دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1432هـ/22-02-2011م, 11:34 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين رضي الله عنهم في أن القرآن كلام الله غير مخلوق

باب ما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين رضي الله عنهم في أن القرآن كلام الله غير مخلوق

510- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، أخبرنا أبو معمر الهذلي، عن سريج بن النعمان، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم، قال: إن أبا بكر رضي الله عنه قاول قوما من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس فغلبت الروم فارس فقرأها عليهم، فقالوا: كلامك هذا أم كلام صاحبك؟، قال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ؛ ولكنه كلام الله عز وجل تابعه محمد بن يحيى الذهلي، عن سريج بن
[الأسماء والصفات: 1/585]
النعمان، إلا أنه قال: فقال رؤساء مشركي مكة: يا ابن أبي قحافة، هذا مما أتى به صاحبك؟، قال: لا ولكنه كلام الله وقوله، وهذا إسناد صحيح
511- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن سلمة، ومحمّد بن النّضر الجاروديّ، قالا: حدّثنا محمّد بن رافعٍ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزّبير، وعلقمة بن وقّاصٍ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن حديث عائشة رضي اللّه عنها زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرّأها اللّه عزّ وجلّ، وكلّهم حدّثني بطائفةٍ من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعضٍ، وقد وعيت عن كلٍّ منهم الحديث الّذي حدّثني، وبعض حديثهم يصدّق بعضًا، ذكروا أنّ عائشة رضي اللّه عنها قالت، فذكر حديث الإفك بطوله، وفيه قالت: أنا واللّه حينئذٍ أعلم أنّي بريئةٌ، وأنّ اللّه يبرّئني، ولكن واللّه ما كنت أظنّ أن ينزل في شأني وحيٌ يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلّم اللّه فيّ بأمرٍ يتلى، ولكنّي كنت أرجو أن يرى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في النّوم رؤيا يبرّئني اللّه تعالى بها، وقالت: فواللّه ما قام رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحدٌ حتّى أنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتّى إنّه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشّاتي من ثقل القول الّذي أنزل عليه، قالت، فلمّا سرّي عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يضحك، فكان أوّل كلمةٍ تكلّم بها أن قال: أبشري يا عائشة، أمّا اللّه فقد برّأك فقالت لي أمّي: قومي إليه، قلت: واللّه لا أقوم ولا أحمد إلاّ اللّه الّذي أنزل براءتي، قالت: فأنزل اللّه عزّ وجلّ: إنّ الّذين جاؤوا بالإفك عصبةٌ منكم، عشر آياتٍ.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن محمّد بن رافعٍ.
وأخرجاه من أوجهٍ، عن الزّهريّ
[الأسماء والصفات: 1/586]
512- أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدّثنا أبو داود، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن عامر يعني الشعبي- عن عامر بن شهر، قال: كنت عند النجاشي، فقرأ ابن له آية من الإنجيل فضحكت، فقال: أتضحك من كلام الله عز وجل؟513- أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، أخبرنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، قال: أخذ حباب بيدي، فقال: تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه
[الأسماء والصفات: 1/587]
514- وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني، أخبرنا أبو محمد بن حيان يعني أبا الشيخ، حدّثنا عبدان الأهوازي، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، قال: قال لي خباب بن الأرت- وأقبلت معه من المسجد إلى منزله- فقال لي: إن استطعت أن تقرب إلى الله تعالى، فإنك لن تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه، هذا إسناد صحيح
515- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس، قالا: حدّثنا أبو العباس هو الأصم حدّثنا الحسن بن علي بن عفان، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني أناس، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه ؛ أنه كان يقول في خطبته: إن أصدق الحديث كلام الله عز وجل وذكر الحديث
[الأسماء والصفات: 1/588]
516- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا محمد بن الحسين الطبركي، حدّثنا محمد بن مهران الجمال، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال، عن عبد الله وهو ابن مسعود- رضي الله عنه، قال: إن أحسن الكلام كلام الله عز وجل وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
517- وأخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا أبو عمرو الصفار، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا يوسف بن مسلم، حدّثنا ابن أكثم، حدّثنا أحمد بن بشير، حدّثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: إن القرآن كلام الله تعالى فمن كذب على القرآن فإنما يكذب على الله عز وجل
[الأسماء والصفات: 1/589]
518- أخبرنا الإمام أبو عثمان، أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدّثنا محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد، حدّثنا أبو هارون إسماعيل بن محمد، حدّثنا أبو صالح، حدّثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {قرآنا عربيا غير ذي عوج} قال: غير مخلوق قال الأستاذ أبو عثمان وروي عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح قلت: وأبو هارون هذا هو إسماعيل بن محمد بن يوسف بن يعقوب الجبريني الشامي، يروي عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث
519- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا محمد بن العباس، حدّثنا إسحاق بن حاتم العلاف، حدّثنا علي بن عاصم، عن عمران بن حدير، عن
[الأسماء والصفات: 1/590]
عكرمة، قال: حمل ابن عباس رضي الله عنهما جنازة، فلما وضع الميت في قبره، قال له رجل: اللهم رب القرآن اغفر له، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مه}، لا تقل له مثل هذا، منه بدأ، ومنه يعود
تابعه أحمد بن منصور الرمادي، عن علي بن عاصم، وقال في متنه: صلى ابن عباس رضي الله عنهما على جنازة، فقال رجل من القوم: اللهم رب القرآن العظيم، اغفر له، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: ثكلتك أمك، إن القرآن منه وهو فيما
520- أجازني أبو عبد الله الحافظ روايته عنه أن أبا بكر بن إسحاق الفقيه أخبرهم، قال: أنا حمويه بن يونس بن هارون، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدّثنا علي بن عاصم، فذكره، وروي في ذلك، عن عمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم
521- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان الأصبهاني، حدّثنا الحسن بن هارون بن سليمان، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سليم، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء عبد الله بن هانئ، قال: قال عمر
[الأسماء والصفات: 1/591]
بن الخطاب رضي الله عنه: القرآن كلام الله ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد، قال
قال عمر رضي الله عنه: القرآن كلام الله
522- قال أبو عبد الله الحافظ: أنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدّثنا يحيى الحماني، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، فذكره
523- وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عيسى الصفار الضرير، حدّثنا أبو عوانة الإسفراييني، حدّثنا عثمان بن خرزاذ، حدّثنا خالد بن خداش، قال حدثني ابن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: قال عمر رضي الله عنه: القرآن كلام الله
[الأسماء والصفات: 1/592]
524- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا محمد بن عباس بن أيوب، حدّثنا أبو عمر بن أيوب الصريفيني، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا إسرائيل أبو موسى، قال: سمعت الحسن، يقول: قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علي يوم لا أنظر في المصحف وما مات عثمان رضي الله عنه حتى خرق مصحفه من كثرة ما كان يديم النظر فيه
525- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، حدّثنا محمد بن الحجاج الحضرمي البصري، حدّثنا المعلى بن الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع العبسي، حدّثنا عتبة بن السكن الفراري، ثنا
[الأسماء والصفات: 1/593]
الفرج بن يزيد الكلاعي، قال: قالوا لعلي رضي الله عنه: حكمت كافرا ومنافقا، فقال: ما حكمت مخلوقا ما حكمت إلا القرآن هذه الحكاية عن علي رضي الله عنه شائعة فيما بين أهل العلم، ولا أراها شاعت إلا عن أصل- والله أعلم- وقد رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم بإسناده هذا
526- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، حدثنا أحمد بن حفص السعدي، حدّثنا العباس بن الوليد النرسي، حدّثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي، عن أنس، رضي الله عنه أنه قال: القرآن كلام
[الأسماء والصفات: 1/594]
الله، وليس كلام الله بمخلوق قال أبو أحمد: هذا الحديث وإن كان موقوفا على أنس رضي الله عنه، فهو منكر ؛ لأنه لا يعرف للصحابة رضي الله عنهم الخوض في القرآن قلت: إنما أراد به أنه لم يقع في الصدر الأول، ولا الثاني من يزعم أن القرآن مخلوق حتى يحتاج إلى إنكاره، فلا يثبت عنهم شيء بهذا اللفظ الذي روينا عن أنس رضي الله عنه، لكن قد ثبت عنهم إضافة القرآن إلى الله تعالى، وتمجيده بأنه كلام الله تعالى، كما روينا عن أبي بكر وعائشة وخباب بن الأرت وابن مسعود والنجاشي وغيرهم، والله أعلم
527- وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا عبيد بن شريك، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن عطية بن قيس، قال: ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله تعالى من كلامه، وما أناب العباد إلى الله عز وجل بكلام أحب إليه من كلامه يعني: القرآن قال: وحدثنا عبيد، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن عطية بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
528- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار.
[الأسماء والصفات: 1/595]
ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، حدّثنا سعيد بن عامر، حدّثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: خطب الحجاج، فقال: إن ابن الزبير يبدل كلام الله تعالى، قال فقال ابن عمر رضي الله عنهما: كذب الحجاج ؛ إن ابن الزبير لا يبدل كلام الله تعالى، ولا يستطيع ذلك
529- أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا العباس بن الفضل، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن الحسن، قال: فضل القرآن على الكلام كفضل الله تعالى على عباده
530- وأخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا أبو عمرو الصفار، حدّثنا أبو عوانة الإسفراييني، حدثني عثمان بن خرزاذ، حدّثنا أبو معاوية الغلابي، حدّثنا صالح المري، قال: سمعت الحسن، يقول: القرآن كلام الله تعالى إلى القوة والصفاء، وأعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير
531- أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد الفقيه، حدّثنا أبو أحمد الحافظ النيسابوري، أخبرنا أبو عروبة السلمي، حدّثنا سلمة بن شبيب، حدّثنا الحكم بن محمد، ثنا
[الأسماء والصفات: 1/596]
سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت مشيختنا منذ سبعين سنة، يقولون ح قال: أبو أحمد الحافظ، وأخبرنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس واللفظ له، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا الحكم بن محمد أبو مروان الطبري، حدثناه سمع ابن عيينة قال: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار، يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق كذا قال البخاري عن الحكم بن محمد، ورواه غير الحكم، عن سفيان بن عيينة نحو رواية سلمة بن شبيب، عن الحكم بن محمد
[الأسماء والصفات: 1/597]
532- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن حليم بن محمد بن حليم بن إبراهيم بن ميمون الصائغ، حدّثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه القاضي بمرو، قال: سئل أبي وأنا أسمع، عن القرآن، وما حدث فيه من القول بالمخلوق، فقال: القرآن كلام الله وعلمه ووحيه ليس بمخلوق ولقد ذكر سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة، فذكر معنى هذه الحكاية، وزاد: فإنه منه خرج وإليه يعود قال أبي: وقد أدرك عمرو بن دينار أجلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البدريين والمهاجرين والأنصار مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم، وأجلة التابعين رحمة الله عليهم، وعلى هذا مضى صدر هذه الأمة لم يختلفوا في ذلك
[الأسماء والصفات: 1/598]
قلت: قوله منه خرج فمعناه منه سمع وبتعليمه تعلم وبتفهيمه فهم، وقوله: وإليه يعود فمعناه إليه تعود تلاوتنا لكلامه، وقيامنا بحقه كما قال: إليه يصعد الكلم الطيب على معنى القبول له والإثابة عليه وقيل معناه هو الذي تكلم به وهو الذي أمر بما فيه ونهى عما حظر فيه، وإليه يعود هو الذي يسألك عما أمرك به ونهاك عنه ورواه أيضا صالح بن الهيثم أبو شعيب الواسطي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار على اللفظ الأول
533- أخبرنا أبو القاسم، نذير بن الحسين بن جناح المحاربي بالكوفة، أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر التيملي، أخبرنا أبو محمد بن زيدان البجلي، حدّثنا هارون بن حاتم البزاز، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، قال: سألت علي بن الحسين رضي الله عنهما عن القرآن، فقال: كتاب الله وكلامه
[الأسماء والصفات: 1/599]
534- وفيما أجازني أبو عبد الله الحافظ روايته عنه، قال: أنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا محمد بن الحسين، حدّثنا عباس العنبري، حدّثنا رويم بن يزيد المقرئ، حدّثنا عبد الله بن عياش الخزاز، عن يونس بن بكير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: سئل علي بن الحسين رضي الله عنهما عن القرآن، فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق
[الأسماء والصفات: 1/600]
ورواه أيضا محمد بن نصر المروزي، عن عباس بن عبد العظيم العنبري وروي عن جعفر وهو صحيح أيضا
535- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان وأبو عبد الرحمن السلمي، قالوا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا حسنون البناء الكوفي، حدّثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، حدّثنا قيس بن الربيع، قال: سألت جعفر بن محمد، عن القرآن، فقال: كلام الله تعالى، قلت: فمخلوق؟ قال: لا، قلت: فما تقول فيمن زعم أنه مخلوق؟، قال: يقتل ولا يستتاب
[الأسماء والصفات: 1/601]
536- وأخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا أبو عمرو الصفار، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو زرعة الرازي، حدّثنا سويد بن سعيد، عن معاوية بن عمار، قال: سئل جعفر بن محمد الصادق عن القرآن خالق أو مخلوق؟ قال: ليس بخالق ولا مخلوق ؛ ولكنه كلام الله تعالى
537- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد، حدّثنا أحمد بن عثمان الآدمي، حدّثنا ابن أبي العوام، حدّثنا موسى بن دواد الضبي، عن معبد أبي عبد الرحمن، عن معاوية بن عمار، قال: سمعت جعفر بن محمد، رضي الله عنهما، فقلت: إنهم يسألوننا عن القرآن أمخلوق هو؟ قال: ليس بخالق ولا مخلوق ؛ ولكنه كلام الله تعالى تابعه سعدان بن نصر، عن موسى بن داود
[الأسماء والصفات: 1/602]
538- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدرامي، يقول: سمعت عليا يعني ابن المديني يقول في حديث جعفر بن محمد ليس القرآن بخالق ولا مخلوق ؛ ولكنه كلام الله تعالى قال علي: لا أعلم أنه تكلم بهذا الكلام في زمان أقدم من هذا قال علي: هو كفر، قال: أبو سعيد: يعني من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر
539- أخبرنا أبو الفرج الحسن بن علي بن أحمد التميمي الرازي، بنيسابور، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان القزويني بها، ثنا
[الأسماء والصفات: 1/603]
أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي أبو العباس، حدّثنا إبراهيم بن موسى أبو عياش، صاحب الثوري، حدّثنا عباس بن إبراهيم حدّثنا محمد بن مهدي الكوفي، حدّثنا حنان بن سدير، عن أبيه، قال لجعفر بن محمد رضي الله عنهما: يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن خالق أم مخلوق؟ قال: أقول فيه ما يقول أبي وجدي: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل
540- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو أمية الطرطوسي، حدّثنا يحيى بن خلف المقرئ، قال: كنت عند مالك بن أنس، فجاءه رجل، فقال: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟، فقال: هو عندي كافر فاقتلوه
وقال يحيى بن خلف وسألت الليث بن سعد وابن لهيعة عمن قال: القرآن مخلوق، فقال: هو كافر ورواه أبو بكر محمد بن دلويه بن منصور، عن يحيى بن خلف المروزي فزاد فيه، قال: ثم لقيت ابن عيينة وأبا بكر بن
[الأسماء والصفات: 1/604]
عياش وهشيما وعلي بن عاصم وحفص بن غياث وعبد السلام الملائي وحسين الجعفي ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعبد الله بن إدريس وأبا أسامة وعبدة بن سليمان ووكيع بن الجراح وابن المبارك والفزازي والوليد بن مسلم، فذكروا ما ذكر مالك بن أنس رضي الله عنه وعن أبيه
541- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا أبو همام البكراوي، قال: سمعت أبا مصعب، يقول: سمعت مالك بن أنس رضي الله عنه يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وروي عن ابن أبي أويس، عن مالك رضي الله عنه
542- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري، يقول: سمعت عمران بن موسى الجرجاني، بنيسابور يقول: سمعت سويد بن
[الأسماء والصفات: 1/605]
سعيد، يقول: سمعت مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، وشريك بن عبد الله، ويحيى بن سليم، ومسلم بن خالد، وهشام بن سليمان المخزومي، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن مسهر، وعبدة، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيعا، ومحمد بن فضيل، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وجميع من حملت عنهم العلم، يقولون: الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، والقرآن كلام الله تعالى، وصفة ذاته غير مخلوق، من قال: إنه مخلوق، فهو كافر بالله العظيم، وأفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. قال عمران: وبذلك أقول، وبه أدين الله عز وجل، وما رأيت محمديا قط إلا وهو يقوله
543- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد، أخبرنا أحمد بن سلمان، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني محمد بن إسحاق، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، قال: القرآن كلام الله عز وجل ليس بخالق، ولا مخلوق
[الأسماء والصفات: 1/606]
544- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أخبرنا أبو عمرو، أحمد بن محمد بن عيسى الصفار الضرير، حدّثنا أبو عوانة، حدثني أيوب بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن شبويه، حدّثنا أبو الوزير محمد بن أعين وصي ابن المبارك، قال: قلت لابن المبارك: إن النضر بن محمد المروزي يقول: من قال إن هذا مخلوق: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} فهو كافر، قال ابن المبارك: صدق النضر عافاه الله، ما كان الله ليأمر موسى عليه السلام بعبادة مخلوق
545- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد، أخبرنا أحمد بن سلمان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، قال: سمعت عبد الرحمن بن
[الأسماء والصفات: 1/607]
مهدي، يقول: من زعم أن الله تعالى لم يكلم موسى بن عمران يستتاب ؛ فإن تاب وإلا ضربت عنقه
546- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن علي الوراق، حدّثنا عمرو بن العباس، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: وذكر الجهمية، فقال: أرى أن يعرضوا على السيف
قال: وسمعت عبد الرحمن بن مهدي، وقيل له: إن الجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق، فقال: إن الجهمية لم يريدوا ذا، وإنما أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون الله تعالى كلم موسى، وقال الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله تعالى، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم
547- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا حسين بن علي بن الأسود، قال: سمعت وكيعا، يقول: القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، فمن زعم أنه
[الأسماء والصفات: 1/608]
مخلوق فقد كفر بالله العظيم وفي رواية محمد بن نصر المروزي عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع، قال: من زعم أن القرآن مخلوق، فقد زعم أن القرآن محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر
548- أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمود المروزي، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ، حدّثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: سألت عبد الله بن داود، فقلت، يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في القرآن؟ قال: هو كلام الله عز وجل، قال: وسألت أبا الوليد، فقال: هو كلام الله تعالى
قال أبو موسى: وحدثني سعيد بن نوح أبو حفص، قال: حدثني محمد بن نوح، حدّثنا إسحاق بن حكيم، قال: قلت لعبد الله بن إدريس الأودي: قوم عندنا يقولون: القرآن مخلوق، ما تقول في قبول شهادتهم؟ فقال: لا، هذه من المقاتل لا يقال لهذه المقالة بدعة، هذه من المقاتل قال إسحاق: وسألت أبا بكر بن عياش، عن شهادة من قال: القرآن مخلوق فقال: ما لي ولك، لقد أدرت في صماخي شيئا لم أسمع به قط، لا تجالس هؤلاء، ولا تكلمهم ولا تناكحهم، قال إسحاق: وسألت حفص بن غياث، فقال: أما هؤلاء فلا أرى الصلاة خلفهم، ولا قبول شهادتهم، قال إسحاق: وسألت وكيع بن الجراح، فقال: يا أبا يعقوب من قال: القرآن مخلوق فهو كافر
[الأسماء والصفات: 1/609]
قال أبو موسى: كتب إلى أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثني شاذ بن يحيى، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: من زعم أن كلام الله تعالى مخلوق فهو والذي لا إله إلا هو عندي زنديق قال: وكتب إلي أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: القرآن كله كلام الله
قال أبو موسى: بلغني عن مسلم بن أبي مسلم الجرمي، قال: سمعت سفيان بن عيينة وسأله رجل عن القرآن، فقال ابن عيينة أما سمعت قوله: {ألا له الخلق والأمر} الخلق الخلق والأمر الأمر
549- أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني، حدثنا عبد الملك بن محمد الفقيه، حدّثنا سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الكوفي، قال: سمعت كادح بن رحمة، يقول: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو زنديق قال: وسمعت سليمان يقول: سمعت الحارث بن إدريس يقول: سمعت محمد بن الحسن الفقيه يقول: من قال: القرآن مخلوق، فلا تصل خلفه
[الأسماء والصفات: 1/610]
550- وقرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن يوسف بن إبراهيم الدقاق بروايته عن القاسم بن أبي صالح الهمذاني، عن محمد بن أيوب الرازي، قال: سمعت محمد بن سابق، يقول: سألت أبا يوسف، فقلت: أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق؟، قال: معاذ الله، ولا أنا أقوله، فقلت: أكان يرى رأي جهم؟ فقال: معاذ الله ولا أنا أقوله رواته ثقات
551- وأنبأني أبو عبد الله الحافظ، إجازة، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي، يقول: كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر قال أبو عبد الله رواة هذا كلهم ثقات
[الأسماء والصفات: 1/611]
552- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو جعفر الأصبهاني، أخبرنا أبو يحيى الساجي، إجازة، قال: سمعت أبا شعيب المصري، يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق
553- وأخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن محمد بن إدريس الرازي قال: في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال: حضرت الشافعي رضي الله عنه وحدثني أبو شعيب إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد وكان الشافعي رضي الله عنه يسميه المنفرد، فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم، فقال: ما تقول في القرآن؟ فأبى} أن يجيبه، فسأل يوسف بن عمرو فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي رضي الله عنه، فسأل الشافعي فاحتج الشافعي وطالت المناظرة، وغلب
[الأسماء والصفات: 1/612]
الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وكفر حفصا الفرد، قال الربيع: فلقيت حفصا الفرد، فقال: أراد الشافعي قتلي
554- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة، يقول: سمعت الربيع، يقول: لما كلم الشافعي رضي الله عنه حفصا الفرد، فقال حفص: القرآن مخلوق، فقال له الشافعي: كفرت بالله العظيم
555- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل، حدثني حمك بن عمرو العدل، حدّثنا محمد بن عبد الله بن فورش، عن علي بن سهل الرملي، أنه قال: سألت الشافعي عن القرآن، فقال: كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، قلت: فمن قال بالمخلوق فما هو عندك؟ قال لي: كافر قال: وقال الشافعي رضي الله عنه ما لقيت أحدا منهم يعني من أساتذته إلا قال: من قال في القرآن إنه مخلوق فهو كافر
556- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا أحمد الحسين بن علي، يقول: سمعت أبا بكر بن إسحاق، يقول: سمعت الربيع، يقول: سمعت البويطي، يقول:
[الأسماء والصفات: 1/613]
من قال: القرآن مخلوق فهو كافر قال الله عز وجل: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} فأخبرنا الله عز جل أنه يخلق الخلق بكن، فمن زعم أن كن مخلوق فقد زعم أن الله تعالى يخلق الخلق بخلق
557- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت الشيخ أبا محمد المزني، يقول: سمعت يوسف بن موسى المروزي، يقول: سمعت أبا إبراهيم المزني، يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال إن القرآن مخلوق فهو كافر
558- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد الأستر آبادي، يقول: سمعت سعيد بن أحمد القضاعي، يقول: سمعت المزني، يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر
559- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن صالح
[الأسماء والصفات: 1/614]
بن هانئ يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين البيهقي يقول: سمعت محمود بن غيلان، يقول: سمعت يحيى بن يحيى، يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر بالله العظيم، وعصى ربه وبانت منه امرأته
560- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو صادق بن أبي الفوارس، وأبو حامد أحمد بن محمد بن موسى النيسابوري، قالوا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني، يقول: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: من قال: القرآن مخلوق فقد افترى على الله تبارك وتعالى، وقال عليه ما لم تقله اليهود ولا النصارى
561- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت محمد بن علي المشيخاني، يقول: سمعت محمد بن
[الأسماء والصفات: 1/615]
إسماعيل البخاري، يقول: القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، عليه أدركنا علماء الحجاز أهل مكة والمدينة، وأهل الكوفة والبصرة، وأهل الشام ومصر، وعلماء أهل خراسان
562- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم الدهقان، ببخارى، حدّثنا محمد بن يوسف الفربري، قال: سمعت محمد بن إسماعيل الجعفي يعني البخاري رحمه الله يقول: نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت قوما أضل في كفرهم من الجهمية، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم قال: وقال عبد الرحمن بن عفان: سمعت سفيان بن عيينة في السنة التي ضرب فيها المريسي، قال: ويحكم، القرآن كلام الله قد صحبت الناس وأدركتهم، هذا عمرو بن دينار، وهذا ابن المنكدر، حتى ذكر منصورا والأعمش ومسعر بن كدام قال ابن عيينة: فما نعرف القرآن إلا كلام الله عز وجل، ومن قال غير هذا، فعليه لعنة الله لا تجالسوهم، ولا تسمعوا كلامهم، قال: وقال عبد الرحمن بن مهدي: لو رأيت رجلا على الجسر وبيدي سيف يقول: القرآن مخلوق ؛ لضربت عنقه قال أبو عبد الله البخاري: وما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، لا يسلم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم قال البخاري: وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن قدامة الدلال الأنصاري، قال: سمعت وكيعا يقول: لا تستخفوا بقولهم: القرآن مخلوق، فإنه من شر قولهم، وإنما يذهبون إلى التعطيل
[الأسماء والصفات: 1/616]
قلت: وقد روينا نحو هذا عن جماعة أخرى من فقهاء الأمصار وعلمائهم رضي الله عنهم، ولم يصح عندنا خلاف هذا القول عن أحد من الناس في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين وأول من خالف الجماعة في ذلك الجعد بن درهم، فأنكره عليه خالد بن عبد الله القسري وقتله، وذلك فيما
563- أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عثمان بن قتادة من أصل سماعه، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، حدّثنا القاسم بن محمد، قال: هو بغدادي ثقة، حدّثنا عبد الرحمن بن حبيب بن أبي حبيب، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت خالد بن عبد الله القسري وقد خطبهم في يوم أضحى بواسط، فقال: ارجعوا أيها الناس فضحوا، تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم ؛ فإنه زعم أن الله تعالى لم
[الأسماء والصفات: 1/617]
يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، سبحانه وتعالى عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا قال: ثم نزل فذبحه قال أبو رجاء: وكان الجهم يأخذ هذا الكلام من الجعد بن درهم رواه البخاري في كتاب التاريخ، عن قتيبة، عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي حبيب، عن أبيه، عن جده هكذا
[الأسماء والصفات: 1/618]
564- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن حمش، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: سمعت علي بن المديني، يقول: اختصم مسلم ويهودي إلى بعض قضاتهم بالبصرة، فصارت اليمين على المسلم، فقال اليهودي: حلفه، فقال المخاصم إليه أحلف بالله الذي لا إله إلا هو، فقال اليهودي: أنت تزعم أن القرآن مخلوق، والله في القرآن، يعني ذكره، حلفه بالخالق لا بالمخلوق، قال: فتحير القاضي، وقال: قوما حتى أنظر في أمركما
[الأسماء والصفات: 1/619]
565- أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي رضي الله عنه من حلف بالله أو باسم من أسماء الله تعالى فحنث فعليه الكفارة، فإن قال: وحق الله وعظمة الله وجلال الله وقدرة الله، يريد بهذا كله اليمين أو لا نية له، فهي يمين وفيما حكى الشافعي، عن مالك: لو قال وعزة الله، أو وقدرة الله، أو وكبرياء الله، إن عليه في ذلك كله كفارة مثل ما عليه في قوله: والله، قال الشافعي رضي الله عنه: ومن حلف بشيء غير الله تعالى ؛ مثل أن يقول الرجل: والكعبة، وأبي، وكذا وكذا، ما كان، فحنث فلا كفارة} عليه. زاد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي في هذه الحكاية، عن الربيع، عن الشافعي رضي الله عنه: لأن هذا مخلوق وذلك غير مخلوق
566- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد محمد بن موسى قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، حدّثنا سليم بن منصور بن
[الأسماء والصفات: 1/620]
عمار، في مجلس روح بن عبادة قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار أخبرني: القرآن، خالق أو مخلوق؟ قال: فكتب إليه، عافانا الله وإياك من كل الفتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة، فإنه إن يفعل فأعظم به من نعمة، وإلا فهي الهلكة وليست لأحد على الله تعالى، بعد المرسلين حجة، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة يشارك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه وما أعرف خالقا إلا الله وما دون الله فمخلوق والقرآن كلام الله عز وجل، فانته بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه التي سماه الله تعالى بها تكن من المهتدين ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون
567- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان الأصبهاني، حدّثنا إبراهيم بن محمد القطان، حدّثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثت أن بشرا لقي منصور بن عمار، فقال له: أخبرني عن كلام الله تعالى أهو الله؟ أم غير الله؟، أم دون الله؟ فقال: إن كلام الله تعالى لا ينبغي أن يقال: هو الله، ولا يقال: هو غير الله، ولا هو
[الأسماء والصفات: 1/621]
دون الله، ولكنه كلامه.
وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله} أي لم يقله أحد إلا الله، فرضينا حيث رضي لنفسه، واخترنا له من حيث اختار لنفسه، فقلنا: كلام الله تعالى ليس بخالق ولا مخلوق، فمن سمى القرآن بالاسم الذي سماه الله به كان من المهتدين، ومن سماه باسم من عنده كان من الضالين، فانه عن هذا} {وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}، فإن تأبى كنت من الذين} {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} قال أحمد هو البيهقي رضي الله عنه: قد روينا عن جماعة من علمائنا رحمهم الله تعالى أنهم أطلقوا القول بتكفير من قال بخلق القرآن، وحكيناه أيضا عن الشافعي رحمنا الله وإياه.ورويناه في كتاب القدر عن جماعة منهم أنهم كانوا لا يرون الصلاة خلف القدري، ولا يجيزون شهادته، وحكينا عن الشافعي في كتاب الشهادات ما دل على قبول شهادة أهل الأهواء ما لم تبلغ بهم العصبية مبلغ العداوة، فحينئذ ترد بالعداوة وحكينا عنه في كتاب الصلاة، أنه قال: وأكره إمامة الفاسق والمظهر للبدع، ومن صلى خلف واحد منهم أجزأته صلاته، ولم تكن عليه إعادة إذا أقام الصلاة وقد اختلف علماؤنا في تكفير أهل الأهواء: منهم من كفرهم على تفصيل ذكره في أهوائهم، ومن قال بهذا زعم أن قول الشافعي في الصلاة والشهادات ورد في مبتدع لا يخرج ببدعته وهواه عن الإسلام، ومنهم من لا يكفرهم وزعم أن قول الشافعي في تكفير من قال بخلق القرآن أراد به كفرا دون كفر، كقول الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ومن قال بهذا جرى في قبول شهاداتهم وجواز الصلاة خلفهم مع الكراهية على ما قال الشافعي، رحمه الله، في أهل الأهواء أو المظهر للبدع وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى، لا يكفر أهل الأهواء الذين تأولوا فأخطئوا، ويجيز شهادتهم ما لم يبلغ من
[الأسماء والصفات: 1/622]
الخوارج والروافض في مذهبه أن يكفر الصحابة، ومن القدرية أن يكفر من خالفه من المسلمين، ولا يرى أحكام قضاتهم جائزة، ورأى السيف واستباح الدم، فمن بلغ منهم هذا المبلغ فلا شهادة له، وليس هو من الجملة التي أجاز الفقهاء شهادتهم قال: وكانت المعتزلة في الزمان الأول على خلاف هذه الأهواء، وإنما أحدثها بعضهم في الزمان المتأخر قال أحمد رضي الله عنه: وفي كلام الشافعي في شهادة أهل الأهواء إشارة إلى بعض هذا والله أعلم، ومن ابتلي بالصلاة خلفهم فالذي اختار له ما
568- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: سمعت أبي يقول: وأملاه علي إملاء فقال: اكتب وأما من قال ذاك القول لم تصل خلفه الجمعة ولا غيرها، إلا أنا لا ندع إتيانها، فإن صلى رجل أعاد الصلاة يعني خلف من قال: القرآن مخلوق قلت: ومن فعل هذا الذي اختاره أحمد بن حنبل من إتيان الجمعة والجماعات سواها، ثم أعاد ما صلى خلفهم خرج من اختلاف العلماء في ذلك، وأخذ بالوثيقة وتخلص من الوقيعة وبالله التوفيق والعصمة
[الأسماء والصفات: 1/623]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir