دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1438هـ/5-01-2017م, 02:27 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



1.
(عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى:
{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
} المزمل.
2. حرّر القول في:

معنى
قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
(6)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

ب: الدليل على حفظ الوحي.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1438هـ/5-01-2017م, 04:07 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على السؤال العام:
الفوائد السلوكية من قوله تعالى:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
- إذا تعلم العبد خيرا فليحرص على تبليغه لغيره عسى أن ينتفع غيره بذلك العلم، فالجن بمجرد سماعهم للحق باشروا في دعوة قومهم، كما قال تعالى:{ فَقَالُوا} و الفاء تفيد التعقيب {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا...}.
- على العبد أن يسارع للانقياد لأوامر الله تعالى، كما سارعت الجن بعد سماع القرآن للإيمان به، فقال تعالى:{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ} و الفاء في قوله: {فآمنا} تدل على وقوع الإيمان منهم مباشرة بلا مهلة و انتظار.
- من أراد الهدى و الرشاد و اتباع الحق فعليه بالقرآن: تلاوة، و تدبرا، و عملا بما فيه، قال تعالى:{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.
- على العبد أن يكون شغله الشاغل في هذه الحياة: توحيد الله تعالى و تجنب الشرك، فأول شيء عملت به الجن: توحيدهم لله تعالى و عدم الإشراك به، قال تعالى: { فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.
- على العبد إذا قُرِأ القرآن أن يلقي سمعه و لا يشتغل عنه لأنه من أسباب الهداية، قال تعالى:{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ...}، و هذا كقوله تعالى:{ وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}. و الله أعلم.

الجواب على المجموعة الثانية:

الجواب الأول:
بعدما سمع الجن القرآن من رسول الله -صلى الله عليه و سلم- سارعوا مبشرين و منذرين قومهم، ناصحين لهم لاتباع النبي محمد صلى الله عليه و سلم، فذكر الله تعالى لنا خبر دعوتهم لقومهم و الكلام الذي قالوه، و من بين ذلك الكلام {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)} قال الجن لأصحابهم داعين إياهم: كنا قبل استماع القرآن منا المؤمنون الصالحون و منا الكافرون الضالون، فقد كنا فرقا متفرقة مختلفة.
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)} و لقد أيقنا أن الله تعالى قادر علينا و نواصينا بيده سبحانه و لن نعجزه في الأرض إن أراد إنفاذ أمر فينا، و لن نعجزه إن حاولنا الفرار و الهرب لأن الأمر كله بيده.
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)} أي: فلما سمعنا القرآن الذي يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم، صدقناه و أيقنا أنه كلام رب العالمين. ثم أراد الجن أن يحببوا لهم ربهم الذي يدعون لتوحيده و يعرفونه لهم فقالوا: و اعلموا أيها الجن أنه من يؤمن بالله ربه فلا يخاف {بخسا} بأن يُنقص و يؤخذ من حسناته، و لا يخاف {رهقا} بأن يتحمل سيئات غيره، لأن الله هو العدل الحكم سبحانه، و لن يظلم أحدا من خلقه.
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)} و لقد تفرقنا بعد سماعنا للقرآن، فمنّا من أسلم و آمن، و منّا من حاد عن طريق الحق فكفر و ظلم. أما من انقاد لربه و أسلم فقد أصاب الحق الموصل إلى الجنان و المنجي من عذاب الله.
{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} و أما الكافرون الجائرون منا فسوف يجعلهم الله وقودا تشتعل بها جهنم، كما جعل الله من كفار الإنس وقودا لها.

الجواب الثاني:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.

اختلف في مرجع الضمير في قوله:{ استقاموا} على أربعة أقوال:
الأول: قيل: كفار قريش حين لم يمطروا سبع سنين، ذكره مقاتل، نقل هذا القول ابن كثير.
الثاني: القاسطون من الجن، قاله ابن كثير و الأشقر.
الثالث: الإنس: ذكره الأشقر.
الرابع: الإنس و الجن، ذكره قتادة، ذكره ابن كثير و الأشقر.

و قد اختلف في المراد بهذه الطريقة في قوله تعالى:{ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} على قولين:
الأول: أي لو أنهم استقاموا و ثبتوا على طريقة الإسلام و على الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم لصببنا الماء عليهم صبا، فتكثر خيراتهم بذلك و تتوسع أرزاقهم، فالماء أصل المعاش، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيّب، و قتادة، و مجاهد، و الضحاك، وعطاء، والسدي، ومحمد بن كعب القرظيّ، ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
و الدليل قوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض}.
الثاني: أي: لو استقاموا أي استمروا على طريق الضلالة و الكفر لفتحنا عليهم أبواب كل شيء استدراجا منا، قاله أبي مجلز لاحق بن حميد و رواه بعض المفسرين كابن جرير، وحكاه البغوي عن الربيع بن أنس، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان، ذكره ابن كثير.
و يوجد قرينتان تؤيدان القول الثاني، الأولى: هو قوله تعالى بعد ذلك: {لنفتنهم فيه} أي: لنستدرجهم، و القرينة الثانية: أن هذا التفسير يوافق بعض آيات القرآن،كما قال تعالى: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}، و ذكر هذا القول ابن كثير.

الجواب الثالث:

أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
بعد أن أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل بين له الحكمة من هذا الأمر، فقال تعالى: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا} الليل هو محل السكون و هدوء الأصوات، فإذا قام العبد بالليل يصلي و يرتل كتاب ربه فإن ذلك أدعى أن يوافق اللسان القلب، فيخشع القلب و يتدبر العبد كلام ربه، و هذا هو مراد الشارع من ذلك. و قيام الليل هو أيضا: {أقوم قيلا} أي أصوب و أهيأ و أفضل وقت لقراءة القرآن، فلا يختلط على المصلي القراءة حين قراءته للقرآن، و لا يخطئ...، و هذا راجع إلى الهدوء الحاصل بالليل و غياب المشوشات عليه. و الله أعلم.

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
لما سأل أصحاب الجنة أصحاب النار عن سبب ورودهم سقر، ذكروا عدة أعمال كانت سببا لسوء مصيرهم، و كان من بينها مرافقتهم لأهل الأهواء و الباطل، فقال تعالى عنهم قائلين: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} أي: وكنا نخالط أهل الباطل في غيهم و ضلالهم و نتبعهم في باطلهم، متأثرين بهم و بشبهاتهم الباطلة التي يريدون بها ادحاض الحق.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ربيع الثاني 1438هـ/6-01-2017م, 01:45 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.

السؤال الأول
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

النّبي صلّى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، وهذه رسالة لمن يغالون في النّبي ويدّعون أنّه يعلم الغيب، {قل أوحي إلى} ولا علم له إلا بالوحي.
• الجن خلق من خلق الله له وجود، ورسالة محمد صلّى الله عليه وسلم عامّة للثقلين الإنس والجن، { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ...}
• الجن قابلون للهداية من الضلال، مستعدون لإدراك القران سماعًا وهدايةً وتأثرًا{.. فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}.
• القرآن منهج حياة، يهدي إلى الخير والصواب، يهدي إلى الرشد بمنهجه التنظيمي للحياة فيجب أن نتمسّك به {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.
• الإيمان ينافي الشرك، والتوحيد له ركنان، نفي وإثبات وهذا مافعلته الجن أمنت، {..فأمنّا به} ووحدت الله عزّ وجل، {ولن نشرك بربنا أحدا} وأقرت أيضًا بربوبية الله عزّ وجل الخالق المدبر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2.المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً } بعد أن بيّن الله عزّ وجل، أنّ عدد الزبانية تسعة عشر وهم خزنة جنهم قال:
وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكة أي ملائكة غلاظ شداد لا يقامون ولا يغالبون، لا كما يتوهم كفّار قريش أن كل عشرة منهم أو مائة يقدرون على واحد، فقد قال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم.

{وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي وما ذكرنا هذا العدد إلا اختبارًا للناس، ويحتمل أن يكون لعذابهم وعقابهم، وزيادة غضب الله عليهم، والعذب قد يسمى فتنة كما في قوله تعالى:{يوم هم على النّار يفتنون}.
{لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ليعلم أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى أنّ هذا الكتاب حقّ وصدق ومطابق لما جاء في كتبهم .
{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا} ويزداد إيمان المؤمنين بما يشاهدوه من صدق إخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وكلما صّق المؤمن ازداد إيمانه.
{وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} أي ليزول ما في قلوبهم من الشك والريب وليطمئنوا بصدق كتابهم وإخبار النبي لهم.
{وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} أي يقول المنافقون الذين في قلوبهم مرض من شك وريب، والكافرون، من أهل مكة وغيرهم ، أي يقولون على وجه الشك والريب ما الحكمة من ذكر هذا هاهنا، وهذا ديدنهم كما قال الله عز وجل في سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}

{كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} أي بضرب الأمثلة يـتأكد إيمان البعض ويتزلزل إيمان آخرين.
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} من الملائكة وغير الملائكة ، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السّماء وحقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أصابع إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولا تلذّذتم بالنّساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى اللّه عزّ وجلّ". فقال أبو ذرٍّ: واللّه لوددت أنّي شجرةٌ تعضد.
{وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى} أي وما هذه النار التي ذكرت والموعظة التي سيقت إلا ذكرى للخلق ليتذكروا ما ينفعهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.

المراد بالمساجد ذُكِرَ فيها عدة أقوال:
القول الأول: محالَّ العبادة: قال قتادة في قوله تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده. وهو أيضا قول عكرمة أنها المساجد كلها. ذكره ابن كثير.ووافقه السعدي والأشقر في أحد قوليه.
القول الثاني: المسجد الحرام ومسجد ايلياء: بيت المقدس قاله بن ابي حاتم عن ابن عباس، قال في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس. ذكره بن كثير.
القول الثالث: الأرض كلها مسجدا وطهورا ، قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
وقال بن جرير عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
ذكره بن كثير ووافقه الأشقر في أحد قوليه.

القول الرابع: أعضاء السجود قاله سعيد بن جبير واستدلوا بحديث الني صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.

الصدقات الواجبة والمستحبة في سبيل الله والإنفاق على الأهل بنية صادقة ومن مال طيب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
قد كان فرضا في أول الأمر {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) ثم خفف عنهم {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ}..

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 02:10 AM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- فضيلة الإنصات إلى القرآن الكريم، إذ هو مظنة الفهم، ووصول حقائقه إلى القلب، يدل لذلك خبر الله عن الجن (أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً).
2- من تدبر هذا القرآن الكريم امتلأ قلبه تعظيماً له وإقراراً بحسنه وعجائبه، ووجداناً لبركاته، (إنا سمعنا قرآناً عجباً).
3- ينبغي لقاصد السلامة أن يبادر إلى الخير ويسارع للاستجابة لداعي الحق، كما كان من حال مؤمني الجن (يهدي إلى الرشد فآمنَّا به)؛ إذ أخبروا عن إيمانهم بالفاء الدالة على الفورية.
4- من أراد الثبات على الحق والسلامة من فتن الشبهات ووهج الشهوات؛ فليتدبر القرآن وليستمسك به، فإنه (يهدي إلى الرشد).
5- أعظم هداية يجدها متدبر القرآن: رسوخ التوحيد في قلبه، وبغض الشرك والبراءة منه ومن أهله (فآمنَّا به ولن نشرك بربنا أحداً).
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
هذه الآيات الكريمات مع ما تقدمها من هذه السورة فيها خبر عمَّا قاله الجن لما سمعوا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي بيان وجيز لتفسيرها:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)
في هذه الآية يخبر الله – تعالى – عن الجن أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم (وأنا منا الصالحون) أي منا المؤمنون الموصوفون بالصلاح، (ومنا دون ذلك) أي منا قوم غير ذلك: كفار، وفجَّار، وفسَّاق، ومبتدعة.
(كنا طرائق قدداً) أي طرائق متعددة، وفرقاً متنوعة، وأصنافاً مختلفة، وأهواءً متباينة، كل حزبٍ بما لديهم فرحون، فهم في ذلك مثل الإنس: منهم المسلمون، ومنهم اليهود والنصارى والمجوس، ومنهم أهل الأهواء من البدع المختلفة، روي عن الأعمش أنه حكى عن بعض الجن خبره عنهم بأن فيهم تلك الأهواء التي في الإنس، وأن شرها عندهم الرافضة.
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا)
أي علمنا وتبيَّن لنا كمال قدرة الله وأنها حاكمة علينا، وكمال عجزنا وأن نواصينا بيده سبحانه لا يعجزه منا أحد، فلن نعجزه في الأرض ولن نفوته إن أراد بنا أمراً، (ولن نعجزه هرباً) أي لو أمعنا في الهرب منه وسعينا بأسباب الفرار والخروج عن قدرته فلن نعجزه؛ إذ لا ملجأ منه إلا إليه.
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا)
وفي هذه الآية الكريمة يفخر الجن بما هو حقًّا مفخر وشرف رفيع لهم، وصفة حسَنَة فيهم، فقالوا (أنا لما سمعنا الهدى) وهو القرآن الكريم الهادي إلى الصراط المستقيم عرفنا هدايته وإرشاده فأثَّر في قلوبنا فـــ(آمنَّا به) وصدقنا أنه من عند الله، ولم نكذب به كما فعل كفار الإنس.
ثم ذكروا ما يُرغِّب في الإيمان فقالوا: (فمن يؤمن بربه) إيماناً صادقاً (فلا يخاف بخساً) أي نقصاً؛ فلا ينقص من حسناته، (ولا رهقاً) أي عدواناً وطغياناً، فلا يحمل عليه غير سيئاته ولا يلحقه أذى، كما قال تعالى: (فلا يخاف ظلماً ولا هضماً)، وإذا سلم من الشر حصل له الخير؛ فالإيمان سبب داعٍ إلى حصول كل خير وانتفاء كل شرّ.
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا)
وهذا خبر منهم عن أنفسهم بأن منهم المسلمون ومنهم القاسطون: أي الجائرون عن الحق، الناكبون عنه، الظالمون الذين حادوا وعدلوا عن الصراط المستقيم.
(فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا) أي طلبوا لأنفسهم النجاة فقصدوا سبيل الحق والخير، واجتهدوا في البحث عنه حتى وفقوا له فأصابوا طريق الرشد الموصل لهم إلى الجنة ونعيمها.
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)
أي وقودًا للنار تسعر بهم وتوقد كما توقد بكفرة الإنس جزاء على أعمالهم، وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
اختلف المفسرون في معنى هذه الآية على قولين:
أحدهما: أن المعنى لو استقاموا على الطريقة الحق المثلى، طريقة الإسلام، فعدلوا إليها واستمروا عليها وآمنوا وأطاعوا؛ لأوسعنا عليهم من الدنيا، ولآتيناهم خيراً كثيراً واسعاً، ولبسطنا عليهم الرزق والبركات.
وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعطاء والسدي ومحمد بن كعب القرظي والضحاك، وهو ظاهر قول مقاتل حيث ذكر أن نزول هذه الآية كان في منع قريش المطر سبع سنين، حكى ذلك عنهم ابن كثير. وقال بهذا القول السعدي والأشقر.
وعليه يكون معنى هذه الآية كقوله تعالى: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)، وكقوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
وعلى هذا القول يكون المراد بقوله تعالى: (لنفتنهم فيه) لنبتليهم ونختبرهم من الصادق الذي يستمر على الهداية من الكاذب الذي يرتد إلى الغواية؛ فإن الابتلاء كما يكون بالضراء يكون بالسراء ليتبين كيف شكرهم على تلك النعم.
والقول الثاني: أن المعنى لو استقاموا على طريقة الضلالة لأوسعنا عليهم الرزق استدراجاً.
وهو قول أبي مجلز لاحق بن حميد رواه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير، وحُكي عن الربيع بن أنس وزيد بن أسلم والكلبي وابن كيسان، حكاه عنهم البغوي كما ذكر ابن كثير.
وعليه يكون معنى هذه الآية كقوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)، وكقوله تعالى: (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).
ووجه ابن كثير هذا القول بتأييد سياق الآيات له في قوله تعالى: (لنفتنهم فيه).
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل والصلاة فيه؛ إذ الصلاة أشرف العبادات والليل آكد أوقاتها وأفضلها، حيث تقل الشواغل ويتواطأ على القرآن القلب واللسان، فيكون أجمع للخاطر وأدعى للفهم فيستقيم له أمره وتزداد سريرته زكاءً، ويزداد عزمه قوة واستعدادًا لتلقي الوحي وتحمّل ثقله، ويدل لهذا قوله تعالى عقب الأمر بقيام الليل: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً).
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
رفقة السوء من أسباب حرمان الإنسان وشقائه وبواره؛ فصاحب السوء له شؤم بليغ على قرينه، فهو يثنيه عن الخير ويثبطه عنه ويقبحه له، ويؤزه إلى الشر ويحسنه له ويقوي عزيمته عليه.
ولربما أراد المرء الاستقامة والإقبال على الطاعة فتسلط عليه قرين السوء فصده عن سبيل الخير وأرداه في مهاوي الردى.
وهذا المعنى يظهر بجلاء في خبر لوليد بن المغيرة لما سمع القرآن فخالطت روحه معانيه العظيمةُ وذهب عنه جحوده وشقاقه فأقر بعظمة هذا الكلام، وأنه لا يكون من كلام البشر، فانبعث لذلك أبو جهل فزعاً من أن يسلم، فلم يزل به حتى ثناه عن الهدى وصده عن السبيل.
روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجباً لما يقول ابن أبي كبشة، فوالله ما هو بشعر ولا سحر ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله، فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا فقالوا: والله لئن صبا الوليد بن المغيرة لتصبون قريش، فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال: أنا والله أكفيكم شأنه، فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ فقال: ألست أكثرهم مالاً وولداً؟! فقال له أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه! فقال الوليد: أقد تحدثت به عشيرتي؟! فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي كبشة وما قوله إلا سحر يؤثر. فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: (ذرني ومن خلقت وحيدًا) إلى قوله: (لا تبقي ولا تذر).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 09:28 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

1-"قل "أي أخبر يا محمد الناس بما فعله الجن ليكونوا أسوة للإنس.
2-"أوحي إلي"أن الله أوحى إلى نبيه أن الجن فعلت هذا ، و هذا يفيدنا أنه لا يوجد نبي جني، بل إن رسول الله هو نبي الثقلين .
3سرعة إذعان الجن لأمر الله عز و جل و الإيمان به و إعجابهم بالقرآن و انبهارهم به عند الاستماع له؛ فعلى العبد سرعة الاستجابة لأمر الله كما فعلت الجن.
4سماع القرآن سبب هداية الجن فمن أراد الهدى و الرشاد و الإيمان والحق فعليه بالقرآن قراة و استماعا و فهما و تدبرا و علما و عملا.
5رأس الإيمان توحيد الله و عدم الإشراك به و لن نشرك بربنا أحدا فعلينا تحقيق التوحيد و تخليه من أي شائبة.

المجموعة الثالثة
1. فسّر قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)أي يا أيها المتزمل في ثيابك ؛وذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كان يتحنث في غار حراء و كلمه جبريل لأول مرة رجع إلى خديجة رضي الله عنها فزعا و قال زملوني زملوني، فنزلت بعد ذلك يا أيها المزمل. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) و هذه الآية نزلت بفرضية قيام الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم وحده، فقيل فرض عليهم مدة سنة وهو الراجح من حديث عائشة-أَخْرَجَ أحمدُ, ومسلِمٌ, عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ قلتُ لعائشةَ أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ بلى. قالتْ فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.، - و قيل مدة أقل من ذلك و قيل أكثر و الله أعلم./ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أي صل نصف الليل أو أقل منه و هو الثلث. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) أي زد على النصف و هو الثلثان، و رتل القرآن أي اقرأه على تمهل و ذلك بتبيين حروفه و صفاتها و أحكام التلاوة و التغني به و هذا يعين على تعقل المعاني و تدبرها و التفكر فيها .إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إنا سَنزل عليك يا محمد قولا ثقيلا و هو القرآن العظيم و الدليل حديث البخاري، عن عائشة أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول. قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) الناشئة هي ساعات الليل و أوقاته و قيل ناشئة الليل هي صلاة الليل أو صلاة الليل بعد النوم، هي أشد وطئا أي أشد على النفس لأن الليل زمن النوم و الراحة، و أقوم قيلا أي وأحسن تلاوة و أصوب فهما و أجمع قلبا و أحضره من صلاة النهار. إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) أي إن لك في النهار أعمالا شتى تمنعك من الانقطاع للعبادة و الصلاة فاستغل الليل للصلاة و التلاوة و قيل المراد بها تطوعا كثيرا و الأول أرجح. وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) أي أكثر من ذكر الله عز و جل و انقطع إلى الله بعبادته عند انتهائك من آداء مشاغلك. رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)الله تعالى رب المشارق و المغارب و هو الله الذي لا معبود بحق إلا هو فتوكل عليه في أمورك كلها.} المزمل.
2. حرّر القول في
معنى قوله تعالى {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.
أي إنه كان قبل الجاهلية رجال من الإنس يتعوذون -عندما ينزلون واديا أو مكانا موحشا من البراري- بأسياد ذلك المكان ليحموهم من الشرور و المكاره فزادوهم رهقا؛
1/أي إثما قاله قتادة و العوفي عن بن عباس.
2/خوفا ذكره أبو العالية و الربيع و زيد بن الأسلم.
3/وقال مجاهد أي الكفر و الطغيان.
ذكر هذه الأقوال بن كثير، و يمكن الجمع بين هذه الأقوال، فزادوهم رهقا أي زادوهم خوفا و إثما و طغيانا و كفرا.

3. بيّن ما يلي
أ /مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) )
و الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات أن العبد لا يخلو عند فعلها من تقصير أو خطأ و نسيان أو سهو،فيتسغفر الله ليجبر ذلك.
ب/الدليل على حفظ الوحي
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 10:25 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- وجوب تعظيم القرآن ظاهرا وباطنا, لمن أراد الحصول على ما فيه من هدى, فيخشع القلب عند سماعه وتخشع الجوارح, وهذا من قوله تعالى:"استمع", وهذا غير السماع, فالاستماع يقتضي استحضار القلب والجوارح والانتباه لما يقال.
2- إن الانتفاع بالعلم يكون بالتحلي بالأدب والتزامه في مجالس العلم ومع المشايخ, وحسن الاصغاء والانتباه , فتتبين للطالب الفوائد الخفية له, ويكون أجدر بفهم ما يلقى عليه كمن مواعظ وحكم وأمثال, والانتفاع بها, وهذا من قوله:"استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا", وإنما حصلت لهم هذه الفائدة لتأدبهم في مجلس العلم, وإلقاء سمعهم لما يقال فيه.
3- الحرص على تنمية عقل الرشد لدى الإنسان, فليس كل ذكي رشيد, بل يحصل عليه الإنسان بالمداومة على النظر في آيات الله الشرعية وتدبرها وعقل ما فيها, وهذا من قوله:"يهدي إلى الرشد".
4- تعلق القلب بغير الله سبحانه وتعالى, وتحول النظر لغيره, وطلب الثناء والمحمدة عند غيره, نوع من انواع الشرك, فالإخلاص يقوم على التوحيد الذي يطرد كل ما سوى الله من القلب, وهذا من قوله:"ولن نشرك بربنا أحدا", فالآية عامة في جميع أنواع الشرك, بل ما يكون من الشرك الأصغر والخفي قد يجهله الكثير من الناس, لذلك يجب مجاهدة النفس والقلب في انصرافه لغير الله.
5- الهمة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى, وتعليم كتابه للناس, وبيان معانيه لهم, ليحصل لهم الخير الكثير في حياتهم من الهدى والرشاد والتوحيد والحياة الطيبة, وهذا من قوله:"فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا", فبعد أن سمعوا وعلموا ذهبوا إلى قومهم منذرين وداعين, ليحصل لهم من الخير ما حصل لهم هم.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

"وما جعلنا أصحاب النار": بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى, وصف جهنم, وأخبر بعدد الملائكة التي جعلهم عليها في قوله:"عليها تسعة عشر", قال أبو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر؟ أفيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار؟", فأخبر تعالى إنه ما جعل خزنة جهنم إلا من الملائكة الذين هم زبانية النار, المختصون بالعذاب , وقد جاء في وصفهم أنهم:"غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفلون ما يؤمرون", وفيه دلالة على قدرة الله وعظيم خلقه, وعلى شدة الملائكة وبالتالي أليم عذابهم, فلا يقدر أحد على مغالبتهم أو مقاومتهم, ثم بين سبحانه وتعالى الحكمة من ذكر العدد:
"وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا": أي: ذكر الله سبحانه وتعالى, عددهم اختبارا للناس, ليظهر الصادق من الكاذب, ومن ظهر كذبه وكفره يكون معرفة العدد بالنسبة له زيادة في ضلاله, وبالتالي زيادة في عذابه ونكاله في الآخره.
"ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا", وهنا ذكر أهل الكتاب عند سماعهم لما نزل من عدد الملائكة, فيجب أن يترتب على سماعهم للعدد زيادة اليقين لديهم بما في القرآن لمطباقته لما هو موجود في كتبهم, أما المؤمنون فيزداد إيمانهم بما علموه من توافق هذا العدد بما هو موجود في كتب أهل الكتاب, فيظهر صدق نبيهم على الملأ, فهذا مما يزيد الإيمان ويزيد اليقين في القلب.
"ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون": ليزول عن قلوبهم أي ريب أو شك أو حيرة في الدين أو في أي جزء منه, وزيادة الإيمان واليقين من الأمور التي تحصل من إدمان النظر في آيات الله الكونية والشرعية, لذلك قال تعالى:"وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون", فيتميز بسماع الآيات ثابت الإيمان عمن امتلأ قلبه بالشبهات, فينبغي على المسلم العناية بهذا الجانب ليدفع عنه ما قد يلحق قلبه من ريب أو شك أو أدنى شبهة.
"وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا": أما أصحاب القلوب المريضة بالشك والريب والنفاق, فتجتمع كلمتهم مع كلمة الكافرين في التعنت والتكبر والعناد, فتعمى بصيرتهم فيقعون في الحيرة والضلال ويسألون عن الحكمة من ذكر هذا العدد وضرب هذا المثل سؤال مستكبر مستهزئ لا مستعلم.
"كذلك يضل اللّه من يشاء ويهدي من يشاء": أي: ينزل الله مثل هذه الآيات ليختبر القلوب ويظهر ما تخفيه أمام الناس, فأما من وفقه الله للهداية فيزيد إيمانهم ,وأما من كان من أهل الشقاء, فيتزعزع ويهتز ما كان يظنه في قلبه إيمانا, وإنما كان هذا بسبب زيغ قلوبهم وما هم فيه من النفاق, "ولا يظلم ربك أحدا"و ولله الحكمة البالغة في ذلك, وله سبحانه الحجة على جميع خلقه.
"وما يعلم جنود ربك إلا هو": أي: مع ذكر الله سبحانه وتعالى, لعدد زبانية جهنم, إلا إن لهم من الأعوان الكثير, مما لا يعلمه إلا الله, فلا يتوهم متوهم إن ليس هناك إلا هم, بل ذكر هذا العدد مع جهلنا به محل اختبار, وعلى المسلم التسليم والإيمان بكل ما هو موجود في القرآن, بدون تحكيم عقله على النصوص فيرد ما خالف عقله, أو يحرف معناه, أو يغيره بزيادة أو نقصان.
"وما هي إلا ذكرى للبشر":أي وما جاء من ذكر عدد الزبانية ووصف جهنم من مواعظ وتذكرة, فالمقصود منه بيان قدرة الله الكاملة, وغناه المطلق عن جميع خلقه, الاعتبار والتذكر, فيحرص المسلم على فعل ما ينفعه والابتعاد ما يضر به دينه, ولم تنزل لمجرد العبث واللغو, فمن لم يرى أو يحس بأثرها على نفسه, فليتهم إيمانه.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
وردت في المراد بالمساجد في الآية أربعة اقوال متباينة:
القول الأول: إن المراد المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس, ودليله ما رواه ابن عباس في قوله:"وأن المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا" قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليا: بيت المقدس, رواه عنه أبو صالح, رواه ابن ابي حاتم, ذكره ابن كثير.
القول الثاني: إن المراد هو المساجد كلها, فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام, وعباده بتوحيده وعدم الإشراك به في دور العبادة, ولا يكونوا كأهل الكتاب الذين إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا مع الله بدل ان يوحدوه, ودليل هذا القول ما جاء عن سعيد بن جبير في سبب نزول الآية, حيث قال: قالت الجن لنبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون عنك؟، وكيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت الآية, رواه ابن جرير وذكره ابن كثير في تفسيره, وهذا قول عكرمة وقتادة والأعمش, وقاله ابن كثير والسعدي, وهو قول للأشقر.
القول الثالث:إن المراد بها أعضاء السجود, وهو قول سعيد بن جبير مستدلا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ليه الصلاة والسلام قوله:"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة أشار بيديه إلى أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين", ذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع: إن المراد بالمساجد جميع بقاع الأرض, لأن الأرض كلها مسجد كما ورد هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام, فيما خصه الله سبحانه لهذه الأمة, وهي قوله:"وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا", ذكر هذا القول الأشقر.
والراجح إن المراد جميع المساجد, كما ذكره ابن كثير, فيكون المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس داخلان في عموم المساجد, وذكر أعضاء السجود لأن بها يكون السجود وبه يكون العبد أقرب ما يكون من ربه, وتسمى الصلاة به, فحري به أن لا يستعملها إلا لتوحيد الله عز وجل كما جاء في الآية.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.

القرض الحسن هو ما يخرجه الإنسان من صدقات واجبة أو مستحبة لأهله أو في سبيل الله, في أي وجه من وجوه الخير الي حث عليه الله ورسوله, ولا يكون حسنا إلا إذا كانت نية المنفق لوجه الله, خالصة له, يريد ما عنده, ولا ينظر لأي مدح أو ثواب أو منفعة ممن أعطاه"لا نريد منكم جزاء ولا شكورا", وهذا وجه تسميته قرضا حسنا, لأن القرض من عقود الإرفاق, فالمقرض ينظر لما عند الله فقط من الثواب والجزاء.
كما يجب أن يكون إنفاقه من مال طيب حلال, ف"إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا", فإن كان كذلك فإن الله قد وعده أن يجازيه جزاء عظيما حسنا طيبا.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
أوجب الله سبحانه وتعالى, في بداية سورة المزمل قيام الليل على النبي عليه الصلاة والسلام, فقال:"قم الليل إلا قليلا", فقام عليه الصلاة والسلام, هو وجماعة من اصحابه لأن الأصل هو التأسي به عليه الصلاة والسلام في الأحكام, ثم خفف الله عنهم ليرفع عنهم الحرج والمشقة, ولوجود أصناف من الناس يشق عليها قيام الليل, فقال:"إن ربّك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن", أي علم سبحانه بمشقة اتباع الأمر الذي فرضه عليكم, فقوموا ما تيسر لكم من الليل, والشاهد من الاية بعدم الإلزام قوله تعالى:"فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن", أي فعفا عنكم لما كان من عجزكم عن قيام الليل, فيسر عليكم وخفف الأمر عنكم, ثم أرشدهم إلى أن يقوموا قدر استطاعتهم وبما تيسر لهم من نشاط ووقت بدون إلزام.
كما دل على ذلك حديث الأعرابي الذ سأل النبي عليه الصلاة والسلام عما يجب عليه من الصلوات, فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:"خمس صلوات في اليوم واللية", فقال:"هل علي غيرها؟", فقال:"لا إلا أن تظوع", فدل هذا على عدم وجوب قيام الليل.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 07:37 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)) الجن.
1- حتمية اتباع القرءان و امتثال ما فيه لأنه بسماع آياته تقوم به الحجة و تتم به النعمة .
الدليل (( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )) و لذلك أمر الله رسوله أن يقص نبأهم على الناس .
2- الاهتمام بسماع القرآن بإنصات لأنه له تأثير على قلب من سمعه و لكن الإنصات يكون سبب في فهم معانيه ووصول حقائقه إلى القلوب .
3- من ذاق حلاوة القرءان ينبغي أن يكون حريصا على أن يذوق الجميع حلاوته و يبين فصاحته و بلاغته و مواعظه و بركته .
الدليل:((فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا)).
4- من أراد مصالح الدنيا و الأخرة فلا بد أن يهتدي بهداية القرآن .
الدليل (( يهدي إلى الرشد )).
5- أن من أعظم ما في دعوة محمد صلى الله عليه و سلم توحيد الله فالجمع بين الإيمان الذي يدخل فيه العمل الصالح وبين التقوى المتضمنة لترك الشر و هذا أهم ما نحصل عليه من اتباع ارشادات و هدايات القرآن بخلاف إيمان العوائد و الإلف فهو عرضة لخطر الشبهات و العوارض .
الدليل : (( فأمنا به و لن نشرك بربنا أحدا )).
المجموعة الثانية:
1
:فسّر قوله تعالى:
((وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)) الجن.
يقول الله مخبرا عن الجنة أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم لما دعوا لأصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم (( و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك كنا طرائق قددا )) كنا بنا المؤمنون و منا الكافر فرقا متنوعة و أهواء متباينة (( و أنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض و لن نعجزه هربا )) , نعلم أن قدرة الله حاكمة علينا و لو أمعنا في الهرب فإنه علينا قادر لا يعجزه أحد و يفتخرون بأنهم (( و أنا لما سمعنا الهدى آمنا به )) لما سمعوا الو عرفنا هدايته و إرشاده آثر في قلوبهم فأمنوا به و لم نكذب به كما كذبت به كفرة الإنس ثم ذكرو ما يرغب المؤمن فقالوا (( فمن يؤمن بربه )) , ايمانا صادقا (( فلا يخاف بخسا ولا رهقا )) فلا يخاف نقصا ولا أذى يلحقه و إذا سلم من الشر حصل له الخير فالإيمان سبب داع إلى حصول كل خير و اتقاء كل شر (وأنا منا القاسطون )أي الجائرون عن الحق بخلاف المقسط فإنه العادل (( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا )) فمن قصد طريق الحق و الخير و اجتهدوا في البحث حتى وفقوا له فقد أصابوا الطريق الموصل للجنةوالنجاة(( و أما القاسطون فكانول لجهنم حطبا )) و ذلك جزاء على أعمالهم سيكونوا وقودا للنار تسعر بهم كما توقد بكفرة الإنس .
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
ذكر فى عود الضمير فى استقاموا أقوالاً :
- يعود على القاسطون . ذكره ابن كثير .
- نزلت في كفار قريش حين مُنعوا المطر سبع سنين . قول مقاتل . ذكره ابن كثير .
- لو استقام الجن و الإنس كلاهما . ذكره الأشقر .
اختلف المفسرون في قوله ( و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا* لنفتنهم فيه )) على قولين :
- القول الأول : أن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام و عدلوا إليها و استمروا عليها لكان سبب في سعة الرزق . ذكره ابن كثير و استدل بقول الله (( و لو أنهم أمنوا بالتوراة و الإنجيل و ما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم )) و بهذا يكون معنى لنفتنهم فيه أي لنختبرهم من يستمر على الهداية و من يرتد إلى الغواية . قول مالك عن زيد بن أسلم . ذكره ابن كثير .
و ذكر في الطريقة أقوال :-
- الاستقامة على الطاعة . قول ابن عباس .ذكره ابن كثير .
- الإسلام . قول مجاهد و سعيد بن جبير و غيرهم . ذكره ابن كثير .
- لو أمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا قول قتادة . ذكره ابن كثير .
- طريقة الحق قول مجاهد و الضحاك . ذكره ابن كثير .
- طريق الضلالة . رواه ابن جرير و ابن أبي حاتم و حكاه البغوي عن الربيع بن أنس و غيرهم . ذكره ابن كثير .
-القول الثاني : -
أن لو استقاموا على الضلالة لأوسعنا عليهم الرزق استدراجا . ذكره ابن كثير و استدل بآية (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )) .
3:بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
- ذلك لما فى الليل من السكون الذي يعين على الخشوع والترتيل والتدبر فى الآيات فتؤتى ثمارها فى فهم المتلو وزيادة الإيمان .
- ويمكن أيضا أن تكون الحكمة من ذلك التهيئة لأنه سيتلقى القرآن العظيمة معانيه الجليلة أوصافه لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق و نفس مزينة بالتوحيد .
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
1- لما سأل أصحاب الجنة أصحاب النار عن سبب دخولهم في سقر فكان من الأسباب أنهم يخالطوا أهل الباطل في باطلهم كلما غوى غاو غاوو معهم (( و كنا نخوض مع الخائضين )) .
2- أن الوليد بن المغيرة انه بعدما اعترف بعد سماعه للقرآن و اعترافه أن له حلاوة و أن عليه طلاوة فقال أنه كلام الإنس و ليس بكلام الله قال هذا القول إرضاء لقومه (( إن هذا إلا قول البشر )) .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 09:29 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي


مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



1.
(عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- من أراد البركة والخير فعليه بالقرآن (إنا سمعنا قرآنا عجبا).

2- أهمية سرعة الاستجابة للحق إذا تبين، كما آمن الجن فور سماعهم القرآن (إنا سمعنا قرآنا عجبا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ).
3- إعجاز القرآن في نظمه وبلاغته وبيانه وهداياته (إنا سمعنا قرآنا عجبا).
4- القرآن هاد إلى الرشد والفلاح، لمن آمن به واتبع هداه (إنا سمعنا قرآنا عجبا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ).
5- الإيمان بأن القرآن وحي من الله عز وجل؛ يستلزم توحيد الله تعالى والكفر بالطاغوت (فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).

2.المجموعة الثالثة:
1. فسّر
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
} المزمل.

سورة المزمل من أوائل الوحي نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه حينما جاءه الملك في غار حراء وغطه ثلاث مرات ونزل عليه ب(اقرأ) رجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم نزلت السورة بعد.
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)
يخاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يترك التزمل وهو التغطي والنوم، ويقوم لله عز وجل.
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)
فيأمره تعالى بقيام الليل إلا قليلا منه.
(نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا)
فيقوم الليل كله إلا قليلا منه، ثم خفف الأمر أو بين: فأمر بقيام نصف الليل، أو أنقص منه وهو الثلث، كما في آخر السورة:( أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه)
فكان قيام الليل واجبا أول الأمر، واستمر حولا كاملا تقريبا، وقيل: ستة عشر شهرا، ثم خفف (فاقرءوا ما تيسر منه)، ثم نسخ فرضه وصار نافلة: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)
(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا)
أو يزيد على النصف فيصير ثلثين ونحوه، وأمره تعالى بترتيل القرآن: وهو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف مع التدبر وحسن الصوت وحسن الاتباع والعمل.
فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فكان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه، واستمر على ذلك حتى لحق بالرفيق الأعلى، فكان خلقه القرآن، وكان وتره كما أمر في هذه السورة، وكانت قراءته مدا مدا يترسل فيها.
وقال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها).
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)
فأمر بقيام الليل وترتيل القرآن، لكون العمل به ثقيل عظيم، ولكون نزوله شديدا ثقيلا على رسول الله، فكان صلى الله عليه وسلم يلقى من الوحي شدة فيتعرق في البرد الشديد. ولما كان الأخذ به ونزوله ثقيلا كان أجره يوم القيامة ثقيلا.
وفرض قيام الليل حولا كاملا في بداية الدعوة، ليكون أدعى للقيام بالدين وللصبر على الأذى في سبيله، ثم خفف وصار نافلة.
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)
ففي القيام لصلاة الليل، وخاصة القيام بعد نوم، أصعب وأثقل على المرء، وهو أشد مواطأة بين القلب واللسان وأشد استقامة فيتدبر القارئ لما يتلوه؛ لما في الليل من هدوء وسكينة وفراغ بال وحضور قلب.
(إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا)
ففي النهار تطوع كثير، وفراغ لك ومعيشة، وانشغال بطلب الحوائج واشتغال بالخلق؛ فأفرغ الليل للتعبد.
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)
وأكثر من ذكر ربك وانقطع لله وأخلص له العبادة والمحبة وتوكل عليه حق التوكل.
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)
فهو سبحانه وتعالى رب المشارق والمغرب، المتصرف في كل الأمور فاعبده وتوكل عليه في كل حوائجك وأمورك فلا تطلبها إلا من الله ولا تنتظر حصول الفرج إلا منه سبحانه وبإذنه.

2. حرّر القول في:
معنى
قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
(6)} الجن.
إما أن يعود الضمير على الجن (فزادوهم) فيكون المعنى: إن رجالا من الأنس كانوا إذا نزلوا واديا استجاروا واستعاذوا بسيد جن هذا الوادي، فيجترئ الجن عليهم ويصيبوهم بالخبل والذعر والخوف والجنون.
وإما أن يعود الضمير على الإنس، فيكون المعنى: أنه كان رجال من الإنس يستعيذون ويستجيرون بالجن فزاد الإنسُ الجنَّ كبرا وطغيانا لعبادتهم إياهم.

3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

لأن العبد يذنب كل وقت وحين، وحين تأتيه الأوامر قد لا يفعلها وإذا فعلها فعلى وجه ناقص؛ لذا أمرنا بترقيع ذلك كله بالاستغفار.
ب: الدليل على حفظ الوحي

حرس الله تعالى السماء بالشهب، حفظا للوحي من مسترقي السمع، قال تعالى حكاية عن الجن: (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا).

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 11:05 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
(قل أوحي إلي.....أحدا)
1/سرعة الاستجابة للحق والانقياد له ويدل على ذلك استجابة الجن المباشرة وإيمانهم بمجرد سماعهم للقرآن.
كما قال تعالى(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا).

2/الدعوة إلى دين الإسلام والحرص على إرشاد الناس إليه ويدل على ذلك دعوة الجن لقومهم بعد سماعهم للقرآن.

3/الثبات على الطريق المستقيم فحلاوة الإيمان لا يعدلها شيء كما تعهد بذلك الجن بعد إسلامهم فقالوا(ولن نشرك بربنا أحدا).

4/عدم اليأس حينما تقابل دعوتك بالتكذيب والصدود فسيصرف الله إليك من ينتفع بموعظتك فقد صرف الله الجن للإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد أن كذبه كفار قريش ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا).

5/ تأمل معاني القرآن وتدبره وفهم مراده يعين على الإيمان والثبات عليه فهؤلاء الجن لما سمعوا القرآن وتأملوا عجائبه آمنوا به ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا).

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

نزلت هذه الآية ردا على مشركي قريش حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدد خزنة جهنم ،فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ وقيل: إنّ أبا الأشدّين -واسمه: كلدة بن أسيد بن خلفٍ-قال: يا معشر قريشٍ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر .
فقال تعالى( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ):أي جعلنا خزان النار ملائكة غلاظ شداد،فمن يستطيع مقاومتهم؟

(وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا )أي بينا عددهم ليكون فتنة وامتحانا فنعلم من يكذب ممن يصدق.
وقيل:جعلناهم ملائكة لتعذيب الكافرين يوم القيامة وزيادة في نكالهم فالعذاب يسمى فتنة كما قال تعالى:(يوم هم على النار يفتنون).

(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )أي يستيقن اليهود والنصارى أن ماجاء به محمد هو الحق لأنه وافق العدد المذكور في كتبهم.

(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا)فالمؤمنون كلما نزلت آية فآمنوا بها زاد إيمانهم،أو أنهم يزيد إيمانهم لما رأوا موافقة أهل الكتاب لهم.

(وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُون)أي يزول الشك عنهم في الدين أو في عدد الخزنة تحديدا.

(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) أي يقول المنافقون ومن في قلوبهم شك وريب والكافرون أي شيء أراد الله من هذا العدد المستغرب ومالحكمة من ذكره؟وذلك لشكهم وحيرتهم.

(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )فالله عزوجل يوفق للإيمان بهذه الأمور من شاء من عباده ويصرف من يشاء عنها وعن الإيمان بها.

( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ )حينما كان هناك من قد يتوهم أن عدد الملائكة تسعة عشر فقط ذكر الله أنه لا يعلم أحد عدد الملائكة إلا هو عزوجل،وقد ورد في السنة مايدل على كثرتهم، فقد ثبت في حديث الإسراء المرويّ في الصّحيحين وغيرهما ،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال في صفة البيت المعمور الّذي في السّماء السّابعة: "فإذا هو يدخله في كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم".

(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )أي وماهذه النار وماذكر من عدد خزنتها إلا موعظة وتذكرة للناس فيتعظوا ويؤمنوا.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا):
1_المساجد كلها قاله عكرمة ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر.

2_أعضاء السجود أي هي لله فلا تسجدوا بها لغيره قاله سعيد بن جبير ذكره ابن كثير
دليلهم:
الحديث الصّحيح،عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين".

3_كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد ذكره الأشقر.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
النفقة في سبيل الله بإخلاص وطيب نفس ومن مال طيب ويشمل ذلك النفقات الواجبة والمستحبة.

ب:حكم قيام الليل مع الاستدلال.
قيام الليل سنة ويدل على ذلك قوله تعالى( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) بعد أن كان فرضا خفف الله عنهم وجعله سنة لمن يقدر عليه.
وكذلك يدل على سنيته الأحاديثُ الصحيحةُ الْمُصَرِّحَةُ بقولِ السائلِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ:((لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ)) تَدُلُّ على عدَمِ وُجوبِ غيرِها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 ربيع الثاني 1438هـ/7-01-2017م, 11:45 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي اجابة المجلس الرابع مجلس مذاكرة الجزء الثالث من تفسير جزء تبارك

(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- ان تدبر القرءان يستلزم الإستماع والإصغاء بإنصات حتى نفهم معانيه ويصل إلى حقائق قلوبنا . (قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن )
2- معرفة أن القرءان معجز وأنه عجبا فى فصاحته وبلاغته عجبافى مواعظة (فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا)
3- سرعة الإستجابة لأوامر الله عزوجل كما استمع الجن وأطاع (فآمنا به )
4- نعلم أن القرءان حجة لنا أو علينا وأن الله عزوجل خلقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل لنا الرسل وأنزل لنا الكتب فيجب إتباع الرسول والعمل بما فى الكتاب (قل أوحى إلى )
5 5 - عدم الشرك بالله وعدم إتخاذ معه أندادا لأن الله عزوجل لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (ولن نشرك بربنا أحدا )





المجموعة الثانية:
1.
فسّر قوله تعالى:
{
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا )يقول تعالى مخبرا عن الجن أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم أنه كان منهم قبل سماع القرءان المؤمنون والكافرون أى كانوا جماعات متفرقة وقيل كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا )
وأنهم كانوا يعلمون أن قدرة الله حاكمة عليهم وأنه لا يعجزه شىء فى الارض وأنهم لن يستطيعوا أن يهربوا من قدر اللهإن أراد بهم أمرا ( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) وافتخر الجن بأنهم لما سمعوا القرءان الذى يهدى للتى هى أقوم ءامنوا وذكروا ما يرغب فى ذلك وهو أن الايمان سبب لحصول كل خير وانتقاء كل شر (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) وقالوا أن منهم المسلمون الذين أصابوا طريق الرشاد ومنهم الجائرون عن طريق الحق ومن سلك طريق الحق فقد طلب لنفسه النجاة والجنة (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)وأما الجائرون فسيكونوا وقودا تسعر بهم النار جزاءا على أعمالهم نسأل الله السلامة .

_______________________________
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
ذكر ابن كثير اقوالا عن السلف منها :
- القول الأول :وأن لو استقاموا على طريقة الاسلام طريقة الحق والطاعة الطريقة المثلى واستمروا عليها رزقهم الله سعة الرزق . وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وسعيد ابن المسيب ووعطاء والسدى ومحمد بن كعب القرظى وقتادة ومجاهد والضحاك. كما ذكره السعدى والاشقر .
واستشهد ابن كثير بقوله تعالى (ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ). وقوله تعالى (ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض )
- القول الثانى :وأن لو استقاموا على طريق الضلالة لأوسعنا عليهم الرزق استدراجا وهو قول أبى مجلز رواه ابن جرير وابن ابى حاتم والربيع بن أنس وزيد ابن اسلم والكلبى وابن كيسان .
واستشهد بقوله تعالى :(فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون) وقوله تعالى : (أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون)
_______________________________
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
الخطاب من الله عزوجل موجه للنبى صلى الله عليه وسلم فقد أمره فى سورة المزمل بالعبادات المتعلقة به ثم أمره بالصبر على أَذية أعدائه ثم أمره بالصدع بالدعوة فأمره بأشرف العبادات وهى الصلاة وبآكد الأوقات وأفضلها وهو قيام الليل (باأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرءان ترتيلا ) وهذا الخطاب موجه أيضا لأمته فقد قال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وكان الأمر بالقيام فرض فى أول الأمر ثم خففه الله عن النبى وعن المؤمنين لعلمه بأحوالهم .
__________________________________
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
أن الوليد ابن المغيرة كان يعلم أن القرءان ليس بشعر ولا بسحر واعترف إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلى ولا يعلى عليه وكان يعلم إنه من عند الله ولكنه أبى أن يقول ذلك مخافة أن يقول قومه أنه صبأ.
وقد روى عن ابن عبّاسٍ أن : أبو جهل بن هشامٍ قال: أنا واللّه أكفيكم شأنه. فانطلق حتّى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصّدقة؟ فقال: ألست أكثرهم مالًا وولدًا. فقال له أبو جهلٍ: يتحدّثون أنّك إنّما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه. فقال الوليد: أقد تحدّث به عشيرتي؟! فلا واللّه لا أقرب ابن أبي قحافة، ولا عمر، ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلّا سحرٌ يؤثر.
الاستدلال :
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
____________________________________________

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 ربيع الثاني 1438هـ/8-01-2017م, 12:21 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى:



استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- مما يعين الداعية إلى الحق في طريق الدعوة تحفيز المدعوين للاتباع بإبراز النماذج الحية والمضيئة والصالحة ، فإن هذا مما يدفع لقبول دعوته، ويجعلها أكثر قربا وواقعية .
- وجه الدلالة أن الله تعالى أمر نبيه بأن يذكر لقومه شأن الجن في استجابتهم للقرءان وتأثرهم به ، بمجرد الاستماع لتلاوته ، بقوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا ....) وأحد الحكم من ذلك ما ذكر أعلاه.
2- على المسلم أن يكثر من تلاوة القرءان وسماعه تلمسًا لبركته، واستنارة بنوره، واعتبارًا بإخباره ؛ فإن ذلك من أعظم الأمور المعينة على معرفة الحق.
وجه الدلالة ظاهر من قوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ... الآية. حيث ذكر أن سبب إيمانهم وهدايتهم هو مجرد الاستماع لكلام الله سبحانه وتعالى.
3- على الداعية تقديم دعوته بصيغة بينة وواضحة في أهدافها وغايتها ومآلاتها؛ لإن ذلك مما يقرب الدعوة إلى قلوب المدعوين .
- وجه الدلالة: ظاهر من قوله تعالى: (فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ.... ) الآية فالجن قد فهموا الدعوة بمجرد وصولها إلى أسماعهم، ولو كان فيها غموض لم تحصل هذه الاستجابة المباشرة.
4- البدء بالأهم فالأهم في الدعوة إلى الله تعالى أمر يجب أن يتبه له الداعية إلى الله ،ويطبقه في دعوتهم؛ فإن ما يترتب عليه السلامة والنجاة من النار – قضية التوحيد ونقيضه الشرك بالله- هو الأولى والأهم لأن قبول ما عداه من الفعل والترك ينبني عليه.
وجه الدلالة: من قوله تعالى:( فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) ذكرهم الإيمان بالله وأنهم لن يشركوا بالله حيث كان هذا من أوائل المعاني التي وصلتهم من الآيات .
5- ضرورة سؤال الله تعالى الهداية والثبات عليها فإن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء، فمن قلب يفتحه الله للنور ومن قلب يطمس عليه فلا يجد الهدى والحق إليه مسلكًا، ومن قلب يمسي مؤمنا ويصبح كافرًا، فعلى المؤمن أن يكثر الدعاء بذلك ، فقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
وجه الدلالة: من قوله : ( فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) فإن الله تعالى فتح على تلك القلوب وكتب لها قبول الحق فقبلته واستنارت به.


2المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر
.
في هذه الآيات رد على مشركي مكة ، وذلك أنهم لما علموا عدد الخزنة لنار جهنم ، وذلك حين نزل قول الله جل وعز:( عليها تسعة عشر ) وقع استخفاف منهم حيث قال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ و قيل: إنّ أبا كلدة بن أسيد بن خلفٍ-قال: يا معشر قريشٍ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر، إعجابًا منه بنفسه، فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً}
يخبر سبحانه وتعالى أنه جعل خزنة النار وجنودها من جنس الملائكة، تأكيدًا على قوتهم وشدتهم كما قال في سورة التحريم :(.. عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) حيث كان ذكر عدد الملائكة اختبارًا للناس فيكون إضلالً ومحنة للكافرين حيث قالوا ما قالوا، وهذا إضلال من الله لهم ، ويحتمل أن المراد بالفتنة العذاب والمعنى ما جعلنا الملائكة بهذا العدد إلا من أجل، تعذيب الكفار وأنزال أشد العقوبات والنكال بهم في النار.
(.. لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ..) وكما أن الإخبار بهذا الخبر كان إضلال للكافرين ، فأنه في المقابل كان يقيناً ودفعًا للشك والريب من قلوب أهل الكتاب حيث أتى موافقًا لما ذكر في كتبهم فكان تأكيدًا لصحتها. وكذلك يقينًا وزيادة لترسيخ الإيمان في قلوب المؤمنين بالله تعالى
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا..) وهذا من الفتنة التي أشار إليها في مطلع الآية والمقصود باللذين في قلوبهم مرض أي المنافقون والمرض هو الشك والنفاق والكفر بالله تعالى، وقوله :( بهذا ) المشار إليه هو عدد الملائكة، فهم يقولون أي شيء أراده الله بذكر هذا العدد.
وهذه الآيات شبيهة بقول تعالى في سورة التوبة:( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) المقصود بالجنود أي الملائكة فيخبر سبحانه وتعالى أنه لا يعلم ددهم على الحقيقة إلا هو سبحانه وتعالى ، إذ أن العدد المذكور هنا ليس على سبيل حصرهم ، وهذا إشارة إلى كثرتهم كما ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما في السّماء الدّنيا موضع قدمٍ إلّا وعليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ، "
(وماهي ) أي النار وما ذُكر من عدد خزنتها إلا تذكرة وموعظة لعباد الله؛ لأجل أن يفعلوا ويهتموا بما ينفعهم ويتركوا ويباعدوا بينهم وبين ما يضرهم ويهلكهم في الدار الآخرة.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن

- قيل هي المساجد كلها ذكره ابن كثير عن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها ، وهي الأماكن التي جعلت محلًا للصلاة
وذكره السعدي والأشقر.
- وقيل هي أعضاء السّجود، نقله ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ..
- وقيل: كلُّ البِقاع. ولعله مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" وذلك أن الأرض كلها محل صالح للصلاة فيها. ذكره الأشقر.
ولعل هذا من اختلاف التنوع؛ إذ لا تعارض بين الأقوال إذ مرجعها أن تصرف العبادة لله وحده، سواء ما يتعلق بمكانها أو فاعلها.
. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
المقصود بالقرض هو ما يبذله المؤمن من الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة ، وكونه حسن المقصود أنه مبذول امتثالًا لأمر الله ، خالصًا لوجه سبحانه وتعالى لا يراد به سواه .
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
- كان قيام الليل في أول الأمر واجبًا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون أمته . كما قال تعالى: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} وقوله هنا: (قم الليل إلا قليلًا) والأمر يقتضي الوجوب مالم توجد قرينة صارفة . ومن أهل العلم من ذكر أن أمته كانت داخلة في هذا الأمر حيث قال وغير واحدٍ من السّلف:" إنّ هذه الآية نسخت الّذي كان اللّه قد أوجبه على المسلمين أوّلًا من قيام اللّيل." وذلك إشارة إلى الآية التي سأوردها بعد قليل .
- ثم نسخ هذا الأمر بقوله تعالى:( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ...) الآية فكان حكم القيام على وجه الاستحباب لنبينا عليه الصلاة السلام وأمته.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 ربيع الثاني 1438هـ/8-01-2017م, 12:38 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

إجابة السؤال العام :
الفوائد السلوكية من قوله تعالى " قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ":
1- من أنجع أساليب الدعوة إلى الله تعالى هى إسماع غير المسلمين للقرآن العظيم . فمن فيض بركته وهداه أنه يؤثر ويهدى حتى لمن لم يعرف العربية ؛ فمجرد سماعه يتأثر ويشعر بأنه نور وهدى وليس كباقى الكلام .
وكم سمعنا عن إسلام البعض من غير المسلمين وكانت البداية إسماعهم لسورة مريم ، وأيضا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بمجرد سماعه لسورة الحاقة من رسول الله عليه الصلاة والسلام بدأ الإيمان يتحرك بقلبه .
فاحرص على الدعوة بالقرآن سواء غير المسلمين أو حتى المسلمين أنفسهم ، فإنه أبلغ كلام وأنفع وأحسن ما يُدعى به إلى الله تعالى لما له من عظيم الأثر والنفع كما قال تعالى فى سورة ق " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد "
وجه الدلالة : قال تعالى " فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا يهدى إلى الرشد فئامنا به "
2- تفكر فيما تقرأه أو تسمعه من آيات من كتاب الله العظيم ولا تجعلها تمر عليك مرورا سريعا ، لأنها آيات ترشدك لكل ما فيه مصلحة ومنفعة دينية كانت أو دنيوية . فاحرص ألا تفوتها حتى تسترشد منها .حتى الجن لما سمعوه أقروا أنه قرآنا عجبا لما فيه من عجائب الهدى والرشاد .
وجه الدلالة : قال تعالى " فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا يهدى إلى الرشد فئامنا به ".
3- إذا خالط الإيمان قلبك وعلمت الحق فالزمه واعزم على اتباعه ولا تتزعزع عنه ولو مثقال ذرة مهما كانت الدوافع لذلك . وحتى لو كنت وحدك بالطريق فلا تستوحشه ولكن يكفيك أنك على الحق فلا يثنيك قلة السالكين وكثرة المثبطين وليكن شعارك " فإذا عزمت فتوكل على الله " ، كما قال تعالى " يأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون " سورة المائدة
وجه الدلالة : قال تعالى " ولن نشرك بربنا أحدا " ... فقد عزمت الجن على عدم الشرك بالله بعد معرفتها الحق والإيمان .
4- فعلك دعوة ، فادع إلى الله بعملك فقد يهتدى بسببك الكثير دون أن تشعر بل وأكثر مما تتخيل . فمن أساليب الدعوة إلى الله تعالى أن تسبق أنت بعملك فيتبعك الآخرين دون كثرة كلام وبحث عن حسن أسلوب وإقناع وجدال . فالجن آمنت بسب استماعهم لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلى دون أن يشعر بهم ودون أن يستعد لتحسين أسلوب معين لدعوتهم ؛ فقط هو يعبد ربه كما أمره فتكون عبادته دعوة لغيره .
وجه الدلالة : قال تعالى " قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن " .
5- قال تعالى " يهدى إلى الرشد "
تبعث فى قلب المؤمن الراحة والطمأنينة بأن معه كتاب عظيم جليل فيه هدى لكل ما ينفعه ويصلحه ويزكيه ويرقيه ويحفظه وينجيه ، فيدفعه دفعا للسعى إلى فهمه وتدبره وتعلمه طلبا لهداه .فاعكف على هذا القرآن الكريم تنهل من هداه وتستنير بإرشاده.
6- عليك بالدعاء " اللهم اجعلنى ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه " ، " اللهم أرنى الحق حقا وارزقنى اتباعه "وأرنى الباطل باطلا وارزقنى اجتنابه ، فالجن بمجرد سماعهم للقرآن آمنوا به وهذا من توفيق الله لهم أن رزقهم سرعة الاستجابة للحق واتباعه .
وجه الدلالة ": قال تعالى " يهدى إلى الرشد فئامنا به ".



المجموعة الأولى
الجواب الأول :
لما نزلت قوله تعالى " تسعة عشر " وعلم مشركوا قريش أن عدد خزنة جهنم تسعة عشر حينها قال أبو جهل : ما لمحمد من أعوان إلا تسعة عشر ، أيعجز كل مائة منكم أن يغلبوا واحدا فتخرجون من النار . وقيل أن أبا الأشدين - وهو من الكفار ومعروف بين القوم بقوته حتى أنه ذُكر أنه وقف على جلد بقر وحاول عشرة نفر أن يسحبوه من تحته فما استطاعوا حتى تمزق الجلد ولم يتزحزح هو من مكانه - قال تفاخرا وإعجابا بنفسه واستهزاء : يا معشر قريش اكفونى اثنين منهم وأنا أكفيكم سبعة عشر .
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " :
معنى أصحاب : أى خزنة النار .
أى وما جعلنا خزنة النار إلا زبانية غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ومعلوم أن الملائكة هو أكثر خلق الله تعالى قياما بحقه وغضبا لله تعالى .
قال تعالى " وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ":
يخبر تعالى أنه ما ذكر عددهم إلا عذابا وزيادة نكال للكافرين فى الآخرة وعليه فإن الفتنة هنا بمعنى عذاب كما قال تعالى " يومهم على النار يفتنون " . وقد يكون معنى الفتنة هو الامتحان والابتلاء حتى يعلم عز وجل المصدقين من المكذبين ، فيسمع الكافرين ما سمعوه من عدد خزنة النار ويقولوا ما قالوا فيزداد غضب الله عليهم ويزيد عذابهم .
أما المؤمنين بما أخبر الله تعالى فيكون حالهم غير هذا كما قال تعالى بعدها " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين ءامنوا إيمانا " :
أى ليزداد يقين الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى بالحق عندما يجدوا أن عددخزنة النار المذكور فى القرآن العظيم موافق لما فى كتبهم ، وأيضا يزداد إيمان المؤمنين بربهم وبصدق نبيهم عليه الصلاة والسلام فيما أخبر عن ربه لما يجدوا موافقة أهل الكتاب لذلك . وهذا هو شأن المؤمنين تزيدهم الآيات ثباتا ويقينا وتسليما .
قال تعالى "ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون " :
أى لا يكون هناك مجال للشك أو الريب فى قلوبهم بل تزيد الآيات من إيمانهم وتصديقهم بما أخبر الله ورسوله .
قال تعالى " وليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء":
أما الذين فى قلوبهم مرض وشك ونفاق وهم المنافقون وكذالك الكافرون فيقولوا ما الحكمة من ذكر الله لعدد خزنة النار ؟! وطبعا قولهم هذا من ريبهم وحيرتهم وكفرهم . وهذا والعياذ بالله من إضلال الله لهم من شدة حيدهم عن الهدى والحق . أما المؤمنون الثابتون فمن هداية الله لهم وتوفيقهم للهدى فتزيدهم الأخبار من الله تعالى تسليما لله وإيمانا به وتصديقا لنبيه .
قال تعالى "وما يعلم جنود ربك إلا هو ":
أى أيظن هؤلاء أن عدد خزنة النار فقط تسعة عشر ، الله أعلم بما لهم من الجنود والأعوان وما بإمكانهم من القوة والغلظة والشدة . فلا أحد يستطيع الإلمام بجنود الله حقا إلا هو تعالى لكمال وعظيم قدرته وسعة علمه بكل شىء . فلا يسعنا إلا التسليم والانقياد والإيمان .
قال تعالى " وما هى إلا ذكرى للبشر ":
أى وما هذه الموعظة من ذكر النار - سقر- وعدد خزنتها ،إلا تذكرة للناس حتى يعلموا كمال قدرة المولى عز وجل فينتفعوا بما علموا أن فيه نفعهم ويتجنبوا ما يرديهم ويضرهم .


الجواب الثانى :
المراد بالمساجد فى قوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ":
ورد فيها ثلاث أقوال :
الأول : أنه المسجد الحرام ومسجد إليا بالبيت المقدس . قاله ابن عباس وقال أنه لما نزلت هذه الآية ما كان فى الأرض سوى هذين المسجدين ،وذكر ذلك ابن كثير .
الثانى : كل المساجد . قاله عكرمة وذكره ابن كثير ، كما قاله السعدى والأشقر .
الثالث : أعضاء السجود السبعة فلا تسجد بها لغير الله والدليل حديث النبى صلى الله عليه وسلم :" أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة -أشار بيده إلى أنفه - واليدين والركبتين وأطراف القدمين ".
قاله سعيد بن جبير وذكره ابن كثير .
الترجيح : هو القول الثانى كما قال المفسرون الثلاثة والله تعالى أعلم .


الجواب الثالث :
1- المقصود بالقرض الحسن هو ما كان خالصا لله تعالى بنية طيبة ومال طيب وتثبيتا من النفس . وهو كل ما ينفق خالصا لله على الأهل وفى الجهاد وفى الصدقات الواجبة - الزكاة - والمستحبة .

2- حكم قيام الليل : أنه كان فرض فى البداية ثم خففه الله تعالى وصار تطوعا .
الدليل : سأل سعد بن هشام عائشة رضى الله عنها فقال : أنبئينى عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقالت : ألست تقرأ " يأيها المزمل " ؟
قال : بلى .
قالت : فإن الله افترض قيام الليل فى أول هذه السورة ، فقام النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثنى عشر شهرا .. ثم أنزل التخفيف فى آخرها فصار قيام الليل تطوعا من بعد فرضه ".

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 ربيع الثاني 1438هـ/8-01-2017م, 02:50 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:عامّ لجميع الطلاب
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن

.
1- قال تعالى:{فآمنا به} أي : صدقنا وانقدنا والفاء للتعقيب ، فالجن آمنوا فور سماعهم القرآن ، وانتفعوا بآيات يسيرة منه ، فعلى العبد سماع القرآن بعقله وقلبه ، والإقبال عليه فهماً وتدبراً ، حتى ينتفع ، ويزداد إيماناً واتباعاً.
2- القرآن {يهدي إلى الرشد} ويدل عليه ؛ فالاهتداء إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة لا تلتمسه إلا في القرآن ، فهو حبل الله المتين وعلينا التمسك به.
3- { ولن نشرك بربنا أحداً} ، أي: من المعبودات ولا الشركاء ،فالإيمان والشرك لا يجتمعان ، وإخلاص العبادة لله عز وجل هو لبها والمقصود منها ، فعلى العبد تحري الإخلاص في أقواله وأفعاله وإراداته، والبعد عن الشرك.
4- { قرآناً عجباً} ، إعجاز القرآن في ألفاظه ومعانيه وأخباره لا يخطئها إلا مكابر، فلذلك على من يدعو إلى الله أن يكون القرآن هو المنبع الذي يرد به على الشبهات والشهوات وما أكثرها في هذا الزمان ، فالقرآن بإعجازه له سلطان على القلوب عجيب ، فآية واحدة في موطن استدلال صحيح خير من مئات المقالات.
5- إذا تعلم العبد علماً وتيقن من صحته فليسارع إلى تبليغه ، فهؤلاء الجن لما سمعوا القرآن سارعوا {فقالوا } أي: لقومهم ، إنا سمعنا قرآناً بديعاً بليغاً ، فقد يكون هناك من ينتفع بهذا العلم ، ورب مبلغ أوعى من سامع ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية).
---------

المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول: فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
أخبرنا الله تعالى في الآية السابقة أن عدد خزنة النار الموكلين بتعذيب أهل النار تسعة عشر قال:{عليها تسعة عشر } أي : من الزبانية الغلاظ الشداد ، عظيم خلقهم ، غليظ خُلقهم ، وقد ورد في الحديث عن جابر بن عبد اللّه قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد، غلب أصحابك اليوم. فقال: "بأيّ شيءٍ؟ " قال: سألتهم يهود هل أعلمكم نبيّكم عدّة خزنة أهل النّار؟ قالوا: لا نعلم حتّى نسأل نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أفغلب قومٌ سئلوا عمّا لا يدرون فقالوا: لا ندري حتّى نسأل نبيّنا؟ عليّ بأعداء اللّه، لكن سألوا نبيّهم أن يريهم اللّه جهرةً". فأرسل إليهم فدعاهم. قالوا: يا أبا القاسم، كم عدد خزنة أهل النّار؟ قال: "هكذا"، وطبّق كفّيه، ثمّ طبّق كفّيه، مرّتين، وعقد واحدةً.
ثم قال تعالى:{وما جعلنا أصحاب النار}أي: خزنتها القائمين عليها وعلى تعذيب أهلها،{ إلا ملائكة} ، ليسوا بشراً ضعافاً يغلبون، بل هم ملائكة شداد غلاظ لا يغالبون ، وفي هذا رد على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة ، فقال أبو جهل:" يا معشر قريش ، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم"؟ وقال كلدة بن أسيد بن خلف :" يا معشر قريش اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم سبعة عشر". وعلى هذا يكون المعنى { وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} أي: وما جعلنا عدتهم إلا امتحاناً وابتلاءً للذين كفروا لنعلم من يُصدِّق ومن يُكذِّب ، ويدل على هذا قوله تعالى بعد ذلك {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً}، ويحتمل أن يكون المعنى : وما جعلنا عدتهم إلا لعذاب الذين كفروا وعقابهم في النار، كما قال تعالى:{ يوم هم على النار يفتنون} والعذاب يسمى فتنة.
ثم قال تعالى:{ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} ، لأجل أن يتيقن الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى الذين عاصروا بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من صدقه، لموافقتة ما جاء في كتبهم في عدة خزنة جهنم وأنهم تسعة عشر،{ ويزداد الذين آمنوا إيماناً} أي لأجل أن يزداد الذين آمنوا إيماناً ، وذلك لما رأوه من صدق أخبار نبيهم وموافقتها للأنبياء من قبله، وأيضاً لأن الإيمان يزيد إذا آمنوا بما أنزل الله من آيات ، فكلما أنزل الله آية ؛آمنوا بها وصدقوا ازداد إيمانهم. { ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون} أي: لأجل ألا يشك الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون في أن عدة أصحاب النار من الملائكة تسعة عشر ، وقد يكون المعنى: أي :لأجل نفي الريب عن عموم الدين ، وعن كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فكله حق وصدق.
{ وليقول الذين في قلوبهم مرض } وهم المنافقون الذين في قلوبهم مرض الشك والنفاق ، أي: لأجل أن يكون ذلك سبباً في حيرتهم وشكهم .{ والكافرون} من أهل مكة وغيرهم من الجاحدين والمكذبين ، {ماذا أراد الله بهذا مثلاً} أي يقولوا ما الذي أراده الله بذكر عددهم المستغرب استغراب المثل، وما الحكمة من ذكر هذا ها هنا؟ فقال تعالى:{كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} أي: بمثل هذا الابتلاء وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ، ويتزلزل في قلوب آخرين وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، فهو يضل من يشاء بعدله ، ويهدي من يشاء بفضله، {وما يعلم جنود ربك إلا هو } أي: وما يعلم عدد جنود ربك يامحمد وكثرتهم وشدة خلقهم من الملائكة وغيرهم إلا هو سبحانه وتعالى ، وهو كما قال تعالى:{ ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً} ، وقال صلى الله عليه وسلم في صفة البيت المعمور" فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم".
{وما هي } أي : النار ويحتمل أن يكون المعنى وما هذه الموعظة والتذكار ، وهذه الآيات في وصف النار { إلا ذكرى للبشر} أي: تذكير ووعظ لهم ، ليعلموا كمال قدرة الله ، وأنه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار، فيفعلون ما ينفعهم ويتركون ما يضرهم.
--------
إجابة السؤال الثاني: حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدً) (18) الجن.
المراد المساجدأربعة أقوال:
القول الأول:المساجد هي بيوت عبادة الله عز وجل ، مروي عن قتادة وعكرمة وذكره ابن كثير وحاصل كلام السعدي والأشقر، ومعنى الآية أن الله أمر عباده أن يوحدوه في محال عبادته ولا يكونوا كاليهود والنصارى الذين يشركون به إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم.
القول الثاني:المساجد هي أعضاء السجود، مروي عن سعيد بن جبير وذكره ابن كثير، والمعنى على ذلك أن أعضاء السجود لله فهي نعمة منه ، فلا تسجدوا بها لغيره ، واستدلوا بالحديث الصحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة – وأشار بيديه إلى أنفه – واليدين والركبتين وأطراف القدمين".
القول الثالث:المساجد كل البقاع فالأرض كلها مسجد ،ذكره الأشقر .
القول الرابع:المقصود المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس ، مروي عن ابن عباس وذكره ابن كثير ، واستدل له بقول ابن عباس أن الآية نزلت ولم يكن في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ، ومسجد إيليا: يت المقدس.
الراجح :القول الأول، وهو أن المراد من المساجد هي المواضع التي بنيت لذكر الله وللعبادة ، وأنها مضافة لله إضافة تشريف وتكريم ، كما أنها مختصة بالله تعالى، ويدخل فيها المسجد الحرام وهو أشرفها وبيت المقدس لشرفه أيضا.

إجابة السؤال الثالث : بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
المقصود بالقرض الحسن: الصدقات الواجبة والمستحبة ، والإنفاق في سبيل الخير ويدخل فيها النفقة على الأهل وفي الجهاد والزكاة المفروضة ، بشرط الإخلاص لله وأن تكون من مال طيب .
وأصل القرض هو ما يعطيه الإنسان لغيره ويُقضاه من غير زيادة ولا مرابحة ، والله عز وجل غني عن خلقه ، ولا يحتاج أن يقرضه أحد ، بل هم المحتاجون إليه ، وكل ما هم فيه من النعم منه وحده سبحانه ، ولكن سمى الله عز وجل الصدقة والإنفاق في سبيله قرضاً ترغيباً في ذلك ، وليبين أنه متكفل بالجزاء التام والثواب الجزيل ، بل إنه سبحانه وتعالى يضاعف ثواب ذلك أضعافاً كثيرة ، لأنه شكور يعطي على القليل الثواب الجزيل،ولكي يكون القرض {حسناً} لابد فيه من احتساب العبد ويكون الإنفاق بطيب نفس منه ، وعدم منِّ ولا أذى للخلق ومن كسب حلال.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
قيام الليل تطوع ونافلة وليس بواجب – ولله الحمد- والدليل على ذلك أن رجلاً من أهل نجد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خمس صلوات في اليوم والليلة " فقال: هل علي غيرها ؟ قال: "لا إلا أن تطوع".
لكن يجب أن نعلم أن الله قد أوجب على نبيه صلى الله عز وجل وعلى المؤمنين في مطلع سورة المزمل قيام الليل ، وبين مقداره ، قال تعالى:{ ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلاً ، نصفه أو انقص منه قليلاً ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً}.
وجه الدلالة: أمر الله عز وجل نبيه بقيام الليل إلا قليلاً ، ثم بين مقدار وقت القيام من الليل وحدده بنصف الليل ، أو أنقص منه قليلاً ، أو أزيد عليه قليلاً، فخيره بين حالات ثلاث وهذا من التيسير ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته.
ثم نسخ الله عز وجل وجوب ذلك في آخر السورة ، تخفيفاً عليه وعلى أمته صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{ علم أن لن تحصوه فتاب عليكم}.
وجه الدلالة: علم الله عز وجل أن لن تستطيعوا إحصاء وضبط هذا الوقت والمواظبة عليه ، من غير زيادة ولا نقصان، ولن تستطيعوا قيامه على التمام ، فتاب عليكم ، أي: فرجع بكم وخفف عنكم بنسخ وجوب قيام الليل إلى استحبابه.
وكما ورد في الحديث الصحيح عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة : أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت : ألست تقرأ هذه السورة{ يا أيها المزمل} ؟ قلت بلى. قالت : فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً ، حتى انتفخت أقدامهم ، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثنتي عشر شهراً ، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة ، فصار قيام الليل تطوعاً من بعد فرضه.
-------

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 ربيع الثاني 1438هـ/8-01-2017م, 07:10 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1/زكاة العلم تبليغه على أكمل وجه وعدم كتمانه وذلك عندما علموا الجن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم آمنوا به ونبذوا الشرك و ذهبوا إلى قومهم منذرين مبلغين بما سمعوا (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
2/أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم عامة (الأنس والجن ) وأنه بمجرد سماعهم للآيات وعلمهم بالبعثه قامت عليهم الحجه قال تعالى :( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا )
3/من أراد البركه والعلم والخير الكثير فليؤثر القرأن على كل شئ ، يتدبر آياته وينهل من معانيه (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
4/أن الإيمان بالقلب لاينفع صاحبه إلا إذاء مقرونا بعمل الجوارح ،والعمل بالجوارح لاينفع إلا إذاء كان مقرونا بعمل قلبي قال تعالى :(فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)
5/ في هذه الآيه دليل على صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي العلم بأمور الغيب (إيمان الجن )
قال تعالى :(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ)

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.
في هذه الآيات الحث على قيام اليل وهي من العبادات التي يحبها الله ولذلك حث أفضل الخلق على القيام بها وهي عامه

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ )النداء للنبي صلى الله عليه وسلم ،يأمر النبي صلى اله عليه وسلم بترك التغطي بالثياب والنهوض للصلاة
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ) قم الليل كله إلا يسيرا منه وهذاء من رحمته أنه لم يأمره بقيام الليل كله
(نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ) أي قم نصف الليل والنصف الآخر لراحتك ،أو انقص من النصف القليل أي قم ثلث الليل
(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا )أو زد على النصف القليل أي ثلثين من الليل ،وأمره بقراءة القرآن على تمهل وتدبر وتفكر في معانيه
( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) أي إنا سنوحي إليك القرآن ثقيل المعاني والأوصاف والأحكام والإعمال فلابد من التهيؤ لها بالإيمان والعمل الخالص والصبر عليها حتى تفوز برضوان الله
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ) إن قيام الليل بعد النوم يحصل فيه توأطا القلب واللسان ،يعي ماييتلوا ويتفكر في معانيه ويحصل التدبر لقلة المشاغل في ذلك الوقت وحصول الراحه
( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ) النهار للشغل وطلب الحوائج والليل اجعله لدينك
( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا )أي اذكر ربك في كل حال ففيها إطمنان القلوب ،ومتى مافرغت من أشغالك انقطع لعبادته وفرغ قلبك عن الخلق ،كما قال: {فإذا فرغت فانصب}
( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا )أذكر ربك في كل حال ‘فهو المالك المتصرف في المشارق والمغارب ،وكما أفردته بعبادته فأفرده بالتوكل والإعتماد عليه في حوائجك كما قال تعالى :( {فاعبده وتوكّل عليه}
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.
كنا نرى أن لنا على الإنس فضل وذلك لأنهم كانوا يعوذون بنا من خوفهم منا فزادت الجن الأنس :
1/ذعرا وخوفا وإرهابا روي عن أبو العالية، والرّبيع، وزيد بن أسلم ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
2/ زادوهم إثما وتجرأت الجن على الإنس روي عن ابن عباس و قتاده ذكره ابن كثير في تفسيره
3/ جرأة روي عن إبراهيم ذكره ابن كثير في تفسيره
4/الأذى روي عن السدي في تفسير ابن كثير
5/زادوا طغيانا روي عن مجاهد ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
أن العبد لايخلوا من التقصير في عبادته ،فأمرنا الله بترقيع مانقص منها بالإستغفار
ب: الدليل على حفظ الوحي.
قال تعالى :( (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا )
ملءت السماء حرسا كثيرا عند بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لئلا تسرق الجن شيئا من القرآن ،فيلقوه على أسنة الكهنه

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 ربيع الثاني 1438هـ/11-01-2017م, 12:01 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- الله عز وجل يسلي عبده في البلاء على قدر إيمانه فهنا تسلية الله لنبيه بإيمان الجن إثر تكذيب قومه فعلى العبد أن يدرك لطف الله وحكمته ورحمته ويؤمن بكمال صفاته
2- إعجاز القرآن في لفظه وهداياته وأسره للقلوب والأسماع فهو الملاذ الجامع لمن أراد الهداية والرشد في الدنيا والآخرة فينبغي أن نتأهل لنكون من أهله
3- ينبغي لمن علم أن يسارع إلى الإيمان فإن الجن آمنوا فور سماعهم له أفاده التعبير بالفاء في قوله "فآمنا به"
4- التوحيد وتنزيه الله عن أن يشرك معه أحد هو أول ما يدعو إليه القرآن فعلى المرء أن يراجع عباداته وأعماله كلها عن أن يشرك مع ربه عز وجل هوى أو حظ نفس أو رياء
5-إعجاز القرآن في بلاغته وعجز العرب عن أن يأتوا بمثله وهو معذلك يفهمه من ليس له حظ كبير من العلم فليس بمقتصر على الجهابذة بل يفهم هداياته الجميع ولكل من يفتح الله عليه بفهم فحري بنا أن نقبل عليه بكل جوارحنا عسى اللهيفتح علينا من هداياته ما به يوصلنا لجنة الدنيا والآخرة
______________
المجموعة الثانية:
1. فسّر*قوله تعالى:*
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
يقول تعالى على لسان الجن " وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك " أي أم منهم المتصفون بالصلاح والمؤمنون ومنهم غير ذلك فجار فساق كفار "كنا طرائق قددا " أي جماعات متفرقةمتعددة مختلفة
"وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا " علمنا من كمال قدرته تعالى أننا لن نفوته إن أراد بنا أمرا ولو أمعنا في الهرب وسعينا بأسباب الفرار
" وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به " يفتخرون بإيمانهم وهو مفخرة لهم وشرف رفيع فإنهم لما سمعوا القرآن الكريم الهادي إلى الصراط المستقيم صدقوا بأنه من عند الله فإن الإيمان سبب داع إلى حصول الخير وامتناع الشر "فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا " نقصانا ولا عدوانا وطغيانا
"وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون " أي الجائرون عن الحق الناكبون عن الصراط المستقيم " فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا " فمن قصد طريق الحق والخير فقد أصاب ووفق إليه
"وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " وأما الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق فهم وقود للنار تسعر بهم جزاء لأعمالهم
___________

2. حرّر القول*في:
معنى قوله تعالى:*{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
اختلف المفسرون فيها على قولين. .
الأول: لو استمر القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها لأسقيناهم ماء غدقا
كقوله تعالى " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "
ويكون قوله تعالى بعدها "لنفتنهم فيه" أي لنختبرهم ....... وهذا القول رواه العوفي عن ابن عباس ذكره ابن كثير واختاره السعدي والأشهر
الثاني : لو استقاموا على طريق الضلالة لأوسعنا عليهم الرزق استدراجا
كقوله تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة "
ويكون معنى قوله "لنفتنهم فيه" على بابه في الفتنة بمعنى الاستدراج ........ وهذا القول مروي عن أبي مجلز نقله عنه ابن جرير وغيره ذكره ابن كثير
__________________
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
قال تعالى " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " أي أن الصلاة في الليل بعد النوم أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن بالقلب واللسان ففيه تقل الشواغل ويتيسر الفهم للقرآن مع حضور القلب ذكره السعدي
_________
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
قال تعالى حكاية عن قول أصحاب النار " ما سلككم في سقر .. قالوا لم نك من المصلين .ولم نك نطعم المسكين .وكنا نخوض مع الخائضين .... "
والاستدلال فيه من وجهين قولهم بلفظ الجمع فإنهم على الشر أعوان كما قال تعالى " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله "
والثاني " وكنا نخوض مع الخائضين " فكل نفس بما كسبت رهينة وليس معنى كونهم يخوضون أن يخوض المرء بما يحاسب عليه يوم القيامة

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 ربيع الثاني 1438هـ/13-01-2017م, 04:48 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا طلاب المستوى الثالث..
أحسنتم جميعا ، بارك الله فيكم وأسعدكم ، ورزقكم العلم النافع.. والعمل الصالح .. والرزق الطيب ، يسعدني تقدمكم مجلسا عن مجلس ، وأتمنى في القريب العاجل ألا يتبقى لدينا شيء من الملاحظات المتكررة ( الأخطاء المطبعية، العناية بالاستدلال، التركيز على الفوائد السلوكية، العناية بالأسلوب واكتمال المسائل في سؤال التفسير ..) حتى نتمكن من الانطلاق إلى آفاق أوسع في هذا العلم المبارك بحول الله وقوته.

المجموعة الأولى:
اشراقة جيلي (أ )
أحسنت بارك الله فيك، وزادك من فضله.
- السؤال العام
حاولي التركيز أكثر على الفوائد السلوكية.. اقرئي بعض ما كتبه الزملاء هنا تتكون لديك بحول الله ملكة طيبة في استخلاص الفوائد السلوكية، والتفريق بينها وبين الفوائد المجردة، على سبيل المثال لا الحصر اقرئي الفوائد التي كتبتها لولوة الحمدان.
- س2
أحسنت الإجابة، لكن القول بأن المساجد هي: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، داخل في القول بأن المساجد هي محال العبادة، ويكون حاصل كلام المفسرين عائد لثلاثة أقوال، محال العبادة، مواضع السجود، بقاع الأرض .

فداء حسين (+أ)
أحسنت بارك الله فيك، وزادك من فضله.
- س1
لو أضفت أحد الأدلة التي استشهد بها ابن كثير على عدد الملائكة.
- س2
إجابتك جيدة لكن القول بأن المساجد هي: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، داخل في القول بأن المساجد هي محال العبادة، ويكون حاصل كلام المفسرين عائد لثلاثة أقوال، محال العبادة، مواضع السجود، بقاع الأرض .

بيان الضعيان ( +أ)
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
تلوين الأسئلة وبعض العناوين الرئيسية دون مبالغة يضفي جمالا على إجابتك.

حليمة محمد أحمد (+أ)
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله
- س2
تممي إجابتك بذكر ما ورد من أدلة بارك الله فيك.

مروة كامل ( أ )
أحسنت بارك الله فيك
- س1
لو ذكرت أحد الأحاديث التي استشهد بها ابن كثير على كثرة عدد الملائكة.
- س2
فاتك قول الأشقر أن المراد بالمساجد جميع بقاع الأرض.
كما أن القول بأن المساجد هي: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، داخل في القول بأن المساجد هي محال العبادة، ويكون حاصل كلام المفسرين عائد لثلاثة أقوال، محال العبادة، مواضع السجود، بقاع الأرض .

مها محمد (+أ)
أحسنت بارك الله فيك، وزادك من فضله.
- س2
القول بأن المساجد هي: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، داخل في القول بأن المساجد هي محال العبادة، ويكون حاصل كلام المفسرين عائد لثلاثة أقوال، محال العبادة، مواضع السجود، بقاع الأرض .

المجموعة الثانية
ملاحظات عامة:
1. الحكمة من الأمر بقيام الليل يبينها قوله تعالى،: { إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } ، فحمل المهام العظيمة يستعد له بمثل هذه التكاليف، إجاباتكم كانت عن حكمة تخصيص الليل دون النهار بالقيام، فانتبهوا للفرق.
2. في سؤال خطر رفقة السوء ما ذكره بعضكم من الاستدلال بقوله تعالى { كنا نخوض مع الخائضين } صحيح والمثال الأوضح هو قصة الوليد بن المغيرة ، مع ضرورة التقديم بمقدمة عن خطر رفقة السوء كما هو مطلوب في السؤال ويمكنكم الاستفادة من إجابة الأخت لولوة الحمدان.


عباز محمد ( +أ )
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك، وزادك علما وفهما
- س3ب
لو تحدثت باختصار عن خطر صحبة السوء قبل الاستدلال بارك الله فيك، وارجع للملاحظة العامة.
- س3أ
راجع الملاحظة العامة.

لولوة الحمدان (+أ)
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وزادك علما وفهما،
تلوين العناوين الأسئلة وبعض العناوين الرئيسية يضفي جمالا على إجابتك.
- س3أ
راجعي الملاحظة العامة.

منال أنور محمود ( أ )
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك.
- س1
في سؤال التفسير، أطمح للاستمتاع بأساليبكم الجميلة، واستكمالكم لكل ما ذكر من مسائل، وأدلة، وانتبهي للأخطاء المطبعية
- س2
الأقوال التي ذكرتيها في معنى الطريقة في القول الأول، ترجع لمعنى واحد (الايمان، الاسلام الحق ) فلا داعي لذكرها كأقوال ولعلك أدرجت معها خطأ القول بأن معنى الطريقة الضلالة وهي تابعة للقول الثاني.
- س3 ب
أحسنت بذكر مثالين على خطر رفقة السوء لكن لو قدمت بمقدمة عن خطر الرفقة لأن ذلك مطلوب في السؤال، وارجعي للملاحظة العامة.

هدى محمد صبري ( أ )
أحسنت بارك الله فيك.
- س1
في سؤال التفسير، أطمح للاستمتاع بأساليبكم الجميلة، واستكمالكم لكل ما ذكر من مسائل، وأدلة.
- س3 أ
لم تذكري الحكمة من قيام الليل ، راجعي الملاحظة العامة.
- س3 ب
لو قدمت بمقدمة عن خطر رفقة السوء.

فاطمة أحمد صابر ( ب )
- السؤال العام
احرصي عل الاستدلال للفوائد السلوكية
- س1
احرصي على ذكر الأدلة التي يستشهد بها المفسرون من القرآن والسنة، واحرصي كذلك على ذكر جميع المسائل.
- س3 أ
راجعي الملاحظة العامة
- س3ب
راجعي الملاحظة العامة
المجموعة الثالثة
ملاحظة عامة:
الدليل على حفظ الوحي مما درسنا في هذه الآيات الكريمة
أولا: حفظه في السماء، قوله تعالى: { وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا}
ثانيا: حفظه في الأرض، قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا }
والأكمل في الجواب ذكر الدليلين بارك الله فيكم.
زينب الجريدي ( +ب)
أحسنت بارك الله فيك.
- السؤال العام
حاولي التركيز أكثر على الفوائد السلوكية.. اقرئي بعض ما كتبه الزملاء هنا تتكون لديك بحول الله ملكة طيبة في استخلاص الفوائد السلوكية، والتفريق بينها وبين الفوائد المجردة، على سبيل المثال لا الحصر اقرئي الفوائد التي كتبتها لولوة الحمدان.
واحرصي على الاستدلال للفائدة التي تكتبينها.
- س1
في سؤال التفسير احرصي على ذكر الأدلة، وإن وجد خلاف فاذكري الأقوال باختصار.
- س2
يمكن جمع ما قاله المفسرون تحت قولين رئيسين، ويبقى الاختلاف الأوضح في المعنى تابعا لعودة الضمير في قوله { فزادوهم } يمكنك الرجوع لإجابة الأخت رقية في هذا السؤال للفائدة.
- س3ب
راجعي الملاحظة العامة.

تلوين الأسئلة وبعض العناوين الرئيسية دون مبالغة يضفي جمالا على إجابتك.

رقية إبراهيم عبد البديع ( أ )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- السؤال العام
حاولي التركيز أكثر على الفوائد السلوكية.. اقرئي بعض ما كتبه الزملاء هنا تتكون لديك بحول الله ملكة طيبة في استخلاص الفوائد السلوكية. والتفريق بينها وبين الفوائد المجردة، على سبيل المثال لا الحصر اقرئي الفوائد التي كتبتها الأخت لولوة الحمدان، بارك الله فيها.
- س3 ب
راجعي الملاحظة العامة.

مها الحربي ( ب )
- السؤال العام
حاولي التركيز أكثر على الفوائد السلوكية.. اقرئي بعض ما كتبه الزملاء هنا تتكون لديك بحول الله ملكة طيبة في استخلاص الفوائد السلوكية. والتفريق بينها وبين الفوائد المجردة، على سبيل المثال لا الحصر اقرئي الفوائد التي كتبتها الأخت لولوة الحمدان، بارك الله فيها
- س1
في سؤال التفسير احرصي على ذكر الأدلة، وإن وجد خلاف فاذكري الأقوال باختصار.
- س2
يمكن جمع ما قاله المفسرون تحت قولين رئيسين، ويبقى الاختلاف الأوضح في المعنى تابعا لعودة الضمير في قوله { فزادوهم } يمكنك الرجوع لإجابة الأخت رقية في هذا السؤال للفائدة.

اجابتك جيدة لكن التأخير أثر على الدرجة .. بحول الله تعوضين النقص في المجالس القادمة


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 17 ربيع الثاني 1438هـ/15-01-2017م, 09:50 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- وجوب الإنصات إلى تلاوة القرآن وسماعه بتدبر وفهم فهو مما يؤثر في القلوب بشكل كبير فهؤلاء الجن لما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم فهموه ووصلت معانيه إلى قلوبهم كما في قوله تعالى (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
2- متى اطلعت على فهم آية أو حقيقة وصلت إلى قلبك عند سماعك القرآن فاحمد الله على ذلك وعلمه غيرك وذلك كما فعلت الجن في قوله تعالى (....فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ....)
3- كما أرشد القرآن الجن إلى الرشد والهداية فهو كفيل أن يهدينا ويرشدنا فلنتمسك بهدايته وإرشاده وأن نبحر فيه بحثا عن هذه الهداية فهو قادر بإذن الله على أن ينجينا من كل العقبات والمهلكات وذلك لقوله تعالى (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ......)
4- وجوب سرعة الامتثال والإيمان بالله ورسله وكتبه فهؤلاء الجن لما سمعوا كلام الله وفهموه وصلت حقيقته إلى قلوبهم سارعوا بالإيمان فقالوا (......فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)
5- الحرص على أن يكون إيماننا إيمانا نافعا مثمرا لكل خير مبنيا على هداية القرآن بخلاف إيمان العادة والمربى والتقليد فقد قالت الجن لما آمنوا (.....وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
بعد أن حدد الله تعالى عدد الملائكة خزنة النار بأنهم تسعة عشر من الملائكة الغلاظ الشداد اللذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعون ما يؤمرون, بين لنا أن هذا التحديد جعله الله فتنة للذين كفروا فهم عند سماعهم لهذا العدد سيكذبونه وأهل الكتاب سيزيد يقينهم حيث أنه سيطابق ما عندهم في كتبهم أما المؤمنون فسوف يزيد إيمانهم لأنهم مصدقين لكل ما جاء من عند الله فكلما جاءت آية زادت إيمانهم ويبين الله تعالى أن هذا التحديد لعدد خزنة النار سيزيل عن أهل الكتاب والمؤمنون الشك والريب أما المنافقون ومن في قلوبهم شك وشبهة وكذلك الكفار سيقولون من حيرتهم (.....مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا.....) إضلالا لهم لضلالهم ونفاقهم ثم يقول أنه تعالى يضل من يشاء بمثل هذه الفتن التي تزيدهم ضلالا وتجعلهم في حيرة وشك وأنه تعالى يهدي من يشاء من المؤمنين المصدقين كلما نزلت لهم آية صدقوها فزادت إيمانهم فهم مهتدون ويزيدون هدى. ثم يقول الله تعالى لنا أن مثل هذه الآيات يجعلها الله ذكرى وموعظة وليست للعب والعبث فما يعلم جنود الله إلا الله فلما أن جاءت لنا هذه الآية بتحديد عدد خزنة النار فما لنا إلا التصديق والإذعان.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ذكر المفسرون في المراد بالمساجد في الآية أربعة أقوال:
1- المسجد الحرام وبيت المقدس قاله بن أبي حاتم وذكره بن كثير
2- مسجد رسول الله قاله الأعمش وذكره بن كثير عن بن جرير الطبري
3- المساجد كلها قاله سفيان عن خصيف عن عكرمة وذكره بن كثير والسعدي والأشقر
4- أعضاء السجود السبعة قاله سعيد بن جبير وذكره بن كثير
وهذه الأقوال مختلفة فيما بينها ولكن أجمع كلا من بن كثير والسعدي والأشقر أن المراد بالمساجد أي المساجد كلها وبذلك شمل رأيهم القول الأول والثاني حيث أنها من جملة المساجد
فيمكن تقسيم الأقوال في المراد بالمساجد في الآية إلى قولين:
1- المساجد كلها قاله كلا من بن أبي حاتم والأعمش وسفيان وخصيف وعكرمة وذكره كلا من بن كثير والسعدي والأشقر
2- أعضاء السجود السبعة قاله سعيد بن جبير وذكره بن كثير

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
قال بن كثير أن القرض الحسن من الصدقات كما جاء في قوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) وقوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما مال أحدكم ما قدم)
وقال السعدي أن القرض الحسن هو ما توافرت فيه عدة شروط:
1- أن يكون خالصا لوجه الله
2- أن يكون من مال طيب
3- أن يكون عن نية صادقة
4- أن يكون من نفس ثابتة
وقال أيضا أن الصدقة الواجبة تدخل في ذلك وكذلك المستحبة.
وقال الأشقر أن القرض الحسن يشمل كل إنفاق في وجوه الخير أيا كان على الأهل أو في الجهاد وكذلك الصدقات المفروضة والمستحبة.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
قال بن كثير أن قيام الليل كان فرضا في بداية الأمر لقوله تعالى (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا) ثم جاء التخفيف بعد ذلك في قوله تعالى (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ....) ثم جاء وضع الفريضة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء في قوله تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) واستدل أيضا بما جاء في مسند الإمام أحمد حيث قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة .... وذكر حديث عائشة الطويل.
وقال السعدي أن الله أمر رسوله وأصحابه بقيام نصف الليل بأن يزيدوه قليلا حتى يكون ثلثي الليل أو ينقصوه قليلا فيكون ثلث الليل فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه طائفة من المؤمنين. ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس سهل الله عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال تعالى (والله يقدر الليل والنهار) ثم قال (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم) أي لن تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء فخفف عنهم وأمرهم بما تيسر عليهم سواء زاد أو نقص وخفف عنهم أكثر وأكثر فقال لهم (فأقرأوا ما تيسر من القرآن) أي مما تعرفون مما لا يشق عليكم ولذلك كان المصلي مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا وليستريح إذا فترت قواه ثم يقوم فليصلي.
وقال الأشقر أن الله أمر رسوله ومن معه في أول السورة بقيام الليل وجعله واجبا عليهم ثم نسخ هذا الوجوب في آخر السورة فقال لهم أن أقرأوا ما خف عليكم وتيسر لكم من القرآن من غير أن توقتوا وقتا فالله يعلم أنه سيكون منا المرضى اللذين لا يقدرون على ذلك وكذلك سيكون منا من يسافرون ويعملون بالنهار ولا يستطيعون قيام الليل وكذلك سيكون منا مجاهدون في سبيل الله لن يستطيعوا قيام الليل.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24 ربيع الثاني 1438هـ/22-01-2017م, 11:53 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة سور الجن والمزمل والمدثر

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن


الفوائد السلوكية من الآيتين:
- أن القرءان عجيب في فصاحته وبيانه ومواعظه وبركته وقد أدركت الجن هذا عندما سمعوه أول مرة ولم يدركه كفار قريش مع أنهم سمعوه مرات عديدة لأنه لاينتفع بالقرآن إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فحريٌّ بالمؤمن أن يستمع له وهو حاضر القلب لينتفع بمواعظه وهداياته .....ويُستفاد هذا من قوله تعالى :{قُلْ أُوحِيَ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}
- أن القرآن يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم فلا يبحث المؤمن عن غيره من المصادر أو الكتب لتُرشده.....ويُستفاد هذا من قوله تعالى { يهدي إلى الرشد}.
- أن من تمام الإيمان إيمان القلب مع عمل الجوارح بجميع أعمال الخير بالإضافة إلى خلع الشرك وأهله وهي التقوى المتضمنة لترك الشرك فيجب أن يحقق المؤمن الأمرين معا ليكمُل إيمانه....ويُستفاد من قوله تعالى : { فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا }.
- أن إيمان الإلف والعوائد يختلف عن إيمان التقليد الذي يكون تحت خطر الشبهات والشهوات فلابُد للمؤمن الذي منّ الله عليه بالإيمان أبًا عن جد أن يُقوي إيمانه ويُجدده ويُطهر قلبه بالعلم النافع والعمل الصالح .....ويُستفاد هذا من قوله تعالى: { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.
- كما أن الجن سمِعت القرآن لأول مرة فآمنت وصدّقت وانقادت فأولى بالمؤمن الحق أن يكون كذلك إذا سمَع أمرا من الله أو نهيًا منه أن يقول سمعنا وأطعنا....ويُيستفاد هذا من قوله تعالى : { .....فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً}
المجموعة الثانية:
1
. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن


{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)} يُخبر الله تعالى عن قول الجن عن أنفسهم بأن منهم الصالحون المؤمنون ومنهم غير ذلك وهم الفُجّار الكفرة الفسقة ؛ فهم جماعات متفرقة وأهواء وأحزاب متنوعة وقيل كانوا مسلمين ويهودًا ونصارى ومجوسًا.
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)} ثم تبَّين لهم كمال قدرة الله وتمام عجزهم وأنهم مهما أوتوا من أسباب للفرار والخروج عن قدرته فلا ملجأ لهم من الله إلا إليه.
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)} ثم يقول الجن مفتخرون بكونهم لما سمعوا القرآن الكريم الذي هو الهدى بعد الضلال والنور بعد الظلام أثّر في قلوبهم فقالوا إنّا صدقنا به فلم نكذِّب كما فعل كفرة الإنس فلا نخاف نقصًا في حسناتنا ولا زيادةً في سيئاتنا.
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)} أي أن منّا المسلمون ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق والخير ، فمن أسلم فقد أصاب طريق الرشد الموصل إلى الله وجنته.
و{َأَمّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} أي وأما الجائرون عن الحق العادلون عنه فكانوا وقودا تسعّر بهم النار جزاء لهم على أعمالهم لا ظلم من الله لهم.

2
.حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
· فيها قولان في المراد بالطريقة :
- القول الأول :أن المراد بالطريقة هي الطريقة المُثلى وهي طريقة الحق والطاعة والإسلام فيكون المعنى : و أن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وهي طريقة الحق وآمنوا وأطاعوا وعدلوا إليها واستمروا عليها {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي كثيرا هنيئا مريئا والمراد بذلك سعة الرزق أي لأوسعنا عليهم الدنيا....وهذا حاصل ما قاله العوفي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ وقتادة والضحاك ، ذكرهم عنهم ابن كثير واستدل على هذا المعنى بالآيتين {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] والسعدي والأشقر.

- القول الثاني:أن المراد بالطريقة هي الضلالة فيكون المعنى: وألو استقاموا على الضلالة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا .... وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ورواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان ، وذكره عنهم ابن كثير واستدل عليه بالآيتين {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
· وفي الآية قولان من حيث مرجع الضمير في قوله تعالى " وألو استقاموا":
- القول الأول: أنه يعود على القاسطون في الآية التي قبلها ...قاله ابن كثير والسعدي .
- القول الثاني:أنه يعود على الجن والإنس فيكون عام ....قاله الأشقر.

3 . بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
ج أ / الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل هي:
- أن القيام بالليل أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن من تلاوة وتدبر وتفهم لآياته لأنه يَتَوَاطَأُ فيه على القرآنِ القلْبُ واللسانُ، وتَقِلُّ الشواغِلُ وتسكُن الأصوات ويَفْهَمُ ما يَقولُ ويَكون أجمع للتلاوة و لحضورِ القلْبِ فيها وهذا بخلاف النهار الذي يكون فيه انتشار الناس ولغط الأصوات والسعي للمعاش.
- - وليتأهب بذلك على تحمُل الرسالة ويتهيأ لنزول القرآن عليه وهو القول الثقيل الذي ذُكر في الآية قبلها وهو قولٌ ثَقيلٌ فَرائضُه وحُدودُه، وحَلالُه وحَرامُه، لا يَحْمِلُه إلا قلْبٌ مؤيَّدٌ بالتوفيقِ, ونفْسٌ مُزَيَّنَةٌ بالتوحيدِ والله أعلم.

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
ج ب/ أن من يُصاحب رفيق السوء سيؤثر ذلك على خُلقه وسلوكه وسيشجعه على ارتكاب المعاصي والآثام لأن "المرء على دين خليله فلينظر أحكم من يُخالل" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك من يُخالط أهل الباطل والأهواء وأصحاب البدع فكلما جاءو ببدعه أو ضلوا وخاضوا في باطلهم وجادلوا به الحق فعلوا مثله ، فكلما غووا غوى معهم، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة المدثر: { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ } أيْ: نُخالِطُ أهْلَ الباطِلِ في باطِلِهم كلَّمَا غَوَى غاوٍ غَوَيْنَا معه كما قال قتادة في تفسير الآية وذكره عنه ابن كثير وبمثله قال الأشقر.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26 ربيع الثاني 1438هـ/24-01-2017م, 09:22 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح المجلس الرابع
مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر).تتمة )


محمد عبد الرزاق جمعة ( ب+ )
أحسنت بارك الله فيك
س1
اختصرت كثيرا في سؤال التفسير، أسلوبك في الكتابة جيد ولكن على سبيل المثال لم تذكر سبب النزول ،ولم تستدل على كثرة عدد الملائكة ، احرص على تتبع المسائل والأدلة وصياغتها بأسلوبك الجميل، كما يفضل أن تقسم الآية، وتشرح كل قسم على حدة، ليكون الشرح أكثر وضوحا وارتباطا بالنص، سددك الله ونفع بك.
س2
فاتك قول الأشقر أن المراد بالمساجد جميع بقاع الأرض.

نشكرك على أداء المجلس وأسأل الله لنا ولك الثبات

إيمان شريف ( أ )
أحسنت بارك الله فيك
س3أ
أحسنت وراجعي الملاحظة العامة في التصحيح للزملاء، للمزيد من الفائدة
س3ب
أحسنت وراجعي الملاحظة العامة للمزيد من الفائدة.

نشكرك على أداء المجلس وأسأل الله لنا ولك الثبات

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12 رجب 1438هـ/8-04-2017م, 04:14 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي



1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1-رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول عالمي جعل الله رسالته منقذا للثقلي الإنس والجنّ من الغي والضّلال , فالقرآن الكريم المنزل عليه شفاء وغذاء روحي يزكي الله به كل من أصغى إليه وطلب البيان والرشاد , وقد دلت الآيات في بداية سورة الجنّ على هذا المفهوم وذلك في وصفها حال النفر من الجنّ وقت ما استمعوا إلى القرآن الكريم فأحبوه , فكان نقطة تحوّل في حياتهم قال تعالى (( قل أوحي إلي أنه استمع نفرمن الجنّ فقالو إنّا سمعنا قرآناعجبا)9 ونظيره قوله تعالى (0 وإذ صرفنا إليك نفرا من الجنّ يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ولمّا قضي ولّوا إلى قومهم منذرين ))
2- من معجزات القرآن الكريم قوّة التأثير في آياته لمن يصغى إليه راغبا في الهداية وذلك جلي في هذا المقطع من بداية سورة الجنّ , فقد أخذت آياته مجامع قلوب الجنّ حين اجتمعوا على رسول الله يستمعون القرآن , يصف لنا ذلك القرآن الكريم ويبيّن حالهم معه في صورة رائعة عجيبة قال تعالى (( وأنّه لمّا قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ))
3- القرآن الكريم كتاب هداية ورشاد يهدي إلى الأقوم في كل شيء فمن تمسك به فاز في الدنيا والآخرة قال تعالى (( يهدي إلى الرشد) وقالى تعالى (( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) وقال تعالى (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما))
4- الإيمان بالله هو النجاة والمخلص من الهلاك والويلات فالجنّ بينت فضل الإيمان ونعمته بعد أن ذاقوا أليم العذاب وضيق العيش في الشرك بالله قال تعالى على لسانهم (( فئامنّا به ))
5- الذين يستخدمون الجنّ استخداما التعبد الذي يصيرون به مشركين هم في الحقيقة خاسرون في الدنيا والآخرة فصالحوالجنّ في صريح هذه الآية برءاؤ من كل وسائل الشرك لعلمهم بخطورته وعاقبته الوخيمة فلا خيرا أبد في الشرك بجميع أنواعه .(( ولن نشرك بربّنا أحدا ))

المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:
))
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ))
أي ما جعلنا جزانها إلا ملائكة زبانية غلاظ شداد والآية جاءت ردا على مشركي قريش حين قال الله تعالى (( عليها تسعة عشر )) قال أبو جهل والمشركون معه : أما لمحمد من الأعوان إلاّ تسعة عشر ؟ أفيعجز كلّ مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثمّ يخرجون من النّار ؟ فنزلت (( وما جلنا أصحاب النار إلا ملائكة )) فمن يطيق الملائكة ومن يغلبهم وهم أقوم خلق الله بحقه والغضب له . حاصل قول \ ك س ش
((وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا))
إنّما جعلنا عدّتهم أنهم تسعة عشر إختبارا للنّاس منا , وقيل المراد بالفتنة هنا العذاب لقوله تعالى ((يوم هم على النار يفتنون )) والعذاب يسمى فتنة . ويحتمل أن المراد : أنّ ما أخبرناكم بعدّتهم إلاّ لنعلم من يصدّق ومن يكذّب أو إضلالا ومحنة للكفار , حتى قالوا ما قالوا , ليتضاعف عذابهم ويكثر غضب الله عليهم . ك س ش
((لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )) أي يعلموا أنّ هذا الرّسول حقّ فإنّه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السّماوية المنزلة على الأنبياء قبله وهم إذا وافق ما عندهم وطابقه ازداد يقينهم بالحقّ والمراد بهم اليهود والنّصارى فعدة خزنة جهنم تسعة عشر موافق لما عندهم . حاصل ماقاله \ك س ش
((وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا ))أي إلى إيمانهم لما يشهدون من صدق أخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم , والمؤمنون كلما أنزل الله آية فآمنوا بها وصدّقوا ازداد إيمانهم , كما يزيد هم إيمانا ما يرونه من موافقة أهل الكتاب لهم . ك س
((وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ))
ليزول الشك والرّيب عنهم وهذه المقاصد جليلة , يعتني بها أولو الألباب , وهي السّعي في اليقين , وزيادة الإيمان في كلّ وقت وكلّ مسألة من مسائل الدّين , ودفع الشّكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحقّ , فجعل ما أنزل الله على رسوله محصّلا لهذه الفوائد الجليلة , ومميّزا للكاذبين من الصّادقين .
(( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ))
ليقول المنافقون الذين في قلوبهم شك وشبهة والكافرون بالله وآياته من أهل مكة وغيرهم , ما الحكمة في ذكر ها هنا أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل ؟ ك س ش
((كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))
أي مثل هذا وأشباهه يتأكّد الإيمان في قلوب أهل الإيمان ويتزلزل عند آخرين من أهل الشك والكفر وله تعالى الحكمة البالغة والحجة الدّامغة , فمن هداه الله جعل ما أنزل على رسوله رحمة في حقّه وزيادة في إيمانه ودينه ومن أضله الله جعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه وحيرة وظلمة في حقّه ك س
((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)) (31)}
لا يعلم عددهم وكثرتهم إلاّ هو تعالى لئلاّ يتوهّم متوهّم أنّهم تسعة عشر فقط كما قال طائفة من أهل الضلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيين ومن تابعهم ممن سمع الآية من أهل الملل وأراد تنزيلها على العقول العشرة والنّفوس التّسعة التي اخترعوها وعجزوا عن إقامة الحجّة على مقتضاها فأفهموا صدر الآية (( وما يعلم جنود ربّك إلاّ هو وقد كفروا بآخرها ومما يدلّ كثرة الملائكة جنود الله ما روي في الصّحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه قال في صفة البيت المعمور الذي في السّماء السّابعة (( فإذا يدخله في كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم )) وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( ما في السّماء الدّنيا موضع قدم إلاّ وعليه ملك ساجد أو قائم , وذلك قول الملائكة : (( وما منّا إلاّ له مقام معلوم وإنّا لنحن الصّافون وإنّا لنحن المسبّحون ))
فالواجب أن يتلقى ما أخبر الله به ورسوله بالتسليم , فإنّه لا يعلم جنود ربّك من الملائكة وغيرهم ((إلاهو)) فإن كنتم جاهلين بجنوده وأخبركم بها العليم الخبير فعليكم ان تصدقوا خبره من غير شك ولا ارتياب ك س ش .
((وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ))
قال مجاهد وغير واحد ((وماهي )) أي النّار التي وصفت (( إلاّ ذكرى للبشر ))
وقيل وما هذه الموعظة والتّذكار مقصودا به العبث واللعب وإنّما المقصود به أن يتذكر به البشر ما ينفعهم فيفعلونه , وما يضرهم فيتركونه ,
وقيل وماسقر وما ذكر من عدد خزنتها إلاّ تذكرة وموعظة للعالم ليعلموا كمال قدرة الله وأنّه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار . ك س ش
المدّثر.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))
القول الأوّل : أن المراد به أمر الله نبيه أن يوحدّه في محال عبادته ولا يدعو معه أحد قال قتادة في الآية : كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائهم وبيعهم , أشركوا بالله فأمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده .
القول الثاني : المراد مسجد الحرام ومسجد إيليا ببيت المقدس فعن ابن عباس في الآية قال : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا مسجد الحرام ومسجد إيليا : بيت المقدس .
القول الثالث : أن المراد منع الجن من مخالطة النّاس في الصّلاة : عن الأعمش قالت الجنّ : يارسول الله ائذن لنا نشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله (( وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد ))
القول الرّابع : عن عكرمة نزلت في المساجد كلها ذكره بن كثير ووافقه السّعدي
القول الخامس : عن سعيد بن جبير : نزلت في أعضاء السّجود أي : هي لله فلا تسجدوا بها لغيره وفي الحديث الصحيح قال رسول الله عليه وسلّم (( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة ــ وأشار بالجبهة والأنف ـــ واليدين والرّكبتين وأطراف القدرمين )) ذكره ابن كثير
القول السادس : المساجد كلّ البقاع لأنّ الأرض كلّها مسجد ذكره الأشقر
(18)) الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
المقصود منه الصّدقات الواجبة والمستحبة من النفقة على الأهل والإنفاق في الجهاد وإخراج الزكاة ,والمطلوب إخراها بوجه الله خالصة . ك س ش
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
قيام الليل كان فرضا في بداية الأمر أقامها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحبه عاما حتى انتفخت أقدامهم ثم أنزل الله بعد ذلك التخفيف فقال (( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصلاة وآتو ازكاة ...))
وقد ذكرت ذلك أم المؤمنين في جوابها لهشام بن عامر قالت : فإنّ الله افترض قيام الليل في أوّل هذه السّورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه حولا حتّى انتفخت أقدامهم , وأمسك الله خاتمها في السّماء اثنى عشر شهرا ثمّ أنزل الله التّخفيف في آخر هذه السّورة فصار قيام الليل تطوّعا من بعد فريضة .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir