دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ربيع الأول 1432هـ/23-02-2011م, 08:14 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما جاء في معنى قول الله عز وجل: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}

باب ما جاء في معنى قول الله عز وجل: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}

قال أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ رحمه اللّه في الجامع الصّغير حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثوني عن الزّهريّ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ في المغرب والطّور، فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون أم خلقوا السّماوات والأرض بل لا يوقنون}، كاد قلبي أن يطير
834- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: زادني أبو صالحٍ، عن إبراهيم بن معقلٍ، عن محمّد بن إسماعيل البخاريّ، فذكره.
قال أبو سليمان الخطّابيّ رحمه اللّه: إنّما كان انزعاجه عند سماع هذه الآية، لحسن تلقّيه معنى الآية ومعرفته بما تضمّنته من بليغ الحجّة، فاستدركها بلطيف طبعه، واستشفّ معناها بذكيّ فهمه، وهذه الآية مشكلةٌ جدًّا قال أبو إسحاق الزّجّاج في معنى هذه الآية، قال: فهي أصعب ما في هذه السّورة، قال بعض أهل اللّغة: ليس هم
[الأسماء والصفات: 2/270]
بأشدّ خلقًا من خلق السّماوات والأرض، لأنّ السّماوات والأرض خلقتا من غير شيءٍ، وهم خلقوا من آدم، وآدم خلق من ترابٍ قال: وقيل قولٌ آخر: أم خلقوا من غير شيءٍ؟ أم خلقوا لغير شيءٍ؟ أي خلقوا باطلا لا يحاسبون ولا يؤمرون ولا ينهون قال الشّيخ سليمان: وههنا قولٌ ثالثٌ هو أجود من القولين اللّذين ذكرهما أبو إسحاق، وهو الّذي يليق بنظم الكلام، وهو أن يكون المعنى: أم خلقوا من غير شيءٍ خلقهم، فوجدوا بلا خالقٍ، وذلك ما لا يجوز أن يكون، لأنّ تعلّق الخلق بالخالق من ضرورة الأمر، فلا بدّ له من خالقٍ، فإذ قد أنكروا الإله الخالق، ولم يجز أن يوجدوا بلا خالقٍ خلقهم أفهم الخالقون لأنفسهم؟ وذلك في الفساد أكثر، وفي الباطل أشدّ، لأنّ ما لا وجود له كيف يجوز أن يكون موصوفًا بالقدرة، وكيف يخلق وكيف يتأتّى منه الفعل، وإذا بطل الوجهان معًا قامت الحجّة عليهم بأنّ لهم خالقًا فليؤمنوا به إذًا ثمّ قال: أم خلقوا السّماوات والأرض بل لا يوقنون، أي: إن جاز لهم أن يدّعوا خلق أنفسهم في تلك الحال فليدّعوا خلق السّماوات والأرض، وذلك شيءٌ لا يمكنهم أن يدّعوه بوجهٍ، فهم منقطعون، والحجّة لازمةٌ لهم من الوجهين معًا، ثمّ قال: بل لا يوقنون فذكر العلّة الّتي عاقتهم عن الإيمان، وهي عدم اليقين الّذي هو موهبةٌ من الله عزّ وجلّ، فلا ينال إلاّ بتوفيقه، ولهذا كان انزعاج جبير بن مطعمٍ رضي اللّه عنه حتّى قال: كاد قلبي أن يطير، واللّه أعلم وهذا بابٌ لا يفهمه إلاّ أرباب القلوب قلت: وقد روى محمّد بن السّائب، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، تفسير هذه السّورة، وقال في هذه الآية: أم خلقوا من غير شيءٍ، من غير ربٍّ، أم هم الخالقون، يعني أهل مكّة
[الأسماء والصفات: 2/271]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir