دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الاعتقاد للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1431هـ/31-05-2010م, 06:45 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي باب القول في خلق الأفعال

باب القول في خلق الأفعال قال الله عز وجل (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء) فدخل فيه الأعيان والأفعال من الخير والشر، وقال: (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء) فنفى أن يكون خالق غيره ونفى أن يكون شيء سواه غير مخلوق، فلو كانت الأفعال غير مخلوقة لكان الله سبحانه خالق بعض الأشياء دون جميعها، وهذا خلاف الآية، ومعلوم أن الأفعال أكثر من الأعيان فلو كان الله خالق الأعيان والناس خالقي الأفعال لكان خلق الناس أكثر من خلقه ولكانوا أتم قوة منه وأولى بصفة المدح من ربهم سبحانه؛ ولأن الله تعالى قال: (والله خلقكم وما تعملون) فأخبر أن أعمالهم مخلوقة لله عز وجل
89 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، ثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة في قوله (قال أتعبدون ما تنحتون) قال: الأصنام (والله خلقكم وما تعملون) قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم قلنا: ولأن الله تعالى قال: (وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) فامتدح بالقولين جميعا، فكما لا يخرج شيء من علمه لا يخرج شيء غيره من خلقه، ولأنه قال: (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق) فأخبر أن قولهم وسرهم وجهرهم خلقه وهو بجميع ذلك عليم. وقال: (وأنه هو أضحك وأبكى) كما قال: (وأنه هو أمات وأحيا) فكما كان مميتا محييا بأن خلق الموت والحياة كان مضحكا مبكيا بأن خلق الضحك والبكاء، وقد يضحك الكافر سرورا بقتل المسلمين وهو منه كفر، وقد يبكي حزنا بظهور المسلمين وهو منه كفر، فثبت أن الأفعال كلها خيرها وشرها صادرة عن خلقه وإحداثه إياها؛ ولأنه قال: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وقال: (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) فسلب عنهم فعل القتل والرمي والزرع مع مباشرتهم إياه، وأثبت فعلها لنفسه ليدل بذلك على أن المعنى المؤثر في وجودها بعد عدمها هو إيجاده وخلقه، وإنما وجدت من عباده مباشرة تلك الأفعال بقدرة حادثة أحدثها خالقنا عز وجل على ما أراد فهي من الله سبحانه خلق على معنى أنه هو الذي اخترعها بقدرته القديمة وهي من عباده كسب على معنى تعلق قدرة حادثة بمباشرتهم التي هي أكسابهم ووقوع هذه الأفعال أو بعضها على وجوه تخالف قصد مكتسبها يدل على موقع أوقعها على ما أراد غير مكتسبها وهو الله ربنا خلقنا، وخلق أفعالنا لا شريك له في شيء من خلقه تبارك الله رب العالمين. وكان الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان يعبر عن هذا بعبارة حسنة، فيقول فعل القادر القديم خلق وفعل القادر المحدث كسب فتعالى القديم عن الكسب وجل وصغر المحدث عن الخلق وذل، وقد أثبت الله سبحانه كسب العباد وخلقه كسبهم بما ذكرنا من الآيات في هذا الموضع، وفي كتاب القدر مما لم نذكره هاهنا، وبمثل ذلك جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
90 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو النضر الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا علي بن المديني، ثنا مروان بن معاوية، ثنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يصنع كل صانع وصنعته»
91 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا هشام، ح وأنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي، ثنا القواريري، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي موسى، رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: الخير والشر خليقتان ينصبان للناس يوم القيامة وفي رواية أبي داود «والذي نفسي بيده إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان للناس يوم القيامة فأما المعروف فيعد أهله الخير ويمنيه، وأما المنكر فيقول إليكم، وما يستطيعون له إلا لزوما»
92 - أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن منصور الدامغاني نزيل بيهق، ثنا أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، أخبرني الحسن بن سفيان، ثنا أبو عمار، نا الفضل بن موسى، عن أبي فروة الرهاوي، عن أبي يحيى الكلاعي، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يقول: أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير وقدرته فطوبى لمن خلقته للخير وخلقت الخير له وأجريت الخير على يديه أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الشر وقدرته فويل لمن خلقت الشر له وخلقته للشر وأجريت الشر على يديه» وأما ما روي في حديث دعاء الاستفتاح: الخير في يديك والشر ليس إليك «فإنما معناه الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله عز وجل والمدح له بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها، ولم يقصد به إدخال شيء في قدرته ونفي ضده عنه، فقد قال في هذا الحديث» والمهدي من هديت «وفي حديث آخر» والمعصوم من عصم الله «وفي ذلك دلالة على أنه يهدي قوما دون قوم ويعصم قوما دون قوم آخرين ومن لم يهده ولم يعصمه فقد خذله ومن خذله لم يرد به خيرا، قال الله عز وجل (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) وكان النضر بن شميل يقول: معناه الشر لا يتقرب به إليك
93 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قال النضر بن شميل: «والشر ليس إليك» تفسيره: والشر لا يتقرب به إليك
94 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، في آخرين قالوا: أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا إسماعيل بن علية، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، (ح). وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، أنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنا حماد، عن يزيد الرشك، ثنا مطرف، عن عمران بن حصين، قال: قيل يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار ؟ قال: نعم، قيل: ففيم يعمل العاملون ؟ قال: كل ميسر لما خلق له «وفي رواية ابن علية قال:» اعملوا فكل ميسر «أو كما قال قال أبو سفيان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه في هذا الحديث: فأعلمهم صلى الله عليه وسلم أن العلم السابق في أمرهم واقع على معنى تدبير الربوبية وأن ذلك لا يبطل تكليفهم العمل بحق العبودية، إلا أنه أخبر أن كلا من الخلق ميسر لما دبر له في الغيب فيسوقه العمل إلى ما كتب له من سعادة أو شقاوة فيثاب ويعاقب على سبيل المجازاة، فمعنى العمل التعريض للثواب والعقاب وبه وقعت الحجة وعليه دارت المعاملة، وكان الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله يقول: أعمالنا أعلام الثواب والعقاب. قلنا: وليس لقائل أن يقول إذا خلق كسبه ويسره لعمل أهل النار ثم عاقبه عليه كان ذلك منه ظلما، كما ليس له أن يقول: إذا مكنه منه وعلم أنه لا يتأتى منه غيره ثم عاقبه كان ذلك منه ظلما؛ لأن الظلم في كلام العرب مجاوزة الحد والذي هو خالقنا وخالق أكسابنا لا آمر فوقه ولا حاد دونه وكل من سواه خلقه وملكه فهو يفعل في ملكه ما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
95 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه الزيادي، أنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، ثنا أبو قلابة، ثنا عثمان بن عمر، (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنا محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا محمد بن شاذان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عثمان بن عمر، أنا عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلونه مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وثبتت الحجة عليهم ؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم، قال: فقال أفلا يكون ظلما ؟ قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت: كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك عنه إلا لأحرز عقلك، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلونه به مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وثبتت عليهم الحجة ؟ فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم، قال: ففيم نعمل إذا ؟ قال: من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين يسره لها، وتصديق ذلك في كتاب الله (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)
96 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا أبو سنان سعيد بن سنان الشيباني، قال: سمعت وهب بن خالد الحمصي، يحدثنا عن ابن الديلمي، قال: وقع في نفسي شيء من القدر فأتيت أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر، وقع في نفسي شيء من القدر فخفت أن يكون فيه هلاك ديني أو أمري، فقال: يا ابن أخي، إن الله عز وجل لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وإنك إن مت على غير هذا دخلت النار ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته فقال مثل ذلك، وقال لي: لا عليك أن تأتي حذيفة بن اليمان فتسأله، فأتيت حذيفة بن اليمان فسألته فقال لي مثل ذلك، وقال: ائت زيد بن ثابت فسله، فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر مثل ذلك قال الأستاذ الإمام رحمه الله: تابعه سفيان الثوري فرواه في جامعه، عن أبي سنان هذا ورواه أيضا كثير بن مرة، عن ابن الديلمي إلا أنه زاد سعد بن أبي وقاص في أوله ولم يذكر حذيفة
97 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا محمد بن علي بن عبد الحميد الصغاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق عن معمر قال: بلغني أن عمرو بن العاص قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: وددت أني أجد من أخاصم إليه ربي، فقال أبو موسى: أنا فقال عمرو: أيقدر علي شيئا ويعذبني عليه ؟ فقال أبو موسى رضي الله عنه: نعم، قال: لم، قال: لأنه لا يظلمك، فقال: صدقت
98 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت إياس بن معاوية، يقول: لم أخاصم بعقلي كله من أهل الأهواء غير أصحاب القدر، قلت أخبرني عن الظلم في كلام العرب ما هو ؟ قال: أن يأخذ الرجل ما ليس له، قلت: فإن الله له كل شيء قال الشيخ أبو بكر: الظلم عند العرب هو فعل ما ليس للفاعل فعله وليس من شيء يفعله الله إلا وله فعله، ألا ترى أنه فاعل بالأطفال والمجانين والبهائم ما شاء من أنواع البلاء، فقال: (أغرقوا فأدخلوا نارا) فأغرقهم صغيرهم وكبيرهم، وقال: (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) وغير ذلك من الآيات الواردة في تعذيب الصغير والكبير والأطفال والمجانين بأنواع البلاء


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القول, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir