دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 11:03 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي ب: جموع الكثرة (فُعْل) و(فُعُل) و(فُعَل) و(فِعَل)


فُعْلٌ لنَحْوِ أحمرٍ وحَمْرَا = وفِعْلَةٌ جَمْعًا بنَقْلِ يُدْرَى
وفُعُلٌ لاسمٍ رُباعِيٍّ بِمَدّ = قدْ زِيدَ قبلَ لامٍ اعْلالًا فَقَدْ
ما لمْ يُضاعَفْ في الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ = وفُعَلٌ جَمْعًا لِفُعْلَةٍعُرِفْ
ونَحْوِ كُبْرَى ولِفِعْلَةٍ فِعَلْ = وقدْ يَجيءُ جَمْعُهُ على فُعَلْ


  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فُعْلٌ لِنَحْوِ أَحْمَرٍ وَحَمْرَا = وَفِعْلَةٌ جَمْعًا بِنَقْلٍ يُدْرَى([1])
مِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ: فُعْلٌ وهو مُطَّرِدٌ في كلِّ وصفٍ يكونُ المذكَّرُ منه على أَفْعَلَ، والمؤنثُ منه على فَعْلاَء نحو: أَحْمَر وحَمْرٍ، وحَمْراءَ وحُمْرٍ.
ومِنْ أمثلةِ جمعِ القِلَّةِ: فِعْلَةُ ولمْ يَطَّردْ في شيءٍ من الأبنيةِ، وإنما هو محفوظٌ ومِنَ الذي حُفِظَ منه فَتًى، وفِتْيَةٌ،وشيخٌ، وشيخةٌ، وغلامٌ وغِلْمةٌ وصَبِيٌّ، وصِبْيَةٌ.

وفُعُلٌ لاسمٍ رُبَاعِيٍّ بِمَدْ = قَدْ زِيدَ قَبْلَ لاَمٍ اعْلاَلاً فَقَدْ([2])
مَا لَمْ يُضَاعَفْ فِي الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ = وَفُعَلٌ جَمْعًا لِفِعْلَةٍ عُرِفْ([3])
وَنَحْوُ كُبْرَى وَلِفِعْلَةٍ فِعَلْ = وَقَدْ يَجِيءُ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلْ([4])
مِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ فُعُلٌ وهو مُطَّردٌ في كلِّ اسمٍ([5]) رباعيٍّ قد زِيدَ قبلَ آخِرِه مَدَّةٌ بشرطِ كونِه صحيحَ الآخِرِ وغيرَ مضاعفٍ، إنْ كانَتِ المَدَّةُ ألفًا، ولا فرقَ في ذلك بينَ المذكَّرِ والمؤنثِ نحو: قَذَالِ وقُذُلٍ، وحِمَارٍ وحُمُرٍ، وكُرَاعٍ وكُرُعٍ، وذِرَاعٍ وذُرُعٍ، وقَضِيبٍ وقُضُبٍ، وعَمُودٍ، وعُمُدْ.
وأما المضاعَفُ فإنْ كانَتْ مَدَّتُه أَلِفًا فجمعُه على فُعُلٍ غيرُ مُطَّردٍ نحو: عِنَانٍ وعُنُنٍ، وحِجَاجٍ وحُجُجٍ، فإنْ كانَتْ مَدَّتُه غيرَ أَلِفٍ فجمعُه على فُعُل مُطَّرِدٌ نحو: سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وذَلُولٍ وذُلُلٍ.
ومِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ: فُعَلٌ وهو جمعٌ لاسمٍ على فُعْلَة أو على فُعْلَى أنثى الأفعَلِ – فالأوَّلُ: كقُرْبَةٍ وقُرَبٍ وغُرْفَةٍ، وغُرَفٍ، والثاني: ككُبْرَى وكُبَرٍ وصُغْرَى وصُغَرٍ.
ومِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ: فِعَلٌ وهو جمعٌ لاسمٍ على فِعْلَة نحو: كِسْرَةَ وَكِسَرْ وحِجَّةٍ وحِجَجٍ، ومِرْيَةٍ ومِرَىً وقد يجيءُ جمعُ فِعْلَةٍ على فُعَل نحو: لِحْيَةٍ ولُحًى، وحِلْيَةٍ وحُلًى.


([1])(فعل) مبتدأ (لنحو) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ونحو مضاف و(أحمر) مضاف إليه و(حمرا) معطوف على أحمر و(فعلة) مبتدأ (جمعا) مفعول ثان تقدم على عامله، وهو قوله (يدرى) الآتي (بنقل) جار ومجرور متعلق بقوله يدرى الآتي (يدرى) فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلة الواقع مبتدأ ونائب الفاعل هو مفعوله الأول، والجملة من يدرى ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.

([2]) و(فعل) مبتدأ (لاسم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (رباعي) نعت لاسم (بمد) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم، أو نعت ثان له (قد) حرف تحقيق (زيد) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مد، والجملة من زيد ونائب فاعله المستتر فيه في محل جر صفة لمد (قبل) ظرف متعلق بزيد، وقبل مضاف و(لام) مضاف إليه (إعلالا) مفعول مقدم على عامله، وهو قوله فقد الآتي (فقد) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (لام) والجملة في محل جر صفة للام.

([3])(ما) مصدرية ظرفية (لم) نافية جازمة (يضاعف) فعل مضارع، مبني للمجهول مجزوم بلم (في الأعم) جار ومجرور متعلق بقوله (يضاعف) (ذو) نائب فاعل ليضاعف وذو مضاف و(الألف) مضاف إليه (وفعل) مبتدأ (جمعا) حال من الضمير المستتر في (عرف) الآتي (لفعلة) جار ومجرور متعلق بقوله (جمعا) أو بقوله (عرف) (عرف) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (فعل) الواقع مبتدأ، والجملة من (عرف) ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.

([4])(ونحو) معطوف على (فعلة) في البيت السابق، ونحو مضاف و(كبرى) مضاف إليه (ولفعلة) الواو للاستئناف لفعلة: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (فعل) مبتدأ مؤخر و(قد) حرف تقليل (يجيء) فعل مضارع (جمعه) جمع: فاعل يجيء، وجمع مضاف والهاء مضاف إليه (على فعل) جار ومجرور متعلق بقوله (جمعه) أو بقوله (يجيء).

([5])أما الصفة التي على أربعة أحرف ثالثها مدة فإن كانت المدة واوا – بأن تكون الصفة على فعول بفتح الفاء – كثر جمعها على فعل، نحو: صبور وغفور وفخور، تقول في جمعهن: صبر، وغفر، وفخر، وإن كانت المدة ألفا أو ياء فإن جمع الصفة على فعل حينئذ شاذ، نحو: نذير ونذر وصناع وصنع.
وإذا جمعت الاسم المستجمع لهذه الشروط هذا الجمع، فإن كانت عينه واوا نحو: سوار وسواك وجب أن تسكن هذه الواو في الجمع، إلا أن تهمزها، فتقول: سور، وسوك لأن الواو المضمومة نهاية في الثقل وإن كانت العين ياء نحو: سيال – بزنة كتاب، اسم نوع من الشجر – جاز بقاؤها مضمومة، وجاز تسكينها وحينئذ تقلب ضمة الفاء كسرة، لئلا تنقلب الياء واوا فيلتبس بالواوي العين.


  #3  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


والأوَّلُ مِن أَبْنِيَةِ الكثرةِ: فُعْلٌ، بضمِّ أَوَّلِهِ وسكونِ ثانِيهِ، وهو جَمْعٌ لِشَيْئَيْنِ:
أَحَدُهما: أَفْعَلُ مُقَابِلُ فَعْلاَءَ؛ كأَحْمَرَ، أو مُمْتَنِعَةٌ مُقَابَلَتُه لها لِمَانِعٍ خَلْقِيٍّ؛ نحوُ: أَكْمَرَ وآدَرَ، بخلافِ نحوِ: آلَى لكبيرِ الأَلْيَةِ؛ فإنَّ المانِعَ من أَلْيَاءٍ تَخَلُّفُ الاستعمالِ.
والثاني: فَعْلاَءُ مُقَابِلَةُ أَفْعَلَ؛ كحَمْرَاءَ، أو مُمْتَنِعَةٌ مُقَابَلَتُها له لِمَانِعٍ خَلْقِيٍّ؛ كرَتْقَاءَ وعَفْلاَءَ بالعيْنِ، بخلافِ نحوِ: عَجْزَاءَ لكبيرةِ العَجُرِ.
الثاني: فُعُلٌ بضمَّتَيْنِ، وهو مُطَّرِدٌ في شيئيْنِ: في وَصْفٍ على فَعُولٍ بمعنى فاعلٍ؛ كصَبُورٍ وغَفُورٍ، وفي اسمٍ رُبَاعِيٍّ بمَدَّةٍ قبلَ لامٍ غيرِ مُعْتَلَّةٍ مُطْلَقاً أو غيرِ مُضَاعَفَةٍ إنْ كانَتِ المَدَّةُ أَلِفاً، نحوُ: قَذَالٍ وأَتَانٍ، ونحوُ: حِمَارٍ وذِرَاعٍ، ونحوُ: قُرَادٍ وكُرَاعٍ، ونحوُ: قَضِيبٍ وكَثِيبٍ، ونحوُ: عَمُودٍ وقَلُوصٍ، ونحوُ: سَرِيرٍ وذَلُولٍ.
وخَرَجَ نحوُ: كِسَاءٍ وقَبَاءٍ؛ لأجلِ اعتلالِ اللامِ، ونحوُ: هِلالٍ وسِنَانٍ؛ لأجلِ تَضْعِيفِها معَ الألِفِ، وشَذَّ عِنَانٌ وعُنُنٌ، وحِجَاجٌ وحُجُجٌ، ويُحْفَظُ في نَحْوِ: نَمِرٍ وخَشِنٍ ونَذِيرٍ وصَحِيفَةٍ.
الثالِثُ: فِعَلٌ، بضمِّ أَوَّلِهِ وفتحِ ثانيه، وهو مُطَّرِدٌ في شيئيْنِ: في اسمٍ على فُعْلَةٍ؛ كقُرْبَةٍ وغُرْفَةٍ ومُدْيَةٍ وحُجَّةٍ ومُدَّةٍ، وفي الفُعْلَى أُنْثَى أَفْعَلَ؛ كالكُبْرَى والصُّغْرَى، بخلافِ حُبْلَى، وشَذَّ في نحوِ: بُهْمَةٍ، ونحوِ: رُؤْيَا، ونحوِ: نَوْبَةٍ، ونحِو: بَدْرَةٍ ولِحْيَةٍ وتُخْمَةٍ.
الرابع: فِعَلٌ، بكسرِ أَوَّلِهِ وفَتْحِ ثانِيهِ، وهو لاسمٍ على فِعْلَةٍ؛ كحِجَّةٍ وكِسْرَةٍ وفِرْيَةٍ، وهي الكِذْبَةُ، ويُحْفَظُ في فَعَلَةٍ، نحوُ: حَاجَةٍ، ونحوِ: ذِكْرَى وقَصْعَةٍ وذِرْبَةٍ وهِدْمٍ.


  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:34 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


799- فُعْلٌ لنحوِ: أَحْمَرٍ وحَمْرَا = وفِعْلَةٌ جَمِعًا بِنَقْلِ يُدْرَى
(فِعْلٌ) بضمِّ الفاءِ وسكونِ العينِ جمعُ كَثْرَةٍ، وهُو عَلَى قِسْمَيْنِ: قِيَاسِيٌّ، وسَمَاعِيٌّ، فالقياسيُّ مَا كانَ جَمْعًا (لنحوِ: أَحْمَرٍ وحَمْرَا) وصْفَيْنِ مُتَقَابِلَيْنِ، فتقولُ فِيْهِمَا حُمْرٌ، أو لِأَفْعَلَ وفَعْلَاءَ، لوصفينِ منفردينِ لمانعٍ فِي الخِلْقَةِ، نحوُ: أَكْمَرَ للعظيمِ الكَمْرَةِ، وآدَرَ، ورَتْقَاءَ، وعَفْلَاءَ: فتقولُ فيْهَا: كُمْرٌ وأُدْرٌ ورَتْقٌ وعَفْلٌ، فَإِنْ كَانَا منفردينِ لمانعٍ فِي الاستعمالِ خاصةً نحوُ: رَجُلٍ آلَى وامْرَأَةٍ عَجْزَاءَ، إِذْ لَمْ يقولُوا: رَجُلٌ أَعْجَزُ ولا امْرَأَةٌ أَلْيَاءُ, وفِي أَشْهَرِ اللغاتِ؛ فَفِي اطِّرَادِ فُعْلٍ حينئذٍ خِلَافٌ، نَصَّ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) عَلَى اطِّرَادِهِ، وتَبِعَهُ الشارحُ، ونصَّ فِي (التَّسْهِيْلِ) عَلَى أَنَّ فُعْلًا فيهِ محفوظٌ، وإِطْلَاقُهُ هُنَا يُوَافِقُ الأولَ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: يَجِبُ كَسْرُ فَاءِ هَذَا الجَمْعِ فِيْمَا عَيْنُهُ ياءٌ، نحوُ: بِيْضٍ،ـ لِمَا سَيُذْكَرُ فِي التصريفِ.
الثانِي: يجوزُ فِي الشِّعْرِ ضمُّ عينِهِ بثلاثةِ شروطٍ: صِحَّةُ عَيْنِهِ، وصِحَّةُ لامِهِ، وعَدَمُ التضعيفِ، كقولِهِ [مِنَ البَسِيْطِ]:
1174- طَوَى الجَدِيْدَانِ مَا قَدْ كُنْتُ أَنْشُرُهُ = وَأَنْكَرَتْنِي ذَوَاتُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ.
وهو كثيرٌ، فَإِنِ اعْتَلَّتْ عينُهُ، نحوُ: بِيْضٍ وسُوْدٍ، أو لامُهُ، نحوُ: عُمْيٍ وعُشْوٍ، أو كَانَ مُضَاعَفًا، نحوُ: غُرٍّ جمعُ أَغَرَّ، ولم يَجُزِ الضَّمُّ.
الثالثُ: مِنْ قِسْمِ السَّمَاعِيِّ مِنْ هَذَا الجَمْعِ قولُهُمْ بَدَنَةٌ وبُدْنٌ، وأَسَدٌ وأُسْدٌ، وسَقْفٌ وسُقُفٌ، وثِنْي وثُنَى، وعَفَوٌ وعُفْوٌ، ونَمُومٌ ونَمٌ، وعَمِيَّمَةٌ وعُمٌّ، وبَازِلٌ وبُزْلٌ، وعَائِذٌ وعُوذٌ، وحَاجٌّ وحُجٌّ، وأَظَلِّ وظُلٌّ ونَقُوقٌ ونُقٌّ، والنَّقُوقُ الضفدعةُ الصَّيَّاحَةُ والنَّمُومُ: النَّمَّامُ، والعَمِيْمَةُ: النخلةُ الطويلةُ، والأَظَلُّ: باطِنُ القَدَمِ، والعَائِذُ: النَّاقَةُ القريبةُ العَهْدِ بالتِّنَاجِ.
(وفِعْلَةٌ جَمعًا بنقلٍ يُدْرَى) "فِعْلَةٌ" مبتدأٌ، خبرُهُ "يَدْرِى" و"جَمْعًا" مفعولٌ ثانٍ "بِيَدْرِي".
أَيْ: مِنْ جُمُوعِ القِلَّةِ فِعْلَةٌ كَمَا عَرَفْتَ، ولَمْ يَطَّرِدْ فِي شيءٍ مِنَ الأَبْنِيَةِ، بَلْ محفوظٌ فِي سِتَّةِ أَوْزانٍ، فَعِيْلٍ، نحوُ: صَبِيٍّ وصَبِيِّةٍ، وفَعَلٍ نحوُ: فَتًى وفِتْيَةٍ, وفَعْلٍ, نحوُ: شَيْخٍ وشَيْخَةٍ, وثَوْرٍ وثِيْرَةٍ, وفُعَالٍ, نحوُ: غُلَامٍ وغِلْمَةٍ، وفَعَالٍ نحوُ: غَزَالٍ وغِزْلَةٍ، وفِعْلٌ، نحوُ: ثِنْي وثِنْيَةٍ، والثِّنْي: هُو الثانِي فِي السيادةِ، ومرجعُ ذلكَ كُلِّهِ النقلُ لا القياسُ، كمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بقولِهِ: "بِنَقْلٍ يُدْرَى".
تنبيهانِ: الأولُ: فائدةُ قولِهِ "جَمْعًا" التعريضُ بقولِ ابْنِ السَّرَّاجِ المُنَبَّهِ عليهِ أولِ البابِ، ولذلكَ لمْ يَقُلْ مِثْلَ هذَا فِي غيرِهِ مِنْ جُمُوْعِ القِلَّةِ، إِذْ لَا خِلَافَ فِيْهَا.
الثانِي: لَوْ قَدَّمَ قولَهُ: "وفِعْلَةٌ جَمْعًا بِنَقْلٍ يُدْرَى" عَلَى قولِهِ: "فُعْلٌ لنحوِ أَحْمَرٍ وحَمْرَا"، لكانَ أَنْسَبَ لتوالِي جُمُوعِ القِلَّةِ.
800- وفُعُلٌ لاسْمٍ رُبَاعيٍّ، بِمَدّ = قَدْ زِيْدَ قَبْلَ لامٍ، اعْلَالًا فَقَدْ
801- مَا لَمْ يُضَاعَفْ فِي الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ = وفُعَلٌ جَمْعًا لِفُعْلَةٍ عُرِفْ
802- ونَحْوُ: كُبْرَى، ولِفِعْلَةٍ فِعَلْ، = وقَدْ يَجِيْءُ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلْ.

(وفُعُلٌ لاسمٍ رباعيٍّ بِمَدّ = قَدْ زِيْدَ قَبْلَ لامٍ اعْلَالًا فَقَدْ)
(مَا لَمْ يُضَاعَفْ فِي الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ) أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جمعِ الكثرةِ فُعُلٌ ـ بضَمتينِ ـ وهُو يَطَّرِدُ فِي اسْمٍ رُباعيٍّ، بِمَدٍّ قبلَ لامِهِ صحيحِ اللامِ، وهو المرادُ بقولِهِ: "إِعْلَالًا فَقَدْ" فَإِعْلَالًا: مفعولٌ مُقَدَّمٌ، فَإِنُ كَانَتْ مَدَّتُهُ ياءً أو واوًا لَمْ يُشْتَرَطْ فيهِ غيرُ الشروطِ المذكورةِ نحوُ: قَضِيْبٍ وقُضُبٍ، وعَمُودٍ وعُمُدٍ، وإِنْ كانتْ ألَفًِا اشْتُرِطَ فيهِ مَعَ ذلكَ أنْ لَا يكونَ مُضَاعَفًا، نحوُ: قَذَالِ وقُذُلِ، وحِمَارٍ وحُمُرٍ، واحْتَرَزَ بالاسْمِ عَنِ الصفةِ فإنَّها لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ، وشذَّ فِي وَصْفٍ عَلَى فَعَالٍ، نحوُ: صَنَاعٍ وصُنُعٍ، وفِعَالٍ، نحوُ: نَاقَةٍ كِنَازٍ، ونُوْقٍ كُنُزٍ، وحَكَى ابْنُ سِيْدَه أَنَّ مِنَ العربِ مَنْ يقولُ: نُوقٌ كِنَازٌ، بلفظِ الإِفْرَادِ فيكونُ مِنْ بَابِ دِلَاصٍ، وقَدْ سَبَق الكلامُ عليهِ أولَ البابِ، وعَلَى فَعِيْلٍ، نحوُ: نَذِيْرٍ ونُذُرٍ ويَرِدُ عليهِ فَعُولٌ لا بمعنَى مفعولٍ، نحوُ: صَبُورٍ وغَفُورٍ، فإنَّهُ يَطَّرِدُ فيهِ فُعُلٌ، نحوُ: صُبُرٍ وغُفُرٍ وسيأتِي التنبيهُ عليهِ، واحْتَرَزَ بالرباعيِّ، مِنْ غيرِهِ، نحوُ: نَارٍ وفِيْلٍ وسُورٍ، ونحوُ: قِنْطَارٍ وقِطْمِيْرٍ وعُصْفُورٍ، فإنَّهُ لا يُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ شيءٌ مِنْهَا، واحْتُرِزَ بالمدِّ عَنِ الخَالِي مِنْهُ، فإنَّهُ لا يُجْمَعُ عَلى فُعُلٍ، وشَذَّ نَمِرَةٌ ونُمُرٌ، وبِكَوُنِهِ قَبِلَ اللامَ، مِنْ نحوِ: دَانِقٍ وعِيْسَى ومُوْسَى، فَلا يُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ، وبِصِحَّةِ اللامِ عَنْ مُعْتَلِّهَا، نحوُ: سِقَاءٍ وكِسَاءٍ فَإِنَّهُ لا يُجْمَعُ علَى فُعُلٍ، وبعدمِ التضعيفِ، فِي ذِي الأَلِفِ، عنْ نحوِ: بَتَاتٍ وزِمَامٍ، فإِنَّ قياسَهُ أَفْعُلَةٌ كَمَا مَرَّ، وشَذَّ عِنَانٌ وعُنُنٌ، وحَجَاجٌ وحُجُجٌ، ووَطَاطٌ ووًطًطٌ كِمِا أِشِارِ إليهِ بقولِهِ: "فِي الأَعَمِّ"، وفُهِمَ مِنْ تخصيصِ ذلكَ بِذِي الأَلِفِ أَنَّ المُضَاعَفَ مِنْ ذِي الياءِ، نَحوُ: سَرِيْرٍ وذِي الواوِ، نحوُ: ذَلُولٍ، يُجْمَعُ علَى فُعُلٍ، نحوُ: سُرُرٍ وذُلُلٍ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: لا فَرْقَ فِي الاسْمِ الرباعيِّ الجامعِ للشروطِ بينَ أَنْ يكونَ مُذَكَّرًا كَمَا مَثَّلَ أو مُؤَنثًا، مِثْلُ أَتَانٍ وأُتُنٍ، وقَلُوصٍ وقُلُصٍ، وكِلَاهُمَا يَطَّرِدُ فيهِ فُعُلٌ.
الثانِي: مَا مَدَّتُهُ أَلِفٌ عَلَى ثلاثةِ أَقْسَامٍ: مفتوحِ الأولِ، ومكسورِهِ، ومضمومِهِ، أمَّا الأولُ والثانِي: فَفُعُلٌ فيهِمَا مُطَّرِدٌ، وتقدَّمَ تمثيلُهُمَا، وأمَّا الثالثُ فظاهِرُ إِطْلَاقِهِ هُنَا اطِّرَادُ فُعُلٍ فيهِ، وبِهِ صَرَّحَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، فإنَّهُ مَثَّلَ بِقُرَادٍ وقُرُدٍ، وكُرَاعٍ وكُرُعٍ فِي المُطَّرِدِ، وتَبِعَهُ الشارحُ، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّ فُعُلًا نادرٌ فِي فُعَالٍ وهو الصحيحُ، فَلَا يُقَالُ فِي غُرَابٍ غُرُبٌ ولا فِي عُقَابٍ عُقُبٌ، وإِذَا قُلْنَا باطِّرَادِهِ فَيُشْتَرَطُ أَلَّا يكونَ مُضَاعَفًا، كَمَا شُرِطَ ذلكَ فِي أَخَوَيْهِ.
الثالثُ: يَجِبُ فِي غيرِ الضرورةِ تَسْكِيْنُ عينُ هَذَا الجَمْعِ إنْ كانَتْ واوًا، نَحْوُ: سِوَارٍ وسُورٍ، ومِنْ ضَمِّهَا فِي الضرورةِ قولُهُ [مِنَ المُتَقَارَبِ]:
1175- أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثَاتِ = يُحَسِّنُهَا سُوُكُ الأَسْحَلِ
ويجوزُ تسكينُ عيْنِهِ إِنْ لَمْ تَكُنْ واوًا, نحوُ: قُذْلٍ وحُمْرٍ، وإِنْ كانَتْ يَاءً كُسِرَتْ الفاءُ عندَ التسكينِ، فتقولُ فِي سِيَالٍ سُيُل وسِيُل، فَإِنْ كَانَ مُضَاعَفًا لَمْ يَجُزْ تَسْكِيْنُهُ، لِمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنَ الإِدْغَامِ، ونَدُرَ قولُهُم: ذُبَابٌ وذُبٌّ، والأصلُ ذُبُبٌ.
الرابعُ: فُعُلٌ يَطَّرِدُ فِي نوعينِ:
أَحَدُهُمَا المُتَقَدِّمُ، والآخَرُ وَصْفٌ عَلَى فَعُولٍ لا بمعنَى مَفْعُولٍ، نحوُ: صَبُورٍ وصُبُرٍ فَإِنْ كانَ بمعنَى مَفْعُولٍ لَمْ يُجْمَعْ عَلَى فُعُلٍ، نحوُ: رَكُوب ولَمْ يَذْكُرْهُ هُنَا، فَأَوْهَمَ أَنَّهُ غيرُ مَقِيْسٍ وليسَ كَذلكَ.
(وفُعَلٌ جَمْعًا لِفُعْلَةٍ عُرِفَ ونحوُ: كُبْرَى) أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكَثْرَةِ فُعَلٌ ـ بِضَمٍ ثُمَّ فَتْحٍ، ويَطَّرِدُ فِي نَوْعَيْنِ.
الأوَّلُ: فُعَلةٌ ـ بِضَمِّ الفاءِ ـ اسْمًا نحوُ: غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، فَإِنْ كَانَ صِفَةً، نحوُ: ضِحْكَةٍ لَمْ يُجْمَعْ عَلَى فُعَلٍ وشذَّ قولُهُم رَجُلٌ بُهْمَةٌ ورِجَالٌ بُهَمٌ.
الثانِي: الفُعْلَى أُنْثَى الأَفْعَلِ، نحوُ: الكُبْرَى والكُبَرُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُنْثَى الأَفْعَلِ، نحوُ: بُهْمَى ورُجْعَى لَمْ يُجْمَعْ عَلَى فُعَلٍ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: أَخَلَّ باشتراطِ الاسميةِ فِي فُعْلَةٍ، وهُو شرطٌ كَمَا عَرَفْتَ، وأَمَّا اشتراطُ كونِ فُعْلَى أُنْثَى الأَفْعَلِ، فأَعْطَاهُ بالمِثَالِ.
الثانِي: اقْتَصَرَ هُنَا، وفِي (الكَافِيَةِ) علَى هَذَينِ النوعينِ، وقالَ فِي شَرْحِهَا بعدَ ذِكْرِهِمَا: وشذَّ فيمَا سِوَى ذلكَ، يَعْنِي فُعَلًا، وزَادَ فِي (التَّسْهِيْلِ) نوعًا ثالثًا وهُو فُعُلَةٌ اسْمًا، نحوُ: جُمْعَةٍ وجُمَعٍ، فإِنْ كانَ صفةً، نحوُ: امْرأَةٍ شُلُلَةٍ، وهِي السريعةُ لَمْ يُجْمَعْ علَى فُعَلٍ، واسْتَثْقَلَ بعضُ التَّمِيْمِيِّيْنَ والكَلْبِيِّيْنَ ضمَّ عينِ فُعُلٍ فِي المُضَاعَفِ، وجعلُوا مَكَانَهَا فتحةً، فقالُوا جُدَدٌ وذُلَلٌ بَدَلَ جُدُد ٍوذُلُلٍ، فهذَا نوعٌ رابعٌ علَى هذِهِ اللغةِ يَطَّرِدُ فيهِ فُعُلٌ.
الثالثُ: اخْتُلِفَ فِي ثلاثةِ أنواعٍ أُخَرَ، أولُهَا فُعْلَى مَصْدرًا، نحوُ: رُجْعَى، وثانِيْها فَعْلَةٌ فيمَا ثانيْهِ واوٌ ساكنةٌ، نحوُ: جَوْزَةٍ، فَقَاسَهُ الفَرَّاءُ فِي هذينِ النوعينِ، فتقولُ فِي جَمْعِهِمَا:
رُجَعٌ وجُوَزٌ، كَمَا قالُوا فِي رُؤْيَا ونَوْبَةٍ: رُؤًى ونُوَبٌ، وغيرُهُ يَجعلُ رُؤًى ونُوَب مِمَّا يُحْفَظُ ولا يُقَاسُ عليهِ، وثالثُهَا، فُعْلٌ مُؤنثًا بغيرِ تاءٍ نحوُ: جُمْلٍ، فهذَا يُجْمَعُ علَى فُعَلٍ قِياسًا عندَ المُبَرِّدِ, وغيرُهُ يَقْصُرُهُ عَلَى السماعِ، وكلامُهُ فِي (الكَافِيَةِ) وشرحِهَا يَقْتَضِي موافقةَ المُبَرِّدِ، فإنَّهُ قَالَ فيهَا:
وَهِنْدُ مِثْلُ كَسْرَة ٍفِي فِعَلِ = وجُمْلُ مِثْلُ بُرْمَةٍ فِي فُعَلِ
وقالَ فِي شَرْحِهَا: ويُلْحَقُ فِعْلٌ وفُعْلٌ مُؤَنَّثَتَيْنِ بِفِعْلَةٍ وفُعْلَةٍ فيُقَالُ: هِنْدٌ وهِنْدَةٌ، وجُمْلٌ وجُمَلٌ.
الرابعُ: مِمَّا حُفِظَ فيهِ فُعَلٌ قولُهُمْ: تُخْمَةٌ وتُخَمٌ، وقَرْيَةٌ وقُرًى وعَدُوٌّ وعُدًى، ونَقُوقٌ ونُقَقٌ، وحَكَى ابْنُ سِيْدَه فِي جَمْعِ نُفَسَاءَ نُفَسًا بالتخفيفِ، ونُفَّسًا بالتشديدِ، وعلامةُ جمعيةِ فُعَلٍ الذِي لَهُ واحدٌ عَلَى فُعَلَةٍ أَنْ لا يُسْتَعْمَلَ إِلَّا مُؤَنثًا، نَصَّ عَلَى ذلكَ سِيْبَويْهِ، فَرُطَبٌ عندَهُ اسْمُ جِنْسٍ، لقولِهِمْ: هَذَا رُطَبٌ وأَكَلْتُ رُطَبًا طَيِّبًا، وتُخَمٌ عندَهُ جَمْعٌ، لأنَّهُ مُؤَنَّثٌ، ا هـ.
(ولِفِعْلَة فِعَلْ) أيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جمعِ الكسرةِ فِعَلٌ، بِكَسْرِ أولِهِ وفتحِ ثانيهِ، وهو مُطَّرِدٌ فِي فِعْلَةٍ اسْمًا تامًّا، كمَا قيَّدَهُ فِي (التَّسْهِيْلِ) بذلكَ، نحوُ: كِسْرَةٍ وكِسَرٍ، وحِجَّةٍ وحِجَجٍ، ومِرْيَةٍ ومِرًى، والاحترازُ "بالاسمِ" عَنِ الصفةِ نحوُ: صِغْرَةٍ وكِبْرَةٍ وعِجْزَةٍ فِي ألفاظٍ ذُكِرَتْ فِي المُخَصَّصِ، وذُكِرَ أَنَّها تكونُ هكذَا للمفردِ والمثنَّى والمجموعِ، وشذَّ رَجُلٌ صِمَّةٌ ورجالٌ صِمَمٌ، وامرأةٌ ذِرْبَةٌ ونساءٌ ذِرَبٌ، والصُّمَّةُ: الشجاعُ، والذِّرْبَةُ، الحديدةُ اللسانِ.
"وبالتَّامِ" عنْ نحوِ: رِقَةٍ فإنَّ أصلَهُ وَرِقٍ، ولكنْ حُذِفَتْ فاؤُهُ، فإِنَّهُ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ، وإِنَّمَا لَمْ يُقَيَّدْ فِعْلَةٌ هُنَا بِهَذَيْنِ القَيْدَيْنِ لقلَّةِ مجيئِهَا صفةً، حتَّى ادَّعى بعضُهُم أَنَّها لمْ تَجِئْ صفةً، وإِنْ كانَ الأَصَحُّ خِلَافَهُ كَمَا عَرَفْتَ، ولأَنَّ نحوَ: رِقَةٍ لَمْ يَبْقَ عَلَى وزنِ فِعْلَةٍ فَلَا حاجةَ للاحْتِرَازِ عَنْهُ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: قاسَ الفَرَّاءُ فِعَلًا فِي فِعْلَى اسْمًا، نحوُ: ذِكْرَى وذِكَر، وفِي فَعْلَة يَائِيِّ العينِ، نحوُ: ضَيْعَةٍ وضِيَعٍ، كَمَا قالَ فُعَلا، في نحوِ: رُؤْيَا ونَوْبَةٍ، وقاسَهُ المُبَرِّدُ، فِي نحوِ: هِنْدٍ. كمَا قاسَ فُعَلًا، نحوُ: جُمْلٌ، وقَدْ تقدَّمَ، ومذهبُ الجمهورِ أَنَّ مَا وَرَدَ مِنْ ذَلِكَ يُحْفَظُ ولَا يُقَاسُ عليهِ.
الثانِي: قالَ فِي (التَّسْهِيْلِ): ويُحْفَظُ، يَعْنِي فِعَلًا باتفاقٍ فِي فِعْلَةٍ واحِدِ فِعَلٍ، أَيْ نحوُ: سِدْرَةٍ وسِدَرٍ، والمُعَوَّضُ مِنْ لَامِهِ تاءً، أَيْ نحوُ: لِثَةٍ ولِثًى، وفِي نحوِ: مَعِدَةٍ وقَشْعٍ وهَضَبَةٍ وقَامَةٍ وهِدْمٍ وصُورَةٍ وذِرْبَةٍ وعَدُوٍّ وحَدَأَةٍ، والقَشْعُ الجِلْدُ البَالِي والهِدْمُ الثَّوْبُ الخَلِقُ.
الثالثُ: لا يكونُ فِعَلٌ ولا فِعَالٌ لِمَا فاؤُهُ يَاءٌ،ـ إِلَّا مَا نَدَرَ كَيُعَارَ، قالَهُ فِي (التَّسْهِيْلِ)، واليِعَارُ: جَمْعُ يَعْرٍ ويَعْرَةٌ، واليَعْرُ: الجَدْيُ يُرْبَطُ فِي الزُّبْيَةِ لِلْأَسَدِ.
(وقَدْ يَجِيءُ جَمْعُهُ) أَيْ: فِعْلَة بالكسرِ (علَى فُعَلٍ) بالضمِّ، قَالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، وقَدْ يُنَوَّنُ فُعَلٌ عَنْ فِعَلٍ، وفِعَلٌ عن فُعَلٍ، فالأولُ: كحِلْيَةٍ وحُلَّى ولِحْيَةٍ ولِحًى والثانِي: كصورةٍ وصُوَرٍ وقُوَّةٍ وقُوَى.

  #5  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


الوزنُ الرابعُ: (فِعْلَةٌ)
الوزنُ الأوَّلُ مِنْ جُمُوعِ الكثرةِ: (فُعْلٌ)
800- فُعْلٌ لِنَحْوِ أَحْمَرٍ وَحَمْرَا = وَفِعْلَةٌ جَمْعاً بِنَقْلٍ يُدْرَى
4- ذكَرَ في الشطْرِ الثاني الوزنَ الرابعَ مِنْ أوزانِ جُموعِ القلَّةِ، وهوَ (فِعْلَةٌ)، ولا يُعْرَفُ لهذا الوزنِ مُفرداتٌ لها أَوْصَافٌ مُعَيَّنَةٌ، وإنَّما سُمِعَ عن العربِ في جَمْعِ مُفْرَدَاتٍ؛ منها: فَتًى وفِتْيَةٍ، وغُلامٍ وغِلْمَةٍ، وصَبِيٍّ وصِبْيَةٍ.
وهذا معنى قولِهِ: (وفِعْلَةٌ جَمْعاً بنَقْلٍ يُدْرَى)؛ أيْ: يُدْرَى مُفْرَدُهُ ويعلَمُ بالنقْلِ الوارِدِ عن العرَبِ، فلا ضابِطَ لهُ ولا قِياسَ.
أمَّا الشطْرُ الأوَّلُ فهوَ شُروعٌ مِن الْمُصَنَّفِ رَحِمَهُ اللَّهُ في الكلامِ على أوزانِ جُموعِ الكثرةِ، ولوْ قَدَّمَ الشطْرَ الثاني لكانَ أَنْسَبَ لِتتوالَى جُموعُ القِلَّةِ.
ولِجُمُوعِ الكثرةِ ثلاثةٌ وعشرونَ وَزْناً قِياسيًّا، وهيَ أشْهَرُها، وقدْ ذَكَرَها ابنُ مالكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
1- فالوزنُ الأوَّلُ: (فُعْلٌ) بضَمٍّ فسكونٍ، وهوَ جَمْعٌ قِيَاسِيٌّ لشيئَيْنِ، هما: (أَفْعَلُ) وصْفٌ لِمُذَكَّرٍ، و(فَعْلاءَ) وصْفٌ لِمُؤَنَّثٍ، نحوُ: أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ، وجَمْعُهما: حُمْرٌ، وأَسْمَرَ وسَمْرَاءَ، وجَمْعُهما: سُمْرٌ. قالَ تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، وقالَ تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالاتٌ صُفْرٌ}.
ثمَّ إنْ كانت العَينُ صَحيحةً أوْ مُعْتَلَّةً بالواوِ وَجَبَ إبقاءُ ضَمَّةِ الفاءِ؛ فالأوَّلُ مِثلُ: حُمْرٍ وسُمْرٍ، والثاني نَحْوُ: أَسودَ وسُودٍ، وأَعْوَرَ وعُورٍ.
أمَّا إنْ كانت العينُ ياءً، فإنَّهُ يَجِبُ قَلْبُ ضَمَّةِ الفاءِ كَسرةً؛ لِتَسْلَمَ الياءُ مِن القلْبِ، نحوُ: أبيضَ وبيضاءَ وبِيضٍ؛ بكسْرِ الباءِ، وأَعْيَنَ وعَيْنَاءَ وعِينٍ، قالَ تعالى: {وَحُورٍ عِينٍ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}.
وإلى هذا الوزْنِ أشارَ ابنُ مالِكٍ بالشَّطْرِ الأوَّلِ، وهوَ قولُهُ: (فُعْلٌ لِنَحْوِ أحمرٍ وحَمْرَا): أيْ أنَّ هذا الوزنَ جَمْعٌ لكُلِّ وصْفٍ لِمُذَكَّرٍ على (أَفْعَلَ) أوْ مُؤَنَّثٍ على (فَعْلاءَ). وقولُهُ: (أَحْمَرٍ) حَقُّهُ الْمَنْعُ مِن الصَّرْفِ، ولَكِنْ صَرَفَهُ للضرورةِ، وقولُهُ: (حَمْرَا) بالقصْرِ للوزنِ.
الوزنُ الثاني لِجُموعِ الكثرةِ: (فُعُلٌ)
الوزنُ الثالثُ: (فُعَلٌ)
الوزنُ الرابعُ: (فِعَلٌ)
801- وَفُعُلٌ لاسْمٍ رُبَاعِيٍّ بِمَدّ = قَدْ زِيدَ قَبْلَ لامٍ اعْلالاً فَقَدْ
802- مَا لَمْ يُضَاعَفْ في الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ = وَفُعَلٌ جَمْعاً لِفُعْلَةٍ عُرِفْ
803- وَنَحْوِ كُبْرَى وَلِفِعْلَةٍ فِعَلْ = وَقَدْ يَجِيءُ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلْ
2- الوزنُ الثاني مِنْ جُموعِ الكثرةِ: (فُعُلٌ) بضَمِّ أَوَّلِهِ وثانيهِ، ويُقَاسُ في شيئَيْنِ:
1- اسمٍ رباعيٍّ صحيحِ اللامِ قَبْلَ لامِهِ مَدَّةٌ، سواءٌ أكانتْ ألِفاً أمْ واواً أمْ ياءً، غيرَ أنَّ الْمَدَّةَ إنْ كانتْ ألِفاً يَجِبُ أنْ يكونَ الاسمُ غيرَ مُضَاعَفٍ، نحوُ: عِمادٍ وعُمُدٍ، وحِمارٍ وحُمُرٍ، وقَلُوصٍ وقُلُصٍ، وبَرِيدٍ وبُرُدٍ، قالَ تعالى: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ}، وقالَ تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}.
أمَّا الْمُضَاعَفُ فإنْ كانتْ مَدَّتُهُ ألِفاً فجَمْعُهُ على (فُعُلٍ) غيرُ مُطَّرِدٍ، نحوُ: عِنَانٍ وعُنُنٍ، وإنَّما يُجْمَعُ قِياساً على (أَفْعِلَةٍ)، نحوُ: سِنَانٍ وأَسِنَّةٍ، وهِلالٍ وأَهِلَّةٍ، وزِمامٍ وأَزِمَّةٍ.
وإنْ كانتْ مَدَّتُهُ واواً أوْ ياءً فجَمْعُهُ على (فُعُلٍ) مُطَّرِدٌ، نحوُ: سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وذَلُولٍ وذُلُلٍ، وجديدٍ وجُدُدٍ. وبعضُ القبائلِ العربيَّةِ اسْتَثْقَلَتْ ضَمَّ عينِ الْمُضَاعَفِ، وجَعَلوا مكانَها فتحةً، فقَالُوا: جُدَدٌ وذُلَلٌ، قالَ تعالى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ} فيكونُ تابعاً للوزنِ الثالثِ الآتِي.
2- وَصْفٍ على (فَعُولٍ) بفتْحٍ فضَمٍّ، بمعنى (فَاعِلٍ)، نحوُ: صَبُورٍ وغَفُورٍ، فجَمْعُهما القياسيُّ: صُبُرٌ وغُفُرٌ. فإنْ كانَ بمعنى (مَفْعُولٍ)؛ نحوُ: حَلُوبٍ ورَكُوبٍ، لم يُجْمَعْ هذا الجمْعَ، وهذا لم يَذْكُرْهُ ابنُ مالِكٍ هنا.
3- الوزنُ الثالثُ: (فُعَلٌ) بضَمٍّ ففَتْحٍ، ويَطَّرِدُ في ثلاثةِ أشياءَ:
1- اسمٍ على وزْنٍ (فُعْلَةٍ) بضَمٍّ فسُكونٍ، سواءٌ أكانَ صحيحَ اللامِ أمْ مُعْتَلَّها أمْ مُضَاعَفَها، نحوُ: غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، ومُدْيَةٍ ومُدًى، وحُجَّةٍ وحُجَجٍ، قالَ تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ}، وقالَ تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً}.
2- وَصْفٍ على وزْنِ (فُعْلَى) التي هيَ مؤَنَّثُ (أَفْعَلَ)، نحوُ: كُبْرَى وكُبَرٍ، وصُغْرَى وصُغَرٍ، قالَ تعالى: {إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ}، بخِلافِ (حُبْلَى) فلا يُجْمَعُ على (حُبَلٍ)؛ لأنَّها وَصْفٌ لِمُؤَنَّثٍ لا مُذَكَّرَ لهُ.
3- اسمٍ على وَزْنِ (فُعُلَةٍ) بضَمِّ أوَّلِهِ وثانيهِ، نحوُ: جُمُعَةٍ وجُمَعٍ. وهذا لم يَذْكُرْهُ ابنُ مالِكٍ في الأَلْفِيَّةِ، وذَكَرَهُ في التسهيلِ.
4- الوزنُ الرابعُ: (فِعَلٌ)، وهوَ جَمْعٌ لاسمٍ على وَزْنِ (فِعْلَةٍ)؛ كبِدعةٍ وبِدَعٍ، وحِجَّةٍ وحِجَجٍ، ومِرْيَةٍ ومِرًى. وقدْ يَجيءُ جَمْعُ (فِعْلَةٍ) على (فُعَلٍ)، وهوَ قياسيٌّ، لكنَّهُ قليلٌ؛ نحوُ: لِحْيَةٍ ولُحًى، وحِلْيَةٍ وحُلًى.
وإلى هذهِ الأوزانِ الثلاثةِ أشارَ بقولِهِ: (وفُعُلٌ لاسمٍ رُباعيٍّ.. إلخ): أيْ أنَّ وزْنَ (فُعُلٍ) جَمْعٌ لاسمٍ رُباعِيٍّ قبلَ لامِهِ مَدَّةٌ.
وقولُهُ: (إِعْلالاً فَقَدْ): مفعولٌ مُقَدَّمٌ؛ أيْ: وحَرْفُ اللامِ فَقَدَ إعلالاً، يُشيرُ بهِ إلى أنَّ اللامَ لا بُدَّ أنْ تكونَ صَحيحةً. وقولُهُ: (ما لَمْ يُضَاعَفْ في الأعَمِّ ذُو الأَلِفْ)، ذُو: نائبُ فاعلٍ للفعْلِ (يُضَاعَفْ)، والمعنى: بشَرْطِ ألاَّ يكونَ الاسمُ الذي قَبْلَ آخِرِهِ ألِفٌ مُضاعَفاً، وهذا في الاستعمالِ الأعَمِّ الأغلَبِ الْمُطَّرِدِ، فإنْ كانتْ مَدَّتُهُ ياءً أوْ واواً لم يُشْتَرَطْ فيهِ ذلكَ كما تَقَدَّمَ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ (فُعَلَ) يَطَّرِدُ في (فُعْلَةٍ) وفي (فُعْلَى) أُنْثَى الأَفْعَلِ، ويُسْتَفَادُ مِنْ كَوْنِهِ أُنْثَى (الأَفْعَلِ) مِن الْمِثالِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ مِنْ أوزانِ جَمْعِ الكثرةِ (فِعَلٌ)، وهوَ مُطَّرِدٌ في (فِعْلَةٍ)، وقدْ يَجيءُ جَمْعُهُ على (فُعَلٍ).


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ب, جموع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir