل، فطرحنا له نطعا، فكأني أنظر إلى ثقب فيه ينبع منه الماء، وما رأيته متّقيا الأرض بشيء من ثيابه قطّ». أخرجه أبو داود.

الفرع السابع: في راتبة الجمعة
4122 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «دخل رجل يوم الجمعة، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال: صلّيت؟ قال: لا، قال: فصلّ ركعتين».
وفي رواية: «قم فاركع»، وفي أخرى: «قم فصل الركعتين».
وفي أخرى: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليركع ركعتين». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم قال: جاء سليك الغطفانيّ يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد على المنبر، فقعد سليك قبل أن يصلّي، فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أركعت ركعتين؟» قال: لا، قال: «فاركع».
وفي أخرى: «قال له: يا سليك، قم فاركع ركعتين، تجوّز فيهما».
زاد في أخرى «ثم قال: إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين، وليتجوّز فيهما».
وأخرج أبو داود الرواية الثانية، والأولى من أفراد مسلم.
وله في أخرى عن جابر، وأبي هريرة مثل الرواية الثانية من أفراد مسلم.
وأخرج الترمذي الرواية الثانية.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرابعة.

[شرح الغريب]
تجوز: تجوز في الأمر: إذا أشرع فيه وخففه.

4123 - (ت) عبد الله بن أبي سرح - رضي الله عنه -: «أن أبا سعيد الخدريّ دخل يوم الجمعة المسجد ومروان يخطب، فقام يصلي، فجاء الحرس ليجلسوه، فأبى، حتى صلّى، فلما انصرف أتيناه، فقلنا: رحمك الله، إن كادوا ليقعوا بك، فقال: ما كنت لأتركهما بعد شيء رأيته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكر أن رجلا جاء يوم الجمعة في هيئة بذّة، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فأمره، فصلّى ركعتين، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب». أخرجه الترمذي.
وهذان الحديثان إنما أوردناهما في هذا الفصل - وإن كان المراد بالصلاة المذكورة فيهما: تحية المسجد - لأنه قرن ذكر الصلاة فيهما بيوم الجمعة، فأوردناهما هاهنا لتخصيصهما بيوم الجمعة، ولتحية المسجد موضع آخر تذكر فيه.

[شرح الغريب]
بذة: الهية البذة السيئة الرثة.

4124 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلّى أحدكم الجمعة فليصلّ بعدها أربعا».
وفي رواية قال: «من كان مصليا بعد الجمعة فليصلّ أربعا».
وفي أخرى: «من كان منكم مصلّيا...» الحديث.
وفي أخرى: «إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعا».
زاد في رواية قال سهيل: «فإن عجل بك شيء فصلّ ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعت». أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الثانية.
وفي أخرى له: «إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعا، قال: فقال لي أبي - يعني [أحمد] بن يونس، يا بنيّ، فإن صليت في المسجد ركعتين ثم أتيت المنزل أو البيت، فصلّ ركعتين». وأخرج الترمذي الرواية الثانية.

4125 - (خ م د ت س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أنّ ابن عمر رأى رجلا يصلّي ركعتين يوم الجمعة في مقامه، فدفعه، وقال: أتصلّي الجمعة أربعا، قال: وكان عبد الله يصلّي يوم الجمعة ركعتين في بيته، ويقول: هكذا فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي بعد الجمعة ركعتين».
وفي أخرى: «كان ابن عمر إذا صلّى الجمعة انصرف فسجد سجدتين في بيته، ويحدّث: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك».
وفي أخرى: «أن ابن عمر كان يطيل الصلاة قبل الجمعة، فإذا صلى الجمعة... وذكر الحديث».
وفي أخرى: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلّي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلّي ركعتين».
وفي أخرى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي بعد الجمعة ركعتين في بيته».
وفي أخرى: «أن ابن عمر كان يصلّي بعد الجمعة ركعتين، ويطيل فيهما، ويقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله».
أخرج البخاري الثانية، وأخرج مسلم الثانية، والثالثة، وأخرج أبو داود الأولى والثانية والرابعة، وأخرج الترمذي الثانية، والثالثة، وأخرج النسائي الخامسة والسادسة والسابعة.

4126 - (د ت) عطاء [بن أبي رباح]: «أنّ ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا صلّى الجمعة تقدّم فصلّى ركعتين، ثم يتقدّم فيصلّي أربعا، وإذا كان بالمدينة صلّى الجمعة، ثم رجع إلى بيته، فصلّى ركعتين، ولم يصلّ في المسجد، فقيل له، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله».
وفي رواية: قال [عطاء]: «رأيت ابن عمر يصلّي بعد الجمعة، فينماز عن مصلاه الذي صلى الجمعة فيه قليلا غير كثير، قال: فيركع ركعتين، قال: ثم يمشي أنفس من ذلك، فيركع أربع ركعات، قال ابن جريج: قلت لعطاء: كم رأيت ابن عمر يصنع ذلك؟ قال: مرارا».
أخرجه أبو داود، واختصره الترمذي، قال: «رأيت ابن عمر صلّى بعد الجمعة ركعتين، ثم صلّى بعد ذلك أربعا».

[شرح الغريب]
فينماز: انماز عن مكانه أي فارقه، أراد أنه تحول عن موضعه الذي صلى فيه.
أنفس: من ذلك أي أبعد منه بقليل.

4127 - (م د) عمر بن عطاء بن أبي الخوار - رحمه الله -: «أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة؟ فقال: نعم، صلّيت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلّم الإمام قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إليّ، فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلّم أو تخرج، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك: أن لا توصل صلاة [بصلاة] حتى نتكلّم، أو نخرج».
وفي رواية: «فلما سلّم»، ولم يذكر الإمام، أخرجه مسلم، وأبو داود، وقال أبو داود: «فلما سلّمت [قمت في مقامي، فصلّيت، فلما دخل أرسل إليّ[، فقال: لا تعد لما صنعت»، وقال: [«فإن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك] أن لا توصل صلاة بصلاة [حتى يتكلّم أو يخرج]».

الفصل الثاني: في صلاة الوتر
[الفرع] الأول: في وجوبه واستنانه
4128 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
حق: الحق والحتم اللازم الواجب الذي لابد من فعله.

4129 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أنّ رجلا سأل ابن عمر عن الوتر: أواجب هو؟ فقال عبد الله: قد أوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأوتر المسلمون، فجعل الرجل يردّد عليه، وعبد الله يقول: أوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأوتر المسلمون». أخرجه الموطأ.
4130 - (ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة، ولكن سنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إن الله وتر يحبّ الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن».
وفي رواية: «الوتر ليس بحتم، كهيئة الصلاة المكتوبة، ولكنه سنّة سنّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: «يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحبّ الوتر». وأخرج النسائي الثانية.

4131 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: بمعناه، وزاد: «فقال أعرابي: ما تقول؟ ليس لك ولا لأصحابك». أخرجه أبو داود عقيب حديث علي.
4132 - (ط د س) عبد [الله] بن محيريز - رحمه الله -: «أن رجلا من كنانة يدعى المخدجيّ سمع رجلا بالشام، يكنى: أبا محمد، يقول: إنّ الوتر واجب، فقال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت، فاعترضت له وهو رائح إلى المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمد، فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد، فمن جاء بهنّ، ولم يضيّع منهن شيئا، استخفافا بحقّهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن يأت بهنّ، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذّبه، وإن شاء أدخله الجنة». أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي.
وفي أخرى لأبي داود قال: قال عبد الله الصّنابحي: «قلت لابن الصامت: زعم أبو محمد أن الوتر واجب، قال ابن الصامت: كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات افترضهنّ الله، من أحسن وضوءهنّ، وصلاهنّ لوقتهنّ، وأتمّ ركوعهنّ، وسجودهنّ وخشوعهنّ، كان على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه».

[شرح الغريب]
كذب أبو محمد: لم يرد بقوله: كذب أبو محمد: تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق، لأن الكذب إنما يجيء في الإخبار، وأبو محمد إنما أفتى فتيا، رأى فيها رأيا، وأخطأ فيه، وهو رجل من الأنصار، له صحبة، ولا يجوز أن يكذب في الإخبار عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والعرب من عادتها أن تضع الكذب موضع الخطأ، فتقول: كذب سمعي، وكذب بصري، أي أخطأ.

4133 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
4134 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا آخر صلاتكم وترا». أخرجه الموطأ.
[الفرع] الثاني: في عدد الوتر
4135 - (د س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «الوتر حق على كلّ مسلم، فمن أحبّ أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل». أخرجه أبو داود.
وفي النسائي مثله، وزاد: «من شاء أوتر إيماء».
وله في أخرى بزيادة في أوله: «فمن شاء أن يوتر بسبع فليفعل».

4136 - (د) عبد الله بن أبي قيس: قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها- بكم كان يوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاث، وستّ وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة».
زاد في رواية: «لم يكن يوتر ركعتين قبل الفجر، قلت: ما يوتر؟ قالت: لم يكن يدع ذلك»، ولم يذكر فيها «ست، وثلاث». أخرجه أبو داود.

4137 - (ت س) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث عشرة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع». أخرجه الترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال: «فلما أسنّ وثقل».
قال الترمذي: وقد روي عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «الوتر بثلاث عشرة، وإحدى عشرة، وتسع، وسبع، وخمس، وثلاث، وواحدة». قال: وقال إسحاق بن إبراهيم: معنى ما روي «أنه كان يوتر بثلاث عشرة» [إنما معناه] أنه كان يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، فنسبت صلاة الليل إلى الوتر.
وفي رواية أخرى للنسائي قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوتر بسبع، أو خمس، لا يفصل بينهن بتسليم».
وفي أخرى له: «كان يوتر بخمس وسبع، ولا يفصل بينها بسلام ولا بكلام».

4138 - (س) مقسم [بن بجرة]: قال: «الوتر سبع، ولا أقل من خمس، قال الحكم: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: عمّن ذكره؟ قلت: لا أدري، قال الحكم: فحججت، فلقيت مقسما، فقلت له: عمن؟ قال: عن عائشة، وميمونة».
وفي رواية: عن عروة، عن عائشة: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بخمس، ولا يجلس إلا في آخرهن». أخرجه النسائي.

4139 - (خ م ط ت س) أبو مجلز: قال: «سألت ابن عباس - رضي الله عنهما- عن الوتر؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ركعة من آخر الليل، قال: وسألت ابن عمر؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ركعة من آخر الليل».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح مدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: تسلّم في كل ركعتين».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صلّيت». قال القاسم: «ورأينا أناسا منذ أدركنا يوترون بثلاث، وإنّ كلا لواسع، وأرجو أن لا يكون بشيء منه بأس».
وفي أخرى زيادة: «أنّ ابن عمر كان يسلّم بين الركعتين في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته».
وفي أخرى قال: «قام رجل، فقال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة».
أخرج البخاري ومسلم الثالثة والخامسة، وأخرج البخاري الرابعة، وأخرج مسلم الأولى، والثانية، وأخرج الموطأ الرواية الرابعة والخامسة، وأخرج الترمذي الثالثة، وزاد: «واجعل آخر صلاتك وترا». وأخرج النسائي الثالثة.

4140 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: : «قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه». «أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس فأخبره، فقال: دعه، فإنه قد صحب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري.
4141 - (خ ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: أخبرني عبدالله بن ثعلبة - وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مسح عينه -: «أنه رأى سعد بن أبي وقّاص يوتر بركعة».
وفي رواية: «وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قد مسح وجهه عام الفتح». أخرجه البخاري، والموطأ.

4142 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان بين مكة والمدينة، فصلّى العشاء ركعتين، ثم قام فصلّى ركعة أوتر بها، فقرأ فيها بمائة آية من النساء، ثم قال: ما ألوت أن أضع قدميّ حيث وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدميه، وأن أقرأ بما قرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه النسائي.
[الفرع] الثالث: في القراءة في الوتر
4143 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث، يقرأ فيهن بتسع سور من المفصل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، آخرهنّ: {قل هو الله أحد}». أخرجه الترمذي.

4144 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى} و: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد} في ركعة ركعة». أخرجه الترمذي، وعند النسائي: «كان يوتر بثلاث... وذكر الحديث».
4145 - (ت د س) عبد العزيز بن جريج - رحمه الله -: قال: «سألنا عائشة: بأي شيء كان يوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان يقرأ في الأولى ب: {سبّح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية ب: {قل يا أيّها الكافرون} وفي الثالثة بـ: {قل هو الله أحد} والمعوّذتين». أخرجه الترمذي، وأبو داود، وأخرجه النسائي عن عبد الرحمن بن أبزى عن عائشة.
4146 - (س) عبد الرحمن بن أبزى: عن أبيه - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى} و: {قل يا أيّها الكافرون} و: {قل هو الله أحد}».
وفي أخرى مثلها، وزاد: «وكان يقول إذا سلّم: سبحان الملك القدوس ثلاثا، ويرفع صوته في الثالثة».
وفي أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى}». أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
القدوس: بضم القاف وفتحها: من القدس: الطهارة، والقديس: التطهير، وسيبويه يرويه بالفتح، وغيره يرويه بالضم والفتح.

4147 - (د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى} و: {قل للذين كفروا} و: {الله الواحد الصمد}» أخرجه أبو داود.
وله في أخرى قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلّم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس».
وفي رواية النسائي: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بثلاث ركعات يقرأ في الأولى ب: {سبّح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية ب: {قل يا أيّها الكافرون} وفي الثالثة ب: {قل هو الله أحد} ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، يطيل في آخرهنّ».
وفي أخرى له: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى}... وذكره، وقال: ولا يسلّم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاثا».

4148 - (س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوتر ب: {سبّح اسم ربك الأعلى}» أخرجه النسائي.
[الفرع] الرابع: في وقت الوتر
الوتر قبل الصبح
4149 - (د ت) خارجة بن حذافة - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا يوما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: قد أمدّكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النّعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء الآخر[ة] إلى طلوع الفجر». أخرجه الترمذي، وأبو داود.

[شرح الغريب]
حمر النعم: النعم الإبل، وحمرها: خيارها وأعلاها قيمة.

4150 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أوتروا قبل أن تصبحوا». أخرجه مسلم، والترمذي.
وفي رواية النسائي: «قبل الصبح». وفي أخرى: «قبل الفجر».

4151 - (م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا قبل الصبح». أخرجه مسلم.
وفي أخرى له وللترمذي: أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا الصبح بالوتر».
وفي أخرى للترمذي: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا طلع الفجر فقد ذهب كلّ صلاة الليل والوتر، فأوتروا قبل الفجر».

4152 - (خ م س ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «من كلّ الليل أوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أوّل الليل، وأوسطه، وآخره، وانتهى وتره إلى السّحر». أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
ولفظ البخاري: «كلّ الليل أوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتهى وتره إلى السّحر».
وفي رواية الترمذي: «وانتهى وتره حين مات في السحر».
وفي رواية أبي داود قال: قلت لعائشة: متى كان يوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ... وذكرت الحديث مثل الترمذي.
وأخرجه الترمذي، وأبو داود بزيادة معنى آخر عن عبد الله بن أبي قيس.
فأما لفظ الترمذي، فقال: «سألت عائشة عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف كان يوتر، من أوّل الليل، أو من آخره؟ فقالت: كلّ ذلك قد كان يصنع، ربما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره، فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، فقلت: كيف كانت قراءته: أكان يسرّ بالقراءة، أم يجهر؟ فقالت: كلّ ذلك كان يفعل، قد كان ربما أسرّ، وربما جهر، قال: فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قال: فقلت: كيف كان يصنع في الجنابة: أكان يغتسل قبل أن ينام، أو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كلّ ذلك قد كان يفعل، ربما اغتسل فنام، وربما توّضأ فنام، فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة».
وأما لفظ أبي داود: فإنه قال: «سألت عائشة عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ربما أوتر أوّل الليل، وربما أوتر آخره. قلت: كيف كانت قراءته: كان يسرّ بالقراءة، أم يجهر؟ قالت: كلّ ذلك كان يفعل، ربما أسرّ، وربما جهر، وربما اغتسل فنام، وربما توضّأ فنام». قال غير قتيبة: «يعني في الجنابة».

4153 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أوتر قبل أن أنام». أخرجه الترمذي.
4154 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوّله، ثم ليرقد، ومن طمع أن يقوم آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة، وذلك أفضل». أخرجه مسلم، والترمذي.
[شرح الغريب]
مشهودة محضورة: يعني تشهدها ملائكة الليل والنهار، وتحضرها، هذه صاعدة، وهذه نازلة.

4155 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: كانت تقول: «من خشي أن ينام حتى يصبح فليوتر قبل أن ينام، ومن رجا أن يستيقظ آخر الليل فليؤخّر وتره». أخرجه الموطأ.
4156 - (د ط) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «متى توتر؟ قال: أوتر من أول الليل، وقال لعمر: متى توتر؟ قال: آخر الليل، فقال لأبي بكر: أخذ هذا بالحذر، وقال لعمر: أخذ هذا بالقوة». أخرجه أبو داود.
وأخرجه الموطأ عن ابن المسيّب، قال: «كان أبو بكر الصّدّيق إذا أراد أن يأتي فراشه أوتر، وكان عمر يوتر آخر الليل».

4157 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل، فإذا أوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة». أخرجه مسلم.
الوتر بعد الصبح

الوتر بعد الصبح
4158 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نام عن وتره فليصلّ إذا أصبح». أخرجه الترمذي.
وله في أخرى: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نام عن الوتر أو نسيه فليصلّ إذا ذكره وإذا استيقظ».
وأخرج أبو داود الرواية الثانية إلى قوله: «إذا ذكره».

4159 - (س) محمد بن المنتشر: «كان في مسجد عمرو بن شرحبيل فأقيمت الصلاة، فجعلوا ينتظرونه، فقال: إني كنت أوتر، قال: وسئل عبد الله: هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم، وبعد الإقامة وحدّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس، ثم صلّى». أخرجه النسائي.
4160 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «نام ليلة ثم استيقظ، فقال لغلامه: انظر ما صنع الناس؟ وكان قد ذهب بصره، فذهب الخادم، ثم رجع، فقال: انصرفوا من الصبح، فقام فأوتر، ثم صلى الصبح». أخرجه الموطأ.
4161 - (ط) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: «كان يؤمّ قوما، فخرج إلى الصبح، فأقام المؤذّن، فأسكته حتى أوتر، ثم أقام». أخرجه الموطأ.
4162 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أن عبد الله بن عباس، وعبادة [ابن] الصامت، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن عامر بن ربيعة قد أوتروا بعد الفجر». أخرجه الموطأ.
وله في أخرى: أن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «إني لأوتر وأنا أسمع الإقامة للصبح، أو بعد الفجر» شك راويه.

4163 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما أبالي لو أقيمت الصبح وأنا أوتر». أخرجه....
[الفرع] الخامس: في نقض الوتر
4164 - (خ) أبو جمرة: قال: سألت عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب الشجرة-: هل ينقض الوتر؟ قال: «إذا أوترت من أوّله فلا توتر من آخره». أخرجه البخاري.
وزاد رزين: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وتران في ليلة».

4165 - (ت د س) طلق بن علي - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وتران في ليلة». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود، والنسائي: قال قيس بن طلق: «زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان، وأمسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر، ثم انحدر إلى مسجده، فصلى بأصحابه، حتى إذا بقي الوتر قدّم رجلا، فقال: أوتر بأصحابك، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا وتران في ليلة».

4166 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «كنت مع ابن عمر بمكة والسماء مغيمة، فخشي الصبح، فأوتر بواحدة ثم انكشف الغيم، فرأى أن عليه ليلا، فشفع بواحدة، ثم صلّى ركعتين [ركعتين]، فلما خشي الصبح أوتر بواحدة». أخرجه الموطأ.
4167 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي بعد الوتر ركعتين». أخرجه الترمذي.
[الفرع] السادس: في أحاديث متفرقة
4168 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يسلّم في ركعتي الوتر». أخرجه النسائي.

4169 - (ط خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلّم في الركعتين في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته». أخرجه الموطأ، وأخرجه البخاري في آخر حديث قد ذكر.
4170 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «صلاة المغرب وتر صلاة النهار». أخرجه الموطأ.
4171 - (د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في وتره: «اللّهمّ إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
الفصل الثالث: في صلاة الليل
الفرع الأول: في الحث عليها
4172 - (خ م ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: «قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حتى تورّمت قدماه، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟».
وفي رواية: «إن كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليقوم - أو ليصلّي - حتى ترم قدماه - أو ساقاه- فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟».
وفي أخرى: «حتى ترم أو تنتفخ».
وفي أخرى: «أنه صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلّف هذا، وقد غفر لك؟ فقال: ... وذكره». أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الترمذي الرواية الثانية، والنسائي الأولى.

4173 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتّى تفطّرت قدماه».
وفي أخرى: «كان يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك، وما تأخّر؟ قال: أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا؟ قالت: فلما بدّن وكثر لحمه صلّى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع». أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
تفطرت: التفطر التشقق.
بدّن: بدن بالتخفيف: إذا سمن،وبالتشديد: إذا كبر.

4174 - أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي حتى تزلع قدماه». أخرجه....
[شرح الغريب]
تزلع: زلع قدمه - بالكسر - يزلع زلعا: إذا تشقق.

4175 - (د) عبد الله بن أبي قيس: قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: «لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا». أخرجه أبو داود.
4176 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلّى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء». أخرجه أبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
نضح الماء في وجهه: إذا رشه عليه.

4177 - (د) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصلّيا - أو صلّى - ركعتين جميعا، كتبا في الذّاكرين والذّاكرات».
قال أبو داود: رواه ابن كثير موقوفا على أبي سعيد، ولم يذكر أبا هريرة.
وفي رواية أخرى: «كتبا من الذّاكرين الله كثيرا والذّاكرات».

4178 - (خ ط ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استيقظ ليلة فزعا، وهو يقول: لا إله إلا الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ - وفي رواية: ماذا فتح من الخزائن؟ - من يوقظ صواحب الحجرات - يريد: أزواجه - فيصلّين؟ ربّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة». أخرجه البخاري، والموطأ، والترمذي.
[شرح الغريب]
رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة: هذا كناية عما يقدمه الإنسان لفنسه من الأعمال الصالحة، يقول: رب غني في الدنيا لا يفعل خيرا، هو فقير في الآخرة، ورب مكتس في الدنيا ذي ثروة ونعمة، عار في الآخرة شقي.

4179 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن أباه عمر بن الخطاب: «كان يصلّي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة، الصلاة، ثم يتلو هذه الآية: {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقا، نحن نرزقك، والعاقبة للتّقوى} [طه: 132]» أخرجه الموطأ.
4180 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان». أخرجه الترمذي.
4181 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، كل عقدة مكانها،: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة، فإن توّضأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقده كلّها، فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان». أخرجه الجماعة إلا الترمذي.
[شرح الغريب]
قافية الرأس: مؤخره، ومنه سميت قافية الشّعر، وقيل: قافيته: وسطه، والمراد: يعقد على رأس أحدكم، فكنى بالبعض عن الكل.

4182 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ذكر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، فقيل: ما زال نائما حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة، فقال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنه - أو قال: في أذنيه». أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
4183 - (خ م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل، فترك قيام الليل» أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
4184 - (خ م س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طرقه وفاطمة، فقال: ألا تصلّيان؟ قال عليّ: فقلت: يا رسول الله، إنّما أنفسنا بيد الله، إذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قلت له ذلك، ولم يرجع إليّ شيئا، ثم سمعته يقول وهو منصرف يضرب فخذه: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} [الكهف: 54]». أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى فاطمة من الليل، فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته، فصلّى هويّا من الليل فلم يسمع لنا حسّا، فرجع إلينا فأيقظنا، فقال: قوما فصلّيا، قال: فجلست أنا أعرك عيني وأنا أقول: إنا والله ما نصلّي إلا ما كتب الله لنا، إنما أنفسنا بيد الله، إذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول - ويضرب بيده على الأخرى -: ما نصلي إلا ما كتب الله لنا؟ {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}».

[شرح الغريب]
طرقه: الطروق إتيان المنزل ليلا.
هويّا: الهوي - بفتح الهاء - طائفة من الليل، تقول: مضى هويّ من الليل، أي: هزيع منه.

4185 - (ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة». أخرجه الموطأ وأبو داود، والنسائي.
4186 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: يبلغ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلّي من الليل، فغلبته عينه حتى أصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربّه». وفي رواية عن أبي الدرداء، وأبي ذرّ، موقوف. أخرجه النسائي.
الفرع الثاني: في وقت القيام
4187 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليوقظه الله من الليل، فما يجيء السّحر حتى يفرغ من حزبه». وفي رواية: «من جزئه». أخرجه أبو داود.

4188 - (خ م د س) مسروق: قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها -: أيّ العمل كان أحبّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: الدائم، قلت: فأيّ حين كان يقوم من الليل؟ قالت: كان يقوم من الليل إذا سمع الصارخ». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
ولفظ أبي داود: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت لها: أيّ حين كان يصلّي؟ قالت: كان إذا سمع الصّارخ قام فصلّى».

[شرح الغريب]
الصارخ: الديك، وصراخه: صوته.

4189 - (خ م د س) الأسود بن زيد: قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها-: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ قالت: كان ينام أوّله، ويقوم آخره فيصلّي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذّن المؤذّن وثب، فإن كان به حاجة اغتسل، وإلا توّضأ وخرج».
وفي رواية أبي سلمة [عن عائشة] قالت: «ما ألفاه السّحر عندي إلا نائما، تعني النبيّ -صلى الله عليه وسلم-».
وفي أخرى قالت: «ما ألفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السّحر الأعلى في بيتي - أو عندي- إلا نائما». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الثانية، وأخر النسائي الأولى إلى قوله: «ويقوم آخره». وأخرجها أيضا أتمّ من هذه، وستجيء في الفرع الثالث.

4190 - (د ت س) يعلى بن مملك: «أنه سأل أمّ سلمة زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن قراءة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وصلاته؟ فقالت: ومالكم وصلاته؟ كان يصلّي ثم ينام قدر ما صلّى، ثم يصلّي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلّى، حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا». أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أنه سألها عن صلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلّي العتمة، ثم يسبّح، ثم يصلّي بعدها ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلّى، ثم يستيقظ من نومه ذلك، فيصلّي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح».

4191 - (س) حميد بن عبد الرحمن بن عوف: «أنّ رجلا من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: قلت: - وأنا في سفر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -: والله لأرقبنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصلاة، حتى أرى فعله، فلما صلّى صلاة العشاء - وهي العتمة - اضطجع هويّا من الليل، ثم استيقظ، فنظر في الأفق، فقال: {ربّنا ما خلقت هذا باطلا} حتى بلغ: {إنّك لا تخلف الميعاد} [آل عمران: 191 - 194] ثم أهوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى فراشه، فاستلّ منه سواكا، ثم أفرغ في قدح من إداوة عنده ماء، فاستنّ ثم قام فصّلى، حتى قلت: قد صلّى قدر ما نام، ثم اضطجع حتى قلت: قد نام قدر ما صلى، ثم استيقظ، ففعل كما فعل أول مرة، وقال مثل ما قال. ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات قبل الفجر». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
فاستنّ: الاستنان: التسوك بالمسواك.

4192 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «ما كنّا نشاء أن نرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الليل مصلّيا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه». أخرجه النسائي.
الفرع الثالث: في صفتها
4193 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلّيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فأطال حتى هممت بأمر سوء، قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه». أخرجه البخاري، ومسلم.

4194 - (م س د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: «صليت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلّي بها في الركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسّلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده - زاد في رواية: ربنا لك الحمد -: ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه». أخرجه مسلم، والنسائي.
وزاد النسائي في رواية أخرى: «لا يمرّ بآية تخويف أو تعظيم لله عزّ وجلّ إلا ذكره».
وفي رواية أبي داود قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل، فاستفتح يقول: الله أكبر - ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوا من قيامه، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحوا من ركوعه، يقول: لربي الحمد، ثم يسجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، وكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده، وكان يقول: رب اغفر لي [ربّ اغفر لي]، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة - أو الأنعام - شك شعبة».

[شرح الغريب]
الترسل في القراءة: إتباع بعضها ببعض من غير مد ولا إطالة.
الملكوت من الملك: العز والغلبة، والجبروت: الكبر والسطوة والقدرة، وزيدت التاء فيهما كما زيدت في رهبوت ورحموت، من الرهبة والرحمة.
الكبرياء: الكبر والاعتلاء.

4195 - (د س) عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -: قال: «قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمرّ بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إلا وقف وتعوّذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة [سورة]». أخرجه أبو داود، والنسائي.
4196 - (م ط د) زيد بن خالد - رضي الله عنه -: قال: «قلت: لأرمقنّ الليلة صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلّى ركعتين خفيفتين، ثم صلّى ركعتين طويلتين [طويلتين، طويلتين] ثم صلى ركعتين، هما دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة» أخرجه مسلم.
وأخرجه الموطأ، ولم يذكر في أوله: «ركعتين خفيفتين».
وأخرجه أبو داود، وزاد: «فتوسّدت عتبته - أو فسطاطه» بعد قوله: «صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
فتوسدت: التوسد: النوم وأصله من الوسادة وهي المخدّة وذلك أن الغالب على حال من يريد أن ينام أن يجعل تحت رأسه مخدة.

4197 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بتّ عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الليل، فتوضّأ من شنّ معلّق وضوءا خفيفا- يخفّفه عمرو [بن دينار] ويقلّله - وقام يصلّي، قال: فقمت، فتوضّأت نحوا مما توّضأ، ثم جئت فقمت عن يساره - وربما قال سفيان: عن شماله - فحوّلني، فجعلني عن يمينه، ثم صلّى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة، فقام إلى الصلاة، فصلى الصبح، ولم يتوّضأ».
قال سفيان: وهذا للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- خاصة؛ لأنه بلغنا: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبه».
وفي رواية ابن المديني عن سفيان «قال: قلت لعمرو: إن ناسا يقولون: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبه؟ فقال عمرو: سمعت عبيد بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: {إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} [الصافات: 102]».
وفي رواية قال: بتّ في بيت خالتي ميمونة، فتحدّث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أهله ساعة، ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد، فنظر إلى السماء فقال: «{إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف الليل والنّهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: 190]، ثم قام فتوضأ واستنّ، فصلّى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال، فصلّى ركعتين، ثم خرج».
وفي أخرى قال: «رقدت في بيت ميمونة ليلة كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندها لأنظر: كيف صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فتحدّث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مع أهله ساعة. وذكر الحديث».
وفي رواية: «أنه بات عند ميمونة أمّ المؤمنين، وهي خالته، قال: فقلت: لأنظرنّ إلى صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطرحت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسادة، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهله في طولها، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنّ معلّقة، فتوّضأ منها، وأحسن وضوءه، ثم قام يصلّي، قال عبد الله بن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى ففتلها فصلّى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذّن، فقام فصلّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلّى الصبح».
وفي أخرى قال: «بتّ عند ميمونة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندها تلك الليلة، فتوضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قام فصلّى، فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه، فصلّى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة، ثم نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذّن، فخرج فصلّى، ولم يتوّضأ».
وفي أخرى قال: «بتّ ليلة عند خالتي ميمونة بنت الحارث، فقلت لها: إذا قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأيقظيني، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقمت إلى جنبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني من شقّه الأيمن، فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني، [قال]: فصلّى إحدى عشرة ركعة، ثم احتبى، حتى إني لأسمع نفسه راقدا، فلما تبيّن له الفجر صلّى ركعتين خفيفتين».
وفي أخرى قال: بتّ عند ميمونة، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأتى حاجته، ثم غسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القربة، فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين لم يكثر، وقد أبلغ، ثم قام فصلّى، فقمت كراهية أن يرى أنّي كنت أبقيه، فتوضّأت، وقام يصلّي، فقمت عن يساره، فأخذ بيدي، فأدارني عن يمينه، فتتامّت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام [نفخ]، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام يصلّي ولم يتوضّأ، وكان في دعائه: «اللّهمّ اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا».
قال كريب: وسبعا في التابوت، فلقيت رجلا من ولد العبّاس فحدّثني بهن، فذكر: «عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبشري، وذكر خصلتين».
وزاد في رواية: «وأعظم لي نورا»، بدل قوله: «واجعل لي نورا». وفيه: «كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له».
وفي رواية أخرى قال: «بتّ في بيت خالتي ميمونة، فبقيت - وفي رواية: فرقبت- كيف يصلّي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟» وذكر نحوه... إلى أن قال: «ثم نام حتى نفخ، وكنّا نعرفه إذا نام بنفخه، ثم خرج إلى الصلاة فصلّى، فجعل يقول في صلاته - أو في سجوده -: اللّهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، وخلفي نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، واجعل لي نورا - أو قال: اجعلني نورا»، ولم يذكر: «فلقيت بعض ولد العباس»، وفي رواية قال: «اجعلني نورا»، ولم يشكّ.
وفي أخرى: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ بتسع عشرة كلمة، قال سلمة: حدّثنيها كريب، فحفظت منها ثنتي عشرة، ونسيت ما بقي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللّهمّ اجعل لي في قلبي نورا، وفي لساني نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، ومن فوقي نورا، ومن تحتي نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن بين يديّ نورا، ومن خلفي نورا، واجعل لي في نفسي نورا، وأعظم لي نورا».
وفي أخرى: «بتّ عند خالتي ميمونة...» فاقتص الحديث، ولم يذكر غسل الوجه والكفّين، غير أنه قال: «أتى القربة، فحلّ شناقها، فتوضّأ وضوءا بين الوضوءين، ثم أتى فراشه فنام، ثم قام قومة أخرى، فأتى القربة فحلّ شناقها، ثم توضّأ وضوءا هو الوضوء». وقال فيه: «أعظم لي نورا»، ولم يذكر: «واجعلني نورا». هذه روايات البخاري، ومسلم.
وأخرج الحميدي لهما رواية مختصرة في كتابه عن أبي حمزة: أنّ ابن عباس قال: «كانت صلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاث عشرة ركعة» يعني: بالليل، ولم يذكرها في جملة هذا الحديث الطويل، وذلك بخلاف عادته، فذكرناها نحن في جملة طرقه، ولعله أدرك منها ما أوجب إفرادها والله أعلم.
وفي رواية للبخاري قال: «بتّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندها في ليلتها، فصلّى النبيّ العشاء، ثم جاء إلى منزله؛ فصلّى أربع ركعات، ثم نام، ثم قام، ثم قال: نام الغليم - أو كلمة تشبهها - ثم قام فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلّى خمس ركعات، ثم صلّى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه -أو خطيطه - ثم خرج إلى الصلاة».
وفي رواية لمسلم: «أنه رقد عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: فاستيقظ وتسوّك، وتوضأ، وهو يقول: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآيات لأولي الألباب}، فقرأ هؤلاء الكلمات حتى ختم السورة،ثم قام فصلّى ركعتين، أطال فيهما القيام، والرّكوع، والسجود ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات: ستّ ركعات، كلّ ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، فأذّن المؤذّن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا، اللهم أعطني نورا».
وله في أخرى: «أنه بات عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقام نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- من آخر الليل، فخرج فنظر إلى السماء، فتلا هذه الآية في آل عمران: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآيات لأولي الألباب}، [آل عمران: 190] ثم رجع إلى البيت فتسوّك، وتوضأ، ثم قام فصلّى، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك، فتوضأ، ثم قام فصلى».
وله في أخرى قال: «بتّ ذات ليلة عند خالتي ميمونة، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي متطوعا من الليل، فقام إلى القربة فتوضأ، وقام يصلّي، فقمت، فلما رأيته صنع ذلك، فتوضأت من القربة، ثم قمت إلى شقّه الأيسر، فأخذ بيدي من وراء ظهره، يعدّلني كذلك من وراء ظهره إلى شقّه الأيمن، قلت: أفي تطوّع كان ذلك؟ قال: نعم».وأخرج الموطأ الرواية الرابعة التي فيها ذكر الوسادة.
وأخرج أبو داود الرابعة، ورواية البخاري، ومسلم المفردتين، وزاد في آخر رواية البخاري: «ثم قام فصلّى ركعتين، ثم خرج فصلى ركعتين، ثم خرج فصلّى الغداة»، ولم يذكر قبل النوم والغطيط «أنه صلى ركعتين بعد الخمس».
وله في أخرى: قال كريب: «سألت ابن عباس: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ قال: بتّ عنده ليلة، وهو عند ميمونة، فنام حتى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ، فقام إلى شنّ فيه ماء فتوضأ، وتوضأت معه، ثم قام، فقمت إلى جنبه على يساره، فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي، كأنه يمسّ أذني، كأنّه يوقظني، فصلّى ركعتين خفيفتين، قلت: قرأ فيهما بأم القرآن في كلّ ركعة، ثم سلّم، ثم صلّى، حتى إذا صلى إحدى عشرة ركعة بالوتر، ثم نام، فأتاه بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله، فقام فركع ركعتين، ثم صلى للناس».
وفي أخرى له قال: «بتّ عند ميمونة، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ما أمسى، فقال: أصلّى الغلام؟ قالوا: نعم. فاضطجع، حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله، قام فتوضأ، ثم صلى سبعا - أو خمسا - أوتر بهن، ولم يسلّم إلا في آخرهن».
وله في أخرى قال: «بتّ ليلة عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: 190] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ وأتى مصلاه، فصلّى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه، فنام ما شاء الله، ثم استيقظ، ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه، ثم استيقظ، ففعل مثل ذلك، كلّ ذلك يستاك ويصلّي ركعتين، ثم أوتر».
وفي رواية: «فتسوّك وتوّضأ، وهو يقول: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف الليل...} حتى ختم السورة».
وله في أخرى قال: «بتّ عند خالتي ميمونة، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فصلى ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الفجر، حزرت قيامه في كلّ ركعة بقدر: {يا أيها المزمّل}»، ولم يقل أحد رواته: «منها ركعتا الفجر».
وله في أخرى قال: «بتّ في بيت خالتي ميمونة، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل، فأطلق شناق القربة، فتوضأ، ثم أوكأ القربة، ثم قام إلى الصلاة، فقمت فتوّضأت كما توضّأ، ثم جئت فقمت عن يساره، فأخذني بيمينه، فأدارني من ورائه، فأقامني عن يمينه، فصلّيت معه».
وله في أخرى أخرجها عقيب روايته التي هي مثل الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم، قال: وفي رواية بهذه القصة: «قال: قام فصلّى ركعتين ركعتين، حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس لم يجلس فيهن».
وأخرج النسائي الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم.
وله في أخرى عن كريب قال: «سألت ابن عباس عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فوصف أنه صلّى إحدى عشرة ركعة بالوتر، ثم نام حتى استثقل، فرأيته ينفخ، فأتاه بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله، فقام فصلّى ركعتين، وصلى بالناس ولم يتوضأ».
وله في أخرى قال: «كنت عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقام فتوضأ واستاك، وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ثم صلّى ركعتين، ثم عاد، فنام حتى سمعت نفخه، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلّى ركعتين، ثم نام، ثم قام فتوضّأ واستاك، وصلى ركعتين، وأوتر بثلاث».
وفي أخرى: «أنه قام. وذكر نحوه». وزاد في آخره: «ثم صلى ركعتين».
وفي أخرى قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحيي من الليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلّي ركعتين قبل صلاة الفجر».
وأخرج الترمذي من هذا الحديث رواية واحدة مختصرة، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة».
وحيث لم يجئ له إلا هذا القدر أثبتناه في المتن، ولم نعلم له علامة لأجل قلّته.

[شرح الغريب]
الشن: القرية البالية، وجمعها: شنان.
بشناقها: الشّناق الخيط الذي يشد به فم القربة.
أبقيه: بقيت الرجل أبقيه: إذا رقبته وانتظرته ورصدته.
غطيطه - خطيطه: الغطيط: صوت النائم، وكذلك خطيطه، هكذا جاء في الحديث «غصيطه، أو خطيطه».
الطهور: بفتح الطاء: الماء يتوضأ به، ويتطهر به.
أوكأ: الإيكاء: شد فم القرية وغيرها.

4198 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر». وفي رواية قالت: «كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويركع ركعتي الفجر، فتلك ثلاث عشرة».
وفي أخرى قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلّى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقّه الأيمن، حتى يجيء المؤذّن فيؤذنه».
وفي أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته - تعني: بالليل - فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقّه الأيمن حتى يأتيه المؤذّن للصلاة».
وفي أخرى: «أنه كان يصلّي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقّه حتى يأتيه المؤذّن، فيصلّي ركعتين خفيفتين».
وفي أخرى قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء - وهي التي يدعو الناس العتمة - إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلّم بين كلّ ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذّن من صلاة الفجر وتبيّن له الفجر وجاءه المؤذّن: قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقّه الأيمن، حتى يأتيه المؤذّن للإقامة».
وفي أخرى قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها».
وفي أخرى قالت: «كان [النبيّ -صلى الله عليه وسلم-] يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلّي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين».
وفي أخرى عن أبي سلمة: «أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلّي أربعا، فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلّي أربعا لا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي ثلاثا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي». هذه روايات البخاري، ومسلم.
وللبخاري قالت: «صلّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- العشاء، ثم صلى ثماني ركعات، وركعتين جالسا، وركعتين بعد النداءين، ولم يكن يدعهما أبدا».
وفي أخرى له عن مسروق [بن الأجدع] قال: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: سبع، وتسع، وإحدى عشرة ركعة، سوى ركعتي الفجر».
ولمسلم: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر».
وله في أخرى عن أبي سلمة قال: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة، يصلّي ثماني ركعات، ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء، والإقامة من صلاة الصبح».
وله في أخرى بنحوه، غير أن فيه: «تسع ركعات قائما يوتر فيهنّ».
وله في أخرى قال أبو سلمة: «أتيت عائشة، فقلت: أي أمّه، أخبريني عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر».
وله في أخرى عن أبي إسحاق قال: «سألت الأسود بن يزيد عمّا حدّثته عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان ينام أوّل الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام فإذا كان عند النداء الأول، قالت: وثب - ولا والله ما قالت: قام - فأفاض عليه الماء - ولا والله ما قالت: اغتسل، وأنا أعلم ما تريد - وإن لم يكن جنبا توضّأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلى الركعتين».
وأخرج الموطأ الرواية الثامنة والتاسعة، وله في أخرى: مثل الخامسة إلى قوله: شقّه، وزاد: «الأيمن».
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، والثانية، وقال فيها: «ويسجد سجدتي الفجر»، والرابعة، والسابعة، والثامنة، والتاسعة، والأولى من أفراد البخاري، والثانية من أفراد مسلم، وأخرج الرواية الخامسة مثل الموطأ.
وله في أخرى قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلّم في كل اثنتين، ويوتر بواحدة، ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية، فإذا سكت المؤذّن الأول من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقّه الأيمن، حتى يأتيه المؤذّن».
وله في أخرى: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر بسبع - أو كما قال- ويصلّي ركعتين وهو جالس، وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة».
وفي أخرى: «كان يوتر بتسع ركعات، ثم أوتر بسبع ركعات، وركع ركعتين وهو جالس بعد أن يوتر، يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم سجد».
وفي أخرى عن الأسود بن يزيد: «أنه دخل على عائشة، فسألها عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ فقالت: كان يصلّي ثلاث عشرة ركعة من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة، وترك ركعتين، ثم قبض وهو يصلّي من الليل تسع ركعات، آخر صلاته من الليل الوتر».
وأخرج الترمذي الرواية الخامسة مثل الموطأ. وأخرج السابعة، وزاد: «فإذا أذّن المؤذّن قام فصلّى ركعتين خفيفتين». وأخرج التاسعة.
وله في أخرى قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل تسع ركعات».
وله في أخرى قالت: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا لم يصلّ من الليل - منعه من ذلك مرض، أو غلبته عيناه - صلّى في النهار ثنتي عشرة ركعة».
وأخرج النسائي الرواية الخامسة، وأخرجها أيضا مثل الموطأ، وأخرج التاسعة، وروايتي مسلم: الثانية، والثالثة، ورواية أبي داود الأولى.
وله في أخرى قال الأسود: «سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: كان ينام أوّل الليل، ثم يقوم، فإذا كان من السّحر أوتر ثم أتى فراشه، فإذا كان له حاجة ألمّ بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جنبا أفاض عليه من الماء، وإلا توضّأ، ثم خرج إلى الصلاة».

[شرح الغريب]
ألمّ بأهله: أي قرب منهم، وهو كناية عن الجماع ها هنا، والإلمام: القرب من الشيء.

4199 - (م د س) سعد بن هشام - رضي الله عنه -: «أراد أن يغزو في سبيل الله، فقدم المدينة، وأراد أن يبيع عقارا بها، فيجعله في السلاح والكراع، ويجاهد الرّوم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل المدينة، فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطا ستّة أرادوا ذلك في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنهاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: أليس لكم فيّ أسوة؟ فلما حدّثوه بذلك راجع امرأته - وقد كان طلّقها - وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس، فسأله عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال ابن عباس: ألا أدلّك على من هو أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: من؟ قال: عائشة، فائتها فسلها، ثم ائتني فأخبرني بردّها عليك. قال: فانطلقت إليها، فأتيت على حكيم بن أفلح، فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بقاربها؛ لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشّيعتين شيئا، فأبت إلا مضيّا، قال: فأقسمت عليه فجاء، فانطلقنا إلى عائشة، فاستأذنّا عليها، فأذنت لنا، فدخلنا عليها، فقالت: حكيم؟ فعرفته، فقال: نعم، فقالت: من معك؟ قال: سعد بن هشام، قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر. فترّحمت عليه، وقالت خيرا - قال قتادة: وكان أصيب يوم أحد - فقلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- كان القرآن، قال: فهممت أن أقوم، ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت، ثم بدا لي، فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ألست تقرأ: {يا أيها المزمل}؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله - عز وجل - افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا [في السماء]، حتى أنزل الله - عز وجل - في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة، قال: قلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كنا نعدّ له سواكه، وطهوره، فيبعثه الله متى شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوّك ويتوضأ، ويصلّي تسع ركعات، لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده [ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلّم، ثم يقوم فيصلّي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه]، ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلّي ركعتين بعد ما يسلّم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيّ، فلما أسنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخذه اللحم، أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع يا بنيّ، وكان نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى صلاة أحبّ أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم، أو وجع عن قيام الليل صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلم نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كلّه في ليلة، ولا صلّى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهرا كاملا غير رمضان، قال: فانطلقت إلى ابن عباس فحدّثته بحديثها، فقال: صدقت، ولو كنت أقربها، أو أدخل عليها، لأتيتها حتى تشافهني به، قال: قلت: لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدّثتك حديثها».
وفي رواية قال: «انطلقت إلى عبد الله بن عباس، فسألته عن الوتر؟ - وساق الحديث بقصته - وقال فيه: قالت: من هشام؟ قلت: ابن عامر، قالت: نعم المرء كان عامر، أصيب يوم أحد».
أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود، وفي ألفاظه تغيير بزيادة ونقصان قليل، ولفظ مسلم أتم.
وفي أخرى لأبي داود قال: «إن عائشة سئلت عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل؟ فقالت: كان يصلّي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه ينام، وطهوره مغطّى عند رأسه، وسواكه موضوع، حتى يبعثه الله - عز وجل - ساعته التي يبعثه من الليل، فيتسوّك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه، فيصلي ثماني ركعات، يقرأ فيهن بأمّ القرآن وسورة من القرآن، وما شاء الله، ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلّم، ويقرأ في التاسعة حتى يقعد، فيدعو بما شاء الله أن يدعو، ويسأله، ويسلّم تسليمة واحدة شديدة، يكاد يوقظ أهل البيت من شدّة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأمّ الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ في الثانية، فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو بما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدّن، فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الستّ والسبع والركعتين وهو قاعد، حتى قبض على ذلك».
وفي أخرى بهذا الحديث قال: «يصلّي العشاء، ثم يأوي إلى فراشه»، ولم يذكر الأربع ركعات. وقال فيه: «فيصلّي ثماني ركعات، يسوّي بينهن بالقراءة والركوع والسجود»، وقال: «لا يجلس في شيء منهن إلا في الثامنة، فإنه كان يجلس، ثم يقوم، ولا يسلّم، فيصلّي ركعة يوتر بها، ثم يسلم تسليمة يرفع بها صوته، حتى يوقظنا... وساق معناه».
وفي أخرى، ولم يذكر: «أنه سوّى بينهن في القراءة والركوع والسجود»، ولا ذكر في التسليم: «حتى يوقظنا».
وفي أخرى بمعناه ونحوه، وفيه: «كان يخيّل إليّ أنّه سوّى بينهن في القراءة والركوع والسجود. ثم يوتر بركعة، ثم يصلّي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة: ثم يغفي، وربما شككت: أغفى، أولا؟ حتى يؤذنه بالصلاة، فكانت تلك صلاته حتى أسنّ ولحم، فذكرت من لحمه ما شاء الله...» وساق الحديث.
وأخرجه النسائي بنحو من رواية مسلم، ولم يذكر في أوله حديث بيع العقار، وجعله في السلاح والكراع، ومراجعة زوجته، وأول حديثه «أنه لقي ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟».
وله في أخرى قال: «قدمت المدينة، فدخلت على عائشة، قالت: من أنت؟ قلت: أنا سعد بن هشام بن عامر. قالت: رحم الله أباك، قلت: أخبريني عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان وكان، قلت: أجل. قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي بالليل صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ، ثم دخل المسجد، فيصلي ثماني ركعات، يخيّل إليّ أنه يسوّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ويوتر بركعة، ثم يصلّي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة قبل أن يغفي، وربما شككت: أغفى، أو لم يغف؟ حتى يؤذنه بالصلاة، فكانت تلك صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أسنّ ولحم - فذكرت من لحمه ما شاء الله - قالت: وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّي بالناس العشاء، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان جوف الليل قام إلي طهوره وإلى حاجته، ثم دخل المسجد فصلّى ستّ ركعات، يخيّل إليّ أنه يسوّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، وربما جاء بلال فآذنه بالصلاة قبل أن يغفي، وربما أغفي، [وربما] شككت: أغفي، أم لا؟ حتى يؤذنه بالصلاة. قالت: فما زالت تلك صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وله في أخرى، قالت: «كنا نعدّ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواكه وطهوره، فيبعثه الله - عز وجل - ما شاء أن يبعثه من الليل، فيستاك، ويتوضّأ، ويصلّي تسع ركعات، لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله، ويصلّي على نبيه، ويدعو بينهن، ولا يسلّم، ثم يصلي التاسعة، ويقعد، يذكر كلمة نحوها، ويحمد الله، ويصلي على نبيه، ويدعو ثم يسلّم تسليما يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد - زاد في أخرى: فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني - فلما أسنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخذ اللّحم، أوتر بسبع، ثم يصلّي ركعتين، وهو جالس بعد ما يسلّم، فتلك تسع أي بنيّ. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى صلاة أحبّ أن يداوم عليها».
وله طرف آخر: «أنه سمعها تقول: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بتسع ركعات، ثم يصلّي ركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع ركعات، ثم صلى ركعتين وهو جالس».
وله طرف آخر: «أنه كان يوتر بتسع، ويركع ركعتين وهو جالس».
وله طرف آخر: «أنه وفد على أمّ المؤمنين عائشة، فسألها عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلّي من الليل ثماني ركعات، ويوتر بالتاسعة، ويصلّي ركعتين وهو جالس».

[شرح الغريب]
الكراع: أراد بالكراع: الخيل الموبوطة في سبيل الله تعالى.
بقاربها: قربت من الشيء أقرب قربا، أي دنوت، وقربته - بالكسر - أقربه بافتح قربانا فأنا قاربه، أي: دنوت، فالأول قاصر، والثاني متعد.

4200 - (د) الفضل بن العباس - رضي الله عنهما -: قال: «بتّ ليلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنظر كيف يصلّي من الليل، فقام فتوضأ وصلّى ركعتين؛ قيامه مثل ركوعه، وركوعه مثل سجوده، ثم نام، ثم استيقظ فتوضأ، واستنثر، ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران: {إنّ في خلق السّماوات والأرض...} فلم يزل يفعل هكذا حتى صلى عشر ركعات، ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما سكت المؤذّن، فصلّى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلى الصبح».
[شرح الغريب]
الاستنثار: الامتخاط، وتحريك نثرة الأنف، وهي طرفه.

4201 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين». أخرجه مسلم، وأبو داود.
وزاد أبو داود في رواية: «ثم ليطوّل بعد ما شاء الله». قال أبو داود: ورواه جماعة موقوفا على أبي هريرة.

4202 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح [صلاته] بركعتين خفيفتين». أخرجه مسلم.
4203 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بآية من القرآن ليلة». أخرجه الترمذي.
4204 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «قام رجل، فقال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، والنسائي.
وزاد الترمذي: «واجعل آخر صلاتك وترا»، ولم يذكر سؤال الرّجل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
وفي أخرى لأبي داود، والنسائي: «أن رجلا من أهل البادية سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل؟ فقال بأصبعه، هكذا: مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل».
وفي رواية للترمذي، وأبي داود، والنسائي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل والنّهار مثنى مثنى».
قال الترمذي: وقد اختلف في هذا الحديث عن ابن عمر، فرفعه بعضهم، ووقفه بعضهم، قال: والصحيح ما روي عنه أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى»، ولم يذكر «النهار»، قال النسائي: هذا الحديث خطأ، يعني: الذي فيه ذكر النهار.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصلاة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir