وقالَ المُمَزَِّقُ العَبْدِيُّ:
أَرِقْتُ فَلَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنَيَّ وَسْنَةٌ = ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقِ
تَبِيتُ الهُمُومُ الطارِقَاتُ يَعُدْنَنِي = كمَا تَعْتَرِي الأهوالُ رَأسَ المُطَلَّقِ
ونَاجِيَةٍ عَدَّيْتُ مِنْ عِنْدِ ماجِدٍ = إلَى واحِدٍ مِنْ غيرِ سُخْطٍ مُفَرَِّقِ
تَرَى أوْ تَرَاءَى عِنْدَ مَعْقِدِ غَرْزِهَا = تَهاويِلَ مِنْ أَجلادِ هِرٍّ مُعَلَّقِ
كأنَّ حَصَى المَعْزَاءِ عِنْدَ فُرُوجِها = نَوَادِي رَحًى رَضَّاخَةٍ لَمْ تُدَقِّقِ
كأنَّ نَضِيحَ البَوْلِ مِن قُبْلِ حَاذِهَا = مَلابُ عَرُوسٍ أوْ مَلاَدِغُ أَزْرَقِ
وقدْ ضَمَُرَتْ حتَّى الْتَقَى مِنْ نُسُوعِهَا = عُرَى ذِي ثَلاثٍ لمْ تَكُنْ قَبلُ تَلْتَقِي
وقدْ تَخِذَتْ رِجْلِي لَدَى جَنْبِ غَرْزِهَا = نَسِيفًا كَأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرَّقِ
أُنِيخَتْ بِجَوٍّ يَصْرُخُ الدِّيكُ عِندَهَا = وبَاتَتْ بِقَاعٍ كادِئِ النَّبْتِ سَمْلَقِ
تُنَاخُ طَلِيحًا ما تُرَاعُ مِنَ الشَّذَا = ولوْ ظَلَّ في أَوْصالِهَا العَلُّ يَرْتَقِي
ترُوحُ وتَغءدُو مَا يُحَلُّ وَضِينُهَا = إليكَ ابنَ مَاءِ المُزْنِ وابنَ مُحَرِّقِ
عَلَوْتُمْ مُلُوكَ النَّاسِ في المَجْدِ والتُّقَى = وغَرْبِ نَدًى مِنْ عُرْوَةِ العِزِّ يَسْتَقِي
وأنْتَ عمُودُ الدِّينِ مَهْمَا تَقُلْ يُقَلْ = ومهمَا تَضَعْ مِنْ باطِلٍ لا يُلَحَّقِ
وإنْ يَجْبُنُوا تَشْجُعْ وإنْ يَبْخَلُوا تَجُدْ = وإنْ يَخرُِقُوا بالأَمْرِ تَفصِلْ وَتَفْرُقِ
أحَقًّا أبَيْتَ اللَّعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنَا = عَلَى غَيْرِ إجرامٍ بِريقِي مُشَرِّقِي
فإنْ كُنْتُ مَأكُولاً فكُنْ خيرَ آكِلٍ = وإلاَّ فَأَدْرِكْنِي ولمَّا أُمَزَّقِ
أكَلَّفْتَنِي أدواءَ قومٍ تَرَكْتُهُمْ = وإلا تَدَارَكْنِي مِنَ البحرِ أغْرَقِ
فإنْ يُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافًا عليهِمُ = وإنْ يُعْمِنُوا مُستَحْقِبي الحربِ أُعرِقِ
فلا أنَا مَوْلاهُمْ ولا في صَحِيفةٍ = كَفَلْتُ عليهِمْ، والكفالةُ تَعْتَقِي
وظَنِّي بهِ أنْ لا يُكَدِّرَ نِعْمَةً = ولا يَقْلِبَ الأعداءَ مِنْهُ بمَعبَقِ