باب ما جاء في إثبات صفة القول وهو والكلام عبارتان عن معنى واحد.
قال الله عز وجل: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني}.
وقال تعالى: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}.
وقال جلّ وعلا: {ما يبدل القول لدي}.
وقال جلّ جلاله: {ومن أصدق من الله قيلا}.
وقال تبارك وتعالى: {ومن أصدق من الله حديثا}.
وقال تعالى: {سلام قولا من رب رحيم}.
وقال عز وجل: {قوله الحق}.
وقال جلّ وعلا: {فالحق والحق أقول} ؛ فأثبت الله جل ثناؤه لنفسه صفة القول في هذه الآيات
411- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّريّ، ببغداد، أخبرنا أبو عليٍّ، إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، أخبرنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن جريجٍ، قال: أخبرني سليمان الأحول، عن طاوسٍ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، يقول: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تهجّد من اللّيل، قال: اللّهمّ لك الحمد أنت نور السّماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيّم السّماوات والأرض ومن فيهنّ، أنت الحقّ ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك الحقّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والنّبيّون
[الأسماء والصفات: 1/481]
حقٌ، اللّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدّمت، وما أخّرت وما أسررت، وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلاّ أنت.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن محمودٍ.
ورواه مسلمٌ، عن محمّد بن رافعٍ كلاهما، عن عبد الرّزّاق
412- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبد الله بن شيرويه، حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما، قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته، واشتدّ غضبه، حتّى كأنّه منذر جيشٍ، يقول: صبّحكم ومسّاكم، ويقول: بعثت أنا والسّاعة كهاتين ويفرّق بين إصبعيه السّبّابة والوسطى
ويقول: أمّا بعد، فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّدٍ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالةٌ
ثمّ يقول: أنا أولى بكلّ مؤمنٍ من نفسه، من ترك مالا، فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليّ أو عليّ.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن محمّد بن المثنّى
413- وأخبرنا أبو زكريّا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله الشّيبانيّ، أخبرنا محمّد
[الأسماء والصفات: 1/482]
بن عبد الوهّاب، أخبرنا جعفر بن عونٍ، أخبرنا إبراهيم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رضي اللّه عنه، قال: إنّما هما اثنتان: الهدى، والكلام فأصدق الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلّ ضلالةٍ في النّار وهذا من قول ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، والظّاهر أنّه أخذه من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
414- حدّثنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا الرّبيع بن سليمان المراديّ، حدّثنا عبد الله بن وهب بن مسلمٍ القرشيّ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، حدّثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمرٍ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه يحدّثنا عن ليلة أسري برسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: فأوحى اللّه تعالى ما شاء فيما أوحى خمسين صلاةٍ
[الأسماء والصفات: 1/483]
على أمّته كلّ يومٍ وليلةٍ، فذكر مروره على موسى، وأمره إيّاه بمسألة التّخفيف، وذكر مراجعته في ذلك حتّى صار إلى خمس صلواتٍ، وأنّه قال: يا ربّ، أمّتي ضعافٌ أجسادهم، وقلوبهم، وأسماعهم، وأبصارهم، فخفّف عنّا، فقال: إنّي لا يبدّل القول لديّ، هي ما كتبت عليك في أمّ الكتاب، ولك بكلّ حسنةٍ عشر أمثالها، هي خمسون في أمّ الكتاب، وهي خمسٌ عليك.
أخرجاه في الصّحيح
[الأسماء والصفات: 1/484]