دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رجب 1440هـ/14-03-2019م, 01:06 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 113-132)



س: حرّر القول في معنى قول الله تعالى: {ليسوا سواء}.



تعليمات الإجابة:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 رجب 1440هـ/21-03-2019م, 04:46 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

س: حرّر القول في معنى قول الله تعالى: {ليسوا سواء}.

-هذه المسألة تفسيرية لها علاقة بأسباب النزول

المرتبة الأولى:كتب التفاسير في دواوين السنة

-. كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري(ت:256هـ
-. كتاب تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب المصري(ت:197هـ).
-. كتاب تفسير القرآن من سنن النسائي الكبرى
-. كتاب التفسير من مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري(ت:405هـ).
المرتبة الثانية :كتب التفاسير في جوامع الأحاديث
.-جامع الأصول في أحاديث الرسول،بن الأثير (ت:606هـ)
.-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد الهيثمي(ت:807هـ) .
-موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان الهيثمي (: 807هـ)
-فتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الساعاتي ( 1378 هـ)
-. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرةا بن أبي بكر البوصيري(ت:840هـ
-الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)

المرتبة الثالثة : التفاسير المسندة المطبوعة
-. تفسير القرآن العزيز عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ).
-: وجامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري (ت: 310هـ).
-. وتفسير القرآن العظيم،عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)، .
-: الكشف والبيان عن تفسير القرآن، الثعلبي (ت: 427هـ)
- التَّفْسِيرُ البَسِيْط الواحدي (468)
-. معالم التنزيل البغوي (ت: 516هـ).

المرتبة الرابعة :التفاسير المسندة التي طبع شيء منها
-تفسير عبد بن حميد(ت:249هـ).
- تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ).
المرتبة الخامسة: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة
لم أجد فيها
المرتبة السادسة التفاسير التي تنقل أقوال السلف
-. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
-. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
-. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
-. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
-. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
-تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)،

المرتبة الثامنة شروح الأحاديث
شروح البخاري
-شرح صحيح البخاري لابن بطال (ت: 449هـ)
-فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن حجر ((852)
-عمدة القاري شرح صحيح البخاري بدر الدين العينى (ت: 855هـ)
- وإرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني ن (ت: 923هـ)

كتب أسباب النزول
-أسباب النزوول الواحدي، (468هـ)
-العجاب في بيان الأسباب ابن حجر (852.)
-لباب النقول في أسباب النزول السيوطى ( 911)
-الصحيح المسند من أسباب النزول مُقْبلُ بنُ هَادِي الوادعِيُّ (1422هـ)
-الاستيعاب في بيان الأسباب سليم بن عيد الهلالي (و) محمد بن موسى آل نصر
- المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة دراسة الأسباب رواية ودراية
خالد بن سليمان المزيني

كتب إضافية:
- تفسير القرآن العظيم للرازي (327هـ)
--مباحث في علوم القران مناع بن خليل القطان (1420هـ)
- مختصر قواعد التفسير د. خالد السبت
- مختصر قواعد الترجيح عند المفسرين د. حسن الحربي

معنى قوله تعالى :{ ليسوا سواء}
ما ورد في أسباب نزول الآية:

-أولا:عن ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: أخَّر رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة، قال: (أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر اللَّه هذه الساعة غيركم) قال: وأُنزل هؤلاء الآيات: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) حتى بلغ: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
أخرجه أحمد في المسند ؛ وابن أبي شيبة في "مسنده" والنسائي في "التفسير" وابن المنذر في تفسيره وابن أبي حاتم في "التفسير" والبزار في "مسنده" ؛ وأبو يعلى في "المسند" والواحدي في "أسباب النزول" وابن حبان في صحيحة - كلهم من طريق شيبان النحوي وأبي معاوية كلاهما عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.
وفي رواية :"...وَقَالَ: إِنَّهُ لا يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَأُنْزِلَتْ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ تلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}.


ثانيا:عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسيد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم؛ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإِسلام؛ قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا؛ ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} .
أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" بغير سند- ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" وابن أبي حاتم في "التفسير" ، والطبراني في "الكبير" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"
والبيهقي في "الدلائل" عن محمد ابن إسحاق قال ثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
وأخرجه ابن المنذر بسنده إلى ابن إسحاق


ثالثا:عن منصور بن المعتمر؛ قال: بلغني أنما نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب
1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ، والطبري في "تفسيره ،وابن المنذر في تفسيره وابن أبي حاتم في "تفسيره" عن الثوري عن منصور به.

اختلف أهل العلم فيها على قولين:
القول الأول: {ليسوا سواء } ..ليس أهل الكتاب سواء.بل منهم مؤمنون وأكثرهم فاسقون .

القائلون به: وهو قول ابن عباس(68) ، وقتادة (117)، ، وأبو الأشهب و الحسن(110) وابن جريج (150). هو قول جماهير المفسرين.
قال ابن العربي: (وقد اتفق المفسرون أنها نزلت فيمن أسلم من أهل الكتاب وعليه يدل ظاهر القرآن، ومفتتح الكلام نفي المساواة بين من أسلم منهم وبين من بقي منهم على الكفر). اهـ.
تخريج الأقوال:
-فأما قول ابن عباس فقد أخرجه ابن جرير من طريق عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عنه .

- وأما قول قتادة فقد أخرجه ابن جرير من طريق يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمّةٌ قائمةٌ} الآية، يقول: ليس كلّ القوم هلك، قد كان للّه فيهم بقيّةٌ.

- وأما قول ابن جريج فقد أخرجه ابن جرير من طريق الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌّ، قال: قال ابن جريجٍ: {أمّةٌ قائمةٌ} عبد اللّه بن سلامٍ، وثعلبة بن سلامٍ أخوه، وسعية، ومبشّرٌ، وأسيدٌ وأسدٌ ابنا كعبٍ .

-
وأما قول أبي الأشهب فقد أخرجه ابن أبي حاتم عن أبيه ، عن سعيد بن سليمان النّشيطيّ، عنه . قال : لَيْسَ كُلُّ الْقَوْمِ هَلَكَ. عَلَى الْحَسَنِ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} . قَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْهُدَى

-أما قول الحسنفقد أخرجه عبد بن حميد من طريق أبي الأشهب عن الحسن تلا الآية : { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة } هؤلاء أهل الهدى ، ليس كل القوم هلك ، فقرأ حتى بلغ : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } ، قال : فزعوا إلى أنفسهم حين تفرقت أمتهم
التوجيه:
v يؤكد هذا القول ما ورد في سبب النزول الآية؛ فعن ابن عباس –رضي الله عنه - أنه قال : لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسيد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم؛ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإِسلام؛ قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا؛ ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ

v -هذا القول أوفق لسياق الآية فهو توكيد لقوله تعالى : {" مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"} .
فلما وَصَفَ أهلَ الكتاب - في الآيات المتقدمةِ - بالصفات المذمومة ، ذَكَر - في هذه الآية - أن كل أهل الكتاب ليسوا كذلك ، بل فيهم مَنْ يكون موصوفاً بالصفات المحمودة المرضية .. فأهل الكتاب ليسوا مستوين ، بل منهم من آمن بكتابه وبالقرآن ممن أدرك شريعة الإسلام ، أو كان على استقامة فمات قبل أن يدركها .

v ويؤكد هذا المعنى الآيات الواردة في أواخر آل عمران : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}

v - أنه به تلتئم الضمائر وتتفق ؛.. فإرجاع الضمير في قوله" ليسوا" إلى ما سبق ذكرهم من أهل الكتاب أولى وأجود قال ابن عطية :.لما مضت الضمائر في الكفر والقتل والعصيان والاعتداء عامة في جميع أهل الكتاب ، عقب ذلك بتخصيص الذين هم على خير وإيمان ، وذلك أن أهل الكتاب لم يزل فيهم.من هو على استقامة

v أن المعهود من القران إطلاق "أهل الكتاب" على اليهود والنصارى خاصة

v أن " سواء" :تقتضي شيئين اثنين فصاعداً ،.كما قال تعالى{سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} . وقال تعالى : {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ } .. وعليه في الآية إضمار تقديره .. { مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ } وأخرى غير قائمة ؛ وترك ذكر الأخرى لدلالة ذكر المؤمنة عليها كقول أبي ذؤيب :
عصيت إليها القلب إني لأمرها *** مطيع فما أدري أرشد طلابها
أراد : أرشد أم غيّ ، فحذفه لدلالة الكلام عليه .

v أن اسم "ليس" ؛"أمة" والتقدير "ليس أمة من أهل الكتاب سواء" وهو قول أبو عبيدة وتكون "الواو" في ليسوا علامة جمع على لغة أكلوني الراغيث لغة أزد شنوءة .ومثله قوله تعالى : ( ثم عصوا وصموا كثير منهم ) و قوله تعالى "{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } .
وقال الشاعر :
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي *** فأعرضن عني بالخدود النواضر
فترتب على ذلك أن في الآية إضمار تقديره ليس سواءً من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ موصوفةٌ بما ذُكِر وأمةٌ كافرة.
وقد قال النحاة أنها لغة ضعيفة وإن كان السهيلي نازع النحويين في كونها ضعيفةً.

- ثم اختلفوا في المراد بأهل الكتاب قيل :
× مَنْ آمَنَ بموسى وعيسى عليهما السلام.
× -وقيل هم اليهود لما ورد في الحديث المروي في سبب النزول عن ابن عباس – رضي الله عنه-
× و قال الثوريّ : بلغني أنها نزلت في قوم كانوا يُصلون بين المغرب والعشاء
× وأورد الثعلبي عن عطاء ، أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل نجرانَ ، واثنين وثلاثين من الحبشة ، وثلاثة من الروم ، كانوا على دين عيسى ، وصدقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان من الأنصار فيهم عدة - قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، ومحمد بن مسلمة ، وأبو قيس صِرْمة بن أنس ، كانوا موحِّدين ، يغتسلون من الجنابة ، ويقومون بما عرفوا من شرائع الحنيفية ، حتى بعث الله لهم النبي صلى الله عليه وسلم فصدَّقوه ، ونصروه .


القول الثاني:ليس أمة محمد وأهل الكتاب سواء
القائلون به وهو قول ابن مسعود ( 32) والسدي ( 127)
الأقوال:
قال ابن عباس : أُمّة قائمة مهتدية قائمة على أمر الله لن تنزع عنه ولم تتركه كما تركه الآخرون وضيّعوه
التخريج:
- فأما قول ابن مسعود: فقد أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيحٍ عن الحسن بن يزيد العجليّ، عن ابن مسعود أنه كان يقول . في قوله عز وجل : { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة } قال : لا يستوي أهل الكتاب ، وأمة محمد ، { يتلون آيات الله آناء الليل } ، قال : صلاة العتمة ، هم يصلونها ، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصلونها
-
أما قول السدي قد أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أحمد بن المفضّل ، عن أسباطٌ، عن السدي . : { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة } يقول هؤلاء اليهود ليسوا كمثل هذه الأمة التي هي قانتة لله .

التوجيه:

ووجه هذا القول :

× ما ورد في سبب نزول الآية من حديث عبد الله ابن مسعود

× موافقة هذا القول ليساق الآية..فبعد ما ذكر أهل الكتاب و ذكر هذه الأمة بقوله " كنتم خير أمة" بين أنهم" ليسوا سواء" ..فالضمير في" ليسوا "عائد على أهل الكتاب . وأمة محمد صلى الله عليه وسلم إذ تقدم ذكرهما .

× أن المراد بالكتاب جنسُ كتب الله ، وليس بالمعهود من التوراة والإنجيل فقط .
فيدخل فيهم كل من أوتي الكتابَ من أهل الأدْيان والمسلمون من جُمْلتهم ويؤيد هذا قوله تعالى { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } .

× .أن الله وصف المذكورون في الآية بصفات وشعائر أهل الإسلام لا تكون لأهل الكتاب .. ..فالصلاة لا سيما في جوف الليل ليست من سميات وصفات أهل الكتاب وكذا تلاوة الآيات أناء الليل ليست من صفاتهم. بل هي من خاصية هذه لأمة

× أن هذا المعنى وموافق لنظائر كثرة في القران قال تعالى : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ }..وقال تعالى :{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }.

× وقيل أن أولئك – اليهود والنصارى - الذين سموا أنفسهم بأهل الكتاب حالهم وصفتهم تلك الخصال الذميمة ، والمسلمون الذين سماهم الله بأهل الكتاب حالهم وصفتهم هكذا ، فكيف يستويان ؟ فيكون الغرض - من هذه الآية - تقرير فضيلة أهل الإسلام ؛ تأكيداً لما تقدم من قوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }


المناقشة:

-أول ما يجب البدء لدراسة المسألة و مناقشة الأقوال دراسة أسباب النزول دراسة حديثية
وأسباب النزول لها حكم الرفع؛ فالقول فيها متوقف على النقل والسماع
. وعند تعدد المروايات يجب النظر والتحقق فيها لأجل بيان وتمحيص الثابت من تلك المرويات عن غيرها.
قال الدكتور خالد السبت في كتابه قواعد التفسير: " قاعدة:..إذا تعددت المرويات في سبب النزول، نُظر إلى الثبوت، فاقتُصر على الصحيح، ثم العبارة، فاقتُصر على الصريح، فإن تقارب الزمان حُمل على الجميع، وإن تباعد حُكم بتكرار النزول أو الترجيح.:
فالواجب في هذه الحال دراسة أسانيد المرويات...-وهذا العلم لا أحسنه.-
فرجعت إلى الكتب التي اعتنت بتخريج أحاديث و مرويات أسباب النزول


فكان الملخص كالتالي:
أولا :حديث منصور بن المعتمر؛ قال: بلغني أنما نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب
قال ابن حجر: .. رجاله ثقات وهو مقطوع أو موقوف..
-الحديث معضل لا يقوى للاحتجاج به وإن كان سنده صحيح إلى منصور؛ .
لأن العمدة في معرفة سبب النزول صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثانيا: حديث عبد الله ابن عباس:-رضي الله عنه-؛ قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسيد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم؛ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإِسلام؛ قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا؛ ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- في ذلك: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} .
-وسنده صحيح قاله صاحب الفتح الرباني
-وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
-أما صاحب الاستعياب فقال : .سنده ضعيف؛ لجهالة شيخ ابن إسحاق.
فالذي يظهر –والله أعلم- هناك اختلاف بين أهل العلم في تصحيح الحديث



ثالثا : حديث ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: أخَّر رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة، قال: (أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر اللَّه هذه الساعة غيركم) قال: وأُنزل هؤلاء الآيات: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) حتى بلغ: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).

v - الحديث في سنده عاصم بن أبي النجود وهو مختلف في الاحتجاج به.
قال الهيثمي: وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ، لَيْسَ فِيهِمْ غَيْرُ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ، وَفِي إِسْنَادِ الطَّبَرَانِيِّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح مورد الضمآن. و في "الثمر المستطاب"

v -هذا الحديث مخرج في الصحيحن بدون ذكر نزول الآية
وروى البخاري : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالعَتَمَةِ، حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ غَيْرُكُمْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ» وَلاَ يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ العَتَمَةَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ

v -وفي رواية عائشة في الصحيحين زيادة: " وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ فِي النَّاسِ"
فهذه الزيادة توحي أن الحادثة كانت قبل انتشار الإسلام ؛ إما كان ذلك في مكة أو كان في أوائل العهد المدني ؛ أما سورة آل عمران سورة مدنية متأخرة النزول..لأنّ صدرها إلى ثلاثٍ وثمانين آيةً منها نزلت في وفد نجران، وكان قدومهم في سنة تسعٍ من الهجرة .. فبذلك تعذر كون الحديث سببا لنزول الآية..
لبعد القصة زمنا ومكانا حين نزول الآية ..وقد ذكر أهل العلم في تعريف أسباب النزول " أنه "هو ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال".
إلا على من يتوسع في أسباب النزول فيدخل فيها الأخبار الماضية وذلك من باب بيان ما يدخل في معنى الآية وليس هو سببا صريحا في نزول الآية .فيكون الحديث عنده سببا لنزول الآية.على هذا المعنى

v أن عبارة "وأنزل" ؛ " وأنزلت" التي ورد بها الحديث لا تعد الصيغة الصريحة لأسباب النزول.

v لا تظهر المناسبة بين الحديث و الآية ؛ فلعل قول ابن مسعود "فأنزلت: " فهم فهمه هو –رضى الله عنه - من الآية فأراد أن يربط بين الآية و بين الحديث ؛ وقوله ليس بأولى بالتقديم إذا خالفه غيره من الصحابة
وما يقوي هذا أن جمهور المفسرين أوردوا الحديث في كتبهم ولم يعتمدوه سببا لنزول
الآية.بل يكاد يكون إجماعا منهم أن الآية تنفى المساواة بين مؤمني أهل الكتاب و كافريهم فخالفوا بذلك عبد الله ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الذي يرى أن معنى الآية: ليس أهل الكتاب، وأُمة محمد القائمة بحق اللَّه سواء عند اللَّه.
قال الطبري: (ليس فريقاً أهل الكتاب، أهل الإيمان منهم والكفر سواء، يعني بذلك أنهم غير متساوين وليسوا متعادلين، ولكنهم متفاوتون في الصلاح والفساد، والخير والشر،...."
قال ابن العربي: (وقد اتفق المفسرون أنها نزلت فيمن أسلم من أهل الكتاب وعليه يدل ظاهر القرآن، ومفتتح الكلام نفي المساواة بين من أسلم منهم وبين من بقي منهم على الكفر). اهـ.

-وذهب البعض منهم إلى تأويله وحمله على معنى بحيث يفهم منه أن المراد بنفي المساواة بين أهل الكتاب كسلمهم وكافرهم قال الفقال:
ولا يبعد أن يقال : أولئك الحاضرون كانوا نفراً من مؤمني أهل الكتاب الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فأقاموا صلاة العتمة في الساعة التي ينام فيها غيرُهم من أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا .

- القول بنفي المساوة بين مؤمني أهل الكتاب وكافريهم أولى بمعنى الآية من غيره لموافقته السياق وإعمالا للقاعدة القائلة " أن القول الذي يدل عليه السياق أولى من غيره مالم توجد حجة يجب إعمالها.
-أما ما ذكر في مرجع الضمير في "ليسوا" وما ذكر في إعراب الآية ؛ فأولى الأقوال في ذلك أن "الواو" في ليسوا ضمير يرجع إلى أهل الكتاب السالف ذكرهم والوقف تام على" سواء " ؛ وكان هو الأولى لموافقته قواعد اللغة وسلامته من الحذف والتقدير ؛ولكونه جرى على اللغة الفصحى وهى أليق بالقبول لقداسة القران من غيرها من اللغات.
-والمسألة تحتاج إلى مزيد بعض فيما يخص دراسة الأحاديث جمع الطرق والتحقق من صحتها
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1440هـ/23-08-2019م, 01:53 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 113-132)


عقيلة زيان أ+
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir