السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً ....بداية تفكيري في الطلب قبل توجهي له ....هو منذ ست سنوات , عنما كنت في السادسة عشر .
في المرحلة الثانوية ...في الحقيقة حتى هذه المرحلة ....كنت كل ما أرفعه عن ديني هو الواجب على كل مسلم معرفته في أمور العبادات كالصلاة و الصيام و كنت أحب الصلاة كثيراً و أحافظ عليها و لله الفضل و المنة , فقد بدأت الصلاة منذ سن مبكر ...فقد بدأت صلاة عندما كنت في السابعة من عمري و الفضل بعد الله في ذلك لأحد أستاذتي في التعليم الأولي .
و هذا جعلها شيئاً له قيمة عالية في نفسي ....
و لكني كنت أحب المسابقات ذات الطابع الديني ...و كنت أفتقدها في التعليم النظامي .
و لكنها كانت تقام في الأندية الثقافية في الأجازات و العطل .
و كانت هذه المسابقات تركز على حفظ القرآن و الأحاديث الخاصة بالأخلاق التعامل و السير .
و قد كنت أحب حفظ السير ....فحفظت عن طريق هذه المسابقات سيرة ابن هشام عن ظهر قلب عنما كنت في الحادية عشر و لله الفضل و المنة .
و حفظت أيضاً عن طريقها سير الصحابة و الصحابيات و كنت أحب أن أقرأ عنهم كثيراً .
لكن حتى المرحلة الثانوية .....لم أكن أرتدي الحجاب بالشكل الصحيح ... عن جهل مني للأسف و لافتقاد الوعي الديني بأهمية ذلك .... ولم أكن أفكر في طلب العلم الشرعي حتى .
و لله الحمد كنت من المتفوقين في دراستي للشعبة العلمية ...و قد كنت بدأت حفظ القرآن الكريم فطلب مني والدي - أسأل الله أن يحفظهما و يرزقني برهما – أن أتوقف و أركز على دراستي بالشعبة العلمية و قد فعلت , رغم أنني كنت أحب أن اختمه في سن مبكر.
الذي جعلني أتوجه للتفكير في طلب العلم الشرعي .... هو ذلك القادم ليدرس لنا اللغة العربية و التربية الدينية في المرحلة الثانوية - أسأل الله أن يجزيه عني خيراً-.
كانت اللغة العربية مادة أوليها عناية ... لتوجهي في هذه المرحلة لكتابة المقالات و القصص القصيرة و لحبي للشعر ....و رغبةً في تحسين دراجتي العامة ....لكن لم أكن أهتم بها لأنها لغة القرآن ...أو لأنها لغة أهل الجنة ...هذا الكلام لم يكن يخطر ببالي حقاً...و لكن اهتمامي باللغة الأجنبية كان أكثر للأسف ...و ذلك لواقع الدراسة .
هذا القادم ... جعل حصة التربية الدينية الإسلامية لها شكل مختلف ...لم يكن أحد يوليها إهتماماً حقاً من المدرسين الأخريين .
و كان سمته ..و شكله غريب ...لم نره من قبل ...كان ملتزماً جداً بهدي النبي صلى الله عليه و سلم ...هذا ما عرفته بعد ذلك .
و بدأ يتحدث معنا عن الحجاب ....عن العقيدة الصحيحة ...عن واقع الأمة ...
بدأ يعلمنا الكثير من أمور الدين التي كنت أجهلها ...أو لا أفعلها بالشكل الصحيح للأسف .... و هذا كان بداية تفكيري في التعلم .
و قد كنت أهتم كثيراً بمتابعة الأحداث التي تحدث للأمة في كل مكان و هذا ما جعلني ألمس صدقاً بكلامه .
بدأت أفكر في الكلام .... و بدأت اقرأ ... وأطبق ....فأصلحت حجابي ....و توجهت للقراءة من أجل التعلم رغبة ً في إصلاح نفسي ...وهذه هي البداية .
و هذا الذي دفعني في البداية ...
و لكن لم يكن عندي منهجية أسير عليها ...كنت أرغب في التعلم فحسب .
و نظراً لافتقاد من يعلم بمنهجية في هذه الفترة ....فقد توجهت لسماع الأشرطة ...و لكنها كانت تركز على الجانب الوعظي أكثر ....و لكنها أفادتني في التطبيق .
إلا أن وقع في يدي كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان ...و عندما قرأته ...شعرت بأن هذا ما أبحث عنه ..
فيه تعريف العقيدة ...و تقسيم أنواع التوحيد ...و تحديد المظاهر الشركية .
الفكرة في النظام الذي في الكتاب ...أنا أريد هذه المنهجية ... في كل فروع العلم الشرعي .
انشغلت في دراستي الجامعية , فقد كنت أدرس عشر ساعات يومياً. ... فلا يبقى من الوقت الكثير لدراسة العلم الشرعي .
و لكن الرائع أنه في أيام الجمع ...كنت أستطيع الذهاب إلى المسجد .... المسجد للأسف في كثير من البلاد الإسلامية يقصرونه لأداء الصلاة ...المسجد لم يبنى للصلوات الخمس و فقط ...بل في سائر عصور تقدم المسلمين كان المسجد هو أعظم بناء في كل شيء ...تدرس فيه متون العلم الشرعي ...يدرس فيه االطب و الهندسة و الرياضيات ....تقام حوله المدارس ..
الآن قصر المسجد على الصلاة ...و إن وجد تحفيظ ...فقط تحفيظ
المسجد يمكن أن يكون إشعاعاً دعوياً ....إذ خدم بشكل سليم و منظم .
كما أنه في كثير من المجتمعات التي لا يشكل الالتزام فيها حيزاً كبير ... ذهاب المرأة للمسجد مهم ... ليس من أجل الصلاة .
بل من أجل التعلم ....الكثير من النساء يجهلن أبسط الأمور الواجبة في الدين للأسف .
فلا يجب أن يتركن لإعلام مدمر لكل القيم الإسلامية ...بل يجب أن يرسخ لديهن أن المسجد هو مكان تجد فيه ما تريده .من علم ...و أمان ...و طمأنينة
بهذا نستطيع أن نبني امرأة قوية فاضلة ...
في المسجد ..يوم الجمعة تقام الدروس ... القرآن و الدروس التعليمية و الوعظية ...و لكن هي في تعليم الأمور الواجبة , و لذا لم أجد فيها ما أبحث عنه
و لكن الميزة ...في وجود المكتبة بالمسجد ...و هذا ما تفتقده الكثير من المساجد .... مكتبة بها أمهات الكتب ...
و المبسط منها أيضاً .....بدأت اقرأ في كتب ابن القيم . ...أعجبني عذوبة الأسلوب ...و العرض بطريقة تجعلك ...تحفظه بدون حفظ.
الكتاب مهم ... وجود الشروح في صورة كتب أو في صورة يمكن طبعها لا يستغنى عنه
و بدأت أركز على حفظ القرآن ...و تحسين القراءة ..لأنني كنت أعلم أن أي بدأ للطلب دون حفظ القرآن هو ضرب من العبث .
بعد إنهاء المرحلة الجامعية ....بدأت أركز على حفظ القرآن أكثر ...إلا أن نصحنا أحد مشايخنا حفظه الله تعالى أن أدرس بعض المتون المبسطة تلازماً مع حفظ القرآن في العقيدة و الحديث و التفسير.
فبدأت بحفظ الثلاثة أصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب ...ليست هذه التي في المعهد و لكن الأبسط التي تدرس للعامة والأطفال ...بطريقة السؤال و الجواب .
و بدأت أحفظ الأربعين النووية ...و لكن أثناء حفظي للأربعين ...أيقنت أن الحفظ لا يكفي لأنه كانت تستو قفني بعض الأمور ..التي تجعلني أتسائل ...و أنا من طبيعتي كثيراً أسأل عندما أدرس .
و حينها بدأت أبحث في الإنترنت بعد ذلك عن شروح للعلماء و لله الفضل و المنة كان من تيسير الله لي أن أجد شروح جيدة .
كذلك بدأ ت تظهر قنوات متخصصة بطلب العلم الشرعي كقناة الشيخ ابن العثيمين فبدأت بمتابعة هذه القناة و تابعت أجزاء من شرح الشيخ على كتاب رياض الصالحين .
لكن شعرت أن دراسة الرياض قفزة كبيرة ..يعني من الأربعين للرياض قفزة كبيرة ..لابد أن تكون هناك مراحل .
و قد بدأ بعض المشايخ حفظهم الله تعالى بعمل دروس أسبوعية منتظمة لتدريس بعض المتون للنساء من طالبات العلم الشرعي كالثلاثة أصول و كشف الشبهات و التفسير في المنطقة ...و لكن كانت هناك عقبات كبعد مسافة الدرس و و أنه أسبوعي ...يعني إنهاء المتن دراسة يأخذ فترة طويلة جداً , و العقبة الثالثة أنه قد يتوقف لظروف الشيخ أو يتم تغيير الميعاد لمواعيد أخرى غير مناسبة ..بالإضافة إلى أننا لم نكن نملك ملخصات أو كواشف للمادة العلمية ..كما أننا ندرس بدون أن نتسائل ..إلى أين نريد أن نصل في العقيدة ...أو في الحديث ..أو في غيرها من الفروع ؟
فقط ندرس من كل فرع ما تيسر من المتون
لذا دخلت على الإنترنت و أدخلت في محرك البحث كلمتين آفاق و تيسير ...لأنني أردت دراسة فيها قمة التيسير
و سبحان الله فقد هداني الله لهذا المعهد المبارك بإذن الله ....و وجدت فيه المنهجية التي أطلبها ...و لله الفضل و المنة .
رسالة الشكر التي أوجهها بعد الله سبحان و تعالى إلى من اختار اسم المعهد ...فله فضل كبير علي بعد الله ...أسأل الله أن يجزيه عني خير الجزاء.
و لكل من ساهم في توجهي للطلب ..أو ساعدني على ذلك ...أسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء .
و الشكر كله أولاً و أخيراً لله سبحانه و تعالى .
و ما أتمناه في طريق الطلب أن يرزقني الله الإخلاص له وحده ....فهو وحده القادر على ذلك .
و أن يبلغني في مرضاته الغاية ....و يبلغني الغاية في طلب العلم فهو وحده القادر و الموفق ...و السعيد من وفقه الله تعالى ...أسأل الله أن يجعلنا منهم .
و أتمنى أن يأتي اليوم الذي أتفرغ فيه للطلب ....حقاً آمل هذا ...و أن يجعلني من الربانيين فهو وحده المتفضل بالنعم ...و أسأل الله لجميع إخواني و أخواتي مثله .
كم آمل أن ييسر الله تكمل دوراتي هنا في المعهد و أن ييسر الله لي الالتحاق بأحد الجامعات أو الكليات المتخصصة في العلوم الشرعية حتى أستطيع أن أكما فيه بقادم راسخ ...نسأل الله الثبات.
أما نصيحتي لإخواني و أخواتي ..فأولاً: أن يدربوا أنفسهم على الإخلاص .... فو الله هو وحده وقود للهمة ...لا خير في العمل بلا إخلاص ...و توجه صادق لله سبحانه و تعالى .... و أن يجاهدوا أنفسهم عليه , فهو صعب ...و لا يوفق له إلا من وفقه الله عز وجل
لا رياء...و لا سمعة ...و لا من أجل مدح أحد ...فمن يمدحك اليوم ...قد يذمك غداً...و لكن إذا مدحك الله ....فلن تذم أبداً.
و ثانياً : لا تسويف, كلمة (سوف ) هذه عدو طالب العلم الأول ....كل يوم تقول سوف أفعل غداً ...و لا يأتي غداً أبدا ..
فأنا مثلاً أقول سوف أبدأ في القسم الثاني من كتاب التوحيد بعد مراجعتي للقسم الأول منذ ثلاثة أيام ...تخيل منذ ثلاثة أيام و سأبدأ اليوم ...هذا ضعف همة ...أسأل الله أن يعلي هممنا في طاعته و مرضاته .
ثالثاً: الصبر .... فقد تبدأ في طريق الطلب ...و تجد الملهيات و المشاغل و المصائب تنهال عليك ... لا تدري من أين تأتي المشكلات ...و لكن ...الله يختبر عبده ....هل ستشغله عنه الشواغل أم لا ...فلا تفشل في الاختبار ..
أزعجتكم ...بارك الله فيكم على وقتكم ...فهو جد غالي
و الله المستعان و عليه التكلان و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و وبارك على نبيه محمد و على آله و صحبه أجمعين .