دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 19 جمادى الأولى 1440هـ/25-01-2019م, 10:11 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى زكريا مشاهدة المشاركة
ما حكم من وقف في القرآن؟
لابد من التفصيل : فالقرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة وقد اختلف الناس في الوقف:
١ـ الواقف الجهمي : يكفر
٢ـ الواقف العاميّ: يبين له الحق فإن قبل واتبع الحق > قُبل منه، وإن أبى واستكبر وبقى شاكا > يحكم بكفره بعد إقامة الحجة عليه
٣ـ أهل الحديث الذين توقفوا لشبهة عرضت لهم > يحذر منهم ويهجر حتى يرجع عن قوله.

وقد كثرت الآثار عن السلف في تكفير الشاكة من الواقفة، قال أحمد بن حنبل : (الواقفي لا تشك في كفره)

اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
· الجهمية المتسترة باللفظ.
يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ ، فرحوا بهذه المقالة لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة، وأقرب لقبول الناس لها.
هم أكثر من أشاع مسألة اللفظ.
قال الإمام أحمد ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن فهو كافر)

· طائفة دخلوا في علم الكلام وتأثروا ببعض أقوال الجهمية وإن كان كلامهم غير جارٍ على أصول الجهمية.
رأسهم الشرّاك ، قال : القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
لما سئل عنه طرسوس قال :( قاتله الله هذا قول جهم بعينه)

· موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري.
من أهل الظاهر وإمامهم ، حصل علوما كثيرة وكان مولعا بكتب الشافعي في أول أمره ثم ردّ القياس وادعى الاستغناء عنه بالظاهر.
من أصحاب حسين بن على الكرابيسي ،أخذ مقالته وتأولها على مذهبه في القرآن قال ( أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق وأما الذي هو بين الناس مخلوق ) وقال القرآن محدث ، وكلمة الاحداث عند المعتزلة تعني الخلق ، وهي غير اللفظة الواردة في قوله تعالى ( وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) أي جديدا عند إنزاله أو ووقوعه .
أمر الإمام أحمد بهجره.
· موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدّعوا الفريقين : من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق.
كان فيما روي عن الإمام أحمد أنه قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن زعم أن لفظه بالقرآن غيرمخلوق فقد ابتدع.

· موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطؤوا استعمال هذه العبارة.
منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما في مسألة أبي طالب ،وأنالإمام أحمد تغيظ عليه حتى رجع عن ذلك لكن بقي بعض أصحاب الإمام أحمد على ذلك ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
ممن نسب إليه التصريح بأن لفظ بالقرآن غير مخلوق :
محمد بن يحي الذهلي شيخ البخاري
أبو حاتم الرازي ،وابن منده، وغيرهم
قال ابن قتيبة : إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ .

· موقف أبي حسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بهم كأبي بكر بن الطيب الباقلاني ، والقاضي أبو يعلى.
يوافقون الإمام أحمد في الإنكار على الطائفتين ولكن يقولون سبب الكراهة أن اللفظ هو الرمي والطرح، وهذا غير لاءق أن يقال في حق القرآن.

· طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال :
١ــ أن صوت الرب حل في العبد
٢ـ ظهر فيه ولم يحل
٣ـ لم يظهر ولم يحل
٤ـ الصوت المسموع قديم غير مخلوق
٥ـ يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق
وكل هذا أقوال مبتدعة باطلة لم يقل بها السلف.

سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، وموقف أهل السنة منها
أنه لما أراد الرد على أهل البدع من المعتزلة والجهمية بالححج المنطقية والطرق الكلامية ، فأداه ذلك إلى التسليم ببعض أصولهم الفاسدة،وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم ، فغره ذلك ، واشتهر بردوده على المعتزلة، فظن أنه بذلك نصر السنة ، واعجب بردوده بعض من كان مغتاظا من المعتزلة فذاع صيته واشتهر.
وقد وافقهم في بعض أصولهم وهو امتناع حلول الحوادث به سبحانه وتعالى، وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله عزوجل بل وكل الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة.
فخرج بقول محدث وهو أن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ، وأنه لا يتجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل، كما أنه له أقوال محدثة في الايمان بالقدر ولذلك لقبوله بعض أصولهم الفاسدة

وقد حذر أهل السنة من بدعة آبن كلاب وطريقته أهل السنة وحذر منه ومن صاحبه الحارث المحاسبي ، الامام أحمد بن حنبل رحمه الله.


خطر فتنة اللفظية

ـ استمرت قرونا من الزمان ، وأوذي فيها الإمام أحمد والامام البخاري .
ـ الجهمية كانوا أكثر من أشاع مسألة اللفظ ،كانوا يتخفون ورائها لأنها أخف شناعة عند الناس فكانوا أقرب لقبولها من بدعة القول بخلق القرآن.
ـ وقع في البدع من أراد من أهل السنة أن يرد على المعتزلة والجهمية بالحجج المنطقية والطرق الكلامية، كالكلابية وغيرهم.
ـ بعض أهل الحديث قالوا بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق يريدون أن القرآن غير مخلوق ،وقد أخطؤوا استعمال العبارة كأبي حاتم الرازي وقد وقع بينه وبين البخاري في هذه المسألة .
قال ابن قتيبة: ما اختلف أهل السنة في مسألة كاختلافهم في مسألة اللفظ.




سبب شهرة أبي حسن الأشعري وموقف أهل السنة منه.

كان في بداية حياته من المعتزلة ، وذلك لمكانته من زوج أمه الجبائي كان من رؤوس المعتزلة، ثم وقعت له بعض الحيرة والأسئلة في مذهبهم فسأله فلم يستطع الجواب عليه ،فاعتزل الناس خمسة عشر يوما، ثم خرج إلى المسجد واعتلى المنبر وتبرأ من المعتزلة وأعلن انتسابه إلى أهل السنة وناظر كثير من المعتزلة ، ثم إنه آتبع ابن كلاب على منهجهه لقربه من تفكيره إلا أنه استدرك عليه في أن القرآن عبارة عن كلام الله ، وقيل أنه رجع إلى السنة في آخر حياته لما كتب كتابه ( الإبانة) إلا أن أتباعه لم يرجعوا عن ذلك ، بل وانحرف الأشعرية كثيرا عن طريقته واختلفوا بعد موته.
وعلى هذا يكون ترتيب مراحل حياته:
ـ الاعتزال (٤٠ سنة)
ـ الأشعرية
ـ أهل السنة والجماعة

اختلف أهل العلم فيه ،فمنهم من قال أنه رجع رجوعا صحيحا لمذهب أهل السنة،ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل الاعتقاد.
إلا أن اتباعه ظلوا على طريقته بل ازدادوا انحرافا حتى عظمت بهم الفتنة فيما بعد.


الفوائد:
· عظم شأن القرآن لأنه كلام الله عزوجل ، فالتفصيل في مسائله يزيد الإيمان به ،فقد كنت أعلم الإيمان بالكتب من أركان الإيمان ، ولم أكن أعلم هذه التفصيلات الكثيرة التي تدل على أهمية العلم والتفصيل فيه، فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

· كثرة تلاوة القرآن من أكثر الأمور المعينة على التدبر والاهتداء بهدي القرآن.

· أن العلم إذا لم يصاحبه عقل ورشد وتوفيق كان وبالا على صاحبه فهذا حسين بن علي الكرابيسي كان واسع العلم ولكنه سقط وكان صاحب فتنة اللفظية.

· الانشغال بغير كتاب الله وسنته من علم الكلام الذي لا ينفع أوقع الأمة في بلاءات كثيرة .

· أهل الأهواء والبدع لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين.

· الرد على أهل البدع بالكتاب والسنة وعدم تعاطي علم الكلام يقي المسلمين فتن كثيرة، ففتنة الوقف واللفظ ظهرت ،لما أراد قوم الرد على المعتزلة والجهمية بالحجج المنطقية والطرق الكلامية.

· إذا ابتلي المرء بالشك فقد وقع في الفتنة.

· الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله كما ضرب لنا الإمام أحمد بن حنبل أروع الأمثلة في ذلك.
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك . ب+

لو اعتنيتِ بالتعريف بفتنة اللفظية ليتبين خطرها لكان أتم .
تم خصم نصف درجة على التأخير .


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 19 جمادى الأولى 1440هـ/25-01-2019م, 10:14 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبا علي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
أن يقال أن القرآن كلام الله ثم يسكت ويتوقف فلايقال هو مخلوق ولا غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن هذا قول محدث، لم يقوله الصحابة والسلف
فلا نقول إنّه مخلوق ولا نقول إنّه غير مخلوق بل نبقى على ما كان عليه السلف:أن القرآن كلام الله ونسكت.
قال أبو داوود: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).
ولو كانت المسألة لم يتكلم فيها بالباطل ويمتحن الناس فيها لكان يسعهم السكوت فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس أهل الباطل فلا بد من التصريح برد باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية حتى لايقعوا في تصديق أهل الباطل
وليس هذا من الخوض المنهي عنه، وقد ظن من وقف من المحدثين أن الكلام في هذه المسألة من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنوا.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه فإن كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة،
وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدثين، ويأمر بهجرهم
لأنّهم يوطئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشككون العامّة في كلام الله،
وإذا أثيرت الشبهة وعمت الفتنة وجب على العلماء التوضيح وازالة اللبس و نفي التشكيك في صفات الله تعالى

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لأن مسألة اللفظ لفظ مجمل مشترك فيها تلبيس بين شيئين وتحتمل عدة أوجه : لأن اللفظ في اللغة يأتي قد يراد به الاسم و قد يراد به المصدر
فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ
والمصدر هو التلفظ.
فمن يقول أن لفظي بالقرآن مخلوق يمكن أراد بقوله: الملفوظ من كلام الله فيكون قوله موافق لقول الجهمية بخلق القرآن
و يمكن أراد بقوله : القراءة والتلفظ وهي من فعل العبد وأفعال العبد مخلوقة فيكون قوله حق
لذلك اختلف الناس في تفسير( لفظي بالقرآن مخلوق) حسب ارادة قائل المقولة ماذا أراد به ومامقصده منها هل مقصده الملفوظ كلام الله ام مقصده التلفظ الذي هو حركات وأصوات العبد
إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره
فهي قول مجمل فيه تلبيس يحتاج لبيان وتوضيح
لذلك وجدت الجهمية فيها ضالتها لأن فيها تلبيس على الأفهام وتوافق مقاصدهم فتستروا باللفظ كما فعلوا بالتستر بالوقف

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
عندما رأى البخاريواللبس في هذه الفتنة واختلاطها على أفهام الناس قرر ان لايتكلم فيها
وعندما توجه في آخر حياته الى خراسان فعلم أن في بلدته بخارى كثرة المخالفين له فذهب الى نيسابور فاحتفل به الناس وتزاحموا عليه فسأله أحدهم مايقول في مسألة القول( لفظي بالقرآن مخلوق) فأجابه أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا
فاتهمه بأنه قال لفظي بالقرآن مخلوق ونقل كلامه لأمير نيسابور الذي كان يحسده على ماعلمه الله فقال هذا مبتدع لايجالس ولايكلم ونهى الناس عن مجالسته فرد عليهم البخاري عليهم : ( من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله) فلم يصدقه وأمر بإخراجه فخرج البخاري من نيسابور الى بخارى
فكتب أمير نيسابور الى أمير بخارى أن محمد بن اسماعيل قال بمقولة لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع فأمره بعدم مجالسته وحنق عليه لأنه طلب منه ان يأتيه بعلومه ليحدثه فرفض البخاري أن يذل العلم فإن أراد أن يسمع الحديث فعليه أن يحضر لمجلسه حيث يحدث الناس
واشتد غيظه عليه عندما طلب منه أن يأتي ليقرأ ويحدث أولاده دون الناس فرفض البخاري وقال أن طلب العلم للجميع لايختص به أحد دون أحد وأنه يبذله للجميع فليحضروا مجلسه مع الناس ،فكفره ونفر عنه الناس وأمرهم بهجره وعدم مجالسته وضيق على من كان يجالسه حتى هجره الناس واتهموه بالكفر وهو صابر محتسب وتركوا حديثه ثم احتال عليه مع بعض أهل العلم وضايقوه وآذوه فدعا عليهم
وعندما اشتد الايذاء دعا ربه ربي قد ضاقت الأرض علي بما رحبت فاقبضني اليك فقبضه الله بعد شهر من دعائه رحمة الله عليه
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: حركاتهم وأصواتهم وكتابتهم من اكتسابهم فهي مخلوقة وأما القرآن المتلو المثبت في المصاحف الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله عزوجل( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
وقال جميع مافي القرآن هو كلام الله وقوله والقول صفة القائل وصفات الله غير مخلوقة والقراءة والحفظ فعل الخلق (فاقرؤوا ماتيسر منه) فالقراءة والحفظ والكتابة فعل الخلق
ومنع البخاري الخوض في المسألة لأنه لم يات بها كتاب ولاسنة وقال ببدعة من قالها

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
أول من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ألف كتابا حط فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج وقوى جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات وحط على بعض التابعين وانتصر للحسن بن صالح
وكان رجلا قد أوتي سعة في العلم وصنف مصنفات كثيرة لكنه وقع في سقطات تدل على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية في تحقيق المصالح ودرء المفاسد
فعرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو فقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فحذر منه الإمام أحمد، ونهى عن الأخذ عنه فبلغ ذلك الكرابيسي فغضب وقال: لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر
فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمة
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله عن الكرابيسي وما أظهر فكلح وجهه ثم أطرق ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم.
قال الله تعالى: " {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، " فممن يسمع؟ إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها. تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب).
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
قول الامام احمد فيمن سأله عمن يفرق بين اللفظ والمحكي فقال : القرآن كلام الله كيف تصرف فهو غير مخلوق وأما أفعالنا فمخلوقة
وقول البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: حركاتهم وأصواتهم وكتابتهم من اكتسابهم فهي مخلوقة وأما القرآن المتلو المثبت في المصاحف الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله عزوجل( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
وقال جميع مافي القرآن هو كلام الله وقوله والقول صفة القائل وصفات الله غير مخلوقة والقراءة والكتابة والحفظ فعل الخلق (فاقرؤوا ماتيسر منه)
ومنع البخاري الخوض في المسألة لأنه لم يات بها كتاب ولاسنة
وقال ببدعة من قال لفظي بالقرآن مخلوق او غير مخلوق
فمن قالها يقصد بها القرآن مخلوق فقد كفر
ومن قالها يقصد بها كسب العبد وصوته وتلفظه وحركاته مخلوقة فقد ابتدع لأنه ليس على العامة دينهم وأوقعه في الوهم والريبة وشابه الجهمية والمعتزلة

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1) تعلم العقيدة الصحيحة فيما يجب اعتقاده بالقرآن وأنه كلام الله حقيقة تكلم به و تعلم مايجب تعلمه في اثبات صفات الله واسمائه واجب على كل مؤمن فهذا أصل من اصول الايمان بالقرآن
2) التعرف على الفتن التي أصابت الأمة وأخذ الدروس والعبر والعظات منها وكيف واجهها العلماء فمنهم نتعلم الصبر والثبات والتمسك بالدين
3) عدم الأخذ بأقوال أهل البدع والأهواء والشبهات و اجتناب مصاحبة أهل الكلام والفلسفة ورد كل شبهة وفتنة الى كلام الله وكلام رسوله وأقوال السلف الصالح
4) ضرورة تعلم الاعتقاد الصحيح ومعرفة الحجج و الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال أهل السنة والجماعة ومعرفة أقوال المخالفين لهم المبتدعين في الدين ومعرفة شبهاتهم وطريقة أهل السنة والجماعة في الرد عليهم
5) أهل الباطل يزخرفون الكلام ويزينونه ليوقعوا الفتن بالأمة ويضلوها عن الصراط المستقيم وللباطل صولة ثم يضمحل ولابد أن يعلو الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
6) دعاء الله والاستعانة به والالتجاء إليه أن يعصمنا من الفتن وأسبابها ماظهر منها ومابطن وأن يلهمنا الرشد والصواب في الأقوال والأفعال وأن لا نكون سببا في إضلال غيرنا
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 19 جمادى الأولى 1440هـ/25-01-2019م, 10:18 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة زعيمة مشاهدة المشاركة
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟
أن يقال القرآن كلام الله ويتوقف فلا يقال مخلوق ولا غير مخلوق
وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
قالوا أنها مسألة حديثة ولم يسبق للسلف أن تكلموا فيها فنحن لا نتكلم فيما لم يتكلم فيه السلف بل متوقف
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ متوقفة على مراد القائل ، فإن قصد القائل أن اللفظ هو الكلام المتلو فهو يعني بذلك أن كلام الله مخلوق وقد أخطأ في ذلك وإن قصد أن التلاوة من حيث كونها فعل العباد وأن اللفظ ليس هو الملفوظ والقول ليس هو المقول وإنما فقط الحركة بالفم فهذا صحيح
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله
سبب محنة الإمام البخارى أنه لما رحل إلى نيسابور، وأقام فيها وحفي .به من العديد من العلماء‘ فإنه كان فيهم من حسده ‘ فامتحن في مسألة اللفظ وكان يؤثر ألا يتكلم في هذه المسألة لأنها مسألة مشؤومة فنقل كلامه على غير الوجه الصحيح إلى قاضي نيسابور فأمر ألا يحضر مجلسه أحد
؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
أما موقفه فقد كان يقول أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ولكن أفعال العباد مخلوقة
وكان ممن منع الكلام في اللفظ مطلقا وبدع الفريقين؛ من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق؛ وشدد على من قال باللفظ .

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
هي فتنة أشعل فتيلها حسين بن علي الكرابيسي فلما كان كثير الضلال وحذر منه الإمام أحمد قال لأقولن كلمة إن قال بخلافها الإمام أحمد لإإنه يكفر فأوقع الناس في مزيد لبس لم يكونو بحاجة إليه ولا لمزيد فتنة فقال القرآن كلام الله ولكن لفظي به مخلوق ومن قال خلاف ذلك فقد كفر فرد عليه الإمام أحمد بأنه هو الكافر والقرآن كلام الله من كل الجهات
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
الإمام أحمد والإمام البخاري بينا الحق ولم يسكتا عليه وتحملا الفتن والاضطهاد ولم يرضيا بأن تفتن الأمة بعدهما لأانهما لو سكتا لكان أجرأ لآهل الباطل أن ينتفشوا ويذهبوا بدين العامة لكن الإمام أحمد بين أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق ووقف كالجدار أمام القائلين على الله بغير الحق وهجر أهل البدع والساكتين على الحق وبين للناس الحق وكذلك الإمام البخاري أظهر للناس أن افعال العباد مخلوقة في حين كلام الله ليس بمخلوق وبالتالي أسكتوا أهل الضلال
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
من خلال دراستك لفتنة خلق القرآن، بيّن ما يستفاد من هذه المحنة
ثبات العلماء على الحق رغم الأذى الذي يلحق بهم
وجوب تبيين الحق وألا يتوقف فيما قد يضر بعقيدة المسلمين
القرآن كلام الله وصفة من صفاته ولا يجب السكوت عن الحق او التوقف فيه
علينا أن نؤمن بما أقره الشرع وكان عليه النبي وأصحابه وألا نحدث بعدهم
أن الله سبحانه وتعالى ينصر أولياءه الذين يدافعون عن كلامه وليس لهم همّ إلا أن يظهر الحق
أهل الفتن موجودون في كل زمان ومكان يحاولون زلزلة الحق ولكن الله يثبت من يشاء من عباده لقول الحق
إذا كان السلطان هو من يساند الباطل فإن الباطل يتقوى بعض الوقت ثم يعلي الله كلمته ويدحض الباطل وأهله
إجابة الله لدعاء الصالحين من عبادهخاصة وهم في محنتهم
أن الله قد يثبت أولياءه بكلمة قد يلقيها إليه إشارة من أضعف خلقه كما ثبت الإمام أحمد من طرف السجين
أغلب من يتأول القرآن بغير دليل يشذ في حكمه ويأتي بالعجائب كما فعل الفرق الضالة
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب+
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 20 جمادى الأولى 1440هـ/26-01-2019م, 09:23 PM
إيمان علي محمود إيمان علي محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 123
افتراضي

المجموعة الثانية
إجابة السؤال الأول
الواقعة هم الذين يقولون القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو :
أن القول بخلق القرآن قول محدث ، ولذلك رأوا أن لا يقولوا إنه مخلوق ولا غير مخلوق ويعملوا على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن ، من قول : القرآن كلام الله...ونسكت
فهم قد ظنوا أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي عنه ، وقد كفره بعضهم الكلام إلا فيما تحته عمل ، أما الكلام في الله فقد حبوا السكوت فيه


إجابة السؤال الثاني
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل ودخول التأول فيها
فالذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم السنة :
قصدوا أن التلاوة هي القول المقترن بالحركة وهي الكلام المتلو
وآخرون قالوا : بل التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء :
قصدوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله ، و لا أصوات العباد هي صوت الله ، وهذا الذي قصده البخاري وهو مقصد صحيح
وسبب ذلك أن اللفظ : التلاوة والقراءة
واللفظ مجمل مشترك يراد به المصدر ويراد به الاسم ( المفعول )
فمن قال اللفظ بالقرآن أو القراءة أو التلاوة مخلوقة أو لفظي بالقرآن أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو وذلك كلام الله
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحا ، ولكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره


إجابة السؤال الثالث
لما توجه البخاري إلى خراسان في آخر حياته وهو في الثانية والستين من عمره ، زج.في بلده كثرة المخالفين له ، فعزم على الإقامة في نيسابور ، فاحتفلوا بمقدمه احتفالا بالغا خرج إليه العلماء والوجهاء والعامة مسيرة ليلتين أو ثلاث يستقبلونه
وكان ممن احتفى بمقدمه قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهبي من كبار المحدثين ، فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوه من إقبال الناس إليه ، فقال لأصحاب الحديث إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس
فقام رجل إلى البخاري وسأله عن قوله في اللفظ بالقرآن ، فأعرض عنه البخاري مرارا ، ولما لح عليه رد قائلا: القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة والإمتحان بدعة
فشغّب الرجل وشغب الناس ونقلت مقالته إلى محمد بن يحيى فاتهمه بالبدعة وأمر بهجره ، وأوذي البخاري رحمه الله وبركاته في هذه المحنة كثيرا حتى كفره بعضهم وهو صابر محتسب ثابت على قول الحق مجتنب للألفاظ الملتبسة
فأقام البخاري فيها مدة ثم خرج إلى بخاري ، ولما قدم إلى بخاري ، نُصب له القباب واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير
فكتب محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخاري : إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخاري ، فقالوا : لا نفارقه ، فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج ،وقد كان الأمير خالد بعث إليه من قبل ليقرأ الجامع والتاريخ عليه وعلى أبناءه في منزل الأمير ، فأبى البخاري قائلا :
لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس ، وطلب إليه إن أراد أن يحضره مسجده أو داره أو يمنعه من المجلس ، فكان هذا سبب الوحشة بينهما ، فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم في بخاري حتى تكلموا في مذهبه ونفاه من البلد
فلما أُخرج من بخاري توجه إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند ، وكان له فيها أقرباء فنزل عندهم
ولقد أكثروا التأليب عليه واشتدوا في أذيته ونحلوه أقوالا شنيعة لم يتفوه بها وكذبوا عليه في ذلك ، حتى قبضه الله في خرتنك ودفن في مدينة سمر نقد

موقف البخاري من مسألة اللفظ:
أنه لما رأى الإمام أحمد وما ناله في هذه المسألة المشؤومة من الأذى ، جعل على نفسه عهدا أن لا يتكلم فيها ونأى عن الحديث عنها لإلتباسها ودقة أفهام الناس فيها ولأن الأذى فيها كثير ، فسئل عنها فوقف فيها، فلما وقف واحتج بأن أفعال العباد مخلوقة واستدل لذلك فهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ ، فتكلم فيه وأخذه بلازم قوله هو ، وقدر الله تعالى أن يبتلى بها


إجابة السؤال الرابع
كان أول من أشعل فتنة اللفظية هو حسين بن علي الكرابيسي سنة ٢٣٤ ، وكان قد أوتي سعة في العلم وكان له أصحاب وأتباع وتمكن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام العلماء والأرتفاع عليهم
ومن ذلك أنه ألّف كتابا حط فيه على بعض الصحابة وزعم أن ابن الزبير من الخوارج ، وأدرج فيه ما يقوي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات ، وحط على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره ، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف
وعرض كتابه على الإمام أحمد لعاب عليه وحذر منه ونهى عن الأخذ عنه ، وبلغ ذلك الكرابيسي فغضب وتنمر وقال :
لأقولنّ مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر فقال : لفظي بالقرآن مخلوق
وهذه الكلمة أثارت فتنة عظيمة على الأمة


إجابة السؤال الخامس
قال الإمام أحمد: القرآن كيف تصرف في أقواله وأفعاله فغير مخلوق ، فأما أفعالنا فمخلوقة ، وقد منع الإمام أحمد من الخوض في المسألة من الطرفين إذ كل واحد من إطلاق اللفظية وعدمها على اللفظ موهم ولم يأت به كتاب ولا سنة
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد:
حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "
وقال : جميع القرآن هو قوله تعالى والقول صفة القائل موصوف به ، فالقرآن قول الله عز وجل ، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله : " فاقرءوا ما تيسر منه " والقراءة فعل الخلق



إجابة السؤال السادس
١) أن ذو المقاصد الدنيئة يعامل بنقيض قصده
٢) أن الرجل الصالح يوفق لإصابة الحق
٣) قبول الحق من قائله وعدم إتباع الهوى
٤) التمسك بالكتاب والسنة سبيل النجاة
٥) الثبات على الحق ونصرة دين الله
٦) التسلح بالعلم الشرعي وعدم إتباع طرائق أهل البدع

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 25 جمادى الأولى 1440هـ/31-01-2019م, 05:16 PM
جيهان بودي جيهان بودي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 171
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج1: الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله، ويقفون فلا يقولون مخلوق أو غير مخلوق وهم ثلاثة أصناف يختلف حكم كل صنف منهم بحسب حاله وما يعتقد:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق، وأهل هذا الصنف جهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة، وكان أقرب إلى التزام قولهم، ولذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم. ومن رؤوس هذه الطائفة: ابن الثلجي في بغداد وأحمد بن المعذل العبدي في البصرة وعلامة هذا الصنف تعاطي علم الكلام .
الصنف الثاني: الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة. وهؤلاء لما سئل عنهم الإمام أحمد بن حنبل قال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم). وقال في الصنف الأول: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف. وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق،
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله، ونسكت. وقد كان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله،
ونفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة في ذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه.
وخلاصة القول: _من وقف مستترا بالوقف عن التصريح باعتقاده أن القرآن مخلوق كفر.
_ ومن وقف شكا أو جهلا من العامة يبين له الأمر فإن أصر كفر.
_ ومن وقف من أهل الحديث تحرجا من الخوض في المسألة وبقاء على القول الأول قبل ظهور هذه الفتنة أخطأ لأن الواجب على العلماء بعد ظهور هذه الفتنة بيان الحق فيها ونفي القول بخلق القرآن.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
ج2: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً في مسألة اللفظ كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل، وهذه المواقف بيانها كالتالي:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف، وأول من قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) هو الكرابيسي
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري ، رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق)
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة،
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة، وهؤلاء يقولون إن القرآن غير مخلوق وإن أفعال العباد مخلوقة، لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. ومن هؤلاء: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى. وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن، وهؤلاء يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين؛ على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك)
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج3: أراد ابن كلاب الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، فخرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال. وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته. منهم أحمد بن حنبل، وابن خزيمة..

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
ج4: عندما ظهرت فتنة القول بخلق القرآن، وجب على العلماء التصريح بنفي هذا القول، وأيضا حينما ظهرت فتنة الوقف، أنكر أهل العلم على الواقفة وقفهم وعدم تصريحهم بنفي الخلق عن القرآن، ولكن لما ظهرت فتنة اللفظية، أنكر أهل العلم على من قال:(لفظي بالقرآن مخلوق)، وأيضا على من نفى ذلك وقال (لفظي بالقرآن غير مخلوق)؛ والسبب اختلاف الأفهام في تأويل العبارتين وهنا مكمن الخطر، فكلمة لفظي تطلق ويقصد بها الفعل؛ أي نطقي، وتطلق ويقصد بها المفعول ؛أي الملفوظ. فإذا قال القائل لفظي بالقرآن مخلوق فلا ندري هل يقصد فعل القراءة مخلوق؟ أم المقروء(القرآن)، وأيضا إذا قال بالنفي يقع نفس اللبس. ومعلوم أن أفعال العباد مخلوقة أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق. لذا وجب الامتناع عن القول بخلق اللفظ بالقرآن سواء كان نفيا أم إثباتا. ومن هنا كان تبديع العلماء للطرفين كليهما.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج5: سبب شهرة أبي الحسن الأشعري أنه كان معتزليا ولما تبين له فساد منهجهم تاب عن الاعتزال، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل. ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث، إلا أن رجوعه كان رجوعا عاما مجملا إلى قول أهل السنة، وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها. لذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد. وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
وهذه بعض النقول من أقوال العلماء ومواقفهم من الأشعري ومن كان على منهجه:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمّد البربهاري: (ت:328هـ): ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته
وفي القرن الخامس ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) في الردّ على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنّة والذبّ عنها.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
ج6: بعض الفوائد التي فزت بها من دراسة دورة "مسائل الإيمان بالقرآن":
1_ أصبح لدي علم يقيني بما يجب علي من الاعتقاد في القرآن وفي كلام الله جل وعلا ، ومايجب إثباته ومايلزم نفيه.
2_ تكونت لدي معرفة لابأس بها بأقوال أهل البدع في القرآن وفي كلام الله عز وجل، وهذه المعرفة تعطيني نوعا من الحصانةـ_بعد الدعاء بالثبات_ ضد بعض الشبهات التي يثيرها أهل الباطل في زماننا فأكثر هذه الشبهات ماهي إلا إعادة إنتاج لبضاعة أسلافهم.
3_ تكون لدي رصيد معرفي يعتبر نقطة انطلاق للدعوة إلى الله بتعريف الخلق بصفاته، والتي منها كلامه الذي نزل به جبريل على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم ليكون نورا وهدى للعالمين.
4_ أستطيع التمييز بين أقوال أهل البدع المختلفة ودرجة مخالفتها للحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كنت أحتاج إلى مزيد بحث.
وقد خرجت من الدورة بعدة قناعات منها:
1_أن الوسائل لها حكم الغايات فلا يتوصل إلى الانتصار للحق إلا بوسيلة مشروعة من حاول الانتصار للحق بعلم الكلام ضل.
2_ أن في كتاب الله وسنة نبيه غنية عن كتب المتفلسفة والمناطقة.
3_ أن من قل نصيبه من العلم الشرعي فهو جاهل مهما تبحر في غيرها من العلوم فلا يتصدر للكلام في الدين خاصة العقيدة ، فإن فعل فإنه ساقط لا محالة.
4_زخرف القول والالتفاف على الحق مما ينطلي على العامة فيقع الكثير منهم في الشبهات.
5_الإعجاب بالرأي والحسد لأهل العلم الأثبات يفتح على صاحبه باب للفتن لا يسد فيضل ويُضل.

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 25 جمادى الأولى 1440هـ/31-01-2019م, 05:21 PM
جيهان بودي جيهان بودي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 171
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج1: الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله، ويقفون فلا يقولون مخلوق أو غير مخلوق وهم ثلاثة أصناف يختلف حكم كل صنف منهم بحسب حاله وما يعتقد:
الصنف الأول:طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق، وأهل هذا الصنف جهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة، وكان أقرب إلى التزام قولهم، ولذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهموالتحذير منهم. ومن رؤوس هذه الطائفة: ابن الثلجي في بغداد وأحمد بن المعذل العبدي في البصرة وعلامة هذا الصنف تعاطي علم الكلام .
الصنف الثاني:الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة. وهؤلاء لما سئل عنهم الإمام أحمد بن حنبل قال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم). وقال في الصنف الأول: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف. وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق،
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله، ونسكت.وقد كان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله،
ونفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة في ذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه.
وخلاصة القول: _من وقف مستترا بالوقف عن التصريح باعتقاده أن القرآن مخلوق كفر.
_ ومن وقف شكا أو جهلا من العامة يبين له الأمر فإن أصر كفر.
_ ومن وقف من أهل الحديث تحرجا من الخوض في المسألة وبقاء على القول الأول قبل ظهور هذه الفتنة أخطأ لأن الواجب على العلماء بعد ظهور هذه الفتنة بيان الحق فيها ونفي القول بخلق القرآن.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
ج2: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً في مسألة اللفظ كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل، وهذه المواقف بيانها كالتالي:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف، وأول من قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) هو الكرابيسي
الموقف الثاني:موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري ، رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق)
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة،
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة،وهؤلاءيقولون إن القرآن غير مخلوقوإن أفعال العباد مخلوقة، لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. ومن هؤلاء: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى. وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن، وهؤلاء يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين؛ على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك)
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج3: أراد ابن كلاب الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، فخرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال. وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته. منهم أحمد بن حنبل، وابن خزيمة..

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
ج4: عندما ظهرت فتنة القول بخلق القرآن، وجب على العلماء التصريح بنفي هذا القول، وأيضا حينما ظهرت فتنة الوقف، أنكر أهل العلم على الواقفة وقفهم وعدم تصريحهم بنفي الخلق عن القرآن، ولكن لما ظهرت فتنة اللفظية، أنكر أهل العلم على من قال:(لفظي بالقرآن مخلوق)، وأيضا على من نفى ذلك وقال (لفظي بالقرآن غير مخلوق)؛ والسبب اختلاف الأفهام في تأويل العبارتين وهنا مكمن الخطر، فكلمة لفظي تطلق ويقصد بها الفعل؛ أي نطقي، وتطلق ويقصد بها المفعول ؛أي الملفوظ. فإذا قال القائل لفظي بالقرآن مخلوق فلا ندري هل يقصد فعل القراءة مخلوق؟ أم المقروء(القرآن)، وأيضا إذا قال بالنفي يقع نفس اللبس. ومعلوم أن أفعال العباد مخلوقة أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق. لذا وجب الامتناع عن القول بخلق اللفظ بالقرآن سواء كان نفيا أم إثباتا. ومن هنا كان تبديع العلماء للطرفين كليهما.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج5:سبب شهرة أبي الحسن الأشعري أنه كان معتزليا ولما تبين له فساد منهجهم تاب عن الاعتزال، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل. ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث، إلا أن
رجوعه كان رجوعا عاما مجملا إلى قول أهل السنة، وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها. لذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد. وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
وهذه بعض النقول من أقوال العلماء ومواقفهم من الأشعري ومن كان على منهجه:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمّد البربهاري: (ت:328هـ): ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته
وفي القرن الخامس ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) في الردّ على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنّة والذبّ عنها.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
ج6: بعض الفوائد التي فزت بها من دراسة دورة "مسائل الإيمان بالقرآن":
1_ أصبح لدي علم يقيني بما يجب علي من الاعتقاد في القرآن وفي كلام الله جل وعلا ، ومايجب إثباته ومايلزم نفيه.
2_ تكونت لدي معرفة لابأس بها بأقوال أهل البدع في القرآن وفي كلام الله عز وجل، وهذه المعرفة تعطيني نوعا من الحصانةـ_بعد الدعاء بالثبات_ ضد بعض الشبهات التي يثيرها أهل الباطل في زماننا فأكثر هذه الشبهات ماهي إلا إعادة إنتاج لبضاعة أسلافهم.
3_ تكون لدي رصيد معرفي يعتبر نقطة انطلاق للدعوة إلى الله بتعريف الخلق بصفاته، والتي منها كلامه الذي نزل به جبريل على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم ليكون نورا وهدى للعالمين.
4_ أستطيع التمييز بين أقوال أهل البدع المختلفة ودرجة مخالفتها للحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كنت أحتاج إلى مزيد بحث.
وقد خرجت من الدورة بعدة قناعات منها:
1_أن الوسائل لها حكم الغايات فلا يتوصل إلى الانتصار للحق إلا بوسيلة مشروعة من حاول الانتصار للحق بعلم الكلام ضل.
2_ أن في كتاب الله وسنة نبيه غنية عن كتب المتفلسفة والمناطقة.
3_ أن من قل نصيبه من العلم الشرعي فهو جاهل مهما تبحر في غيرها من العلوم فلا يتصدر للكلام في الدين خاصة العقيدة ، فإن فعل فإنه ساقط لا محالة.
4_زخرف القول والالتفاف على الحق مما ينطلي على العامة فيقع الكثير منهم في الشبهات.
5_الإعجاب بالرأي والحسد لأهل العلم الأثبات يفتح على صاحبه باب للفتن لا يسد فيضل ويُضل.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 11:31 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان علي محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية
إجابة السؤال الأول
الواقعة هم الذين يقولون القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو :
أن القول بخلق القرآن قول محدث ، ولذلك رأوا أن لا يقولوا إنه مخلوق ولا غير مخلوق ويعملوا على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن ، من قول : القرآن كلام الله...ونسكت
فهم قد ظنوا أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي عنه ، وقد كفره بعضهم الكلام إلا فيما تحته عمل ، أما الكلام في الله فقد حبوا السكوت فيه


إجابة السؤال الثاني
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل ودخول التأول فيها
فالذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم السنة :
قصدوا أن التلاوة هي القول المقترن بالحركة وهي الكلام المتلو
وآخرون قالوا : بل التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء :
قصدوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله ، و لا أصوات العباد هي صوت الله ، وهذا الذي قصده البخاري وهو مقصد صحيح ولكن نبين أن البخاري لم يقل باللفظ مطلقا بل كان ممن منع الكلام فيه وبدّع الفريقين من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق، وشدد على من قال لفظي بالقرآن مخلوق .
وسبب ذلك أن اللفظ : التلاوة والقراءة
واللفظ مجمل مشترك يراد به المصدر ويراد به الاسم ( المفعول )
فمن قال اللفظ بالقرآن أو القراءة أو التلاوة مخلوقة أو لفظي بالقرآن أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو وذلك كلام الله
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحا ، ولكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره


إجابة السؤال الثالث
لما توجه البخاري إلى خراسان في آخر حياته وهو في الثانية والستين من عمره ، زج.في بلده كثرة المخالفين له ، فعزم على الإقامة في نيسابور ، فاحتفلوا بمقدمه احتفالا بالغا خرج إليه العلماء والوجهاء والعامة مسيرة ليلتين أو ثلاث يستقبلونه
وكان ممن احتفى بمقدمه قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهبي من كبار المحدثين ، فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوه من إقبال الناس إليه ، فقال لأصحاب الحديث إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس
فقام رجل إلى البخاري وسأله عن قوله في اللفظ بالقرآن ، فأعرض عنه البخاري مرارا ، ولما لح عليه رد قائلا: القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة والإمتحان بدعة
فشغّب الرجل وشغب الناس ونقلت مقالته إلى محمد بن يحيى فاتهمه بالبدعة وأمر بهجره ، وأوذي البخاري رحمه الله وبركاته في هذه المحنة كثيرا حتى كفره بعضهم وهو صابر محتسب ثابت على قول الحق مجتنب للألفاظ الملتبسة
فأقام البخاري فيها مدة ثم خرج إلى بخاري ، ولما قدم إلى بخاري ، نُصب له القباب واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير
فكتب محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخاري : إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخاري ، فقالوا : لا نفارقه ، فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج ،وقد كان الأمير خالد بعث إليه من قبل ليقرأ الجامع والتاريخ عليه وعلى أبناءه في منزل الأمير ، فأبى البخاري قائلا :
لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس ، وطلب إليه إن أراد أن يحضره مسجده أو داره أو يمنعه من المجلس ، فكان هذا سبب الوحشة بينهما ، فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم في بخاري حتى تكلموا في مذهبه ونفاه من البلد
فلما أُخرج من بخاري توجه إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند ، وكان له فيها أقرباء فنزل عندهم
ولقد أكثروا التأليب عليه واشتدوا في أذيته ونحلوه أقوالا شنيعة لم يتفوه بها وكذبوا عليه في ذلك ، حتى قبضه الله في خرتنك ودفن في مدينة سمر نقد

موقف البخاري من مسألة اللفظ:
أنه لما رأى الإمام أحمد وما ناله في هذه المسألة المشؤومة من الأذى ، جعل على نفسه عهدا أن لا يتكلم فيها ونأى عن الحديث عنها لإلتباسها ودقة أفهام الناس فيها ولأن الأذى فيها كثير ، فسئل عنها فوقف فيها، فلما وقف واحتج بأن أفعال العباد مخلوقة واستدل لذلك فهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ ، فتكلم فيه وأخذه بلازم قوله هو ، وقدر الله تعالى أن يبتلى بها
ينظر في التعليق أعلاه .

إجابة السؤال الرابع
كان أول من أشعل فتنة اللفظية هو حسين بن علي الكرابيسي سنة ٢٣٤ ، وكان قد أوتي سعة في العلم وكان له أصحاب وأتباع وتمكن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام العلماء والأرتفاع عليهم
ومن ذلك أنه ألّف كتابا حط فيه على بعض الصحابة وزعم أن ابن الزبير من الخوارج ، وأدرج فيه ما يقوي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات ، وحط على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره ، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف
وعرض كتابه على الإمام أحمد لعاب عليه وحذر منه ونهى عن الأخذ عنه ، وبلغ ذلك الكرابيسي فغضب وتنمر وقال :
لأقولنّ مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر فقال : لفظي بالقرآن مخلوق
وهذه الكلمة أثارت فتنة عظيمة على الأمة


إجابة السؤال الخامس
قال الإمام أحمد: القرآن كيف تصرف في أقواله وأفعاله فغير مخلوق ، فأما أفعالنا فمخلوقة ، وقد منع الإمام أحمد من الخوض في المسألة من الطرفين إذ كل واحد من إطلاق اللفظية وعدمها على اللفظ موهم ولم يأت به كتاب ولا سنة
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد:
حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "
وقال : جميع القرآن هو قوله تعالى والقول صفة القائل موصوف به ، فالقرآن قول الله عز وجل ، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله : " فاقرءوا ما تيسر منه " والقراءة فعل الخلق



إجابة السؤال السادس
١) أن ذو المقاصد الدنيئة يعامل بنقيض قصده
٢) أن الرجل الصالح يوفق لإصابة الحق
٣) قبول الحق من قائله وعدم إتباع الهوى
٤) التمسك بالكتاب والسنة سبيل النجاة
٥) الثبات على الحق ونصرة دين الله
٦) التسلح بالعلم الشرعي وعدم إتباع طرائق أهل البدع
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب+
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 11:35 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيهان بودي مشاهدة المشاركة
*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج1: الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله، ويقفون فلا يقولون مخلوق أو غير مخلوق وهم ثلاثة أصناف يختلف حكم كل صنف منهم بحسب حاله وما يعتقد:
الصنف الأول:طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق، وأهل هذا الصنف جهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة، وكان أقرب إلى التزام قولهم، ولذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهموالتحذير منهم. ومن رؤوس هذه الطائفة: ابن الثلجي في بغداد وأحمد بن المعذل العبدي في البصرة وعلامة هذا الصنف تعاطي علم الكلام .
الصنف الثاني:الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة. وهؤلاء لما سئل عنهم الإمام أحمد بن حنبل قال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم). وقال في الصنف الأول: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف. وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق،
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله، ونسكت.وقد كان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله،
ونفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة في ذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه.
وخلاصة القول: _من وقف مستترا بالوقف عن التصريح باعتقاده أن القرآن مخلوق كفر.
_ ومن وقف شكا أو جهلا من العامة يبين له الأمر فإن أصر كفر.
_ ومن وقف من أهل الحديث تحرجا من الخوض في المسألة وبقاء على القول الأول قبل ظهور هذه الفتنة أخطأ لأن الواجب على العلماء بعد ظهور هذه الفتنة بيان الحق فيها ونفي القول بخلق القرآن.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
ج2: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً في مسألة اللفظ كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل، وهذه المواقف بيانها كالتالي:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف، وأول من قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) هو الكرابيسي
الموقف الثاني:موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري ، رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق)
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة،
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة،وهؤلاءيقولون إن القرآن غير مخلوقوإن أفعال العباد مخلوقة، لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. ومن هؤلاء: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى. وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن، وهؤلاء يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين؛ على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك)
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج3: أراد ابن كلاب الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، فخرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال. وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته. منهم أحمد بن حنبل، وابن خزيمة..

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
ج4: عندما ظهرت فتنة القول بخلق القرآن، وجب على العلماء التصريح بنفي هذا القول، وأيضا حينما ظهرت فتنة الوقف، أنكر أهل العلم على الواقفة وقفهم وعدم تصريحهم بنفي الخلق عن القرآن، ولكن لما ظهرت فتنة اللفظية، أنكر أهل العلم على من قال:(لفظي بالقرآن مخلوق)، وأيضا على من نفى ذلك وقال (لفظي بالقرآن غير مخلوق)؛ والسبب اختلاف الأفهام في تأويل العبارتين وهنا مكمن الخطر، فكلمة لفظي تطلق ويقصد بها الفعل؛ أي نطقي، وتطلق ويقصد بها المفعول ؛أي الملفوظ. فإذا قال القائل لفظي بالقرآن مخلوق فلا ندري هل يقصد فعل القراءة مخلوق؟ أم المقروء(القرآن)، وأيضا إذا قال بالنفي يقع نفس اللبس. ومعلوم أن أفعال العباد مخلوقة أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق. لذا وجب الامتناع عن القول بخلق اللفظ بالقرآن سواء كان نفيا أم إثباتا. ومن هنا كان تبديع العلماء للطرفين كليهما.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج5:سبب شهرة أبي الحسن الأشعري أنه كان معتزليا ولما تبين له فساد منهجهم تاب عن الاعتزال، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل. ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث، إلا أن
رجوعه كان رجوعا عاما مجملا إلى قول أهل السنة، وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها. لذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد. وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
وهذه بعض النقول من أقوال العلماء ومواقفهم من الأشعري ومن كان على منهجه:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمّد البربهاري: (ت:328هـ): ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته
وفي القرن الخامس ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) في الردّ على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنّة والذبّ عنها.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
ج6: بعض الفوائد التي فزت بها من دراسة دورة "مسائل الإيمان بالقرآن":
1_ أصبح لدي علم يقيني بما يجب علي من الاعتقاد في القرآن وفي كلام الله جل وعلا ، ومايجب إثباته ومايلزم نفيه.
2_ تكونت لدي معرفة لابأس بها بأقوال أهل البدع في القرآن وفي كلام الله عز وجل، وهذه المعرفة تعطيني نوعا من الحصانةـ_بعد الدعاء بالثبات_ ضد بعض الشبهات التي يثيرها أهل الباطل في زماننا فأكثر هذه الشبهات ماهي إلا إعادة إنتاج لبضاعة أسلافهم.
3_ تكون لدي رصيد معرفي يعتبر نقطة انطلاق للدعوة إلى الله بتعريف الخلق بصفاته، والتي منها كلامه الذي نزل به جبريل على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم ليكون نورا وهدى للعالمين.
4_ أستطيع التمييز بين أقوال أهل البدع المختلفة ودرجة مخالفتها للحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كنت أحتاج إلى مزيد بحث.
وقد خرجت من الدورة بعدة قناعات منها:
1_أن الوسائل لها حكم الغايات فلا يتوصل إلى الانتصار للحق إلا بوسيلة مشروعة من حاول الانتصار للحق بعلم الكلام ضل.
2_ أن في كتاب الله وسنة نبيه غنية عن كتب المتفلسفة والمناطقة.
3_ أن من قل نصيبه من العلم الشرعي فهو جاهل مهما تبحر في غيرها من العلوم فلا يتصدر للكلام في الدين خاصة العقيدة ، فإن فعل فإنه ساقط لا محالة.
4_زخرف القول والالتفاف على الحق مما ينطلي على العامة فيقع الكثير منهم في الشبهات.
5_الإعجاب بالرأي والحسد لأهل العلم الأثبات يفتح على صاحبه باب للفتن لا يسد فيضل ويُضل.
ممتازة جدا بارك الله فيك وزادك من فضله أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 8 جمادى الآخرة 1440هـ/13-02-2019م, 01:45 AM
نشأة محمود نشأة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 62
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
وهم ثلاثة أقسام..
1.بعض الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن
واشتدّ إنكار الإمام أحمد عليهم ووردت روايات في تكفيرهم والتحذير منهم.

2. الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب

3.بعض أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، أخطأوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت
وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.


س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.


1. موقف الجهمية المتستّرة باللفظ
وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ
لأنه أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّه أقرب إلى قبول الناس له ؛ فإذا قبلوه كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وقد حذر منهم الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وسماهم الجهمية.

2.موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية
وعلى رأسهم الشرّاك زعيمهم الذي قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يماثل قول الجهمية

3. موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري زعيم الظاهرية
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فقال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).فقال عن فتنة اللفظ (لفظي بالقرآن مخلوق).فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.

4. موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛
وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.

5.موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، أخطأوا في استعمال هذه العبارة.

وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل.

وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.


س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

خطرها أنها كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.
لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق.
فتستّروا باللفظ؛
ولذلك قال الإمام أحمد: (افترقت الجهمية على ثلاث فرق:
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت.
وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق).
فالفرقة الأولى هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.
والفرقة الثانية هم الذين سُمّوا بالواقفة.
والفرقة الثالثة هم اللفظية.
وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة



.س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

إن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان معتزلياً في شبابه وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ثم تبيّن له فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم.
فأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة،
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛
فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث.


س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

1.التمسك بهدي السلف
2. سؤال الله الثبات عند الفتن
3.معرفة الباطل يفيد في التمسك بالحق
4.معرفة خطر الشبهات على الأمة
5.تعليم الاجيال الجديدة الدين ليستطيعوا مواجهة اصحاب الفكر الضلال والبدع والشبهات
6.نشر الحق لمواجهة الباطل

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 8 جمادى الآخرة 1440هـ/13-02-2019م, 02:05 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نشأة محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
وهم ثلاثة أقسام..
1.بعض الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن
واشتدّ إنكار الإمام أحمد عليهم ووردت روايات في تكفيرهم والتحذير منهم.

2. الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب
والشاكّ عن جهل يبين له فإن أصرّ حُكم بكفره .
3.بعض أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، أخطأوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت
وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.


س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.


1. موقف الجهمية المتستّرة باللفظ
وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ
لأنه أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّه أقرب إلى قبول الناس له ؛ فإذا قبلوه كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وقد حذر منهم الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وسماهم الجهمية.

2.موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية
وعلى رأسهم الشرّاك زعيمهم الذي قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يماثل قول الجهمية

3. موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري زعيم الظاهرية
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فقال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).فقال عن فتنة اللفظ (لفظي بالقرآن مخلوق).فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.

4. موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛
وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.

5.موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، أخطأوا في استعمال هذه العبارة.

وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
فاتك ذكر بقية المواقف .

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل.

وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.


س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

خطرها أنها كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.
لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق.
فتستّروا باللفظ؛
ولذلك قال الإمام أحمد: (افترقت الجهمية على ثلاث فرق:
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت.
وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق).
فالفرقة الأولى هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.
والفرقة الثانية هم الذين سُمّوا بالواقفة.
والفرقة الثالثة هم اللفظية.
وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة



.س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

إن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان معتزلياً في شبابه وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ثم تبيّن له فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم.
فأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة،
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛
فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث.


س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

1.التمسك بهدي السلف
2. سؤال الله الثبات عند الفتن
3.معرفة الباطل يفيد في التمسك بالحق
4.معرفة خطر الشبهات على الأمة
5.تعليم الاجيال الجديدة الدين ليستطيعوا مواجهة اصحاب الفكر الضلال والبدع والشبهات
6.نشر الحق لمواجهة الباطل
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir