دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الاعتقاد للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1431هـ/31-05-2010م, 06:38 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي باب القول في الاستواء

باب القول في الاستواء قال الله تبارك وتعالى: (الرحمن على العرش استوى)، والعرش هو السرير المشهور فيما بين العقلاء، قال الله عز وجل: (وكان عرشه على الماء)، وقال: (وهو رب العرش العظيم)، وقال: (ذو العرش المجيد)، وقال: (وترى الملائكة حافين من حول العرش)، وقال: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم) الآية، وقال: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)، وقال: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، وقال: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش)، وقال: (ثم استوى على العرش)، وقال: (وهو القاهر فوق عباده)، وقال: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون)، وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب)، إلى سائر ما ورد في هذا المعنى، وقال: (أأمنتم من في السماء)، وأراد من فوق السماء، كما قال: (ولأصلبنكم في جذوع النخل)، يعني على جذوع النخل، وقال: (فسيحوا في الأرض)، يعني على الأرض، وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات، فمعنى الآية والله أعلم: أأمنتم من على العرش، كما صرح به في سائر الآيات
53 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا بكر بن محمد بن حمدان، ثنا محمد بن غالب، ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره: «فإن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تتفجر أنهار الجنة»
54 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي» قال الأستاذ الإمام رحمه الله: والأخبار في مثل هذا كثيرة، وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية أن الله سبحانه وتعالى بذاته في كل مكان، وقوله عز وجل (وهو معكم أين ما كنتم)، إنما أراد به بعلمه لا بذاته، ثم المذهب الصحيح في جميع ذلك الاقتصار على ما ورد به التوقيف دون التكييف. وإلى هذا ذهب المتقدمون من أصحابنا ومن تبعهم من المتأخرين وقالوا: الاستواء على العرش قد نطق به الكتاب في غير آية، ووردت به الأخبار الصحيحة، فقبوله من جهة التوقيف واجب، والبحث عنه وطلب الكيفية له غير جائز
55 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي قال: سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري، يقول: سمعت يحيى بن يحيى، يقول: كنا عند مالك بن أنس، فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، (الرحمن على العرش استوى)، كيف استوى ؟ قال: فأطرق مالك رأسه، حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا، فأمر به أن يخرج قال الشيخ: وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول، قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) وقال: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام)
56 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، ثنا أحمد بن سلمان، قال: قرئ على سليمان بن الأشعث، وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» قال رحمه الله: وهذا حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا، ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله، ثم إنهم على قسمين: منهم من قبله وآمن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه. ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد. وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب الأسماء والصفات في المسائل التي تكلموا فيها من هذا الباب، وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف، فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال: (ليس كمثله شيء)، وقال: (ولم يكن له كفوا أحد)، وقال: (هل تعلم له سميا)
57 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية
58 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن يزيد، سمعت أبا يحيى البزار، يقول: سمعت العباس بن حمزة، يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه قال الشيخ: وإنما أراد به والله أعلم فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف، وتكييفه يقتضي تشبيها له بخلقه في أوصاف الحدث
59 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أنا محمد بن بكر، ثنا أبو داود، ثنا القعنبي، ثنا يزيد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب). قالت رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»
60 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه القفال، ثنا عمر بن محمد بن بجير، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: لا يقال للأصل لم، ولا كيف قال الشيخ: وقال في رواية الربيع بن سليمان عنه: الأصل كتاب، أو سنة، أو قول بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع الناس أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي، فذكره


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القول, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir