دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ربيع الأول 1443هـ/16-10-2021م, 11:53 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
اختلف العلماء في المراد بلهو الحديث على أقوال:
القول الأول: هو الغناء والاستماع له.
هو قول ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وجابر، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والثوري، وعطاء الخراساني، ومسلم بن خالد الزنجي.
قال الزجاج: "فأكثر ما جاء في التفسير أن (لَهوَ الحديث) ههنا الغِنَاء؛ لأنه يُلْهِي عَنْ ذكر اللَّه..."
قال الواحدي: "وأكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء".

- قول ابن مسعود رواه عبد الله بن وهب المصري وابن أبي شيبة وابن جرير من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ عنه.
- أما قول ابن عباس فرواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق مقسم، ومن طريق عطاء، عن سعيد بن جبير عنه.
- أما قول ابن عمر فذكره عنه مكي بن أبي طالب، وابن العربي، والقرطبي، وابن كثير.
- أما قول جابر فرواه ابن جرير فقال: حدثنا الحسن بن عبد الرحيم، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جابر في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ} قال: هو الغناء والاستماع له.
- أما قول مجاهد فرواه الثوري في تفسيره، ومسلم بن خالد الزنجي وعبد الله بن وهب المصري من طريق أبي نجيح عنه، وعبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم البصري الجزري عنه، وابن أبي شيبة، وابن جرير من طرق عنه.
- أما قول عكرمة فرواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق شعيب وأسامة بن زيد.
- أما قول الحسن فرواه ابن أبي حاتم كما قال السيوطي في الدر المنثور. وذكره أيضا عنه البغوي، وابن عطية، والقرطبي.
- أما قول عطاء الخراساني فهو في تفسيره الذي رواه رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد عنه.

ولمجاهد قول آخر، وهو أن المراد الطبل.
قال ابن جرير: حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج الأعور، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال: اللهو: الطبل.
وهذا موافق لما ذكر آنفا.
قال ابن عطية: وقال مجاهد أيضا: "لَهْوَ الْحَدِيثِ الطبل"، وهذا ضرب من الغناء.

ويستدل لهذا القول بما رواه الترمذي فقال: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ، وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ، وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ، فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وَفِي البَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ. حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ فِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَضَعَّفَهُ وَهُوَ شَامِيٌّ.
وقال أيضا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ»، وَفِي مِثْلِ ذَلِكَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ [ص:346] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ القَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَالقَاسِمُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: الْقَاسِمُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّف".
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ: "وعند الإمام أحمد عن وكيع قال: حدّثنا خلاّد الصفار عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن هو أبو عبد الرحمن مرفوعًا: "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن وأكل أثمانهن حرام". ورواه ابن أبي شيبة بالسند المذكور إلى القاسم عن أبي أمامة مرفوعًا بلفظ أحمد، وزاد وفيه أنزلت هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} ورواه الترمذي من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} الآية". وقال: حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه قال: وسألت البخاري عن إسناد هذا الحديث فقال: علي بن يزيد ذاهب الحديث ووثق عبيد الله والقاسم بن عبد الرحمن، ورواه ابن ماجة في التجارات من حديث عبيد الله الأفريقي عن أبي أمامة قال: نهى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن. ورواه الطبراني عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ثمن القينة سحت وغناؤها حرام والنظر إليها حرام وثمنها من ثمن الكلب وثمن الكلب سحت ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". ورواه البيهقي عن أبي أمامة من طريق ابن زحر مثل رواية الإمام أحمد، وفي معجم الطبراني الكبير من حديث أبي أمامة الباهلي أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَم قال: "ما رفع رجل بعقيرته غناء إلا بعث الله شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يسكت متى سكت". وقيل الغناء مفسدة للقلب منفذة للمال مسخطة للرب، وفي ذلك الزجر الشديد للأشقياء المعرضين عن الانتفاع بسماع كلام الله المقبلين على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب وإضافة اللهو إلى الحديث للتبيين بمعنى "من" لأن اللهو يكون من الحديث وغيره فبين بالحديث أو للتبعيض كأنه قيل: ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه..."
قال أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري: " قال مسدد: ثنا عبد الوارث، عن ليث، عن عبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة وعائشة في قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ...} قال: لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا أكل أثمانهن ولا تعليمهن. قال مجاهد: ولا الاستماع إليهن.
رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل تعليم المغنيات ولا شراؤهن ولا بيعهن، وثمنهن حرام وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث...} - الآية- والذي نفس محمد بيده، ما رفع رجل قط عقيرته بغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان بأرجلهما على ظهره وصدره حتى يسكت".
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده والبيهقي.
قلت: رواه الترمذي من طريق علي بن يزيد، عن القاسم، وابن ماجه من طريق عبيد الله الإفريقي، كلاهما عن أبي أمامة فقط مرفوعا، ولم يذكرا ما قاله مجاهد".
قال ابن كثير: "قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي: حدثنا وكيع، عن خلاد الصفار، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام، وفيهن أنزل الله عز وجل علي: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}.
وهكذا رواه الترمذي وابن جرير، من حديث عبيد الله بن زحر بنحوه، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب. وضعف علي بن يزيد المذكور.
قلت: علي، وشيخه، والراوي عنه، كلهم ضعفاء. والله أعلم".
قال محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي: "وأما قول ابن عمر أن اللهو هو الغناء فلم يثبت ذاك في الآية؛ لأنه لم يطلق لهو الحديث، وإنما قيده بصفة هي قوله: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذ سبيل الله هزوا}، وليست هذه صفة الغناء وإنما هو لهو مطلق وقد يكون غيره".

القول الثاني: هو الباطل.
وهو قول قتادة.
- قول قتادة رواه عَبْدُ الرَّزَّاق عن معمر عنه.
- وأخرجه ابن جرير قال: "حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ}: والله لعله أن لا ينفق فيه مالا، ولكن اشتراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع".
- وأخرجه عن قتادة ابن أبي حاتم كما قال السيوطي في الدر المنثور.
قال الواحدي: "أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي الصوفي، أنا إسماعيل بن نجيد، أنا محمد بن الحسن بن الخليل، نا هشام بن عمار، نا محمد بن القاسم بن سميع، أنا ابن أبي الزعيزعة، عن نافع، عن ابن عمر، أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، في هذه الآية، {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال: باللعب والباطل، كثير النفقة، سمح فيه، لا تطيب نفسه بدرهم يتصدق به".
ويستدل له أيضا بما روي في سبب نزول الآية، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" فقال: "أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أنا الحسين بن محمد بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا يوسف بن بلال، ثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]- يعني باطل الحديث بالقرآن -، قال ابن عباس: "وهو النضر بن الحارث بن علقمة، يشتري أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم، فرواه من حديث الروم وفارس ورستم واسفنديار والقرون الماضية، وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام، ويكذب بالقرآن، فأعرض عنه فلم يؤمن به".
والقول في سبب نزول الآية ذكره الثعلبي ومكي والواحدي أيضا عن مقاتل ومعمر.
ومثله قال الفراء وابن قتيبة في "غريب القرآن"، ومكي في "تفسير المشكل من غريب القرآن".
قال ابن عطية: "فكأن ترك ما يجب فعله وامتثال هذه المنكرات شراء لها على حد قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى} [البقرة: 16]"
وهذا القول قريب مما قبله، بل ربما هو بمعناه، وإنما فصلت بين القولين لطول البحث.

القول الثالث: الشرك.
وهو قول الضحاك، وابن زيد، والحسن.
قال أبن عطية: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث منضاف إلى كفر، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً}، والتوعد بالعذاب المهين..."
قال القرطبي: وتأوله (أي: القول إنه الشرك) قوم على الأحاديث التي يتلهى بها أهل الباطل واللعب".
- اما قول الضحاك فرواه ابن جرير فقال: حديث عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ} يعني: الشرك.
- أما قول ابن زيد فرواه أيضا ابن جرير فقال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا} قال: هؤلاء أهل الكفر، ألا ترى إلى قوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} فليس هكذا أهل الإسلام، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك، قال: وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه.
- أما قول الحسن فذكره عنه القرطبي.

قال ابن جرير: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله: {لَهْوَ الحَدِيثِ} ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك".
قال أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص (المتوفى: 370هـ): "يحتمل أن يريد به الغناء على ما تأولوه عليه، ويحتمل أيضا القول بما لا علم للقائل به؛ وهو على الأمرين لعموم اللفظ".
فالآية -وإن نزلت في الكفار- تتناول كل من اتصف بهذا. ونبه على ذلك ابن عطية بقوله: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث منضاف إلى كفر، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً}، والتوعد بالعذاب المهين...ولَهْوَ الْحَدِيثِ كل ما يلهي من غناء وخنى ونحوه،..." وبين بعد ذلك أمرا مهما في كيفية تنزيل مثلها على المؤمنين فقال: "...والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزوا ولا عليهم هذا الوعيد، بل ليعطل عبادة ويقطع زمانا بمكروه، وليكون من جملة العصاة والنفوس الناقصة تروم تتميم ذلك النقص بالأحاديث وقد جعلوا الحديث من القربى، وقيل لبعضهم أتمل الحديث؟ قال: إنما يمل العتيق.
قال الفقيه الإمام القاضي: يريد القديم المعاد، لأن الحديث من الأحاديث فيه الطرافة التي تمنع من الملل".
وقال محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي: "وأما قول ابن عمر أن اللهو هو الغناء فلم يثبت ذاك في الآية؛ لأنه لم يطلق لهو الحديث، وإنما قيده بصفة هي قوله: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذ سبيل الله هزوا}، وليست هذه صفة الغناء وإنما هو لهو مطلق وقد يكون غيره".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ربيع الأول 1443هـ/19-10-2021م, 09:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله.
اختلف العلماء في المراد بلهو الحديث على أقوال:
القول الأول: هو الغناء والاستماع له.
هو قول ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وجابر، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والثوري، وعطاء الخراساني، ومسلم بن خالد الزنجي.
قال الزجاج: "فأكثر ما جاء في التفسير أن (لَهوَ الحديث) ههنا الغِنَاء؛ لأنه يُلْهِي عَنْ ذكر اللَّه..."
قال الواحدي: "وأكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء".
- قول ابن مسعود رواه عبد الله بن وهب المصري وابن أبي شيبة وابن جرير من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ عنه.
- أما قول ابن عباس فرواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق مقسم، ومن طريق عطاء، عن سعيد بن جبير عنه.
- أما قول ابن عمر فذكره عنه مكي بن أبي طالب، وابن العربي، والقرطبي، وابن كثير.
- أما قول جابر فرواه ابن جرير فقال: حدثنا الحسن بن عبد الرحيم، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جابر في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ} قال: هو الغناء والاستماع له.
- أما قول مجاهد فرواه الثوري في تفسيره، ومسلم بن خالد الزنجي وعبد الله بن وهب المصري من طريق أبي نجيح عنه [ابن أبي نجيح] ، وعبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم البصري الجزري عنه، وابن أبي شيبة، وابن جرير من طرق عنه.
- أما قول عكرمة فرواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق شعيب وأسامة بن زيد.
- أما قول الحسن فرواه ابن أبي حاتم كما قال السيوطي في الدر المنثور. وذكره أيضا عنه البغوي، وابن عطية، والقرطبي.
- أما قول عطاء الخراساني فهو في تفسيره الذي رواه رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد عنه. [قول عطاء بلفظ الغناء والباطل فهو أعم من الاقتصار على الغناء]

ولمجاهد قول آخر، وهو أن المراد الطبل.
قال ابن جرير: حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج الأعور، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال: اللهو: الطبل.
وهذا موافق لما ذكر آنفا.
قال ابن عطية: وقال مجاهد أيضا: "لَهْوَ الْحَدِيثِ الطبل"، وهذا ضرب من الغناء.

ويستدل لهذا القول بما رواه الترمذي فقال
: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ، وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ، وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ، فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وَفِي البَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ. حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ فِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَضَعَّفَهُ وَهُوَ شَامِيٌّ.
وقال أيضا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ»، وَفِي مِثْلِ ذَلِكَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ [ص:346] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ القَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَالقَاسِمُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: الْقَاسِمُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّف".
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ: "وعند الإمام أحمد عن وكيع قال: حدّثنا خلاّد الصفار عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن هو أبو عبد الرحمن مرفوعًا: "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن وأكل أثمانهن حرام". ورواه ابن أبي شيبة بالسند المذكور إلى القاسم عن أبي أمامة مرفوعًا بلفظ أحمد، وزاد وفيه أنزلت هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} ورواه الترمذي من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} الآية". وقال: حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه قال: وسألت البخاري عن إسناد هذا الحديث فقال: علي بن يزيد ذاهب الحديث ووثق عبيد الله والقاسم بن عبد الرحمن، ورواه ابن ماجة في التجارات من حديث عبيد الله الأفريقي عن أبي أمامة قال: نهى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن. ورواه الطبراني عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ثمن القينة سحت وغناؤها حرام والنظر إليها حرام وثمنها من ثمن الكلب وثمن الكلب سحت ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". ورواه البيهقي عن أبي أمامة من طريق ابن زحر مثل رواية الإمام أحمد، وفي معجم الطبراني الكبير من حديث أبي أمامة الباهلي أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَم قال: "ما رفع رجل بعقيرته غناء إلا بعث الله شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يسكت متى سكت". وقيل الغناء مفسدة للقلب منفذة للمال مسخطة للرب، وفي ذلك الزجر الشديد للأشقياء المعرضين عن الانتفاع بسماع كلام الله المقبلين على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب وإضافة اللهو إلى الحديث للتبيين بمعنى "من" لأن اللهو يكون من الحديث وغيره فبين بالحديث أو للتبعيض كأنه قيل: ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه..."
قال أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري: " قال مسدد: ثنا عبد الوارث، عن ليث، عن عبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة وعائشة في قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ...} قال: لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا أكل أثمانهن ولا تعليمهن. قال مجاهد: ولا الاستماع إليهن.
رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل تعليم المغنيات ولا شراؤهن ولا بيعهن، وثمنهن حرام وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث...} - الآية- والذي نفس محمد بيده، ما رفع رجل قط عقيرته بغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان بأرجلهما على ظهره وصدره حتى يسكت".
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده والبيهقي.
قلت: رواه الترمذي من طريق علي بن يزيد، عن القاسم، وابن ماجه من طريق عبيد الله الإفريقي، كلاهما عن أبي أمامة فقط مرفوعا، ولم يذكرا ما قاله مجاهد".
قال ابن كثير: "قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي: حدثنا وكيع، عن خلاد الصفار، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام، وفيهن أنزل الله عز وجل علي: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}.
وهكذا رواه الترمذي وابن جرير، من حديث عبيد الله بن زحر بنحوه، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب. وضعف علي بن يزيد المذكور.
قلت: علي، وشيخه، والراوي عنه، كلهم ضعفاء. والله أعلم".
قال محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي: "وأما قول ابن عمر أن اللهو هو الغناء فلم يثبت ذاك في الآية؛ لأنه لم يطلق لهو الحديث، وإنما قيده بصفة هي قوله: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذ سبيل الله هزوا}، وليست هذه صفة الغناء وإنما هو لهو مطلق وقد يكون غيره".
[يؤخذ عليك هنا عدم ظهور الترابط بين أفكار هذه الفقرة:

بداية الكلام كان الاستدلال على القول بأن المراد بلهو الحديث هو الغناء، وفُهم منه سرد الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الأولى بيانها مع بيان حكم رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الصحة والضعف، مع التأكيد على أنه ليس كل الطرق فيها التصريح بالآية ليُفهم منها تفسير (لهو الحديث)، وقد جمعها الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف.

في أثناء بيانك للطرق، ذكرت معنى لإضافة اللهو إلى الحديث، وهو مما يوجه به بعض الأقوال فالأولى وضعه في مكانه المناسب.
ثم ختمت ببيان ما رد به أبو بكر بن العربي القول بالغناء، دون بيان مسبق بأن عبارته تفيد اعتراضه على القول]

القول الثاني: هو الباطل.
وهو قول قتادة.
- قول قتادة رواه عَبْدُ الرَّزَّاق عن معمر عنه.
- وأخرجه ابن جرير قال: "حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ}: والله لعله أن لا ينفق فيه مالا، ولكن اشتراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع".
- وأخرجه عن قتادة ابن أبي حاتم كما قال السيوطي في الدر المنثور.
قال الواحدي: "أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي الصوفي، أنا إسماعيل بن نجيد، أنا محمد بن الحسن بن الخليل، نا هشام بن عمار، نا محمد بن القاسم بن سميع، أنا ابن أبي الزعيزعة، عن نافع، عن ابن عمر، أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، في هذه الآية، {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال: باللعب والباطل، كثير النفقة، سمح فيه، لا تطيب نفسه بدرهم يتصدق به".
ويستدل له أيضا بما روي في سبب نزول الآية، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" فقال: "أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أنا الحسين بن محمد بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا يوسف بن بلال، ثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]- يعني باطل الحديث بالقرآن -، قال ابن عباس: "وهو النضر بن الحارث بن علقمة، يشتري أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم، فرواه من حديث الروم وفارس ورستم واسفنديار والقرون الماضية، وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام، ويكذب بالقرآن، فأعرض عنه فلم يؤمن به".
والقول في سبب نزول الآية ذكره الثعلبي ومكي والواحدي أيضا عن مقاتل ومعمر.
ومثله قال الفراء وابن قتيبة في "غريب القرآن"، ومكي في "تفسير المشكل من غريب القرآن".
قال ابن عطية: "فكأن ترك ما يجب فعله وامتثال هذه المنكرات شراء لها على حد قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى} [البقرة: 16]"
وهذا القول قريب مما قبله، بل ربما هو بمعناه، وإنما فصلت بين القولين لطول البحث.

القول الثالث: الشرك.
وهو قول الضحاك، وابن زيد، والحسن.
قال أبن عطية: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث منضاف إلى كفر، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً}، والتوعد بالعذاب المهين..."
قال القرطبي: وتأوله (أي: القول إنه الشرك) قوم على الأحاديث التي يتلهى بها أهل الباطل واللعب".
- اما قول الضحاك فرواه ابن جرير فقال: حديث عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ} يعني: الشرك.
- أما قول ابن زيد فرواه أيضا ابن جرير فقال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا} قال: هؤلاء أهل الكفر، ألا ترى إلى قوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} فليس هكذا أهل الإسلام، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك، قال: وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه.
- أما قول الحسن فذكره عنه القرطبي.

قال ابن جرير: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله: {لَهْوَ الحَدِيثِ} ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك".
قال أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص (المتوفى: 370هـ): "يحتمل أن يريد به الغناء على ما تأولوه عليه، ويحتمل أيضا القول بما لا علم للقائل به؛ وهو على الأمرين لعموم اللفظ".
فالآية -وإن نزلت في الكفار- تتناول كل من اتصف بهذا. ونبه على ذلك ابن عطية بقوله: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث منضاف إلى كفر، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً}، والتوعد بالعذاب المهين...ولَهْوَ الْحَدِيثِ كل ما يلهي من غناء وخنى ونحوه،..." وبين بعد ذلك أمرا مهما في كيفية تنزيل مثلها على المؤمنين فقال: "...والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزوا ولا عليهم هذا الوعيد، بل ليعطل عبادة ويقطع زمانا بمكروه، وليكون من جملة العصاة والنفوس الناقصة تروم تتميم ذلك النقص بالأحاديث وقد جعلوا الحديث من القربى، وقيل لبعضهم أتمل الحديث؟ قال: إنما يمل العتيق.
قال الفقيه الإمام القاضي: يريد القديم المعاد، لأن الحديث من الأحاديث فيه الطرافة التي تمنع من الملل".
وقال محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي: "وأما قول ابن عمر أن اللهو هو الغناء فلم يثبت ذاك في الآية؛ لأنه لم يطلق لهو الحديث، وإنما قيده بصفة هي قوله: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذ سبيل الله هزوا}، وليست هذه صفة الغناء وإنما هو لهو مطلق وقد يكون غيره".

[نقلك لقول ابن جرير أولا يوحي بترجيحك الجمع بين الأقوال، ثم ختامك بقول ابن العربي يوحي بردك لاحتمال معنى الآية القول بالغناء، لهذا لم يتضح من بحثك، هل رجحت بين الأقوال؟ أو جمعت بينها؟ ]

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

نحرص من خلال هذه التطبيقات أن تنمو لدى الطالب ملكة تفسيرية، ويكون له - بإذن الله - أسلوبه الخاص، لهذا نؤكد على أن يعبر الطالب بأسلوبه، ويكون النقل من أقوال المفسرين للاستشهاد على كلامه، وعلى قدر الحاجة، دون استطراد.

وقد أحسنت بيان الأقوال ونسبتها والتخريج في أغلب المواضع، لكن الضعف في التعبير بأسلوبك، وبيان وجه كل قول، ثم صياغة الدراسة بأسلوبك بدلا من نسخ أقوال المفسرين.

النقطة الثانية:

الاستدلال بالأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو سبب النزول، لابد من بيان صحته من ضعفه، قبل الاعتماد عليه في الترجيح.



١.تصنيف المسألة وتعيين المراجع: 10 / 10
٢.استيعاب الأقوال في المسألة وتحريرها: 25 / 30
٣.تخريج الأقوال: 15 / 20
٤. توجيه الأقوال: 3 / 5
٥. الدراسة وبيان الراجح أو الجمع بين الأقوال 10 / 20

٦. مراعاة ظهور شخصية الطالب في واجبه، ومراعاة جودة الإنشاء والصياغة والعرض. 5/ 15
التقويم: ج+
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir