دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 01:16 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:

أ: علّة تحريم موالاة الكفار.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
2. حرّر القول في:

سبب
نزول سورة الصف.
3.
فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله:
{لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
2. حرر
القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
ب: عظمة القرآن.

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

3. فسّر قوله تعالى:

{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 12:00 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
الإجابة :
الأولى : أن يحذر المسلم الأصدقاء الذين يؤزّونه على المعصية والشر أزّا كالشياطين فأنهم سيتبرؤون منه يوم الحساب .قال تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) .
الثانية : لا عذر للمُغرر به فهو ومن غرّه وزين له الشر في العقاب سواء . قال تعالى (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ )
الثالثة : يجب على المسلم أن يحسن اختيار جلسائه وأصدقائه حتى لا يجروه إلى الشر والمعصية فيندم ولات ساعة مندم ، قال تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) .
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه.
الإجابة :
قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه عندما قال إنما فعل ذلك مصانعة لقريش من أجل أمواله وأولاده فيكون ممن قال الله تعالى فيهم : (لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيءٍ إلا أن تتّقوا منهم تقاةً ويحذّركم اللّه نفسه )

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
الإجابة :
تكون نصرة الله تعالى بالأقوال والأفعال والأنفس والأموال بتسخيرها استجابة لله ورسوله وذلك بإقامة دين الله وتنفيذه على الغير وجهاد من نابذه وعاداه وإقامة الحجة عليه والتحذير منه ، ومن النصرة الاجتهاد في تعلم كتاب الله وسنة رسوله وتعليمه والحث على ذلك .

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
الإجابة :
ورد في معنى (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) معنيان هي :
الأول : كما يئس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك ؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث قاله : ابن عباس والحسن البصري وقتادة والضحاك رواهن ابن جرير .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
الثاني : كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير ، قاله : ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور ، واختاره ابن جرير . ذكره ابن كثير والسعدي .



3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
الإجابة :
قد اشتملت هذه الآيات على كثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى .
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) ) يخبر سبحانه أنه المألوه المعبود الذي لا إله إلا هو الكامل العظيم ، وكل إله غيره فإنه باطل لعجزه ونقصه ، ثم يصف نفسه بالعلم العام الشامل لما غاب عن خلقه وما يشاهدونه ، والرحمة العامة التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي .
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ثم يخبر سبحانه بأنه :
( الملك ) أي : المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة .
( القدوس ) أي : الطاهر المبارك المنزه من كل نقص ، تقدسه الملائكة الكرام .
( السلام ) أي : السالم من كل عيب وآفة ونقص وظلم .
( المؤمن ) المصدّق لرسله بما جاؤوا به بالآيات البيّنات ، الواهب لعباده الأمن من الظلم .
( المهيمن ) الشهيد على عباده بأعمالهم والرقيب عليهم .
( العزيز ) الذي قهر كل شيء فلا يغالب ولا يمانع .
( الجبار ) من الجبروت أي العظمة ، لا تطاق سطوته ، أذعن له سائر الخلق .
( المتكبر ) من الكبرياء الذي يمدح به الله سبحانه فهو في حقه مدح ، وفي حق خلقه ذم ، فقد تكبر عن كل نقص وتعظّم عما لا يليق به .
( سبحان الله عما يشركون ) ختم هذه الأسماء الحسنى بتنزيه عام عن كل ما وصفه به كل مشرك معاند .
قال تعالى (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
( هو الله الخالق ) أي : المقدر للأشياء على مقتضى إرادته ومشيئته ، وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون .
( البارئ ) أي : المنشئ المخترع للأشياء الموجد له .
( المصوّر ) أي : الموجد للصور المركب لها على هيئات مختلفة .
وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير الذي انفرد الله به ، لم يشاركه فيه مشارك .
( له الأسماء الحسنى ) أي : له الأسماء الكثيرة التي لا يحصيها ولا يعدها إلا هو سبحانه ، وكلها حسنى صفات كمال لا نقص في شيء منها علمنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة وتسعين اسما ، فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة ... الحديث " .
( يسبح له ما في السماوات والأرض ) أي : كل ما في السماوات والأرض ينطق بتنزيه الله سبحانه بلسان الحال والمقال .
( وهو العزيز الحكيم ) أي : من عزته لا يريد شيئا إلا ويكون ، ومن حكمته لا يكون شيء إلا لحكمة ومصلحة .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 رجب 1440هـ/8-03-2019م, 07:51 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(}كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- الإستفادة مما ضرب من الأمثال في القران فهى من الا ساليب القرآنيه المعينه على تقريب المعنى للاذهان وفهم المراد من الآيات وأخذ العبرة والعظة منها قال تعالى [كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ].
2- الحذر من الشيطان فهو لا يأتى للعبد ويأمره بلكفر مباشرة وإنما يزين له المعصية ويأتيه بثوب الناصح حتى يوقعه بالمعصية والكفر ثم يتبرأ منه ويتخلى عنه ويقول أنى أخاف الله رب العالمين [كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ].
3- المعرفة بعاقبة وجزاء الظالمين فالداعى والأمر إلى الكفر والمعصية والفاعل لها مصيرهما الخلود في النار واللوم الأ كبر يقع على العبد لأن الله تعالى حذره من الشيطان وأعوانه ومن طاعتهم لأنهأطاعهم على بصيرة فلا عذر له قال تعالى[كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ]

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:

أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
قال تعالى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ] هذه الآية هى أصل في محاسبة العبد لنفسه فقد أمر الله تعالى عباده بلزوم التقوى في السر والعلن وفي جميع الأحوال وأن يفعلوا ما أمرهم الله به من أوامر وشرائع ويتركوا ما نهاهم عنه وينظروا إلى ما قدموا من أعمال ليوم القيامة فإنهم إذا حاسبوا أنفسهم وجعلوا الآخرة نصب أعينهم اجتهدوا في كثرة الاعمال الصالحة التى توصلهم إلى الجنة وابتعدوا عن كل ما يشغلهم عن آ خرتهم
كما إنهم إذا علموا أن الله عزوجل خبير بما يعملون ولا تخفى عليه خافية أوجب لهم ذلك الجد والاجتهاد ومحاسبة النفس قبل العرض على الله تعالى وتفقد النفس ومحاسبتها فأن رأى منها زلل وغفلة أقلع عنه بالتوبة النصوح وأعرض عن الأسباب الموصلة إليه وإن رأى نفسه مقصرة في أمر من أوامر الله تعالى بذل جهده واستعان بربه لإكماله وإتقانه .

ب: عظمة القرآن.
قال تعالى معظما لأمر القران ومبينا قدره [لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ] وذلك لكمال تأثيره على القلوب فقد بلغ من شأنه وعظمته وبلاغته واشتماله على المواعظ التى تلين لها القلوب أنه لو أنزل على الجبال مع قسوتها وصلابتها متشققه من خشية الله تعالى حذرا من عقابه وخوفا من أن لايؤدي ما يجب عليه من تعظيم كلام الله تعالى فإذا كان هذا حال الجبل فكيف بالبشر؟ ألا تلين قلوبهم وتخشع لله تعالى بعد فهم كتابه وتدبره لهذا أمر الله عزوجل عباده بأن يأخذوا هذا القرآن بالخشية الشديدة والتخشع والتدبر فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها ومن أسهله على النفوس والابدان وتصلح لكل زمان ومكان ولكل أحد ولهذا أمر عباده بالتدبر في أمثاله والتفكر فيها لأن التدبر يفتح للعبد خزائن العلم ويوضح له طريق الخير والشر ويحثه على مكارم الأخلاق فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه .

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

فيه أقوال :-
القول الأول أي لا تعذبنا بأيديهم وبعذاب من عندك وتظهرهم علينا فيفتتنوا ويظنوا أنهم بذلك أنهم على حق قال به مجاهد وغيره واختاره ابن جرير وذكره ابن كثير والسعدى والاشقر .
القول الثانى لا تسلطهم علينا فيفتنونا فال به ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثالث لا تسلطهم علينا بذنوبنا فيفتنونا ويمنعونا مما يقدرون عليه من أمور الإيمان ذكره السعدى .

3. فسر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.

لهذه الاية سبب نزول وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام لما صالح قريشا يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاءهم من المسلمين فلما هاجر إليه النساء أبى الله أن يرددن إلى المشركين وأمر بامتحانهن
فقال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ ] أي من الكفار
فقال تعالى [فَامْتَحِنُوهُنَّ ] أي اختبروهن لمعرفة صدق إيمانهن فكن يستحلفن بالله بأنهن ما خرجن من بغض زوج ولا رغبة من أرض إلى أرضولا طلب دنيا بل حبا في الله ورسوله ورغبة في الدين فإذا حلفت أعطى النبي عليه الصلاة والسلام مهرها ولم يردها إليه وإذا لم تكن صادقة ردت إلى المشركين
ثم قال تعالى [اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ] أي حقيقتهن لا يعلمها إلا الله عزوجل وإنما يتعبدكم الله بإمتحانهن حتى يظهر لكم ما يدل على صدق دعواهن في الرغبة في الاسلام
[فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ] بعد امتحانكن لهن ، وفيه دلالة على أن الإيمان يمكن الاطلاع عليه يقينا

[فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ] أي إلى أزواجهن الكافرين
لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ] وكما أن المسلمة لا تحل للكافر فكذلك الكافرة لا تحل للمسلم أن يمسكها مادامت على كفرها غير أهل الكتاب ، واسلام المرأة يوجب فرقتها من زوجها لا مجرد هجرتها
وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا] أي أعطوا المشركين أزواج المسلمات المهاجرات مثل ما انفقوا عليهن من المهور
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ] أي بعد العدة لأنهن من أهل دينكم
إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ] أي مهورهن بعد انقضاء عدتهن
وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ]أي من كانت له امرأة كافرة فقد انقطعت عصمتها باختلاف الدين وكان المسلمين والمشركين يزوجون بعضهم البعض ثم نسخ ذلك بهذه الايه وهذا خاص بالكوافر المشركات دون الكوافر من أهل الكتاب
وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا] أي اطلبوا ما انفقتم على أزواجكم اللاتى ذهبن إلى الكفار وليطلبوا ما أنفقوا على أزواجهم اللاتى هاجرن إلى المسلمين
ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] أي ارجاع المهور من الجهتين هو حكم الله الذي بينه ووضحه لكم
وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ] أي فأن ارتدت المسلمه فرجعت إلى الكفار
فَعَاقَبْتُمْ ] أي كانت لكم الغنيمه من قريش أو غيرها
فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا] هنا أمروا أن يعطوا الذين ذهبت أزواجهم مثل مهورهن من الفئ والغنيمة إذا لم يرد عليه المشركون مهرها
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ] أي احذروا ما يوجب العقوبة لكم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 رجب 1440هـ/9-03-2019م, 12:04 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Arrow اجابات اسئلة المجلس العاشر : القسم الثاني من تفسير جزء قد سمع

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات اسئلة المجلس العاشر : القسم الثاني من تفسير جزء قد سمع

. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


ثلاث فواد سلوكية:
١- وجوب الحذر من كيد المنافقين وذلك أن الكذب على المؤمنين من سماتهم التي جبلوا عليها وان هدفهم هو تكفير المؤمنين مثل الشيطان وذلك من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
٢- الايمان بأن الشيطان يتبرأ من الانسان يوم القيامة وأنه لم يكن له سلطان عليه وأن عاقبتهما هي النار خالدين فيها جزاء بما كسبا وذلك من قوله تعالى : {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
٣- وجوب الحذر من التشبه بالمنافقين والشياطين في الدعوة الى ما نهى الله عنه ورسوله وأن العذاب الشديد في النارهوعاقبة هذا العمل وذلك من قوله تعالى : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الاية.


السبب في نزول هذه الايات كما رواه الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء -هي بنت أبي بكرٍ، رضي اللّه عنهما-قالت: قدمت أمّي وهي مشركةٌ في عهد قريشٍ إذ عاهدوا، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّ أمّي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصلها؟ قال: "نعم، صلي أمّك" أخرجاه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عارمٌ، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا مصعب بن ثابتٍ، حدّثنا عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها. وهكذا رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، من حديث مصعب بن ثابتٍ، به.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.

ابرز صفات المنافقين هي:
١- الكذب وذلك انهم اذا لقوا المؤمنين اظهروا الايمان واذا لقوا المشركين قالوا انّا معكم ومن ذلك قولهم لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجّن معكم وأن قوتلتم للنصرنّكم والله يشهد إنهم لكاذبون.
٢- شدة الخوف من المؤمنين وأن خوفهم اشد من خوفهم من الله وذلك دليل على عدم ايمانهم بالله وقدره حق قدره وذلك من قوله تعالى {لأَ نْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ }.
٣- الجبن وعدم القدرة على قتال المؤمنين الا في الحصون والقلاع وذلك من قوله تعالى {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ}.
٤- الاختلاف وعدم الاتفاق فيما بينهم وذلك من قوله تعالى {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}.

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}
.

ورد في المراد في "الذين من قبلهم" قولان:
الاول٬: اي مثل مأ أصاب كفار قريش يوم بدر قاله مجاهدٌ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان وذكره ابن كثيروهو حاصل قول السعدي والاشقر.
الثاني: اي مثل ما أصاب يهود بني قينقاع قاله ابن عباس وقتادة ومحمد ابن اسحاق وذكره ابن كثير وقال وهذا القول أشبه بالصّواب، فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا).
وبالنظر في هذه الاقوال نجدها مختلفة والراجح القول الثاني والله أعلم.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }


يخبر الله محذرا من الكذب على الله فيقول {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ } اي لا أحد اظلم ممن يفتري على الله الكذب ويجعل له اندادا وشركاء والحال انه يدعى الى افضل واحسن دين وهو الاسلام ولهذا قال {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} اي الذين لا يزالون مستمرين على ظلمهم وبغيهم ثم بين صفتهم فقال { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } اي انهم بأعمالهم يريدون ان يبطلوا الحق بالباطل كمن يرد ان يبطل نور الشمس بفيه وانى لهم ذلك فقد تكفّل الله بنصرة دينه ونشره في الافاق ولو كره الكافرون ثم ذكر سبحانه السبب في ظهور الدين وانتصاره قائلا الذي {هو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }اي انه أرسل رسوله بالعلم النافع والعمل الصالح الذي هو الدين الحق الذي يُتعبد به لرب العالمين وذلك ليعليه على جميع الاديان بالحجة والبرهان ولو كره الكافرون المعاندون لله ورسوله.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 رجب 1440هـ/9-03-2019م, 03:18 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

الإجابة:
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
ثلاث فوائد سلوكية من الآيات :
1- اتخاذ الشيطان عدو، والحذر من تزيينه للمعصية والكفر والشرك، والدليل قوله تعالى:" كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ".
2- الحذر من الصحبة الغير الصالحة والمنافقين الذين يزينون المعاصي ويشجعون على الكفر، ثم يتبرأون من أفعالهم لأن حال هذا الصاحب المنافق الغير صالح هو الكذب والدليل قوله تعالى :" كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ".
3- لا يغر الإنسان كثرة من على الباطل فيتبعهم لأن العقوبة تعم والدليل قوله تعالى:" فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ".

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
عندما نزلت الآيات تنهى عن مولاة الكفار، ثم كان المعاهدة مع قريش ذكر سبب للنزول وهو: قال الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، القصة التي روتها أن أمها قدمت لزيارتها وهي مشركة فذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها صلي أمك. وفي رواية أن أمها أتت لها بهدية فرفضت أخذها، فسألت عائشة النبي صلى الله عليه سلم، فنزلت الآية: لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين – فأمرها أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
أبرز صفات المنافقين:
في سورة الحشر ذكرت الآيات حال المنافقين مع اليهود ضد المسلمين وظهر من صفاتهم
- الكذب فهم لا يتورعون على الكذب لتحقيق أغراضهم، أو الوقيعة بين المؤمنين، أو لأي غاية يريدونها .
- مخالفة العهود وعدم الوفاء بها أي الخيانة وذلك في إدعائهم نصرة اليهود، ومشاركتهم في القتال ضد المسلمين ولم يفعلوا ذلك.
- خوفهم من المسلمين من أن يكشفوا ما يبطنون من كفر أكثر من خوفهم من الله .
- الجبن حيث أنهم عند القتال يخافون على أنفسهم ويهربون من القتال.
- لا يفقهون ولا يعقلون .
- لا يريدون النصر لدين الله ويسعون إلى محاربة المسلمين بمولاة الأعداء .

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
هناك قولان:
1- كفار قريش يوم بدر، قاله مجاهد والسدي ومقاتل، ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
2- يهود بني قينقاع، قاله بن عباس وقتادة ومحمد بن حيان، ذكره بن كثير ورجحه لسبق جلاءهم .

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(7)
بعد ما ذكر الله تعالى حال بني إسرائيل مع موسى وأذيتهم له وذكر عيسى بن مريم، يقول تعالى أن لا أحد أظلم وأطغى ممن يفتري على الله الكذب، وذلك باتخاذ الشركاء والأنداد مع الله، وقد أرسل الله تعالى الرسل تدعوا إلى التوحيد والإخلاص لله تعالى بالبينات والبراهين، ومن كان هذا حاله فالله لا يهدي هؤلاء القوم الظالمين فلا حجة لهم.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
هؤلاء الظالمين يريدون أن يردوا الحق وأن ينصروا الباطل وشبههم كأنهم يريدون إطفاء نور الشمس بفمه وهذا مستحيل وهذا التشبيه لبيان استحالة أن يطفئوا نور الحق، ويدل على محاولاتهم بالكلام بأفواههم من محاربة الحق، والله سيتم نوره وسنصر دينه وسيعلى كلمة الحق وقد تم ولله الحمد انتشار الحق والاسلام في كل أقطار العالم، ولحق الخذي بهؤلاء الظالمين.

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
ثم بين جل وعلا أن إرساله الرسول صلى الله عليه وسلم ومؤازرة المؤمنين لهم وإخلاصهم لله تعالى وصبرهم على ذلك، هو سبب هذا الانتصار، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسله الله بالهدى وهو القرآن والسنة وما فيهما من العمل الصالح وتعاليم الدين الحق التي أوامره هي طريق الحياة الطيبة والفلاح في الآخرة ونواهيه هي للسلامة من الخسار في الدارين.
وظهر الدين على كل الأديان، وهو غالب إلى يوم الدين، وهو منصور والنصر لمن نصر الدين، قال تعالى :"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 رجب 1440هـ/9-03-2019م, 07:19 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الثالثة:

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

-يجب على الإنسان أن يتبع الكتاب والسنة ولا يتبع ما يوسوسه شياطين الإنس والجن ، لأنهم سيتبرؤون منه يوم القيامة ، كما قال تعالى : ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ) .
-يجب علينا الحذر من صفات المنافقين وهو عدم الوفاء بالعهد والخذلان ، كما قال تعالى : ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) .
- من دعى إلى ضلالة فإنه يحمل وزرها يوم القيامة وكذلك من يتبعه ؛ فالعقاب بالنار يكون للداعي والمتبع ، كما قال تعالى : ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ) .

1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية
.
جاء في سبب نزول الآية رواياتان :
الرواية الأولى : أنها نزلت في أم أسماء قتيلة عندما قدمت على أسماء وهي مشركة في عهد قريش عندما عاهدوا ، فجاءت لها، وذكرالإمام أحمد في رواية له أنها معها هدية ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم في صلتها وهي مشركة ، فأنزلت الايات ، وهذا ما ذكره ابن كثير في تفسيره .
الرواية الثانية : أنها نزلت في أم أسماء وأم عائشة ، عندما قدمت المدينة وهي مشركة في الهدنة ، وهذا ما رواه البزار و ذكره ابن كثير.
الراجح : ذكر ابن كثير أن الرواية الثانية منكرة ؛ لأن أم عائشة هي أم رومان ، وكانت مسلمة ومهاجرة وأم أسماء فغير ذلك .

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
أبز صفات المنافقين في سورة الحشر :
-الكذب ، كما في قوله تعالى : ( لئن أخرجتم لنخرجن معكم ) ثم قال الله فيهم : ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ) .
- الجبن والخذلان ، كما في قوله تعالى : ( ولئن قوتلوا لا ينصرونهم . ولئن نصروهم ليولون الأدبار ثم لا ينصرون ) ،وقوله تعالى : {لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرًى محصّنةٍ أو من وراء جدرٍ} .
-خوفهم من غير الله ، كما قال تعالى : {لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من اللّه}.
- عدم فقهم ، لقوله تعالى : ({ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ}.
- افتراق قلوبهم حتى لو تظاهروا بالاجتماع ، كما قال تعالى : ({تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتّى}.
- لا عقل عندهم ولا لب ، كما قال تعالى : ({بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ) .
أبرز صفات المنافقين في سورة الصف :
- عدم الوفاء بالعهد ، كما قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ).

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

اختلفوا في المراد به على قولين :
القول الأول : كفار قريش ، وهو قول مجاهد والسدي ومقاتل بن حيان ، وذكر هذا القول ابن كثير والسعدي والأشقر .
القول الثاني : يهود بني قينقاع ، وهو قول ابن عباس وقتادة ومحمد بن اسحاق ، وذكر هذا القول ابن كثير .
الراجح عند ابن كثير هو القول الثاني ؛ لأن يهود بني قينقاع هم من أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك .

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

هذه الآية ذكرها الله لممثالة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مع دعوة عيسى عليه السلام ، وممثالة جواب الذين دعاهم من أهل الكتاب لجواب الذي دعاهم عيسى عليه السلام ، فذكر الله تعالى عن أشد أنواع الظلم الذين قابل به المنكرون لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل وبشروا به ومع ذكر أنكروه بسبب ظلمهم ، فالاستفهام هنا استفهام انكاري فذكر الله ذكر عن هذا الظلم وهو ادعاء التوحيد الخالص وهو يدعو إلى الشرك وعباده غيره سبحانه ، ولذلك ختم الله الاية ( والله لايهدي القوم الظالمين ) أي أن من كان مستمرا على هذا الظلم ، فإنه حتى الموعظة لا تردهم ، فلا يوفقهم الله للحق .
( يريدون ليطفئوا نور الله ) : أي أن هولاء الكفار يحاولون رد الحق بمقالاتهم الفاسدة الكاذبة ، فشبه الله محاولاتهم لإطفاء الحق المستحيلة بإطفاء نور الشمس المستحيلة ، فوجه الشبه بينهما استحالة الإطفاء، ( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) : أي أن الله تعالى تكفل ووعد باتمام الحق الذي أرسل به رسوله ونصرة هذا الدين واظهاره ( ولو كره الكافرون ) : أي مهما بذل الكفار من أسباب ليطفئوا نور هذا الدين فلن يقدروا عليه بسبب ما وعده الله وتكفل به .
( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ) : في هذه الآية ذكر الله سبب النصرة لهذا الدين وظهوره ، فذكر الأسباب المعنوية والحسية ، فأرسل رسوله بالهدى وهو العلم النافع والعمل الصالح ، الذي يهدي إلى أحسن الأعمال والأخلاق والتي فيها مصالح الناس الدنيوية والأخروية ، ( ودين الحق ) : وهو الدين الذي يدان به لرب العالمين ، وهو حق لأنه لا خلل فيه ولا نقص ، وأوامره ونواهيه فيه مصلحة للعباد في ابعادهم عن الشرور وفيها وغداء للروح .
( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) : الظهور وهو العلو ، أي أن ظهور هذا الدين يكون بالحجة والبرهان ، ومن الظهور أيضا الغلبة في القتال ، و كل هذه الأوصاف التي تمتاز به دين الإسلام نفسه فيكون بذلك سببا في علو هذا الدين على سائر الأديان ، وأما المنتسبون لها فيكون ظهورهم ونصرتهم إن هم أقاموا هذا الدين في دينهم ودنياهم ، وأما لو ضيعوا أوامر هذا الدين وهديه فإنه يكون سبب في تسلط الأعداء عليهم ، ( ولو كره المشركون ) : وهنا خص المشركون بالذكر اتماما لمن يكره اتمام هذا النور .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 رجب 1440هـ/9-03-2019م, 11:11 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- الحذر من وسائل الشيطان ومهالكه لأنها تؤدي الى الكفر والكفر يؤدي الى النار.ومجموع الآيتين يدلان صراحة على هذا
2- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن شره دائما لأن الآية تبين أن الشيطان يوسوس للإنسان، ولن ينجي من وسوسته الا التجاء الى الله والعياذة به منه.
3- قد تكون المعصية طريقا الى الكفر فلا نستصغر أي معصية مهما بلغت لأنها قد تؤدي الى أكبر منها حتى تبلغ حد الكفر لأن الشيطان لن يقول للإنسان اكفر مباشرة قبل أن يزين له الكفر



المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه كان صادقاً فيما اعتذر به فقد قال رضي الله عنه: وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام، وقد صدقه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرته تعالى بالقول وبالفعل وبالنفس وبالمال، بالإستجابه لله والرسول والقيام بدينه والحرص على تنفيذه على الغير وجهاد من عاداه ونابذه، وبالعلم والدفاع عن الحق برد الباطل بالحجة والتحذير من أهل الباطل،وكذا بتعلم كتاب الله والسنة وتعليمهما والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلها من نصرة الله.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
للمفسرين فيه قولان :
الأول : أن المراد به كما يئس الكفّار الأحياء من قراباتهم الّذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنّهم لا يعتقدون بعثًا ولا نشورًا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه، وهو قول ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة، والضحاك، قاله ابن كثير، والسعدي، والأشقر.
الثاني : كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ، وهو قول ابن مسعود، ا قول مجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، والكلبيّ، ومنصورٍ. وهو اختيار ابن جريرٍ، قاله ابن كثير،والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

قوله تعالى:هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"
يخبر الله تعالى عن نفسه وبعض أسمائه وصفاته العظيمة فيقول : " هو الله الذي لا إله إلا هو" أي لا معبود سواه وكل ما عبد من دونه فهو باطل، وأنه " عالم الغيب والشهادة" يخبر عن شمول علمه للخلائق مما هو مشاهد ومما هو غائب عن الحس،" هو الرحمن الرحيم" أي وسعت رحته كل شيء فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.

قوله تعالى: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "
" هو الله الذي لا إله إلا هو " كرر تفرده بالألوهية تقريراً وتأكيداً
"الملك" المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعةٍ ولا مدافعةٍ.
" القدوس" هو الطاهر،وهو المبارك، تقدسه الملائكة، المُعظَّمُ الْمُمَجَّدُ؛ والقُدُّوسَ يَدُلُّ على التَّنزِيهِ مِن كلِّ نقْصٍ.
"السلام" سالم من جميع العيوب والنقائص،
" المؤمن" أي أمّن خلقه من أن يظلمهم،وأمّن بقوله: إنّه حقٌّ. وقال ابن زيدٍ: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به، المصدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به بالأيات البينات والبراهين القاطعات، والحجج الواضحات.
" المهيمن" أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيبٌ عليهم
"العزيز" أي: الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه الذي لا يُغَالَبُ ولا يُمانَعُ، بل قدْ قَهَرَ كلَّ شيءٍ، وخَضَعَ له كلُّ شيءٍ.
"الجبار" أي: الّذي لا تليق الجبرّية إلّا له، الّذي جبر خلقه على ما يشاء، وهو المصلح أمور خلقه، المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم، لذي قَهَرَ جَميعَ العِبادِ، وأَذْعَنَ له سائرُ الخلْقِ، الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِيرَ.
"المتكبر" الذي لا يليق التكبر إلا لعظمته، المتكبر يعني عن كلّ سوءٍ، الذي له الكِبرياءُ والعَظَمَةُ، الْمُتَنَزِّهُ عن جميعِ العُيوبِ والظُّلْمِ والْجَوْرِ.
قوله "سبحان الله عما يشركون" هذا تَنْزِيهٌ عامٌّ عن كلِّ ما وَصَفَه به مَن أشْرَكَ به وعانَدَه.

قوله تعالى :" هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
" الخالق" التقدير
"الباريء" البراء الفري، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره الى الوجود، وليس كل من قدر شيئا يستطيع إيجاده وتنفيذه سوى الله تعالى.
"المصور" الّذي ينفّذ ما يريد إيجاده على الصّفة التي يريدها. فقوله " الخالق الباريء المصور" أي الذي يقول للشيء كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار.
قوله " له الأسماء الحسنى" أيْ: له الأسماءُ الكثيرةُ جِدًّا، التي لا يُحْصِيهَا ولا يَعْلَمُها أحَدٌ إلاَّ هو، ومعَ ذلك فكُلُّها حُسْنَى؛ أيْ: صِفاتُ كَمالٍ، بل تَدُلُّ على أكْمَلِ الصفاتِ وأعظَمِها، لا نقْصَ في شيءٍ منها بوَجْهٍ مِن الوُجوهِ.
" يسبح له ما في السموات الأرض" أي أن جميع من في السموات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده ويسألونه حوائجهم،
" العزيز الحكيم" الذي لا يُريدُ شَيئاً إلاَّ ويَكُونُ، ولا يَكُونُ شيئاً إلاَّ لحِكْمَةٍ ومَصلحَةٍ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 رجب 1440هـ/10-03-2019م, 02:07 AM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
من الفوائد السلوكية من الآية :
1- ينبغى للعبد أن يسأل الله تعالى أن لا يجعله مع القوم الظالمين ، ووجه الدلالة عليها من قوله تعالى : فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) .
2- ينبغى للعبد أن لا يجعل للشيطان عليه سبيل وأن يتبرأ من الشيطان وعمله قبل أن يتبرأ منه ، ووجه الدلالة عليها من قوله تعالى : كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) ).
3- ينبغى للعبد أن لا يتخذ الشيطان ولياً وخليلاً لأن المرء على دين خليله ، ووجه الدلالة عليها من قوله تعالى : فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) .

المجموعة الثانية
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
1- تظهر علّة تحريم موالاة الكفار، وذلك لأن موالاة الكفار تنافى الإيمان وتخالف ملة إبراهيمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، فالموالاة تستلزم المودة والنصرة .
2- لأن الكُفَّارِ قدْ كَفَرُوا بما جاءَ المُؤمنِينَ مِن الحقِّ.
3- بسبب عَداوتِهم البَليغة لأهل الحق من المؤمنين ، حيث أنهم {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ}.
4- لأن موالاة الكفارتناقض العقل ، إذ كيف يُوَالِي المؤمن أعْدَى أعدائِه .

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
من مقاصد نزول هذه الآيه ما يلى :
1- تسليةٌ للنبى صلّى اللّه عليه وسلّم فيما أصاب من الكفّار من قومه وغيرهم .
2- أمرٌ للنبى صلّى اللّه عليه وسلّم بالصّبر؛ ولهذا قال: "رحمة اللّه على موسى: لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
3- نهيٌ للمؤمنين أن ينالوا من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أو يوصّلوا إليه أذًى ، كما قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين آذوا موسى فبرّأه اللّه ممّا قالوا وكان عند اللّه وجيهًا}.


2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.
ورد فى سبب نزول سورة الصف هذا الحديث( وهو حديث مسلسل ) بروايات مختلفة :
• روى الإمام أحمد فى مسنده من حديث عبد اللّه بن سلامٍ قال: تذاكرنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله: أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ فلم يقم أحدٌ منّا، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السّورة، يعني سورة الصّفّ كلّها .
• وروى ابن أبى حاتم و الإمام أحمد فى مسنده من حديث عبد اللّه بن سلامٍ. أنّ أناسًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا: لو أرسلنا إلى رسول اللّه نسأله عن أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ؟ فلم يذهب إليه أحدٌ منّا، وهبنا أن نسأله عن ذلك، قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أولئك النّفر رجلًا رجلًا حتّى جمعهم، ونزلت فيهم هذه السّورة: (سبّح) الصّفّ قال عبد اللّه بن سلامٍ: فقرأها علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كلّها .
• أخرج الدارمى والترمذى من حديث عبد اللّه بن سلامٍ قال: قعدنا نفرًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم: أي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ لعملناه. فأنزل اللّه: " سبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون [كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا] " قال عبد اللّه بن سلامٍ: فقرأها علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلامٍ. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة. قال ابن كثيرٍ: فقرأها علينا الأوزاعيّ. قال عبد اللّه: فقرأها علينا ابن كثيرٍ.

من خلال هذه الروايات يتبين أن سبب نزول سورة الصف ثلاثة أقوال :
القول الأول : نزلت لتبين فضل الجهاد ، حيث أن الصحابة سألوا عن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله ، فنزلت السورة مبينة أنه هو الجهاد فى سبيل الله ، وأيضاً فيها عتاب وتوبيخ لقوم من المؤمنين سألوا عن أفضل الأعمال ، فلما علموا أنه الجهاد قصروا فعوتبوا ، واختاره ابن جرير وهو قول زيد ابن أسلم ومقاتل بن حيّان و ابن كثير والسعدى والأشقر وهو الراجح .
القول الثانى : نزلت توبيخًا لقومٍ كانوا يقولون: "قتلنا، ضربنا، طعنّا، وفعلنا". ولم يكونوا فعلوا ذلك ، قاله قتاده والضحاك وذكره ابن كثير .
القول الثاث : نزلت في قومٍ من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون لهم بذلك ، قاله ابن زيد وذكره ابن كثير.


3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.

لما تسائل الصّحابة، رضي اللّه عنهم، عن عن أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ ليفعلوه، فأنزل اللّه هذه السورة، ومن جملتها هذه الآيات ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) ، أى :يا من صدقتم بالله وعملتم بشرعه هل أخبركم وأرشدكم على تجارة تقيكم من عذاب موجع ؟ فبين الله هذه التجارة حيث قال سبحانه : (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أى : تصدقون بالله تصديقاً جازماً وهذا التصديق يستلزم عمل الجوارح ، وتؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بطاعته فيما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع ، وأيضا تجاهدون فى سبيل الله ببذل المال والنفس ، وهذه التجارة خير لكم إن كنتم تعلمون حيث تفوزون بثواب الله وتنجون من عقابه ، فإذا قمتم بهذه التجارة فإن الله (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) ، (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) أى : مساكن دائمة لا انقطاع عنها بموت أو خروج منها ، و ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) الذى لا يماثله فوز ، ثم ذكر الله سبحانه وتعالى الثواب الدنيوى فقال جل شأنه : (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ، أى : وأزيدكم على ماسبق شئ آخر تحبونه (نصرٌ من اللّه وفتحٌ قريبٌ) حيث يتكفل الله بنصركم ويمن عليكم بفتح قريب وبشر أيها النبى المؤمنين بالنصر والفتح فى الدنيا ، وبالجنة فى الآخرة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 رجب 1440هـ/10-03-2019م, 07:47 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
الفوائد السلوكية :
- إذا دعاك الشيطان إلى معصية فبادر إلى مولاك وذكرنفسك بصوت مسموع :( إني أخاف الله رب العالمين ) كن سباقا
- إذا وسوس إليك الشيطان بما يبغض الله فتذكر العاقبة واجعلها نصب عينيك : (فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وبئس المصير )
- استعذ من النار
- أكثر من الاستعاذة من الشيطان واحذر الظلم
(وذلك جزاء الظالمين )

المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع عذر حاطب بن أبي بلتعة ،فقال :
إنه صدقكم _1
وقال :إنه قد شهد بدرا مايدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم _2

فلصدقه رضي الله عنه ولسابقته في نصرة الإسلام يوم بدر فلأهل بدر ماليس لغيرهم .والله أعلم

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة المسلم لله في جميع أحواله بأقواله وأفعاله ونفسه وماله .فيستجيب لأوامر الله وينتهي عما نهى عنه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتعلم الدين ويدافع عنه ويجاهد في سبيله ويذب عنه .

.2- حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
(كما يئس الكفار من أصحاب القبور )
1- أي كما يئس الكفار الأحياء من الأموات أن يجتمعوا بهم لأنهم لايؤمنون بالبعث .ابن كثير والسعدي وابن جرير وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة
2- أو كما يئس الكفارالذين في القبور من كل خير وهو قول ابن مسعود وغيره واختيار ابن جرير

. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
اشتملت هذه الآيات الكريمات على كثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، فهو الله الذي لاإله غيره ولامعبود سواه
(عالم الغيب والشهادة )
لايخفى عليه شيء عالم بكل ماغاب عن الحس وماحضر وبجميع الكائنات المشاهدة والغائبة
هو(الرحمن الرحيم) ذو الرحمة الواسعة الشاملة
( هو الله الذي لا إله إلا هو)
التكرار للتأكيد والتقرير
(الملك )المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها
(القدوس) :الطاهر-المبارك الذي تقدسه الملائكة المنزه عن كل نقص
(السلام ):السالم من جميع العيوب والنقائص لكماله
وقد سلم الخلق من الظلم فلا يظلمهم سبحانه

(المؤمن) :أمن خلقه من أن يظلمهم المصدق سبحانه لرسله وأنبيائه بالآيات والبراهين
(المهيمن) : الشاهد والشهيد سبحانه على الخلق بأعمالهم، رقيب عليهم
(العزيز) : القاهر الغالب
(الجبار) : جبر خلقه على مايشاء
المصلح أمور خلقه
يجبر الكسير سبحانه
وجبروت الله عظمته سبحانه
(المتكبر) : عن كل سوء
له الكبرياء منزه عن الجور والظلم
وفي الحديث القدسي : ( العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته ) وهي صفة مدح في حق الله تعالى
(سبحان الله عمايشركون )
تنزيه لله


هو الله (الخالق) : الخلق التقدير
(الباريء) : المنفذ لما قدره في الوجود وهو المنشيء له
(المصور) : ينفذ ما أراده سبحانه على الصورة الي يختار فهو الموجد للصور
(له الأسماء الحسنى)
قال صلى الله عليه وسلم : (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة لا واحدا من أحصاها دخل الجنة )

(يسبح له مافي السموات والأرض) : فيسبحونه سبحانه ينزهونه ويسألون حوائجهم

وهو (العزيز) لا يرام جنابه
(الحكيم) في شرعه وقدره

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 رجب 1440هـ/11-03-2019م, 03:36 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير جزء قد سمع


أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

المجموعة الأولى:
1: خليل عبد الرحمن أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: الخلق التقدير، وليس: الخالق التقدير.

3: شادن كردي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثانية:
4: حسن صبحي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثالثة:
5: محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

6: منى حامد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

7: هيا أبو داهوم أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
8: مها عبد العزيز أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: لا فرق بين القولين الثاني والثالث.






رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 08:38 PM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نجيب بعون الله .. المجموعة الثالة
السؤال الاول : استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الفوائد :
1- لا تقبل نصيحة أي إنسان الا الذي يحبك ويريد لك الخير كما أغوى الشيطان الناس واعتقدوا انه يرد مصلحتهم ..قال تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ )
2- على الإنسان أن يحذر من الباطل مهما زينوه الناس وغيروه فالباطل يبقى باطل كما زين الشيطان الكفر للناس قال تعالى كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)

3- قبل الإقدام على اي امر احذر وتأكد واسأل عنه لإنك اذا اخطأت لا ينفع الندم قال تعالى ( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين)

نجيب على المجموعة الثالثة :
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
هو ان المسلمين بعد نزول آيات عدم موالاة الكفار وبغضهم لم يعرفوا كيف يعاملوا الكفار الغير المحاربين وخاصة من اقاربهم الذين لم يسلموا فنزلت هذه الايات بان يعدلوا معهم ويبروهم ويعاملوهم بالحسنى .
وعند الامام احمد ان أسما بنت أبي بكرٍ رضي اللّه عنهما-قالت: قدمت أمّي وهي مشركةٌ في عهد قريشٍ إذ عاهدوا، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّ أمّي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصلها؟ قال: "نعم، صلي أمّك" .

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست؟
1- الكذب وإخلاف الوعد قال اللّه تعالى "واللّه يشهد إنّهم لكاذبون"
2-الخوف الشديد قال تعالى " لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من اللّه "
3- الجبن والهلع قال تعالى " لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرًى محصّنةٍ أو من وراء جدرٍ "
4- ضعف الايمان وعدم اجتماع كلمتهم قال تعالى " بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ "

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

ورد عدة أقوال :
الاول : هم كفار قريش قاله مجاهد والسدي ومقاتل ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر
الثاني : هم يهود بني قينقاع قاله ابن عباس وقتادة ومحمد ابن اسحاق ذكره ابن كثير

الراجح :

قال ابن كثير والاقرب انهم يهود بني قينقاع فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
يقول تعالى من اعظم الناس افتراء هو الذي يكذب على الله تعالى ويفتري وفي نفس الوقت يدعي للاسلام الدين الحق فكيف يفتري وهو يدعوا الى الاسلام دين الله فهذا اعظم افتراء والله لا يهدي هؤلاء الناس لانهم ظلموا انفسهم فيما فعلوه ولا يستحقون الهداية من الله
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
وهم كذلك يريدون ان يطفئوا نور الله وهو رد الحق بالباطل ومثال ذلك كمن اراد ان يطفئ الشمس بفيه فهذا مستحيل وكذلك رد الحق مستحيل والله غالب على امره ومتم حقه ونوره ولو لم يرد هؤلاء الكفار ذلك
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
وهنا يبين الله تعالى هذا الحق العظيم وهو دين الله الذي ارسل به الرسول عليه الصلاة والسلام وهو دين الهدى والرشاد ليكون ظاهر ومنتصر على كل الاديان وهذا حاصل لامحالة ولو كره اهل الكفر والضلال .

وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 رجب 1440هـ/25-03-2019م, 06:52 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الكفاوين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نجيب بعون الله .. المجموعة الثالة
السؤال الاول : استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الفوائد :
1- لا تقبل نصيحة أي إنسان الا الذي يحبك ويريد لك الخير كما أغوى الشيطان الناس واعتقدوا انه يرد مصلحتهم ..قال تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ )
2- على الإنسان أن يحذر من الباطل مهما زينوه الناس وغيروه فالباطل يبقى باطل كما زين الشيطان الكفر للناس قال تعالى كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)

3- قبل الإقدام على اي امر احذر وتأكد واسأل عنه لإنك اذا اخطأت لا ينفع الندم قال تعالى ( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين)

نجيب على المجموعة الثالثة :
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
هو ان المسلمين بعد نزول آيات عدم موالاة الكفار وبغضهم لم يعرفوا كيف يعاملوا الكفار الغير المحاربين وخاصة من اقاربهم الذين لم يسلموا فنزلت هذه الايات بان يعدلوا معهم ويبروهم ويعاملوهم بالحسنى .
وعند الامام احمد ان أسما بنت أبي بكرٍ رضي اللّه عنهما-قالت: قدمت أمّي وهي مشركةٌ في عهد قريشٍ إذ عاهدوا، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّ أمّي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصلها؟ قال: "نعم، صلي أمّك" .

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست؟
1- الكذب وإخلاف الوعد قال اللّه تعالى "واللّه يشهد إنّهم لكاذبون"
2-الخوف الشديد قال تعالى " لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من اللّه "
3- الجبن والهلع قال تعالى " لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرًى محصّنةٍ أو من وراء جدرٍ "
4- ضعف الايمان وعدم اجتماع كلمتهم قال تعالى " بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ "

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

ورد عدة أقوال :
الاول : هم كفار قريش قاله مجاهد والسدي ومقاتل ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر
الثاني : هم يهود بني قينقاع قاله ابن عباس وقتادة ومحمد ابن اسحاق ذكره ابن كثير

الراجح :

قال ابن كثير والاقرب انهم يهود بني قينقاع فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
يقول تعالى من اعظم الناس افتراء هو الذي يكذب على الله تعالى ويفتري وفي نفس الوقت يدعي للاسلام الدين الحق فكيف يفتري وهو يدعوا يدعو الى الاسلام دين الله فهذا اعظم افتراء والله لا يهدي هؤلاء الناس لانهم ظلموا انفسهم فيما فعلوه ولا يستحقون الهداية من الله
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
وهم كذلك يريدون ان يطفئوا نور الله وهو رد الحق بالباطل ومثال ذلك كمن اراد ان يطفئ الشمس بفيه فهذا مستحيل وكذلك رد الحق مستحيل والله غالب على امره ومتم حقه ونوره ولو لم يرد هؤلاء الكفار ذلك لم تبين المراد بنور الله.
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
وهنا يبين الله تعالى هذا الحق العظيم وهو دين الله الذي ارسل به الرسول عليه الصلاة والسلام وهو دين الهدى والرشاد ليكون ظاهر ومنتصر على كل الاديان وهذا حاصل لامحالة ولو كره اهل الكفر والضلال .

وبارك الله فيكم
أحسنت نفع الله بك.
الدرجة: أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 رجب 1440هـ/29-03-2019م, 05:59 AM
عفاف نصر عفاف نصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 123
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
• التحذير من سبل الشيطان وخطر اتباع خطواته وهي الإغراء بالمعاصي وتزيينها ،فإذا وقع في شراكه تبرأ الشيطان منه وتركه في عذابه قال تعالى :( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)
• قوة المؤمن في استعاذته بالله من الشيطان الرجيم ومن همزه ونفخه ونفثه فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا ،( فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
• عقل الأمثال من الأمور التي ينبغي أن يعتني بها العبد ففي الآيات ضرب الله مثل لليهود في اغترارهم بالمنافقين الذين وعدوهم النصر والتأييد ، فلما اشتد القتال تخلى المنافقون عن اليهود وولو الأدبار وهذا مثله (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين)

لمجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
• لأنهم محاربين لله ولرسوله وللمؤمنين فهم أخرجوا الرسول والمؤمنين من بينهم كراهة لما هم عليه من التوحيد وإخلاص العبادة لله ‘ لقوله : (يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم )
• ولأنهم كفروا بما جاء المؤمنين من الحق وزعمو أنهم على ضلال ، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة .
• أن في موالاتهم منافاة للإيمان ومناقض للعقل الذي يوجب الحذر منهم لأنهم أعداء لله والدين والمؤمنين .

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
• تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم لما يلاقيه من أذى من الكفار وأمر له بالصبر
• نهي للمؤمنين من أن يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم .
• أن اضلال الله للعبد ليس ظلمًا إنما بسبب ظلمه لنفسه لأنهم لم يتبعوا الهدى بعد معرفته وأعرضوا عنه .فيجازيهم الله بالزيغ عقوبة لهم وعدلًا منه بهم .
***********************************************


2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.
• عن عبدالله بن سلام قال :تذاكرنا : أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فلم يقم منا أحد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة ، يعني سورة الصف كلها .
• قال مقاتل ابن حيان قال المؤمنون : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملنا به فدلهم الله على أحب الأعمال إليه ، فقال : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً) فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك ،فولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم مدبرين ، فأنزل الله في ذلك : (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون) وقال : أحبكم إلي من قاتل في سبيلي .


********************************************************

3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.
يرشد الله تعالى عباده المؤمنين لأعظم تجارة الربح فيها النجاة من النار والفوز بالجنة وهو أعظم الربح .
فقال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ ) هل أرشدكم (عَلَى تِجَارَةٍ( عظيمة الشأن (تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أي: موجع .
ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لاتبور بقوله :( تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) الإيمان التام وهو التصديق الجازم بما أمر الله التصديق به المستلزم لعمل الجوارح التي من أعظمها الجهاد لهذا قال بعدها (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) لنصرة دينه وإعلاء كلمته (بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) بما تملكون من الأموال والأنفس (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ ) من تجارة الدنيا (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
ثم ذكر الثمن الموعودون به فقال :( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) وهو شامل للصغائر والكبائر ، فإن الايمان بالله والجهاد في سبيله مكفر للذنوب ولو كانت الكبائر .( وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) أي تجري من تحت قصورها وغرفها ومساكنها وأشجارها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ،( وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً) أي طاهرة زكية جمعت كل طيب من علو وارتفاع وحسن وبهاء (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)في جنات إقامة دائمة لاتنقطع بموت ولا خروج منها ، (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي لافوز بعده .
فهذا الثواب الأخروي ، وأما الثواب الدنيوي لهذه التجارة بينه بقوله : (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا) ونعمة أخرى لكم أيها المؤمنون تحبونها (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ) لكم على أعدائكم ،( وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) عاجل يتم على أيديكم قيل هو فتح مكة أو المراد فتح الروم وفارس . (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) أيها النبي المؤمنين بالنصر والفتح في الدنيا والجنة في الآخرة .

*******************************************

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 رجب 1440هـ/30-03-2019م, 03:22 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف نصر مشاهدة المشاركة
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
• التحذير من سبل الشيطان وخطر اتباع خطواته وهي الإغراء بالمعاصي وتزيينها ،فإذا وقع في شراكه تبرأ الشيطان منه وتركه في عذابه قال تعالى :( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)
• قوة المؤمن في استعاذته بالله من الشيطان الرجيم ومن همزه ونفخه ونفثه فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا ،( فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
• عقل الأمثال من الأمور التي ينبغي أن يعتني بها العبد ففي الآيات ضرب الله مثل لليهود في اغترارهم بالمنافقين الذين وعدوهم النصر والتأييد ، فلما اشتد القتال تخلى المنافقون عن اليهود وولو الأدبار وهذا مثله (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين)

لمجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
• لأنهم محاربين لله ولرسوله وللمؤمنين فهم أخرجوا الرسول والمؤمنين من بينهم كراهة لما هم عليه من التوحيد وإخلاص العبادة لله ‘ لقوله : (يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم )
• ولأنهم كفروا بما جاء المؤمنين من الحق وزعمو أنهم على ضلال ، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة .
• أن في موالاتهم منافاة للإيمان ومناقض للعقل الذي يوجب الحذر منهم لأنهم أعداء لله والدين والمؤمنين .

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
• تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم لما يلاقيه من أذى من الكفار وأمر له بالصبر
• نهي للمؤمنين من أن يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم .
• أن اضلال الله للعبد ليس ظلمًا إنما بسبب ظلمه لنفسه لأنهم لم يتبعوا الهدى بعد معرفته وأعرضوا عنه .فيجازيهم الله بالزيغ عقوبة لهم وعدلًا منه بهم .
***********************************************


2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.
• عن عبدالله بن سلام قال :تذاكرنا : أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فلم يقم منا أحد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة ، يعني سورة الصف كلها .
• قال مقاتل ابن حيان قال المؤمنون : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملنا به فدلهم الله على أحب الأعمال إليه ، فقال : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً) فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك ،فولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم مدبرين ، فأنزل الله في ذلك : (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون) وقال : أحبكم إلي من قاتل في سبيلي .


********************************************************

3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.
يرشد الله تعالى عباده المؤمنين لأعظم تجارة الربح فيها النجاة من النار والفوز بالجنة وهو أعظم الربح .
فقال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ ) هل أرشدكم (عَلَى تِجَارَةٍ( عظيمة الشأن (تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) أي: موجع .
ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لاتبور بقوله :( تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) الإيمان التام وهو التصديق الجازم بما أمر الله التصديق به المستلزم لعمل الجوارح التي من أعظمها الجهاد لهذا قال بعدها (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) لنصرة دينه وإعلاء كلمته (بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) بما تملكون من الأموال والأنفس (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ ) من تجارة الدنيا (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
ثم ذكر الثمن الموعودون به فقال :( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) وهو شامل للصغائر والكبائر ، فإن الايمان بالله والجهاد في سبيله مكفر للذنوب ولو كانت الكبائر .( وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) أي تجري من تحت قصورها وغرفها ومساكنها وأشجارها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ،( وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً) أي طاهرة زكية جمعت كل طيب من علو وارتفاع وحسن وبهاء (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)في جنات إقامة دائمة لاتنقطع بموت ولا خروج منها ، (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي لافوز بعده .
فهذا الثواب الأخروي ، وأما الثواب الدنيوي لهذه التجارة بينه بقوله : (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا) ونعمة أخرى لكم أيها المؤمنون تحبونها (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ) لكم على أعدائكم ،( وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) عاجل يتم على أيديكم قيل هو فتح مكة أو المراد فتح الروم وفارس . (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) أيها النبي المؤمنين بالنصر والفتح في الدنيا والجنة في الآخرة .

*******************************************
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ولمزيد من البيان في سؤال تحرير القول في سبب النزول تجدينه في مقدمة سورة الصف وفي تفسير قوله تعالى:{ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }.
الدرجة: أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir