دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > شرح أسماء الله الحسنى > اشتقاق أسماء الله للزجاجي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 شعبان 1432هـ/5-07-2011م, 02:18 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي باب القول في اشتقاق النبي -صلى الله عليه وسلم- ومذاهب العلماء في ذلك

باب
القول في اشتقاق النبي
صلى الله عليه وسلم
ومذاهب العلماء في ذلك
اعلم أن للعلماء في اشتقاق النبي قولين، أما سيبويه في حكايته عن الخليل فيذهب إلى أنه مهموز الأصل من أنبأ عن الله: أي أخبر عنه، والنبأ: الخبر وهو مذهب أكثر أهل اللغة، فتركت العرب همزه لا على طريق التخفيف لكن على طريق الإبدال. والفرق بين التخفيف والإبدال أن ما ترك همزه تخفيفًا قد يهمز تارة ويخفف أخرى، ويكون بقياس لازم لا يجوز تعديه، وما ترك همزه على طريقة الإبدال فهمزه غير جائز إلا في لغة من لا يرى البدل فيه ويهمز على كل حال. فترك همز النبي في هذا المذهب الذي هو على طريق الإبدال عند سيبويه ومن ذهب مذهبه كترك همز البرية والخابية ويرى وترى وما أشبه ذلك.
قال سيبويه: وقوم من العرب يقولون: سلت أسأل كما يقولون: هبت أ÷اب، وليس في لغة هؤلاء همز كما قال عبد الرحمن بن حسان:
فأما قولك: الخلفاء منا = فهم منعوا وريدك من وداج
ولولاهم لكنت كحوت بحر = هوى في مظلم الغمرات داج
وكنت أذل من وتد بقاع = يشجج رأسه بالفهر واج
[اشتقاق أسماء الله: 293]
يريد: واجئًا فقل الهمزة ياء.
فالنبي في مذهب هؤلاء فعيل بمعنى فاعل، ولامه همزة أبدلت ياء وأدغمت فيها الياء التي قبلها فقيل. نبي كما ترى.
والقول الآخر مذهب جماعة من أهل اللغة وهو رأي أبي عمرو بن العلاء. قالوا: ليس بمهموز الأصل وإنما هو من النباوة وهي الرفعة فكأنه قيل: نبا ينبو أي: ارتفع على الخلق وعلا عليهم، ولامه واو قلبت ياء لوقوعها بعد ياء ساكنة، وأدغمت الأولى في الثانية فقيل نبي كما ترى.
وهمزه على هذا المذهب خطأ غير جائز، وعلى المذهب الأول جائز همزه وترك همزه لأن ما كان مهموز الأصل فتخفيفه جائز، وما لم يكن مهموزًا في الأصل فهمزه لحن إلا ما كانت فيه علة موجبة لذلك، نحو انضمام الواو ضمة لازمة، ونحو وقوع الياء والواو بعد ألف زائدة نحو قائم وبائع وما أشبه ذلك، وليس في نبي إذا كان من النباوة شيء يوجب همزه كما لا يجوز همز تقي، وصفي، وشقي وما أشبه ذلك.
وقال هؤلاء: والدليل على صحة مذهبنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال له: «يا نبيء الله» فهمزه فقال له عليه السلام: «لست نبيء الله ولكني نبي الله» فقال القائلون بالمذهب الأول هذا حديث مرسل رواه حمزة عن حمدان.
[اشتقاق أسماء الله: 294]
والثابت عنه أن العباس بن مرداس أنشده:
يا خاتم النبآء إنك مرسل = بالحق كل هدى السبيل هداكا
فأنشده النبي صلى الله عليه وسلم مهموزًا فلم ينكره. وهذا جمع نبئ بالهمز لأن الهمزة تجري مجرى الحروف الصحاح، وما كان على فعيل صحيح اللازم من النعوت جمع على «فعلاء» نحو ظريف وظرفاء، وكريم وكرماء، وعظيم وعظماء فكذلك يقال: نبيء ونبآه إذا همز لأنه يجري مجرى الصحيح. وما كان معتل اللازم جمع على «أفعلاء» نحو: تقي وأتقياء، وشقي وأشقياء، وغني وأغنياء.
قالوا: فلو أراد العباس جمع نبي بغير همز لقال أنبياء.
قالوا: ومما يدل على أن أصله الهمز قراءة أهل المدينة النبئ بالهمز ولا يجوز اجتماعهم على هذه القراءة إلا وهي صحيحة المعنى في الأصل.
والقول الصحيح والله أعلم قول الأولين وهو أن يكون النبي مهموز الأصل ترك همزه للعلة التي ذكروها وللأثر الذي رووه عن العباس وقراءة أهل المدينة. ولما قلنا من أنه لو لم يكن مهموزًا في الأصل كان همزه لحنًا، وإذا كان مهموزًا فترك همزه ليس لحن.
وقد حكى سيبويه أن من العرب من يهمز النبئ والبريئة على الأصل.
[اشتقاق أسماء الله: 295]
فكل هذا دليل على أنه مهموز في الأصل ترك همزه على طريق البدل.
فإن قال قائل: فقد ذكرت أن المهموز يجمع على نبآء وقد ترى جمعه في كلام العرب على أنبياء أكثر من جمعه على النبآء.
قيل له: كذلك يجب أن يكون كما أنه في كلامهم غير مهموز أكثر منه مهموزًا، وإن كان أصله الهمز فلما ترك همزه جرى مجرى ذوات الواو والياء فجمع على «أفعلاء». ومنهم من يهمز «أفعلاء» أيضًا فيقول أنبئاء، فهذا دليل على صحة ما ذكرنا.
وأما البرية فيجوز أن يكون كما قال سيبويه من برأ الله الخلق أي: خلقهم، فترك همزها، ويجوز أن تكون من البرى وهو التراب كأنهم لما خلقوا من التراب قيل لهم: البرية البرى إلا أن سيبويه قد ذكر أن من العرب من يهمزها، وهمز هؤلاء يدل على أن أصلها الهمز كما قلنا في النبي. فهذا مذهب العلماء في ذلك، والله أعلم وأحكم. وهذا آخر القول في اشتقاق أسماء الله عز وجل وصفاته، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم كثيرًا. والحمد لله على إتمامه.
في الأصل المنقول منه ما لفظه من مسح بعض ألفاظه يقول علي بن الحسن بن علي الربعي: قرأ علي هذا الكتاب من أوله إلى آخره وقرأته أنا على شيخنا أبي بكر أحمد ابن محمد الغساني، ويعرف بابن شرام رحمه الله تعالى وقرأه أبو بكر على أبي القاسم الزجاجي وهو مصنفه. وكتبت بيدي في شعبان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وأيضًا كتب:
بلغت القراءة على الشيخ أبي بكر علي بن الخضر بن المؤدب، وأحمد بن محمد الفياضي. وصح.
[اشتقاق أسماء الله: 296]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القول, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir