قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب معرفة اليوم الّذي نزلت فيه هذه الآية)
[الإبانة الكبرى: 2/632]
818 - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل، قال: نا أبو السّائب سلم بن جنادة السّوائيّ قال: نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه،
[الإبانة الكبرى: 2/632]
عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ، قال: قال يهوديٌّ لعمر: لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]، ونعلم اليوم الّذي أنزلت فيه لاتّخذنا ذلك اليوم عيدًا قال: فقال عمر: قد «علمت اليوم الّذي أنزلت فيه والسّاعة، وأين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين نزلت، نزلت ليلة جمعٍ، ونحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعرفاتٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/633]
819 - حدّثنا أبو حامدٍ محمّد بن هارون الحضرميّ قال: حدّثنا بندارٌ محمّد بن بشّارٍ قال: نا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: نا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارقٍ، يعني ابن شهابٍ، أنّ اليهود، قالوا لعمر: إنّكم تقرءون آيةً لو أنزلت فينا لاتّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: إنّي " لأعلم حيث أنزلت، وأيّ يومٍ؟ أنزلت بعرفة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واقفٌ بعرفة، قال سفيان: وأشكّ أكان يوم جمعةٍ أم لا، يعني: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] "
[الإبانة الكبرى: 2/633]
820 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن شهابٍ قال: نا عبد الجبّار بن العلاء، قال: نا سفيان بن عيينة، عن مسعرٍ، وغيره، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ، أنّ رجلًا من اليهود قال لعمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: لو علمنا أيّ يومٍ أنزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] الآية، لاتّخذنا ذلك اليوم عيدًا، فقال عمر: «أنا أعلم أيّ يومٍ أنزلت؟ أنزلت يوم عرفة، يوم جمعةٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/634]
821 - حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا يوسف بن موسى القطّان، وحدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ الخوارزميّ، قال: نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الواسطيّ، وحدّثنا أبو الفضل شعيب بن محمّدٍ الكفّيّ قال: نا عليّ بن حربٍ، قالوا: نا وكيع بن الجرّاح، قال: نا حمّاد بن سلمة، عن عمّارٍ، مولى بني هاشمٍ قال: قرأ ابن عبّاسٍ: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]
[الإبانة الكبرى: 2/634]
وعنده رجلٌ من أهل الكتاب، فقال: لو علمنا في أيّ يومٍ نزلت هذه الآية جعلناه عيدًا، فقال: لقد نزلت يوم عرفة، يوم الجمعة " فقال عبيد اللّه بن محمّدٍ: فقد علم العقلاء من المؤمنين ومن شرح اللّه صدره، ففهم هذا الخطاب من نصّ الكتاب وصحيح الرّواية بالسّنّة أنّ كمال الدّين وتمام الإيمان إنّما هو بأداء الفرائض، والعمل بالجوارح مثل: الصّلاة، والزّكاة، والصّيام، والحجّ، والجهاد مع القول باللّسان، والتّصديق بالقلب، وعلموا أيضًا المعنى الّذي أنزلت فيه هذه الآية، ومراد اللّه تعالى فيها، واليوم الّذي أنزلت فيه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فبان لهم كذب من افترى على اللّه وعلى كتابه وعلى رسوله وعلى صحابته والتّابعين والعقلاء من علماء المسلمين فتأوّل هذه الآية بغير تأويلها، وصرفها إلى غير معانيها، وزعم أنّها نزلت في غير المعنى الّذي أراد اللّه بها، وفي غير اليوم الّذي أنزلها فيه، فآثر هواه، وباع آخرته بدنياه، ويح من كان دينه هواه، فقد بارت بضاعته، وخسرت صفقته، خسر الدّنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين
[الإبانة الكبرى: 2/635]