دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ربيع الأول 1432هـ/23-02-2011م, 05:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما جاء في إثبات الوجه

باب ما جاء في إثبات الوجه صفة لا من حيث الصورة لورود خبر الصادق به
قال الله عز وجل: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وقال: {كل شيء هالك إلا وجهه}.
وقال: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله}.
وقال: {إنما نطعمكم لوجه الله}.
وقال: {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم}.
وقال: {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
وقال: {يريدون وجهه}.
646- أخبرنا أبو محمّد بن عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابيّ، حدّثنا سعدان بن نصرٍ، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، سمع جابر بن عبد الله، يقول: لمّا نزل
[الأسماء والصفات: 2/81]
على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم}، قال: أعوذ بوجهك، {أو من تحت أرجلكم}، قال: أعوذ بوجهك {أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعضٍ}، قال: هاتان أهون وأيسر.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن عليٍّ، عن سفيان بن عيينة
647- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الشّرقيّ، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا نزلت {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم}، قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: {أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم} قال: أعوذ بوجهك، {أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعضٍ}، قال: هذا أهون، أو هذا أيسر.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن أبي النّعمان، وقتيبة، عن حمّاد بن زيدٍ
648- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّدٍ المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الإسفرايينيّ، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصّمد، حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، قال: قال
[الأسماء والصفات: 2/82]
رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: جنّتان من فضّةٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من ذهب: آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم عزّ وجلّ إلاّ رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن نصر بن عليٍّ الجهضميّ.
وأخرجه البخاريّ، عن عليّ بن المدينيّ، وغيره، عن عبد العزيز بن عبد الصّمد.
قال الشّيخ: قوله: رداء الكبرياء يريد به صفة الكبرياء فهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه أحدٌ من خلقه بعد رؤية يوم القيامة، حتّى يأذن لهم بدخول جنّة عدنٍ، فإذا دخلوها أراد أن يروه فيروه وهم في جنّة عدنٍ، واللّه أعلم
649- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّدٍ الرّزاز، ببغداد، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم، حدّثنا القعنبيّ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبي شهابٍ، عن محمود بن الرّبيع، عن عتبان بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: قد حرّم اللّه على النّار أن تأكل من قال لا إله إلاّ اللّه يبتغي به وجه اللّه.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن القعنبيّ
[الأسماء والصفات: 2/83]
650- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسن بن فوركٍ، رحمه اللّه، أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وغيرهما، عن الزّهريّ، عن عامر بن سعدٍ، عن أبيه، قال: مرضت مرضًا شديدًا أشفيت منه، فدخل عليّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، أخلّف دون هجرتي قال: إنّك لن تخلّف بعدي فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلاّ ازددت به رفعةً ودرجةً، ولعلّك إن تخلّف حتّى ينتفع بك قومٌ ويضرّ بك آخرون، اللّهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة كان يرثي له رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أن مات بمكّة.
ورواه مسلمٌ، عن يحيى بن يحيى، عن إبراهيم
651- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب، حدّثنا حمّادٌ، عن عثمان البتّيّ، عن نعيم
[الأسماء والصفات: 2/84]
بن أبي هند، عن حذيفة، قال: أسندت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى صدري، فقال: من قال لا إله إلاّ اللّه ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنّة، ومن صلّى صلاةً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنّة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنّة، ومن تصدّق بصدقةٍ ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنّة
652- وقد قيل عن نعيمٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن حذيفة حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّدٍ السّرّاج، أخبرنا أبو محمّدٍ يحيى بن منصورٍ القاضي، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن يحيى، أخبرنا أبو عمر الحوضيّ، حدّثنا الحسن بن أبي جعفرٍ، نا
[الأسماء والصفات: 2/85]
محمّد بن جحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن حذيفة، عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا حذيفة، من ختم له بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة، يا حذيفة من ختم له عند الموت بإطعام مسكينٍ يبتغي به وجه الله دخل الجنّة؟ قال: والأخبار في مثل هذا كثيرةٌ وفي بعض ما ذكرنا كفايةٌ وباللّه التّوفيق
639- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ، إملاءً، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا عليّ بن الحسن الهلاليّ، حدّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، قال: كنّا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن ستّة نفرٍ، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك ولا يجترئون علينا، وكنت أنا وعبد الله بن مسعودٍ أظنّه، قال: وبلالٌ ورجلٌ من هذيلٍ ورجلان قد نسيت اسمهما فوقع في نفس النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما شاء اللّه وحدّث به نفسه فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، وكذلك
[الأسماء والصفات: 2/86]
فتنّا بعضهم ببعضٍ ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا.
أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من حديث إسرائيل، إلاّ أنّه قال: ورجلان نسيت اسميهما
654- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين العلويّ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن دلّويه الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن الأزهر بن منيعٍ، حدّثنا مروان بن محمّدٍ، حدّثنا معاوية بن سلامٍ، حدّثني أخي زيد بن سلامٍ، أنّه سمع جدّه أبا سلامٍ، يقول: حدّثني الحارث الأشعريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه عزّ وجلّ أوحى إلى يحيى بن زكريّا عليه السّلام، فقام فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى
[الأسماء والصفات: 2/87]
أمركم بالصّلاة، فإنّ العبد إذا قام يصلّي استقبله اللّه تعالى بوجهه، فلا يصرف وجهه عنه حتّى يكون العبد هو الّذي يصرف وجهه عنه وروي في مثل هذا عن حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر رضي اللّه عنهم من قولهما
655- أخبرنا أبو الحسن العلوي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن أبي وائل، أنه قال: كنا في بيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقام شبث بن ربعي فصلى، فتفل بين يديه. قال: فقال له حذيفة رضي الله عنه: لا تتفل بين يديك ولا عن يمينك ؛ فإن عن يمينك كاتب الحسنات، فإن الرجل إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى أقبل الله تعالى إليه بوجهه يناجيه فلا يصرفه عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء
[الأسماء والصفات: 2/88]
656- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، حدثني ابن أبي نعيم، عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا يصلي يلتفت في صلاته فقال ابن عمر رضي الله عنهما إن الله عز وجل مقبل على عبده بوجهه ما أقبل إليه، فإذا التفت انصرف عنه. قلت: ليس في صفات ذات الله عز وجل إقبال ولا إعراض ولا صرف، وإنما ذلك في صفات فعله، وكأن الرحمة التي للوجه تعلق بها تعلق الصفة بمقتضاها، تأتيه من قبل وجه
[الأسماء والصفات: 2/89]
المصلي، فعبر عن إقبال تلك الرحمة وصرفها بإقبال الوجه وصرفه لتعلق الوجه الذي هو صفة بها، والله أعلم
657- والّذي يبيّن صحّة هذا التّأويل: ما أخبرنا أبو طاهرٍ الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلالٍ، حدّثنا يحيى بن الرّبيع المكّيّ، حدّثنا ابن عيينة الزّهريّ، عن أبي الأحوص، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إذا قام أحدكم إلى الصّلاة فإنّ الرّحمة تواجهه فلا يمسّ الحصا قلت: وشائعٌ في كلام النّاس: الأمير مقبلٌ على فلانٍ، وهم يريدون به إقباله عليه بالإحسان، ومعرضٌ عن فلانٍ وهم يريدون به ترك إحسانه إليه، وصرف إنعامه عنه، واللّه أعلم
[الأسماء والصفات: 2/90]
658- أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أبو بكر بن محمويه العسكريّ، حدّثنا محمّد بن الوليد بن أبان العقيليّ، بحلب، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، أنبأنيه عطاء بن
[الأسماء والصفات: 2/91]
السّائب، عن أبيه، عن عمّار بن ياسرٍ، رضي اللّه عنه، قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يقول في دعائه: وارزقني لذّة النّظر إلى وجهك
659- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّدٍ المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن حبيبٍ، حدّثنا خالد بن الحارث، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أبي نهيكٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ح
[الأسماء والصفات: 2/92]
660- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا البرسانيّ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي سفيان، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: من استعاذ باللّه فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه
661- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصّفّار، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن خلفٍ المعروف بابن أبي حمزة، حدّثني أحمد بن عمرٍو العصفريّ البصريّ، حدّثنا يعقوب الحضرميّ، حدّثني سليمان بن معاذٍ التّميميّ.
[الأسماء والصفات: 2/93]
عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا ينبغي لأحدٍ أن يسأل بوجه الله شيئًا إلاّ الجنّة.
أخرجه أبو داود في كتاب السّنن، عن أبي العبّاس العصفريّ
[الأسماء والصفات: 2/94]
662- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس هو الأصم، حدّثنا الصاغاني، حدّثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: قال عطاء: بلغنا أنه يكره أن يسأل الله تعالى شيئا من الدنيا بوجهه
قال: وقال ابن جريج: أخبرني ابن طاووس، عن أبيه أنه كان يكره أن يسأل الإنسان بوجه الله. قال: وقال ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: بلغنا ذلك
قال: وقال ابن جريج: أخبرني عبد الكريم بن مالك قال: إن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فرفع إليه حاجته ثم قال: أسألك بوجه الله تعالى، فقال عمر رضي الله عنه: قد سألت بوجهه فلم يسأل شيئا إلا أعطاه إياه، ثم قال عمر رضي الله عنه: ويحك ألا سألت بوجهه الجنة
663- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا القاسم عبد الله بن موسى بن رامكٍ الشّيبانيّ النّيسابوريّ، من أصل كتابه، حدّثنا أبو جعفرٍ أحمد بن عليٍّ الخزّاز، حدّثنا داود بن مهران الدّباغ، حدّثنا داود بن عبد الرّحمن العطّار، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: سمعت رجلا
[الأسماء والصفات: 2/95]
من أهل الشّام يقال له العبّاس، يحدّث عن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، يخبر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: لمّا كان ليلة الجنّ أقبل عفريتٌ من الجنّ في يده شعلةٌ من النّار، فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ القرآن فلا يزداد إلاّ قربًا، فقال له جبريل عليه الصّلاة والسّلام: ألا أعلّمك كلماتٍ تقولهنّ ينكب منها لفيه، وتطفأ شعلته؟ قل: أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التّامّات الّتي لا يجاوزهنّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرّ ما ينزل من السّماء، ومن شرّ ما يعرج فيها ومن شرّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرّ ما يخرج منها، ومن شرّ فتن اللّيل والنّهار، ومن شرّ طوارق اللّيل، ومن شرّ كلّ طارقٍ إلاّ طارقًا يطرق بخيرٍ يا رحمن فقالها، فانكبّ لفيه وطفئت شعلته.
أخرجه مالكٌ، عن أنسٍ في الموطّأ إلاّ أنّه أرسله
[الأسماء والصفات: 2/96]
664- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله الصّفّار، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني يعقوب بن عبيدٍ، أخبرنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا حمّادٌ، يعني ابن عبد الرّحمن الكلبيّ، حدّثنا أبو إسحاق الهمذانيّ، عن أبيه، قال: كتب لي عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه كتابًا، قال: أمرني به رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التّامّة، من شرّ ما أنت آخذٌ بناصيته، اللّهمّ أنت تكشف المغرم والمأثم، اللّهمّ لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، سبحانك وبحمدك وقد روّينا في باب الكلام من حديث عمّار
[الأسماء والصفات: 2/97]
بن رزيقٍ، عن أبي إسحاق، عن الحارث، وأبي ميسرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو إسنادٌ صحيحٌ، فأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل من الثّقات، ومن دونه كلّهم ثقاتٌ وكأنّ أبا إسحاق سمعه منهما، ومن أبيه، إن كان حمّاد بن عبد الرّحمن حفظه واللّه أعلم
665- أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ، من أصله، وأبو بكرٍ محمّد بن محمّد بن أحمد بن رجاءٍ، قالا: حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ، حدّثنا إبراهيم بن بكرٍ المروزيّ، حدّثنا قبيصة بن عقبة أبو عامرٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن صهيبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله عزّ وجلّ: للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ، قال: النّظر إلى وجه ربّنا عزّ وجلّ
[الأسماء والصفات: 2/98]
666- أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، حدّثنا أبو خالد يزيد بن محمد العقيلي بمكة، حدّثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر يعني الصديق رضي الله عنه ـ وعن مسلم: عن حذيفة رضي الله عنه ـ في قول الله عز وجل: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قالا: النظر إلى وجه ربهم.
[الأسماء والصفات: 2/103]
قلت: الآثار في معنى هذا عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين كثيرة، وهي في باب الرؤية مذكورة بإذن الله عز وجل
667- أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل، حدّثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا عبد الرحمن بن
[الأسماء والصفات: 2/104]
عبد الله هو المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن المخارق بن سليم، قال: قال عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل ؛ إن العبد المسلم إذا قال: الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله، أخذها ملك فجعلها تحت جناحه ثم صعد بها فلا يمر بها على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بها وجه الرحمن، قال: ثم قرأ عبد الله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
668- أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيدٍ الصّفّار، أخبرنا عثمان بن عمر الضّبّيّ، حدّثنا ابن كثيرٍ، حدّثنا سفيان بن سعيدٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن خبّابٍ، رضي اللّه عنه، قال: هاجرنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن نبتغي وجه الله تعالى، فوجب
[الأسماء والصفات: 2/105]
أجرنا على الله عزّ وجلّ، فمنّا من ذهب لم يأكل من أجره شيئًا، كان منهم مصعب بن عميرٍ رضي اللّه عنه، قتل يوم أحدٍ، ولم يكن له إلاّ نمرةٌ كنّا إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّينا رجله خرج رأسه، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: غطّوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يهدي بها.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن محمّد بن كثيرٍ.
وأخرجه مسلمٌ من أوجهٍ أخر، عن الأعمش
669- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن المنادي، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا شعبة، عن الأعمش ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عمرٍو بن أبي جعفرٍ، حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ، حدّثنا بشر بن خالدٍ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه، عن أبي مسعودٍ، رضي اللّه عنه، أنّه كان يضرب غلامًا له، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أما واللّه، للّه أقدر عليك منك عليه فقال: يا نبيّ الله فإنّي أعتقته لوجه الله وفي رواية وهبٍ قال: فإنّي أعتقه لوجه اللّه.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن بشر بن خالدٍ.
وأخرجه أيضًا من حديث أبي معاوية، عن سليمان الأعمش، وفيه: فقلت: يا رسول الله هو حرٌّ لوجه الله وأمّا قوله عزّ وجلّ: وللّه المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إنّ اللّه، فقد حكى المزنيّ، عن الشّافعيّ، رضي اللّه عنه، أنّه قال في هذه الآية: يعني واللّه أعلم: فثمّ الوجه الّذي وجّهكم اللّه إليه
[الأسماء والصفات: 2/106]
670- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدّثنا أبو أسامة، عن النضر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله} قال: قبلة الله فأينما كنت في شرق أو غرب فلا توجهن إلا إليها
671- وأمّا نور الوجه فقد احتجّ بعضهم في ذلك بما أخبرنا الأستاذ أبو بكرٍ محمّد بن الحسن بن فوركٍ، أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا داود، حدّثنا شعبة، والمسعوديّ، عن عمرو بن مرّة، أنّه سمع أبا عبيدة، يحدّث عن أبي موسى الأشعريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه عزّ وجلّ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل اللّيل بالنّهار، وعمل النّهار باللّيل زاد المسعوديّ: وحجابه النّار لو كشفها لأحرقت
[الأسماء والصفات: 2/107]
سبحات وجهه كلّ شيءٍ أدركه البصر ثمّ قرأ أبو عبيدة: بورك من في النّار ومن حولها وسبحان الله ربّ العالمين.
أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من وجهٍ آخر، عن شعبة، وأخرجه بطوله من حديث الأعمش، عن عمرو بن مرّة، دون قراءة أبي عبيدة
672- أخبرنا أبو عبد الرّحمن، أخبرنا أبو الحسن الكازرونيّ، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبيدٍ في هذا الحديث: يقال السّبحة: إنّها جلال وجهه ونوره، ومنه قيل: سبحان الله إنّما هو تعظيمٌ له وتنزيهٌ قلت: إذا كان قوله: سبحات من التّسبيح، والتّسبيح تنزيه الله تعالى عن كلّ سوءٍ، فليس فيه إثبات النّور للوجه وإنّما فيه أنّه لو كشف الحجاب الّذي على أعين النّاس ولم يثبّتهم لرؤيته لاحترقوا واللّه أعلم وفيه عبارةٌ أخرى وهي أنّه لو كشف عنهم الحجاب لأفنى جلاله وهيبته وقهره ما أدركه بصره يعني كلّ ما أوجد من العرش إلى الثّرى فلا نهاية لبصره
673- وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، ببغداد أنا دعلج بن أحمد بن دعلجٍ، حدّثنا أبو عبد الله البوشنجيّ، عن سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا ابن جريجٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، وعكرمة، مولى ابن عبّاسٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما.
[الأسماء والصفات: 2/108]
أنّه بينما هو جالسٌ عند رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذ جاءه عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، فقال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، تفلّت هذا القرآن من صدري، فذكر الحديث بطوله، وذكر فيما علّمه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في دعاء حفظ القرآن: أسألك يا اللّه يا رحمن بجلالك ونوّر وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النّحو الّذي يرضيك عنّي، اللّهمّ بديع السّماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزّة الّتي لا ترام، أسألك يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنّه لا يعينني على الحقّ غيرك، ولا يؤتيه إلاّ أنت، ولا قوّة إلا
[الأسماء والصفات: 2/109]
باللّه العليّ العظيم وذكر الحديث، وهذا حديثٌ تفرّد به أبو أيّوب سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقيّ بهذا اللّفظ، فإن كان لفظ النّور محفوظًا فيه فإنّهم كانوا يقولون ذلك ويريدون به نفي النّقص عنه لا غير
[الأسماء والصفات: 2/110]
ثمّ قد حكى أبو الحسن بن مهديٍّ، فيما كتب إليّ أبو نصر بن قتادة من كتابه، عن ابن الأنباريّ، عن ثعلبٍ، في قول الله عزّ وجلّ: اللّه نور السّماوات والأرض، يعني أنّه حقٌّ أهل السّماوات والأرض، وهذا نظير قول العرب إذا سمعوا قول القائل: حقًّا: كلامك هذا عليه نورٌ، أي هو حقٌّ فيحتمل أن يكون قوله إن كان ثابتًا: أسألك بجلالك ونور وجهك أي وحقّ وجهك، والحقّ هو المتحقّق كونه ووجوده، وكان الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمّدٍ يقول في معنى النّور: إنّه الّذي لا يخفى على أوليائه بالدّليل، ويصحّ رؤيته بالأبصار، ويظهر لكلّ ذي لبٍّ بالعقل، فيكون قوله: أسألك بجلالك ونور وجهك راجعًا في النّور إلى أحد هذه المعاني واللّه أعلم
674- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس هو الأصم، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا الزبير أبو عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: إن ربكم ليس
[الأسماء والصفات: 2/111]
عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه هذا موقوف وراويه غير معروف
675- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا مسعر، عن عمرو بن مرة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: علمني كلمات أقولهن عند المساء. قال: قل: أعوذ بوجهك الكريم، وباسمك العظيم، وبكلماتك التامة من شر السامة والعامة، ومن شر ما خلقت أي رب، ومن شر ما أنت آخذ بناصيته}، ومن شر هذه الليلة، ومن شر ما بعدها، وشر الدنيا وأهلها
676- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، حدّثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدّثنا ابن بكير، حدّثنا مالك، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن القعقاع بن حكيم، قال: إن كعب الأحبار
[الأسماء والصفات: 2/112]
قال: لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارا. فقيل له: ما هي؟ فقال: أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق وذرأ} وبرأ}
677- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن حميد بن هلال، قال: قال رجل: رحم الله رجلا أتى على هذه الآية: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فيسأل الله تبارك وتعالى بذاك الوجه الباقي الجميل. قلت: الجميل في أسماء الله تعالى قد ذكرنا، وهو عند أهل النظر بمعنى المجمل المحسن. قال أبو سليمان: وقد يكون الجميل معناه ذو النور. قلت: ثم يكون ذلك أيضا من صفات الفعل.
قال الله عز وجل: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
وقال تعالى: {يخرجهم من الظلمات إلى النور}، وقد يجوز أن يستعمل النور في صفات الذات، بمعنى أنه لا يخفى على أوليائه بالدليل، وهذا أشبه بمعنى الجميل في هذا الموضع والله أعلم
[الأسماء والصفات: 2/113]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir