دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1437هـ/30-12-2015م, 10:08 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الأوّل لاستخراج الفوائد السلوكية

التطبيق الأول

1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 07:12 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تطبيق الفوائد السلوكيه في قوله تعالى ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ))

امتن الله على عباده أن أرسل إليهم رسولاً منهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم ، وحاصل هذه التزكية ، حسن معرفته ، ودوام ذكره ، ولزوم شكره ، يقول الله تعالى ((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
- وأفضل الذكر ، ما تواطأ عليه القلب واللسان،
و هذا الذكر يثمر معرفة الله ومحبته وخشيته ، والذكر رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصاً، ثم من بعده أمر بالشكر عموماً، فقال: { واشْكُرُواْ لِي }، والشكر يكون بالقلب إقراراً بالنعم واعترافاً، وباللسان ذكراً وثناء، وبالجوارح طاعة لله وانقياداً، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة،
قال تعالى:{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ذكر الله إياكم،أكبر من ذكركم له .
و قال سعيد بن جبير ،(اذكرونـي بطاعتـي، أذكركم بـمغفرتـي ).
وقال أيضاً: الذكر طاعة الله؛ فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن،
وقال الحسن البصري رحمه الله : اذكروني فيما افترضت عليكم ، أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسى .
وعن الربيع قال : إن الله ذاكرُ من ذكره، وزَائدُ من شكره، ومعذِّبُ من كفَره.
وقال السدي : ليس من عبد يَذكر الله إلا ذكره الله. لا يذكره مؤمن إلا ذكره برَحمةٍ، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب .
- هذه المعاني التي ذكرها المفسرون من مدلول هذه الأية العظيمة
فعلى العبد أن يسعى بتزكية نفسه ، والعمل بما يرضي ربه ، وأن يلتمس رضاه في كلّ عملٍ يقوم به ، يستشعر معيته ، ويرىٰ أثار رحمته ، يلزم نفسه بما أوجب عليه ، ويبادر فيما حث عليه ، يحذر أن يكون من الغافلين ،
يعبد الله على بصيرة ، تزيده أياته خشية وتقى ، فيرتقي إيمانه ويقوى يقينه ،
عندها يدخل في زمرة المحسنين ، وينال رضا رب العالمين ،
فيالها من نعمة تحتاج إلى مزيد شكر وحسن ذكر ،قولاً باللسان ويقيناً بالجنان وعملاً بالأركان
- - ومن بين العبادت التي أمر الله أن نذكره بها ، عبادة سهلة ميسرة ، ألا وهي ذكر الله عز وجل ، من تهليل، وتسبيح ، وتكبير ، وغير ذلك من أنواع الذكر ، التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم،
عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكر الله عز وجل "
- فذكر الله تنشرح به الصدور ، وتتيسر الأمور ، من أكثر منه نجى، ونال الدرجات وارتقى، يرضي الرٰحمٰن ، ويطرد الشيطان ، يورث القلب الهيبة والإنابة ، وينور الوجه ويكسوه المهابه ، يلين القلب القاسي ، ويقرب العبد العاصي ، من لزمه زالت الوحشة بينه وبين ربه ،وغفر ذنبه ، وأوسع رزقه ، سهل على اللسان ، ثقيلُ في الميزان ،لم يحدُ له حدا ، ولا نستطيع لثوابه عدا، يباهي الله بمن ذكره ملائكته وتغشاه رحمته ، وينال كرامته ، ، فضائله كثيره ، وثماره عظيمه
ورد في كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يحث عليه ويبين فضله ، حيث قال تعالى (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ))
وقال عز من قائل :(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
وورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( سبق المفردون بالأجور، قالوا وما المفردون يارسول الله قال الذّاكرون الله كثيرًا والذّاكرات ))
وورد عن السلف الصالح أقوالاً كثيره في فضل الذكر ، منها :
ماورد عن أبو بكر، رضي اللّه عنه: قال ( ذهب الذّاكرون اللّه بالخير كلّه )
وقال أبو الدّرداء رضي اللّه عنه :«لكلّ شيء جلاء، وإنّ جلاء القلوب ذكر اللّه- عزّ وجلّ )
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه اللّه: «الذّكر للقلب مثل الماء للسّمك، فكيف يكون حال السّمك إذا فارق الماء)
وقال ابن القيّم- رحمه اللّه-: «الذّكر باب المحبّة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم).
وقال: «محبّة اللّه تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسّكون إليه والطّمأنينة إليه وإفراده بالحبّ والخوف والرّجاء والتّوكّل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولى على هموم العبد وعزماته وإرادته، هو جنّة الدّنيا والنّعيم الّذي لا يشبهه نعيم، وهو قرّة عين المحبّين وحياة العارفين»
- فما أعجز عبداً عنه غفل ، وبا السوافل انشغل ، فلا خيراً ربح ، ولا صدراً له انشرح .
يقول الله تعالى(( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ اللَّهُ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )
وقال تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أمره فُرُطا))
فانظر رحمني الله وإياكم إإلى سبب هذا كله وهو غفلة القلب وانشغاله عما خلق له ،

-(( وعلاج هذا توبة القلب وإنابته لله تعالى كما أمره عز وجل (( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُون

رزقني الله وإياكم التوبة والإنابة ووفقنا لحسن العمل وإخلاص العبادة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 05:16 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد السلوكية من قوله تعالى :((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون))
-من فوائد هذه الايةالكريمه وجوب ذكر الله تعالى للأمر به ومطلق الذكر واجب: يجب على كل انسان أن يذكر ربه , بل في كل مجلس يجلسه الإنسان ولا يذكر الله فيه ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليه خسارة وحسرة يوم القيامه فالعبد مأمور بذكر الله تعالى في كل وقت وحين وفي جميع أمره .
وهذا مصداق لقوله تعالى :((يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا))
وينقسم الذكر إلى أقسام :
ذكر بالقلب وباللسان وبالجوارح
و ذكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
فذكر الله تعالى باللسان او الجوارح بدون القلب قاصر جدا كجسد بلا روح,,وصفة الذكر في القلب التفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه والإنابة اليه والخوف منه والتوكل عليه وغيرها من اعمال القلوب..
وأما ذكر الله باللسان فهو النطق بكل قول يقرب الى الله..
وأما ذكر الله بالجوارح فبكل فعل يقرب الى القيام بفرائض الله وأوامره : كالقيام في الصلاة والركوع و الزكاة , وكلها ذكر لله تعالى.
-بيان فضل الذكر لأنه يكون سببا لذكر الله لنا في الملأ الأعلى وفي هذا شرف و شأن كبير وعظيم ،وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره .
ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي:(( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ))
- من أسباب توفيق الله للعبد إلهامه لذكره لأن الله سبحانه ليس في حاجة لذكر العبد له ولكن من كرمه سبحانه وفضله
إلهامه عبده للذكر ليكون هذا سببا في ذكر الله له ومنه عليه ورحمته به .
- بيان رحمة الله ولطفه بعباده وأن الجزاء من جنس العمل وأن الله لا يضيع من أحسن عملا ، فكما ذكر العبد الله سبحانه ذكر الله عبده.
- أمر الله سبحانه لنا بشكره ليزيدنا من فضله وهذا مصداق لقوله تعالى :((ولئن شكرتم لأزيدنكم ))
فجزاء الشكر هو الرضى من الله والزيادة من عطائه سبحانه والبركة في عطائه.
والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح .
فشكر القلب هو الاعتقاد أن النعمة حصلت لنا بمشيئة الله وإرادته وتوفيقه لنا باتخاذ الأسباب الجالبة لها
وتكون باللسان وذلك بشكر الله عليها في السر والعلن ، قال تعالى :((وأما بنعمة ربك فحدث )).
وتكون بالجوارح وذلك بأن نستعملها في مَرْضَات الله ولا نستعملها في ما يغضبه ويسخطه فهذا هو الشكر الذي أمرنا الله به .
-وجوب الإخلاص في الشكر لله وقد تضمن هذا المعنى قوله تعالى :((واشكروالي ))
لأن الشكر طاعة والاخلاص واجب في كل طاعة .
-بيان أن عدم الشكر يؤدي بِنَا إلى كفر النعمة وجحودها وهذا الفعل يوصلنا إلى نقمة الله وعذابه وهذا مصداق لقوله تعالى ((ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)) والجحود بالنعمة وعدم شكر الله عليها يؤدي بهاإلى الزوال ، لأن النعمة تقيد بالشكر وذلك كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :((قيدوا النعم بالشكر ))
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 06:23 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي


1: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
*عظيم فضل الله تعالى على عباده أن يدعوهم لذكره – مع غناه تعالى عنهم – ولكن رحمته تعالى سبقت غضيه فأمرهم بذكره لما يعود عليهم من نفع في الدنيا والآخرة ، فهو سبحانه المتولي تربيتهم وصلاحهم .
*ذكر الله تعالى هو ذكر عظمته سبحانه ، وذكر نعمه ، مما يستوجب طاعته والتزام أمره واجتناب نهيه.
*في الآية تنبيه لعدم الاغفال عن الذكر وبيان فضله ، وعليه فليحرص المسلم على ذكر الله تعالى في نفسه وفي مجلسه ومع اخوانه ، ولهذا حذر صلى الله عليه وسلم أن يغفل المسلم عن ذكر ربه ، فإن ذلك حسرة عليه يوم القيامة -فلنتنبه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والورق, وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم, قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل
*فضل الله تعالى سابق على عباده حتى قبل خلقهم ، وهذا كما قال تعالى : ( الذي أحسن كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الانسان من طين ) ، ولقد امتن تعالى على عباده في كثير من الآيات بتذكيرهم نعمه عليهم ، منها قوله تعالى : ( هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا ثم استى إلى السماء )
*من أعظم نعم الله تعالى على عبده نعمة ارسال النبي صلى الله عليه وسلم وانزال الكتاب الذي فيه التزكية والحكمة – كما هو سياق الآيات السابقة لهذه الآية ، والفاء في قوله ( فاذكروني) للتفريع – ولهذا وجب على العبد أن يقبل على كتاب ربه وهدي نبيه ويعمل بما أمر الله تعالى
*رتب الله تعالى على فضل ذكر العبد لربه أن يذكره ربه ، وهذا من باب الجزاء من جنس العمل ، فأي فضل هذا بأن يذكرك ربك أيها العبد الضعيف الفقير إلى مولاه !!!! وهذا كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )
*ذكر الله تعالى أصله وصلاحه من ذكر القلب الذي هو موضع الانابة والخشية والتوكل والذل والافتقار لله تعالى ، فإذا ذكره القلب انطلق ذلك إلى الللسان والجوارح . لذلك قال تعالى في خطابه لموسى عليه السلام في سورة طه : ( وأقم الصلاة لذكري ) ، فخص الصلاة بالذكر وجاءت اللام للتعليل ، فعلم موسى عليه السلام أن مدار العبادات كله قائم على الذكر فقال بعد ذلك عندما سأل الله تعالى ما يعينه في دعوته لفرعون وقومه ـ وعلم عظيم فضل الذكر : ( كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا )
*قراءة القرآن وطلب العلم من ذكر اللسان .قال صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده .. ) وفيها ذكر الله تعالى لمن أقبل على القرآن والعلم الشرعي ، فليجتهد العبد في الاقبال على كتاب الله وتدارسه فيجمع من الخير - بإذن الله – ما لا يعلمه إلا الله
*من ذكر الله تعالى دعاء العبد ربه به كما قال موسى عليه السلام : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) فهو ذكر عظمة الله وغناه واظهار حاجته وضعفه .
*إذا وفق الله عبده للذكر فقد وفقه لخيري الدنيا والآخرة وهذا نعمة بعد نعمة فاستلزم الشكر على النعم ومنها فضل الله تعالى أن وفقه لذكره
*من فضل ذكر الله أنه يدفع العبد إلى معرفة فضل ربه و شكره كما قال تعالى : ( واشكروا لي ) بعد أن أمر بالذكر، فالذكر أعم من الشكر .
*قال تعالى : ( ولا تكفرون ) فيها نهي عن الكفر وجحد النعمة وانكارها ، وهذا ذنب عظيم ، وجاءت بصيغة المضارع ليدل على الاستمرار .
*لو استشعر المسلم عظمة هذه الآية وفضل الذكر ما فتئ يذكر الله تعالى .
اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرا والذاكرت

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 08:57 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

التطبيق الأول :
1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
- امتن الله سبحانه على عباده بأن أرسل لهم رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، فمن الواجب عليهم أن يذكروا فضله عليهم في كل وقت وحين .
- فمن نعم الله العظيمة أن الله أمر عباده بذكره ، وجعل ذكره فيه طمئنة للقلوب ، فقال تعالى : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ، ولذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل حين وفي كل وقت ، وأنه جعل أذكار مخصوصة كأذكار الصباح والمساء ، وأذكار دخول وخروج المنزل وأذكار والنوم والاستيقاظ وغير ذلك ، وأيضا هناك ذكر لله مطلق غير مقيد بوقت ولا سبب .
- وذكر الله لا يقتصر على الذكر بأدعية وأقوال مأثورة وإنما كل ما يقوم به العبد من أعمال ينوي بها رضا الله فهذا ذكر له سبحانه يثاب عليه وينال به المغفرة ، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية : "اذكرني بالطاعة أذكرك بالمغفرة" ، وقال مجاهد : "اذكرني في النعمة والرخاء أذكرك في الشدة والبلاء" .
- وفرق عظيم بين من يذكر ربه ومن لا يذكر ربه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت" ، فالذكر هو الحياة الحقيقة للروح والقلب .
- ولما كان الذكر له هذا الشأن العظيم ، كانت مجالس الذكر من أعظم المجالس ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".
- وقد ذم الله سبحانه المنافقين ، فقال : (ولا يذكرون الله إلا قليلا) ، بينما أمر المؤمنين أن يذكروؤين الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) ، فدل على أهمية ذكر الله سبحانه .
- وقوله : (أذكركم) تبين مدى أهمية ذكر الله واستشعار عظمة الذكر ، فمتى ذكر العبد ربه ذكره الحانه ، فإن ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه ، و إن ذكر الله في ملأ ذكره في ملأ خير منه.
- وقوله (واشكروا) فوجب شكر الله على هذه النعم العظيمة ، نعمة إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا لذكر الله سبحانه ، ونعمة أمره سبحانه لنا وامتننانه علينا بذكره ، ونعمة ذكره لنا سبحانه إذا ذكرناه .
- استشعار كرم الله سبحانه وجوده وفضله علينا ، فإنه كريم جواد يجازي على القليل بالكثير ، فيذكرنا عندما نذكره وهذا منة منه وكرم وفضل .
- وقوله (لي) تدل على أنه المنعم المتفضل وحده سبحانه ، وأنه المستحق للشكر وحده ، وكل ما سواه فإن شكره تابع لشكر الله سبحانه وتعالى .
- وكما أن الشكر يزيد النعم ، فإنه يعصم العبد من الغرور والكبر والافتتان بالأسباب ، فإنه يرد الفضل لربه سبحانه ويعلن أنه عبد ضعيف ليس له حول ولا قوة .
- وقوله (ولا تكفرون) فلا نجحد كل هذه النعم العظيمة ، ونكفر بها وننساها كما قال تعالى : (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) ، كما أن الكفر بالنعم يستوجب زوالها ، وأما شكرها يزيد منها كما قال تعالى : (ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
- كذلك الكفر يأتي بمعنى الستر ، فليس المطلوب منا ستر النعم التي أنعمها الله علينا ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ، ولكن المطلوب منا تحصينها بالأدعية والأذكار الشرعية والتوكل على الله سحانه وتعالى ، كما قال تعالى : (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 10:22 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله عزوجل:"فاذكرونى أذكركم واشكرولى ولا تكفرون"
وردت هذه الآية الكريمة فى سياق الإمتنان على المؤمنين ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم يتلو عليهم الآيات المبينة للحق من الباطل الدالة على توحيد الله تعالى وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم ويزكيهم أى يطهر أخلاقهم ونفوسهم من الشرك والرذائل وتزيينها بالتوحيد والفضائل وكل ذلك بتعليمه القرآن ألفاظه ومعانيه وتعليمهم السنة التى تبين القرآن وتفسره ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون من الأخبار الماضية والغيوب المستقبلة،فكل علم أو عمل نالته هذه الأمة فعلى يده صلى الله عليه وسلم وبسببه
فهذه النعم الدينية هى أصول النعم على الإطلاق ولهى أكبر النعم وأجلها وأعظمها فينبغى لكل من منَ الله عليه بعلم أو عمل أن يشكر الله تعالى ليزيده من فضله وليندفع عنه العجب فينشغل بالذكر ولهذا قال تعالى "فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون"
فقد أمر الله تعالى بذكره ووعد عليه أفضل جزاء ألا وهو ذكره تعالى لمن ذكره كما قال تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم"
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال ، إذا كانت النعم تستوجب الشكر للمنعم والثناء عليه فما الحكمة فى الأمر بالذكر خاصة قبل الشكر الواجب؟
والجواب أن الذكر هو رأس الشكر فلهذا أمر به خصوصا ثم من بعده أمر بالشكر عموما
فما هو الذكر الذى يكون الجزاء عليه ذكر الله العظيم لعبده الذاكر له فى الملأ الأعلى ومن ذا الذى لا يتمنى أن يذكره ربه فى الملأ الأعلى ويثنى عليه وأى خسارة وحسرة تلك التى تلحق بالعبد الغافل عن ذكر ربه حتى نسيه ربه وأنساه نفسه؟
أتدرى ما أصل هذه الكلمة "الذكر"؟هى التنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له وسمى الذكر باللسان ذكرا :لأنه دلالة على ذكر القلب ،لكن لما كثر استعمال الذكر على القول اللسانى صار هو السابق للفهم
فالذكر الذى يثمر معرفة الله ومحبته وكثرة ثوابه ،ذكر يتواطأ فيه القلب واللسان معا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أنا مع عبدى ما ذكرنى وتحركت بى شفتاه"
وأما قوله تعالى "فاذكرونى"أى بطاعتى أذكركم بمغفرتى " وقيل اذكروا عظمتى وجلالى وصفاتى وثنائى وما ترتب عليها من الأمر والنهى واذكروا نعمى ومحامدى .
وقال سعيد بن جبير "اذكرونى فى النعمة والرخاء أذكركم فى الشدة والبلاء"
وبيانه قوله تعالى "فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون"
فالمعنى أن ذكر الله أصله بالقلب ويظهره اللسان ويعلن عنه وتبرهن عليه الجوارح بالطاعة والعبادة
قال سعيد بن جبير :فالذكر طاعة الله فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن
وأما قوله تعالى "واشكروا لى ولا تكفرون" فالشكر :معرفة الإحسان والتحدث به وأصله فى اللغة :الظهور
فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه نطقا باللسان وإقرارا بالجنان بإنعام الرب مع عمل الطاعات وأما شكر الله تعالى عبده فبثنائه عليه لطاعته له
وقوله "ولا تكفرون" جحود النعمة يسمى كفرا والكفران مراتب أعلاها جحد النعمة وإنكارها ثم قصد إخفائها ثم السكوت عن شكرها غفلة وهذا أضعف المراتب
ومما سبق يتبين لنا:
-وجوب مقابلة النعم الشكر ورأس الشكر الذكر
-الحرص الشديد على الذكر لننال الوعد الكريم من الله تعالى بذكره لمن ذكره
-الحرص على الذكر حال تواطؤ القلب واللسان فهذا هو أفضل الذكر وأنفعه وهو الذى يثمر محبة الله وخشيته
-كثرة الذكر علامة على صحة القلب إذ القلب القاسى لا يستطيع الذكر ولا يطيقه كما قال تعالى "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله" فليحرص العبد بهذ المقياس الدقيق على سلامة قلبه فكلما نفرت نفسه عن الذكر وكثرت غفلته علم أن علته تكمن فى قلبه
-أن يستحضر العبد حال الذكر أن ربه يذكره فى هذه اللحظة فيكون أكثر حرصا وإحسانا فى ذكره
-ذكر الله لا يكون باللسان فقط والقلب غافل أو باللسان والقلب بلاعمل بل الذكر يكون بالقلب واللسان ثناء ودعاء وبالطاعة والعبادة برهانا
-أفضل النعم النعم الدينية بل هى النعم على الحقيقة وهى الميزان الحقيقى للنعم
-إذا انشغل العبد بعد العمل وفى أثنائه بالذكر والشكر شغل القلب عن الإعجاب بالنفس أو التفكير بالخلق والإلتفات إلى ثنائهم
-ضد الشكر الكفر وهو جحود النعم ونكرانها وعدم شكرها والتحدث بها بل تعمد إخفائها

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 10:32 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي التطبيق الأول فوائد سلوكية

)فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) (البقرة:152)
1. يجب على كل إنسان أن يذكر ربه؛وعدم ذكره خسارة، وحسرة يوم القيامة
2. ذكر الله يكون بالقلب، وباللسان، وبالجوارح، والمدار على ذكر القلب؛ لقوله تعالى: { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} وذكر الله باللسان، أو بالجوارح بدون ذكر القلب قاصر جدا، كجسد بلا روح؛
3. صفة الذكر بالقلب التفكر في آيات الله، ومحبته، وتعظيمه، والإنابة إليه، والخوف منه، والتوكل عليه، وغيرها
4. ذكر الله باللسان فهو النطق بكل قول يقرب إلى الله؛ وأعلاه قول: «لا إله إلا الله»؛
5. ذكر الله بالجوارح بكل فعل يقرب إلى الله: القيام في الصلاة، والركوع، والسجود، والجهاد، والزكاة، ...
6. فقوله تعالى: { فاذكروني أذكركم } عمل، وجزاء ،ففضيلة الذكر أن به يحصل ذكر الله للعبد؛ وذكر الله للعبد أمر له شأن كبير عظيم؛ ففيه دليل على حب الله عز وجل
7. ــــ وجوب الشكر؛ لقوله تعالى: { واشكروا لي }؛ و«الشكر» يكون بالقلب، وباللسان، وبالجوارح؛ ولا يكون إلا في مقابلة نعمة
8. الشكر بالقلب أن يعتقد الإنسان بقلبه أن هذه النعمة من الله عز وجل وحده؛
9. - أما الشكر باللسان فأن يتحدث الإنسان بنعمه لا افتخارا؛ بل شكرا؛ قال الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}
10. الشكر بالجوارح فأن يقوم الإنسان بطاعة الله،
11. تحريم كفر النعمة؛ لقوله تعالى: { ولا تكفرون } ولهذا إذا أنعم الله على عبده نعمة فإنه يحب أن يرى أثر نعمته عليه بسلوكه وعمله وعلمه.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ربيع الأول 1437هـ/31-12-2015م, 10:38 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسنتم، بارك الله فيكم ورزقكم فهم كتابه والاهتداء بهديه.
ونوصيكم أن تدونوا الخطوات التي تسيرون عليها في أداء هذا التطبيق، مع إعادة النظر في هذه الخطوات مرة بعد مرة لغرض تحسينها وتنظيمها وإضافة ما تحسن إضافته من خطوات، وذلك حتى يكون لديكم تصور شامل لما يجب أن يسير عليه تدبر الآية الكريمة.
لا شك أن تدبر الآية يجب أن يكون وفق خطوات منظمة مرتبة، وكلما أحسن الطالب التزام هذه الخطوات خرج بأكبر قدر من الفوائد بإذن الله.
ونبشّركم أنه تم تمديد مدة الدورة النافعة بإذن الله أسبوعا آخر حتى تتم الفائدة بإذن الله منها، وتكون عمادا لما بعدها إن شاء الله من تعلم وفهم القرآن.
لنا عودة إن شاء الله للتعليق على التطبيقات.
بارك الله فيكم وفتح عليكم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 ربيع الأول 1437هـ/1-01-2016م, 02:32 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}

بعد أن ذكّر الله تعالى عباده ، وامتن عليهم بأعظم نعمه عليهم ، وهي بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، لإخراجهم من الظلمات إلى النور ، وذلك بتزكيتهم ، وتعليمهم ، وتأديبهم بأحسن الأخلاق ، حيث قال تعالى {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} أمرهم تعالى بذكره ، ورغبهم في ذلك ، وذلك بوعده لمن ذكره بذكره له تعالى ، وأمر تعالى عباده كذلك بشكره على نعمه التي لا تحصى ولا تعد والتي في مقدمتها ، نعمة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}.

وقد فسر ذكر العبد لربه ، بمعان كثيرة منها:

* ذكره بمعنى تلاوة كتابه الكريم.

* وذكره باللسان.

* وذكره في النفس.

* وذكره بمعنى تدبر آياته.

وأما ذكر الله عز وجل للعبد فيكون ب:

* ذكره والثناء عليه ، في ملإ أفضل ، بحضور الملائكة الكرام.

* توفيقه للطاعات ، وتيسيره لسبل السلام.

* حفظه من كيد الشيطان ، ومما يترتب على ذلك من معاصي.

ويقابل كل نوع من أنواع ذكر العبد لربه ، نوع من أنواع ذكر الرب لعبده ، مما يثمر فوائد جليلة على سلوك العبد ، قد ذكرها شيخنا عبد العزيز الداخل حفظه الله في استخراجه للفوائد السلوكية من قوله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

فاستشعار عظمة الثواب الذي يترتب عن ذكر الله ، تجعل العبد:

* يتلوا كتاب الله -التي هي من أعظم أنواع الذكر- تلاوة صحيحة ، بإقامة حروفه ، والوقوف عند حدوده ، والعمل بما فيه من طاعات ، والتأدب بآدابه ، والاتعاظ بمواعظه ، إرضاء لله عز وجل ، رجاء ذكر الله له ، وثنائه عليه ، فقد جاء في الحديث الصحيح ،قوله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملإ ، ذكرته في ملإ خير منه.

* وتجعل العبد كذلك دائم الذكر لربه ، بلسانه

الذي يثمر له ذكر ربه له ، والمتمثل في هذه الصورة في عصمته من كيد الشيطان ، الذي يوسوس عند الغفلة ، ويخنس عند ذكر العبد لربه. قال تعالى {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.}

* وتجعل العبد كذلك دائم المناجاة لربه ، وتسبيحه ، وتهليله ، وحمده ، رجاء فوزه برضوان الله ، ومحبته .

* وتجعل العبد كذلك ، دائم التفكر في آيات الله الكونية والنفسية ، رغبة في أن يملأ الله قلبه ، إيمانا ، وتعظيما ، وإجلالا لخالقه.

وعلى النقيض من ذلك فقد توعد الله عز وجل من أعرض عن ذكره ، بالشقاء ، واللعنة ، والمقت .

قال تعالى {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} وقال {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} وقال {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.

والعاقل اللبيب ، الذي يحرص على مصلحة نفسه ، لا يمكن أن يؤثر ما في الإعراض عن ذكر الله ، من وعيد شديد ، ومصير مقيت ، عما في ذكر الله من ثواب عظيم في الدارين.

وأما شكر الله تعالى ، فهو كذلك أنواع عديدة ، فيكون ب:

* شكره باللسان ، وهو نوع من أنواع الذكر .

* شكره بالقلب.

* شكره بالجوارح.

وقد وعد الله تعالى من شكره على نعمه ، وفي مقدمتها نعمة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، بحفظ نعمه عليه ومباركتها له ، وتوعد من كفر تلك النعم بالعذاب الشديد.

قال تعالى {وإذ تأذن ربكم لإن شكرتم لأزيدنكم ولإن كفرتم إن عذابي لشديد}.

والزيادة تكون بحسب كل نوع من أنواع الشكر ، كما أن النقصان يكون بحسب أنواع الكفر.

* فيشكر العبد ربه بلسانه ، رجاء توفيق ربه له جزاء على ذلك لدوام ذكره لربه بلسانه ، و توفيقه لتسبيحه وحمده ، وشكره ، وما يترتب على ذلك من عظيم الثواب الدنيوي والأخروي.

* ويشكر العبد ربه بقلبه ، رغبة في أن يزيده ربه بذلك إيمانا ويقينا ، وسكينة وطمأنينة ، جزاء لهذا الشكر.

* ويشكر العبد ربه بجوارحه وذلك بإعمالها في مراضي الله ، رجاء في حفظ الله لجوارحه ،وتمتيعه بها ، وتوفيقه تعالى لكل جارحة منه ، للعمل في طاعته والإحجام عن معاصيه.

وأما كفر الله سواء كفر النعم ، باللسان ، والقلب ، والجوارح ، أو الكفر الأكبر ، فإن نقصان العبد ، وحرمانه من تلك النعم ، ومقته ، وإبعاده من رحمة الله ، يكون بحسب كفر العبد.

ولا يوجد عاقل يؤثر ، المقت ، وزوال النعم ، وسخط الرب ، على حفظ النعم ، وزيادتها ، ورضا الرب جل وعلى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 ربيع الأول 1437هـ/1-01-2016م, 03:26 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي التطبيق الأول

الفوائد السلوكية من قوله تعالي(فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)

تفضل الجليل الودود الله جل جلاله فجعل ذكره لهؤلاء العبيد مكافئة لذكرهم له فأي تفضل وأي كرم هذا من الله سبحانه بلا سبب ولا موجب إلا إنه سبحانه فياض العطاء ، وابتدأهم بالنعم وألهمهم الشكر وأمرهم به فقال سبحانه :(فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)
-والذكر لغة ضد النسيان
وقيل الذكر هوالقرآن
وقيل الذكر هو ذكر العبد ربه بلسانه،وقيل الذكر هو ذكر العبد ربه في نفسه،وقيل هو التذكر الذي ينتفع به العبد من تفكره في آيات الله ومخلوقاته
-والشكر في اللغة هو الظهور
وقيل الشكر هو معرفة الإحسان والتحدث به،وقيل الشكر هو الثناء علي الرجل بأفعاله المحمودة.
-الكفر في اللغة تغطية الشئ
وقيل أي ستر النعمة وجحدها لا التكذيب.
-يذكر الله تعالي عبادة المؤمنين بما أمتن عليهم من بعثة الرسول محمد صل الله عليه وسلم ،استجابة لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل وهما يمتثلان أمره سبحانه في بناء البيت فقال تعالي:( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتِك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) ، فكما أرسلنا فيكم رسولا منكم يقول :كما فعلت فاذكروني، كما ذكرتكم بإرسال الرسول فاذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب .
قال بن عباس :( اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي).
قال الحسن البصري:( إن الله ذاكر من ذكره ،وزائد من شكره ، ومعذب من كفره).
-أي اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء وبيانه ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلي يوم يبعثون) الصافات 144(تعرف علي الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
-تحقيق معية الله ،
* فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال تعالي ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري
*وعن أبي هُريرة أيضا قال :قال النبي صلي الله عليه وسلم يقول الله عزوجل ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) رواه البخاري
* عن عبد الله بن بسر قال : جاء أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟قال : ( أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ) رواه الترمذي
-إن الله تعالي في هذه الآية كلفنا بأمرين هما ، الذكر والشكر.
-والذكر يكون باللسان ، بالحمد والتسبيح والتمجيد وقراءة كتابه، ويكون بالقلب بالتفكر في الدلائل الدالة علي وحدانيته وبدائع خلقه ، ويكون بالجوارح وهو الاستغراق في الأعمال التي أمرهم بها مثل الصلاة وسائر الطاعات.
* قال النووي رحمه الله : أعلم إن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتكبير ونحوهما ، بل كل عامل لله تعالي بطاعة فهو ذاكر لله تعالي.
*وقال سعيد بن جبير قال عطاء رحمه الله : مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام ، كيف تشتري وتبيع، وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وأشباه ذلك.
-واعلم أن ذكر الله تعالي تارة يكون لعظمته فيتولد منه الهيبه والإجلال،وتارة يكون لقدرته فيتولد منه الخوف والحزن ، وتارة يكون بنعمه فيتولد منه الشكر ولذا قيل : ذكر النعمة شكرها، تارة يكون لأفعاله الباهرة فيتولد منه العبر ، فحق المؤمن أن لا ينفك أبدا ً عن ذكره تعالي علي أحد هذه الأوجه.
-أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته وكثرة ثوابه ، والذكر رأس الشكر.
- والشكر يكون بالقلب إقراراً بالنعم واعترافاً ، وباللسان ذكراً وثناءاً،والجوارح طاعة لله وانقياداًلأمره واجتناباً لنهيه قال تعالي ( اعملوا آلِ دَاوُدَ شكرًا) ، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة وزيادة في النعم المفقودة قال تعالي ( ولئن شكرتم لأزيدنكم).
-إن الآتيان بالشكر بعد النعم الدينية من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال فيه بيان أنها أكبر النعم بل هي النعم الحقيقية التي تدوم إذا زال غيرها ،وأنه لمن وُفِّقُوا للعلم أو للعمل أن يشكروا الله علي ذلك ليزيدهم من فضله ويندفع عنه الإعجاب فيشتغلوا بالشكر.
-المراد بالكفر هنا ما يقلل الشكر فهو كفر النعم وجحدها وعدم القيام بها.
-وقوله تعالي :( واشكروا لي ) أي لي وحدي من غير شريك تشركون به معي .
-حقيقة الحياة الدنيا أنها متاع يزول وتبقي الباقيات الصالحات التي قيل في تفسيرها أنها الذكر: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
-تعدد الأمر بالذكر في القرآن دليل علي شدة حاجة العبد إليه وافتقاره إليه أعظم الافتقار ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
-إن ذكر الله عزوجل يطرد الشيطان ، ويجلب لقلب الذاكر الفرح والسرور، وأنه يحط الخطايا ويذهبها، وأنه يترتب عليه الفضل الكبير والعطاء والثواب ، وشفاء القلب ،وأنه غراس الجنة، وأنه يوجب صلاة الله جل جلالة والملائكة علي الذاكر.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 ربيع الأول 1437هـ/1-01-2016م, 02:59 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

الفوائد السلوكيه من قوله تعالﻰ (فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)
1/ أمر الله تعالى بذكره ووعد من ذكره فإنه يجازيه بذكره كما في الحديث (من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملائه ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)
2/أن أفضل الذكر ماتواطئ عليه القلب واللسان والجواح القلب اعترافا واللسان ذكرا وثناء والجوارح طاعة لله وانقيادا بمايحب من العمل.
3/إن كثرة الذكر دلاله علي المحبه لله فمن أحب شئ أكثر من ذكره وإذا فعل ذلك استوجب محبة الله له.
4/إن كثرة الذكر تدل على الأنس بالله وتعلق قلب العبد بربه ومن أنس به في الدنيا كان حقا علي الله أن يؤنسه في قبره.
5/أن الذكر رأس الشكروالشكر يوجب بقاء النعم ودوامها وأكبر النعم علينا هي نعمة العلم والعباده لذا ينبغي علي العبد ان يذكر الله عليها بعد الفراغ منها دفعا للعجب بنفسه وجبرا لما فيها من النقص وطلبا لله أن يثبته ويزيده من فضله قال تعالي (لئن شكرتم لأزيدنكم).
6/أن الكفر المذكور في الآيه جحود النعمه بعدم شكرها من نسبتها لغيرها وعدم القيام بحق الله فبها. وقد يكون بالشرك بالله وهو مراتب.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 ربيع الأول 1437هـ/1-01-2016م, 05:41 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
1. من أراد أن يظفر بذكر الله له، فليكثر من ذكره تعالى.
2. الذكر يثمر معرفة الله ومحبته، وكثرة ثوابه.
3. على العبد أن يستحضر هذا الفضل العظيم الذي ذكره صلى الله عليه وسلم عن ربه فقال: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"
4. يجب على كل إنسان أن يذكر ربه؛ بل كل مجلس يجلسه الإنسان ولا يذكر الله فيه، ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليه أي خسارة، وحسرة يوم القيامة.
5. من الشكر ذكر الله تعالى.
6. أفضل الذكر: ما تواطأ عليه القلب واللسان.
7. على العبد أن يحقق شكر الله بأركانه.
8. الشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة.
9. ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل، أن يشكروا الله على ذلك، ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب، فيشتغلوا بالشكر.
10. الشكر: معرفة إحسان الرب، ونسبة هذا الإحسان إليه وحده.
11. وجوب ملاحظة الإخلاص حال الشكر.
12. اجتناب الكفر بأنواعه.
13. من الكفر نسبة النعمة لغير الله تعالى.
14. من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفره.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 ربيع الأول 1437هـ/2-01-2016م, 12:51 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
نشكر من قدم التطبيق الأول من الطلاب ونحثّ البقية على المسارعة بتقديمه قبل أن يغلق الموضوع حتى تتيسّر لنا مناقشته بإذن الله دون ضغط في الوقت، وتعطى الفرصة لتقديم بقية التطبيقات بإذن الله.
ونوصيكم بالاستفادة من موضوع: السبيل إلى فهم القرآن، والاجتهاد في محاكاة الأمثلة المقررة في الدورة، إلا أن يتيسّر إكماله قريبا بإذن الله.

- قد يطيل بعض الطلاب الكلام في مسألة واحدة، ويظن أنه استوفى الكلام على هدايات الآية، مع أنه بقيت مسائل مهمة لم يتعرض لها.
- من الأفضل أن يذكر الطلاب وجه دلالة الآية على ما استخرجه من فوائد؛ حتى يكون تدبره للآية تدبرا صحيحا.
- يجب أن يسير الطالب في تدبره على ترتيب ونظام حسن، حتى يكون هناك ترابط وتناسق بين ما يجتمع لديه من فوائد.
- ليحذر الطالب أن يكون عمله كله عباره عن نسخ ولصق من التفاسير، فيحرم بذلك اكتساب مهارة التدبر والتفهم لكلام الله تبارك وتعالى.
وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 ربيع الأول 1437هـ/2-01-2016م, 09:44 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

من الفوائد السلوكيه فى قول الله تعالى
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)


-- إمتن الله على عباده بنعمه عظيمه وهى إرسال رسولاً منهم كما فى الأيه السابقه
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
ثم قال تعالىفَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
الفاء للتفريع عاطفة جملة الأمر بذكر الله وشكره على جمل النعم المتقدمة أي إذ قد أنعمت عليكم بهاته النعم فأنا آمركم بذكري .
فدل ذلك على وجوب شكر نعم الله تعالى وأعظمها نعمه أن الله لم يترك عباده هملاً بل أرسل لهم الرسل والكتب واعظمهم خاتم النبيين رسولنا صلى الله عليه وسلم وأعظم الكتب المهيمن على كل ما أنزل قبله وهو القرآن الكريم
-- أن الذكر من الشكر بل إن الذكر هو رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصا، ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: { وَاشْكُرُوا لِي }
عن زيد بن أسلم: أن موسى، عليه السلام، قال: يا رب، كيف أشكرك؟ قال له ربه: تذكرُني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني.
--إن عدم ذكر الله تعالى من الكفران فقد قال تعالى (ولا تكفرون)
--إن الجزاء من جنس العمل فقد قال تعالى( أذكرونى أذكركم)
--إن الله تعالى شكور فيعطى على العمل القليل الأجر الكبير فإن ذكره العبد الضعيف ذكره الملك العظيم عن ابن عباس في قوله { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
--إن المعامله مع الله تعالى فيها سعاده الدارين فالكريم سبحانه يعطى من يشاء بغير حساب فمن ذكره سبحانه وتعالى ذكره الرب العظيم بأفضل وأعظم

في الحديث الصحيح: "يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه".
فالشرف كل الشرف أن يذكرك الله فى نفسه سبحانه و أن يذكرك فى الملاء الأعلى
--إن ذكر الله تعالى بكل صوره هو من معانى أثار النعمه التى يحب الله أن يراها على عبده أذا أنعم عليه
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه". وقال روح مرة: "على عبده"
-- أن من أراد تأيد الله وتفريج الكرب يذكر الله دائما فمن ن معانى أذكرونى أذكركم أذكرونى فى الرخاء أذكركم فى الشده
وفي الحديث : إن الله تعالى يقول : « ابن آدم اذكرني في الرخاء أذكرك في الشدة » ،

--أن نحرص على أن يكون الذكر باللسان و بالقلب و بالجوارح
فذكر اللسان الحمد ، والتسبيح ، والتمجيد ، وقراءة كتابه
وذكر القلب التفكّر ومنها التفكر في أسرار مخلوقاته
وأما الذكر بالجوارح فهو عبارة عن كون الجوارح مستغرقة في الأعمال التي أمروا بها وخالية عن الأعمال التي نهوا عنها
-- أن نعلم أن ذكر الله تعالى، أفضله، ما تواطأ عليه القلب واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته، وكثرة ثوابه،
-- أن يكون الشكر لله وحده فلا منعم إلا هو سبحانه وتعالى ولذا قال تعالى{ واشكروا لي } أى وحدي من غير شريك
ولا يمنع ذلك شكر من أجرى الله على يديه نعمه للعبد فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ولكن المقصد أن يعلم العبد علماًيقينياً أن الله وحده هوالذى أنعم عليه اما العباد فهم أسباب

-- أن فعل الطاعات وأجتناب المعاصى من ثمرات ذكر الله تعالى لأن الذكر يحمل على مخافه الله تعالى فتعظم معصيته فى قلب العبد ويذيد أقباله على الطاعه

-- من أثار مداومه ذكر الله وشكره أندفاع العجب عن العبد
--الشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ }

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 ربيع الأول 1437هـ/2-01-2016م, 01:59 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الفوائد السلوكية من قوله تعالى:( فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )

منّٓ الله على أمته بأكبر النعم وأجلها بأن بعث فيهم رسولاً منهم، يتلوا عليهم آياته، يعلمهم الكتاب ،والحكمة، ويزكيهم بالعلم ،والأخلاق الحسنة ، ثم دلهم على على ما يحفظون به هذه النعمة العظيمة ،والتي تعدّ من أكبر النعم وأجلها ،فأمرهم بأن يذكروه ، ووعدهم بالجزاء ،وأمرهم أن يشكروه ، فقال:( فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )
عطف هذه الآية على ما قبلها بالفاء الفصيحة التي افصحت عن فعل محذوف أي كما فعلت وأرسلت ..فاذكروني .
قال مجاهد : كما فعلت فاذكروني . ابن كثير
فهذا الأمر أمر بتذكر هذه النعم السابقة وعدم الغفلة عنها وشكر الله عليها وعدم كفرها.قال ابن كثير: ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره.
وذكر أهل التفسير معاني جليلة لمعنى (فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ )
- اذكروني ، فيما افترضت عليكم ، اذكركم فيما أوجبت على نفسي .
- اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي.
- اذكروا عظمتي وجلالي ونعمى عليكم .
وهذه المعاني الجليلة تدل على أن ذكره يشمل جميع ما افترض على عباده من عبادات،مع تعظيمه وإجلاله وتذكر نعمه.
- وكل جارحة من جوارح العبد لها عبودية خاصة، فذكر القلب هو تفكّٓره بآيات الله الكونية وأحكامه الشرعية ، والتفكر باسمائه ، وصفاته، وأفعاله ، وتعظيمه والتوكل عليه وحسن الظن به وسائر العبادات القلبية ، وهذا الذكر يسكب في القلب التصديق والإيمان الجازم الذي لاشك فيه ، والاستسلام لله والانقياد له مع الخضوع والمحبة، كما يلم شعث القلب ، ويوحد وجهته، وينير له الطريق ، فيشرق هذا النور على الجوارح بأنواره ، فيترطب اللسان بذكر ربه تسبيحاً، وتمجيداً، وثناءاً، وحمداً في كل حال وعلى الدوام ، و تستسلم الجوارح لباريها ، فتستفرغ وسعها وطاقتها في مرضاته، منصرفه عما يبعدها عن رضوانه.
- ثم يأتي الوعد الحق( أَذْكُرْكُمْ)
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول الله- تعالى-: أنا عند ظن عبدى بي وأنا معه حين يذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وإن ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. .) الحديث " رواه الشيخان"
- فكون العبد يذكر ربه في نفسه سرّاً ، فإن الله يذكره من غير اطلاع أحد من خلقه على ذلك. قال ابن عباس :ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
- وإذا ذكره بلسانه ظاهراً في جماعة يسمعون ذكره ، فإن الله تعالى يثني عليه في جماعة أفضل من الجماعة التي ذكر العبد ربه فيهم ذكره في الملأ الأعلى عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
- ومن قام بطاعته بفعل الأوامر واجتناب النواهي ، فإنه يذكره بإصلاح أحواله في الدنيا ، والرحمة والثواب في الآخرة . فبهذا يتبين فضيلة الذكر ، لأن به يحصل ذكر الله للعبد ، وذكر الله للعبد أمر له شأن عظيم ، فليس الشأن بأن تذكر الله ولكن الشأن أن يذكرك الله تعالى.
- واعلم رحمك الله- أن كل عامل في طاعة الله فهو ذاكر لله وله نصيب من ذكر الله بحسب قيامه بطاعة الله واحسانها.
- واعلم الهمك الله رشده- أن ضمن هذا الأمر بالذكر تحذير من الغفلة عن ذكره ،فإن من غفل قلبه عن ذكر ربه ولو قامت جوارحه بعبودية الله إلا أنها كجسد بلا روح ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) و قال بعد أن أمر بذكره في الغدو والآصال :( وَلاَ تَكُنْ مّنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ ) ، قال القرطبي :فأصل الذِّكر التَّنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له. وسُمي الذِّكر باللسان ذِكراً لأنه دلالة على الذكر القلبي.
- وفي كثرة ذكره براءة من النفاق فمن صفات المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً قال تعالى:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) النساء
- وقوله:(وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)
- الذكر مفتاح الشكر فمن أدام ذكر ربه استشعر نعمه عليه فشكر ربه بقلبه ولسانه وجوارحه.
والشكر: إظهار النعمة بصرفها فيما من
أجله وهبها الله تعالى لعباده.
والشكر يكون بالقلب, واللسان والجوارح كالذكر. فأما في القلب فهو
إقرارا بالنعم, واعترافاً بها، ورضى .
وباللسان ذكرا، وثناء، وتحدث بها( وأما بنعمة ربك فحدث).
وبالجوارح, طاعة لله وانقيادا لأمره, واجتنابا لنهيه, وصرفاً لها في مرضاته.
قال السعدي- رحمه الله- : فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة, وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }.
واللام في لي :للاستحقاق وقيل للاختصاص وقيل لام التبليغ أو التبيين وكلها صحيحة ، فالشكر المطلق خاص بالله وهو المستحق له دون غيره وأيضا اللام هنا لتبيين لمن يكون الشكر فهو لله وحده، ولئن شكرت أحد من الخلق على معروف اسداه لك فهو في الحقيقة شكراً لله الذي سخر هذا العبد ليسدي لك هذه النعمة ، فمرجع الشكر كله لله.
ثم اعقب الأمر بالشكر ، نهي عن ضده وهو الكفر .
فقال: { وَلاَ تَكْفُرُونِ }
ولأن الفعل في سياق النهي يعم . فإنه أفاد النهي عن الكفر دائماً .
والمراد بالكفر هاهنا ما يقابل الشكر, فهو كفر النعم وجحدها, وعدم القيام بها، وإخفاؤها ،وصرفها في غير ما يحب الله تعالى.
ويحتمل أن يراد بالكفر هنا : جحد النعمة وسترها.
وهو كما ذكر عاشور: مراتب أعلاها جحد النعمة وإنكارها ثم قصد إخفائها ، ثم السكوت عن شكرها غفلة ، وهذا أضعف المراتب وقد يعرض عن غير سوء قصد لكنه تقصير . أهـ فكل هذه كفراً للنعمة .
ويحتمل أن يكون المعنى عاما, فيكون الكفر أنواعا كثيرة, أعظمه الكفر بالله, ثم أنواع المعاصي, على اختلاف أنواعها وأجناسها, من الشرك, فما دونه. السعدي- رحمه الله-
فليكن العبد على حذر من الوقوع بكفر نعم الله عليه الدينية والدنيوية .
فاعلم -رحمك الله -أن في هذا تحذير لهذه الأمة حتى لا تقع فيما وقع فيه بعض الأمم السابقة التي قال الله عنها :(فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ.) .
وبعد أن أمر- سبحانه- عباده بذكره وشكره، وجه نداء إليهم بين لهم فيه ما يعينهم على ذلك وهو الاستعانة بالصبر والصلاة فقال:(يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْبِٱلصَّبْرِ وٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ).فلتستعن -رحمك الله - بالصبر والصلاة على دوام ذكره وشكره.


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22 ربيع الأول 1437هـ/2-01-2016م, 02:08 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

التطبيق الأول

1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
الحمدلله الذي ربى عباده بنعمه وتفضل عليهم بما فيه صلاحهم، فأدبهم فأحسن تأيبهم ، وصلى الله وسلم على نبيه محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ،خير من بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ،وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

-جاءت هذه الآية الكريمة في سياق ذكره تعالى لنعمه على عباده ،حيث من أجل العطايا هي إرسال الرسل للعباد ،ليخرجوهم من ظلمات الجهل والوهن إلى نور العلم والإيمان،
فقال تعالى:"كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ(151)". ثم أمرهم تباعا لذلك بجملة من الأوامر ، ويظهر ذلك في المعنى المستفاد من حرف العطف الفاء؛بقوله تعالى:"فاذكروني"، أي بمعنى إذ أنني أنعمت عليكم بهذه النعم ؛فأنا آمركم بهذه الأوامر ، وهذه الأوامر هي من باب الأدب في علاقة العبد مع ربه ،وفيها الخير والصلاح الذي يعود عليهم في الدنيا والآخرة .

*الذكر:أولى هذه الأوامر في قوله تعالى :"فاذكروني"؛ والذكر بالنسبة للعباد أصله التنبيه ؛ فالعباد عندما يألفون النعم ، قد ينسون المنعم عليهم ،ولذلك جاء التنبيه من الله تعالى لعباده ألا يغفلوا عن ذكر المنعم عليهم ،وهذا الذكر هو
ليس مجرد ذكر اللسان ،بل ذكر القلب واللسان معا ، وذكره تعالى يتضمن ذكر أسمائه، وصفاته، وذكرأوامره ونواهيه،وذكره بتلاوة آياته، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفاته كماله ونعوت جلاله والثناء عليه؛فهذا كله من مستلزمات التوحيد، وقد حث المولى الكريم على هذه العبادة في غير موضع في كتابه العزيز،فقال تعالى: "واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين"،ومن تأمل السنة المطهرة وجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دل أمته على أوجه متعددة لذكر الله تعالى،منها أذكار الصباح والمساء وأذكار بعد الصلوات ،وغيرها.

-وعبادة الذكر من العبادات التي رغّب الله تعالى عباده بها وأجزى عليها الثواب الجزيل ،وهي من أهم الآداب التي ينبغي على العبد أن يغفلها ،فكيف بالعباد أن ينسوا من قدّم لهم العطايا ،والله تعالى هو من رباهم بنعمه وأحاطهم برعايته ،ألا يتوجب عليهم ذكره في جميع حركاتهم وسكناتهم ، وقد قال تعالى :"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، " وما بكم من نعمة فمن الله "،وقد رتّب الله تعالى جزاء لعباده من جنس عملهم، فقال تعالى:"فاذكروني أذكركم"، وذِكر الله تعالى لعباده؛ تفضلا منه تعالى عليهم ، لكن كيف يكون ذكر الله تعالى لعباده؟
ذكر ابن عباس أن المراد بذكر الله تعالى لعباده :هي مغفرته لهم على طاعتهم له، وقيل أنها معية الله تعالى لعباده ،بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه :قال النبي صلى الله عليه وسلم :يقول الله عزوجل :"أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" ،والأدلة في باب فضل الذكر واسعة .

*من فضائل الذكر:
- قوله تعالى :" والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما ".

- قال صلى الله عليه وسلم:(( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ))
- ينال بها العبد أجر الصدقة،
عن أبي ذر رضي الله عنه ،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ، فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ».
-ينال بها غراس الجنة،
غراس الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبرُ».
وغيرها من الأدلة الكثير.

* وقد ذمّ الله تعالى المعرضين عن ذكره ، لأنهم جحدوا فضله عليهم ،واستكبرت أنفسهم ظلما وعلوا،واتبعوا أهواءهم ، فتوعدهم الله تعالى في الدنيا والاخرة فقال تعالى:
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "،وهذا الأعراض سببه كثرة المعاصي ،واتباع الشهوات فظلموا أنفسهم ،فقال تعالى:"ومن أظلم ممن ذكر بآيات ريه فأعرض ونسي ما قدمت يداه .."فهؤلاء لم يتفكروا بآيات الله الكونية والنفسية ،وأعرضوا عن آياته الشرعية ،فكيف سيكون مآلهم ؟؟ فعبادة الذكر هي هداية وتوفيق من الله لعبده ،ومن ضل عن هذه العباده ،فلينظر لم حرمه الله منها ،فنسأله تعالى أن لا نكون من الغافلين عن ذكره .

*الشكر:الأمر الثاني في قوله تعالى :"واشكروا لي" :الشكر هو
القيام بما يحبه الله تعالى من الطاعة الظاهرة والباطنة،والشكر هو الأدب الثاني المتوجب على العبد ،والعبد المؤمن بربه والمؤمن بقضاءه وحكمته في تدبير الأمور يكون شاكرا لربه في السراء والضراء ، فقال صلى الله عليه وسلم : (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)،فالعبد المؤمن إذا شاهد نعمة الله عليه ؛تذكر ما يتوجب عليه تجاه ربه، وأحدث ذلك في نفسه شكر عظيم لمولاه ، والمتأمل في كتاب الله يجد دأب الأنبياء والصالحين في هذه العبادة ؛فتأمل قول النبي سليمان عليه الصلاة والسلام عندما سمع كلام النملة فاستشعر عظيم نعمة الله عليه، فشكر الله تعالى، فقال تعالى: "قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ".كما أن حال السلف أيضا يظهر فيه اهتمامهم بهذه العبادة ؛فهذا قول مطرف بن عبد الله: (لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أبتلى فأصبر). وقال الحسن البصري: (إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا). وقال عمر بن عبد العزيز: (تذاكروا النعم فإن ذكرها شكر).

* ومن أسباب تقصير العبد في شكر الله تعالى هي نفس الأسباب التي ذكرت في الغفلة عن الذكر،فالغفلة تنتج عن عدم إدراك النعم التي تحيط بالعبد والانتقالات والتغيرات التي يمر بها في حياته إلى الأفضل ،فيبدأ بإيعاز هذه النعم إلى جهده وقدرته ،فينسى بذلك أن الفضل من الله ، فينتج عن ذلك غفلته عن الشكر للواهب الحقيقي للنعم ،وهذا هو حال كثير من الناس اليوم والله المستعان .


-وقد وعد الله تعالى عباده الشاكرين بعظيم الثواب في الدنيا والآخرة ،فمنها حفظ النعم وزيادتها ؛حيث قال تعالى:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ"، ومنها رضا الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ".

-فالذكر والشكر هما جماع الدين والعبادة كما ذكر العلماء ، فذكره مستلزم لمعرفته وشكره متضمن الطاعته
،فمن ذكر المنعم المتفضل عليه ؛أتبعه بالثناء عليه لما أولاه من معروف له
.

-ومن خلال هذين المعنيين ؛يأتي الأمر الإلهي الثالث
في الآية وهو قوله تعالى:"ولا تكفرون ":فالكفر لغة بمعنى الستر ، والعبد الذي يجحد نعم الله عليه ،دخل في حكم كفر النعم ، لذلك أمر الله تعالى العباد بأن يقوموا بحقه ،ولا يعصوه ،فجحود نعمه هي من كفرانها ، وقد ذكر الطاهر ابن عاشور رحمه الله "أن الكفران مراتب: أعلاها جحد النعمة وإنكارها، ثم قصد إخفائها ، ثم السكوت عن شكرها غفلة وهذا أضعف المراتب وقد يعرض عن غير سوء قصد لكنه تقصير ."

-فالترابط واضح بين الأوامر التي ذكرها الله تعالى ،فالذكر والشكر من العبادات التي أمر الله بها عباده ، ولأن الأمر بالشيء نهي عن ضده ،ذكر المولى الكريم الأمر الثالث ؛تأكيدا عليه ،وهو النهي عن الكفر ،لأن الكفر هو ضد العبادة ،ويبين هذا المعنى ما روي أ
ن موسى عليه السلام قال‏:‏ يا رب كيف أشكرك‏؟‏ قال له ربه‏:‏ ‏(‏تذكرني ولا تنساني فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذ نسيتني فقد كفرتني)،

-وأعجب العجب ما نراه اليوم من حال الناس،فانظر كيف يسدى بعضهم الخير لبعض ،وتراهم قائمين على شكرهم غافلين عن أن الله تعالى هو الموهب الحقيقي للنعم ،فينسون أنهم أسباب يسرها الله لهم، ولا يعني ذلك عدم شكر الناس ، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ،لكن العجب هو الغفلة عن عظم نعم الله علينا ، والغفلة عن تعظيمه وذكره وشكره ، وهذا من أسوء أنواع الأدب مع الله ،فهو المستحق للعبادة بأنواعها.
"اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "

والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 10:55 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي التطبيق الأول

أداء التطبيق الأول

1:استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد...
فإن تدبر القرآن هو غاية تنزيله ، مع العمل بما فيه قال تعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب}[ص: 29] ، وقال: { أفلا يتدبرون القرآن }[في سورة النساء : 82 ، وسورة محمد :24]، ولتدبر القرآن أدوات وطرق منها :
- أولاً: معرفة سياق الآيات . فبمعرفة سياق الآية يتبين للمتدبر طريقة وكيفية الكلام ، ويتضح له كثيراً من المعاني.
- ثانياً: معرفة لغة الخطاب ، أو صيغة الخطاب. وهذه من أهم المهمات لأنها تعرف القارئ أو المتدبر لغة الخطاب ، هل هو أمر أو نهي ، تهديد ووعيد أم حث وترغيب ، وغيرها.
- ثالثاً: لابد من فهم معاني المفردات ، ومعرفة تفسير الآية.
- رابعاً: معرفة أسباب النزول ، إن ورد للآية سبب نزول. وبهذي يتضح كثير من الإشكالات
- خامساً: العيش مع الآية والتفكر فيها، ولابد من ملامستها لشغاف القلب ، وإلا فلن يصل القارئ إلى التدبر أبداً.
- سادساً: أن تكون غاية الأنسان من القراءة والسماع التدبر وفهم مراد الله تعالى ، وابتغاء الهدى من كلام الله جل وعلا.
- سابعاً: وهو الأهم أن يكتب ويحفظ ويعمل العبد بما يجده من آثار على قلبه من هذا الفهم والتدبر ، وليحذر من الفهم الخاطئ ، والتألي على رب العزة سبحانه ، وأن يرد المشكل إلى العلماء.
فهذه من أهم الأشياء التي رأيتها تعين على التدبر ،سأُترجمها تطبيقاً عملياً على هذا التطبيق ، وها أنا أعرضها لتقوم وتوجه وتُضبط ، ثم يُضاف إليها ما تحتاج إليه .
وأما الفوائد السلوكية في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
ففهذه الآية جمل عظيمة من الفوائد منها:
- أن ذكر الله من أهم المطمئنات ، وهو البلسم للروح والدواء للضيق والهم . وهذا يتضح بفهم سياق الآية
- معرفة مكانة ومنزلة عبادة الذكر ، لأن الله أمر بها وجعل جزائها أن يذكر من يذكره.
- معرفة كيفية الذكر ، وفوائده .
- المحافظة على الأذكار الواردة في السنة ، كأذكار الصباح والمساء ، ودبر الصلوات وغيرها.
- أن علاج الضيق والهم والحزن ذكر الله.
- أن الذكر من الشكر.
- أن ذكر الله هو حصن المسلم من كيد شياطين الإنس والجن.
- ذكر الله هو حياة القلب ، الذي هو ملك الجوارح .
- معرفة معنى شكر الله ، وأنواعه.
- معرفة العلاقة المنوه إليها في الآية التي بين الذكر والشكر والكفر ، فمن كثُر ذكره كثُر شكره ومن كثر شكره بعد عن الكفر ، والعكس بالعكس.
فهذه من أهم الفوائد في الآية ، ولقد كنت أستطيع بفضل الله ومنه أن اسرد وأُطيل ، ولكن أردتُ أن يكون الكلام ملخصاً ، فتحت كل مسألة مما ذُكرت أقوالاً كثيرة ، وهذا ما أراه وتعلمته في سرد الفوائد السلوكية في الآيات ، كما أريد أيضاً أن تُعرض طريقتي لتقوم. والله الموفق والمستعان

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 01:54 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

التطبيق الأول

1:
استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}


· لزوم ذكر الله وكثرته" يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا".
· من أحب شيئا أكثر من ذكره ولابد، ولذا فإن من كثر ذكره لله كان في هذا دليلا على صدق محبته لله، وقوة إيمانه.
· كلما زاد نصيب العبد من ذكر ربه ازداد نصيبه من ذكر الله له .
· إذا كان ليس للذكر فضل غير ذكر الله لعبده إذا ذكره لكفى به فضلا.
· أن ذكر الله من أعظم ما تستمطر به رحمة الله به وفضله وكرمه وجوده وبره؛ وهذا من آثار ذكر الله لعبده إذا ذكره.
· في الآية تودد من الله لعباده وهذا مما يزيد المؤمن محبة لربه وإخباتا له وإنابة إليه، فالله سبحانه يذكر عبده إذا ذكره وهو غني عنه، لكن العبد هو لا غنى له طرفة عين عن ذكر الله فبه حياة قلبه وفلاحه في دنياه وأخراه.
· الأمر بالشكر بعد الذكر فيه إشارة إلى أن الذكر أساس الشكر؛ فمن لم يذكر الله لم يشكره، وهذا مقتضاه أن عدم ذكر الله يُعد من الكفران.
· إذا كان الذكر أساس الشكر والشكر باب حفظ النعم والزيادة منها والترقي في درجات الإيمان والهدى، فيكون الذكر باب الزيادة وحفظ النعم والإيمان والهدى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24 ربيع الأول 1437هـ/4-01-2016م, 09:29 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الفوائد السلوكية في قول الله تعالى
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }

- ذكر السعدي : أن الذكر هو رأس الشكر فلهذا تقدم الأمر بالذكر ثم بعده الأمر بالشكر عمومًا ونستفيد من هذا وجوب امتثال العبد لأمر ربه بذكره وشكره .

- شرط قبول العبادة بعد إخلاص النية لله تعالى الإتباع والذكر عبادة فوجب على العبد تعلم شروط أداء تلك العبادة حتى يرجو قبولها من الله .

- أفضل الذكر تلاوة القرآن ويشمل الذكر أيضًا الأذكار المشروعة التى وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وما وافقها من الصيغ المشروعة فيحرص العبد على الإتباع ويبتعد عن البدع والمحدثات من أذكار المتصوفة وغيرهم من الفرق المبتدعة .

- الذكر عبادة قد يؤديها العبد سرًا أو جهرًا ومنفردًا أو مجتمعًا ولكن اجتماع أهل البدع بحلقات في أوقات مخصوصة وأذكار مخصوصة لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتخالف ما كان عليه السلف يجب على العبد الحذر والتحذير منها .

- معلوم أن من أحب شيئًا أكثر من ذكره ولهذا فذكر الله تعالى عبادة المحب لله لا يفتر عن ذكر حبيبه وإن انشغل بالدنيا قليلًا يستوحش القلب ويشتاق لذكر محبوبه فيسارع إليه ولهذا كان عظم جزاء الله تعالى لعباده المحبين بخطابهم مباشرة بغير واسطة وبعظم الجزاء ووعده لهم { فاذكروني أذكركم }فليسأل العبد نفسه ويكون رقيب على قلبه بماذا يستأنس ولمن يشتاق ؟

- في الحديث القدسي قال الله عز وجل
"أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" قال قتادة : الله أقرب بالرحمة . فلينظر العبد كيف يتودد إليه رب العزة جل جلاله وكيف تكون رحمته بعده أوسع وجزاءه أعظم وغفرانه أكبر وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

- ذكر السعدي : الشكر يكون بالقلب وإقراره بالنعم وباللسان ذكرًا وثناءًا وبالجوارح طاعة لله وانقيادًا لأمره واجتنابًا لنهيه . ونستفيد من هذا أن يحرص العبد على شكر ربه وليري الله تعالى من نفسه خيرًا فالله تعالى ينظر إلى قلوب عباده ويعلم ما يسرون به .

- قال الله تعالى { ولئن شكرتم لأزيدنكم } فالشكر يزيد النعم نماءًا ويزداد العبد من فضل ربه كلما ازداد في شكره ويعلم من هذا أن من جحد نعم الله تعالى فلم يؤد شكرها فهو في نقصان وخسارة حتمًا وإن فتح الله عليه من نعم الدنيا فهي لاستدراجه وهو محروم من النعم الحقيقة التى بها سعادة القلب وطمأنينته ولذته .

- بتأمل الآية مع ما سبقها بذكر نعم الله تعالى على عباده بإرسال رسول منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكي أخلاقهم ويعلمهم ما كانوا يجهلون مما ينفعهم في استقامة حياتهم ومعاشهم فيخرجهم من الظلمات إلى النور يعلم العبد ما هي النعم الحقيقية في هذه الدنيا التى توجب السعى لاكتسابها وتوجب الشكر .

- ذكر السعدي في هذا ( ينبغي لمن وفقوا للعلم والعمل أن يشكروا الله على ذلك ليزيدهم من فضله وليندفع عنهم الإعجاب ) .

- يعلم من هذا أهمية العلم والتزكي فيجتهد العبد في تحصيل العلم النافع وليحذر بعد أن يتقدم في مراحل العلم أن ينسى من علمه ومن تفضل عليه فيعجب بنفسه وينسب الفضل لذكائه وقدراته الفذة التى تفوق بها على أقرانه بل ينسب الفضل لربه ويشكر نعمته ويعترف بفضل شيوخه ومن علمه فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله .

- قال بعض السلف في معنى قوله تعالى { اتقوا الله حق تقاته }: أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر .

- من شكر الله تعالى على نعمه إظهارها والتحدث بها قال الله تعالى {
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يُحِبُّ أَن يَرَى ءاثَارَ نِعمَتِه على عَبدِه" رواه الترمذيّ وحسّنه ، فيعلم من هذا أن البخيل ولا شك هو ممن يجحد نعمة الله ولا يشكرها فليحذر المرء من داء البخل .

- من لم يؤد شكر ربه فهو جاحد بنعمته إما غير معترف بنعم الله تعالى فلا يراها أو أنه معجب بنفسه متكبر ولا ينسب الفضل لربه فهو دائر بين الجحود والنكران والشرك الخفي وكلاهما محبط للعمل والحصيلة أن العبد موصوف بالكفر
فكما قال السعدي ( الكفر أنواع كثيرة أعظمها الكفر بالله ثم أنواع المعاصي على اختلاف أنواعها من الشرك فما دونه ) فليحذر العبد وليتأمل في نعم ربه عليه .

- نعمة التفكر نعمة عظيمة من ثمارها الذكر والشكر فمن يتقلب في نعم ربه ويتفكر بها فيرى بعين قلبه المنعم عليه فيعترف ويقر ويشكر وإن ابتلى يصبر فهو على يقين بحسن العاقبة فيزداد بذلك إيمانًا والعبد الذي يرزق البصيرة يرى هذا في كل نفس من أنفاسه وفي كل حدث يمر عليه فيزداد إيمانه كل لحظة بذلك التفكر وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء نسأل الله من فضله .

- من غفل عن ذكر ربه فهو المحروم بحق مع ما قد يؤتي من نعم الدنيا الكثير فهو يبقى محروم يخرج من الدنيا ولم يذق أحلى ما فيها حتى أن أهل الجنة مع ما أوتوا من الجزاء في الجنة يتحسرون على السويعات التى مضت عليهم في الدنيا فلم يذكرون ربهم فيها لما علموا من عظم جزاء ذلك .

- وأخيرًا الذكر والشكر نعمة من نعم الله تعالى فيجب على العبد أن يسأل الله من فضله وقد علمنا رسولنا الكريم ذلك
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي ، فَقَالَ : " يَا مُعَاذُ , إِنِّي لأُحِبُّكَ " , فَقُلْتُ : أَنَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُحِبُّكَ , فَقَالَ لِي : " يَا مُعَاذُ ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ؟ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " .


هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 ربيع الأول 1437هـ/4-01-2016م, 10:24 PM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

{فاذكروني أذكركم}
- في الآية بيان لفضيلة ذكر الله عز وجل والمجازاة بالمثل، والأمر بشكر النعم وعدم مقابلتها بالجحود .
- لو تمعنا قليلا بالآية ( فاذكروني أذكركم ) فإن المنطوق للآية من ذكَرَ الله ذكره ؛ أما المفهوم المخالف للآية فإن من نسى الله نسيه ويصدِّق هذا القول قول الله سبحانه وتعالى :(نسوا الله فنسيهم ) نعوذ بالله من الخذلان .
- الذكر في القرآن تعددت معانيه ، فأحيانا يأتي بمعنى القرآن مثل قولة تعالى : (وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) ومرة يأتي بمعنى التذكر مثل قولة تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله ) وهكذا ؛ و هنا بمعنى الطاعة فقال سبحانه :( فاذكروني أذكركم ) أي اذكروني بطاعتي و أطيعوني فيما أمرتكم أذكركم بمغفرتي وأثبت أجركم .
- الفاء في قولة (فاذكروني ) جاءت جواب شرط مقدر وإذا عدنا إلى سياق الآية قبلها قولة تعالى : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون ) فكأن الله يمن عليهم ويشترط عليهم ويذكرهم بنعمة بإنزال الكتاب و إرسال الرسل وتعليمهم ؛ فكما أنزلنا عليكم هذا النعيم فقابلوه بالشكر بأن تذكروا الله سبحانه وتعالى ،
وفي هذا دلالة بأن النعم من الله توجب الشكر من العبد فلينظر العبد في نفسه وفي حاله وليتفكر وليتأمل بالنعم من حوله ليعلم تقصيره مع ربه .
- كلما كان الذكر أكثر تواطأ للقلب كان أكثر نفعا للعبد فيذكر الله بلسانه وقلبه حاضر كما جاء في الحديث : (واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. ) فالواجب استحضار هذا الأمر .
- تضمنت هذه الآيات رحمة من رحمات الله بنا ، فدلنا على أن الذكر الذي هو وسيلة لذكر الله سبحانه وتعالى لنا في الملأ الأعلى فقد جاء أيضا بالحديث القدسي :"قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم." فالجزاء من جنس العمل ، ومعية الله مع العبد بذكره لله سبحانه .
- من أطاع الله عز وجل وعمل لمرضاته الله ورسوله فإن الله يكرمه وينزل عليه من رحماته فإذا رحم الله العبد وفق لعمل الصالحات حتى يدخله الجنه وكل ذلك برحمه من الله ، ويصدق هذا المعنى قوله تعالى : ( وأطيعوا الله ورسوله لعلكم ترحمون ).

{واشكروا لي ولا تكفرون}
- في الآية أمر بشكر الله والنهي عن كفران النعم .
- أتى الأمر بالشكر بعد إنزال الكتب وإرسال الرسل و تعليم الناس ؛لأنه قد يغتر الإنسان لما يوفق لعمل أو علم فحتى يتذكر بأنها من نعم الله فلابد له من الشكر ، والإقرار بأن كل شيء ما كان إلا بفضل الله وتفضله عليه فلابد أن يقر بمسبب الأسباب .
- أما في معنى الشكر ؛ فقد جمع ابن القيم رحمه الله في قوله :" الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة ".
- أتى سبحانه وتعالى بالشكر بعد الذكر لأن الذكر رأس الشكر ،فناسب عطف الشكر على الذكر .
- الكفر وجحود النعم أنواع ؛ فأعظمها الشرك والكفر ثم أنواع المعاصي باختلاف دراجاتها .
- الشكور صفة من صفات الله سبحانه وتعالى الحسنى وهو الذي يقبل القليل من العمل ويجازيها عليها بعظيم الأجر ويصدق ذلك قولة تعالى :" ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى إن الله غفور شكور " فحري بالمؤمن لما يعلم كرم الله وكرم عطاياه يجعله ذلك حريصا على عمل المعروف ولا يحقر منه شيئا ولو يلقى أخاه بوجه طلق !
- جاء النهي "بلام الناهية "عن الكفران الذي هو الجحود بعد الشكر لأنه ضده ، فقد حذر الله سبحانه وتعالى منه بقولة تعالى : (و ضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) فعوقبوا بالجوع والخوف بسبب جحدهم لنعم الله تعالى .
- بيان أن الشكر قد يكون باللسان وقد يكون بالقلب وقد يكون بالجوارح ،فكلما كان الشكر متحققا بهذه الجوارح الثلاث كنت أقرب للبسط بالرزق والإمداد بالنعم وذلك مصداقا لقوله :" (ولئن شكرتم لأزيدنكم ).

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 25 ربيع الأول 1437هـ/5-01-2016م, 02:53 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

فوائد سلوكية من قوله تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )
- أمر الله سبحانه عباده بذكره ووعد على ذكره بأن يذكره ، كما قال على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم) من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم(.
- استشعار العبد بذكر الله له ، يجعله دائما لسانه لايفتر عن ذكره .
- ذكر الله هو الطريق الموصل إلى معرفة الله ومحبته .
- تخصيص الذكر ثم ذكر شكر الله عام دليل على أن الذكر أفضل مقامات شكر الله
- أقوال العلماء في معنى الذكر تدل على أن ذكر الله يدخل فيه جميع العبادات ولا يقتصر على ذكره بلسانه فقط .
- ثم أمر سبحانه بشكره ، ووعد على شكره بمزيد من الخير كما قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
- شكر الله سبحانه يكون بالقلب اعترافاً واقراراً ، وباللسان ثناءاً وذكرا ، وبالجوارح طاعة لله وانقيادا .
- في قوله (ولاتكفرون ) يدل على أن الإنسان يقع في جحد النعمة إذا لم يشكر الله .
- ذم الذي لم يذكر الله ولم يشكره ، ففي ذكر الله حياة القلوب .

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 25 ربيع الأول 1437هـ/5-01-2016م, 06:38 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

الفوائد السلوكية من قول الله تعالى "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون."
1- من فوائد ذكر العبد لربه أنه من ذكره في نفسه يذكره الله في نفسه
2- ذكر الله للعبد هو الثناء عليه في الملأ الأعلى وكفى بالعبد شرفا أن يثني عليه ربه في الملأ الأعلى.
3- الموفق من عباد الله من يحرص على كل ما تحصل به السعادة ومن أعظم ما يجلب السعادة ذكر الله لينال قربه وثناءه عليه في الملأ الأعلى,
4- لو لم يكن في ذكر العبد لربه الا أنه يذكره في نفسه ويثني عليه في الملأ الأعلى لكفى بها شرفا وفضلا ورفعة.
5- المنعم صاحب الأفضال سبحانه هو أحق أن يشكر ويفرد بجميع أنواع العبادة.
6- الشكر لله يكون قولا وعملا ويكون بالقلب واللسان والجوارح.
7- من ذكر الله في الرخاء ذكره في الشدة ومن ذكره فأحسن العبادة وأخلصها ذكره الله بثواب جزيل ونعيم مقيم.
8- من أعظم النعم التي يشكر العبد ربه عليها نعمة الهداية والقرآن وارسال النبي العربي الذي هو أفصح العرب وبلسانه العربي نزل القرآن فلو أن القرآن نزل بغير اللسان العربي لشق تعلمه وفهم معانيه.
9- مما يدعو العبد للشكر العلم النافع والعمل الصالح فبالعلم يعرف العبد ربه ويشكره.
10- من شكر الله استوجب منه سبحانه المزيد.
11- الشكر والذكر أصلان عليهما تقوم العبودية الحقة
، فبالذكر تعظم الولاية، وبالشكر تدوم الرعاية.
12- شكر النعم يكون بأظهارها وصرفها فيما خلقها الله من أجله.
وكفرها يكون بجحدها وصرفها في غير ما وهبها الله من أجله.
اللهم اجعلنا لك من الذاكرين ولنعمك شاكرين
والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 25 ربيع الأول 1437هـ/5-01-2016م, 01:32 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

قد أحسن غالب الطلاب بارك الله فيهم في أداء هذا التطبيق، مع التنبيه على وجود بعض الملاحظات تتفاوت بين الطلاب زيادة ونقصانا.
ويجب أن نتذكر دائما أن هذه التطبيقات موضوعها الأصلي هو استخراج الفوائد السلوكية، حتى لا يبتعد الطلاب بعيدا عن المقصود من وراء هذه التطبيقات.

والمقصود بالفوائد السلوكية كما ذكر الشيخ حفظه الله هي: "ما يستفيده المتدبر لكتاب الله تعالى من مسائل تعينه على حسن التعبد لله تعالى، وعلى زكاة النفس؛ إما بمعرفة ما يغذي الروح من العلوم والمعارف وينمي معرفتها بالله وبحسن التعبد له، وإما بمعرفة الآفات التي يجب عليه الحذر منها، وكل زكاة قائمة على هذين الأمرين: غذاء ينمي ووقاية تحمي".

استغرب بعض الطلاب التعرض لبعض مسائل التفسير عند استخراج الفوائد السلوكية، فنقول إن الغرض من عرض بعض المسائل التفسيرية هو بيان وجه الاستدلال بالآية على الفائدة المستخرجة، وتنوع الفوائد المستخرجة بتنوع معاني الآية، وليس عرض التفسير غاية في ذاته.

لذلك نجد أن بعض الطلاب يستخرجون فوائد قد تكون صحيحة في نفسها، لكن الآية لا تدلّ عليها، وربما تكلم الطالب من معلوماته السابقة ولم يستفد جيدا من تدبر الآية وفهم الهدى الذي دلّت عليه على وجه الخصوص.

من المؤاخذات على بعض الطلاب إسرافهم في عرض الأقوال في تفسير الآية، والانشغال بها عن استخراج الفوائد السلوكية، والتي هي المقصودة من هذه التطبيقات.

بعض الطلاب ركّز على بعض المسائل وتوسّع في الكلام فيها، وأغفل مسائل أخرى مهمّة.

ومنهم من لم يراعِ ترتيب المسائل والفوائد ترتيبا موضوعيا.


اتفقنا على أن هناك دلالات عشر للآية ذكرها الشيخ حفظه الله، وأنه ينبغي النظر في هذه الدلالات واستخراج الفوائد التي دلّت عليها، بعد فهم تفسير الآية فهما جيدا، وسنركز في هذا التطبيق مبدئيا على ما ذكره الشيخ حفظه الله في الدرس.

هناك مسائل مهمة تفاوت الطلاب في تناولها، أهمها:
- مناسبة الآية لما قبلها، وهو الحث على تذكر نعم الله علينا وشكره عليها، دلّ عليه معنى الفاء.
- مناسبة الآية لما بعدها، حيث أمر الله تعالى بالاستعانة بالصبر والصلاة بعد الأمر بالذكر والشكر، فكأنه تبارك وتعالى أرشدنا إلى ما يعين على الأمر.
- منطوق الآية، وهو من الدلالات التي يستحب استهلال الكلام بها.
- مقصد الآية: وهو في الحث على ذكر الله وشكره بذكر ثمرته ترغيبا فيه
- معنى الذكر لغة ودلالة معناه على اشتراط حضور القلب وتعلّقه بالله ودوام ذكره.
- معنى الذكر شرعا وأنه يشمل جميع الطاعات المفروضة (بعض الطلاب قصر معنى الذكر على التسبيح والتحميد ونحو ذلك، لذا فهم تفسير الآية مهم جدا في استخراج فوائدها).
فمما يستفاد منه
مثلا توحيد الله وإفراده بالطاعة والتبرؤ من الأنداد وتخلّي القلب عمن سواه، فجميع صور العبودية لا تصرف لغير الله.
ويستفاد من معنى "الذكر" وجوب التعرف على الله تعالى وما له من الأسماء والصفات التي أخبرنا به في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن العبد لا يمكن أن يذكر الله وهو لا يعرفه.

ويستفاد منه كذلك وجوب اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به لأنه السبيل الأوحد إلى معرفة الله جل وعلا.
ومعرفة أنواع الذكر وصور عبودية الجوارح وآثار كل نوع على قلب المؤمن وفوائده وثمراته.
- معنى ذكر الله للعبد ودلالته على سعة رحمة الله وتودده إلى خلقه وإرشاده إلى ما ينفعهم وآثار ذلك في قلب المؤمن من محبة الله وتعظيمه واليقين بوعده والثقة فيه وصدق الالتجاء إليه وحسن التوكل عليه، واستشعار قربه.

- مجيء الفعل "أذكركم" في صيغة المضارع تدل على دوام ذكر الله للعبد ما دام العبد في ذكره، وما في هذا من الترغيب في لزوم ذكر الله.
- مفهوم المخالفة وهو وعيد الغافل المعرض وهو نسيان الله له، وبيان معنى نسيان الله للعبد، وآثار ذلك عليه، وما في ذلك من الزجر والتخويف من الإعراض عن ذكر الله.
- معنى الشكر وكيفيته ودلالة اللام على إفراد الله بالشكر المطلق، وما دون الله فله حظ منه.

- دلالة معنى الشكر على وجوب مشاهدة نعم الله وإحسانه التي توجب شكره ومحبته والعمل بطاعته، والتفكر في أنواع هذه النعم وكيفية شكرها.
- مفهوم الموافقة، وهو وعد الشاكر بالمزيد، وما في ذلك من المودة التي ترغب العبد فيما عند الله وترده عن مخالفة أمره.
- مفهوم المخالفة، وهو وعيد الجاحد المنكر للنعم، والتهديد بسلب نعمه منه، وما في ذلك من الترهيب والتخويف.
- المناسبة بين الذكر والشكر.
- معنى الكفر في الآية وما يتضمنه النهي، ودلالته على وجوب الذكر والشكر وأن من لا يذكر الله ولا يشكره فهو كافر به، ومن فرّط في ذلك من أهل الإيمان فهو متوعّد بالعقوبة بحسب تفريطه وتقصيره، ودلالته أيضا على شدة بطش الله وانتقامه ممن عصاه وأنه كما يحب أهل الطاعة فإنه يبغض أهل المعصية، كل ذلك يورث في قلب المؤمن مهابة الله وخشيته والحرص على تقواه بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

وما ذكر فليس على سبيل الحصر، ولا يزال المقام يتّسع للمزيد، فنرجو منكم مراعاة الملاحظات المذكورة في التطبيقات القادمة، وأهمها أن يكون للفائدة المستخرجة وجه دلالة ظاهر في الآية.

** أجود التطبيقات:
- مضاوي الهطلاني، وهي أكثر من تناول مسائل الآية بارك الله فيها.

- نوف.
- عائشة أبو العينين ، مع ملاحظة تأخيرها الكلام عن معنى الذكر، ولو قدّمت الحديث عنه لكان أولى.
- هناء هلال.
- أمل يوسف، مع ملاحظة استطراد زائد في بعض المواضع.
- كمال بناوي، قد ركز وبترتيب جيد على أهم المسائل وهذا مما يحمد في تطبيقه، مع التنبيه على غياب مسائل أخرى مهمة.
- هبة الديب.
وبقية التطبيقات جيدة جدا والفارق بينها هو في شمولها لأهم المسائل السلوكية أو التقصير في بعضها للملاحظات التي ذكرناها.
وكثير من الطلاب الذين استخرجوا المسائل ولم يذكروا وجه دلالة الآية عليها قد أحسنوا وأصابوا في غالب المسائل التي ذكروها لكن نحثّهم على مراجعة تفسير الآية أولا وتأمل الدلائل العشرة المذكورة واستخراج الفوائد السلوكية المستفادة من هذه الدلالات.

بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 01:57 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

﴿فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون﴾
[البقرة: 152]
-"فاذكروني " الأمر المطلق يدل على وجوب الذكر على العبد ، فيجب عليه أن يذكر الله تعالى ويكثر من ذلك. كما قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
( مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ )

-الذكر يكون بالقلب واللسان والجوارح.
فذكر الله بالقلب يكون بالتفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه وخشيته وإجلاله واستحضار معينه ، وذكر الله باللسان يكون بالتسبيح وقراءة القرآن وسائر أنواع الذكر ، وذكر الله بالجوارح يكون بطاعته بالصلاة والصيام وغيرها، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ } يقول: اذكروني يا معشر العباد بطاعتي أذكركم بمغفرتي ".
-في هذه الآية العظيمة تطبيق لقاعدة الجزاء من جنس العمل ، والمعنى فاذكروني بقلوبكم وجوارحكم؛ أذكركم بالثناء عليكم والحفظ لكم، وفي الحديث القدسي قال تعالى :(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) ولو لم يكن من فضيلة الذكر إلا معية الله وذكره للذاكر لكفى ، كيف وإن كان له من الفضائل ما لا يعد في الدنيا والآخرة.
- أفضل أنواع الذكر لله تعالى ما اجتمع فيه واللسان, وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر, فلهذا أمر به من بعده أمر بالشكر عموما فقال: { وَاشْكُرُوا لِي } أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم.
-في قوله :((واشكروا لي ولا تكفرون )) دليل على وجوب شكر العبد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، حتى أن توفيق الله لعبده بالشكر نعمة تستحق الشكر.
-الشكر يكون باللسان بحمد الله والثناء عليه واستحضار نعمه وفضله عليه ، ويكون بالقلب باستشعار أن هذه النعمة من الله والامتنان له والخضوع لأمره واستشعار فضله حتى ينكسر القلب لله لعلمه بعدم قدرته على استيفاء الشكر على جميع النعم التي غمر الله بها عبده ويمتلئ قلبه محبة له لأن الإنسان مجبول على محبة من يحسن إليه ، ويكون بالجوارح بالاستكثار من العمل الصالح شكرا لله وامتنانا له.
-بالشكر تدوم النعم وتنمو وتزداد قال تعالى :(لئن شكرتم لأزيدنكم) وقال أبو حنيفة النعمان :" إنما أدركت العلم بالحمد والشكر ، فكلما فهمت ووقفت على فقه وحكمة؛ قلت: الحمد لله، فازداد علمي"

-تحريم كفر النعمة لقوله تعالى(( ولاتكفرون)) فإن الله يحب أن يرى اثر نعمته على عبده وشكره له، فإن كفره ولم يشكره وأنكر فضله فقد توعده الله بالعذاب الشديد قال تعالى :( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 10:56 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى:( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)
الحمد لله الذي أرسل لنا الرسل وبين لنا الحق ، واختص هذه الأمة بأفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم .
في هذه الآيات الكريمة يمتن الله تعالى على عباده بأنه أرسل النبي الكريم منهم فهو معروف بينهم بالأخلاق الحميدة ومن أشرف أنسابهم ،وأنه قرأ القرآن تاماً مرتلاً كما أنزله جبريل عليه السلام وأنه أرسل ليطهر القوم من دنس الشرك وسيء الأخلاق وليعلمهم هذا الدين العظيم ،في المقابل يبين الله لنا أن المطلوب من أمة الإسلام ثلاثة أمور :
1- اذكروني ( الذكر )
2- اشكروا لي ( الشكر )
3- لا تكفرون (عدم الجحود ) .
أولاً :
فلو أردنا أن نبحث في المقصود بالذكر هنا ، قال الشيخ طنطاوي في الوسيط هو التلفظ باسمه، ويطلق بمعنى استحضاره في الذهن، وهو ضد النسيان .
نرى أن المفسرين رحمهم الله قد قالوا في ذلك عدة أقوال ،نستعرض بعضها :
-قال سعيد بن جبير ،الذكر هو طاعة الله ، والمعنى اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة .( القرطبي ) .
-قال الحسن البصري (اذكروني )، فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي .
-قال القرطبي ،وأصل الذكر التنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له .
قال الطنطاوي في الوسيط ، وذكر العباد لخالقهم قد يكون باللسان وقد يكون بالقلب وقد يكون بالجوارح.
- قال السعدي ،وذكر الله تعالى, أفضله, ما تواطأ عليه القلب واللسان, وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر.

وقد وردت عدة أحاديث في فضل الذكر ، منها :
-روى الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : يا ابن آدم ، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك ، في ملأ من الملائكة أو قال : [ في ] ملأ خير منهم ، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا ، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول ).صحيح الإسناد : أخرجه البخاري
-وفي الأثر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله .

الفوائد :

1- فضل الذكر وأجره العظيم .

2- أفضل الذكر الذي يكون الإنسان مستحضراً لعظمة الله مشفقاً من عذابه راجياً عفوه .

3- الحرص على أذكار الصباح والمساء والأذكار الواردة في القرآن والسنة .

4- الذكر أمره سهل ولكن لا يوفق له إلا القليل .

- وعد الله الكريم من ذكره بأن سيذكره في ملأ خير منه ، فيالها من مثوبة تشحذ الهمم .

ثانياً :

الشكر

الشكر لغة كما قال القرطبي رحمه الله هو الظهور ، ومنها دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف . وحقيقته: عرفان الإحسان وإظهاره بالثناء على المحسن .

أمرنا الله عز وجل بذكره وشكره ، يقول الشيخ السعدي رحمه الله والشكر يكون بالقلب, إقرارا بالنعم, واعترافا, وباللسان, ذكرا وثناء, وبالجوارح, طاعة لله وانقيادا لأمره .

الفوائد :

1- شكر الله ينبع من الإحساس الحقيقي بنعم الله وأفضاله ثم يظهر أثر هذا الشعور على اللسان والجوارح .

2- ولكي أزداد شكراً لله ، لابد أن أعرف نعم الله علي من خلال قراءة القرآن والسنة والتفكر والنظر لمن هو دونك ، وغير ذلك .

3- من أعظم النعم التي تستحق الشكر هي إرسال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام وإنقاذ البشرية من ضلال الشرك والانتقال إلى نور الحق .

4- من شكر الله على النعم تجنب الإسراف الذي فشا في مجتمعنا وتربية الأجيال على أهمية الاعتدال في كل أمر وتجنب الإسراف .

5- من أراد الزيادة فليشكر الله ، فقد قال سبحانه :( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) .

ثالثاً:

عدم الكفر

وهو ثالث أمر أمرنا الله به في هذه الآية الكريمة ، والكفر ضد الشكر ، والشكر يستلزم عدم الكفر ، وأصل الكفر في كلام العرب الستر والتغطية والجحود. فإذا عدي بالباء مثل الكفر بالله أصبح معناه عدم الإيمان ، وإن أطلق فإنه يعني الجحود وعدم الشكر .يقول الشيخ السعدي ويحتمل أن يكون المعنى عاما, فيكون الكفر أنواعا كثيرة, أعظمه الكفر بالله, ثم أنواع المعاصي, على اختلاف أنواعها وأجناسها, من الشرك, فما دونه.

الفوائد :

1- الحذر من جحود نعم الله وعدم شكرها .

2- توعد الله من جحد نعمه بالعذاب ، قال تعالى :( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ).

3- مما يدل على أهمية الشكر أن الله عز وجل أمر به ونهى عن ضده .

4- قال ابن عاشور ،للكفران مراتب أعلاها جحد النعمة وإنكارها ثم قصد إخفائها ، ثم السكوت عن شكرها غفلة وهذا أضعف المراتب وقد يعرض عن غير سوء قصد لكنه تقصير .

الخلاصة :

الآية على صغرها حوت معاني عظيمة وأصول العبادة من ذكر الله وهذا مقتضي لطاعته والشكر له وهذا يدل على المحبة والاحساس بالامتنان ، ومن اللطائف التي ذكرها الشيخ طنطاوي في الوسيط ، قدم- سبحانه- الأمر بالذكر على الأمر بالشكر، لأن في الذكر اشتغالا بذاته- تعالى-، وفي الشكر اشتغالا بنعمته، والاشتغال بذاته أولى بالتقديم من الاشتغال بنعمته.

استغفر الله واتوب اليه

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأوّل, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir