دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 02:16 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية..

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
س2: ما المراد بالبسملة؟
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
س3: ما المراد بالعالمين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 10:45 AM
محمد زكريا محمد محمد زكريا محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 45
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة الأسبوع الثالث
(٣) المجموعة الثالثة

س1: بين معنى اسم ( الرحيم)
الجواب : الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم فهو وسعت رحمته كل شيء
و كلمة (رحيم) مشتقة من الرحمة في اللغة على وزن فعيل وهي صيغة دالة على الفعل للمبالغة فيه وقد تكون المبالغة لعظمة وقد تكون لكثرة والله سبحانه وتعالى هو العظيم رحمته كثيرها.. ورحمة الله إما عامة كونية شاملة لجميع خلقه قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء..) وإما خاصة بعباده المؤمنين المصطفين من خلقه وذلك بهدايتهم وإعانتهم في أمور دينهم ودنياهم ومعاشهم قال تعالى: ( وكان بالمؤمنين رحيما..) (إنه بهم رؤوف رحيم..)
س2: ما معنى الباء في( بسم الله ) ؟
الجواب : اعلم أيّها الموفق أن الحروف العربية منها ماهي أحرف معنى ومنها ماهي أحرف مبنى لا معاني لها ومن أحرف المعنى حروف الجر ومنها الباء ..) كقولنا بسم الله .. فالباء في بسم حرف جر واختلف اللغويون في معناها هنا على التحديد فنقل عن أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي وجماعة من المفسرين أنها للاستعانة , وجاء عن جماعة أنها للابتداء منهم الفراء وابن قتيبة والصولي وأبي منصور الأزهري وابن سيده وابن يعيش, واختار الطاهر بن عاشور أنها للمصاحبة والملابسة وقيل للتبرك أي أبتدئ حالة كوني متبركا.. وأنت أيها الموفق بصير بهذا النوع من الاختلاف اللفظي الذي هو من باب التنوع والقاعدة أنها تحمل على كل المعاني لأنها لا تعارض بينها.. وقد نقلت بعض الأقوال الضعيفة في معنى الباء هنا منها أنها للاستعلاء وهذا وارد فيما إذا كان الفعل المستعان به يتطلب الاستعلاء ويرد عليه ما كان للتذلل والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ..وقيل زائدة وهو أضعفها وقيل للقسم فنقول أين جوابه ..؟!! تعين حمله على السابق . وقد جعل سيبويه شيخ النحاة أصل الباء يرجع لمعنى واحد الالزاق بمعنييه الحسي والمعنوي , ذكر ذلك في كتابه (الكتاب) والله أعلم.
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر
الجواب: قال ابن القيّم: الحمد: إخبار عن محاسن المحمود مع حبّه وإجلاله وتعظيمه والشّكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبّة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة)
واعلم : أن بين الحمد والشكر بينهما عموم وخصوص نسبي فالشكر يكون في مقابل نعمة فهو من هذا الاعتبار أخص من الحمد أما الحمد فيكون مقابل نعمة وبدونها فهو أعم من هذا الاعتبار أيضا. وباعتبار آخر الحمد أخص بأنه لا يكون إلا باللسان والقلب والشكر يكون بهما وبالجوارح أيضا أي بالعمل قال الشاعر أفادتك النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا
وقد ذهب جماعة من أهل العلم كالطبري والمبرد أن كلا من الحمد والشكر بموضعها على شيء واحد وهذا يصح في أن كلا منها باللسان والقلب لكن مع زيادة العمل في الشكر يثبت الفرق بينهما.
س4: بين أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
قوله تعالى: (مالك يوم الدين )
الجواب: قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر بإثبات الألف قال الشاطبي: ومالك يوم ا لدين راويه ناصر ..يرمز إلى الكسائي وعاصم وقال إمام القراء إمامنا ابن الجزري في الطيبة ومالك حز فز والسراط بها اسجلا .. يرمز إلى يعقوب وخلف العاشر. فإثبات القراءاتين هو الموقف الصحيح منها فهي ثابتتان عن النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة الجمهور ملك بحذف الألف وهو بمعنى صاحب الملك الكامل التصرف والتدبير والنفوذ وإضافته إلى يوم الدين إضافة اختصاص يقتضي الحصر به سبحانه وقراءة مالك على الفعل أي أنه يملك كل شيء يوم الدين . وكلا المعنيين صفتا كمال وتمجيد وجلال له سبحانه وتعالى فهو الملك المالك جل في علاه تباركت أسماؤه وتقدست صفاته
س5:اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة
الجواب : ينقسم الناس في الاستعانة على قدر اخلاصهم وعبوديتهم
فأهل المرتبة الأولى هل الذي أخلصوا العبادة والاستعانة به جل وعلا وعلى هذا لا يحصيهم إلا من خلقهم لتفاضهم في إخلاص العبادة لله تعالى تفاضلا كبيرا ومنهم من قصر فيها فأصابته الآفات والعقوبات. منها ما هو محبط لعمله أو منقص لثوابه قال تعالى: فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله...

س6:ما الحكمة من تكرر (إياك) مرتين في قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)
الجواب : التكرار أسلوب بلاغي بياني في لغة العرب وقد جاء هذا الاسلوب في مواضع من القران الكريم منها : قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ..)
وتنوعت اعتبارات المفسرين في التماس الحكمة من ذلك التكرار على أقوال: أوصلها الألوسي إلى أحد عشر وجها. والمقبول منها ما يحتمله السياق وترتيب الكلام ومقاصد الآيات وذلك بأن يكون صحيح في نفسه وكان لنظم الآية دلالة معتبرة عليه.. وإليك بعض تلك الأقوال.
القول الأول: أنه لمراعاة فواصل الآيات في السورة قاله النسفي وابن عاشور وغيرهم.
القول الثاني : أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس وهذا رأي إمام المفسرين ابن جرير الطبري.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة فقدم الأعم على الأخص وهذا ذكره البغوي في تفسيره.
القول الرابع: أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها وهذا منسوب إلى العماد ابن كثير و إلى الإمام النحرير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمها الله تعالى
القول الخامس: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة من الله تعالى ويستوجب ذلك الشكر وذهاب العجب. ذكر هذا الامام البيضاوي وأومأ إليه أبو السعود.
القول السادس: أن العبادة تقرب للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك . وذكر الشيخ الأمين الشنقيطي وجها جيدا وهو أنه فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة لأن غيره ليس بيده الأمر وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبينا واضحا في آيات آخر كقوله ( فاعبده واصطبر لعباده ..)
وقد أجاد الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في ذكره لهذا المبحث في كتابه مدارج السالكين...) فيرجع إليه لمزيد استفادة .. والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 11:03 PM
بندر الربيعي بندر الربيعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 50
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعه الاولى...
س1: بين بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى
ج1: هو الاله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال فهو يدل باللزوم على سائر الاسماء الحسنى قال ابن القيم( اسم الله هو الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى والصفات العلى )ويستلزم كمال ربوبيته وملكه وتدبيره وهو المالوة اي المعبود الذي لا يستحق العباده سواة والعبوديه تستلزم المحبه والعظمه ولاجلال والذل والخضوع ولانقياد ولا يجوز صرفها لغير الله عز وجل قال تعالى( وهو الله في السموات وفي الارض ) اي المعبود في السماوات والمعبود في الارض
س2:ما المراد بالبسمله
ج2: هو قول (بسم الله الرحمن الرحيم ) والبسمله اختصار قولك (بسم الله) قال ابن السكيت ( يقال قد اكثرت من البسمله اذا اكثرت من قول (بسم الله الرحمن الرحيم) واكثر ما يستعمل لفظ البسمله في كلام اهل العلم لقول بسم الله الرحمن الرحيم وتعد البسمله ايه من سوره النمل في قوله تعالى (إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم ) وهذا لا خلاف عليه وانما الخلاف في عد البسمله في اول كل سوره عدا سوره براءه (والنحت يبنا عليه من الكلمتين كلمه :فالبسمله اسم لقول بسم الله الرحمن الرحيم وهو جنس من الاختصار ولاصل في البسمله قولك بسم الله
س3:مالفرق بين الحمد والثناء
ج3: الحمد لايكون الا على الخير والاحسان وعلى جميع ما انعم به الخالق على عباده في كل حال وهو خاص بذلك
الثناء: يكون على جميع الاحوال من خير وشر فالعبد يثني على الله في جميع احواله ويرض بما قسم الله له
س4: ما معنى الاضافه في قوله تعالى (مالك يوم الدين )
ج4: المعنى الاول : إضافه على معنى (في) اي هو المالك في يوم الدين فلا يملك احد دونه شي
المعنى الثاني : إضافه على معنى اللام : اي هو المالك ليوم الدين وكلا الاضافتين تقتضيان الحصر وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما
س5: ما الحكمه من تقديم المفعول (إياك) على الفعل (نعبد)
ج5: الاول : الحصر : وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه إي لا نعبد إلا إياك
الثاني : تقديم ذكر المعبود جل جلاله
الثالث: الحرص على التقرب فهو ابلغ من لا نعبد الاإياك
س6:اذكر اقسام الاستعانه وفائده معرفة هذه الاقسام
ج6: 1- استعانه العباده وهي الاستعانه التى اوجبها الله تعالى لعباده والتى تقوم في قلب المستعين من المحبه والخوف والرجاء والرغبه والرهبه فكل عابد يستعين بالله على تحقيق النفع ودفع الضر
2- استعانه التسبب : فحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فأن كان الغرض مباح كان السبب كذلك واذا كان محرم لم تجز تلك الاستعانه قال تعالى( واستعينوا بالصبر والصلاه)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 02:30 PM
عمر لقمان عمر لقمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 40
افتراضي

المجموعة الرابعة:
السؤال الأول: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
الإجابة:
كلمة (الرب) هي الكلمة التي تحيط وتلم جميع معاني الربوبية من الاحاطة والرعاية والرزق والتدبير والملك والتحكم، وهذا معروف في لغة العرب، وموجود في معاجم اللغة.
ربوبية الله سبحانه وتعالى لخلقه تنقسم إلى قسمين:
1- ربوبية عامة لكل المخلوقات.
2- ربوبية خاصة لأوليائه الصالحين من تدبير أمورهم وتيسير حوائجهم وتسديد جنبات حياتهم.


السؤال الثاني: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
الإجابة:
هناك عدة أقوال في ذلك لكن اجماع العلماء كان في القول التالي:
- حذفت الألف لإرادة التخفيف لكثرة الاستعمال.
وهناك قول آخر للفرّاء، فقال أن سبب الحذف = لأمنُ اللبس.
وومن دعمَّ القول الأول من العلماء الزجاج فقال: (وسقطت الألف في الكتاب من {بسم اللّه الرحمن الرحيم}، ولم تسقط في: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال)ا.هـ.
وبنحو ما قال الزجاج قال جماعة من أهل اللغة.

السؤال الثالث: ما المراد بالعالمين؟
الإجابة: العالمون جمع عالَم، وهو اسم جمعٍ، يشمل أفراداً كثيرة يجمعها صنف واحد.
فمثلاً عالم الحيوانات وعالم النباتات وعالم الإنس ...إلخ، وكافة الأشياء التي يجمعها صنف واحد، فتعتبر عالم لوحدها.
قال ابن جرير: (والعالمون جمع عالمٍ، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، كالأنام والرّهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء الّتي هي موضوعاتٌ على جماعٍ لا واحد له من لفظه)
السؤال الرابع: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
الإجابة:
هناك ثلاث أقوال وردت في هذا الشأن، القول الأول وجد عليه اعتراضين، أما القولين الأخريين فمنبعهم الاجتهاد بالنظر في التماس الحكمة من التكرار، ولا يوجد عن السلف قولاً في هذه المسألة، وهذا مشعرٌ بأن المسألة لم تكن مشكلة عند السلف؛ لكن لمَّا أثير السؤال كان لا بدَّ من الجواب عليه.
القول الأول = أنه لا تكرار هنا لأن البسملة ليست آية من الفاتحة، وهذا قول ابن جرير.
أما الاعتراضات على هذا القول فهي من وجهين:
1- أنّ اختيار المفسّر لأحد المذاهب في العدّ لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى.
2- أنَّ المسألة باقية على حالها حتى على اختياره.

أما القول الثاني = التكرار لأجل التأكيد، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره.
والقول الثالث مفاده = التكرار لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا القول ذكره البيضاوي.
وهذا النوع من الأسئلة يجاب عليه من خلال ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: النظر في الأقوال المأثورة إن وجدت، وإن لم يجد فيذهب للمرتبة الثانية.
المرتبة الثانية: النظر في سياق الكلام.
المرتبة الثالثة: النظر في مقاصد الآيات.
وهذا النوع من الأسئلة يرتّب الجواب فيه على مراتب:
المرتبة الأولى: النظر في الأقوال المأثورة إن وجدت؛ فإن لم يجد المفسّر قولاً مأثوراً صحيحاً في هذه المسألة انتقل إلى المرتبة الثانية: وهي النظر في سياق الكلام، وهو أصلٌ مهمّ في الجواب عن مثل هذه الأسئلة؛ فإن أعياه ذلك انتقل إلى المرتبة الثالثة: وهي النظر في مقاصد الآيات.
فإن لم يتبيّن له الجواب توقَّف، ووكل الأمر إلى عالمه.
وهذه المسألة يكشف السياق عن مقصد تكرار ذكر الاسمين في هذين الموضعين.
فالموضع الأول: البسملة، والغاية منها = الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به.
والموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم} وهنا جاء ذكر (الرحمن الرحيم) بعد الحمد على الله وذكر ربوبيته لكل الخلق، فيكون لهذا الموضع الإشارة لربوبية الله لكل شيء وأن بهذه الربوبية تتصل الرحمة اتصالاً قوياً، وهنا نفهم أن رحمة الله وسعة جميع العالمين.
وإذا فهم الإنسان هذا المراد، وهذا الترتيب، شعر بالمعنى الجليل من الحكمة من هذا الترتيب!

السؤال الخامس: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
الإجابة:
أي نطلب الإعانة منك وحدك ولا نشرك في هذا غيرك يا ذا الجلالة والإكرام، فأنت مالك كل شيء، وأنت الذي تعيننا على عبادتك وعلى جميع أمورنا، فمنك الإعانة فقط.
وفي هذا قيل:
- سؤال العبد الإعانةَ من الله وحده دون ما سواه.
- والتبرؤ من الاستعانة بغيره جلّ وعلا؛ وذلك مستلزم للإيمان بقدرته تعالى على الإعانة؛ ففيها معنى "لا حول ولا قوّة إلا بالله".
- تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ.

السؤال السادس: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الإجابة:
معنى الالتفات: تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
فائدة الالتفات: استدعاء التفكر في مناسبة موقع التحول، وجلب التركيز والانتباه للقارئ أو السامع.
الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة: قال ابن كثير رحمه الله: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك)ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 10:05 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.

الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

هو عَلَمٌ على ربّنا الإله المستحقّ للعبادة سبحانه وتعالى .ويعني في لسان العرب، المألوه، أي المعبود المستحق للألوهية، وهي العبادة، كما قال تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والتأله في لسان العرب التعبد. وروى الطّبريّ عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" هو الّذي يألهُه كلّ شيءٍ، ويعبده كلّ خلق "، وعن الضحّاك عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" الله ذو الألوهيّة والعبوديّة على خلقه أجمعين ".

فمعنى اسم الله: هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فله الأسماء الحسنى والصفات العلى.

قال ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين : هذا الاسم هو الجامع ،ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه كما قال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله،ولايقال: الله من أَسماءِ الرحمن،قال الله تعالى (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
وهذا الاسم العظيم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين :
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال فهذا الاسم يدل باللزوم على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث ( دلالة بالمطابقة ,وبالتضمن وباللزوم ) فاسم الله دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه.ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم كقوله تعالى 7: 180: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فعلم أن اسمه الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال.


المعني الثاني: أنه سبحانه وتعالي هو المستحق للعباده وحده دون من سواهكقوله تعالي ( وهو الله في السموات وفي الأرض ) أي المعبود في السموات وفي الأرض. والعبادة لابد أن تجتمع فيها ثلاثة شروط :

الأول المحبة العظيمة : فالمحبة هي لب العبودية و أساسها ولولا المحبة لما عبد الله كما قال الإمام الشافعي :

تعصي الإله وأنت تزعم حبه ؟؟ هذا لعمري في القياس شنيع
لو كنت تصدق حبه لأطعته **** إن المحب لمن يحب مطيع


وقال عنها ابن القيم في المدارج : وَهِيَ الْمَنْزِلَةُ الَّتِي فِيهَا تَنَافَسَ الْمُتَنَافِسُونَ. وَإِلَيْهَا شَخَصَ الْعَامِلُونَ. وَإِلَى عِلْمِهَا شَمَّرَ السَّابِقُونَ. وَعَلَيْهَا تَفَانَى الْمُحِبُّونَ. وَبِرُوحِ نَسِيمِهَا تَرَوَّحَ الْعَابِدُونَ. فَهِيَ قُوتُ الْقُلُوبِ، وَغِذَاءُ الْأَرْوَاحِ، وَقُرَّةُ الْعُيُونِ. وَهِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي مَنْ حُرِمَهَا فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَمْوَاتِ. وَالنُّورُ الَّذِي مَنْ فَقَدَهُ فَهُوَ فِي بِحَارِ الظُّلُمَاتِ. وَالشِّفَاءُ الَّذِي مَنْ عَدِمَهُ حَلَّتْ بِقَلْبِهِ جَمِيعُ الْأَسْقَامِ. وَاللَّذَّةُ الَّتِي مَنْ لَمْ يَظْفَرْ بِهَا فَعَيْشُهُ كُلُّهُ هُمُومٌ وَآلَامٌ.إلي اخر كلامه رحمه الله.
وعبادة المحبة من العبادات القلبية التي لا يجوز صرفها إلا لله وأنه من أشرك مع الله أحداً في المحبة فقد أشرك بالله كما قال تعالي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمنُوا أَشَدُّ حُباً لله)
الثاني التعظيم والإجلال: فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشد التعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ، فالتعظيم من لوازم معنى العبادة.
ولذلك تجد المؤمن بالله معظِّماً لربه جل وعلا، ومعظماً لحرماته وشعائره، كما قال تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) وقال: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) فتعظيم الشعائر والحرمات من آثار تعظيم المؤمن لربه جل وعلا، وإجلاله له. وكما أمر الله بذلك في قوله تعالى: (وكبره تكبيراً) أي عظمه تعظيماً شديداً.

الثالث:الذل والخضوع والانقياد،يقال طريق معبَّد أي مذلَّل ،فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له. كما قال الله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172(فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا).
والعبادة لابد فيها من كمال الذل فلا يري العبد لنفسه نفعا و ضرا ولا قدرة ولا حول إلا بسيده ومولاه وإذا استشعر العبد ذلك وعلم أن الأمور كلها بيد الله عز وجل إزداد خضوعا وذلة لله لكي يرضي سيده وينال ما عنده في حياته قبل مماته وليعلم العبد أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.


س2: ما المراد بالبسملة؟
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

اختلف العلماء في البسملة علي قولين

الأول : انها تعني (بسم الله)وهو الأصل في اختصار بسم الله.

الثاني : انها تعني بسم الله الرحمن الرحيم وهو المشهور.

ويشهد للمعني الأول عادة العرب في اختصار الكلمات فإنهم كانوا يدخلون كلمتين في كلمة واحدة ويسمي ذلك النحت فقد قال ابن فارس :(العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار )ا.ه.كقولهم: رجلٌ عبْشَميٌ منسوب إلى عبد شمس وأنشد الخليل: [من الوافر]
أقولُ لَها ودَمْعُ العَينِ جارٍ ... ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلَةُ المُنادي؟
من قولهم: حَيَّ على الصَّلاة. و عَنِ الفَرّاءِ وغَيْرِهِ"البَسْمَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: بِسْمِ الله.
ويشهد للمعني الثاني ما نقله ابن السكيت في إصلاح المنطق : قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد أكثرت من الهيللة، إذا أكثرت من قول "لا إله إلا الله"، وقد أكثرت من الحوقلة.
وأنها كان يعرف بها النبي صلي الله عليه وسلم ختم السور عن إبن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - :{ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى تنزلعليه :" بسم الله الرحمان الرحيم " }[ أخرجه الحاكم وابو داود ] .
وكان يستخدمها صلي الله عليه وسلم في رسائله وفي عقوده أيضا مثل وعن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - :[ بسم الله الرحمان الرحيم، من محمد بن عبدالله ورسوله، إلىهرقل عظيم الروم،...) [ متفق عليه ].


فعن العداء بن خالد - رضي الله عنه - قال : { أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب في عقد البيع :" بسم الله الرحمان الرحيم " ، هذا ما آشترى العداء بن خالد بنهوذة من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إشترى منهعبداً أو أمةً على أن لا داء، ولا غائلة، ولا خبثة، بيع لمسلم
للمسلم }[صحيح الجامع 2821].


واكثر ما يستعمل لفظ البسملة عند أهل العلم علي بسم الله الرحمن الرحيم وأكثر ما تستعمل التسمية لبسم الله , ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين ،والسياق يخصص المراد



س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم


وعن الفرق بين الحمد, والتمجيد, والثناء يقول الصنعاني في نيل الأوطار: قوله: (حمدني وأثنى علي ومجدني) الحمد الثناء بجميل الفعال، والتمجيد الثناء بصفات الجلال، والثناء مشتمل على الأمرين، ولهذا جاء جوابا للرحمن لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية، حكى ذلك النووي عن العلماء. انتهى
قال الجرجانيّ في التعريفات: الحمد: هو الثّناء على الجميل من جهة التّعظيم من نعمة وغيرها وقال ابن القيّم في بدائع الفوائد: الحمد: إخبار عن محاسن المحمود مع حبّه وإجلاله وتعظيمه. وقال الرّاغب في المفردات: الحمد لله تعالى: هو الثّناء عليه بالفضيلة . فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبّه وإجلاله وتعظيمه، ولهذا كان خبرا يتضمّن الإنشاء
وقال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-: إنّ كلّ واحد من المدح والحمد يتضمّن العلم بما يحمد به غيره ويمدحه فلا يكون مادحا ولا حامدا من لم يعرف صفات المحمود والممدوح فإن تجرّد عن العلم كان كلاما بغير علم، فإن طابق فصدق وإلّا فكذب.
وقد جاء في السّنّة ما هو أخصّ من الحمد وهو الثّناء الّذي هو تكرار المحامد كما في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأهل قباء: «ما هذا الطّهور الّذي أثنى الله عليكم به» فإذا كان قد أثنى عليهم والثّناء حمد متكرّر. فالحمد ثناء خاصّا على المحمود
الثناء لغة: هو الاسم من قولهم: أثنى على فلان، والمصدر إثناء، قال الرّاغب: والثّناء ما يذكر في محامد النّاس فيثنى حالا فحالا ذكره، وقال ابن منظور: الثّناء: تعمّدك التثني على إنسان بحسن أو قبيح، وقد طار ثناء فلان أي ذهب في النّاس، والفعل أثنى، يقال: أثنى فلان على الله ثمّ على المخلوقين يثني إثناء أو ثناء، يستعمل في القبيح من الذّكر وضدّه (أي والحسن منه) ، قال ابن الأعرابيّ: يقال: أثنى إذا قال خيرا أو شرّا.
واصطلاحا:قال الجرجانيّ: الثّناء للشّيء: فعل ما يشعر بتعظيمه
وقال الكفويّ: هو الكلام الجميل. وقيل: هو الذّكر بالخير، وقيل: هو الإتيان بما يشعر بالتّعظيم مطلقا، سواء كان باللّسان أو بالجنان أو بالأركان، وسواء كان في مقابلة شيء أو لا
من هذه التقدمة يتبين أن الفرق بينهما :
1- أن الحمد أعم من الثناء لأن الثناء حمد مخصوص وهو تكرار للحمد وتثنيه له.
2- أن الحمد يكون علي الحسن والإحسان من صفات وأفعال المحمود أما الثناء فقد يكون بالخير والشر .




س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

الإضافة في مالك يوم الدين تفيد الاختصاص لأنه اليوم الذي يكون الملك لله وحده لا ينازعه أحد في الملك ولا يكون ملك لأحد سواه في هذا اليوم ملك بل كل الملوك يذهب ملكهم ويزول عنهم ويبقي ملكه سبحانه وتعالي كما قال تعالي ( لمن المك اليوم لله الواحد القهار).
أما معني الإضافة فقد ذكر العلماء أن لها معنيان
1- إضافة بمعني أنه هو المالك لهذا اليوم أي انه سبحانه يملك موعده ومجيئه والأحداث التي تحدث فيه فهو سبحانه يملكها كلها. ومعناها أيضا
2- إضافة بمعني أنه هو المالك الوحيد في هذا اليوم وليس لأحد ملك سواه بمعني انه مالك الأمر كله في يوم الدين أي ملك الأمور يوم الدين.
وقال في الكشاف وغيره بأن إضافة اسم الفاعل ونحوه تكون لفظية إذا كان بمعنى الحال والاستقبال ، ومعنوية إذا كان بمعنى الماضي أو أريد به الدوام .



س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

الحكمة من تقديم المفعول إياك علي الفعل نعبد عدة أوجه ذكرها علماء العربية والتفسير
1- إفادة الحصر والاختصاص : وقد أفاد هذا التقديم تخصيصَ وحَصْر العبادة لله وحده دون سواه، فلا يعبد بحق ويستحق العبادة إلا الله وحده.
والمعنى: نخصك بالعبادة، فلا نعبد إلا إياك، ؛ إذ لا تصح العبادة إلا لله. مثل قوله تعالي: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [سورة البقرة، الآية: 40]، {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [سورة البقرة، الآية: 41]، كيف تجده في قوة لا ترهبوا غيري لا تتقوا سواي.
2- قطعاً لمجال العطف، فإنّك إذا قلت: أضربك، أمكنك أنْ نقول: وزيداً. وليس كذلك إذا قدمت فقلت: إياك أضرب. ذكره الكرماني في غرائب التفسير
3- تعظيماً لله سبحانه وتعالي بتقديم ذكره عز وجل وأدبا معه سبحانه وتعالي.
4- إفادة الحرص علي العبادة والتقرب إلي الله عز وجل.
وقال ابن القيم في التفسير القيم: ابنالقيّمقدأحسنجمعهاوالبيانعنهافي كتابه "مدارجالسالكين" فقال:(وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين،ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم ، وفيه الاهتمام وشدة العناية به،وفيه الإيذان بالاختصاص ،المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولانستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما،وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)ا.ه.



س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فالاستعانة هي طلب العون وهي علي اقسام
1- استعانة العبادة : وهي ان يستعين العبد بربه عز وحل في كل أموره سواء منها الديني أو الدنيوي فيستعين بالله علي العبادة من صلاة وصيام وحج وغيرها من العبادات كما يستعين به عز وجل في قضاء حوائجه الدنيوية كما كان يستعين النبي صلي الله عليه وسلم بالله في سشع نعله.
2- استعانة التسبب : وهي الاستعانة بالمخلوق الحاضر القادر فيما يقدر عليه مع اليقين بأنه سبب ليس إلا وأن الله عز وجل هو القادر علي كل شيئ وانه سبحانه لو أراد عكس ما نريد لنفذت إرادة الله وأن هذا المخلوق سبب فقط.
وهذين النوعين هما الجائزين بل الأول عبادة لله عز وجل لا يجوز صرفها لغيره و من صرفها لغيره فقد أشرك به سبحانه وتعالي.
3- استعانة شركية : وهي الاستعانة بالغائبين او الاموات او بالحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل مثل طلب الرزق من الأموات او الشفاء من الأولياء إلي غير ذلك من الصور المحرمة التي لا تجوز بل هي شرك بالله عز وجل.

فائدة معرفة هذه الأقسام أن يعرف الإنسان أنه لا يجوز الاستعانة إلا بالله عز وجل القادر المالك الحي الرزاق المدبر المحيي المميت الشافي الضار النافع في كل أمورة الدينية والدنيوية بل هي عبادة من أجل العبادات التي يحبها الله عز وجل, كذلك يعرف صور الاستعانة الجائزة بالمخلوق مع اعتقاد القلب بأن الله هو النافع الضار و أخيرا الحذر من الوقوع في الشرك عن طريق الاستعانة بغير الله عز وجل.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 11:13 PM
مصطفى الراوي مصطفى الراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 68
افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه وبعد
المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج/ الله عز وجل هو اعرف المعارف وهو اخص الاسماء والاسماء الحسنى لله تابعة له
قال ابن القيّم رحمه الله: ( هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}).
وقال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ.
ويشتمل على معنيين متلازمين هما الإله وهو جامع لجميع الاسماء الحسنى وتابعة له كما مر قريبا من كلام ابن القيم
قال المصنف (( دلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامع لكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته. ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته. ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات. ))
والمعنى الثاني : المعبود فالإله هو المألوه أي المعبود والله هو الإله الحق المعبود في السموات والارض
والمراد بالعبادة ما اجتمعت فيها شروط العبادة من المحبة والتعظيم مع الخوف والذل والانقياد فما كان فيه هذه المعاني فهي عبادة وهذه لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره خرج من عبادة الله الى ذل ومهانة من عبده من دون الله قال بعضهم نعوذ بالله من خذلانه
وهــــــان علي اللوم في جنــــب حبهــــا .... وقــــــــــــول الأعــــــــــــــــــادي إنـه لخـلــــــــــيـع
أصـــــــــمُّ إذا نوديــــــــــت باســــمــي وإنني ... إذا قيــــــل لي يا عبدهــــــــــــــا لسميــــــــــــــع
ولذلك كان اتقى عباد الله من عرفه حق المعرفة وهم الانبياء والصالحين والصديقين ومن انعم الله عليهم نسأل الله ان يجعلنا ممن شرفهم الله بشهادته على وحدانيته (( شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة والوا العلم قائما بالقسط )

س2: ما المراد بالبسملة؟
البسملة اصلها كلمتين اختصرت ( نحتت ) وهو معروف من كلام العرب قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)ا.هـ. وهذا من الناحية اللغوية
اما المراد بها شرعا :
قال ابن السكِّيت (ت:244هـ): (يقال: قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد أكثرت من الهيللة، إذا أكثرت من قول "لا إله إلا الله"، وقد أكثرت من الحوقلة، إذا أكثرت من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله")ا.هـ.
قال المصنف (( وأكثر ما يستعمل لفظ "البسملة" في كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم). وأكثر ما تستعمل التسمية لقول (بسم الله). ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين، والسياق يخصص المراد.
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الثناء تكرير للحمد وتثنيته ويكون في الخير والشر ومنه ما ثبت في الصحيحين من حديث انس حين مر قوم بجنازتين وفيه قال انس رضي الله عنه : مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت»... الحديث
واماالحمد فلا يكون الا على الحُسن والاحسان فكل حمد ثناء وليس كل ثناء حمد ورد في الحديث الصحيح (( إذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
لها معنيان الاول في يوم الدين والثاني ليوم الدين
فالاول اي المالك للامر كله في يوم الدين [ اي ( ظرفية ) ] - مابين الاقواس ارجوا ان يبينها المشايخ الفضلاء هل يجوز اطلاق الظرفية ام هناك اخلال في تعيظم الاله او ماشابه فلعلكم تفيدوننا في التقيم نفع الله بكم وإنما ذكرتها لأجل التعلم واستغفر الله ان كان فيها ما يحد بجهة او ما شابه لذات الله تعالى ( ليس كمثله شيء ) -
اما الثاني ( ليوم الدين ) قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
قال المصنف : (( وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما. ))

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
لها ثلاث معان كما ذكره اهل الفضل والعلم من علمائنا الاجلاء
اولها : افادة الحصر اي اثباته لله وحده ونفيه عما سواه وهذا وارد في كتاب الله كما ذكر في كلمة التوحيد (( فاعلم انه لا اله الا الله )) ومواضع اخرى
والثانية: تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
قال ابن القين : (( ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)ا.هـ.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ذكر اهل العلم ان الاستعانة قسمين:
الاولى : استعانة عبادة والثانية استعانة تسبب واما فائدة معرفتها فيتبين اذا سألنا سؤالاً وأجبنا عليه من كلام اهل العلم فإنه سيبين المقصود وهذا من اساليب دعوة النبي عليه الصلاة والسلام - وهذا السؤال قد نشرته على مواقع التواصل بعد ما قرأت هذا التقسيم من كلام المصنف رفع الله شأنه وزاده علما فأحببت أن انشره للفائدة واقتبست الاجابه من كلامه فأذكره هنا كما رتبته - ( وغايتي ان امرن نفسي على اساليب التعلم والتعليم والدعوة وهو هدف من اهداف هذا الصرح العلمي )

وكان كما يأتي :
س/ اذا كانت الاستعانة بالله فما معنى قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.
وحديث قابوس بن المخارق عن أبيه، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، الرجل يأتيني يريد مالي، قال: «ذكّره بالله».
قال: فإن لم يذكر الله؟
قال: «استعن بمن حولك من المسلمين»
قال: فإن لم يكن حولي أحد؟
قال: «فاستعن عليه بالسلطان».
قال: فإن نأى عني السلطان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك» رواه ابن أبي شيبة والنسائي.
الجواب يسير لمن يسره الله له ولمن اكتحلت عينه بكلام اهل العلم والفضل وباختصار
● أقسام الاستعانة
الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
إذا تبيَّن ذلك فاعلم أنَّ قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وغيرها من النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب، وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى.
-وبهذا يتبين ان معرفة الانواع للتميز بين ما هو عبادة وما هو سببي -


وتمت الاجابه بفضل من الله ومنه
فما كان من صواب فمن الله وحده
وما كان من زلل ونسيان وسوء فهم وتقصير فالله ورسوله منه براء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 12:35 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الأولي
1- اسم (الله) هو الاسم الجامع لأسماء الله الحسنى وهو الأخص له وأعرف المعارف
ويشتمل عل معنيين عظيمين متلازمين:ذه
الأول:الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال، ودلالته على باقى الأسماء بالتضمن واللزوم واضحة فهو يتضمن كمال الألوهية لله تعالى ويستلزم منه كمال ربوبيته وكمال ملكه وتدبيره.
الثانى:المألوه اى المعبود الذى لا يستحق أحد العبادة سواه. والعبادة تستلزم محبته وتعظيمه واجلاله والذل والخضوع والانقياد لطاعته،وهذه الأمور(المحبة،التعظيم،الانقياد) هى أصول العبادة التى يتحقق بها الإخلاص.
____________
2-المراد بالبسملة : قول (بسم الله الرحمن الرحيم) وهو نوع من الاختصارات مشتهر عند العرب
والأصل المراد به قول (بسم الله) والسياق يخصص المراد.
____________
3-الفرق بين الحمد والثناءعلى وجهين:
الأول:الثناء تكرار الحمد والتمجيد هو كثرة تكرار صفات المحمود لتعظيمه واجلاله.
الثانى:الحمد يكون على الحسن أما الثناء قد يكون على خير أو شر ففى الحديث(هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار)
___________________
4- الإضافة فى (مالك يوم الدين) لها معنيان:
الأول : إضافة بمعنى (فى) أى هو المالك فى يوم الدين.
الثانى: إضافة بمعنى(اللام) أى المالك ليوم الدين.
وكلاهما يقتضى الحصر ويصح معناه ويجع بينهما.
_______________
5-الحكمة من تقديم (إياك) على (نعبد):
1-إفادة الحصر مع اختصار اللفظ بمعنى(نعبدك ولا نعبد غيرك)
2-تقديم ذكر المعبود جل وعلا.
3-إفادة الحرص على التقرب.
______________
6-الاستعانة على قسمين:
الأول : استعانة العبادة أى التى يصاحبها معان تعبدية من خوف ورجاء وحبة وغيرها من أعمال القلوب التى لا يجوز صرفها إلا لله عزوجل، وهى ملازمة للعبادة.
ولا يجوز صرفها لغير الله.
الثانى: استعانة السبب وهو صرف الأسباب التى تعين فى جلب نفع أو صرف ضرر مع الاعتقاد أن النفع والضر بيده سبحانه وهو المقدر لجميع أمور الكون.
وحكمها بحسب حكم السبب والغرض منه أما تعلق القلب به فهو شرك اصغر لأنه قدح فى النوع الأول.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 11:04 AM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم الرحمن؟
الرحمن : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، و هو على وزن فعلان الدال على السعة وبلوغ الغاية .
وهذا الاسم لا يجوز أن يتسمى به غير الله تعالى ، لأنه على وزن (فعلان) المبالغ في وصفه كما يقال غضبان أي : الممتلىء غضبا .
فالرحمن هو الذي وسعت رحمته كل شيء، و هذا وصف لا يليق بغير الله سبحانه و تعالى .

س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
لم يختلف أهل العلم في عد البسملة بعض آية من سورة النمل في قوله تعالى}: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم{
و وقع الخلاف في عدها آية من أول كل سورة عدا براءة على أقول :
فمنهم من قال : لا تعد آية في بداية السور ، وذهب الى هذا القول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وحكي عن سفيان الثوري
و منهم من قال : إنها آية من سورة الفاتحة فقط ، و هذا رواية عن الشافعي و عليه العد الكوفي و المكي
و منهم من قال : هي آية في كل سورة عدا براءة ، وهذا رأي سفيان وابن المبارك و اصح الروايات عن الشافعي ورواية عن أحمد ومال إلى ترجيحه النووي .
و منهم من قال : هي آية في أول الفاتحة ، وجزء من الآية الاول من كل سورة عدا براءة , و هو رواية عن الشافعي و ذكره شيخ الاسلام وابن كثير ، وهو قول ضعيف .
و منهم من قال : هي آية مستقلة في باية كل سورة وليست منها ، و هذا رواية عن أحمد وقول لبعض الحنفية .
واختار هذا القول شيخ الإسلام . وهذا هو الراجح و العلم عند الله لأنه أوسط الأقوال ، قال شيخ الإسلام عن هذا القول : (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)ا.ه.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
المدح أعم من الحمد ، لأن الحمد لا يكون إلا عن رضا و محبة ، بخلاف المدح فقد يمدح الشخص من لا يحب رغبة في حصوله على مطلوبه أو دفع شره .
و الحمد لا يكون إلا على المحمود من الصفات ، أما المدح فقد يمدح الظالم بظلمه و المفسد بإفساده .
و الحمد أعم باعتبار كونه بالقلب و اللسان بخلاف المدح الذي لا يكون إلا باللسان .

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
أي نخلص لك العبادة فنقوم بما أوجبت علينا محبة ورجاء و خوفا مطيعين خاضعين .
و العبودية أصلها الذلة كما قال ابن جرير
و قال أبو منصور الأزهري : العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع .
و العبادة شرعا كما عرفها شيخ الإسلام : إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة .
فخرج بقوله (من الأعمال والأقوال ) الأشخاص و الأمكنة و الأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة
و خرج بقوله ( لكل ما يحبه الله و يرضاه ) كل عبادة غير شرعية و إن وصفت بأنها عبادة كأفعال المشركين فهم يتعبدون لأصنامهم لكنها أفعال لا يحبها الله فلا تدخل في العبادة بمعناها الشرعي ، وهذا من توفيق الله لشيخ الإسلام في حسن اختيار العبارة .
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
ليفيد عموم ما يستعان بالله عليه ، فيشمل كل ما يحتاجه العبد فلا غنى له عن ربه في جلب المنافع و دفع المضار في الين و الدنيا .

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
للمفسرين فيها أقوال عدة ، أشهرها ستة أقوال و هي :
1- مراعاة فواصل الآيات في السور وهذا قول البيضاوي و النسفي وابن عاشور .
2- لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة و العكس . وهو قول ابن جرير .
3- أن العبادة أعم فالاستعانة نوع منها . ذكره البغوي
4- أن المقصود هي العبادة و الاستعانة وسيلة إليها ، وهو قول شيخ الإسلام وابن كثير .
5- بيان أن العبادة لا تكون إلا بإعانة الله لعبده .
6- قول ابن عاشور في التحريرو التنوير : ووجه تقديم قوله { إياك نعبد } على قوله : { وإياك نستعين } أن العبادة تَقَرُّبٌ للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك، ولأن الاستعانة بالله تتركب على كونه معبوداً للمستعين به ولأن من جملة ما تطلب الإعانة عليه العبادة فكانت متقدمة على الاستعانة في التعقل .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 03:15 PM
إبراهيم العطوي إبراهيم العطوي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعة الخامسة :


س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوالأحسنها وأجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ علىالصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصفوالثاني للفعل،
فالأول دال على أن الرحمة صفته.
والثاني دالعلى أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)،(إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .ولم يجئ قط رحمن بهم،فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته)ا.هـ.

س ـ ما متعلق الجار والمجرور المحذوف في (بسم الله ) وما الحكمة من حذفه ؟.
متعلق الجار والمجرور بمحذوف يقدر في كل موضع بما يناسبه فإذا قرأت قدرته باسم الله أقرأ , وإذا كتبت قدرته باسم الله أكتب .
ومن أهل العلم من يقدر المحذوف بحسب اختياره في معنى الباء , فيقول من رأى الباء للإبتداء , فيكون التقدير باسم الله أبدأ , أو باسم الله أبتدائي .
والحكمة من حذفه :
1- تقديم اسم الله تعالى فلا يقدم عليه شيء .
التخفيف لكثرة الأستعمال . 2-
3- ليصلح تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبه .



س 3 – فسر بإيجاز معنى ( الحمد لله رب العالمين ) .
معنى الحمد لله : هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة .
والتعريف في الحمد له معنيان :
- المعنى الاول : استغراق الجنس : أي كل حمد فالله هو المستحق له .
- المعنى الثانى : التمام والكمال : أي الحمد التام والكامل من كل وجه وبكل أعتبار لله تعالى وحده .
فالله سبحانه وتعالى له الحمد بالمعنيين كليهما .
معنى الرب : هو الجامع لجميع معانى الربوبية من الخلق والرزق والتدبير والأصلاح والرعايية .
وللربوبية نوعين :
- ربوبية عامة : وهي الخلق والملك والرزق والتدبير وهذه عامة لكل المخلوقات .
- ربوبية خاصة : وهي ربوبية خاصة لأوليائه بالتربية الخاصة والهداية والتوفيق والنصرة .
معنى العالمين : جمع عالم , وهو أسم جامع لا واحد له من لفظه , يشمل أفرادا كثيرة يجمعها صنف واحد
فالإنس عالم , والجن عالم , والملائكة عالم . والحيوانات عالم والنباتات عالم .
معنى ( رب العالمين ) : هو سبحانه خالق جميع العوالم التى لا يحصيها إلا الله وهو الذي أنشأها من العدم وهو الذي يدبر أمرها فلا يخرج أي شيء منها عن أمره وتدبيره .

س 4 – بين معنى العبادة لغة وشرعا ؟.
العبادة لغة : قال ابن جرير ( العبودية عند جميع العرب أصلها من الذل , وأنها تسمي الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام وذللته السابلة .معبدا.) .
وقال ابو منصور الأزهرى : ( العبادة في اللغة : الطاعة مع الخضوع , ويقال طريقا معبدا إذا كان مذللا بكثرة الوطء).
والعبادة شرعا : كما عرفه شيخ الإسلام رحمه الله ( اسم جامع لكل ما يحيه الله سبحانه من الأقوال والأفعال الباطنة والظاهرة .
قوله ( الأقوال والأفعال ) يخرج الأشخاص والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا تسمى عبادة لان العبادة تتعلق بما يتعبد به .

س 5 – بين معنى الاستعانة وكيف تتحقق ؟ .
الاستعانة : هي طلب العون والإعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار .
والإستعانة أوسع معانى الطلب , وإذا أطلقت دلت على معنى الإستعاذة والإستغاثة .
فالإستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والإستعاذة والإستغاثة والإستهداء والإستكفاء وغيرها ,
وحاجة العبد إلى الإستعانة بالله مستمرة وفي كل أحواله فهو محتاج الى الهداية والثبات عليها ومحتاج الى مغفرة الذنب
والحفظ من الشرور والأفات وقيام المصالح , وكل ذلك لا تكون بغير توفيق الله سبحانه وتيسيره .
وتتحقق الإستعانة بأمرين :
1- إلتجاء القلب إالى الله بصدق طلب العون , وتفويض الأمر له سبحانه .
2- إتباع هدى الله ببذل الأسباب التى أرشد اليها وبينها .
وقد جمع هذين الأمرين في قوله صلى الله عليه وسلم ( إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولاتعجز ). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .



س 6 – ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي ( نعبد) و (نستعين) ؟.
الحمكمة من إتيان ضمير الجمع في قوله ( إياك نعبد ) أبلغ في التعظيم والتمجيد من لو قال إياك أعبد .
والحمكمة من إتيان ضمير الجمع في قوله ( إياك نستعين ) أبلغ في التوسل , فأضاف إلى التوسل بالتوحيد بكرمه تعالى وإعانته إخوانه المؤمنين .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 03:45 PM
معاذ المحاسنة معاذ المحاسنة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 66
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابة أسئلة المجموعة الثانية:
السؤال الأول: الرحمن: هو اسم من أسماء الله الحسنى و هو على وزن (فعلان) و هذا البناء في اللغة من الأبنية التي يبالغ فيها بالوصف و هذا هو سبب اختصاص الله تعالى به .و معناه أن الله هو الرحمة الواسعة التي وسعت كل مخلوقاته المؤمن منها و الكافر. ويشتمل هذا الاسم العظيم معنى السعة و بلوغ الغاية وهو اسم مختص بالله تعالى لا يسمى به غيره.
السؤال الثاني: اتفق العلماء أن البسملة آية من آيات سورة النمل في قوله تعالى (انه من سليمان و أنه بسم الله الرحمن الرحيم ) , و لكنهم اختلفوا في عد البسملة آية في كل سور القرآن الكريم عدا سورة براءة و كانت أقوالهم رحمهم الله جميعاً كالتالي: 1- أن البسملة لا تعدآية من سورة الفاتحة و لا من كل سورة في القرآن الكريم و قال بهذا القول الأمام أبو حنيفة و الأوزاعي و ألامام مالك و سفيان الثوري رحمهم الله تعالى. 2- أنها تعد آية من سورة الفاتحة فقط و ليست آية في باقي سور الرآن الكريم و قال به الامام الشافعي رحمه الله تعالى. 3- أن البسملة أية من كل سور القرآن ما عدا سورة براءة و هذا قول مجموعة من العلماء منهم عبدالله بن المبارك و النووي رجح هذا القول أيضا. 4- أما القول الرابع فقال أن البسملة آية من سورة الفاتحة و هي جزء من الآية الأولى في كل سورة من سور القآن الكريم ما عدا سورة براءة و هذا قول لبعض علماء الشافعية و قاله الرازي في تفسيره وهو قول ضعيف . 5- أن البسملة آية مستقلة في كل سورة من سور القرآن الكريم و ليست من السور فلا تعد من آيات السورو هذا القول لبعض علماء الأحناف و قال به شيخ الاسلام رحمهم الله جميعاً. و الثابت عند أهل العلم في هذه المسألة أن البسملة هي قرآن منزل و لكن الخلاف في عدهامع آيات السور ما عدا سورة براءة. أما مذاهب العد في هذه المسألة أنها لا تعد أية و لو أنهم كانوا يقرؤن بها في كل السور عدا سورة براءة و الفاتحة و هو الرأي الأرجح.
السؤال الثالث: هناك خصوص و عموم بين الحمد و المدح. لأن المدح أعم من الحمد, لأن الحمد يكون عم محبة و رضا و المدح قد لا يكون كذلك, فقد يمدح الانسان من لا يحبه.
و الحمد يكون على اعتقاد حسن صفات المحمود و احسانه أما المدح فقد يكون على شئ ليس بالحسن. و قد يكون الحمد أعم من المدح لأن المدح يكون بالسان فقط و الحمد يكون بالقلب و اللسان.
السؤال الرابع: معناها: أن اخلاص العبادة لله وحده فتطاع أوامره و تجتنب نواهيه محبة و رجاء و خوفا منه سبحانه وتعالى و باستكانة له وحده لا شريك له.
السؤال الخامس: متعلق الاستعانة: هو الشئ أو الأشياء التي يستعان الله به أو بها لقضائها, و في الاستعانة ثلاثة أشياء: أ- الاستعانة: وهي فعل العبد المؤمن ب- المستعان به : و هو الله جل و علا ج- المستعان عليه : و لم يذكر في الآية و هو المقصود بمتعلق الاستعانة هنا أي ما هو الشئ المستعان عليه؟
و بحسب أقوال العلماء فأن مفصصود الاستعانة يرجع الى معنيين هما: 1- الاستعانة على عبادة الله تعالى لأنه تقدم ذكرها في السورة. 2- الاستعانة على قضاء الشوؤن و الحوائج بالله تعالى وحده. و الصواب الجمع بين المعننيين لأن كلاهما حق, لأن الأول هو طلب للاستعانة على أداء حقوق الله سبحانه و تعالى و الثاني الأستعانة على ما يحتاجه المخلوق ليداوم على أداء حقوق الله تعالى.
السؤال السادس: تعد مسألة تقديم (اياك نعبد) على (اياك نستعين) من مسائل التفسير البياني و هي من المسائل التي اهتم بها المفسريين و تعددت أقوالهم فيها,
فالقول الأول قال به البيضاوي رحمه الله وهو أن الحكمة من التقديم مراعاة فاصل الآيات في السور. أما القول الثاني فقال به ابن جرير و هو أنه لا فرق في المعنى بين تقديم الاستعانة على العبادة و العكس صحيح.
و القول الثالث أن التقديم كان لأن العبادة أعم و أشمل من الاستعانة لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة و هذا قول البغوي. و القول الرابع في التقديم أن العبادة هي المقصود و الغرض و الاستعانة هي الوسيلة للوصول الى العبادة و قل ابن كثير و شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى. و القول الخامس أته لبيان أن العبادة لله لا تكون الا بأعانته سبحانه و تعالى و توفيقه و هذا يترتب عليه الشكر لله و قال بهذا القول أبو السعود .
أما القول الأخير في سبب تقديم قوله تعالى (اياك نعبد) على قوله تعالى (اياك نستعين) فهو قول ابن عاشور في كتابه (التحرير و التنوير):
أن العبادة هي تقرب لله سبحانه و تعالى فهي أجدر بالتقديم من الاستعانة و المناجاة, و ذلك لأن المناجاة لنفع المخلوق فكان الأنسب في التقديم هو تقديم العبادة لأنها من عزم و صنع المخلوق على المناجاة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 04:13 PM
عبد المجيد المتعاني عبد المجيد المتعاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 79
افتراضي

المجموعة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم
س1 : بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى ؟
الرب : هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والتدبير والرعاية والإصلاح .

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
سبب حذف الألف في { بسم الله } : لعدة أسباب ذكرها علماء اللغة منها:
أمنُ اللبس في { بسم الله } وهذا قول الفرّاء.
ولإرادة لتخفيف لكثرة الاستعمال وهذا قول جماعة من العلماء ، وذكر بعضهم عللاً أخرى .

س3: ما المراد بالعالمين ؟
العالمون جمع عالَم وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه يشمل أفراداً كثيرة يجمعها صنفٌ واحد .
فالإنس عالم والجن عالم وكل صنف من الحيوانات عالَم وكل صنف من النباتات عالَم إلى غير ذلك مما لايُحصيه إلا الله تعالى من عوالم الأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه وغيرها من
العوالم الكثيرة .
وكل صنف من هذه العوالم ينقسم إلى عوالم في كل قرن فأهل كل قرن من ذلك الصنف عالَم كما قال الله تعالى { يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين }
وهذا هو القول الراجح ، لكن هناك أقوال أخرى لبعض العلماء في المراد بالعالمين أشهرها قولان صحيحان:
القول الأول: المراد جميع العالمين وهو قول أبي العالية الرياحي وقتادة ، وقال به جمهور المفسرين .
القول الثاني: المراد بالعالمين في هذه الآية : الإنس والجن ، وهذا القول مشتهر عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وروي أيضاً عن ابن جريج

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
الحكمة من تكرار ذكر اسمي { الرحمن الرحيم } بعد ذكرهما في البسملة ، تكلّم في هذه المسألة بعض المفسرين ، وقد اختلفوا في ذلك على أقوال :
القول الأول: أنه لاتكرار هنا لأن البسملة ليست آية من الفاتحة ، وهذا قول ابن جرير .
لكن هذا القول يُعترض عليه من وجهين:
أحدهما: أن اختيار المفسر لأحد المذاهب في العدّ لايقتضي بطلان المذاهب الأخرى .
الوجه الآخر: أن المسألة باقية على حالها حتى على اختياره إذ لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدّها آية من الفاتحة .
القول الثاني: أن التكرار لأجل التأكيد، وهذا القول ذكره الرازي .
القول الثالث: أن التكرار لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد ، وهذا القول ذكره البيضاوي .

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟

معنى قوله تعالى { وإياك نستعين } : أي نستعينك وحدك لاشريك لك على إخلاص العبادة لك ، فإنّا لانقدر على ذلك إلا بأن تعيننا عليه ، ونستعينك وحدك على جميع أمورنا ، فإنك أن لم تُعنّا لم نقدر على جلب النفع لأنفسنا ولادفع الضر عنها .

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
معنى الالتفات في الخطابة : تحوّل الكلام من الغيبة إلى الخطاب .
فائدة الالتفات في الخطاب :
1-تنويع الخطاب .
2- البيان عن التنقل بين مقامات الكلام .
3- التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكر في مناسبته .
4- استرعاء الانتباه لمقصده .

الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة ، قال ابن كثير رحمه الله : " وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبة ، لأنه لمّا أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ، فلهذا قال { إياك نعبد وإياك نستعين } وفي هذا دليل على أنّ أول السورة خبرٌ من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى ، وإرشادٌ لعباده بأن يُثنوا عليه بذلك "

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 08:53 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

اجوبة المجموعة الثالثة :

س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
الرحيم : فعيل بمعنى فاعل ، أي : راحم و " رحيم " صفة مبالغة ، وتكون لمعنى العظمة والكثرة ، والله " رحيم " بالمعنيين ، فهو عظيم الرحمة ، وكثير الرحمة ، والرحمة نوعان : عامة : لجميع مافي الكون حتى الحيونات . وخاصة : وهي خاصة بعباد الله المؤمنين وملخصها به من الهداية للحق واستجابة الدعاء وكشف الكروب.

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
اختلف أهل الله في تحديد معنى " الباء " ، وأقربهاللصواب أربعة هي:
1- الباء للاستعانة . 2-الباء الابتداء . 3- الباء للمصاحبة والملابسة 4- الباء " للتبرك" .
والأظهر أن هذه المعاني الأربع صحيحة لا تعارض بينها ، فيصح أن يستحضر المبسمل عند بسملته هذه المعاني جميعا ، ولا يجد في نفسه تعارض بينها .

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الحمد أعم من وجه والشكر أعم من وجه آخر ، فالحمد أعم باعتبار أنه يكون على ماأحسن به المحمود ، وعلى مااتصف به صفان جيده ، والشكر أعم باعتبار أن الحمد يكون بالقلب واللسان ، والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل.

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
أثر اختلاف القراءات على المعنى في : {مالك يوم الدين} القراءة الأولى " مالك " باثبات الألف بعد الميم ، والمالك الذي يملك كل شي يوم الدين ، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يملكه - جل وعلا- والتفرد بالملك التام فلا يملك أحد دونه شيئا إذا يأتيه الخلق كلهم لا يملكون شيئا ولا ينفعون أنفسهم بشئ ، فهو صفة كمال وتمجيد لله ، وتعظيم اه وتفويض إليه من أوجه أخرى
والقراءة الثانية " ملك " أي ذو الملك وهو كمال التصرف والتدبير ونفوذ أمره على من تحته وإضافة ملك إلى يوم الدين يفيد الاختصاص فلا ملك فيه الا الله سبحانه وكل ملوك الدنيا يذهب ملكهم. والمعنى صفه كمال الله تقتضي تمجيده وتعظيمه والتفويض إليه الموقف الصحيح من الخلاف : أن الجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والملِك في حق الله تعالى على أتم الوجوة وأحسنها وأكملها ، فالله هو المالك الملك ، ويوم القيامة يضمحل كل ملك دونه ولا يبقى ملك غير ملكه.

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
هُم أقسام : أفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله ، فكانوا من أهل " إياك نعيد وإياك نستعين " وهم على درجات ، وهم كثير لأن المسلمين يتفاضلون في اخلاص العبادة وفِي الاستعانة تفاضلا كبير ، ومن أخلص في العملتين فهو السابقة بالخيرات .
القسم الثاني: مايقع فيه بعض المسلمين من تفريط وتقصير في إخلاص العبادة و الاستعانة ، فيحصل بسبب ذلك آفات وعقوبات فمن قصر في الإخلاص في العبادة يحصل بسببه آفات قد تحبط العمل كالرياء والتسميه وأخف منهما: القسم الثالث : من يؤدي هذه العبادات لكن لا يؤديها كما يجب ، فيسئ ويحل بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه ، ويحصل من التقصير في الاستعانة آفات من الضعف والعجز والوهن فإن اصابه مايكرو فقديصاب بالجزع وضعف الصبر ، والتفريط عموما يؤثر على طمأنينة القلب وسكينة النفس .
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
للتكرار فائدة وحكمة ، فزيادة المعنى تدل على زيادة في المعنى ، فيذكر ابن عطية أن التكرار بحسب اختلاف الفعلين ، فاحتياج كل منهما إلى تأكيد واهتمام ويؤكد ابن القيم أن التكرار من دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واعد من الفعلين ، ففي اعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ماليس في حذفه ، ففي التكرار اختصاص ومزيد اهتمام ، ويذكر ابن كثير أن التكرار للاهتمام والحصر .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 10:47 PM
محمد انجاي محمد انجاي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 108
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى ؟
ج1: الله اسم يدل على ذات الله سبحانه وتعالى، ومعناه: المعبود، فكلما يعبد يسمى إلها.
قال الله تعالى {وهو الله في السماء وفي الأرض} أي: المعبود في السماء وفي الأرض.

س2: ما المراد بالبسملة ؟
ج: المراد بالبسملة هي {بسم الله الرحمن الرحيم}، وقد تُطلق وتُراد به التسمية وهي {بسم الله} .

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج: يمكن تفريق الحمد والثناء بوجهين:
الوجه الأول: أن الحمد هو وصف المحمود بالكمال محبةً وتعظيماً، أما الثناء فهو تكرير الحمد، ولذلك ثبت في حديث أبي هريرة أن المصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين، يقول الرب: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثني عليّ عبدي. هذا وجه.
الوجه الثاني: أن الحمد لا يطلق إلا على الخير، والثناء يطلق على الخير والشر معاً، ويشهد لذلك ما ثبت في أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: مرّوا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
هذه الإضافة لها معنيان:
المعنى الأول: أن تكون الإضافة بمعنى "في" أي: المالك في يوم القيامة دقه وجله، حيث لا يملك أحدٌ غيره.
المعنى الثاني: أن تكون الإضافة بمعنى اللام، أي: المالك ليوم القيامة، مجيئه ووقته.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ج: قد نقل عن العلماء في حكمة تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد} أقوالٌ كثيرة.
القول الأول: الحكمة من ذلك مراعاة فواصل الآيات، أورده البيضاوي في تفسيره، ويقول به النسفي وابن عاشور وغيرهم.
القول الثاني: أن التقديم والتأخير سيان، لا فرق بينهما، وهو قول ابن جرير الطبري. وهو قول فيه نظر.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة، لذلك قدم الأعم على الأخص، ذكره البغوي في تفسيره.
القول الرابع: أن الاستعانة تُوصّل بها إلى العبادة، فالعبادة هي المقصودة، والاستعانة وسيلة، فقدّمت المقصودة على الوسيلة، وقد قال بهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله .
وهناك أقوال أخرى أوصلها الألوسي في روح المعاني إلى أحد عشر وجهاً، ولا يخلو كله من نظر.
وللشيخ محمد الأمين الشنقيطي وجه حسن، قال: (وإتيانه بقوله: {وإياك نستعين} بعد قوله: {إياك نعبد} فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله: {فاعبده وتوكل عليه}.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام ؟
تنقسم الاستعانة إلى قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي أن يستعين المسلم بربه عز وجل في عباداته وأفعاله ويتبرأ من الحول والقوة، فهي الاستعانة التي لا يليق صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فهو مشرك.
القسم الثاني: هو استعانة التسبب، وهو أن يستعين المسلم بأخيه المسلم فيما له قدرة عليه، فهذا النوع من الاستعانة يجوز، ويعدّ من الأسباب المباحة ما لم يؤدّ إلى محظور أو ممنوع.
وفائدة معرفة هذين النوعين جسيمة وعظيمة، وهي أن يتمكن العبد من تمييز حق الله حتى لا يصرفه إلى غيره.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 10:59 PM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

الإجابات لأسئلة المجموعة الأولى :
1- معنى اسم (الله) تبارك وتعالى هو : الاسم الجامع للأسماء الحسنى ، وهو أخصّ اسمٍ لله تعالى ، وأعرف المعارف على الإطلاق ، (فهو الاسم الجامع ولهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه ، فيقال : الرحمن الرحيم الملك القهار الغفار من أسماء الله ، ولا يقال : الله من أسماء الرحمن ، (ولله الأسماء الحسنى) كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- (وهو اسم ممنوع ، لم يتسمّ به أحد ، قد قبض الله عنه الألسن ، فلم يُدع به شيء سواه) كما قال الخطابي -رحمه الله-
ولهذا الاسم العظيم معنيان عظيمان متلازمان :
1- الإله الجامع لكل صفات الكمال والجلال والجمال ، فهو اسم يدل باللزوم والتضمّن على سائر الأسماء الحسنى ، فمن جهة التضمّن : فإن اسم (الله) يتضمّن كمال الألوهية لله عزّ وجلّ ، فهو معنى جامع لكل ما يُعبد اللهُ تعالى لأجله ، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته جلّ وعلا .
وأما من جهة اللزوم : فإن اسم (الله) يستلزم كمال الربوبية لله تعالى وملكه وتدبيره ، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات له سبحانه وبحمده .
ومعلومٌ أن الله عزّ وجلّ الخالق البارئ المصوّر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الغني الرزاق القوي المتين ، وهو المجيد : الجامع لصفات المجد (سعة الفضل) والعظمة والكبرياء ، وهو العظيم الذي له جميع معاني العظمة ، فهو عظيمٌ في ذاته ، في مجده ، في قوته ، في كرمه ، في حلمه جلّ وعزّ ، وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفات العلى .
2- المألوه : المعبود المستحق للعبادة وحده ، كما قال الله تعالى : (وهو الله في السماوات وفي الأرض) (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) وهذه العبادة لها أركان ثلاثة تقوم عليها :
* المحبة العظيمة * التعظيم ولإجلال * الذلّ والخضوع والانقياد .

2- يرجع معنى البسملة إلى أربعة أقوال مشهورة :
أ- أستعين بالله ، فتكون الباء للاستعانة . ب- أبتدأ باسم الله ، فتكون الباء للابتداء . ج- ألزم اسمَ الله ، فتكون الباء للمصاحبة . د- أتبرّك باسم الله ، فتكون الباء للتبرّك .

3- الفرق بين الحمد والثناء من وجهين هما :
أ- الثناء : تكرير الحمد وإعادته ، كما في الحديث القدسي : (فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله : أثنى عليّ عبدي ) فالتمجيد : كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم .
ب- الحمد يكون على الحُسن والإحسان ، أما الثناء فيكون على الخير وعلى الشر ، كما في الحديث : (لما مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً وعلى الأخرى أثنوا شرّاً ، فقال صلى الله عليه وسلم : هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرّاً فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض) .

4- للإضافة في قول الله تعالى : (مالك يوم الدين) معنيان :
أ- إضافة بمعنى (في) أي : هو المالك في يوم الدين ، فلا يملك أحدٌ سواه في ذلك اليوم .
ب- إضافة بمعنى (اللام) أي : هو المالك ليوم الدين ، فلا يملك أحدٌ مجيءَ ذلك اليوم ووقوعه إلا هو سبحانه وبحمده .
وكلا الإضافتين تفيدان الحصر ، وهما حق ، والجمع بينهما كمال في بيان معنى الآية الكريمة .

5- الحكمة من تقديم المفعول (إياك) على الفعل (نعبد) ثلاث فوائد هي :
أ- الحصر ، بإثبات الحكم للمذكور ونفيه عما سواه .
ب- تقديم ذكر المعبود جلّ جلاله .
ج- الحرص على التقرّب .
** وقد أحسن الإمام ابن القيم -رحمه الله- في بيان الحِكم من تقديم المفعول على الفعل في هذه الآية (إياك نعبد وإياك نستعين) فقال : وأما تقديم المعبود المستعان على الفعلين ففيه : أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم ، وفيه : الاهتمام وشدة العناية به ، وفيه : الإيذان بالاختصاص المسمى بالحصر فهو في قوة : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها ، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدماً ، وسيبويه نصّ على الاهتمام ولم ينف غيره ** .

6- الاستعانة قسمان :
أ- استعانة العبادة ، وهي : التي يصاحبها معانٍ تعبدية في قلب المستعين ، وأوجب الله تعالى الإخلاص فيها ، وهذه لايجوز صرفها لغير الله تعالى ، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك .
ب- استعانة التسبّب ، وتكون ببذل السبب لتحصيل المطلوب ، مع اعتقاد أن النفع والضرّ بيد الله ، وهذه حكمها بحسب السبب والغرض ، فإن كان مشروعاً كانت مشروعة ، وإن لم فلا تُشرع .
وفي معرفة أقسام الاستعانة فائدة وهي : إحسان العبد عبادةَ ربه واستعانته به سبحانه ، فلا يصرفها إلا لله ، مع بذل الأسباب المشروعة في تحصيل مطلوبه ؛ ليسعد في الدنيا ، وتُرفع درجاته في الآخرة ، وبها يتبيّن التفاضل في هذه الأعمال وما يُبنى عليه من أحكام .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 11:26 PM
سلطان الفايز سلطان الفايز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 71
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج1:هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ؛وهو أخص أسماء الله وأعرفها على الإطلاق ،ويشتمل على معنيين عظيمين هما :
1/الاسم الذي يدل ويتضمن جميع أسماء الله ؛فهو جامع لصفات الكمال والجلال والجمال .
2/المألوه أي المعبود ، فلا يستحق العبادة أحد سواه .

س2: ما المراد بالبسملة؟
ج2: المراد بالبسملة، هي بسم الله الرحمن الرحيم ؛ وهي عبارة اختصار لها ،و تستخدمها العرب في كلمات كثيرة مثل الحيعلة في حي على الصلاة والحوقله في الإكثار من لا حول ولا قوة إلا بالله وغيرها.


س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج3:يتبين الفرق بينهما من وجهين هما:
1/الثناء تكرير الحمد وتثنيته ؛ كما في الحديث القدسي فإذا قال الرحمن الرحيم ،قال الله تعالى أثنى علي عبدي .... الحديث .
2/ أن الحمد لا يكون إلا على الحسن ، بخلاف الثناء فإنه يكون على الخير والشر .

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
ج4: الإضافة على معنيين هما :
1/إضافة في معنى في ؛ أي أن الله هو المالك في يوم الدين .
2/إضافة في معنى اللام ؛أي ان الله هو المالك ليوم الدين .


س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ج5 : الحكمة من التقديم هناك ثلاثة حكم ملتمسه هي :
1/إفادة الحصر ؛ بأن لا نعبد غيرك وفيه دعوة لإخلاص العبادة لله .
2/تقديم ذكر العمبود جل في علاه .
3/ إفادة الحرص على التقرب والإهتمام به .

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ج6 تنقس على الستعانة الى قسمين هما :
القسم الأول : استعانة عبادة ، وهي الاستعانة التي يصحبها معاني تعبدية في قلب العبد من رجاء وخوف ومحبة ؛فهذه لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغير الله فهو مشرك .
القسم الثاني :استعانة التسبب ، وهي بذل السبب الموصل لما يريده من جلب منفعة أو دفع ضر، مع اليقين أن السباب كلها بين الله أنه ماشاء كان وما لم يشاء لم يكن ، فهذه الاستعانة ليست عبادة لذاتها بل هي طريق فحكمها مرتبط بما توصل إليه ، فإن كان واجباً كانت الاستعانة بما يحققه واجب كذا المحرم والمستحب والمباح ، وأما إن كان تعلق القلب بالسبب مع نسيان المسبب فهذا من الشرك الأصغر .

* والفائدة من معرفة هذه الأقسام أن يعرف العبد أن الاستعانة ليست كلها عبادة فمنها ماهو عبادة إذا صُرف لغير الله فهو شرك ومنها ماهو ليس بعبادة بل هو سبب وطريق الى مطلوب يختلف حكمه باختلاف مايوصل إليه .

انتهت

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 12:24 AM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعون الله نجيب على أسئلة المجموعة الأولى :.

السؤال الأول : بين بإيجاز معنى اسم ( الله ) تبارك الله ؟
الله لا إله إلا هو الحي القيوم , يقشعر البدن عند التكلم عن الله وعن أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وخاصة إسم
( الله ) فالله هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق و كما قال ابن القيم رحمه الله هو ( الاسم الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى})
ومن عظمة الله تعالى إنه لم يتسم أحد بهذا الإسم وهذا قاله ابو سليمان الخطابي وقد قال تعالى في سورة مريم (( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ( 65 )
قال قتادة ، قوله ( هل تعلم له سميا ) لا سمي لله ولا عدل له. (تفسير الطبري)
ومعنى إسم الله يشمل معنيين عظيمين :
الأول : (هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال ) فهذا الإسم يدل على جميع الأسماء الحسنى وعظمتها فالله هو الذي لا إله إلا هو الحي القيوم السلام المؤمن المهيمن الخالق الرازق الجبار له الأسماء الحسنى والصفات العلى .
وهذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامع لكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعال و كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات.
الثاني : هو الإسم الجامع لصفات الألوهية وهو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، وقال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور: وهي المحبة والتعظيم والخضوع وهي معاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصها لله فهو من أهل التوحيد والإخلاص.

السؤال الثاني :ما المراد بالبسملة؟
البسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً مثل قولنا ( الحوقلة ) وهي قول لا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)ا.هـ.
واستعمال العرب للنحت قديم، ومن الشواهد شعر في الجاهلية قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
قال الخليل: (نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت)ا.هـ.
والبسملة هي إختصار ( بسم الله )
وقال الشاعر:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ
(بَسْمَلَتْ) أي: قالت: (بسم الله) استغراباً أو فزعاً.
واشتهر إسم البسملة على بسم الله الرحمن الرحيم و يستعمل لفظ "البسملة" في كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم) ,و التسمية لقول (بسم الله) ,ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين، والسياق يخصص المراد.

السؤال الثالث: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
هناك فرق بين الحمد والثناء من وجهين :
ويتضح الفرق الأول من الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي...). الحديث.
فالثناء هنا هو تكرير الحمد وتثنيته لإنه في الحديث بعد قول تعالى( حمدني عبدي )جاء قوله تعالى( أثنى علي عبدي)
وهذا واضح في الحديث .
والفرق الثاني: أن الحمد لا يكون إلا على الكمال والجمال والمحبة و الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».

السؤال الرابع : ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
(مالك يوم الدين ) هذه الآية تمجيد لله تعالى لإنه مالك وملك يوم الدين وهو يوم القيامة
وأضيفت هنا يوم الدين إلى مالك وهذه الإضافة لها معنيان جميلان وهما :
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.

السؤال الخامس : ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

ننقل هنا كلام ابن القيم رحمه الله فقد كفى ووفى في بيان الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد} فقال :في كتابه "مدارج السالكين" فقال: (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين ففيه
أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)

السؤال السادس : اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام؟

الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.وهي أوسع معاني الطلب وحاجة العبد الى الله هي دائمة ومتجددة في كل أحيانه والإستعانة من أعظم العبادات التي يكون فيها العبد فقير إلى الله وخاضع له بذل وانقياد , لذلك للإستعانة قسمين :
القسم الأول: إستعانة العبادة وهي المقصودة في قوله تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فهذه الإستعانة يصحبها معان تعبدية مثل المحبة والخوف والرجاء والخشية والإنابة ولا يجوز صرفها لغير الله تعالى بل صرفها لغيره هو شرك والعياذ بالله فيستعان به وحده جل وعلا وقال عليه الصلاة والسلام لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
القسم الثاني : إستعانة السبب وهي بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل مطلوب مع إيمانه بأن النفع والضر بيد الله سبحانه وتعالى , هذه الإستعانة ليست عبادة لخلوها من المعاني التعبدية مثل الخوف والرجاء فهي كما يستعين الإنسان بجواله أو غرض له .
وحكمها يعود للسبب والغرض فإذا كانا مشروعين كانت الإستعانة مشروعة وإن كان أحدهما محرم فالاستعانة محرمة , وإن تعلق القلب بالسبب كان شركا أصغر . ومن الأدلة على إستعانة التسبب
قوله الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.

لذلك على المسلم ان يتعلم هذين القسمين ويجعل إستعانته دائما بالله ويخلص فيها ولا يجعل قلبه يتعلق إلا بالله جلا وعلا فإذا أراد المسلم الطمانينة والسكينة ورفع الدرجات فعليه الإخلاص في إستعانة بالله ففيها النجاة ,
اما من كانت استعانته فيها تفريط وتقصير في إخلاصه لله فهذا معرض للآفات والمصائب وقلة التوفيق وعدم راحة وطمأنينة وسكينة بل هو في حياة ضنك لبعده عن الإخلاص بالله .
وعلى المؤمن جهاد نفسه حتى يصل إلى اعلى مراتب الإستعانة بالله جل وعلا ففيها سعادة الدنيا والاخرة فمن تعلق قلبه بالله وحده فهنيئا له ونسأل الله ان نكون منهم .

وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 12:45 AM
محمد بن حسن محمد بن حسن غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 7
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.

الجواب :
اسم الله هو أهرف المعارف ، وهو اسم خاص به لا يسمى به غيره ، وهو الاسم الجامع لجميع أسماء الله الحسنى
ويشتمل اسم (الله) على معنيين عظيمين متلازمين: الأول هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهو اسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى ، والثاني هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه.

س2: ما المراد بالبسملة؟

الجواب :
المراد بالبسملة كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وهذا الأسلوب كان معروفا عند العرب ويسمى النحت وهو جعل كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة ، ومثل ذلك الحوقلة والحمدلة.
وفي ذلك قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟

الجواب :
الفرق بين الحمد والثناء من وجهين: الأول أن الثناء هو تكرير الحمد ، والثاني أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟

الجواب :
الإضافة في قوله تعالى "مالك يوم الدين" فيها وجهان : الأول أن الإضافة بمعنى "في" وعليه يكون معنى الآية أنه المالك في يوم الدين دون ما سواه ، والثاني بمعنى اللام أي المالك ليوم الديم ، وكلا المعنيين يفيد الحصر وكمال الملك لله عز وجل.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

الجواب :
تقديم المفعول {إيَّاك} على الفعل {نعبد} فيه ثلاث فوائد ذكرها أهل التفسير :
الأول : إفادة الحصر ، أي إثبات العبادة لله وحده ونفيها عما سواه
والثانية: تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله ، وهذا لا شك فيه زيادة تعظيم
والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب لأنه أبلغ من قول (لا نعبد إلا إياك) لأن ذلك فيه زيادة كلام بيد العابد والمعبود

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

الجواب :
الاستعانة قسمان : الأول استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها عبادات قلبية أخرى كالمحبة والخوف والرجاء والرغب والرهبة فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر . الثاني استعانة التسبب وهو الاستعانة بما جعله الله سببا لتحصيل المطلوب للعبد ع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله سبحانه ، فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية ، وحكمها حكم السبب فإن كان مشروعا شرعت وإن كان ممنوعا منعت.
أما فائدة معرفة هذه الأقسام هو بيان التفاضل في الأعمال بين الناس وما ينبني على ذلك من أحكام، وأيضا ليظهر مدى تناسب الأعمال والأحكام في الشرع.
والله تعالى أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:08 AM
محمد المرسي محمد المرسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 46
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج1: الاسم الجامع لأسماء الله الحسنى.لم يتصف به غيره في الأولين ولا الآخرين ولن يتصف فقطع الله عنه الالسنة أن يتصف به غيره سبحانه جل شانه.ترجع الأسماءكلها له ولا يرجع به إلى اسم غيره.جميل الوصف عظيم الشان عالى المكان رائع البيان إنه إسم الله الأعظم.


س2: ما المراد بالبسملة؟
ج2: قول بسم الله.والعرب تنحت من الكلمتين كلمة ف بسم والله نحتت ب البسملة.
بسملت عند غداة لقيتها فياحبذا الحبيب المبسمل.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج3: على وجهين الأول ان الثناء هو تكرار الحمد وتثنيته والثاني أن الحمد يكون على الحسن والإحسان والثناء على الخير والشر.

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
اضافة بمعنى انه يملك مافي يوم اليوم وبمعنى انه يملك ليوم الدين وكلتا الاضافتين بمعني الحصر وهما واقعتان مقررتان للملك الديان.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
الحصر وتقديم ذكر المعبود لجلال عظمته وبلاغة الحصر والعبودية والاستعانة.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
استعانة عبادة ولا تجوز الا لله وحده دون شريك
واستعانة تسبب كأن تستعين بأحد من المخلوقين مع تمام علمك أن الامر بيد الخالق وحده وليس كون المخلوق فى ذلك إلا سببا ساقه لك المسبب سبحانه وتعالى لا أكثر ولا أقل.

محمد المرسي
2:07 ص.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:20 AM
إبراهيم عمر إبراهيم عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 29
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فهذه أجوبة المجموعة الرابعة من أسئلة مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة
س1: بيّن معنى اسم (الرب) تبارك وتعالى.
الجواب: الرب هو المالك والسيد والمدبّر لشئون مربوبيه والقائم على رعايتهم وإصلاحهم وهو خالقهم ورازقهم والمتكفل بجميع أمورهم

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
الجواب: جاء الحذف اتباعًا للرسم العثماني، ولعلّ السبب في ذلك هو أمن اللبس كما هو قول الفرّاء، أو لكثرة الاستعمال كما هو قول جمهرة من العلماء

س3: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمَي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
الجواب: اختلفت أقوال العلماء في ذلك
قال ابن جرير أنه لا تكرار لأن البسملة ليست آية من الفاتحة أصلا حتى يكون تكرار ، ورُدّ على هذا القول أن هذا الاختيار من ابن جرير أن البسملة ليست آية لا ينفي وجاهة الاختيار في القول الآخر أنها آية وحينئذ يثبت التكرار؛ وكذلك لو لم يعدّها العادّ لكنه مع ذلك يقرأها قبلها فحدث التكرار أيضا
- القول الثاني: أن التكرار للتوكيد ؛ لعظمة هذا الأمر وأهميته ألا وهو رحمة الله تعالى بشموليتها وعمومها ، فكان التكرار لتوكيد هذا الأمر وتثبيته في القلب والذهن . وهذا قول الرازي
- القول الثالث: أن التكرار إنما هو لبيان علة استحقاق الحمد الذي سبقه والتنبيه عليه
وهذه أقوال اجتهادية لعدم ورود آثار عن السلف في هذه المسألة
- ويمكن أن يُخلَص إلى القول المناسب لسياق الآيات؛ فإن ذكر الاسمين في المرة الأولى جاء بعد البدء باسم الله والاستعانة والتبرك به حتى يهتدي العبد إلى الاهتداء بهذا القرآن العظيم وهذا إنما يكون برحمة الله عز وجل، فناسب هذا الموضع، ثم ذكرا مرة أخرى بعد حمد الله تعالى والثناء عليه وأنه هو الرب المالك المدبّر لشئون خلقه جميعهم لا يمنعه جحودهم عن رزقهم ومنحهم من عطاياه فهو الرب؛ وهذا كله برحمته سبحانه، فناسب التكارار مرة أخرى مناسبة للسياق . والله أعلم

س4: ما معنى قوله تعالى {وإياك نستعين}؟
الجواب: أي بك يا ربنا وحدك لا شريك لك نطلب ونستمد العون على جميع أمورنا وفي مقدمتها عبادتك وحدك لا شريك لك، فإننا عبيدك الضعفاء الفقراء إليك وإلى عونك وقوتك حتى نستطيع أن نعبدك كما تحب وأن نرشُد إلى الخير ونجتنب الشر؛ وهذا كله منك وحدك فسبحانك الرب الملك

س5: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الجواب: الالتفات هو تحوّل وانتقال الكلام من صيغة إلى أخرى في الضمائر كالانتقال من المخاطب إلى الغائب أو العكس أو من المتكلم إلى المخاطب .. إلخ ، أو ربما يكون المقصود في السؤال هو التفات محدد وهو تحول وانتقال الكلام من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب
- فائدته: التنوع في الخطاب، ولفت انتباه السامع أو المخاطب، والتركيز على شيء معين يُلتَفَت إليه، ومناسبة مقتضى الكلام من تعظيم أو تحثير .. إلخ
- الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة: كان الكلام في أول الآيات بصيغة الغائب، وفيه ثناء من العبد على ربه سبحانه واستحضار لعظمته وصفاته العُلى، فكأنه بعد هذا الحمد والثناء والتمجيد= صار كأنه بين يديه يناجيه بنفسه موجها ما في قلبه إلى ربه مباشرة من التعبد وطلب العون ، وفي الحديث الشريف عند هذه الآية (هذا بيني وبين عبدي) .. والله أعلم
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:28 AM
يحيى شوعي يحيى شوعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 67
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
معنى اسم ربنا " الرحمن " أي ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، و هو من "فَعْلان" الذي يدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية، وهو اسم مختصّ بالله تعالى، لا يجوز أن يُسمَّى به غيره.
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف العلماء في عدّ البسملة في أول كل سورة عدا سورة براءة على أقوال :
القول الأول: لا تعدّ آيةً من سورة الفاتحة، ولا من أوّل كلّ سورة، وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، وحُكي عن سفيان الثوري.
والقول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم، وعليه العدّ الكوفي والمكي كما تقدّم، وهو رواية عن الشافعي.
والقول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
- قال علي بن الحسن بن شقيق: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان الثوري، قال: (بسم الله الرحمن الرحيم في فواتح السور من السور). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
القول الرابع: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة، وهو رواية عن الشافعي، وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها).
وأصل الخلاف في هذه المسألة راجع إلى اختيار كلّ إمام للقراءة التي يقرأ بها، ولا ريب أنَّ البسملة آية من الفاتحة في بعض القراءات دون بعض.
و قد كان يفصل بها بين السور، وأنّها من كلام الله تعالى، وقد صحّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) في غير ما سورة:
- فمن ذلك: ما في صحيح مسلم من حديث علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك رضي الله ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} ».
- ومن ذلك: حديث أمّ سلمة رضي الله عنها في سورة الفاتحة، وقد تقدّم.
وقد تواتر النقل عن جماعة من القراء بقراءة البسملة في أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة، والبسملة فيها رواية عن عاصم.
وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن، وكتبوا {بسم الله الرحمن الرحيم} للفصل بين السور.
وبناء على ما استقرّت عليه المذاهب في العدّ؛ فإنّ هذه المسألة لها فرعان:
الفرع الأول: عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة، وقد سبق البيان بأنها آية من الفاتحة في العدّ الكوفي والمكي، وليست آية منها عند باقي أهل العدد.
والفرع الثاني: عدّ البسملة الآية الأولى في كلّ سورة عدا براءة.
وقد اتّفقت مذاهب العدّ على عدم عدّ البسملة آية، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كلّ سورة غير براءة، لكنَّهم لا يعدّونها من آيات السورة.
قال علم الدين السخاوي(ت:643هـ): (وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحدٌ من أهل العدد)ا.هـ.
وفي اتفاق أهل العدد على عدم عدّها آية في أوّل كلّ سورة غير الفاتحة دليل على أنّ الآخذ بهذا القول آخذٌ بقولٍ صحيحٍ لا شكَّ فيه، مع قيام الاحتمال القويّ على أنّ الأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.
ومما يستدلّ به على صحة قول من لا يعدّها آية في أوّل كلّ سورة:
1-حديث شعبة عن قتادة عن عباس الجُشَميِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي( تبارك الذي بيده الملك). رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وغيرهم.
وهو حديث رجاله أئمة معروفون غير عباس الجشمي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر في التقريب: مقبول، ولهذا الحديث شاهد عن أنس رضي الله عنه، وقد حسّنه جماعة من أهل الحديث.
وسورة الملك ثلاثون آية من غير البسملة عند جمهور أهل العدد.
ومن قال بأنها إحدى ثلاثون آية فلم يعدّ البسملة وإنما عدّ (قد جاءنا نذير) آية، كما هو في العدّ المكي، والعد المدني الأخير.
2- وحديث حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب(كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدها)
قال: قلت له: (ثلاثا وسبعين آية)
فقال (قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة) الحديث، رواه أحمد في مسنده، وتابع حماداً على هذه الرواية منصور بن المعتمر كما عند النسائي في الكبرى؛ فقولهما أرجح من قول من قال (بضعاً وسبعين ).
وسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة، لا خلاف بينهم في ذلك.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
• الحمد يكون عن رضا ومحبة .(الحمد أخص من المدح )
• الحمد لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه. (الحمد أخص من المدح )
• الحمد يكون بالقلب واللسان. (الحمد أعم من المدح ) .
• المدح ليس بالضرورة أن يكون عن رضا ومحبة ؛ فقد يمدح المرء من لا يحبّه) المدح أعم من الحمد ) .
• المدح قد يكون مدحاً على ما ليس بحسن؛ كما يمدح أهل الباطل بعض المفسدين . (المدح أعم من الحمد )
• المدح يكون باللسان .(المدح أخص من الحمد )
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
أي نُخلِص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك محبّة وخوفاً ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.
والعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
حذف متعلّق الاستعانة يفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّه لجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّ ذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا.
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
للعلماء عدة أقوال في بيان الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إيَّاك نستعين} ,وقد تقرر أنَّ الله تعالى حكيم عليم، وأن الله قد أحكم كتابه غاية الإحكام، وأن القرآن قد بلغ الذروة العليا في الفصاحة وحسن البيان، فلذلك قد يجتمع في المسألة الواحدة من المسائل البيانية حِكَمٌ متعدّدة ويتفاوت العلماء في إدراكها وحسن البيان عنها.
ومن كانت له معرفة حسنة بعلم البيان تبيّنت له حكم متعدّدة في غالب الأمر، بل ربّما ظهر له من الدلائل ما غفل عن ذكره كثيرون وأشهر الأقوال في هذه المسألة ستة أقوال:
القول الأول: الحكمة مراعاة فواصل الآيات في السورة، وهذا القول ذكره البيضاوي وجهاً وكذلك النسفي وابن عاشور وغيرهم.
والقول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس ، وهذا القول قاله ابن جرير قال: (لمَّا كان معلومًا أن العبادة لا سبيلَ للعبد إليها إلا بمعونة من الله جلّ ثناؤه، وكان محالا أن يكون العبْد عابدًا إلا وهو على العبادة مُعان، وأن يكون مُعانًا عليها إلا وهو لها فاعل- كان سواءً تقديمُ ما قُدمّ منهما على صاحبه . وهذا القول فيه نظر.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، وهذا القول ذكره البغوي في تفسيره.
القول الرابع: أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، وقال به ابن كثير في تفسيره.
القول الخامس: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، وهذا القول ذكره البيضاوي وجها، وألمح إليه أبو السعود.
القول السادس: قول ابن عاشور إذ قال في التحرير والتنوير: (ووجه تقديم قوله { إياك نعبد } على قوله : { وإياك نستعين } أن العبادة تَقَرُّبٌ للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك، ولأن الاستعانة بالله تتركب على كونه معبوداً للمستعين به ولأن من جملة ما تطلب الإعانة عليه العبادة فكانت متقدمة على الاستعانة في التعقل . وقد حصل من ذلك التقديم أيضاً إيفاء حق فواصل السورة المبنية على الحرف الساكن المتماثل أو القريب في مخرج اللسان)ا.هـ.
وفي المسألة أقوال أخرى حتى أوصلها الألوسي في روح المعاني إلى أحد عشر وجهاً، وفي بعضها نظر.
وقد ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه "مدارج السالكين" جملة من الحكم والأسرار البديعة التي لا تكاد تجدها في كتب التفسير بمثل تنبيهه وبيانه فقال رحمه الله: (تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها.
- ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
- ولأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب.
- ولأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- ولأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
- ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
- ولأن {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته، فإن الكون كله متعلق بمشيئته، والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار، والطاعات والمعاصي، والمتعلق بمحبته: طاعتهم وإيمانهم، فالكفار أهل مشيئته، والمؤمنون أهل محبته، ولهذا لا يستقر في النار شيء لله أبدا، وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته.
فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين})ا.هـ.
وذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وجهاً حسناً فقال ( وإياك نستعين ( بعد قوله)إياك نعبد ( فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله (فاعبده وتوكل عليه) .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:58 AM
عبدالرحمن الأسمري عبدالرحمن الأسمري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 14
افتراضي

المجموعة الثالثة :
س1- بين معنى اسم الرحيم.
الجواب : الرحيم : على وزن فعيل ، وهو من أوزان المبالغة : وهو بمعنى فاعل ، أي : راحم ، والمبالغة تكون لمعنى الكثرة ولمعنى العظمة ، واسم الله ( الرحيم ) مشتمل على المعنيين ؛ فهو سبحانه عظيم الرحمة وكثير العظمة .

س2- ما معنى الباء في ( بسم الله ) ؟
الجواب : في هذه المسألة اللغوية عدة أقوال ، أشهرها أربعة :
1- الباء للاستعانة ، وعليه جماهير المفسرين
2- الباء للابتداء ، وهو قول جماعة من المفسرين ، كالفرّاء وابن قتيبة وغيرهم
3- الباء للمصاحبة والملابسة ، وهو اختيار الطاهر ابن عاشور
4- الباء للتبرّك ، أي : أبدأ متبرّكا ، يذكره بعض المفسرين ، وهو مستخرج من قول بعض السلف بأن سبب كتابة البسملة في المصاحف للتبرّك .

وكل هذه الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بينها ، ولذلك يصح من المبسمل عند بسملته أن يستحضر هذه المعاني جميعا .

وهناك أقوال ضعيفة ، مثل القول بأن الباء زائدة ، أو أنها للقسم ، أو أنها للاستعلاء .

س3- ما الفرق بين الحمد والشكر ؟
الجواب : بينهما عموم وخصوص ، فالحمد أعم من الشكر من حيث المتعلّق ، فمتعلّق الحمد هو صفات الله التي اتّصف بها ، أما متعلّق الشكر فهو الإحسان والنعمة .
والشكر أعم من الحمد من حيث الآلة ، فآلة الشكر : القلب واللسان والعمل ، أما الحمد فآلته : القلب واللسان .
واختار هذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيم .
وذهب الطبري رحمه الله وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد والشكر يتواردان ، أي : أنهما بمعنى واحد ، ويوجّه بأن هذا القول يصح فيما يشترك فيه الحمد والشكر ، أي : ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان .

س4- بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) ، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف ؟
الجواب : أثر اختلاف القراءات هو إعطاء الآية معنى أكثر كمالا ، فإن قراءة ( ملك ) تفيد اختصاص الله بيوم القيامة ، كما قال سبحانه : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار ) ، وقراءة ( مالك ) تفيد أن الله الذي يملك كل شيء يوم القيامة ، ففي ذلك عظمة ما يملكه جل في علاه ، فكل معنى منهما صفة كمال لله ، وفيهما ما يقتضي تعظيمه وتمجيده سبحانه ، فاجتماع المعنيين فيه كمال زائد له سبحانه .
والموقف الصحيح من الاختلاف هو الجمع بين المعنيين ما أمكن ذلك .

س5- اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة .
الناس في ذلك على قسمين ، وهم على مراتب مختلفة في كلا القسمين .
1- أناس أخلصو العبادة والاستعانة لله ، ومن أحسن في هذين العملين فهو سابق بالخيرات بإذن ربه .
2- أناس قصّرو في إخلاص العبادة والاستعانة بالله ، وهم معرّضون بسبب ذلك للعقوبات والآفات ، كحبوط العمل وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة ، وكذلك العجز والضعف والوهن والجزع ، وغير ذلك .

س6- ما الحكمة من تكرر ( إياك ) مرتين في قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ؟
الجواب : اجتهد بعض العلماء رحمهم الله في تلمّس فائدة التكرار ، ومن هذه الفوائد :
1- التأكيد ، قال ابن عطية : ( وتكررت ( إياك ) بحسب اختلاف الفعلين ، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام )
2- الاهتمام ، كما قال ابن عطية ، ولقول ابن كثير : ( وكرر للاهتمام والحصر )
3- الحصر ، كما قال ابن كثير .
4- الاختصاص ، قال ابن القيم : ( فإذا قلت لملك مثلا : إياك أحب ، وإياك أخاف ؛ كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره ما ليس في قولك : إياك أحب وأخاف )

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:54 AM
محمد عبدالمنعم محمد عبدالمنعم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 33
افتراضي

إجابة المجموعة الثانية :
ج 1 معنى الرحمن : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، وقد جاءت بصيغة المبالغة على وزن فعلان لتدل على السعة وبلوغ الغاية .
ولا يجوز أن يقال الرحمن إلا لله سبحانه وتعالى .

ج 2 : الخلاف في عد البسملة آية أول كل سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح
القول الأول: لا تعد البسملة آية من سورة الفاتحة ، ولامن سور القرآن ، وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك
والقول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم ، بإعتبار سورة الفاتحة ست آيات والبسملة الآية السابعة ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وعليه العد الكوفي والمكي .
والقول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة ، عن سفيان الثوري ، قال : (بسم الله الرحمن الرحيم في فواتح السور من السور)
القول الرابع: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول ضعيف .
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
وقال: (هو أوسط الأقوال لأن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله ، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها) .
والراجح : أنها آية في سورة الفاتحة وآية مستقلة فى أول كل سورة عدا سورة براءة ، ولاتعد من آيات السور في أول كل سورة ، فسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة .
وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن ، وكتبوا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) للفصل بين السور .
والإختلاف جاء نتيجة إختلاف القراءات .
ج 3 : الفرق بين الحمد والمدح
الحمد إنما يكون عن رضا ومحبة ، والمدح لا يقتضي ذلك ؛ فقد يمدح المرء من لا يحبه طمعا في خيره أو اتقاء شره .
و الحمد لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه، والمدح قد يكون مدحا على ما ليس بحسن وأيضا دون اعتقاد وجوده بالممدوح .
. والمدح يكون باللسان، والحمد يكون بالقلب واللسان
ج 4 : معنى قوله تعالى ( إياك نعبد )
التبرؤ من كل معبود يعبد من دون الله تعالى ؛ واخلاص العبودية لله وحده لاشريك له مع المحبة والتعظيم والانقياد التام والخوف والرجاء والتذلل .
وقد عرف شيخ الاسلام بن تيمية العبادة (هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة) .
وتقديم إياك لتفيد الإختصاص والحصر وفيها أدب مع الله بتقديم اسمه على فعلهم .
ج 5: الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة ليشمل عموم كل مايستعان الله عليه ، ففيها الاستعانة على العبادة وطاعة الله والاستعانة على مايحتاجه الإنسان لدنياه وطلباته وجلب الخير ودفع الشر في دينه ودنياه .
ج 6: الحكمة من تقديم ( إياك نعبد) على ( إياك نستعين )
منها أن العبادة اعم من الاستعانة ، والاستعانة نوع من انواع العبادة ، فقدم العام على الاخص وهذا القول ذكره البغوى فى تفسيره .
وعن ابن تيمية ( إياك نعبد ) هى المقصود و ( إياك نستعين ) هى الوسيلة والمقاصد مقدمة على الوسائل .
ومنها عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه ومن ثمَّ شكره والاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها .
ومنها عن ابن القيم في كتابه مدارج السالكين قال رحمه الله : ( تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها ).
ومنها العبادة : حقه الذي أوجبه عليك ، والاستعانة : طلب العون على العبادة ، وأداء حقه مقدم على طلب عونه .
ومنها العبادة تتضمن الاستعانة وليس العكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به وليس العكس، فكانت العبادة أكمل وأتم ،
ومنها التزام الإنسان بالعبودية الصحيحة سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم .
ومنها ( إياك نعبد ) له ، و( إياك نستعين ) به ، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه ، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمشيئته، فالمتعلق بمحبته ، طاعتهم وإيمانهم ، والمؤمنون أهل محبته ، بينما الكون كله من مؤمنين وكفار متعلق بمشيئته .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:59 AM
محمد عمر محمد عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 30
افتراضي

إجابة المجموعة الرابعة
الحمد لله وحده:

ج1: الرب هو الاسم الجامع لكل معاني الربوبية من الملك والتدبير والتقدير والخلق والمشيئة والإحياء والإماتة، وهو الذي يربي عباده ويختص بشؤونهم سبحانه

ج2: سبب حذف الألف في (بسم الله)
في الرسم العثماني أثبتت الألف في بعض المواضع مثل (اقرأ باسم ربك) وحذفت في بعضها مثل (بسم الله مجريها)
واختلف العلماء في سبب هذا التفريق على أقوال:
فقال الزجاج أنها سقطت في (بسم الله الرحمن الرحيم) لكثرة الاستعمال.
وقال بعضهم لأمن اللبس،
والتخفيف لكثرة الاستعمال
وقال أبو عمرو الداني:(اعلم انه لا خلاف في رسم ألف الوصل الساقطة من اللفظ في الدرج إلا في خمسة مواضع فإنها حذفت منها في كل المصاحف.
فأولها: التسمية في فواتح السور وفي قوله في هود " بسم الله مجرها ومرسها " لا غير ذلك لكثرة الاستعمال فأما قوله " بإسم ربك الذي " و " باسم ربك العظيم " وشبهه فالالف فيه مثبتة في الرسم بلا خلاف)

ج3: المراد بالعالمين:
العالمون جمع عالم وهو جمع لا واحد له من لفظه، فالإنس عالم والجن عالم وكل نوع من الحيوانت أو الطيور عالم وما لا يحصيه الله من المخلوقات كل صنف فهو عالم ثم ينقسم هذا العالم إلى عوالم في كل قرن .. قال الله: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء)

وقد اختلف العلماء على المراد من العالمين على قولين:
أحدهما: هذا القول المتقدم أن المراد جميع العالمين وهو قول جمهور المفسرين وبه قال أبو العالية وقتادة وتبيع الحميري
الثاني: أن المراد بالعالمين الإنس والجن وهو قول مشهور عن ابن عباس وأصحابه مجاهد بن جبر وعكرمة وسعيد بن جبير، وروي عن ابن عباس أنه قال: رب العالمين أي رب الجن والإنس.
وهو قول صحيح من حيث المعنى بأحد أمرين:
1- إما أن ال في العالمين للعهد الذهني فيكون من العام الذي أريد به الخصوص
2- أو أن المقصود بالرب أي الإله المعبود بحق
وهو قول صحيح المعنى ولعل ما وجههم للقول به أن الإنس والجن هم المكلفون فهم أحق من يوجه إليهم الخطاب ويقصدون بالعالمين

وفيها قول ثالث: أن العالمين أي الخلق الروحانيين الإنس والجن والملائكة كل صنف منهم عالم، وهو قزل ابن قتيبة الدينوري، ونسبه الثعلبي إلى أبي عمرو ابن العلاء بدون إسناد.

ج4: اختلف فيها على أقوال:
الأول: التكرار لأجل التأكيد. وهو قول الرازي
الثاني: التكرار لأجل التنبيه على علة استحقاق الحمد. وهذا ذكره البيضاوي
وهما قولان منشؤهما النظر والاجتهاد في السياق
الثالث: أنه ليس هناك تكرار لأن البسملة ليست آية من الفاتحة، وهو قول الطبري
ويرد عليه بوجهين:
1- أن اختيار المفسر لا يبطل الأقوال الأخرى في العد،
2- أن المسألة باقية على حالها حتى ولو لم نقل أنها آية من الفاتحة إذ لا إنكار على من قرأ البسملة فيها ولو لم يعدها آية منها.

والمسألة يكشف النظر في السياق عن سر التكرار في الموضعين
إذ في الأول: في البسملة يستعين الإنسان ويطلب البركة من ربه ويعلم أنه لا يوفق إلا به وبإسباغه رحمته عليه فواضح الإتيان بالاسمين هنا
وفي الثاني بعد الحمد لله رب العالمي، وذكر ربوبية الله للعالمين جميعا يثني الإنسان على الله بأنه كثير الرحمة وعظيم الرحمة وسعت رحمته العالمين جميعًا ليقدّم بين مسألته لله عز وجل

ج5: أي نستعينك وحدك على قضاء جميع أمورنا وحوائجنا، فإنه لا يعيننا على أحد فيها سواك، ولا نقدر على فعل شيء منها سوى بمعوتنك فنحن في كل حال مفتقرون إليك.

ج6: معنى الالتفات في الخطاب: أن يتحول في الكلام من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب، أو يحول الضمير عموما في الكلام
ومن فوائده التنبيه على نوع جديد في الخطاب يجدر التفكر فيه، واسترعاء التنبه للكلام

ومن حكمته في سورة الفاتحة أنه كأنه لما أثنى هذا الثناء في أولها على رب العالمين فكأن العبد حضر واقترب بين يدي ربه فأصبح يخاطبه هو.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 05:56 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

1-بيّن بإيجاز معنى « الله » تبارك وتعالى .
معنى كلمة « الله » مأخوذة من « التألّه » والتألّه بمعنى التعبّد، أي لامعبود بحق إلا الله، فهو الإله المستحق للعبادة والألوهية،الجامع لصفات الكمال والجلال.

2- ما المراد بالبسملة ؟
المراد بالبسملة هنا قول « بسم الله الرحمن الرحيم »، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.
العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار، كما قال ابن فارس..
واستعمال العرب للنحت قديم، ومن شواهده من شعر الجاهليين قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:*
وتضحك مني شيخة عبشمية*...*كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
قال الخليل: نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من شَمْس ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت.
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك: بسم الله ، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، ومن ذلك ما*أنشده الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهري وأبو علي القالي وغيرهم من قول الشاعر:*
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها*...*فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ.
بَسْمَلَتْ أي: قالت: (بسم الله) استغراباً أو فزعاً ونُسب هذا البيت مغيَّراً إلى عمر بن أبي ربيعة.
واشتهر إطلاق اسم البسملة على كلمة بسم الله الرحمن الرحيم.
قال ابن السكِّيت : يقال: قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد أكثرت من الهيللة، إذا أكثرت من قول "لا إله إلا الله"، وقد أكثرت من الحوقلة، إذا أكثرت من قول لا حول ولا قوة إلا بالله
وأكثر ما يستعمل لفظ البسملة في كلام أهل العلم لقول بسم الله الرحمن الرحيم.
وأكثر ما تستعمل التسمية لقول بسم الله، ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين، والسياق يخصص المراد.*

3- ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بين الحمد والثناء من وجهين:*
الأول:*أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث المتقدّم: (فإذا قال العبد:*{الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:{الرحمن الرحيم}*، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم.*
ولذلك قال في الحديث: (وإذا قال:*{مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي).
والوجه الثاني:*أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:*«وجبت»*ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال:*«وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟*
قال:*«هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».

4- ما معنى الإضافة في قوله تعالى { مالك يوم الدين }؟
إنّ لمعنى الإضافة في [ مالك يوم الدين ] معنيان ؛
المعنى الأول : إضافة على معنى« في » أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدّين لا يملك أحد دونه شيئاّّ.
أما المعنى الثاني: فيكون بإضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدّين.
قال ابن السراج : {إنّ معنى مالك يوم الدين، أنه يملك مجيئه ووقوعه} ذكره أبو حيّان.
والإضافتان كلاهما تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمالُ الجمعُ بينهما.

5- ما الحكمة من تقديم المفعول« إياك » على الفعل « نعبد »؟

إنّ هذا التقديم أفاد تخصيص وحصر العبادة لله وحده دون سواه، فلا يعبد بحق ويستحق العبادة إلا الله وحده، وليس أهلاّّ للاستعانة إلا الله.
أي نخصّك بالاستعانة، فلا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، ولا تصحّ العبادة إلا لله، ولا يجوز الاستعانة إلا به..ولو قلنا نعبدك ونستعينك لم يفد نفي عبادتهم لغيره..

6- اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
تقسم الاستعانة إلى قسمين:
القسم الأول:*استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى: [ وإيّاي فارهبون ]؛وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:* { وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.*
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
القسم الثاني:*استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم..فحكم هذه الاستعانة بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض بسؤالك محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة،..... فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاًأصغر من شرك الأسباب
و يتبيَّن ذلك من قول الله تعالى :* ( واستعينوا بالصبر والصلاة )*وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: ( استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.*
فيتبيّن لنا بهذين النصّين في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب،*وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى.*

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 06:23 PM
أمين الإدريسي أمين الإدريسي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 33
افتراضي

المجموعة الخامسة:
ج 1 : ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
يمكن تبيان الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم" حسب الموضع و المناسبة ففي البسملة مثلا، غرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضع ما لا يخفى من المناسبة، وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة الله تعالى، والتعبّد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من الإيمان والتوكّل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربّه، وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة.
والموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم} جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّة للعالمين؛ فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثير الرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألته التي سيسألها في هذه السورة.
وإذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين في البسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد ؛ ظهر للمتأمّل معنى جليل من حكمة ترتيب الآيات على هذا الترتيب الحكيم المتقن.
ج 2 : ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخَّر، يقدّر في كلّ موضع بما يناسبه، فإذا قرأت قدّرته باسم الله أقرأ، وإذا كتبت قدّرته باسم الله أكتب.
ومن أهل العلم من يقدّر المحذوف بحسب اختياره في معنى الباء؛ فيقول من رأى الباء للابتداء: التقدير: باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي.
قال أبو البقاء العكبري: (عند البصريين المحذوف مبتدأ، والجار والمجرور خبره، والتقدير: ابتدائي بسم الله، أي كائن باسم الله؛ فالباء متعلقة بالكون والاستقرار.
وقال الكوفيون: المحذوف فعلٌ تقديره ابتدأت، أو أبدأ، فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف)
خلاصة ما ذكره النحاة من أسباب حذف متعلّق الجار والمجرور ثلاثة:
الأول: تقديم اسم الله تعالى فلا يُقدّم عليه شيء.
والثاني: التخفيف لكثرة الاستعمال.
والثالث: ليصلح تقدير المتعلّق المحذوف في كلّ موضع بحسبه.
فالقارئ يقدّره بما يدلّ على القراءة من اسم أو فعل، والكاتب كذلك، وكلّ من سمّى لغرض من الأغراض كالأكل والشرب والنوم وغيرها يصحّ أن يقدّر اسماً أو فعلا من ذلك الغرض يكون متعلّقاً بالجار والمجرور.


ج 3 : فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين }: { الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد.
وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..

وقوله تعالى: { رب العالمين }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته.

ج 4 : بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
معنى العبادة في اللغة
قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة (معبَّدًا) ).
قال: (ومن ذلك قول طَرَفَة بن العَبْد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت ... وَظِيفًا وظيفًـا فـوق مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ
يعني بالموْر: الطريق، وبالمعبَّد: المذلَّل الموطوء، ومن ذلك قيل للبعير المذلّل بالركوب في الحوائج: معبَّد، ومنه سمي العبْدُ عبدًا لذلّته لمولاه)ا.هـ.
وقال أبو منصور الأزهري: (ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء)ا.هـ.
ويشهد لما ذكره أبو منصور ما أنشده الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى ... ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
فهذا تعريف لها باعتبار أصل معناها الملازم لها، واعتبار هذا المعنى مهم.
معنى العبادة شرعاً
والعبادة في الشرع لها تعريفات متعددة ذكرها أهل العلم، وقد سلكوا مسالك في تعريفها، ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)؛ إذ قال رحمه الله تعالى: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)ـ.
قوله: (من الأعمال والأقوال) هذا قيد يخرج الأشخاص والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة، لأن العبادة تتعلق بما يُتعبَّد به.
وتعريف شيخ الإسلام للعبادة حسن بديع، وهو وصف جامع مانع للعبادات الشرعية، وأما العبادات الشركية والبدعية فلا يشملها هذا التعريف لأن الله تعالى لا يحبها ولا يرضاها ولا يقبلها، وإن كانت داخلةً في اسم العبادة لغة؛ لأن كلَّ ما يُتقرَّب به إلى المعبود فهو عبادة؛ كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ ؛ فسمَّى ما يفعلونه عبادة، وقال تعالى: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم.
فالعبادات الشركية والبدعية وإن كان يشملها اسم العبادة لغة وحقيقة من جهة كونها صادرة عن تذلل وخضوع للمعبود، لكنها عبادات باطلة عند الله؛ فمن عبد اللهَ عبادةً غير خالصة له فهي مردودة عليه، وكذلك من عبد الله بعبادة لم يأذن الله بها فهي مردودة عليه.
فتعريف شيخ الإسلام للعبادة تعريف بالحدّ الرسميّ لغرض بيان ما يشمله اسم العبادة الشرعية، وتعريف ابن جرير وأبي منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها؛ فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع.
ويصحب هذه الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور: المحبة، والانقياد، والتعظيم.
والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ له؛ قال اللهُ تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)﴾

ج 5 : بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.
والاستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على دفع مكروه، وحقيقة: الاستغاثة: طلب الإعانة على تفريج كربة.
فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
وحاجة العبد إلى الاستعانة بالله تعالى لا تعدلها حاجة، بل هو مفتقر إليه في جميع حالاته؛ فهو محتاج في كل أحواله إلى الهداية والإعانة عليها، ومحتاج إلى تثبيت قلبه على الحق، ومغفرة ذنبه وستر عيبه وحفظه من الشرور والآفات وقيام مصالحه.
والعبدُ حارثٌ همَّامٌ يجد في قلبه كلَّ وقت مطلوباً من المطلوبات يحتاج إلى الإعانة على تحقيقه، والله تعالى هو المستعان الذي بيده تحقيق النفع ودفع الضر، فلا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو سبحانه.
فلا يحصل لعبدٍ من عباد الله نفعٌ في أمر من أمور دينه ودنياه إلا بالله جل وعلا، فهو المستعان وحده على كل ذلك.
وكل سبب من الأسباب التي يبذلها العبد لتحقيق النفع أو دفع الضر لا يستقل بالمطلوب، فلا يوجد سبب مستقل بالمطلوب، بل لا بد أن يكون معه سبب مساعد ولا بد معه أيضاً من انتفاء المانع، ولا يكون كلُّ ذلك إلا بإذن الله جل وعلا.
فمن أبصر هذا حقيقةً أسلمَ قلبَه لله جل وعلا، وعَلِمَ أنه لا يكون إلا ما يشاء الله، وأن ما يطلبه من خير الدنيا والآخرة لا يناله إلا بإذن الله وهدايته ومشيئته، وأن لنيل ذلك أسباباً هدى الله إليها وبيَّنها.
ومن كان على يقين بهذه الحقيقة قامَت في قلبه أنواعٌ من العبودية لله جل وعلا من المحبة والرجاء والخوف والرغب والرهب والتوكل وإسلام القلب له جل وعلا والثقة به وإحسان الظن به.
ويجعل الله في قلب المؤمن بسبب هذه العبادات العظيمة من السكينة والطمأنينة والبصيرة ما تطيب به حياته وتندفع به عنه شرور كثيرة وآفات مستطيرة.

● تحقيق الاستعانة
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
- أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء.
- والآخر: اتّباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(احرص على ما ينفعك) في أمور دينك ودنياك.
(واستعن بالله) أي: اطلب عونه لتحقيق ما ينفعك.
(ولا تعجز) لأنَّ العجز هو: ترك بذل السبب مع إمكانه.
فتبيَّن بذلك أنَّ من يترك بذل السبب الممكن غير محقّقٍ للاستعانة.
ومن حقّق الاستعانة أعانه الله، والله لا يخلف وعده.

ج 6 : ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
أن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.
فكأن المعنى يتضمن الإقرار بأنه عبد من جملة العباد الذين يعبدون الله وحده، وهو وجه حسن يضاف إليه أن الجملة في {إيَّاك نعبد} خبرية، وفي {إيَّاك نستعين} خبرية متضمّنة معنى الطلب.
فالإتيان بضمير الجمع في مقام الإخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد، من (إيَّاك أعبد).
والإتيان بضمير الجمع في مقام الطلب أبلغ في التوسّل، فأضاف إلى التوسّل بالتوحيد التوسّل بكرمه تعالى في إعانة إخوانه المؤمنين؛ كأنّ المعنى (أعنّي كما أعنتهم) فهي في معنى (اهدني فيمن هديت).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir