دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الشريعة للآجري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1431هـ/26-05-2010م, 03:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي باب القول بأن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، لا يكون مؤمنا إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث

باب القول بأن الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح
لا يكون مؤمنا، إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث
قال محمد بن الحسين: اعملوا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزيء معرفة بالقلب، ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال: كان مؤمنا دل على ذلك القرآن، والسنة، وقول علماء المسلمين: فأما ما لزم القلب من فرض الإيمان فقول الله تعالى في سورة المائدة: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر وقال تعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم وقال تعالى: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم الآية فهذا مما يدلك على أن على القلب الإيمان، وهو التصديق والمعرفة، ولا ينفع القول إذ لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع العمل، فاعلموا ذلك وأما فرض الإيمان باللسان: فقوله تعالى في سورة البقرة قولوا آمنا بالله، وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا الآية وقال تعالى من سورة آل عمران: قل آمنا بالله، وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأني رسول الله» وذكر الحديث فهذا الإيمان باللسان نطقا فرضا واجبا وأما الإيمان بما فرض على الجوارح تصديقا بما آمن به القلب، ونطق به اللسان: فقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا إلى قوله تعالى: تفلحون وقال تعالى: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة في غير موضع من القرآن، ومثله فرض الصيام على جميع البدن، ومثله فرض الجهاد بالبدن، وبجميع الجوارح فالأعمال رحمكم الله بالجوارح: تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه: مثل الطهارة، والصلاة والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وأشباه لهذه ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنا، ولم ينفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقا منه لإيمانه، وبالله التوفيق وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته شرائع الإيمان أنها على هذا النعت في أحاديث كثيرة، وقد قال تعالى في كتابه، وبين في غير موضع أن الإيمان لا يكون إلا بعمل، وبينه النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ما قالت المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان قال الله تعالى في سورة البقرة: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء إلى قوله تعالى: المتقون
قال محمد بن الحسين: سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فتلا عليه هذه الآية
251 - أخبرنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد قال: إن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؟ فقرأ عليه: ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية
قال محمد بن الحسين: وبهذا الحديث وغيره يحتج أحمد بن حنبل في كتاب الإيمان أنه قول وعمل، وجاء به من طرق حدثناه أبو نصر القلاس في كتاب الإيمان قال: حدثنا أبو بكر المروزي قال: حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا عبد الرزاق، وذكر هذا الحديث وحدثناه ابن أبي داود، من غير طريق
252 - وأخبرنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: حدثنا جعفر بن عون قال: أنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن القاسم، عن أبي ذر قال: جاء رجل، فسأله عن الإيمان؟ فقرأ عليه: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب قال: يعني الرجل: ليس عن البر سألتك، قال له أبو ذر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله كما سألتني؟ فقرأ عليه كما قرأت عليك فأبى أن يرضى كما أبيت أن ترضى، فقال: ادن مني، فدنا منه، فقال: «المؤمن الذي يعمل حسنة فتسره ويرجو ثوابها، وإن عمل سيئة فتسوءه ويخاف عاقبتها»
قال محمد بن الحسين: اعلموا رحمنا الله وإياكم يا أهل القرآن، ويا أهل العلم، ويا أهل السنن والآثار، ويا معشر من فقههم الله تعالى في الدين، بعلم الحلال والحرام أنكم إن تدبرتم القرآن، كما أمركم الله تعالى علمتم أن الله تعالى أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله: العمل، وأنه تعالى لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم وأنهم قد رضوا عنه وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة، والنجاة من النار، إلا الإيمان والعمل الصالح وقرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده، حتى ضم إليه العمل الصالح، الذي قد وفقهم له، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقا بقلبه، وناطقا بلسانه، وعاملا بجوارحه لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه، وجده كما ذكرت واعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعا من كتاب الله عز وجل أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان به، والعمل الصالح، وهذا رد على من قال: الإيمان: المعرفة، ورد على من قال: المعرفة والقول، وإن لم يعمل نعوذ بالله من قائل هذا فإن قال: فاذكر هذا الذي بينته من كتاب الله عز وجل، ليستغنى غيرك عن التصفح للقرآن، قيل له: نعم، والله تعالى الموفق لذلك، والمعين عليه قال الله تبارك وتعالى في سورة البقرة: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، وأتوا به متشابها، ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون وقال عز وجل: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال تبارك وتعالى في سورة آل عمران: فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين وقال عز وجل في سورة النساء: والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة، وندخلهم ظلا ظليلا وقال سبحانه وتعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا، وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا وقال جل وعلا: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله الآية وقال تبارك وتعالى في سورة المائدة: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم وقال عز وجل في سورة الأنعام: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين، فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال عز وجل في سورة الأعراف: والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون، ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون وقال عز وجل في سورة براءة: الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم وقال عز وجل في سورة براءة أيضا: لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، وأولئك لهم الخيرات، وأولئك هم المفلحون
قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: اعتبروا رحمكم الله بما تسمعون، لم يعطهم مولاهم الكريم هذا الخير كله بالإيمان وحده، حتى ذكر عز وجل هجرتهم وجهادهم بأموالهم وأنفسهم وقد علمتم أن الله عز وجل ذكر قوما آمنوا بمكة، ولم يهاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا قال فيهم؟ وهو قوله: والذين آمنوا ولم يهاجروا، ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ثم ذكر قوما آمنوا بمكة، وأمكنتهم الهجرة إليها، فلم يهاجروا، فقال فيهم قولا، هو أعظم من هذا، وهو قوله عز وجل: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ثم عذر جل ذكره من لم يستطع الهجرة ولا النهوض بعد إيمانه، فقال عز وجل إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة، ولا يهتدون سبيلا، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم الآية
قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان وعمل بالجوارح، ولا يجوز على هذا ردا على المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان، ميزوا هذا تفقهوا إن شاء الله، وقال عز وجل في سورة يونس: إليه مرجعكم جميعا، وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط وقال تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم وقال تعالى: الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم وقال تعالى في سورة الرعد: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب وقال تعالى في سورة إبراهيم: وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها بإذن ربهم، تحيتهم فيها سلام وقال تعالى في سورة سبحان: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وقال تعالى في سورة الكهف: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وقال تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا وقال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا وقال تعالى في سورة مريم: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا وقال تعالى في سورة مريم أيضا: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وقال تعالى في سورة طه: ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى وقال تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال تعالى في سورة الحج: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد قال عز وجل: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقال تعالى: قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم وقال تعالى: الملك يومئذ لله يحكم بينهم، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم وقال تعالى في سورة العنكبوت: والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم، ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون وقال تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وقال تعالى في سورة الروم: ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وقال تعالى في سورة لقمان: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها، وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم وقال تعالى في سورة السجدة: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وقال تعالى في سورة سبأ: ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم وقال تعالى: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا، فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون وقال تعالى في سورة فاطر: الذين كفروا لهم عذاب شديد، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير وقال تعالى في سورة الزمر: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها إلى قوله أجر العاملين وقال تعالى في سورة حم عسق ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير وقال تعالى: ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقال تعالى في سورة الزخرف: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون إلى قوله وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون وقال تعالى في سورة الجاثية: وترى كل أمة جاثية إلى قوله فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين وقال تعالى في سورة الأحقاف: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وقال تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم وقال تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إلى قوله مثوى لهم وقال في سورة التغابن: ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال في سورة الطلاق: ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار وقال تعالى في سورة إذا السماء انشقت: فأما من أوتي كتابه بيمينه إلى قوله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون وقال تعالى في سورة البروج: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير وقال تعالى في سورة التين والزيتون: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون وقال تعالى في سورة البينة: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب إلى قوله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية وقال عز وجل في سورة العصر: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
قال محمد بن الحسين: ميزوا رحمكم الله قول مولاكم الكريم: هل ذكر الإيمان في موضع واحد من القرآن إلا وقد قرن إليه العمل الصالح؟ وقال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فأخبر تعالى بأن الكلم الطيب حقيقة أن يرفع إلى الله تعالى بالعمل، إن لم يكن عمل بطل الكلام من قائله، ورد عليه، ولا كلام طيب أجل من التوحيد ولا عمل من أعمال الصالحات أجل من أداء الفرائض
253 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: نا أبو عبيدة الناجي أنه سمع الحسن يقول: قال قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لنحب ربنا فأنزل الله تعالى بذلك قرآنا: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه، وكذب من خالفه، ثم جعل على كل قول دليلا من عمل يصدقه، ومن عمل يكذبه، وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا حسنا، رفع الله قوله بعمله، وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا سيئا، رد الله القول على العمل، وذلك في كتابه تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
254 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا يزيد بن عبد الصمد قال: حدثنا آدم، يعني ابن أبي إياس قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية: في قول الله تعالى: أولئك الذين صدقوا يقول: تكلموا بكلام الإيمان، وحققوه بالعمل
255 - قال الربيع بن أنس: وكان الحسن يقول: الإيمان كلام، وحقيقته العمل، فإن لم يحقق القول بالعمل، لم ينفعه القول
قال محمد بن الحسين: وكذلك ذكر الله تعالى المتقين في كتابه في غير موضع منه، ودخولهم الجنة، فقال: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وهذا في القرآن كثير يطول به الكتاب لو جمعته، مثل قوله في الزخرف الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين إلى قوله وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ومثل قوله في سورة ق، والذاريات، والطور، مثل قوله: إن المتقين في جنات ونعيم، فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم، كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون وقال في سورة المرسلات: إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون
قال محمد بن الحسين: كل هذا يدل العاقل على أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال، كذا قال الحسن وغيره، وأنا بعد هذا أذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة من أصحابه، وعن كثير من التابعين أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، ومن لم يقل عندهم بهذا فقد كفر
256 - حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الخرساني، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، ويقين بالقلب»
257 - حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال: حدثنا شهاب بن خراش قال: حدثني عبد الكريم الجزري، عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالا: لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بقول، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا نية إلا بموافقة السنة
258 - وأخبرنا خلف بن عمرو العكبري قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا يحيى بن سليم قال: حدثنا أبو حيان قال: سمعت الحسن يقول: «الإيمان قول، ولا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة»
259 - وأخبرنا أيضا خلف بن عمرو قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا يحيى بن سليم قال: سألت سفيان الثوري: عن الإيمان؟ فقال: «قول وعمل» وسألت ابن الجريح، فقال: «قول وعمل» وسألت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فقال: «قول وعمل»، وسألت نافع بن عمر الجمحي، فقال: «قول وعمل»، وسألت مالك بن أنس، فقال: «قول وعمل» وسألت فضيل بن عياض، فقال: «قول وعمل» وسألت سفيان بن عيينة، فقال: «قول وعمل»، قال الحميدي: وسمعت وكيعا يقول: «أهل السنة يقولون: الإيمان قول وعمل والمرجئة يقولون: الإيمان قول، والجهمية يقولون: الإيمان المعرفة»
260 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا علي بن خشرم قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن هشام، عن الحسن قال: «الإيمان قول وعمل وقال يحيى بن سليم: فقلت لهشام: فما تقول أنت؟ فقال: «الإيمان: قول وعمل «وكان محمد الطائفي يقول: «الإيمان قول وعمل «. قال يحيى بن سليم: وكان مالك بن أنس يقول: «الإيمان قول وعمل «قال يحيى: وكان سفيان بن عيينة يقول: «الإيمان قول وعمل «، قال: وكان فضيل بن عياض يقول: «الإيمان قول وعمل «
261 - وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا سليمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمرا، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن جريج، وسفيان بن عيينة يقولون: «الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص»
262 - حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص
263 - قال أحمد: وبلغني أن مالك بن أنس وابن جريج، وفضيل بن عياض قالوا: «الإيمان قول وعمل»
264 - وحدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن شماس قال: سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: «الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص» قال إبراهيم بن شماس: وسألت بقية بن الوليد وأبا بكر بن عياش فقالا: «الإيمان قول وعمل» قال إبراهيم: وسألت أبا إسحاق الفزاري فقلت: «الإيمان قول وعمل؟ قال: نعم» قال: وسمعت ابن المبارك يقول: «الإيمان قول وعمل»
265 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال: سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فيما ذكرته مقنع لمن أراد الله عز وجل به الخير، فعلم أنه لا يتم له الإيمان إلا بالعمل هذا هو الدين الذي قال الله عز وجل فيه: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القول, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir