دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 04:58 PM
سمية بنت عبد الرحمن سمية بنت عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 46
افتراضي

✨المجموعة الخامسة✨

ج1 :-
الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم} :-
تنوعت تعدية فعل الهداية في القرآن واختلف العلماء والمفسرون في دلائل هذا التنويع
ففي هذه الآية ، هو معنى جامع لمعاني الهداية كلها الدلالة والتوفيق والإلهام والتهيئة ، (يقول ابن القيم رحمه الله : القائل إذا قال {اهدنا الصراط المستقيم} هو طالب من الله أن يعرفه إياه ويبينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه ، فيجعل في قلبه علمه وإرادته والقدرة عليه ، فجردالفعل من الحرف وأتى به معدى بنفسه ليتضمن هذا المراتب كلها ، فلو أنه عدى بحرف لتعين معناه وتخصص بحسب معنى الحرف الذي تعدى به) انتهى كلامه رحمه الله.



ج2 :-
فائدة وصف الصراط بأنه مستقيم:-
تأكيداً لإستقامته وانتفاء العوج عنه، يقول الله تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}
ويفيد هذا الوصف بأن هذا الصراط صوابٌ كله لا خطأ فيه ولاضلال ومن هدي إليه فقد هدي للحق والدين القيم ؛ يقول ابن جرير رحمه الله :(وإنما وصفه الله بالاستقامة، لأنه صوابٌ كله لا خطأ فيه).



ج3 :-
المراد بالإنعام في قوله تعالى ( الذين أنعمت عليهم) :-
الإنعام معنيين ( معنى خاص وهو إنعام منةٍ وإجتباء ، ومعنى عام وهو إنعام فتنةٍ وابتلاء)
فالإنعام في هذه الآية إنعامٌ خاص بالهداية والتوفيق والإلهام والاجتباء والإعانة وصرف المعوقات والإبعاد عن كيد الشيطان وشره وعن الفتن وشر النفس والهوى فهو إنعام شاملٌ لأسباب الهداية وأحوالها وثمراتها ، فالعبد محتاج لإنعام يعرفه سبيل الهدى ويبصره به ويعينه على اتباعه ويصرف عنه المعوقات والقواطع ويثبته ويؤيده حتى يجد ثمرة الهداية ويوفقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى الله وهو عنه راض ، فإنعام الله على عبده بالهدايه يشمل كل ذلك ومما لايحيط به العبد علماً، فألهمه الله وصفاً شاملاً جامعاً.


ج4:-
لا يقتضي الحصر تفسيرالمغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى ، فهو وصف له سبب ،فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصف المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى ، ففي الحديث مارواه عدي بن حاتم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال) رواه الترميذي وأحمد وغيرهم ، فتوافقت أقوال السلف في ذلك
ففسر بذلك توضيحاً إلى أن من سلك طريقهم ونهج نهجهم وفعل فعلهم لقي جزائهم فهو مغضوب عليه وضال ، وتوضيحاً لطريق المغضوب عليهم والضالين حتى يحذره العبد ويبتعد عنه ،فمن تعلم علماً ولم يعمل به (كاليهود) حل عليه غضب الله ، ومن جهل الطريق والمنهج واتبع هواه (كالنصارى)، فقد ضل سواء السبيل الموصل لرضى الله.



ج5:-
معنى (لا) في قوله تعالى {ولا الضالين} :-
اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال :-

القول الأول : أنها (زائدة) وهو قول معمر بن المثنى ، ورده الفراء وبن جرير.

القول الثاني : أنها بمعنى (غير) والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف وهو قول الفراء، وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه :{غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه ، ولكن أجمع القراء على تركها لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بماخالف المصحف الإمام.

القول الثالث : لئلا يتوهم أن (الضالين) عطف على (الذين) وهو قول مكي بن أبي طالب في الهداية و الواحدي في البسيط.

القول الرابع : أنها مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى (غير) وهو قول مكي بن أبي طالب وذكره ابن القيم.

القول الخامس : لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كل نوع بمفردة ، فدخلت (لا) للتصريح بأن المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء وهو قولٌ ذكره ابن القيم رحمه الله.

وأحسن ماقيل في هذه المسألة ماذكره ابن القيم في بدائع الفوائد : (أتى بحرف (لا) للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوف عليها).




ج6 :-
فتحت ذهني وعقلي لمسائل ومعاني لم أعلمها ولم ادركها من قبل في تفسير كل آية والتفصيل فيها واقوال السلف فيها ؛ زادنا الله علماً وفقهاً وفهماً وعملاً بما علمنا.



هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 05:50 PM
نعمات الحسين نعمات الحسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 58
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
هذه المسألة من دقائق مسائل التفسير،وينظر فيها لسياق الآيات ومايحتمله من المعاني،وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
هذا الوصف وصف كاشف؛للتأكيد على استقامته،كما يؤكد وصف الاستقامة بانتفاء العوج.
كما انه يفيد معنى آخر وهو أن هذا الصراط صوابٌ كله لاخطأ فيه ولاضلال.
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
ينبغي أن يُعرف أولا أن للإنعام معنيان:
فالأول:إنعام عام وهو للمؤمنين والكفار؛وهو انعام فتنة وابتلاء.
والثاني:إنعام خاص،وهو الإنعام بالهداية لمايحبه الله ويرضاه.
والمقصود به في الآية:الإنعام الخاص بالهداية الخاصة، والتوفيق، والاصطفاء، والإعانة، والوقاية من الفتن،وكيد الشيطان .
فالإنعام في هذه الآية شامل لأسباب الهداية واحوالها؛ذلك أن العبد محتاج في طريقه إلى إنعام يعرفه بربه،ويدله على هداه،وإنعام يصرف عنه العواقب والمثبطات،ويعينه على سلوك هذا الطريق ،وإنعام يثبته على هذا الطريق،ويوفقه في المضي عليه حتى يلقى ربه.
فإنعام الله على عبده يشمل ماذُكر وأكثر منه،ولوجلس ليعدد نعم الله تعالى لن يحصيها فألهمه الله هذا الوصف الذي رضيه الله لعباده وتقبله منهم وأثابه عليهم..
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالون
وهذا الوصف لايقتضي حصره عليهم،فكل من فعل فعلهم ففيه شبهٌ منهم ولقِي جزاؤه مثلهم
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال،وأوجه ماقيل في هذه المسألة هو قول ابن القيم رحمه الله أن "لا"للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة.
وأما أقوالهم فهي كالتالي:
القول الاول:"وهو قول معمر"أن لا هنا زائدة
ورد هذا القول الفراء وجرير.
القول الثاني:"وهو قول الفراء"أنها بمعنى غير وأُتي بها للتنويع بين الحروف.
القول الثالث:"وهو قول مكي بن هداية والواحدي"أن المراد بها دفع توهم أن الضالين معطوفة على الذين.
القول الرابع:"وهو قول مكي بن ابي طالب وابن القيم "أنها جاءت مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى غير.
القول الخامس:"وهو وجه عند ابن القيم رحمه الله"أن لا جيئ بها لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده،حتى لا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
حقيقة وأنا أدرس دورة التفسير شعرت أني اتنقل بين علوم عدة فمن علم الحديث والرجال والإسناد والمتن إذ بي أنتقل إلى علم العقيدة ومايتعلق بالذات الإلهية ومن ثَمّ إلى هدايات الآيات ومدلولاتها حينها يقف المرء عاجزا كل العجز امام بلاغة كتاب الله تعالى وإعجازه ومع كل هذه الأقوال المتغايرة والتفاسير الكثيرة يقول الله تعالى"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"
ناهيك عن منهجية مجالس التفسير ومايمتكله الطالب من مهارات في التدرب على صياغة الأسئلة،والتعامل مع نصوص المفسرين وتعدد أقوالهم،
أما المنهجية في دراسة مسائل التفسير
فهي أن تفسير الآية الواحدة لايقتصر على معنى واحد بل قد تتعدد المعاني ولكنها لاتتعارض وقدد تتعدد ويرد بعضها بعضا.
الرجوع إلى أقوال المفسرين في الآيات خاصة إذا تغايرت أقوالهم وكان كل قول يحمل معنى مستقلا مغايرا لقول الآخر؛فإن هذا من شأنه أن يوسع آفاق طالب العلم.
لابد من الإلمام ولو باليسير من علم الحديث للوقوف على صحة أسانيد الحديث ومتونها لتمييز صحيحها من سقيمها،فتفسير المفسر للآية يتوقف على معرفته للنصوص الصحيحة المبينة لها.
الدقة في نسب الأقوال إلى أصحابها والرد عليها إذا كان متوجه إليها ثمة نقد أو ضعف.
كذا أن بعض المسائل لم تكن مشكلة عند السلف رحمهم الله تعالى،ولكن لما أثيرت بعص الأسئلة حولها كان لزاما على العلماء أن يبينوا مشكلها.
قدد تتعدد الأقوال في المسائل التي يُعتمد فيها على التماس الحكمة من التقديم او التأخير او غيره مما ورد في الآيات،والقاعدة فيها أن يُقبل منها مايحتمله السياق بشرطين:
*أن يكون المعنى في نفسه صحيحا.
*وأن يكون ثمة دلالة معتبرة من نظم الآية تدل عليه.
وقد تكون أكثر من ذلك ولكن يكفي من القلادة ماأحاط بالعنق والله الموفق..


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
هذه المسألة من دقائق مسائل التفسير،وينظر فيها لسياق الآيات ومايحتمله من المعاني،وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
هذا الوصف وصف كاشف؛للتأكيد على استقامته،كما يؤكد وصف الاستقامة بانتفاء العوج.
كما انه يفيد معنى آخر وهو أن هذا الصراط صوابٌ كله لاخطأ فيه ولاضلال.
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
ينبغي أن يُعرف أولا أن للإنعام معنيان:
فالأول:إنعام عام وهو للمؤمنين والكفار؛وهو انعام فتنة وابتلاء.
والثاني:إنعام خاص،وهو الإنعام بالهداية لمايحبه الله ويرضاه.
والمقصود به في الآية:الإنعام الخاص بالهداية الخاصة، والتوفيق، والاصطفاء، والإعانة، والوقاية من الفتن،وكيد الشيطان .
فالإنعام في هذه الآية شامل لأسباب الهداية واحوالها؛ذلك أن العبد محتاج في طريقه إلى إنعام يعرفه بربه،ويدله على هداه،وإنعام يصرف عنه العواقب والمثبطات،ويعينه على سلوك هذا الطريق ،وإنعام يثبته على هذا الطريق،ويوفقه في المضي عليه حتى يلقى ربه.
فإنعام الله على عبده يشمل ماذُكر وأكثر منه،ولوجلس ليعدد نعم الله تعالى لن يحصيها فألهمه الله هذا الوصف الذي رضيه الله لعباده وتقبله منهم وأثابه عليهم..
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالون
وهذا الوصف لايقتضي حصره عليهم،فكل من فعل فعلهم ففيه شبهٌ منهم ولقِي جزاؤه مثلهم
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال،وأوجه ماقيل في هذه المسألة هو قول ابن القيم رحمه الله أن "لا"للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة.
وأما أقوالهم فهي كالتالي:
القول الاول:"وهو قول معمر"أن لا هنا زائدة
ورد هذا القول الفراء وجرير.
القول الثاني:"وهو قول الفراء"أنها بمعنى غير وأُتي بها للتنويع بين الحروف.
القول الثالث:"وهو قول مكي بن هداية والواحدي"أن المراد بها دفع توهم أن الضالين معطوفة على الذين.
القول الرابع:"وهو قول مكي بن ابي طالب وابن القيم "أنها جاءت مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى غير.
القول الخامس:"وهو وجه عند ابن القيم رحمه الله"أن لا جيئ بها لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده،حتى لا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
حقيقة وأنا أدرس دورة التفسير شعرت أني اتنقل بين علوم عدة فمن علم الحديث والرجال والإسناد والمتن إذ بي أنتقل إلى علم العقيدة ومايتعلق بالذات الإلهية ومن ثَمّ إلى هدايات الآيات ومدلولاتها حينها يقف المرء عاجزا كل العجز امام بلاغة كتاب الله تعالى وإعجازه ومع كل هذه الأقوال المتغايرة والتفاسير الكثيرة يقول الله تعالى"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"
ناهيك عن منهجية مجالس التفسير ومايمتكله الطالب من مهارات في التدرب على صياغة الأسئلة،والتعامل مع نصوص المفسرين وتعدد أقوالهم،
أما المنهجية في دراسة مسائل التفسير
فهي أن تفسير الآية الواحدة لايقتصر على معنى واحد بل قد تتعدد المعاني ولكنها لاتتعارض وقدد تتعدد ويرد بعضها بعضا.
الرجوع إلى أقوال المفسرين في الآيات خاصة إذا تغايرت أقوالهم وكان كل قول يحمل معنى مستقلا مغايرا لقول الآخر؛فإن هذا من شأنه أن يوسع آفاق طالب العلم.
لابد من الإلمام ولو باليسير من علم الحديث للوقوف على صحة أسانيد الحديث ومتونها لتمييز صحيحها من سقيمها،فتفسير المفسر للآية يتوقف على معرفته للنصوص الصحيحة المبينة لها.
الدقة في نسب الأقوال إلى أصحابها والرد عليها إذا كان متوجه إليها ثمة نقد أو ضعف.
كذا أن بعض المسائل لم تكن مشكلة عند السلف رحمهم الله تعالى،ولكن لما أثيرت بعص الأسئلة حولها كان لزاما على العلماء أن يبينوا مشكلها.
قدد تتعدد الأقوال في المسائل التي يُعتمد فيها على التماس الحكمة من التقديم او التأخير او غيره مما ورد في الآيات،والقاعدة فيها أن يُقبل منها مايحتمله السياق بشرطين:
*أن يكون المعنى في نفسه صحيحا.
*وأن يكون ثمة دلالة معتبرة من نظم الآية تدل عليه.
وقد تكون أكثر من ذلك ولكن يكفي من القلادة ماأحاط بالعنق والله الموفق..

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 07:35 PM
خلود عبد العزيز خلود عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 27
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيني ما يشمله الدعاء بقول :(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)؟
الجواب: هذا دعاء ومسألة لله تعالى، فإنه بعد الحمد والثناء، ووصفه بأنه مالك يوم الدين، الذي هو يوم محاسبة العباد ومجازاتهم، وإخلاص العبادة والاستعانة له وحده، فالعبد بعد هذا كله يسأل ربه ما يحصل به مقصوده وهي الهداية للصراط المستقيم.
كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:(فإذا قال:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهذا من أعظم الدعاء و احبه إلى الله تعالى وانفعه، فإن من اتى بأول السورة على أحسن وجه حصل له مطلوبه من هذا السؤال، ومتى حصلت الهداية حصل التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة.
قال ابن تيمية رحمه الله:(والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة، مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم؛ فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من أولياء الله المتقين).
س2: بيني معنى الصراط لغة؟
الجواب: هو الطريق الواضح السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير:( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)
وأصل الصاد سين فهي منقلبة عنها كما في قراءة ابن كثير المكي.
وفي قراءة أبي عمرو (الزراط) بالزاي الحالة.
ومن القراء من يشم الزاي بالصاد.
وجميعا متفقة في المعنى وإنما اختلف النطق؛ لاختلاف لغات العرب، ورسمت في المصحف (ص)؛ لتشمل المعاني كلها، واختيار لفظ الصراط على غيره له حكم ودلائل.
س3: ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام في قوله تعالى:(أنعمت عليهم)؟
اعتنى أصحاب التفسير البياني في بيان معاني الحذف في القرآن، فخرجوا بأقوال كثيرة تبين حسن بيان القرآن وإحكامه، وقد يقع من بعضهم تكلف غير مقبول، لكن متى ما وافق معنى صحيح فلا شك في قبوله والأخذ به.
ومن ذلك هذا الوارد في سورة الفاتحة من حذف متعلق الإنعام فسببه؛ أن الحذف للدلالة على العموم مما شأنه حصول تمام الهداية.
وذلك نظير هذه الآية:(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وهذا لإرادة العموم أي كل ما يحتاجه العبد من أبواب الدين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
في ذلك حكمة وفائدة لا تتحقق في غيره وبيان ذلك في الآتي:
أولا: الموضع الأول الذي ذكر فيه الصراط: هو سؤال التالي للآية الهداية إلى الصراط المستقيم، الذي هو الطريق الصواب المفضي إلى العاقبة الحسنة وأنه طريق واحد.
ثانيا: الموضع الثاني الذي ذكر فيه الصراط: جاء ذكر الصراط في هذا الموضع معرفا بالإضافة إلى الذي يستأنس باتباعهم واقتفاء آثرهم؛ ليحصل لهم الأمن بأن هذا الطريق الذي سلكه من قبلهم ففازوا ونجوا.
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
الجواب: لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنه ضالون؛ ولذلك توافقت أقوالهم رحمهم الله.
وهذا الوصف ليس قصرا عليهم وإنما هو لكل من اتصف بصفاتهم.
س6: بيني ما استفدته من دراستك لدورة تفسير الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟
1- يجب على طالب علم التفسير معرفة المرويات الضعيفة وسببها ومراتبها وما يتساهل فيه وما لا يتساهل؛ وذلك من أجل الاستدلال للمسائل.
2- أنه قد يقع من بعض المفسرين بعض التكلف الغير مقبول، وذلك في مثل مسائل الحذف في القرآن الكريم، فينبغي عدم اعتباره إلا إذا كان صحيحا في نفسه وله وجه صحيح في الاستدلال.
3- أن ما ينسب إلى المفسرين من أقوال على نوعين:
1- أقوال منصوصة.
2- أقوال مستخرجة من أصحابها، والاستخرج على قسمين: أ- استخراج ظاهر ب- استخراج غير ظاهر.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 07:40 PM
هنادي عفيفي هنادي عفيفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 89
افتراضي

اجوبة المجموعة الرابعة
معنى ضمير الجمع فى اهدنا أختلف العلماء على ثلاثة أقوال
1_ ان كل عضو من أعضاء العبد مفتقر الى الهداية قال به بن القيم واستضعفه بن تيمية
2_ يتضمن دعائه لنفسه ولاخوانه المسلمين بالهداية
3_ الجمع نظير الجمع فى اياك نعبد واياك نستعين وذلك للتفخيم والتعظيم لافتقار العبد الى ربه كقول العبد للملك المعظم نحن عبيدك وتحت طاعتك
2_ معنى التعريف فى الصراط
للعهد الذهنى الذى يفيد الحصر بالاضافة الى التشريف والتفضيل
_ الموقف من اختلاف عبارات السلف فى بيان المراد بالذين انعمت عليهم

من قال هم الملائكة والنبيين والصالحين والشهداء ( قول بن عباس)
من قال هم المؤمنون قول مجاهد
ومن قال هم النبى ومن معه قول عبد الرحمن بن زيد
من قال هم المسلمون قول وكيع
وهذه الاقوال لا تعارض بينهم وانما الاية تحتمل كل هذه المعانى
مراتب الهداية
المرتبه الاولى : مرتبة الدلالة والارشاد وثمرتها العلم بالحق
2_ المرتبه الثانية هداية التوفيق والالهام وثمرتها العمل
ولا تتحقق الهداية الا بالجمع بين المعنيين العلم والعمل
والذى يدل على الجمع بين المعنيين قوله تعالى ( وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله )
درجات المهتدين ثلاث
1_ الذين هداهم الله لاصل الاسلام اعتقادا وقولا وعملا غير أنهم يرتكبون بعض الكبائر ويقصرون فى بعض الواجبات فهم مسلمون عصاة
2_ المتقون : يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات
3 - المحسنون هم الذين ادوا الواجبات واجتنبوا المعاصى وتقربوا الى الله بالنوافل ( يعبدون الله كأنهم يروه)
وهؤلاء الثلاثه فى قوله تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات )
بين أثر معرفتها على أستحضار معنى سؤال الهداية
كل داع بالهداية له مقصد من دعائه والله يعطى كل سائل ما اراده بسؤاله
1_ أهل الاحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ درجاتها ان يهديهد الله الى الحق ويهديهم لاتباع هذا الحق
ومنهم من يذكر الدعاء ولا يدرى ما يقول لقوله صلى الله عليه وسلم( ان الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل ) حديث حسن
وقوله ( ان الرجل لينصرف وما كتب له الا عشر صلاته ،تسعها،ثمنها،سبعها،خمسها،ربعها،ثلثها،نصفها)
الحكمة من تخصيص اليهود والنصارى كل منهم بوصف على الرغم من ان الضالون هم المغضوب عليهم والعكس كما قال اهل العلم
1_ حتى يجعل الله لكل طائفة علامة تعرف ( حاصل جواب بن جرير )
2_ افاعيل اليهود من قتل الانبياء والاعتداء عليهم اوجبت لهم غضب خاص كما ان النصارى ضلوا اول كفرهم ولكنهم لم يفعلوا كما فعل اليهود
3_ اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل
4_ اليهود عرفوا الحق ولم يعملوا به فغضب الله عليهم
النصارى اعرضوا عن العلم الذى جاء من عند الله فضلوا الصراط وأبتدعوا فى الدين
المستفاد من سورة الفاتحة من المنهجيه فى مسائل التفسير
معرفة معانى المفردات
معرفة معانى الايات
معرفة أقوال المفسرين وأختلافهم حول الايات
الاستدلال بآيات أخرى من القرءان أو الاحاديث الصحيحة ليستدل بها فى التفسير
معرفة المتون المروية بالأسانيد الضعيفة والصحيحة
اختلاف العلماء فى تفسير ايه قد لا يعنى التعارض وانما قد يقتضى ان الاية تحتمل كل هذه التفاسير
أستخدام علم البلاغة وعلم النحو علم المعجم وعلم القراءات فى التفاسير كمثال الرحمن الرحيم من صيغ المبالغة وان كل منها ان كان له نفس المعنى من الرحمة ولكن لكل منهما دلاله مختلفة وكذلك معنى التعريف فى الصراط للعهد الذهنى فى مجال علم النحو الاختلاف فى عدد ايات الفاتحة له علاقة بعلم القراءات
مما يخص التفسير معرفة أسباب النزول ان وجد وأماكن النزول والناسخ والمنسوخ

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 08:35 PM
آية كمال آية كمال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 25
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجموعة الثانية /
السؤال الأول:

ج1 أوجه تفاضل السائلين في طلب الهداية:
الوجه الأول/ حضور القلب عند الدعاء، فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي لذلك وجب على الداعي استحضار خشية الله في قلبه وعقله وإدراكه لما يدعو له، فهو شرط من شروط استجابة الدعاء.

الوجه الثاني/ الإحسان في الدعاء، ويكون ذلك بالتضرع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والخوف منه والشعور أنه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا به، والتذلل إلى الله في السؤال

الوجه الثالث/ مقاصد الداعي في سؤال الهداية، على الإنسان أن يطلب الهداية من الله وأن ينور بصيرته إلى الحق في كل أمور حياته، فمن أخلص النية بسؤاله الله الهداية هداه الله بحوله وقوته هدي عباده المحسنين فلكل امرء ما نوى.

السؤال الثاني:

روى الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ({الصراط المستقيم} هو الاسلام وهو أوسع ما بين السماء والأرض) رواه الحاكم وصححه.

القول الثاني/ هو كتاب الله تعالى وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه.
وهو قول صحيح في نفسه بإعتبار أن من اتبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم
روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن هذا الصراط مختصر تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله) رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاتم في المستدرك، والبهيقي في شعب الإيمان وإسناده صحيح على شرط الشيخين .

القول الثالث/ ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو رواية عن ابن مسعود روى الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: "الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه الطبراني في الكبير والبهيقي في شعب الإيمان ولفظه(الصراط المستقيم) تركنا رسول الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة.

القول الرابع/ هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.

عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه" قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: " صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي وبكر وعمر رضي الله عنهما" رواه الحاكم موقوفا على ابن عباس وصححه ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعا عن أبي العالية.

القول الخامس/ هو الحق وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم وهو قول يوضح فيه أن الصراط هو الحق وما اتبع سواه بهو باطل.

السؤال الثالث:

كان لإضافة الصراط إلى إسم موصول مبهم دون تحديد ثلاثة فوائد على النحو التالى:

1التنبيه على علة كونهم من المنعم عليهم، وهي الهداية فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2 قطع التلق بالأشخاص والإكتفاء بالله تعالى، هذا ما يجعلنا نؤمن أن اتباعنا لهم هو من أمر الله سبحانه وتعالى وجعلنا فعلمنا بأوامر الله واستشعارنا لها تحمينا من التقليد المجرد عن القلب لهم.
3 عمومية الآية لجميع طبقات من أنعم الله عليهم؛ الإيمان المطلق بأن الهداية إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها من أنعم الله عليهم من النبيبن والصديقين والشهداء والصالحين إنما هي هداية من الله تعالى.
فالوصف الجامع في هذه الآية أوجز وأبلغ وأعم فائدة.

السؤال الرابع: الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضآلين كما بينها عناية المفسرون جاءت على أوجه عدة:
1 مراعاة فواصل الآيات، فهو وجه ذكره ابن عاشور
2 تقديم زمان اليهود على زمان النصارى وجه آخر ذكره ابن القيم
3 أن اليهود أغلظ كفرا من النصارى وقد ذكره ابن القيم رحمه الله نقلا عن شيخا ابن عثيمين رحمه الله قال: (قدم المغضوب عليهم على الضآلين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضآلين؛ فإن المخالفة عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)
4 لأن اليهود كانوا مجاوريين للنبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة بخلاف النصارى وهو ذكر إبن القيم.
5 لإفادة الترتيب في التعوذ؛ فالدعاء هذا لسؤال النفي والتدرج بنفي الأضعف أولا ثم الأقوى على الترتيب مع رعاية الفواصل وهو حاصل جواب ابن عاشور وقريب من وجه ابن القيم في كون اليهود أغلظ كفرا.
6 لأن الغضب يقابل الإنعام، أوضح أبي حيان الأندلسي أن الغضب يقابل الإنعام فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين وقد بين ابن القيم أنه أحسن الوجوه بقوله: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضآل) .
وهو وجه حسن وفي ذلك تحقيق مقابلتين خاصة وعامة:
فالخاصة بين العمل وتركه.
والعامة بين العلم وعدمه.

السؤال الخامس:
ذلك لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم وأنه إذا غضب الله غضبت جنود السماوات والأرض لغضبه فيلقى أثر الغضب في كل أحواله.
فإن الله إذا أحب عبدا يدعو لمحبته من في السماء ومن في الأرض كذلك الأمر إذا أبغضه، فتبين لنا أن من فوائد إبهام ذكر الغضب وعموم الغاضبين وكثرتهم .
كما ورد في صحيح ابن حيان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 《من إلتمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن إلتمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس 》.
والتغير في ذلك بالإسم دون الفعل لما فيه من دلالة على تمكين الوصف منهم وملازمته لهم فقول (غضب عليهم) لا يفيد المعنى لأنه يدل على وقوع الغضب مرة واحدة.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله وجهين بديعين آخرين:
أحدهما/ أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلي الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند إلى الفعل إلى من كان له سبب فيه، ولما في ذلك من أدب مع الله كي لا يقع في بعض النفوس ما لا يصح من المعاني التي تنزه الله عنها. كقوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} أنسب الضمير إليه إلى الله جل وعلا بينما في قوله {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل وقوله تعالى: {الضآلين} أسند الفعل إلى من قام به كي لا تكن حجة لهم وعذرا أمام الله ومع هذا نؤمن أن الأقدار كلها بيد الله بما فيها الهداية والضلال.
الآخر/ أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وعدم الإلتفات لهم، بينما في قوله تعالى: {أنعمت عليهم} المنعم عليهم أسند فعل الإنعام إلى الله سبحانه وتعالى وهو يفيد بعناية الله لهم وتشريفه وتكريمه لهم.

السؤال السادس/

1 على طالب التفسير الأخذ بالروايات والأحاديث الصحيحة بإسنادها ومتنها.
2 الأولوية في تفسير الآيات القرآن الكريم ثم السنة النبوية الصحيحة ثم الاستدلال بما يثبت عن جمهور العلماء واجماع المفسرون والقرآء.
3 للتفسير قواعد وأسس تكشف عن المعنى الصحيح للآية، وجب على طالب التفسير إتباعها .
4 أن الفاتحة شاملة لجميع مقاصد القرآن الكريم حيث شملت التوحيد بأنواعه والأسماء والصفات وفيها ذكر الرسالات والنبوات وفيها أيضا اتباع الرسل كما ذكر المنحرفين عن طريق الرسل وفيها الأحكام والجزاء والعمل وقد ألمت بذلك بالإجمال لا بالتفصيل
5 تضمنت سورة الفاتحة جميع معاني القرآن الكريم من أوله لآخره حيث وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأم القرآن.
6 الفاتحة هي أول سورة نزلت كاملة، لكنها ليست أول سورة نزلت.
7 الصواب الذي لا شك فيه أن الخلاف الواقع في عد البسملة آية من الفاتحة كالإختلال في القرآءات من اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين فإن كلا القولين منقولة عن قرآء معروفين بالأسانيد المشهورة إلى قراء الصحابة رضى الله عنهم.
8 ينبغي على طالب علم التفسير الإلمام بأقوال العلماء في المسآئل المختلفة وأن يعرف سبب الإختلاف، مآخذ الأقوال وحجمها وأحكامها، مع الأخذ بالقول الراجح.
9 الإستعانة لابد أن تكون وفق الصراط المستقيم وضمن قيود الشرع
10 الاستعانة بالله لها فائدتين:
-التعبد لله تعالى بالإستعانة
-إعانة الله للمستعيذ فبعونه تتيسر كل الأمور.
11 في قوله تعالى: ( رب العالمين) الرب: هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، الملك، التدبير
(العالمين) هو اسم وجمع لا واحد له من لفظه يشمل أفراد كثيرة بجمعها صنف واحد،( كل ما سوا الله من العالم) وهم أصناف: عالم الإنس، عالم الجن، عالم الملائكة، عالم الأفلاك، عالم النباتات والطبيعة، وغيرها..
12 في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) نسأل الله تعالى الهداية والصلاح وأن ينفعنا بما علمنا ويسوقنا للعمل به وأن يعيننا على الأعمال الصالحة لنهتدي بهديه.
13الذي أنعم الله عليهم هم من علموا الحق ،(النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وقد ذكرهم الله بالوصف الجامع لبلاغة التعبير ولتعم الفائدة.
14 إذا إحتملت الآية معنيين يتناقضان حملت على كلاهما، وذلك للتوسع في مدلولها مع وجوب الترجيح
15 وجب على كل مؤمن التعلم ليعمل ليكون من الذين أنعم الله عليهم ولا يتشبه بالنصارى لعلمه ولا باليهود لعمله بعلمه.

تم بحمد الله وتوفيقه

أسال الله لي ولكم جميعا السداد والثبات والقدرة على مواصلة المسير تحت أي ظرف يذكر وأن ينفعنا بما علمنا وينفع بنا إنه ولى ذلك والقادر عليه.

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 09:05 PM
لولو بنت خالد لولو بنت خالد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 102
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الرابع

المجموعة الرابعة:

س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}.
لا شك أن الداعي بهذا الدعاء سيأتي بالفعل بضمير الجمع، واختلف العلماء رحمهم الله في ذكر حكمة ضمير الجمع على أقوال:
القول الأول: استشعار حاجة كل عضو من أعضاء الإنسان إلى هداية تخصه، وسأل ابن القيم رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا فاستضعفه.
القول الثاني: لأنه يسأل حاجته وحاجة إخوانه المسلمين طمعًا في قول الملك: ولك بالمثل، ذكر هذا القول ابن كثير رحمه الله في تفسيره.
القول الثالث: أكثر أدعية القرآن جاءت على صيغة الجمع ونظيره أيضًا قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) فضمير الجمع أدعى لإظهار الافتقار لله سبحانه وتعالى، وإقرارًا بحاجة العباد كلهم لهداية الله تعالى وكلهم يقرون له عز وجل بالعبودية.
فضمير الجمع أفخم وأحسن؛ لأن المقام مقام عبودية لله تعالى. ذكر هذا القول ابن القيم رحمه الله تعالى.

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
(ال) التعريف هنا للعهد الذهني، وتفيد الحصر إذ أن الصراط المستقيم صراط واحد لا غير، والتعريف يفيد التشريف والكمال والتفضيل.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
تنوعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في من هم الذين أنعم الله عليهم فقال ابن عباس رضي الله عنه أنهم: طريق الذين أنعمت بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنبيين والصديقين والصالحين والشهداء، وقال عبد الرحمن ابن أسلم أنهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، وقال مجاهد رحمه الله أنهم: المؤمنون، وقال وكيع رحمه الله: المسلمون، وقال الربيع البكري رحمه الله: أنهم النبيون.
وخلاف السلف رحمهم الله تعالى ليس من خلاف التضاد بل من خلاف التنوع؛ إذ أن أقوال العلماء رحمهم الله تعالى في هذه المسألة جاءت لتوضيح المعنى للسائل فجاء الجواب على حسب حال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان.

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
للهداية مرتبتان مرتبطتان ببعضهما:
المرتبة الأولى: هداية التوفيق والإلهام هداية عملية، وثمرتها إرادة الحق والعمل بما أمرنا الله تعالى.
قال تعالى: "فبهداهم اقتده".
المرتبة الثانية: هداية الدلالة والإرشاد هداية علمية، وثمرتها العلم بما أنزل الله -الحق- والبصيرة في الدين.
قال تعالى: "وأهديك إلى ربك فتخشى".
وترد في القرآن بكلا المعنيين قال تعالى: "وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".

ودرجات المهتدين:
1. المسلمون، وهم الذين تحقق لهم أصل الهداية، بالهداية لأصل الإسلام والعمل بهن والابتعاد عن نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات فكان لهم نصيب من الهداية بحسب إيمانهم، وهم موعودون بالجنة لكنهم مستحقون للعذاب كل بحسب ما ارتكبه وقصر فيه.
2. المتقون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات ففازوا بالجنة ونجوا من عذاب النار.
3. المحسنون، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنهم يرونه، فابتعدوا عن المعاصي وفعلوا الطاعات واجتهدوا في التقرب إلى الله بالنوافل، فهم أكمل الناس هداية.
وهذه الدرجات ذكرها الله تعالى في قوله: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير". فالظالمون لأنفسهم هم من أصحاب الكبائر من المسلمين، والمقتصدون هم المتقون، والسابق للخيرات هو من المحسنين.

وثمرة معرفة هذا في استحضار معنى سؤال الهداية:
إذا استحضر العبد في قلبه أن الله سبحانه وتعالى مطلع على ما في قلبه قال تعالى: "إن يعلم الله ما في قلوبكم يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم"، وأنه سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى قام في قلبه الافتقار إلى الله، وحاجته إلى هداية الله، والإنابة إليه والخوف منه والتوكل عليه وحسن الظن بموعوده، ورجاء الحصول على ثوابه كان الداعي بهذه الهداية أسعد بالإجابة والهداية والإثابة.
ومن عرف هذه المراتب وألح على الله تعالى بالدعاء وسؤال الهداية مع ما يصحبه قلبه من العبادات القلبية أخذ حظه من الدعاء، ومن قصر في الدعاء كان له من دعاءه ما أحسن فيه.
وأهل الإحسان أحرص على الهداية والبصيرة بشدة الحاجة إليها والحرص على المعرفة والعلم بالله عز وجل في زمن كثرت فيه الفتن والابتلاءات.

س5: إذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
1. حاصل قول ابن جرير رحمه الله تعالى: أن الله تعالى وصف كل طائفة بالوصف التي تعرف به، وكان كالعلامة حتى تعرف بها.
2. حاصل كلام ابن عطية رحمه الله: أن اليهود وقع من التعنت وقتل الأنبياء والاعتاء عليهم فكان لهم غضب خاص، وأما النصارى فوقع منهم التكذيب والضلال والكفر دون ما وقع من اليهود.
3. قول ابن القيم رحمه الله وابن كثير رحمه الله: أن اليهود أمة عناد؛ عرفوا الحق فلم يريدوه و ولم يتبعوه عنادا وكفرا، أما النصارى فأمة جهل؛ جهلوا الحق، وضلوا فيه.
4. ما ظهر للشيخ عبدالعزيز الداخل: أن من ترك العمل بالعلم سلب الله منه نعمة الهداية لأنه قابل هذه النعمة بما يغضب الله تعالى وهذا فعل اليهود، ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضل وأضل عن دين الله وابتدع فيه ما ليس فيه وهذا فعل النصارى.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي شيخنا خير الجزاء، وأن يسدده ويثبته.
1. دراستنا لسورة الفاتحة فتحت لي جوانب عديدة في معرفة بعض أحوال رجال الحديث وبعض أحوال الرواة وأسانيدهم.
2. كثرة مرور أسماء أئمة التفسير كابن عباس ومجاهد وغيرهم رسّخت أسمائهم في ذهني.
3. ارتباط علم التفسير بكثير من العلوم كعلم اللغة وعلم الرجال والحديث ومصطلحه والعقيدة...
4. سبر الأدلة كلها في فضائل السور ثم الحكم عليها وتضعيف الضعيف منها مع معرفة السبب.
5. الدراسة التحليلية للآيات.
6. إرجاع فروع المسائل لأمهاتها كـ: عدد آي سورة الفاتحة إلى أنواع العدد وعدّ الآي، ومسألة نزول سورة الفاتحة مرة واحدة إلى تعدد نزول السورة وهكذا..
7. علاقة بعض المسائل الفرعية ببعضها كمسألة عدد آيات سورة الفاتحة وعد البسملة آية من الفاتحة.
8. معرفة بعض مسائل العلوم القرآن كـ: المكي والمدني، وأسباب النزول، وعدّ الآي ...
9. إيراد كل الأدلة المحتملة في علاقتها بالآيات والحكم عليها.
والله ولي التوفيق..

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 09:20 PM
ملك سعادة ملك سعادة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 59
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله "اهدنا"؟

هناك ثلاثة أقوال على ذلك:
أما القول الأول فهو أنه ليتم تنزيل الهداية على كل عضو من أعضاء الجسد، وأن كل جزء منه يحتاج للهداية فكانت كذلك، وهذا القول ضعيف؛ حيث أن قولنا "اهدنا" بالجمع أو عندما ندعو الله بالمفرد فعلى كل منهما نعني بأننا نريد الهداية لكل جو منا ولا نحتاج لكل عضو دعاء له أو نفرح له اللفظ وحده.
والقول الثاني وهو قول ابن كثير أن الجمع كان ليتضمن هذا الدعاء للشخص نفسه ولإخوانه المسلمين كذلك، وهذا القول صحيح بنفسه إلا أنه لا يمكن أن يكون معنى الجمع مستقل بهذا فقط.
وأما القول الثالث أن هذا الجمع كالجمع في قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"؛ فهذا الدعاء أن يكون بالجمع أحسن وأفضل وفيه فخامة، ويدل على أن لها عز وجل عباد كثير يعبدونه في كل حين، ويسألونه الهداية دائما.

س2: بين معنى التعريف في "الصراط".

التعريف هنا جاء للعهد الذهني يفيد الحصر؛ أي أنه صراط واحد لا يوجد غيره، وكذلك جاء ليفيد الكمال والتشريف، وبتعريفه كان أفضل فكأننا نطلب أفضل الصراط وأحسنه.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.

اختلاف عبارات السلف اختلاف شكلي؛ فلا يوجد بينها تعارض، فكان المفسرون يقولون بالقول بحسب حال السائل والحاجة إلى البيان، فيذكر ما يناسبه ولا يقصد بأن الآية لا تحتمل إلا هذا الوجه من الأقوال.

س4: بين مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبين أثر
معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.

الهداية تكون على مرتبتين، فالأولى هي هداية علمية؛ أي العلم بالحق والدلالة والإرشاد من الله عز وجل، ولكن من اكتفى بهذه المرتبة فلا يكون قد اهتدى، ومن لم يعلم الحق لا يهتدي للمرتبة الأخرى وهي هداية عملية؛ أي الإرادة والعزم على فعل الحق وأن يبدأ بذلك.
ودرجات المهتدين ثلاث، أصحاب الدرجة الأولى هم الذين هداهم الله للإسلام، فقاموا بما يصح به إسلامهم وابتعدوا عن مبطلاته، ولكنهم يقترفون الكبائر والذنوب ويفرطون في الواجبات، لذلك هم بما يفعلوا قد ظلموا أنفسهم، والدرجة الثانية هم المتقون، وهم الذين فعلوا ما أمر الله بع وانتهوا عما نهى عنه، ولكنهم لم يصلوا إلى أصحاب الدرجة الثالثة وهم المحسنون، الذين فعلوا ما أمرهم الله به وانتهوا عما نهاهم الله عنه، وأحسنوا التقرب إليه جل جلاله بالنوافل حتى يحبهم الله، وهم يبتغون أعلى الدرجات ويبتغون رضوان الله عز وجل في كل حين.
عندما يعلم المسلم تلك الدرجات، فإنه بذلك يسعى نحو أن يكون ممن يبتغون أعلى الدرجات وأفضلها، وعندما يقرأ آية "اهدنا الصراط المستقيم" فإنه يستحضر في قلبه كل معاني الرضوان والتقى، ويسعى لأن يتذكر الله في كل حين حتى يصل لدرجة المحسنين.

س5: إذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم وضالون فما الحكمة من تخصيص كل طائفة بوصف؟

جاءت الإجابة على هذا السؤال بأربع أوجه:
الأول أن الله عز وجل قد وصف كل فئة بما عرفت به، فكان الغضب على اليهود والضلال للنصارى كالوسم الذي تم إلصاقه بهم وهذا هو جواب ابن جرير.
والوجه الثاني وهو جواب ابن القيم وابن كثير رحمهما الله تعالى أن اليهود قد فعلوا أمور حق بذلك عليهم غضبا خاصا من الله عز وجل كالاعتداء وقتل الأنبياء والعناد، أما النصارى فقد ضلوا دون أن يقترفوا من الآثام والأمور الكبيرة كاليهود.
والوجه الثالث فهو أن اليهود بعنادهم كان لهم وصف الغضب أخص، والنصارى بجهلهم عن الوجه الحق كان لهم وصف الضلال أخص.
وأما الوجه الرابع فجاء بالتنبيه على أسباب سلب النعمة منهم، وهو أن اليهود لم يعملوا بما علموا وقابلوا نعمة الله بما يغضب الله فاستحقوا بذلك غضب الله، أما النصارى فقد اتبعوا أهوائهم بجهل وابتدعوا في دين الله ما لم يأذن به الله فسلبت بذلك النعمة منهم.

س6: بين ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

بداية لم أكن لأتخيل كمية المعاني والفوائد المتحصلة من دراسة تفسير سورة الفاتحة، وإن تفسيرها سيقودني عند قرائتها إلى أن أستحضر المعاني التي تركزت في ذهني، والمحاولة بكل جهدي وطلب الإعانة من الله عز وجل قلل ذلك، سأجاهد بأن أكون فعلا من الذين أنعم الله عز وجل عليهم، وأبتعد عن كل ما يفعله أو حتى لو كان الفعل يشابه فعل المغضوب عليهم والضالين حتى لا أخسر بذلك نعمة الله جل وعلا.
وإن تفسير السورة قد شمل في كل آية مختلف الأمور والمسائل التي تنبهنا وترشدنا إلى ما يوجب علينا فعله.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 10:50 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الدعاء: (أعظم الدعاء وأنفعه وأحكمه دعاء الفاتحة، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخره، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الانسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب) ا.ه.
وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها:
النصر- والرزق-والتوفيق- وأنواع الفضائل والبركات- وما تطلبه النفس من أحوال السعادة- وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
معنى الصراط في لغة العرب: هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءةابن كثير المكّي (السّراط) السين، وفي قراءة لأبي عمرو (الزّراط) بالزّاي الخالصة، ومن القرّاء من يشم الزاي بالصاد. وكلها متفقة المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صادا علىخلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
وقد نقل الأزهري عن بعض أهل اللغة: أنّ السراط إنما سمّي سراطاً؛ لأنه يسترط المارة، أي يسعهم.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
اجتهد علماء التفسير البياني في مسائل الحذف في القرآن، ومما جاء من الحكمة في حذف متعلق الإنعام في هذه الآية هو للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية ، كالهداية والتوفيق والاجتباء والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس، فهنا الإنعام شامل لأسباب الهداية وأحوالها وثمراتها.
وقد جاء في نظير ذلك في قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَأَقْوَمُ} فحذف متعلق أفعل التفضيل لإرادة العموم، أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل وتتحقق به النجاة مما يخشى ضرره.

س4: ماالحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ما قيل في جواب هذا السؤال : أنّ ذكر الصراط في الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة ، وأنه طريق واحد بدلالة التعريف والعهد الذهني.
أماّ ذكره في الموضع الثاني معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وثوابه.
وقد بيّن ابن القيم الحكمة من هذا التكرار بالمثال الذي ضربه فقال رحمه الله: وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالةوتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)،ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرونوأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائداعلى وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّيوالمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها،فتأمّله)ا.هـ.
وقد أضاف ابن عاشور رحمه الله في ذلك: إن هذا التكرار فيه تفصيل بعد إجمال مفيد ليتمكّن الوصف الأول من النفوس ثم يعقب بالتفصيل المبين لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم




س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوبعليهم والضالين؟
لأنه صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلمأنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.لذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود وتفسير الضالين بالنصارى.
فقد ذكر المفسرون وأهل الحديث ثلاثة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسير هذه الآية، أصحها ما جاء في خديث عديّ بن حاتم الذي صححه جماعة من أهل العلم والذي ذُكر فيه إن المراد بالمغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصاري، وقد واستشهد لصحة معناه من القرآن شيخ الاسلام ابن تيمية، قال رحمه الله:( وقد دل كتاب الله على معنى هذا الخديث قوله سبحانه وتعالى:{ قُلْ هَلْأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُوَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَالطَّاغُوتَ} والضمير عائد إلى اليهود.
وقال في النصارى :{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّواكَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة منالمنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1. ينبغي على طالب علم التفسير التنبه لما يأتي مروي عن الضعفاء والمُتهمون من الأحاديث اللضعيفة والواهية وما أخطأ فيه بعض الثقات. ويحسن بطالب علم التفسير أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات وأن يتبين سبب ضعف الحديث ومرتبته وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه.
2. يستوجب على أن يعلمه طالب علم التفسير أن الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
النوع الأول : أقوال منصوصة تدل بنصها على ما استدل بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهه الاسناد ومن جهه المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها لم يقولوا بنصها لكنها فهمت من قصة وقعت لهم أو من نص آخر على مسألة أخرى.
والاستخراج على قسمين:
· مستخرج ظاهر لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته ومع هذا فيفضل عند السعة والبسط أن يبين أنه قول مستخرج
· ومنه استخراج غير ظاهر إما لخفاء وجه الدلالة أو عدم ظهور اللزوم أو وجود نص آخر له يعارض هذا اللزوم وهذا الاستخراج لا يصخ أن ينسب إلى العالم القول بمتقضاه.
وقد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحّة الرواية، ثم ينتشر هذا القول في كتب المفسّرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن ينبّه إلى ذلك بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير؛ لكن ربما يخفى الاطلاع على تنبيههم على بعض طلاب العلم.
ثم لطالب العلم بعد ذلك أن يلخّص ما ترجح بعد معرفته ما صحّ مما لم يصح، وأن يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة نسبة الأقوال وبيان عللها.

3. يجب أن يتبيّن لطالب علم التفسير أنّ من الأقوال في معاني الحروف ما يجتمع ولا يتنافر، وهذه قاعدة مهمة في التفسير ولها تطبيقات كثيرة في مسائل التفسير. وبهذا تعلم أن معاني الحروف تتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام، وليست جامدة على معانٍ معيَّنة يكرر المفسّر القول بها في كلّ موضع.
4. في بيان مسألة الفرق بين الاسم والمسمى: ان الاسم يدل على المسمى، وقد يذكر الاسم أحيانا ويراد به المسمى باعتبار أنه دال عليه ، ويذكر أحيانا الاسم ويراد به الاسم نفسه. فالقول بأن الاسم هو المسمى مطلقا خطأ وكذلك القول بأن الاسم غير المسمى مطلقا خطأ.
5. من الامور التي يجب أن يعرفها طالب علم التفسير أن التعريف ب (ال) يرد لمعان متعددة: منها: الاستغراق والكمال والتمام والأولوية والعهد بأنواعه الثلاثة الحضوري والذكري والذهني. ومعرفة هذه الأنواع من أهم ما يحتاجه الطالب في التفسير.
6. ينبغي على الطالب ليس فقط أن يبني على القول الراجح ولكن أيضا ينبغي له أن يكون على معرفة بأقوال العلماء في المسائل وسبب الاختلاف، ومآخذ الأقوال وحججها.
7. إذا اجتمعت في مسألة واحدة من المسائل البيانية حٍكم متعددة ويتفاوت العلماء في إدراكها وحسن البيان عنها فالقاعدة في هذه المسائل أن يقبل ما يحتمله السياق وترتيب الكلام ومقاصد الآيات وغيرها من الدلالات بشرطين:
ü أن يكون القول في نفسه صحيحا.
ü أن يكون لنظم الآية دلالة معتبرة عليه.
8. القاعدة إذا اختلف العلماء في دلائل التنويع في تعدية الفعل بالحرف هو مراعاة معاني الحروف وما يحتمله السياق من المعاني المضمنة بالتعدية وما يناسب مقاصد الآيات.
9. أن حذف متعلقات الأفعال في القرآن لها دلالات عدة، والذي جاء هنا في سورة الفاتحة دل على العموم.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:40 PM
رانيا فتحي رانيا فتحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 35
افتراضي

المجموعه الاولى:_
==========
س1:_بين ما يشمله الدعاء بقول :(اهدنا الصراط المستقيم)؟
هذه الأيه دعاءوسأله لله تعالي وهى مقصود العبد بعد ما تقدم من الحمد والثناء والتمجيد والتوسل بإخلاص لله عزوجل وأن يتضمن هذا الاإخلاص البرءاه من الشرك وما يقدح في إخلاص الله تعالي.
وهذا الدعاء هو الذى أصطفاه الله لهذه الأمه ورضيه لها ؛فهو أعظم الدعاء وأشمله وأنفعه وأحبه إلي الله جل وعلا؛،فمن أحسن الإتيان بما دل عليه أول السورة كان أسعد بإعطاء مسألته وإجابه دعوته في آخرها.
✨وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:_
(أنغع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحه(اهدنا الصراط المستقيم)
فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه علي ترك المعصيه وطاعه الله ‘لكن الذنوب هى من لوازم نفس الإنسان وهو محتاج إلي الهدى في كل لحظه.
وقال أيضا :_{والذين هداهم الله حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم بهذا الدعاء في كل صلاه وعلمهم بحاجتهم الي الله عزوجل في ان يهديهم إلي الصراط المستقيم}٠


==================================================================================================================

س2:_بين معنى الصراط لغه؟
الصراط في لغه العرب:_الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب

وقال ابن جرير:_أجمعت الحجه من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذى لا اعوجاج فيه.
وقرءت الصراط بالسين (السراط)،،، وبالزاى(الزراط)،وكلها متفقه في المعنى.
ورسمت صادا في المصحف علي خلاف الأصل لتحتمل كل الأوجه
وقال ابن القيم رحمه الله( الصراط هو ما جمع خمسه أوصاف :أن يكون طريقا مستقيما سهلامسلوكا واسعا موصلا إلي المقصود فلا تسمى العرب الطريق المعوج صراطا.
والمقصود أن اخنيار لفظ الصراط علي غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حكم ودلائل.

==============================================================================================================
س3:_ما الحكمه من حذف متعلق الإنعام في قوله تعالي (أنعمت عليهم)؟

كل حذف في القرآن له حكمه ولذلك أعتنى اصحاب التفسير بمسائل الحذف.
والأظهر أن الحذف للدلاله علي العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهدايه ‘وقد تقدم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمه لتتم له نعمه الهدايه.

وهذا نظير حذف متعلق أفعل التفضيل في قوله تعالي(إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم) وذلك لارادة العموم اي اقوم كل شئ يحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والمعاملات ةالأخلاق والسلوك مما تتحقق منه النجاه والسلامه.

============================================================================================================

سس4:_ما الحكمه من تكرارلفظ الصراط؟؟
فى الموضع الأول كان الأهم للسائل أن يهدى إلي الصراط المستقيم وهو الطريق الصحيح السهل المفضي الي العاقبه الحسنه وأنه طريق واحد كما دل عليه معنى التعريف والعهد الذهنى.

وفي الموضع الثانى :أتى ذكر الصراط معرفابالاضافه إلي الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم ويفيد بإنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.

🌈وقال ابن القيم:_وهذا كما اذا دللت رجلا علي طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلاله وتحريضه علي لزومها وان لا يفارقها
فأنت تقول:هذه الطريق الموصله إلي مقصودك‘ثم تزيد ذلك عنده توكيد وتقويه فتقول وهى الطريق التى سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاه قدرا زائدا علي وصفك لها بأنها طريق موصله وقريبه سهله مستقيمه فإن النفوس مجبوله علي التأسي والمتابعه فإذا ذكر لها من تتأسي به في سلوكها أنست واقتحمتها فتأمله.

🌈وقال ابن عاشور :_رأيه فيه تفصيلا بعد إجمالا مفيدليتمكن الوصف الأول من النفوس ثم يعقب بالتفصيل المبين لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.

==============================================================================================================
س5:_ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم ولا الضالين؟
لانه صح عن النبي أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ووصف النصارى بانهم ضالون .
ولذلك توافقت اقوال السلف علي تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى.
وقد تظافرت اقوال السلف علي:_
أن سبب الغضب علي اليهود أنهم لم يعملوا بما عملوا؛فهم يعرفون الحق كما يعرفون ابنائهم لكنهم اهل عناد وكبر وحسد فهم يكتمون الحق فاستحقوا غضب الله.
وأن النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله علي جهل متبعين في عبادتهم أهوائهم فكانوا ضلالا لأنهم ضيعوا ما أنزل الله إليهم من العلم ولم يسترشدوا به وعبدوا الله بأهوائهم وغلوا في دينهم فضلوا بذلك ضلالا بعيدا.

============================================================================================================

س6:_بين ما استفدته من دراستك لدورة التفسير سورة الفاتحه من المنهجيه في دراسه مسائل التفسير؟
1:_عرض أقوال المفسرين وما فيها من لمسات بيانيه وبلاغيه
2_:معرفه أراء المفسرين في كل مسأله وكل رأي بأدلته ومعرفه الصحيح من الضعيف
3:_تفصيل كل حرف في الفاتحه مع بيان الأدله التى توضح ذلك
4_:عرض المسائل المختلف فيها وبيان وتوضيح اقوال السلف
5:_كثرة الأدله الوارده عن الأقوال من القرآن والسنه
6:_معرفه لغه العرب واختلاف أهل اللغه في المسأله الواحدة

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:43 PM
د. نجلاء عبدالله د. نجلاء عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 37
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
ج 1: أولا: تلخيص أقوال أهل العلم فيما أجابوا به على هذا السؤال :
1- اهدنا: بمعنى ثبّتنا على الهدى.
قول ابن جرير وأبي إسحاق الزجاج وأبي جعفر النحاس وجماعة من اللغويين
2- اهدنا: بمعنى وهم مهتدون؛ ثبّتنا على الهدى، كما تقول للرجل القائم: قم لي حتى أعود إليك. تعني: اثبُتْ لي على ما أنت عليه)ا.ه. قال به الزجاج
3- ومما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية في ذلك: (وهذا كما يقول بعضهم في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} فيقولون: المؤمن قد هُدي إلى الصراط المستقيم؛ فأي فائدة في طلب الهدى؟
ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى كما تقول العرب للقائم: قم حتى آتيك.
- أو يقول بعضهم: أَلْزِم قلوبنا الهدى؛ فحذف الملزوم.
- ويقول بعضهم: زدني هدى.
ويرى ابن تيمية أنهم إنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يَطْلُب العبدُ الهداية إليه؛ فإنَّ المراد به العمل بما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور، ولهذا أُمِرَ الإنسان في مثل ذلك بسؤال الهدى إلى الصراط المستقيم، والهدى إلى الصراط المستقيم يتناول هذا كله:
- يتناول التعريف بما جاء به الرسول مفصلاً.
- ويتناول التعريف بما يدخل في أوامره الكليات.
- ويتناول إلهام العمل بعلمه؛ فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه.
ولهذا قال لنبيه بعد صلح الحديبية أوَّلَ سورة الفتح {إنا فتحنا لك فتحا مبينا . ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} وقال في حق موسى وهارون{وآتيناهما الكتاب المستبين . وهديناهما الصراط المستقيم}).ا.هـ.
ثانيًا: ملخص الجواب من وجهة نظر ابن تيمية؛ أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة، وبيان ذلك من وجوه:
1- أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أموره.
2- أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3- أن القلب بين يدي الرحمن يقلبه كيف يشاء، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية لابد أن تكون دائمة متجددة.
4- أن الفتن التي يتعرض لها المؤمن في يومه وليلة لا حصرلها ومن لم يهده الله ضلّ بها وافتتن.
5- أنّ هناك احتياجات خاصة لكل عبد للهداية، بما يتناسب مع حاله، فهو محتاج للهداية، وإن من لم يهده الله فلا هادي له.

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
ج 2: أولًا: أقوالهم في معنى الصراط لغة:
1- أنه الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب، قال به ابن جرير.
2- أنه الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول،قال به ابن القيّم .
وقال أيضًا: وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ. والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌ ودلائل.
3- قول المؤلف: أنَّ االصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله"صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته، ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراط يُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلى الله تعالى واستقامة على صراطه.

ثانيًا: أقوالهم في معنى الصراط اصطلاحًا:

القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها؛ فكلّ ما أمر الله به ونهى عنه فهو من شريعة الإسلام، وكل عبادة صحيحة يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى فهي من اتّباع دين الإسلام، ومن سلوك الصراط المستقيم.
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد وابن نصر المروزي وغيرهم.

- وروى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
- وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق وغيره

والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله. رواه الطبراني وغيره، واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. رواه ابن أبي شيبة وغيره.

والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).

والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
- عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.

القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
ثالثًا: الموقف منها:
1- هذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.
2- أن بعض هذه الأقوال تجوّز في اختصارها وروايتها بالمعنى بعض المفسّرين؛ حتى زعم بعضهم أن الصراط المستقيم هو حبّ أبي بكر وعمر، وهذا نقل مخلّ، وإن كان حبّ الشيخين من الدين، لكن الأمانة في نقل الأقوال تقتضي الإتيان بنصّها أو التعبير عنها بما لا يخلّ بالمعنى.
3- ينبغي لطالب علم التفسير إذا تجاوز مرحلة المتوسّطين فيه أن لا يكتفي بما يُنقل من أقوال السلف في التفاسير المتأخرّة، بل ينبغي له أن يرجع إلى المصادر الأصلية، فيأخذ عباراتهم بنصّها، ويميّز ما يصحّ مما لا يصحّ؛ فتندفع عنه بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخلّ، وحذف الأسانيد، والتوسّع في استخراج الروايات.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
ج 3: قال المؤلف أن الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ للمؤمنين والكافرين ، وهو إنعام فتنة وابتلاء،وهو كما في قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾، وقوله: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه كما بيَّن الله تعالى ذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾.
وقال: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (522) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.

والنوع الثاني: الإنعام الخاص لأهل الله وخاصته ، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
وهو المقصود في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.

ومن قول المؤلف حول الآية الكريمة في الفاتحة أن الانعام هنا المراد به الإنعام الخاصّ بالهداية الخاصة والتوفيق والاجتباء والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس، وهو شامل لأسباب الهداية وأحوالها وثمراتها؛ فإنَّ العبد يحتاج إلى إنعام يعرّفه بسبيل الهدى ويبصّره به، وإنعام لإرادة اتّباع الهدى، وإنعام لإعانته على سلوك سبيله وصرف القواطع والمعوّقات عنه، وإنعام بتثبيته وتأييده حتى يجد ثمرة هدايته، وإنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى ربَّه جلَّ علا وهو راضٍ عنه.
فإنعام الله تعالى على عبده في هدايته إلى صراطه المستقيم يشمل كلَّ ما ذُكِر وغيره مما لا يحيط به العبد علماً؛ ولو ذهب يعدّد هذه النعم لم يحصها، فألهمه الله وصفاً جامعاً شاملاً رضيه سبحانه وتعالى وتقبّله من عباده وأجابهم وأثابهم عليه، والله تعالى محيط بكلّ ما يحتاجه العبد من نعمه ليهتدي بهداه ويفوز برضاه ويسلم من سخطه وعقابه؛ فكان قوله: {صراط الذين أنعمت عليهم} كافياً في وصف الصراط المستقيم الذي يريد الهداية إليه وفيه.


س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
ج 4: أولًا: إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى الله تعالى -المعبر عنه بالضمير-: ولم يقل المنعَم عليهم كما قال: "المغضوب عليهم"
فإن كلام أهل العلم هنا يتلخّص في أربع أمور كالآتي:
1: توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدلَّ على التوحيد من قول.. المنعمِ عليهم..
2: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى؛ فإنّ ذلك يقتضي أنَّ كل مهتدٍ إلى الصراط المستقيم فإنّما اهتدى بما أنعم الله عليه، فيتوسّل بسابق إنعامه على كلّ من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن يُنعم عليه كما أنعم عليهم.
3: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.
4: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعم بها، وأصل الشكر ذكر المنعِم والعمل بطاعته، وكان من شكره إبراز الضمير المتضمّن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من ذكره وإضافته النعمة إليه ما ليس في ذكر المنعم عليهم لو قاله فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ")ا.هـ.

ثانيًا: عدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}:
في قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} أسند الفعل إليه جلّ وعلا، وقال هنا: {غير المغضوب عليهم} ولم يقل: ( الذين غضبت عليهم).
يرى المؤلف أنَّ ذلك :
1- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
وهذا نظير بغض الله تعالى لمن يبغض من عباده، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
2- لأنَّ إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم.
3- لأن التعبير بالاسم دون الفعل لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، ففيه من المعنى ما لا يفيده قول: (غضبت عليهم) لأنه قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
ولابن القيّم رحمه الله تعالى وجهان آخران:
الأول: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
الثاني:: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.


س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
ج5: المراد بهما مما صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون، ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
- المغضوب عليهم؛ اليهود: سبب الغضب عليهم أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- الضالون؛ النصارى:- وسبب ضلالهم أنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، يأتمرون بما يأمرون من دون الله وينتهون بما ينهون.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

ج 6: الاستفادة من الدورة تظهر في فوائد عديدة منها:
1- القدرة على استظهار المعنى العام للآيات، وتقييد الفوائد على المتن المختار للتفسير.
2- القدرة على الترتيب والتنسيق والاستنباط.
3- عدم الانشغال بالإشكالات الواردة في بعض الآيات بالرغم من معرفتها.
4- معرفة الأقوال الأخرى في التفسير بدلًا من الاعتماد على قول واحد مختار والحرية في اختيار الأقرب الى اقتناعي.
5- الإلمام بما يتعلق بأصول التفسير من طرق التفسير وأسباب الاختلاف في التفسير وأنواع الاختلاف وقواعد التفسير وقواعد الترجيح ومعرفة مصطلحات المفسرين.
6- معرفة بعض معاني القرآن والأخذ بها أخذًا تطبيقيًا وروحيًا.
7- معرفة أقوال السلف خاصة، أي الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
8- استظهار أقوال السلف في الآية، قولان أو ثلاثة أو أكثر، والمقارنة بينهم.
9- معرفة الأقوال الصحيحة المحتملة في الآية التي جاءت بعد السلف.
10- التعرف على مناهج المفسرين المختلفة.
11- العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على نهجهم.
12- التركيز على كلام المفسر في تفسيره للآيات المتصلة بالنهج الذي يتميز به المفسر كأن يكون المفسر لغويًا أو فقيهًا أو عالمًا بالقراءات والاستفادة من ذلك.

الحمد لله ربي ورب العالمين

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:22 AM
نور اليافعي نور اليافعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 229
افتراضي

الأسبوع الرابع
اجابة أسئلة
المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
الحكمة من تعدية الهدايه بنفسه دون استخدام (إلى )التي بمعنى هداية الدعوة الى الحق وتتضمن انك على الحق ودعوتك دعوة هداية والى صراط مستقيم لا غير لقوله تعالى ( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ) او (اللام )بمعنى تحقيق ثمرة الهدايه بالنسبة للمهتدي ( أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وفِي كل ذلك المعاني يؤثر السياق
اما معنى الهداية بلا تعديه يدل على انه جامع لكل المعاني من الدلالة والتوفيق والإلهام والبيان والتهيئة لقوله تعالى في موضع اخر (وهديناهم الصراط المستقيم )


س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
وصف الصراط بانه مستقيما مع ان معنى الصراط في ذاته يفيد الاستقامة والوسع والسهوله والوضوح لما في ذلك من وصف كاشف للتأكيد على الصفه بالاستقامة وانه لا خطأ فيه ولا ضلال قوله تعالى ( الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما )

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
المراد بالانعام في الايه الانعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء والسداد مع الاستمرار فيه والتحقق من اسبابه وعوامل توفره واثبات ثمرته والتوفيق في سلوك اسبابه والثبات على منهج الهدايه وقطع العوائق والعلائق والشواغل فهو عام في تحقيق الهدايه بكل جوانبها قال تعالى ( من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحين أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما )

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى فحسب إنما كل من دخل في وصفهم وسلك مسلكهم واقتفى اثرهم في مخالفه الحق مع العلم به فهو كاليهود المغضوب عليهم فيلحق بهم لتطابق السلوك وكذا من لم يعرف الحق وضل في معرفته فانه يدخل في حالة النصارى من الابتداع والضلال لتشابههما في المورد والسلوك والافعال ولقول النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه ( لتتبعن سَنَن من كان قبلكم شبر شبر وذراع بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قيل : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال: فمن ؟!

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
فيها خمسة أقوال انها زائدة والثاني انها لدفع توهم انها طائفة واحده والثالث بمعنى غير غير المغضوب عليهم وغير الضالين وهذه قراءه صحيحه واثبتت في المصحف الامام بلا الرابع لدفع توهم انها وصف للذين الخامس ليؤكد انها طريق اخرى غير طريق المغضوب عليهم


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المنهجية في دراسة مسائل التفسير
لكل حرف من الحروف معنى يفهم حسب السياق واختلاف التفاسير حسب فهم معنى الحرف وسياقه
التفسير البياني يكشف لمسائل الإبداع في التقديم والتأخير ومعاني الحروف والتعريف والتنكير
للتعريف ايضا أوجه وليست بمعنى واحد
نسبة الاقوال الى قائليها لا بد من التأكد منها لانها على انواع نصوص تقال وتنسب لمن قالها فانه يراعى فيها السند والمتن
أقوال مستخرجه على أقوال أصحابها او ما يفهم او نايلون من قوله
تفسير القرآن بالقرآن او بالنصوص الصحيحة من السنه النبويه

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:28 AM
وداد الحوكان وداد الحوكان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 12
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : (فإذا قال "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) ، فبعد حمد لله والثناء عليه في أول السورة بأكمل صفات الحمد وأتمها جاء السؤال بالهداية إلى الصراط المستقيم ، وهذا مما يدل على عظم أمر الهداية في حياة المسلم وأنها رأس الفلاح وأساسه،فإن العبد إذا هداه الله هداية دلالة وإرشاد ثم وفقه وأعانه على اتباع سبيل الهدى فقد أفلح في الدارين ونجا من طريق الغواية والردى ، قال ابن تيمية رحمه الله (أعظم الدعاء وأنفعه وأحكمه دعاء الفاتحة ، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لكن الذنوب من لوازم نفس الإنسان فهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب ) ا.ه
اهدنا: أي الهمنا ووفقنا وأرشدنا إلى طريق الحق ، فالهداية هنا تشمل هداية الدلالة وهداية التوفيق ، ولا تتحقق الهداية إلا بالجمع بين العلم بالهدى والشرع والعمل به ،وهذا مما يدل عليه تعدي فعل الهداية بنفسه للجمع بين أنواع الهداية كلها فإن من لم يعرف الهدى لم يهتدي به كحال أهل البدع والضلال ، ومن عرف الهدى ولم يتبعه ليس بمهتدٍ ولا يحشر مع المهتدين كحال أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم .
ولفظ الهداية يرد في آيات القرآن الكريم بالمعنيين ، كما في قول الله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ) أي لا تملك لهم هداية قبول الحق والعمل به ، وقوله تعالى ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) أي تدل الناس على طريق الحق والإيمان المستقيم
أحوال سائلي الهداية:
إن المحسن الذي يسأل الله الهداية كأنه يراه مستشعرا عظمته وقدرته ليس كمن يسأل الله إياها وقلبه غافلٌ لاهٍ ؛ فإ، الله قد رتب أحكام الشرع والجزاء والثواب على أعمال القلوب ونواياه ، فما كان خالصا له قبله ، وما لا فليس لصاحبه إلا النكال ،قال تعلى (أولئك الذين يعلم الله مافي قلوبهم فأعرض عنهم)
• من الناس من يسأل الله الهدايه بقلبٍ حاضر مستشعرا عظمة الله وقدرته .
• ومنهم من يبلغ درجة المحسن في أدائه لدعائه وتذلله لربه
• ومنهم من يقصد هداية دون هداية فالأعمال بالنيات ولكل امرئٍ مانوى .
(اهدنا الصراط المستقيم) : هذا لفظ جامع مانع للهداية إلى ما يؤدي إلى جنة الله ورضوانه ويبعد عن سخطه ونرانه ، فعلى العبد المسلم الذي يكرر هذا الدعاء في كل ركعة من صلاته أن يحرص على بلوغ أعلى المقاصد به وليستشعر حكمة الله في أمرنا بهذا الدعاء في كل صلاة
وليستشعر ضعفه وفاقته ، وحاجته إلى هذه المنة الربانية التي يؤتيها الله من يشاء من عباده .

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
معنى الصراط : هو الطريق الواضح السهل المستقيم
كما نقل ابن جرير الإجماع على هذا المعنى بين أهل التأويل )أجمع أهل التأويل على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وكذلك في جميع لغة العرب فمن ذلك قول الشاعر: أمير المؤمنين على صراطٍ.... إذا اعوج الموارد مستقيم) ا.ه
والصاد في كلمة الصراط منقلبة في الأصل السين (السِّراط) كما ه قراءة ابن كثير المكي وعن الزاي (الزِّراط) كما في قراءة أبي عمرو ،وهذا عائد لاختلاف النقط عند العرب أما المعنى فهو احد لديهم جميعا، وجاء رسمها في المصحف بالصاد لتحتمل هذه الأوجه جميعها .

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
اجتهد أصحاب التتفسير البياني بمسائل الحذف بالقرآن، وكثرت أقوالهم فما كان وجه الدلالة منه صحيحا فهو معتبر ،فإن كل حذفٍ بالقرآن فهو لحكمة ، فكان مما قيل في هذا أن الحذف جاء لدلالة على عموم كل ما يتحقق به الهداية للعبد في دنياه وآخرته ، وهذا مشابه لحذف أفعل التفضيل في قول الله تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) أأي يهدي لكل ما يحتاج إليه من أبواب الخير والعلوم والأعمال والأخلاق ونحوها.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
جاء الصراط في الموضع الأول معرفا باللام وفي الثاني معرفا بالإضافة ولم يختصره للدلالة على أن المقصد في الموضع الأول هو هداية السائل للطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، والموضع الثاني جاء دالا على أن هذا الطريق قد سلكه الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين فيستأنس بهم السائل ويطمئن قلبه لصحة طريقه .
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
توافقت أقوال السلف في تفسير "المغضوب عليهم "باليهود و " الضالين" هم النصارى لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم منها ما روي عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضلال) رواه الترمذي وأحمد وابن جرير والطبراني في الكبير من طرق عن سماك بن حرب ، عن عباد بن حبيش ، عن عدي به
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
أن أعظم مايدرس هو كلام الله وتفسيره ، وأشد ما يرقق لقلب ويستحضر الخشية
أن يستحضر الطالب أهمية سؤال الله الهداية والفتح والتوفيق بعد حمده وثنائه عز وجل بأكمل الثناء والحمد
أن على طالب التفسير أن يُلم بجميع الأحاديث الواردة في التفسير وتخريجها
أن يبدأ طالب التفسير بالتدرج في تعلمه مع الجد والاجتهاد وينظر في التفسير في كتب المتقدمين في الأمة فهم الأقرب إلى عهد التشريع والسنة.
أن يُفسر القرآن بالقرآن أو بما ورد بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ثم الصحابة – رضي الله عنهم -الأعلم فالأعلم من التابعين- رحمهم الله-.
أن على الطالب أن يجد في النظرر في أقوال علماء التفسير البياني بالقرآن ويأخذ منها ما كان وجه دلالته صحيحا معتبرا.
أن على الطالب أن يكون عارفا بالقراءات وتنوعها ومدلولاتها وأسانيدها.

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:33 AM
سهيلة هارون سهيلة هارون غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 43
افتراضي

المجموعه الرابعه
س1: ما معنى ضمير الجمع فى قوله (اهدنا)؟
ج:اختلف العلماء على معنى ضمير الجمع على ثلاثه اقوال:
أ-كل عضو من اعضاء العبد وكل حاسه من حواسه مفتقره الى هدايه فأتى به بصيغه الجمع حتى تحاكى كل عضو وكل حاسه وهذا (قول ضعيف )كما قال ابن القيم حينما سأل الشيخ ابن تيميه فاستضعف هذا القول جدا وقالان الانسان اسم للجمله لا لكل جزء من اجزاء الجسم ولا لعضو من اعضائه
ب-حتى يتضمن دعاؤه لإخوانه المسلمين بالهدايه فيكون له أجرالدعاء لنفسه ولاخوانه
وهذا القول وان كان صحيحا الا انه لا يستقل بالجواب
ج-الجمع نظير الجمع كما قال (اياك نعبد وإياك نستعين ) فالإتيان بضمير الجمع فى الموضعين احسن وافخم لان المقام هنا مقام عبوديهوافتقار إلى الله فأتى بصيغه الجمع اى نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبوديه

س2:بين معنى التعريف فى الصراط؟
ج: التعريف هنا يفيد الحصر فهو صراط واحد لا غير
ومع افادته الحصر يفيد معنى التشريف والتفصيل والكمال

س3:ما الموقف من اختلاف عبارات السلف فى بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم؟
ج:المراد بالذين أنعم الله عليهم فى الايه (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )
وقد تنوعت عبارات السلف فى بيان المراد بالذين انعم الله عليهم
أ-روى بشر بن عماره انه طريق من انعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكه والنبيين والصظيقين والشهداء والصالحين الذين أطاعوك وعبدوك
وقال الربيع بن اني البكرى:النبيون
وقال مجاهد : المؤمنون
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (النبى)
وقال وكيع بن الحراح : المسلمين
وهذه الاقوال لا تعارض فيها لان كل هؤلاء من طبقات الذين ذكرهم الله فى سوره النساء من الذين انعم الله عليهم

س4:بين مراتب الهدايه ودرجات المهتدين وبين أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهدايه
ج:مراتب الهدايه
أ-هدايه دلاله وارشاد وهى هدايه علميه ثمرتها العلم بالحق والبصيره فى الدين
ومن امثله القران على هدى الارشاد قوله تعالى( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )
ب-هدايه التوفيق والالهام وهى هدايه عمليه ثمرتها العمل بهذا الحق
ومن امثله هدايه التوفيق قوله تعالى (فبهداهم اقتده )
ولا تتحقق الهدايه الا بالجمع بين المعنيين ( العلم والعمل ) ا
اما درجات الهدايه فتنقسم الى ثلاثه اقسام أ: (الذى تحقق له اصل الهدايه )وهو الظالم لنفسه وهم الذين هداهم الله لاصل الاسلام فأدوا الفرائض واجتنبوا نواقض الاسلام مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم فى بعض الواجبات واصحاب هذه الدرجه مسلمون لهم نصيب من الهدايه بحسب ما معهم من الايمان علما وعملا
ب-المتقون وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فنجوا من العذاب وفازوا بالمحبه
ج: المحسنون وهم أكمل الناس هدايه وذلك لأنهم يعبدون الله كأنهم يروه فاجتهدوا فى فعل الواجبات والكف عن المحرمات واحسنوا التقرب الى الله
أما اثر معرفه الهدايه على احوال السائلين فلكل داع بالهدايه مقصد م دعائه والله يعطى كل سائل ما أراد بسؤاله .فأهل الاحسان مقصدهم بلوغ اعلى درجات الهدايه ومن دونهم كل بحسب مقصده

س5:اذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم وضالون فما الحكمه من تخصيص كل طائفه بوصف؟
وذلك لما تقررمن أن المغضوب عليه ضال غير مهتد والضال سالك سبيل يستحق غضب الله ثم تعقب اجابه هذا السؤال ابن عطيه وذكر المفسرون اكثر من اجابه ● الله وصف كل طائفه بما تفرد بهحتى صارت كل كالعلامه التى تعرف بها تلك الطائفه ( ابن جرير ●افاعيل اليهود من الاعتداء والتعنت قتل الانبياء اوجبت لهم وصفا خاصا والنصارى ضلوا من اول كفرهم دون ان يقع منهم ما وقع من اليهود ( ابن عطيه )
اليهود أخص بالغضب لأنهم أمه عناد والنصارى اخص بالضلال لانهم امه جهل ( ابن القيم )
فمن ترك العمل بالعلم استحق سلب نعمه الهدايه وذلك لمقابله النعمه بما يغضب الله كما فعلت اليهود
ومن اعرض عن ذلك العلم وابتدع فى دين الله كما فعلت النصارى

س6:بين ما استفدته من دراستك لدوره تدبر سوره الفاتحه من المنهجيه فى دراسه مسائل التفسير
ج:كيفيه التفرقه بين الاقوال الصحيحه والضعيفه ومعرفه سبب الضعف
معنى الايات اجمالا اولا ثم تفصيليا
الاصل فى تفسير القران هو تفسير القران بالقران ثم بالسنه ثم اجتهاد الصحابه واجماعهم.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:40 AM
عائشة إبراهيم اوغلو عائشة إبراهيم اوغلو غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: اسطنبول
المشاركات: 32
افتراضي

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
المسلم يسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم بمعنى أنه يطلب التثبيت على الحق والهداية. والزام القلب على الهداية أو زيادة الهدى بحيث يستطيع ايفاء أوامر الله وترك نواهيه ولذلك يطلب المسلم في كل قراءة للفاتحة في كل ركعة سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم حيث يتاح له العمل بعلمه وهذا قائم بالهداية ولأن القلب يحتاج إلى التثبيت بسبب تقلبه بالهداية المتجددة ولكي يبعد عن الفتن المختلفة. وأخيرا كل عبد في حاجة دائمة إلى هداية متجددة لأن الفتن دائمة لذلك يحتاج إلى هداية المولى عز وجل. قال تعالى ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
للسلف أقوال مختلفة في معنى الصراط المستقيم:
أولا: دين الإسلام اذ أن الإسلام يشمل كل أوامر ونواهي الله عز وجل من شرائع الإسلام حيث روي أن الصراط المستقيم هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض.
ثانيا: كتاب الله عز وجل لما روي ( ... يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله)
ثالثا: ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأفاضل من الطريق لما روي (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
رابعا: الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحباه أبو بكر وعمر لما روي (هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه..)
خامسا: الحق وهو بيان للصراط المستقيم
وكل الأقوال صحيحة وتؤيد بعضها البعض ويجب على المسلم أن يأخذ الصحيح الموجود في المصادر الأصلية حتى يستطيع معرفة الصحيح من غير الصحيح.


س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
للإنعام معنيين في القرآن الكريم:
الأول: إنعام عام، وهو إنعام للفتنة والإبتلاء، كما قال تعالى: (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه..) وقال تعالى: (ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ) وهو إنعام عام حجة على العباد ودليل على المنعم للمؤمنين والكافرين لقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون
الثاني: إنعام خاص، بمعنى المنة ، وهو إنعام بالهداية لما يرضاه الله من الأقوال والأعمال
والإنعام الخاص بالهداية والتوفيق وهو المقصود في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا..)
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
صراط الذين أنعمت عليهم أسند الفعل إلى الله تعالى في (أنعمت عليهم) بينما في غير المغضوب عليهم لم يقل: غضبت عليهم. هنا تم إبهام ذكر الغاضب يدل على وقوع الغضب أكثر من مرة و عموم الغاضبين وكثرتهم. وأيضا بعض من أفعال العقوبة لا يذكر فيه الفاعل بل يحذف من باب الأدب مع المولى جل وعلا و حتى لا يقع ما ينزه الله عنه. وذلك أيضا أسلوب أدبي بليغ بخلاف أفعال النعمة فإنها تفيد العناية والتكريم . روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)



س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود بالمغضوب عليهم لأنهم لا يعملون بما يعلمون فهم يعرفون الحق مثل معرفة أبنائهم ولكنهم يشاقون ويعاندون ويكابرون ويكتمون الحق وهم معرضون ويقتلون ويذبحون ويعادون لذلك هم مستحقون لغضب الله ، و النصارى بالضالين. لأن عبادتهم لله عن جهل وهوى مضيعين ما أنزل الله بالإبتداع واتباع الهوى. قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله فضلّوا بذلك ضلالا بعيدا

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- تخصيص وقت معين للدراسة وتطوير الذات.
2- التعمق في التفسير والغوص في بحاره .
3- الإحساس بضعفي في البلاغة وحاجتي لدروس البلاغة.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:55 AM
تسنيم المختار تسنيم المختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 55
Post المجموعة الثانية


س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.

إن معنى طلب الهداية هنا في الآية هو متضمن لنوعي الهداية:

  • هداية الدلالة والبيان.
  • هداية التوفيق.
ولما كان المهتدين في هدايتهم على درجات يتفاضلون فيما بينهم ليسوا سواء، كانوا أيضا متفاضلين في مقاصدهم من سؤال الهداية أيضًا على درجات:
  • الدرجة الأولى: (ظالمي أنفسهم) بتفريطهم في الأوامر، وإفراطهم في المعاصي واقترافهم للكبائر.
    فيكون مقصدهم فى سؤال الهداية على قدر مرتبة هدايتهم و إرادتهم.
  • الدرجة الثانية: (المقتصدون)، وهم أعلى فى همتهم من الظالمي أنفسهم، فيكون سؤالهم الهداية ومقصدهم منها كذلك أعلى.
  • الدرجة الثالثة: (المحسنون) الذين يطلبون من الله الهداية ومقصدهم فيها تحقيق أعلى درجاتها وجمع كل مراتبها، وطلب هداية الله لهم في كل شؤون حياتهم، وإبصارهم بالحق واتباع المنهاج القويم -نسأل الله أن يجعلنا منهم.
فكُلٌ يتفاضل بحسب إرادته وهمته و مقصده فى طلب الهداية، والله يُعطى كل سائل ما طلب.
ولكن الحذر الحذر من مرتبة دون المراتب، مرتبة القلب الغافل اللاهى، يدعوا الله وقلبه مُنشغل، فأنى يُستجاب له!
يقول النبي -- : (إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل).
فحريٌ بنا أن نسأل الله أن يرزقنا أعلى مراتب الهداية، وأن يجعلنا من المُحسنين، وأن نجمع قلبنا على الدُعاء؛ فنفوز بالإجابة بكرم الله.
فالجميع يسأل الله الهداية، ولكن يتفاضل الناس فى طلب الهداية من وجوه:
  • حضور القلب.
  • الإحسان في الدعاء.
  • المقصد من الدعاء.
فمن أحسن في هذه الوجوه، وأداها كما هي على وجهها الأكمل، كان حقٌ على الله أحقه على نفسه أن يستجيب دعاءه.





س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.

كلمة (الصراط) في لغة العرب معناها:
الطريق السهل المستقيم الواضح الواسع الموصل للمطلوب.
ولا شك أن أفضل ما يُقال في المراد بالصراط المستقيم، هو ما قاله رب العِزة:
هو (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
فهو وصف للطريق الوحيد المُوَصِّل لله تعالى وجنته، والمُنَجي من ناره وعقوبته.
أما أقوال السلف في المراد بالصراط المستقيم فهي على خمسة أقوال:


  • الإسلام.
    قال أبو العالية: تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا.
    الشاهد: عليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام.

  • كتاب الله (القرآن).
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق، فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).
    وفى رواية: (فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، فَإِنَّ حَبْلَ اللَّهِ الْقُرْآنُ).

  • ما كان عليه النبى -- وصحابته.
    عن عبد الله بن مسعود قال: (الصراط المستقيم، الذي تركنا عليه رسول الله
    ).

  • النبى -- وأبو بكر وعمر -صاحباه- رضى الله عنهم أجمعين.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: (الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال: (هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه)
    وهذا القول قاله ابن عباس بعد مقتل عُثمان بن عفان رضي الله عنه وظهور الفِرَق.
  • الحق.
    والمراد به وصف للصراط المستقيم، لأن كل ما دونه باطل.
    وهذه الأقوال الخمسة صحيحة لا تعارض بينها، بل أنها متلازمة؛ فمن اتبع هَدى النبى -
    - وصحابته رضوان الله عليهم، فقد اتبع الإسلام، واتبع منهاج الله وكتابه القرآن، وكان على الحق ولا شك.





س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟

لقد تنوعت أقوال السلف في توضيح المراد بالذين أنعم الله عليهم، فمنهم من قال أنهم عموم المسلمون، ومنهم من قال أنهم المؤمنون، ومنهم من قال غير ذلك، وكل هذه الأقوال لا تعارض بينهم؛ إذ أن لكل قول منهم سبب وسياق تقال فيه.
ولقد بيَّن الله تعالى من هم وما صفاتهم في غير الآية فقال: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).
ولكن الحكمة من عدم تسمية الذين أنعم الله عليهم في هذه الآية تتضح فى ثلاث نقاط:


  • صرف الذهن والتأكيد على سبب كونهم من المُنعَم عليهم، حيث أن السبب هو هداية الله لهم؛ فبغير هداية الله لم يكونوا من المنعَم عليهم.
  • صرف القلب عن التعلق بغير هدى الله، وعن تقليد الأشخاص، وبيان أن اتباع الأنبياء والمرسلين إنما هو محض امتثال لأمر الله وتحسس هُداه.
  • عموم الآية؛ حيث أن عدم تحديد المُنعَم عليهم وتسميتهم، يفيد العموم، فالله تعالى هو من هدى الجميع إلى الطريق، وأنعم عليهم بذلك، سواء كانوا نبيين أو شُهداء أو حتى عموم المسلمين.
وهذه النقاط منقولة بتصرف من كلام ابن القَيِّم القَيِّم، في إجابته على السؤال عن الحكمة من عدم تسمية المُنعم عليهم.






س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟


ما من أمر أورده الله -عز وجل- إلا لحكمة بالغة قضاها، واشتهر بين العلماء ذكر أوجه الحكمة من تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين) ومنها:
  • مراعاة فواصل الآيات، وهذا الوجه وإن صح فلا يمكن أن يكون الحكمة من التقديم فقط، سبحانه وتعالى الحكيم، تتجلى حكمته في كل حرف في القرآن فلا يستقل هذا السبب وحده.
  • تقدمًا زمانيًا: أي تقدم اليهود في الزمان على النصارى، فتقدم ذكر اليهود (المغضوب عليهم) على النصارى (الضالين).
  • المجاورة والتقارب مكانيًا: أي أن اليهود كانوا مجاورين للنبي في المدينة وأكثر قربا من النصارى فكان التعوذ منهم متقدم على التعوذ من النصارى، وهذا الوجه يُرد على هذا الوجه أن سورة الفاتحة مكية إلا أن يُقصد به يهود يثرب أقرب مكانيا من نصارى نجران، فيصه هذا الوجه من هذه الناحية.
  • اليهود أغلظ كُفرًا من النصارى؛ حيث أن كُفر اليهود على علم فكان عنادًا، أما كُفر النصارى عن جهل فكان ضلالًا، والمعاند أشد ظُلمًا من الضال -وكلاهما ظالم- فتقدم التعوذ من الأغلظ ظلمًا (المغضوب عليهم) على (الضالين).
  • الترتيب في التعوذ: وهو وجه اتفق مع بعض سابقيه من الأوجه، فالتعوذ يكون من الأقوى ثم الأضعف، فتقدم نفي الأشد ظُلمًا (المغضوب عليهم) على الأقل منهم ظُلما (الضالين) وكلاهما ظالمٌ مغضوب عليه ضال.
  • المقابلة في المعنى بين (الإنعام) وبين (الغضب): وقد أورده ابن القيم في أحسن الوجوه، فكان التدبر في سؤال العبد لله -عز وجل- أن يكون من (الذين أنعمت عليهم) والتعوذ من أن يكون من (المغضوب عليهم) أقوى للمعنى من الإتيان من (الضالين) بعد (الإنعام).
    كما أنه أفاد المقابلة الخاصة والعامة على الترتيب:
    • الخاصة: بالعمل بما علم.
    • العامة: بالعلم بدلا من العبادة عن جهل فتضل.
      فكان تحقيق المقابلة الخاصة أولى في التقديم من تحقيق المقابلة العامة، فتقدمت المقابلة بين (الإنعام) و(المغضوب عليهم) وهي خاصة ومقدمة لأن أصل الهداية في العمل بما علم، ثم أورد المقابلة العامة مع (الضالين).
  • عصيان الله على علم أول ذنب عُصي الله -عز وجل- به (عصيان إبليس) في أمر الله بالسجود لآدم، فتقدم ذكر (المغضوب عليهم) على (الضالين) والضلال كانت ذنوب متقدمة بعصيان الله عن جهل.



س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

ذكر في الإنعام (الذين أنعمت عليهم) ولم يُبهم، لبيان عظمة الله عز وجل وأنه هو المُنعم وحده لا شريك له، بينما أُبهم الغاضب في (المغضوب عليهم) واجتهد العلماء في الحكمة من ذلك على أوجه عديدة منها:
  • الوجه الأول: (وهو الأظهر)
    • بيان لعظم شأن الله -عز وجل- ومن عظمته أن يغضب لغضبه جنوده في السموات والأرض من الملائكة والبشر وحتى الجمادات فيظهر ذلك في معيشته فتكون ضنكا مغضوب عليه من عموم جنود الملك.
    • ودل عليه حديث أبي هريرة عن الرسول -- أنه قال:
      (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
      ودل عليه أيضا حديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -
      -:
      (من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).

  • الوجه الثاني:
    • تنزيها لله -عز وجل- فتُنسب أفعال الرحمة والعفو والمغفرة والكرم والفضل لله، ولا تُنسب أفعال العدل والعقاب والجزاء لله، وهذا موافق للنسق القرآني في عمومه، لكي لا يقع في قلب أحد أنه مجبور على المعصية لأن الله أورد الجزاء والعقاب عليه، فيقع في ضلال أن معصيته من قضاء الله وقدره، وتعالى الله على أن يُجبر أحد على الذنب بل يُخلي بين العبد والفعل.
    • دل عليه قول الله تعالى: (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا).
      وأيضا قوله تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ).

  • الوجه الثالث:
    • للتبكيت والإهمال والإعراض عن (المغضوب عليهم) فقد أعرضوا عن عبادة الله -عز وجل- فلم يستحقوا الإلتفات لهم على عكس (المنعَم عليهم).
    • ودل على هذا الوجه قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا).



س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

ابتداء على طالب علم التفسير أن يسلك مسائل عامة في السورة ومسائل خاصة في كل آية على حدة في السورة.
  • المسائل العامة:
    • أسماء السورة، وبيان معاني أسماءها.
    • تصنيف السورة من حيث كونها (مكية) أم (مدينة).
    • عدد آيات السورة.
    • فضائل السورة.
    • مسائل وأسباب نزول السورة.

  • المسائل الخاصة:
    • مقصد الآية.
    • القراءات في الآية (إن وجدت).
    • المعنى اللغوي لكل لفظ في الآية على حدة.
    • المعنى المراد في سياق الآية (شرعًا).
    • تناول الآية بالتفصيل: ((على سبيل المثال وليس الحصر))
      • الأسماء، والأفعال، والحروف.
      • النكرة، والمعرف بـ ال والمعرف بالإضافة، (الأسماء)
      • المضارع، الماضي، الأمر، والأفعال المبنية للمجهول (الأفعال).
      • الضمائر، والأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة (وما تعود عليه).
      • حروف الجر والحروف الزائدة وحروف النفي (وعلة تواجدها في السياق).
      • النفي والإثبات الوارد وعلته.
      • الإبهام أو الحذف.
      • الترادف في المعنى.
      • التكرار ومقصده.
      • المقابلة في المعنى ومقصدها.
      • التحول من الخطاب للغيبة والعكس، ومدلوله.
      • التقديم والتأخير وحكمته.
      • مدلول كل نقطة سبق ذكرها تفصيليا.
      • حكمة الاتيان بلفظ معين دون غيره في سياق الآية.

  • منهجية البحث: ((في كل مسألة من المسائل السابق ذكرها))
    • النظر والبحث في الأحاديث المروية في كل مسألة.
    • النظر في درجة كل حديث (صحيح،أم ضعيف) وسبب ضعفه، وقبوله من عدمه.
    • مرويات السلف وعباراتهم في تفسير المعنى، وأوجه الاتفاق والاختلاف بين المرويات والراجح منها.
    • أوجه العلماء المتقدمين في المسألة، وأوجه الاتفاق والاختلاف بين المرويات والراجح منها.
    • البحث في أقوال العرب وما ورد من الألفاظ في أشعارهم ونثرهم.

    (( وحريٌ بطالب علم التفسير أن يتثبت من صحة المرويات ونسبتها لأصحابها وعدم النقل من كتب المتأخرين دون التحقق من صحة ما ورد بها والرجوع إلى أمهات الكتب والاجتهاد في أن يجد له مُعلما مُرشدا يثق به وبعلمه يرشده في منهجية البحث في علم التفسير))
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد..



رد مع اقتباس
  #41  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:27 AM
أروى عزي أروى عزي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 28
افتراضي

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
أشتمل على دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له، وما يتضمّن هذا الإخلاص من البراءة من الشرك وما يقدح في إخلاص العبادة لله تعالى، والبراءة من الحول والقوّة إلا به تعالى.
‎كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
‎وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
حذف متعلّق الإنعام للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
‎ففي الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
‎وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

ومثل طالب العلم في طلبه كمَثَل من يريد السفر إلى مدينةٍ بينه وبينها مفاوز وطرق متعددة، ولا بدّ له من مرشد يُرشده:
1. فإذا وُفّق لمن يسلك به أحسن الطرق وآمنها وأيسرها وأقربها فهو أفضل له.
2. وإن سلك طريقاً صحيحاً آخر فيه صعوبة ومشقّة لكنّه يوصله إليها فهو سائر في الاتّجاه الصحيح وإن تأخّر.
3. وإن تذبذب بين الطرق أضاع وقته وجهده، ولم يتقدّم في سيره، ولا يمكن أن يصل إلى مطلوبه حتى يعاود سلوك طريق صحيح يصبر على مواصلة السير فيه.
4. وإن سلك طريقاً من غير مرشد يُرشده كان على خطر من غوائل الطريق، وانحراف مساره عن الغاية التي كان يريدها.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:48 AM
أريج نجيب أريج نجيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 341
افتراضي

إجابة المجموعة الثانية :
س1 : بين أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية ؟
ج1 : الذين يسألون الله عز وجل الهداية ليسوا سواء بل يتفاضلون من وجوه
1- حضور القلب فا الداعي لا بد من حضور قلبه وقت الدعاء .
2- الإحسان في الدعاء أن يكون دعائة قربى لله قال تعالى (( وإذا سألك عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني )). ويدعوه خوفا وطمعا فإن كان من أهل الإحسان يكون نصيبة في الإستجابة أعضم وأكمل .
3- المقصد من الدعاء فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فيقصد بسؤاله الهدايا التامة التي يبصر بها الحق .
س2 : بين المراد بالصراط المستقيم ؟
ج2 : المراد بالصراط الستقيم (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )). وسمي صراطا لوضوحه واستقامته ويسره وسعته فا الدين دين يسر وسعة وجعل الله الشريعة سمحة لا عجاج فيها ولا إختلاف ولا تناقض وهذا الصراط له (( سواء )) وهو أوسطه وأعدله وله مراتب وله حدود من خرج عنها أنحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلا من السبل المعوجة تقوده إلى النار والعياذ بالله وكان إنحرافه بقدر لا يخرجه عن حدود هذا الصراط أن يصرفه عن مراتبه العليا فهوا في المرتبة التي إرتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط وأن السالكين للصراط المستقيم يتفاضلون من جهات متعددة في مراتب السلوك والأستباق في هذ السلوك وفي الإحتراز من العوارض التي تعترض لهم عند سلوكها.
س3 : ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذيت أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ؟
ج3 : حذف متعلق الإنعام في هذه الآية الأظهر أن الحذف للدلالة على العموم في كل من شأنه حصرل تمام الهداية ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيره في كل شأن من شؤونه وهذا نظير حذف متعلق أفعل التفضيل في قوله تعالى (( أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) وذلك لإرادة العموم أي أقوم في كل شيئ يحتاج أليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق والسلوك والدعوة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويتقرب به إلى الله وتتحقق به النجاة .
س4 : ما الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين ؟
ج4 :
1- مراعاة الفواصل الآيات لا يستقل هذا الجواب وإن كان صحيحا لا بدمن حكمة أخرى ذكره إبن عاشور.
2- لأن اليهود متقدمون في الزمان عن النصارى ذكره ابن القيم .
3- لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة والنصارى لم يكونوا كذلك كانوا نجران أو الشام مقدمهم لقربهم ذكره ابن القيم ويشكل عليه أن سورة الفاتحة مكية.
4- أن اليهودأغلظ كفرا من النصارى ذكره ابن القيم وهو جواب الشيخ ابن عثيمين رحمة الله قال (( قدم المغضوب عليهم على الضالين لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل.
5- للترتيب في التعوذ لأن الدعاء كان بسؤال النفي بالتدرج فيه يحصل ينفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل جواب ابن عاشور.
6- لأن الغضب يقابل الإنعام فتقدم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقدير ذكر الضالين وأعم منه : أن تقديم المغضوب عليهم عن الضالين فيه تحقيق المقابلتين المقابلة الخاصة والعامة
الخاصة : بين العمل وتركه
العامة : بين العلم وعدمه وتوضيح ذلك أن الهداية لا تكون إلى بعلم وعمل والعلم متقدم عن العمل
7- لأن أول ذنب عصي الله به من جنس المغضوب عليهم لأنه عصيان عن علم ومعرفة وهو إباء إبليس السجود لآدم.
س5 : ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى (( الغضوب عليهم )) ؟
ج5 : في قوله تعالى (( صراط الذين أنعمت عليهم )) أسند الفعل إليه جل وعلا وقال هنا (( غير المغضوب عليهم )) ولم يقل (( الذين غضبت عليهم )) والأظهر أن ذلك لأفادة عظم شأن غضب الله عليهم وأنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض فيجد أثآر ذلك الغضب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : أني أحب فلانا فأحبه ، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، قال : ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال : أني أبغض فلانا فأبغضه ، قال : فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ، قال : فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض)) والمقصود من إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائدة عموم الغاضبين وكثرتهم.
س6 :بين ما أستفدته من دراستك لدورة تفسبر سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير ؟
ج6 :
1- العناية بمنهج وأقوال السلف الصالح ومن سار عليه.
2- الحرص على أستظهار الأقوال وبيان الراجح منها.
3- معرفة المعنى الإجمالي للآيات والدلالات اللغوية للألفاظ القرآنية.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:58 AM
أم سامي المطيري أم سامي المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

دخول المسلم في الإسلام هدايه لكن هذه الهدايه تحتاج إلى هدايات متنوعة ومتجددة وبيان ذلك من وجوه:

1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.

2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.

3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.

4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.

5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها؛ فكلّ ما أمر الله به ونهى عنه فهو من شريعة الإسلام، وكل عبادة صحيحة يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى فهي من اتّباع دين الإسلام، ومن سلوك الصراط المستقيم.

والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).

والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه

والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال:
«هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال:
«صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما»

القول الخامس: هو الحق ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.

قال ابن كثير:
(كل هذه الأقوال صحيحه ومتلازمه فإن من أتبع النبي واقتدى بالذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضًا)

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.

المعنى الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنةوابتلاء
كما في قول الله تعالى:
[فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ]

وهذا الإنعام عام للمؤمنين والكافرين كما في قوله:(كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محضورا)

والنوع الثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال،
وهذا الإنعام المقصود هنا هو إنعام هدايه وتوفيق وإجتباء كما في قوله :(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)

س4: ماالحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ ليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

كلام أهل العلم في بيان الحكمة من ذلك يتلخّص في أمور:

أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدلَّ على التوحيد من قول (المنعَم عليهم).

والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى؛ فإنّ ذلك يقتضي أنَّ كل مهتدٍ إلى الصراط المستقيم فإنّما اهتدى بما أنعم الله عليه، فيتوسّل بسابق إنعامه على كلّ من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن يُنعم عليه كما أنعم عليهم.

والثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.

والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون .
وقال ابن عباس: {غير المغضوب عليهم} قال:
«يعني اليهود الّذين غضب اللّه عليهم»

{ولا الضّالّين} قال:
«وغير طريق النّصارى الّذين أضلّهم اللّه بفريتهم عليه».
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

معرفة تفسير سورة الفاتحة وأسمائها وفضائلها ومعاني آياتها وأعظم تلك المعاني :
أن الله قسمها بينه وبين عبده ،فقسم حق لله عز وجل بإفراده بالعباده،والقسم الآخر سؤال العبد الله عز وجل الإعانه وسؤال ذلك منه وحده دون ما سواه،وفيها كذلك التبرء من كل معبود سوى الله تعالى ففيها معنى لا إله إلا الله ،والتبرء من الإستعانه بغيره وهذا يستلزم الإيمان بقدرته على الإعانه ففيها لا حول ولا قوه إلا بالله.
ومعرفة معنى إياك نعبد أي نخلص لك العباده نطيع أمرك محبة وخوفا ورجاء ، ومعنى إياك نستعين أي إياك نستعين بك وحدك لا شريك لك على إخلاص العباده لك،
ومعنى إهدنا الصراط المستقيم أهدنا أي وفقنا لإتباع هداك وأرشدنا له ،
الصراط المستقيم: وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
وفِي قوله [الذين أنعمت عليهم] :
بينهم الله عز وجل في قوله:{من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}
وفِي معنى قوله :{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
صح عن النبي صلى الله أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى وكذلك قال إبن عباس

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 02:13 AM
شيخة بنت عبد العزيز شيخة بنت عبد العزيز غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 48
افتراضي

لمجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية في قوله تعالى): {اهدنا الصراط المستقيم) جمع معاني هداية الدلالة والبيان وإلهام الله عز وجل للعبد ما يتحقّق به أنّه على الهدى وتحقيق ثمرة الهداية والتهيئة.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف ا.هـ.
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
فائدة ذلك للتأكيد على استقامته، ووصف الاستقامة بانتفاء العوج كما في قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيّما) وفيه بيان وتأكيد هذا على أن هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم، قال ابن جرير رحمه الله: وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه.
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
المراد به الإنعام الخاص، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية والتوفيق إلى كل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وهو المقصود في قوله تعالى ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا يقتضي قصر هذا الوصف على اليهود والنصارى ؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم، لأنه وصف له سبب، ذلك أنه لابد من العلم والبصيرة في ، والعلم يقتضي العمل فلا فائدة من العلم دون العمل به، ولابد أن يكون العمل صوابا، وأي عمل لايقبل إلا إذا كان خالصا لله عز وجل، وموافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ،فلا يجوز الابتداع فيه، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فسبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسلَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله، والنصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ، وعبدوا الله بأهوائهم، دون استرشاد، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، فهي لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- أن من المنهج السليم في التفسير، الرجوع للمصادر الأصيلةبالرجوع لأقوال الصحابة والتابعين و السلف الصالح و أقوال أهل العلم الثقات .
2- الانتباه للأسانيد والروايات الضعيفة ، وتمييز الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات.
3- أن استنباط معانى ودلالات الآيات يتطلب من المفسر أن يكون لديه علم بقواعد اللغة العربية.
4- معرفة اختلاف المفسرين وجواز الجمع بين أكثر من معنى فى تفسير الآيةإذاكانت الآية محتملة لتلك الوجوه .
5-جواز الجمع بين أكثر من معنى فى تفسير الأية، إذاكانت الآية محتملة لتلك الوجوه.
5- معرفة مقاصد الشريعة، والانتباه إلى أن ليس كلّ تعدية بحرف يكون المعنى جامداً عليها؛ إذ لا بدّ من مراعاة سياق الآيات.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 02:41 AM
إسراء بدوي إسراء بدوي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 31
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}
هذه الآية هي مقصود العبد وطلبه بعدما بدأ بالحمد والثناء والتمجيد والتوسل بالإخلاص والاستعانة له سبحانه..
وسؤال الهداية هنا يتضمن أمرين:
سؤال هداية الدلالة والإرشاد: وهي هداية علمية، بها يبصر المرء كلا من الحق والباطل.
وسؤال هداية التوفيق والإلهام: وهي هداية عملية، ثمرتها إرادة الحق والعمل به، فيوفق المرء لاتباع هدى الله بالتزام أمره واجتناب نهيه وتصديق خبره.
والهداية لا تتحقق إلا بالجمع بين الهدايتين السابقتين، وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
لذا كان هذا أعظم الدعاء وأنفعه: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب) ا.هـ.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول)ا.ه.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
- أولا: متعلق الإنعام هو: الإجابة على السؤال الذين أنعم الله عليهم: بم أنعم الله عليهم؟
- ثانيا: الحكمة من حذف متعلق الإنعام:
كل حذف في القرآن له حكمة، ولذا انبرى علماء التفسير البياني للبحث عن أسرار الحذف في القرآن فأتوا بما يدهش العقول..
لكن ينبغي التنبيه على أنه لا يقبل ما يقع في كلام بعضهم من التكلف غير المقبول، أما ما كان صحيحا في نفسه وله وجه صحيح في الاستدلال فيقبل.
والأظهر هنا: أن الحذف للدلالة على العموم: عموم النعم العظيمة التي يحتاجها العبد لتتم له نعمة الهداية، وعموم الهدايات الكثيرة التي يحتاجها المرء في كل شأن من شؤون حياته.
وذلك مثل حذف متعلق أفعل التفضيل في قوله تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"..أقوم في ماذا؟ في كل شيء مما يحتاجه المسلم في دينه ودنياه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكره في كل موضع له مناسبة وحكمة وفائدة:
ففي الموضع الأول: "اهدنا الصراط المستقيم": كان الأهم للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وأنه طريق واسع سهل واضح موصل للمطلوب، وهو واحد كما دل عليه التعريف والعهد الذهني.
أما في الموضع الثاني: "صراط الذين أنعمت عليهم..": أتى معرفا بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم، وليفيد أنه طريق آمن مسلوك، فإن النفوس مجبولة على الاقتفاء والمتابعة.
وقد رأى ابن عاشور أن في الموضع الثاني تفصيلا بعد إجمال؛ ليتمكن الوصف الأول من النفوس، ثم يعقب بالتفصيل المبين لحدود الصراط وعلاماته وأحوال سالكيه.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسله أنه وصف اليهود بأنهم: مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنهم ضالون.
فتظافرت أقوال السلف على:
- أن سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا.
- وأن النصارى ضلوا؛ لأنهم عبدوا الله على جهل متبعين لأهوائهم.
وهذا لا يعني قصر الوصف عليهم، فمن فعل مثل فعلهم نال مثل جزائهم.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

1- ذكر المعنى اللغوي لكل كلمة في آية-دون التوسع في ذلك- والعناية بما يخدم تفسير الآية من ذكر الأقسام ومواضع التكرار-إن وجد-
2- نقل الإجماع في المسائل المجمع عليها.
3- في مسائل الخلاف: جمع أقوال العلماء، وتحقيق نسبة كل قول إلى قائله، ونقل نص القول –إن أمكن-، وذكر دليل كل قول.
4- عند تحرير المسألة الخلافية: نبتدئ بذكر القول الراجح.
5- لا يلتفت للخلاف الضعيف.
6- على المفسر العناية بعلم مصطلح الحديث عناية خاصة.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:07 AM
عفاف نصر عفاف نصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 123
افتراضي

(بسم الله الرحمن الرحيم )

حل أسئلة المجموعة الثالثة:
🖋السؤال الأول :
مالحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الاسلام؟
📌دخول المسلم في الاسلام هو أصل الهداية لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة ومتجددة ،فالهدايه الإجمالية لاتغني عن الهدايةالتفصيلية،وبيان ذلك:
*الهداية مبنية على العلم والعمل ،فيحتاج العبد الى دوام سؤال الله أن يبصره في الدين ،وأن يعينه على طاعته وذكره وشكره وان يعصمه من الضلال في كل امر من أمور حياته ؛ لذلك نكررها في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم .
*أن المقصد من سؤال المسلم الهداية هو الثبات عليها كما ذهب ابن جرير والزجاج والنحاس وجماعة من اللغويين ان معنى الأية :ثبتنا على الهدى .
كما تقول العرب للقائم: قم حتى آتيك.
فالقلب يتقلب فيحتاج الى سؤال الله التثبيت والهداية الدائمة المتجددة عن أنس رضى الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))
وقيل ان المقصد من الأية :اي زدنا هدى.
*أن لكل عبد حاجات ومطالب خاصة له بما يناسب حاله ،فهو محتاج الى أن يمده الله بتلك الهدايات ،وان لم يهده الله لم يهتد .
*الانسان لا يأمن على نفسه من الزيغ والضلال فيحتاج العبد إلى سؤال الله ان يعيذه ويجنبه الفتن والضلال ماظهر منها وما بطن فانه من يهد الله فلا مُضَلَّ له.

**************
🖋السؤال الثاني:
ماهي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟
ومالموقف منها؟
المحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
🔸القول الاول:دين الاسلام ،وهذا القول هو أشهر الاقوال وأصلها .
*وهو قول جابر بن عبدالله ،ورواية الضحاك عن ابن عباس،وهو قول محمد بن الحنفية وعبدالرحمن بن أسلم ورواية عن ابي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسرين .
*الدليل:استدلو بحديث النواس بن سمعان الكلابي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال:(ضرب مثلا صراطاً مستقيماً،وعلى جنبي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة....)الحديث وفيه أنه قال:(والصراط الاسلام)

🔸القول الثاني: كتاب الله تعالى
*وهو رواية صحيحة عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه.
*الدليل: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
*هذا القول صحيح في نفسه باعتبار ان من اتبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.

🔸القول الثالث: هو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
*هذا القول رواية ابن مسعود حيث قال:(الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)

🔸القول الرابع:هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ابو بكر وعمر .
*وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ورواية عن ابي العالية والحسن البصري.
*هذا القول له سبب وهو انه بعد مقتل عثمان-رضي الله عنه -ظهرت فرق مخالفة كلها تدّعي بإنتسابها الى الإسلام
فأرادا أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم هو ماجتمع عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ابو بكر وعمر ،ليحذّرا مما أُحدث بعد مقتل عمر .

🔸القول الخامس:هو الحق
*وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن ابي حاتم .
*وهذا القول في حقيقته بيان وصف الصراط بأنه الحق ،لأن كل ماتبع سواه فهو باطل .

قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.
فاختلاف الاقول في هذه الآية لا تعارض بينها فتحمل الآية على جميع المعاني .

*****************
🖋السؤال الثالث:
بيّن معاني الانعام في القرآن الكريم؟
🔶الانعام في القرآن يكون على معنيين :
🔸الأول:إنعام عام للمؤمنين والكافرين وهو انعام فتنة وابتلاء،
كما في قوله تَعَالَى : {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }
وهو حجة الله على عباده ليستدلو به على عظمة المنعم جل وعلا فيعبدو ويخلصو له العبادة ويشكروه على نعمه،قال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

🔸الثاني:الانعام الخاص ،وهو الانعام بالهداية والتوفيق الى مايحبه الله ويرضاه وبما يمن الله على بعض عباده من أسباب فَضْلِه ورحمته .
قال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }

****************
🖋السؤال الرابع:
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
📌الحكمة في إسناد الانعام الى الله تعالى يتلخص في أمور :
•إظهار توحيد الله بنسبة الانعام اليه وحده ،فذكر الضمير أدلّ على التوحيد من قول :المُنعم عليهم.
•أن ذلك أبلغ في التوسل والثناء على الله ،فيستشعر العبد انعام الله على كل من أنعم عليهم فيسأل الله أن ينعم ويتفضل عليه كما انعم عليهم.
•أن شكر النعمة يقتضي التصريح بنسبة النعمة إلى المنعم.
•أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والتضرع الى الله .

📌وفِي عدم إسناد الغضب اليه ذكر المفسرون أوجه عديدة وهي:
•عظم شأن غضب الله جل وعلا ؛فلغضبه يغضب جنوده في السموات وفِي الأرض فيجد آثار ذلك الغضب في كل حال من احواله.
وهذا نظير بغض الله لمن يبغض من عباده ،كما في الحديث :(وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) رواه مسلم.
فمن فوائد ابهام ذكر الغاضب عموم الغاضبين وكثرتهم.
•أن المعهود في القرآن أن أفعال الاحسان والرحمة تضاف إلى الله وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها او يسند الفعل الى من كان له سبب فيه ؛وذلك تأدباً مع الله تعالى ولئلا يقع في بعض النفوس من المعاني التي ينزه الله عنها كما في قوله تعالى الذي حكاه عن الجن:{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْض أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبّهمْ رَشَدًا }
•أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والأعراض عنهم بخلاف النعم عليهم فإسناد فعل الانعام عليهم إلى الله يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.
والوجهين الاخيرين ذكرهما ابن القيم رحمه الله .
******************
🖋السؤال الخامس:
مالمراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
📌صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ووصف النصارى بأنهم ضالين.
وذلك في حديث عدي بن حاتم الطائي -رضي الله عنه -قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :المغضوب عليهم :اليهود ،والضالين:النصارى)
وتوافقت أقوال السلف فروي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس
ومن التابعين صح هذا القول عن مجاهد وزيد بن أسلم والسدي ،والربيع بن أنس البكري .

📌وان وردت الأدلة على ان الموصوفون هم اليهود والنصارى فان حكم الآية عام على كل من فعل فعلهم
•سبب الغضب على اليهود انهم عندهم علم بالحق لكن عنادهم وتكبرهم وحسدهم جعلهم يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه ويعادون أولياء الله فاستحقو الغضب
•والنصارى ضلو لأنهم عبدو الله على جهل عبدوه بأهوائهم وغلو في دينهم واتخذو أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله بطاعتهم في تحريم ما احل الله وتحليل ما حرم الله فضلو بذلك ضلالاً بعيداً
فمن فعل مثل فعلهم لقي مثل جزائهم.

*******************
🖋السؤال السادس:
بين ماستفدته من سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟
🔹يعتمد المفسر في تفسيره لكلام الله على أمور وهي:
1-يرجع في تفسيره الى كلام الله بحيث يفسر القرآن بالقرآن.
2-بالرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه المبلغ عن الله وهو اعلم الناس بمراد الله
3-بالرجوع الى كلام الصحابة لأنهم صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت نزول القرآن والقرآن انزل بلغتهم .
4-الأخذ بما صح من كلام التابعين الذين اعتنو بأخذ التفسير عن الصحابة .
5-بالرجوع الى المعاني اللغوية والشرعية حسب السياق.
🔹العلم بمسائل اختلاف الاقوال ومعرفة القراءات الواردة في الآية وكذلك الرجوع الى المسائل البلاغية فيها

هذا ماتيسر ذكره والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:10 AM
إيمان السيد رزق إيمان السيد رزق غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 26
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
**اجيب مستعينة باللعه على اسئلة المجموعة الثانية **
س1 بين اوجه تفاضل السائلين فى سؤال الهداية ؟؟
احبتى بداية يجب ان نعلم ان اهل الايمان يتفاضلون فى ايمانهم فليسوا سواء فى ذلك وذلك على حسب فعلهم للطاعات وقربهم من رب البريات ، وكذلك على حسب بعدهم عن المعاصى والذلات .
والدعاء وسؤال الله هو من الايمان لذلك الناس يتفاوتون فيه ويتفاضلون وذلك من وجوه عدة :
((الوجه الاول ** حضور القلب بكليته عند الدعاء واستجماع الادراك فى ذلك فقد ورد فى الاثر "" ان الله لا يقبل دعاء من عبد لاه ساه فلابد ان يكون القلب مدركا واعيا لما ينطق به اللسان فالعقل فى القلب كما قرره العلماء تحقيقا لقوله تعالى (( فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ))
قال العلماء :: العقل فى القلب وليس فى الدماغ كما يعتقد الكثيرون .
وهذا مبحث يطول ونجد ان العلامة بن القيم قد افاض فى اسباب استجابة الدعاء فى كتابه لاالقيم (( الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى )).
فعلى قدر حضور القلب وادراكه لما ينطق به اللسان تكون مظنة الاجابة .

**الوجه الثانى** الاحسان فى الدعاء ::
والاحسان فى الدعاء معناه مدى شهود العبد لعظمة ربه واستحضاره لذلك وعلمه بانه يدعو رب كريم جواد فى عطائه وانه يطلب ممن بيده ملكوت السموات والارض ,,يطلب ويسأل من خزائنه ملاى ولا ينقص ذلك من ملكه شيئا فيدعوه ذلك الى الخوف والرجاء ويعظم طمعه فيما عند الله ويدعوه دعاء الخاضع الذليل المضطر المنكسر .
وكلما كان تحقيق العبد للاحسان فى الدعاء واكمل كان حظه من الاستجابة اوفر واتم ،، ولا شك ان الناس يتفاوتون فى ذلك .

((** الوجه الثالث **))::مقاصد الداعى من سؤال الهداية .
وهذا مبحثه مبحث النيات واعمال القلوب فقد روى عمر بن الخطاب _رضى الله عنه _ عن النبى ((صلى الله عليه وسلم )) قال: انما الاعمال بالنيات ،وانما لكل امرىء ما نوى .....الحديث ))
والنيه هنا بمعنى القصد فى سؤال الهداية فينبغى ان يكون طلب العبد للهداية تاما وكاملا .. هداية تامة يستطيع بها ان يبصر الحق من الباطل وبها يستطيع ان يفرق بين لهدى والرشاد وبين الزيغ والضلال،هداية يتبع بها زمرة المهتدين السائرين فى طريقهم الى الله ولو كانوا قله فيكون مطمئنا لهذه الطريق
فلا يغره كثرة الهالكين ولا يستوحش من قلة السالكين فيثبت ولا ينحرف ((نسال الله الهدايه لما فيه خيرنا ))

**_------------------------------------------------------------------------------**
***س2 **ما المراد بالصراط المستقيم *
ج2 نحن نعلم ان من اقسام تفسير القران ان يفسر القران بالقرأن .
والصراط المستقيم هنا فسرته الاية التى تليها مباشرة وموصولا بقولت تعالى ((صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))
وكما نعلم ان معنى الصراط فى لغة العرب هو "" الطريقالواضح السهل المستقيم الذى لا اعوجاج فيه ""
فقوله تعالى (( الصراط المستقيم )) نجده قولا جامعا مانعا وهكذا العهد بكلام الله فلا يشبه كلام المخلوقين الذى يعتريه - مهمه كان خلل ونقص وعدم ضبط -
اما كلام الله فهو جامع وهنا نجد ان الصراط المستقيم عبارة جامعة لكل ما يوصل الى رضوان الله تعالى،وجنته ويبعد عن سخطه وعقوبتهومن النار
،، ومن المعنى اللغوى نستدل على المعنى الشرعى فالقران بلسان عربى مبين فصراط الله اى الطريق الموصلة اليه طريق واضح لا التباس فيه
،مستقيم لا اعوجاج فيه ، سهل ويسير لا ضيق فيه ولا مشقه ولا حرج ولا عنت فيه على عباد الله فليس هذا مقصود للشارع
قال تعالى (( ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم .........الاية ))
فمن سلك الطريق الى الله بفعل الطاعات والقربات والبعد عن المعاصى والزلات كلما ازداد قربه من الله وارتفعت منزلته تبعا لكمال ايمانه
لانه ايضا كما علمنا ان العباد متفاوتون اهداية فكذلك هم متفاوتون فى سلوك هذا الطريق تفاوتا وتفاضلا كبيرا وذلك نت جهات متعددة منها :
1**فى مراتب هذا السلوك .
2**فى الاستباق فى هذا السلوك .
3**فى الاحتراز من العوارض والموانع التى تعترضهم فى الطريق الى الله .
لذلك نجد ان عبارات السلف الصالح قد تنوعت فى فهمهم للمراد من الصراط المستقيم وهذه كلها يمكن الجمع بينها والقول بها جميعا فمدلولها واحد لا اختلاف فيه ،،ومن هذه الاقوال ::
1** الصراط المستقيم هو ((دين الاسلام وهو قول جابر بن عبد اللهورواية الضحاك عن بن عباس ،،وهو قول جمهور المفسرين .
وهو اشهر الاقوال واصلها اذ ان دين الاسلام هو الجامع والشامل لمراتب الاسلام كلها وذلك اذا اطلق ولم يقترن بالايمان
فالاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا ، واذا افترقا اجتمعا )) كما قال علماء الاصول
ومن ادلة العلماء لهذا القول :حديث النواس بن سمعان عن النبى ((صلى الله عليه وسلم )) ::ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبى الصراط سوران ...................................................... الى ان قال ((والصراط الاسلام ، والسوران : حدود الله ....................... الحديث ، وهذا موضع الشاهد فى الحديث
وكذلك قال ابو العالية ((تعلموا الاسلام،،فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ،، وعليكم بالصراطالمستقيم،،فانه الاسلام ،،ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا .

**2**القول الثانى (( الصراط المستقيم :: هو كتاب الله تعالى وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود
واستدل بعض المفسرين لهذا القول بما رواه على بن ابى طالب عن النبى ((صلى الله عليه وسلم ))فى وصف القران : قال ""كتاب الله فيه نبا من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى فى غيره اضله الله، وهو حبل الله المتين ، وهو الصراط المستقيم))

3**القول الثالث :هو ما كان عليه النبى ((صلى الله عليه وسلم ))وهو قول بن مسعود -رضى الله عنه-
وروى فى ذلك الطبرانى فى الكبير فى شعب الايمان ((الصراط المستقيم تركنا رسول الله ((صلى الله عليه وسلم ))على طرفه ،والطرف الاخر : الجنة .

4**القول الرابع ((هو النبى ((صلى الله عليه وسلم ))، وصاحباه ابو بكر وعمر ، وهو قول بن عباس -رضى الله عنه-
ويستدل له بقول عاصم الاحول عن ابى العالية عن بن عباس : قال :(( الصراط المستقيم هو : رسول الله ((صلى الله عليه وسلم )) ،، وصاحباه ،، قال "" فذكرنا ذلك للحسن :قال ""صدق -والله ونصح-والله هو رسول الله وصاحباه ""رواه الحاكم موقوفا على بن عباس .

5**القول الخامس ((هو الحق )) وهو قول مجاهدبن جبر .
وهذا القول حقيقته ""وصف للصراط المستقيم بانه ((الحق))
**وهذه الاقوال كلها ماثورة عن الصحابة والتابعين فلا مانع من الجمع بينها ،،-والله اعلم-

س3**ما هى الحكمة من اضافة الصراط الى ا(الذين انعمت عليهم ) دون تسميتهم وتعيينهم .؟؟
ج3 هذا الؤال اثاره العلامة -بن القيم - رحمه الله تعالى - .
وافاد ان الاسم الموصول هنا مبهم واجاب عن موضحا ذلك قائلا ::
1 : التنبيه على علة كونهم من المنعم عليهم -اى بالهدايه - فالهدايه نعمة من الله جل وعلا يمن بها على من يشاء من عباده
2:قطع التعلق بالاشخاصونفى التقليد والاتباع الا لمن امرنا الله باتباعهم وانما يعنى اتباعنا لمن نص الله تعالى عليهم انما هو طاعة وامتثال لاوامره -جل وعلا-
3 : عموم الايه فهى عامة تشمل جميع طبقات الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
فالوصف الجامع هنا -الذين انعمت عليهم - يفيد العموم والشمول
---------------------------------------------------------------------
س4**ما الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين ؟؟
ج4** هذه المسألة مما اشتهر بين اهل العلم ، وكذلك مما شغل بتفسيره العلماء ،وبيان الحكمة من ذلك ومما قالوا به :
1: ان ذلك لمراعاة الفواصل بين الايات، وهذا الجواب صحيحا لكنه على وجه العموم .
2:ان اليهود متقدمون فى الزمان على النصارى لذلك قدموا فى الذكر ""ذكره -بم القيم -.
3:ان اليهود كانوا مجاورين للنبى ((صلى الله عليه وسلم ))فى المدينه بخلاف النصارى فقدموا لقربهم المكانى .
4:ان اليهود اشد غلظة من النصارى فقدمهم لذلك السبب""قال به بن القيم ""،، وكذلك هو جواب شيخنا ((بن عثيمين ))
لان اليهود خالفوا عن علم ، وهذا الصنف من الناس يصعب اقناعة بغير ما يعتقد ويعلم فكاموا اشد فى ذلك من النصارى فقدموا .
5:لافادة الترتيب فى التعوذ.
6:لان الغضب يقابل الانعام .. ذلك انه فى الايه ذكر المنعم عليهم فمن البلاغة ان يذكر ما يقابلهم فى ذلك وهو ذكر المغضوب عليهم اولا قبل الضالين ، وفى ذلك تتحقق المقابلتين الخاصة ، والعامة
الخاصة :بين العمل ،وتركه.
العامة : بين العلم ،وعدمه .
7:ذلك ان اول ذنب عصى به الله هو من جنس معاصى المغضوب عليهم لانه عصيان عن علم ومعرفة، وهو عصيان ابليس السجود لادم مع علمه ومعرفته ،فالجنس واحد متحد فكان من البلاغة تقديمهم لمشاركتهم ابليس -لعنه الله- فى العصيان عن علم ومعرفة ،،فلا يعذروا بجهل ،ولكن يغضب عليهم ويطردوا .


س5 **ما الحكمة من ابهام ذكر الغاضب ؟؟
ج5**فى قوله تعالى ((غير المغضوب عليهم ... الاية ))
ابهم ذكر الغاضب ..من الذى يغضب عليهم ؟؟!!!
هذا السؤال اجاب عليه المفسرين بتعليلات منها :
1**افادة عظمة شأن غضب الله تعالى عليهم ..غضب يناسب عظمته وجبروته وملكوته فلا يشبه غضب المخلوقين - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-فالله -جل وعلا - يغضب لغضبه جنود السموات والارض،، وهذا قياسا على ما ورد الحديث (( ان الله اذا احب عبدا دعا جبريل : انى احب فلانا فاحبه ، فيحبه جبريل ،،ثم ينادى فى اهل السماء ................ الحديث ))
2 ** افادة كثرة الغاضبين وعمومهم فالجميع يغضب لغضب الله .
3* ما جرت عليه عادة القران "" من ان الافعال الحسنة المتضمنه للحسن والكمال تسند الى الله -جل وعلا- ،،وتضاف اليه ،،
اما افعال الغضب والعقوبة فلا تسند ولا تضلف الى الله تادبا معه وتنزيها له ولعظمته
مثال ذلك قوله تعالى ((وانا لا ندرى اشر اريد بمن فى الارض ام اراد بهم ربهم رشدا ))
فعندما ذكر الشر ابهم من الى اراد بهم ذلك ،، وعندما ذكر الرشد افصح عن انه هو الله الذى اراد بهم الرشد والهدى
8**ان ذلك ابلغ فى تبكيتهم وتعنيفهم والاعراض عنهم
بخلاف المنعم عليهم فذكر تاء الخطاب وافصح عنه انه هو الله الذى انعم عليهم للعناية بهم وتشريفهم

س6 :** اذكر الدروس المستفادة من دورة تفسير سورة الفاتحة؟؟؟
ج6استفدت بفضل اللهجل وعلا- عدة اشياء من اهمها::
1** اهمية علم التفسير وشرف ذلك ، اذ شرف العلم من شرف المعلوم ،،والمعلوم هنا هو (( كلام الله جل وعلا ))،،والارتباط بذلك
2** ان من الله على بهذا العلم ووضعنى فى طريقه فهو اصطفاء من الله وفضل يجب السعى حتى نكون من اهلا له ،،ولا يتحقق ذلك الا بالاستعانة بالله اولا واخرا فهو خير ما يستعان به
"" وهو تحقبق قواه تعالى ((اياك نعبد واياك نستعين ))
3 ** تحقيق العبودية لله جل وعلا انطلاقا من قواه تعالى ((اياك نعبد ...)) : وان العبد لابد ان يكون عبدا ، ولا يكون العبد عبدا الا اذا كان مطيعا .ذليلا , خاضعا لربه ،، ومن قبل ذلك لابد ان يكون محبا ،
فالعبودية لها اركان منها :
المحبة ،،وهى راس الامر وملاكه
الذل والخضوع
الخوف والرجاء
ولابد من اجتماع هذه الاركان كلها
فلا يصح خوف بلا رجاء ولا رجاء بلا خوف ..فهما كالجناحان للطائر اذا طار باحدهما دون الاخر سقط وهوى

4** علمت ان سورة الفاتحة هى اعظم سورة فى القران ،،لذلك سميت بام القران ،،وذلك لانها جمعت كل المعانى الذى دل عليها القران من التوحيد والعبادة والاستقامة

5علمت ان سورة الفاتحة هى اصل الاصول لذلك لاتصح الصلاة الا بها وتلك خصوصية لها عن سائر القران مما يدل على فضلها فلا يجزىء غيرها عنها

6** تعلمت ان الذى بيده الهدايه هو الله
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
لذلك انا ادعو الله دائما بالهداية فهى منة من الله -تعالى-
7** تعلمت اداب الدعاء واستحضار القلب بكليته فى ذلك ، وبحسب ذلك تكون مواقع الاستجابة ،،وان الناس متفاوتون فى ذلك
8** تلمت ان الله وحد هو المستحق لكل صفات الكمال والجلال وانه الرحمن الرحيم ،، وانه منزه عن كل عيب ونقص ، وان اسم الرحمن لا يطلق الا عليه .

9**تعلمت ان الصراط المستقيم هو طريق المنعم عليهم الذين يحبهم الله تعالى ،،والواجب على سلوك هذا الطريق والعمل على ان احشر فى زمرة هؤلاء ، وذلك بفعل الطاعات والبعد عن الذلات
لان الصراط المستقيم هو الجامع لكل معانى الاسلام والحق وكذلك هو ما كان عليه النبى ((صلى الله عليه وسلم ))

9** تعلمت التادب مع الله ،،وان اشر ليس اليه ،ولا يضاف اليه تأدبا معه -جل وعلا-
10**تعلمت ان اليهود اشد عصيانا من النصارى ، واغاظ قلوبا منهم ،،وانهم يشبهون ابليس اللعين من وجه
لذلك جاء ذكرهم قبل النصارى الضالين
11** عرفت الفرق بين الحمد ،،والشكر ،، والثناء ،، ومعنى كل هذه المفردات
12** علمت ان المغضوب عليهم : هم ((اليهود ))
والضالين :هم (( النصارى ))
والله تعالى اعلى واعلم .


رد مع اقتباس
  #48  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:35 AM
إيمان السيد رزق إيمان السيد رزق غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 26
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عجلتى فهمت السؤال الخير خطا على انه ما الدروس المستفادة من سورة الفاتحة
لكنه اتضح غير ذلك
لهذا فانا اضيف هنا الاجابه عليه ،،ومن فضلكم تفضلوا على بقبولها ،،وهى ::
1** شرف علم التفسير اذ ان شرف العلم من شرف المعلوم وهو كلام الله تعالى .
2** ان علم التفسير يعتمد على تفسير القران اولا بالقران ،،وهو اعلى درجات التفسير ،، وللامام الشنقيطى باع كبير فى ذلك .
3**والمرتبة الثانية هى تفسير القران بالسنة وحديث النبى (( صلى الله عليه وسلم ))..ثم باقوال الصحابة ثم التابعين ،،ولهم فذلك مدارس منها مدرسة بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وكعب بن مالك
ومن التابعين ( مجاهد وبن قتادة والحسن البصرى وغيرهم _رضلا الله عنهم
4** كذلك التفسير يعتمد على كلام العرب ,ذلك ان القران اصلا نزل بلغتهم
5** تعلمت ان من منهج المفسرين "" عرض كل الاقوال الواردة فى تفسير الاية ومحاولة الجمع بينها اذا امكن فعل ذلك لانه اولى من ترك قول او عدم الاخذ به
6**تعلمت اهتمام المفسرين ببلاغة القران والعمل على استخراج ذلك من الاساليب وذلك لبيان جمال وحسن وابداع كلام الله واثبات انه ليس من كلام البشر
واحكام وضع كل كلمة فى مكانها المناسب لها من غير اخلال
.
والله اعلم ..

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:48 AM
إيمان فيصل إيمان فيصل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 24
افتراضي

💤بسم الله الرحمن الرحيم 💤

🌿المجموعة الأولى 🌿


📝بين ما يشمله الدعاء بقول {اهدنا الصراط المستقيم }..

🖌هذا الدعاء هو من أعظم الدعاء وانفعه وأحبه إلى الله فإذا هدانا الله اعاننا على طاعته وترك معصيته فاﻹنسان بحاجة إلى الهدى في كل لحظة أحوج للهدى من اﻷكل والشرب..
🖌فبدوام هذا الدعاء يحصل النصر والتوفيق والرزق وأنواع الفضائل والبركات وما تطلبه النفس من أحوال السعادة ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة وصار من أولياء الله المتقين...

📝بين معنى الصراط لغة؟؟

🖇في لفة العرب:((الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب))
|~اجتمعت الحجة من أهل التأويل جميعآ على أن الصراط المستقيم :(هو الطريق الواضح اللذي لا اعوجاج فيه)

🖇اختلف القراء في أصل الصاد واصل الصاد في الصراط متقلبة عن السين. وفي قراءة ابن كثير《السيراط》
🖇وفي قراءة ﻷبي عمر (الزراط)بالزاي الخالصة

🖇قال ابن الجزري: وجه ذلك ان حروف السفير يدل بعضها على بعض وكلها متفقى في المعنى ومختلفة في النطق

🖇قال الزهري:عن بعض أهل اللغة ان السراط إنما سمي سراط لأنه يسترط المارة اي يسعهم

🖇وقال ابن القيم رحمه الله :{الصراط ما جمع خمسة أوصاف :
-ان يكون طريقا مستقيما-سهلا مسلوكا واسعا-موصلا للمقصود فلا يسمى الطريق المعوج صراطآ ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصل...


📝ماالحكمة من حذف متعلق الأنعام في قوله تعالى:《أنعمت عليهم》


🖌الاظهر أن الحذف للدلالة على العموم في كل من شأنه حصول تمام الهداية
فالإنسان يحتاج إلى الكثير من النعم لتتم له نعمة الهداية

📝ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

🖊في الموضع الأول كان الأهم للسائل ان يهدى إلى صراط المستقيم وهو الطريق الصحيح السهل

🖊الموضع الثاني أتى ذكره معرف بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء اثارهم وليفيد بأنه صراط مسلوك سلكه الذين انعم الله عليهم

📝ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالغضوب عليهم ولا الضالين؟

🔗لأنه صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ،ووصف النصارى بأنهم ضالون.


📝بين مااستفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير...


🖇ان نبين المعاني والمراد الأول من الكلام في بيان مراد الله تعالى
🖇لابد من أن يكون لدينا ثقافة لغوية من أجل ذكر الأصل اللغوي للمعنى المراد تفسيره
🖇استظهار اقوال السلف في الآية
🖇معرفة اقوال السلف والأقوال الصحيحة التي جاءت بعد السلف
🖇 الاستدلال على اقوال السلف بالايات والاحاديق وأن نبين صحة الأحاديث وضعفها
🖇الرجوع إلى المورد الذي أخذ منه التفسير
🖇العناية بتطبيق تتعلم من أصول التفسير على ما أقرأ
🖇القدرة على الفهم والتخليص
🖇الحرص على تقييد الفوائد التي استفيدها. ...


🔮 تم بحمد الله 🔮

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 04:25 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الرابعة:

س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}


الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في قوله: {اهدنا} مع أنَّ الداعي قد يكون منفرداً، اختلف العلماء في جوابه على ثلاثة أقوال:
القول الأول :أتى بصيغة الجمع تنزيلا لكل عضو من أعضاء العبد ,حيث كل عضو مفتقر إلى هداية خاصة.
وهو قول ابن القيم , وقد استضعفه شيخ الإسلام (ابن تيمية),حينما عرضه عليه, فقال:(فإن الإنسان اسم للجملة لا لكل جزء من أجزائه وعضو من أعضائه، والقائل إذا قال: "اغفر لي وارحمني واجبرني وأصلحني واهدني" سائل من الله ما يحصل لجملته ظاهرِه وباطنِه؛ فلا يحتاج أن يستشعر لكل عضو مسألة تخصه يفرد لها لفظة).
فهذا القول ضعيف.
القول الثاني: ليشمل دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية, وينال دعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه.
وهذا ما ذكر معناه ابن كثير في تفسيره.
قال: (ثم يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله {اهدنا} لأنّه أنجح للحاجة، وأنجع للإجابة).
وهذا القول وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنه لا يستقلّ بالجواب.
القول الثالث: الجمع هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين},فالإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية, وافتقار إلى الرب تعالى ,وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته, وقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده .
وهو قول ابن القيم , وقد أحسن فيه وأجاد.


س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".

(أل) التعريف للعهد الذهني (وهي ما يكون مصحوبها بها معهودا ذهنا , فينصرف الفكر إليه بمجرد النطق به), الذي يفيد
الحصر ,فهو صراط واحد لا غير, وأيضا يفيد التشريف والتفضيل والكمال.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.

تنوّعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم:
- قال ابن عباس : هم الملائكة , والنبيون ,والصديقون , والشهداء , والصالحون.
- قال الربيع بن أنس البكري: هم النبيون.
- قال مجاهد : هم المؤمنون.
- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه.
- قال وكيع بن الجراح: هم المسلمون.
وهذه الأقوال لا تعارض بينها , فهو اختلاف لفظي بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان.


س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.

مراتب الهداية:

المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين,قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى}.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به,قال تعالى:{ إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء}.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بينهما, علما وعملا, {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله }.

درجات المهتدين :

قد بينها الله تعالى في قوله: :{ثم أَورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}.
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فمعهم أصل الإسلام ,وقد اجتنبوا نواقض الإسلام, ولكنهم مفرطون في فعل بعض الواجبات ‏مرتكبون لبعض المحرمات, مقترفون للمعاصي, فيعاقبون كل حسب اقترافه للمعاصي سواء في الدنيا أو في القبر أو في عرصات القيامة, أو في نار جهنم ,ثم يخرج منها مطهرا, وهم موعون بالجنة ,فهؤلاء هم الظالمون لأنفسهم .
الدرجة الثانية : المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛وقد يتركوا بعض المستحابات, لكن الله نجاهم بفضله من العقوبات و العذاب , فهؤلاء هم المقتصدون.
الدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية, حيث اجتهدوا وتقربوا لله تعالى في فعل الواجبات والمستحبات, والفرائض والنوافل,‏ واجتنبوا فعل المحرمات والمكروهات ,فهؤلاء هم السابقون في الخيرات.

أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية:

إن سؤال الله تعالى الهداية من أجل المطالب وأشرفها , ولكل داعٍ بالهداية مقصد من دعائه, والله تعالى يعطي كل سائل ما أراده بسؤاله,فهم يتفاضلون بـ(حضور القلب عند الدعاء- الإحسان في الدعاء- مقاصد الداعي من سؤال الهداية) فكلما أقبل العبد بقلبه واستحضره بالكلية ,طالبا الهداية من المولى منيبا إليه , متضرعا لله مخلصا له في دعائه , وقد صرف خوفه ورجائه لله وحده , وأحسن ظنه به, كان الداعي أسعد بالإجابة والإثابة, وقد قال الله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}
فهاتان الآيتان تدلان دلالة بيّنة على أنَّ من كان هذا حاله في دعائه فهو من أهل الإحسان، وأنَّ رحمة الله قريب منه,و من كان في دعائه شيء من التقصير والتفريط والإساء والغفلة وعدم حضور القلب ,كان حظه من دعائه بقدر ما أحسن فيه, فالله تعالى ينظر إلى قلوب عباده كما في قوله :{ ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}.

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

أثار ابن جرير الطبري هذا السؤال, ثم أجاب عليه بجواب تعقبه فيه ابن عطية وتتابعت أجوبة المفسرين على هذا السؤال:
- أن الله تعالى وسم كل طائفة بما تعرف به حتى صارت كل صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة , وهذا جواب ابن جرير.
- أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود، وهذا جواب ابن عطية.
- اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه تلميذه ابن كثير رحمهما الله.
- وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد: (الشقاء والكفر ينشأ من عدم معرفة الحق تارة ، ومن عدم إرادته والعمل به ...).
- نبه فضيلة الشيخ إلى سببي سلب نعمة الهداية:
1- من ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية, كما فعلت اليهود.
2- من أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضل عن الصراط المستقيم, كما فعلت النصارى.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

- إدراك فضائل سورة الفاتحة.
- حفظ الأدلة من الآيات , والأحاديث وتمييز الصحيح منها و الضعيف الذي( من جهة الإسناد أو جهة المتن).
- العناية بمقاصد السورة وآياتها.
- بيان معاني المفردات والمراد منها في السورة.
- الحرص على نسبة الأقوال إلى أصحابها من السلف الصالح رضوان الله عليهم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir