دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > علوم الحديث الشريف > المحدث الفاصل بين الراوي والواعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الأولى 1431هـ/8-05-2010م, 09:02 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي باب القول في الإجازة والمناولة

قال الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (ت: 360هـ): (باب القول في الإجازة والمناولة
- حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان ثنا محمد بن عبد الله بن حميد المكي ثنا بشر بن عبيد الدارسي ثنا صالح بن عمرو عن الحسن: أنه كان لا يرى بأسا أن يدفع المحدث كتابه ويقول: أرو عني جيمع ما فيه يسعه أن يقول: حدثني فلان عن فلان.
- حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ثنا أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر قال: أشهد على بن شهاب لقد كان يؤتى بالكتب من كتبه فيقال له: يا أبا بكر هذه كتبك فيقول: نعم، فيجتزي بذلك ويحمل عنه ما قرئ عليه.
- حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا سفيان بن عيينة قال: كنت عند الزهري ومعه سعد بن إبراهيم فجاءه ابن جريج يريد أن يعرض عليه كتابا فقال: إن سعدا كلمني في ابنه قال: أفأحدث عنك؟
قال: نعم.
- حدثنا العباس الشكلي ثنا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني أبي قال: قال لي الأوزاعي: ما أجزته لك وحدك فقل فيه: خبرني، وما أجزته لجماعة أنت فيهم فقل فيه: خبرنا.
- حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا أبو زرعة الدمشقي أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن أبي سلمة قال: قلت للأوزاعي في المناولة أقول فيها حدثنا؟
قال: إن كنت حدثتك فقل.
فقلت: أقول فيها أخبرنا؟
قال: لا
قلت: فكيف أقول؟
قال: قل: قال أبو عمرو وعن أبي عمرو.
- حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه ثنا أبو زرعة أخبرني عبد الله بن ذاكوان ثنا الوليد قال: قال الأوزاعي في كتب الأمانة -يعني المناولة-: يعمل به ولا يحدث به.
- حدثني محمد ثنا أبو زرعة حدثني صفوان ثنا عمر بن عبد الواحد قال: دفع إلي الأوزاعي كتابا بعد ما نظر فيه فقال: اروه عني.
- حدثنا محمد ثنا أبو زرعة حدثني صفوان حدثني عمر عن الأوزاعي قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: اروها عني.
- حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت إسماعيل بن أبي أويس قال: سألت مالكا عن أصح السماع،
فقال: قراءتك على العالم أو قال المحدث ثم قراءة المحدث عليك ثم أن يدفع إليك كتابه فيقول: ارو هذا عني
قال: فقلت لمالك: أقرأ عليك وأقول: حدثني
قال: أو لم يقل ابن عباس أقرأني أبي بن كعب وإنما قرأ على أبي.
- حدثني عبد الله بن صالح البخاري ثنا أبو بكر السالمي قال: سمعت ابن أبي أويس يقول: سمعت مالكا يقول: جاءني يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: يا أبا عبد الله اكتب لي غرر حديث الزهري بن شهاب، فكتب له ثلاثة قراطيس، ثم لقيته بها فأخذها مني.
فقال له رجل: يا أبا عبد الله قرأتها عليه؟
قال: هو كان أفقه من ذلك بل أخذها عني وحدث بها.
- حدثنا الساجي ثنا هارون الأيلي أخبرني ابن وهب قال: دخلت على ابن لهيعة فقرأت عليه أو قال قرأ علي، فلما فرغت قال: ارفع هذه الطنفسة، فإذا أنا بكتاب فقال: انظر فيه تعرف هذه الأحاديث حدثني بها مخرمة بن بكير فأعطيته الكتاب وخرجت من عنده.
- حدثني العباس بن الحسن ثنا أحمد بن عبد الله بن بكير النيسابوري ثنا يحيى بن عثمان ثنا بقية قال: سمعت شعبة يقول: كتب إلي منصور بأحاديث فقلت: أقول حدثني؟
قال: نعم إذا كتبت إليك فقد حدثتك
قال شعبة: فسألت أيوب عن ذلك فقال: صدق إذا كتب إليك فقد حدثك.
- حدثنا أحمد بن منع ثنا إبراهيم بن هاني ثنا أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: كتب إلي منصور وقرأته عليه؛ حدثنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لا أدري زاد أو نقص - إبراهيم القائل لا يدري علقمة أو عبد الله زاد أو نقص- فاستقبلنا حزينا فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ((لو حدث في الصلاة شيء لأنبأتكموه ولكن أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وأيكم ما شك في صلاته فليتحر أقرب ذلك للصواب فليتم عليه وليسلم ثم يسجد سجدتين)).
- حدثنا ابن منيع ثنا بندار ثنا محمد بن أبي عدي وعبد الرحمن عن شعبة قال: كتب إلي منصور وقرأته عليه؛ قال: حدثني أبو عثمان مولى المغيرة بن شعبة قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب هذه الحجرة الصادق المصدوق يقول: ((لا تنزع الرحمة إلا من شقي)).
- حدثنا الساجي ثنا هارون الأيلي حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد: أن الليث بن سعد كان يجيز كتب العلم لكل من سأله ذلك ولا يمنع ويراها جائزة واسعة لمن أخذه وحدث به.
- حدثنا الساجي ثنا هارون بن سعيد الأيلي ثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال: اجتمع ابن وهب وابن القاسم وأشهب بن عبد العزيز أني إذا أخذت الكتاب من المحدث أن أقول فيه أخبرني.
- حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان حدثنا يوسف بن مسلم ثنا خلف بن تميم قال: أتيت حيوة بن شريح فسألته فأخرج إلي كتابا قال: اذهب فانسخ هذا واروه عني
قلت: لا نقبله إلا سماعا
قال: كذا أفعل بغيرك فإن أردته وإلا فذره
قال: فتركته.
- حدثنا عبدان ثنا دحيم ثنا الوليد ثنا الأوزاعي قال: كتب إلي قتادة.
- حدثني محمد بن الجنيد ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة قال: كتبنا إلى إبراهيم النخعي نسأله عن الرضاع، فكتب يذكر أن شريحا حدث أن عليا وابن مسعود كانا يقولان يحرم من الرضاع قليله وكثيره وكان في كتابه أن أبا الشعثاء المحاربي حدثه أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تحرم الخطفة والخطفتان.
- حدثنا القاسم بن زكرياء ثنا يوسف بن موسى ثنا حجاج ثنا حماد بن سلمة عن أيوب قال: كتب إلي نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقيمن الرجل ثم تقعد في مقعده)).
- حدثنا أبو شعيب ثنا البابلي ثنا الأوزاعي قال: كتب إلي قتادة قال: حدثني أنس بن مالك أنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا آخرها.
- حدثنا أبي ثنا يعقوب الفسوي ثنا أبو مسهر قال: كتب إلي ابن لهيعة يذكر عن بكير بن عبد الله عن أم علقمة عن عائشة في الحامل ترى الدم قالت: لا تصلي.
قال أبو مسهر: حدثنا مالك بن أنس أنه سأل ابن شهاب عن ذلك فقال مثله.
- حدثنا سهل بن موسى ثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث به سعد عن يحيى بن سعيد قال: كتب إلي خالد بن أبي عمران قال: حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أيها الناس إني لكم على الحوض إن آنيته كعدد النجوم)).
- حدثنا الحسين بن بهان ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد ثنا ابن أبي زائدة قال: حدثني مجالد عن عامر الشعبي عن الأشعث بن قيس قال: خاصم رجل من الحضرميين رجلا منا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض له فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي: ((شهودك على حقك وإلا حلف لك))
قال: إن الأرض أعظم منزلة من أن يحلف عليها
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن يمين المسلم من وراء ما هو أعظم من ذلك)) فانطلق ليحلف فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن حلف كاذبا أدخله الله النار))
فأخبرته فقال: أصلح بيني وبينه.
- حدثنا أبو بكر الشعراني ثنا أبو زرعة الدمشقي حدثني محمد بن زرعة بن روح الرعيني الثقة المأمون ومات سنة ست عشرة ومائتين قال: سألت مروان بن محمد أمكحول سمع من عنبسة بن أبي سفيان؟ فلم ينكر
قال أبو زرعة: وسمعت أبا مسهر يقول: كتب إلي أحمد بن صالح يسألني أن أكتب إليه بحديث أم حبيية في مس الفرج فكتب إليه حدثني الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ)).
- حدثنا عبدان ثنا عمرو بن سواد ثنا ابن وهب قال: كتب إلي محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة (الم تنزيل السجدة) و{هل أتى على الإنسان}.
- حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأملي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا ابن لهيعة قال: كتب إلي جريج يخبر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن العاص أن يجهز جيشا فلم يقدر على ظهر فابتاع بعيرا ببعيرين إلى الصدقة فلم ينكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
- حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: كتب إلينا إسحاق بن إبراهيم الشيرازي يذكر أن جده سعد بن الصلت حدثهم.
- حدثنا الساجي أخبرني محمد بن عبد الله الحضرمي فيما كتب إلي.
وحدثنا موسى بن هارون قال: أخبرني أبي فيما أذن لي في روايته عنه قال: حدثنا.
- حدثنا أبو جعفر بن بهلول أخبرني أبي مناولة.
- حدثنا أبو حفص الصيرفي ثنا جنيد بن حكيم ثنا ابن المصفى ثنا بقية قال: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد.
قال القاضي: وفي كتابي عن محمد بن موسى أظنه التيمي ثنا جعفر بن عبد الواحد ثنا يعقوب الحضرمي ثنا وهيب بن خالد قال: كتب إلي سهيل بن أبي صالح وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر قال سهيل: ثنا أبي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة أربعا،
وقال عبد الله بن عمر: حدثني نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين.
- حدثنا الساجي قال: سمعت الزعفراني يقول: كان أبو ثور يحضر معنا عند الشافعي قد سمع معنا منه الكتب.
قال الساجي: فسألته عن الكرابيسي، فقال: لم أره في القدمة الأولى ولكنه لما قدم الشافعي قدمته الثانية لزمه شهرين وسأله أن يعرض عليه الكتب فأجاز له كتبه وسأله عن بعضها.
- حدثنا الساجي ثنا داود الأصبهاني قال: قال لي حسين الكرابيسي لما قدم الشافعي قدمته أتيته فقلت له: أتأذن لي أقرأ عليك الكتب فأبى وقال: خذ كتب الزعفراني فانسخها فقد أجزتها لك فأخذها إجازة.
- حدثنا ابن منيع ثنا محمد بن ميمون الخياط قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت مثل عبد الكريم الجزري إنما كان يقول: سألت وسمعت وبلغني وأوشك.
قال القاضي: اختلفت ألفاظ أهل العلم في الحكاية عن الكتب في الإجازات وأحسنها ما حكاه معاذ بن معاذ عن زكرياء بن أبي زائدة.
فإن محمد بن الحسن بن علي البري حدثني ثنا عمرو بن علي قال سمعت معاذا يقول: كتب إلي زكرياء بن أبي زائدة وإلى خالد بن الحرث أما بعد فإن العباس بن ذريح حدثني أن الشعبي حدث أن عائشة كتبت إلى معاوية أما بعد فإنه من يعمل بمعاصي الله يعد حامده له من الناس ذاما والسلام.
- حدثني أبي ثنا عباس الدوري قال: كتب إلي إسحاق بن راهويه من إسحاق بن إبراهيم إلى العباس بن محمد الدوري قلت: لأبي قرة أذكر ابن جريج عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن سرجس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما وعليه نمرة فقال لرجل من أصحابه: ((أعطني نمرتك وخذ نمرتي))
فقال: يا رسول الله نمرتك أجود من نمرتي
قال: ((أجل ولكن فيها خيط أحمر فخشيت أن أنظر إليه فيفتنني))؟.
فأقر به أبو قرة وقال: نعم.
- سمعت الحسن بن المثنى يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: كان الناس يكتبون من فلان بن فلان إلى فلان بن فلان أما بعد.
قال القاضي: وقال لي الحسين بن محمد الشريكي: سألت أحمد بن منصور عن ذلك يعني الأخبار عن المكاتبة فقال: أحبه إلي أن يقول: كتب إلي فلان ثنا فلان.
حدثنا عبد الوهاب بن رواحة العدوي ثنا عثمان بن أبي شيبة وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كنا مع عتبة بن فرقد فجاءنا كتاب عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلبسوا الحرير ألا من لبس منه شيئا في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)).
قال بعض المتأخرين من الفقهاء: كل من روى من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم خبرا فلم يقل فيه: سمعته ولا حدثنا ولا أنبأنا ولا أخبرنا ولا لفظة توجب صحة الرواية إما بسماع أو غيره مما يقوم مقامه فغير واجب أن يحكم بخبره،
وإذا قال: حدثنا أو أخبرنا فلان عن فلان ولم يقل حدثنا فلان أن فلانا حدثه ولا ما يقوم به مقام هذا من الألفاظ احتمل أن يكون بين فلان الذي حدثه وبين فلان الثاني رجل آخر لم يسمه لأنه ليس بمنكر أن يقول قائل: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا وفلان حدثنا عن مالك والشافعي وسواء قيل ذلك فيمن علم أن المخاطب لم يره أو فيمن لم يعلم ذلك منه؛ لأن معنى قوله عن إنما هو أن رد الحديث إليه وهذا سائغ في اللغة مستعمل بين الناس،
قال: وهذا هو العلة في المراسيل وقد نظم هذا المعنى بعض المتأخرين شعرا فقال:
يتأدى إلي عنك مليح * من حديث وبارع من بيان
فلهذا اشتهت حديثك إذنا * ي وليس الأخبار مثل العيان
بين قول الفقيه حدثنا سف‍ * ـيان فرق وبين عن سفيان
وقال غيره من المتأخرين ممن يقول بالظاهر: إذا دفع المحدث إلى الذي يسأله أن يحدثه كتابا ثم قال: قد قرأته ووقفت على ما فيه وقد حدثني بجميعه فلان بن فلان على ما في هذا الكتاب سواء حرفا بحرف فإن للمقول له ما وصفنا؛ أن يرويه عنه فيقول حدثني أو أخبرني فلان أن فلانا حدثه، ولا يقول حدثني فلان أن فلانا قال حدثنا فلان ثم يسوق الحديث إلى آخره؛ لأن قوله: حدثني فلان أن فلانا قال: حدثنا حكاية توجب سماع الألفاظ وهو لم يسمع الألفاظ، وسواء إذا اعترف له بما وصفنا أن يقول له قد أجزت لك أن ترويه أو لا يقول له ذلك؛ لأن الغرض إنما هو سماع المخبر الإقرار من المخبر فهو إذا سمعه لم يحتج إلى أن يأذن له في أن يرويه عنه ألا ترى أن رجلا لو سمع من رجل حديثا ثم قال له المحدث: لا أجيز لك أن ترويه عني كان ذلك لغوا، وللسامع أن يرويه أجازه المحدث له أم لم يجزه، فهكذا أيضا إذا أخبر أنه قد قرأه ووقف على ما فيه وأنه قد سمعه من فلان كما في الكتاب لم يحتج أن يقول: اروه عني ولا قد أجزته لك ولا يضره أن يقول: لا تروه عني ولا أن يقول: لست أجيزه لك؛ بل روايته عنه في كلتي الحالتين جائزة.
وإن قال المحدث: قد أجزت لك أن تروي هذا الكتاب عني ولم يقل له فإني قد سمعته من فلان كما فيه أو على ما وصفنا أو قال: قد أجزت لك أن ترويه عني عن فلان ولم يزده على هذا القول شيئا لم ينفعه ذلك إذ يمكن أن يكون بين المحدث وبين ذلك الفلان المثبت اسمه في الكتاب رجل آخر، وهذا كقول المحدث: حدثنا فلان عن فلان فإنه يمكن أن يكون بينهما رجل ورجلان.
قال: وإذا كان مناولة الكتاب مع الإقرار بما فيه مجيزة لروايته فليست بنا حاجة إلى الكلام في القراءة إذا فهمها واعترف بما قرئ عليه منها لأنها أوكد حالا من المناولة.
وأما الكتاب من المحدث إلى آخر بأحاديث يذكر أنها أحاديثه سمعها من فلان كما رسمها في الكتاب فإن المكاتب لا يخلو من أن يكون على يقين من أن المحدث كتب بها إليه أو يكون شاكا فيه، فإن كان شاكا فيه لم تجز له روايته عنه، وإن كان متيقنا له فهو وسماعه الإقرار منه سواء؛ لأن الغرض من القول باللسان فيما تقع العبارة فيه باللفظ إنما هو تعبير اللسان عن ضمير القلب فإذا وقعت العبارة عن الضمير بأي سبب كان من أسباب العبارة إما بكتاب وإما بإشارة وإما بغير ذلك مما يقوم مقامه كان ذلك كله سواء، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه أقام الإشارة مقام القول في باب العبارة؛ وهو حديث الرجل الذي أخبره أن عليه عتق رقبة وأحضره جارية فقال: إنها أعجمية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين ربك؟)) فأشارت إلى السماء قال: ((من أنا؟)) قالت: أنت رسول الله قال: ((اعتقها)).
- حدثنا زكريا الساجي حدثني جماعة من أصحابنا: أن إسحاق بن راهويه ناظر الشافعي وأحمد بن حنبل حاضر في جلود الميتة إذا دبغت فقال الشافعي: دباغها طهورها،
فقال إسحاق: ما الدليل؟
فقال: حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال: ((هلا انتفعتم بجلدها)).
فقال إسحاق: حديث ابن عكيم كتب إلينا النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر: ((لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب)) أشبه أن يكون ناسخا لحديث ميمونة لأنه قبل موته بشهر
فقال الشافعي: هذا كتاب وذاك سماع
فقال إسحاق: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وكان حجة عليهم عند الله فسكت الشافعي فلما سمع ذلك أحمد بن حنبل ذهب إلى حديث ابن عكيم وأفتى به ورجع إسحاق إلى حديث الشافعي فأفتى بحديث ميمونة، وكان إسحاق ينكر على الشافعي في مسألة دارت بينهم في الرجل يشتري الجارية الثيب فيطؤها ويرى بها العيب أن يردها ويحتج أن الخراج بالضمان، قال داود: فجعلت أتعجب من إسحاق وإنكاره على الشافعي وإنه ذهب عليه هذا الموضع.
- حدثني شيران ثنا إسحاق الشهيدي ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: قال لي حبيب بن أبي ثابت لو أن رجلا حدثني عنك بحديث ما باليت أن أرويه عنك.
أبيات شعر في الإجازة
- حدثنا يوسف مشطاح قال سمعت أحمد بن المقدام أبا الأشعث العجلي يقول: كتب إلي جماعة من أهل بغداد يسألوني إجازة فكتبت إليهم:
كتابي هذا فافهموه فإنه * كتابي إليكم والكتاب رسول
وفيه سماع من رجال لقيتهم * لهم بصر في علمهم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فإنكم * تقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فيه فربما * تغير معقول له ومقول
قال القاضي: كتب إلي بعض وزراء الملوك يسألني إجازة كتاب ألفته لابن له فكتبت الكتاب له ووقعت عليه:
يا أبا القاسم الكريم المحيا * زانك الله بالتقى والرشاد
وتولاك بالكفاية والعز * وطول البقاء والأسعاد
ارو عني هذا الكتاب فقد هذ * بت ما قد حواه من مستفاد
وشكلت الحروف منه فقامت * لك بالشكل في نظام السداد
جاء مستلخصا لسبك المعاني * كالدنانير من يد النقاد
نظم شعر ونثر قول يروقان * كنوز الرياض غب العهاد
لا يعنيك بالهجاء ولا يشكل * في الخط بين صاد وضاد
وكأن السطور منه سموط * بل عقود يلحن في أجياد
فتحفظ ما فيه من ملح الآداب * واضبط طرائق الإسناد
واحذر اللحن في الرواية والتحريف * فيها والكسر في الإنشاد
والقياس الجلي يوجدك الأخ‍ * ـبار في نشره على الأفراد
.). [المحدث الفاصل: ؟؟]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القول, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir