دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 02:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس القسم الأول من دورة طرق التفسير

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 04:27 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري وكان صريحا بينا لا يعذر أحد بجهالته كقوله تعالى :(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) فهذه آية واضحة صريحة على وجوب عبادة الله وعدم الإشراك به ولا يعذر أحد بعدم العمل بها ما دامت بلغته على وجه تقوم به الحجة.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم ، فطرق التفسير ليست متخالفة ولا متضادة بل قد يكون بينها تداخل واشتراك ويعين بعضها على بعض .

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شرطان:
1- صحة المستدل عليه.
2- صحة وجه الدلالة.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبينة للقرآن وشارحة له على ثلاثة أنواع:
1- تفسير قولي: بأن يفسر رسول الله آية من القرآن بقوله وحديثه.
2- تفسير عملي: بأن يفسر رسول الله آية من القرآن بفعله بأن يقوم بفعلها وتطبيقها عمليا.
3- تفسير بالإقرار: بأن يقر رسول الله تفسير أحد الصحابة لآية .

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- أنه معصوم من الخطأ.
2- أن تفسيره قد يخصص لدلالة لفظ أو يوسع له.
3- قد يكون مع تفسيره إخبار عن مغيبات لا تعلم إلا بالوحي.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضوان الله عليهم يتورعون عن القول في القرآن بغير علم ، ومن ذلك حينما سئل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- عن آية في كتاب الله فقال: (أية أرض تقلني أو أية سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله؟) ولعمر -رضي الله عنه- مواقف في ضرب من يسأل عن تأويل القرآن ، وهذا من ورعه رضي الله عنه وعن بقية الصحابة أجمعين ، وقد نشأ الصحابة على التحرز من القول في القرآن بغير علم ، بل إنهم حذروا التابعين من بعدهم فمن ذلك قول عمر لزياد بن جرير : (هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم أو جدال منافق بالقرآن وحكم المضلين) وقد قال ابن عباس-رضي الله عنه-:( لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم) وغيرها من المواقف الكثير مما يدل على حرصهم الشديد على البعد عن القول في القرآن بغير علم وتفسيره.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في مسائل التفسير قليل جدا ، والكثير مما روي عنهم في مسائل الخلاف لا يصح ، فأما ما كان صحيحا فهو على نوعين:
1-ما يصح فيه الجمع بين الأقوال من دون الحاجة إلى الترجيح ، مثل ما يكون من باب التفسير بمثال وببعض المعنى ، مثال: اختلافهم بالمراد بالعذاب الأدنى منهم من قال مصائب بدر ومنهم من قال مصائب الدنيا ومنهم من قال بأنها الحدود ، وكل هذه الأقوال يمكن الجمع بينها ولا تعارض في أن المراد ذلك جميعا.
2- ما يحتاج فيه إلى ترجيح ، وغالبا ما يكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح، كأن لا يبلغه تفسير الآية أو لم يبلغه أنها نسخت وغيرها من الأسباب.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم، يجتهد الصحابة في التفسير من غير تكلف ولا ادعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب للصواب من اجتهاد من أتى بعدهم لمعاصرتهم رسول الله ومعرفتهم بلغة العرب وغيره من الأسباب التي تقوي ذلك.
مثال على ذلك: اجتهاد أبي بكر في تفسير الكلالة بأنها ما خلا الولد والوالد.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
لحجية أقوال الصحابة أحكام ومراتب:
المرتبة الأولى: ماله حكم الرفع إلى النبي وهو : ما يصرح فيه بأخذه عن النبي ، ومراسيل الصحابة ، وما لا يقال بالرأي والاجتهاد ولم يأخذه الصحابي عن بني إسرائيل فهذا يدل على أخذه من النبي لما عرف عنهم من التورع والتثبت في القول، وقول الصحابي الصريح في سبب النزول.
المرتبة الثانية: ما اتفق عليه الصحابة في التفسير فهو حجة لحجية الإجماع ، وأرفع الإجماع إجماع الصحابة.
المرتبة الثالثة: ما اختلف عليه الصحابة ، والاختلاف على نوعين : الأول: اختلاف تنوع ، فهذا يمكن الجمع فيه بين الأقوال ، وهذه الأقوال بمجموعها حجة على من يعارضها. الثاني: اختلاف تضاد، فهذا مما لا بد فيه من الترجيح ويجتهد فيه العلماء المفسرون لاستخراج القول الراجح بدليله.
أما بالنسبة لمرويات الصحابة فتنقسم من حيث الصحة والضعف إلى أقسام:
القسم الأول: ما صح إسناده ومتنه ، فهذا ثابت عن الصحابي ، وحكمه مبني على مرتبة حجيته.
القسم الثاني: ما ضعف إسناده ولم ينكر متنه ، وهو على مراتب: الأولى: إن كان الضعف أو الانقطاع يسيرا ، أو الراوي ضعيف الضبط يكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون إسنادها معتبرا قابلا للتقوية ، فهذه جرى عمل المحدثين والمفسرين بروايتها إلا أن تتضمن حكما شرعيا فمنهم من يشدد في ذلك إلا ان اقترن بقرائن تقويه. الثانية: الضعف الشديد ، وهو ما كان إسناده واهيا لكون أحد رواته متروك الحديث أو كثير الخطأ ، فهذا النوع يشدد أهل الحديث في روايته ومن المفسرين من ينتقي بعض الأحاديث ويدع البعض ، ولكنها بالجملة ليست حجة في التفسير. الثالثة: الموضوعات على الصحابة ، فهذه لا تحل روايتها إلا على التبيين.
القسم الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن، فهذا ضعيف ويرد.
القسم الرابع: صحيح الإسناد في الظاهر لكنه منكر المتن ، وهذه قليلة جدا في التفسير ، لكن ينظر في الإسناد فلعل فيه علة خفية فإذا عرفت العلة عرف أن هذا القول منكر لا تصح نسبته للصحابي .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 06:31 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

المجموعة الأولى:

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
=أن معرفة طرق التفسير يؤدي إلي إصابة الصواب فيه فلا يأتي المفسر بطريق لا يفسر به القرآن فيفسره به
=وأيضا : من خلال دراسة كل طريق من طرق التفسير يتبين منارات هذا الطريق التي يهتدي بها السائرون فيه فيستطيعون بها التمييز بين الخطأ والصواب والراجح والمرجوح.
=وأيضا: معرفة قواعد كل طريق وبيان الفرق التي ضلت لأنها لم تتبع هذه القواعد فوقعت في الخطأ.
=وأيضا: أن تعرف الأئمة الذين اتبعوا هذه الطرق وكيف اتبعوها ومن الذي أعتني بهذا الطريق أكثر من غيره فنسير علي مناهجهم ونقتفي أثرهم حتي يحصل لنا ما حصل لهم من التوفيق والسداد بإذن الله .

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن قسمان:
==الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن فهذا يفيد اليقين وليس لأحد مخالفته،
مثاله : قوله تعالى: والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب.
==الثاني: تفسير مستنده الاجتهاد فهو لا يكون معتمد علي نص صريح فهذا قد يوافق الصواب فيفيد العلم اليقيني وقد يقصر عن هذه الرتبة فيفيد الظن الغالب أو يفيد وجها معتبرا في التفسير أو يكون خطأ
مثاله: تفسير قوله تعالى: : {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود
ففسر بأنه الخيط المعروف وهذا خطا فقد نزل بعدها قوله تعالى: من الفجر فتبين أنه إنما يعني الليل والنهار.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتني السلف علي مر العصور بتفسير القرآن بالقرآن فظهر في المرويات عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم وكان غالبا في الاستدلال علي إصابة المعني المراد
وممن أشتهر بذلك بعدهم إمام المفسرين ابن جرير الطبري وابن كثير والشنقيطي ولا يزال العلماء يقدمونه علي غيره من أنواع تفسير القرآن.

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
=أنه قد أدي التوسع فيه إلي ضلال فرق من الأمة فإنهم يستدلون بالقرآن علي ضلالهم ، ويكون تفسيرهم اجتهادي وأخطأوا فيه فإن القرآن منه المحكم ومنه المتشابه، فيتتبعون المتشابه لوجود الزيغ في قلوبهم ولا يردونه إلي المحكم
= ومن أمثلة ذلك :
استدلال نفات الصفات الإلهية علي تأويلهم لها بقوله تعالى: ليس كمثله شئ" وهم في الحقيقة لا يأولون بل ينفون .
استدلال الجبرية علي أقوال باطلة وأمور لا تليق بحكمة الله تعالى : لا يُسأل عما يفعل".
=فهذا النوع لا يصح اعتباره تفسير إلهي إلا بشرطين :
أحدهما: صحة المستدل عليه فلا يستدل بآية علي شئ باطل يخالف به أصلا صحيحا أو إجماعا للسلف.
والآخر: صحة وجه الدلالة فيكون ظاهرا مقبولا.

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟

= نعم: كان يجتهد في التفسير لكنه صلي الله عليه وسلم معصوم من أن يُقر علي خطأ فهو إن أخطأ ينزل القرآن بالصواب مبينا له
=ومن أمثلة ذلك:
ما حدث في قصة الأعمي من إعراض النبي عنه رجاء هداية كبار قريش ممن كان يدعوهم فنزل القرآن معاتبا له صلي الله عليه وسلم ،
وفي الصلاة علي المنافقين لما صلّي علي عبد الله بن أبي فنزل قول الله تعالى: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
=هم طائفة زعموا أن يمكن الإكتفاء بالقرآن وحده وأن السنة ليست بلازمة وقد ضلوا بذلك ضلالا مبينا، وأدي بهم ذلك إلي الابتداع في الدين في أشياء كثيرة لما لم يرجعوا إلي تفسير السنة لها :
ومن أمثلة ذلك :
= أن بعضهم جعل السجو في الصلاة يكون علي الذقن لا علي الجبهة احتجاجا بقول تعالى: يخرون للأذقان سجدا" ولهم في ضلالات كثيرة من هذا القبيل.
=وهم من صنائع الانجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي وكان زعيمها أحمد خان .
=وهؤلاء خطر لما يلقونه من شبهات ومحاولتهم للتشكيك في حجية السنة بطرق تلقفوها عن المستشرقين فيلبسون بذلك علي الناس فينبغي التحصن بالعلم لرد مثل هؤلاء.

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
=الصحابة كان فيهم العلماء والقراء وكبار الصحابة فهؤلاء لهم مزيد عناية بتفسير القرآن
=مثل الخلفاء الأربعة ، ومعاذ ابن جبل ، و وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة
وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
وغيرهم ممن شهد له النبي صلي الله عليه وسلم أول شهد لهم الصحابة بالعلم
=فكانوا علي مراتب ودرجات وهم كما شبههم مسروق في قوله : لقد جالست أصحاب محمد ﷺ فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» رواه ابن سعد في الطبقات، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخه.

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
-1- تفسيرهم القرآن بالقرآن فله أمثلة كثيرة تدلّ على عنايتهم به،
ومن تلك الأمثلة:
قصة ابن عباس مع عثمان ابن عفان رضي الله عنهما في المرأة التي ولدت لستة أشهر فاستدل ابن عباس عل ي جواز وقوع ذلك من
قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ،
فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر ولم ترجم المرأة
-2- تفسيرهم القرآن بالسنة
وهو على نوعين:
أحدهما: الصريح ؛ وهو :كأن يكون الصحابي قد سأل النبي صلي الله عليه وسلم عليه فأجابه، أو بمعرفة سبب النزول وغير ذلك.
والآخر: الاستدلال علي التفسير بأحديث من غير نص عليها
-3- تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل
كما في تفسير قوله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولاينفقونها في سبيل الله} بأن ذلك بعدم إخراج زكاتها وكانت قبل فرض الزكاة . صح هذا عن ابن عمر عند البخاري
-4- تفسير الصحابة بلغة العرب
وممن اشتهر بكثرة استعماله لهذا الطريق ابن عباس ويروي عنه مجاهد أنه كان لا يدري ما "فاطر السموات" حتي تخاصم أعرابيان علي بئر يقول أحدهما أنا فطرتها ، فقال خذها يا مجاهد " فاطر السموات".
-5- اجتهاد الصحابة في التفسير
وذلك عند الحاجة من غير تكلف ولا إدعاء العصمة وهم الأقرب إلي إصابة الحق لما لهم من الخصائص التي ليست لأحد بعدهم
ومن أمثلته : اجتهاد أبي بكر في تفسير الكلالة بأنه من لا ولد له ولا والد وهذا هو الصحيح كما في الصحيحين من عن جابر مرفوعا.

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

== المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلي الله عليه وسلم وهو أنواع :
منها ما يصرح فيه بأخذه عن النبي ومنها مراسيل الصحابة ومنها ما لا يقال من قبل الرأي والأجتهاد كالغيبيات والثواب والعقاب ومنها قول الصحابي أن هذا سبب النزول لأنهم حضروا ذلك وعاصروه
فما صح من هذه المرتبة إلي الصحابي فهو حجة في التفسير.
== والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها
فهذا حجة يعمل به لأن الاجماع حجة .
== والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم،
وهذا الاختلاف على نوعين:
أحدهما : اختلاف تنوع يمكن فيه الجمع بين الأقوال فتكون هذه الأقوال حجة علي ما يعارضها.
والآخر: اختلاف تضاد وهنا لا بد من الترجيح

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 10:54 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: عدد مراتب طرق التفسير.
أجل طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن
ثم تفسير القرآن بالسنة
ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
ثم تفسير القرآن بلغة العرب
ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.
وهذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة فقد يجتمع في الآية طرق متعددة من طرق التفسير .



س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم ، فتفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن. مثل قول الله تعالى: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}فنص الله تعالى على بيان المراد بالطارق
بأنه النجم الثاقب.
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غيرأن يكون فيها نص صريح في المسألة.
مثل: ما ذكره بعض أهل العلم في تحديد مقدار ما أمر الله بإنفاقه في قوله تعالى: {وأنفقوا مما رزقناكم}حيث قالوا هو العفو لقوله تعالى : : {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} فهذا اجتهاد من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن.
والتفسير الاجتهادي على مراتب :
1- فمنه ما يقيم عليه المفسر دلائل صحيحة تفيد العلم اليقيني.
2- ومنه مايفيد الظن الغالب.
3- ومنه ما يفيد وجهاً معتبراً في التفسير.
4- ومنه ما هو خطأ من المجتهد في اجتهاده.



س3: عددما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
لا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة من اعتماد على تفسير القرآن بالقرآن وأفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن مثل:
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
2.
تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي
3.
تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري
4.
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي



س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية
مثل حديث أبي هريرةوحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشفعن ساق}.
النوع الثاني:أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أنتفسر الآية اجتهادا
مثل ما في الصحيحين عنابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لامحالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه». فهو فهم ابن عباس لمعنى اللمم من الحديث.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
أما من حيث الرواية فقد ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو.
قال الترمذي: (هذاحديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل).
وذكر البخاري هذا الحديث في ترجمة الحارث بن عمرو في التاريخ الكبير وقال: ("لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل).
وأما من حيث المتن فقد أعله بعض أهل العلم لما فهموا منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله
والصحيح أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال وليست موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معا فالسنة مبينة للقرآن وقد تخصص عمومه وتقيد مطلقه.
ومن أهل العلم من لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر واستدلو ابهذا الحديث على تقديم النص على الرأي وعلى ترتيب الأدلة فالقرآن أشرف رتبة من السنة والسنة تابعة للقرآن مبينة له فالترتيب المذكور في الحديث عندهم ليس ترتيبا حتجاجيا.



س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير منجاء بعدهم.
ومن أوجه تقديم الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
1-كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه واستماعهم لخطبه ووصاياه وتمكنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه.
2- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته لهم كما قال الله تعالى (لَقَد عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164، والصحابة أوفر الناس حظاً بهذه الآية
3-رضا الله تعالى عنهم وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح
4- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته
5- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه: شهدت عليا وهو يخطب ويقول : سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل
6- فصاحة لسانهم العربي ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
7- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم.



س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم
- أن يفسر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى ويفسر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى.
- أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يغفل عنه فيفسر الآية به تنبيهاً وإرشادا ويفسر غيره الآية على ظاهرها
- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسر الآية بها ويفسر بعضهم الآية على ظاهر لفظها
- أن يفسر الآية بآية أخرى فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى
- أن يكون أحدهم متمسكا بنص منسوخ لم يعلم بنسخه
- أن يكون مستند أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد
- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيه
- أن يفسر بعضهم على اللفظ ويفسر بعضهم على سبب النزول لعلمه به



س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
النوع الأول:ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه وهي قليلة.
والحكم بنكارة المتن مسألة اجتهادية فقد يفهم المفسر معنى منكر ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلف ولا منكر.
ونكارة المتن تدل على علة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء وقد ينص بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة .
والنوع الثاني ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى الضعف اليسير والمتن غير منكر فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكماً شرعياً إلا أن تحتف به قرائن تقويه كجريان العمل به
والمرتبة الثانية الضعف الشديد في الاسناد من غير أن يظهر في المتن نكارة فهذا النوع من أهل الحديث منيشدد في روايته ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها
وهذه المرتبة ليست حجة في التفسير
ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسرين في ذلك فمرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة
والمرتبة الثالثة الموضوعات على الصحابة في التفسير فهذه لاتحل روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات
وقد اشتهر برواية الموضوعات رواة ضعفاءمتهمون بالكذب لهم نسخ في التفسير في زمانهم من أمثال محمد بن السائبالكلبي ومقاتل بن سليمان البلخي وأبو الجارود زياد بن المنذرالهمداني وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني وغيرهم.



س9: هل يحمل قول الصحابة فينزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قول الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا) قد يراد به صريح سبب النزول وقد يراد به التفسير أي أن معنى الآية يتناوله
- فما كان صريحاً فينقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى اللهعليه وسلم والصحابة عدول فيما ينقلون
قال ابن الصلاح: (ما قيل من أنّتفسير الصّحابيّ حديثٌ مسندٌ، فإنّما ذلك في تفسيرٍ يتعلّق بسبب نزول آيةٍ يخبر بهالصّحابيّ أو نحو ذلك، كقول جابرٍ رضي اللّه عنه: (كانت اليهود تقول: من أتى امرأتهمن دبرها في قبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ (نساؤكم حرثٌ لكم) . )
- وما كان لبيان معنى تدل عليه الآية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير
ومن أمثلته: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) قال: أنتم يا أهل حروراء
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.
.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 05:19 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري لكل من بلغه على وجه يفهمه : كقوله تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ونحو ذلك من الآيات التي تدل دلالة صريحة ظاهرة على حكم ما أو أمر معلوم من الدين بالضرورة ويستثنى الاعجمي وغير العاقل...

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن ذلك ولم يذكر في الدرس امثلة
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن
هما شرطان
صحة المستدل عليه كأن لايكون فيها مخالفة أصل صحيح أو إجماع ولا يقتضي أمرا باطلا
وصحة وجه الدلالة أي يكون ظاهرا مقبولا فان استنبط باجتهاد صار محل نظر
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
1 ما كان فيها نص على معنى الآية
وهو على ثلاث اضرب
قولي تفسير قول الله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم} فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة» رواه البخاري ومسلم.

فعلي : تفسير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى: {وأقيموا الصلاة} فقال صلى الله عليه وآله وسلم «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري ففسرها لهم عمليا

تقريري إقراره لعمرو بن العاص في فهمه لقوله تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فتأولها وتيمم من الجنابة في شدة البرد خشية الهلاك

2 ما يستنبط من حديث النبي صلى الله عليه وسلم باجتهاد او حسن فهم اوتيه صحابي كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه حين قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1أنه تفسير معصوم من الخطأ غكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجة
2أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها مثاله حديث يعلى بن أميية قال: سألت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال:"صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
لقد كان الصحابة من أشد الناس تعظيما وأكثرهم ورعا كيف لا وهم خير القرون على الاطلاق كما في الحديث خير الناس قرني الحديث كيف لايكنوا وقد عايشوا التنزيل وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهم وادبهم صلى الله عليه وسلم
مثاله
1- كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم»
2- وقرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
3- وقال عبد الله بن مسعود حين بلغه قعن رجل تكلم في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم).
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ينظر الى اقوالهم ان كان اختلاف تنوع لاتعارض بينها بحيث يمكن الجمع فنعتبر كل الاقوال حجة
ان لم يمكن الجمع فهو اختلاف تضاد وتعين الترجيح وقتها للمتخصيصن في التفسير ولهم طرقهم في الترجيح كأن ينظر لما أصله الاجتهاد فيقدم النص عليه وهكذا

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم نقل عن بعضهم ومن أمثلة اجتهادهم اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة فقال رضي الله عنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
القسم الأول: صحيح الإسناد والمتن : يقبل وتقوم به الحجة
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن :
وهو على ثلاث مراتب
1-ضعفه يسير قابل للتقوية فيروى ويعتبر ان لم يتضمن حكما شرعيا
2-ما كان ضعفه شديدا يشدد في تركه المحدثين وبعض المغفسرين ينتقي منه لكنه لاتقوم به حجة ولايفسر القرآن به ويضح أن ينسب للصحابي حتى
3-الموضوعات لاتحل روايته إلا مع بيان وضعه

النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن : يحكم بضعفه ولا تصح نسبته إليهم
النوع الرابع: صحيح الإسناد في الظاهر منكر المتن وهذا قليل جدا: لا تصح نسبته إليهم لمن ترجح لديه نكارته

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 12:11 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
معرفتها، ومعرفة مسائلها وتفاصيلها وقواعدها وأحكامها من أهمّ الأصول التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يجتهد في تحصيلها، ثم يتمرّن على تطبيق قواعدها فيما يدرس من مسائل التفسير
ومن المهم أن يعرف هذه الطرق، ويستدل عليها من مصادرها المأمونة، ومن الأئمة الذين سبقوا إلى هذا العلم فيتبع سبيلهم، ويسير على نهجهم.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
لا ليس كل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين.
لأن تفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النصّ الصريح في القرآن، فهذا يفيد اليقين، إن صح الاستلال به
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نصّ صريح في مسألة التفسير، فهو على مراتب.
1. يفيد اليقين، إن أقام المفسر عليه دلائل صحيحة.
2. يفيد الظن، إن قصر بيانه عن بلوغ مرتبة الدلائل الصحيحة
3. وقد يفيد وجها معتبرا في التفسير
4. وقد يكون خطأ
فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خطأ فيه

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
لم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير.
وقد روي عنهم أمثلة كثيرة تدل على عنايتهم بهذا النوع وممن روي عنهم هذا النوع من علماء التفسير
- ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.

و غالب ما يروى عنهم مأخذه اجتهاد المفسر لإصابة المعنى المراد؛ فيستدل لذلك بالقرآن.

وجاء بعد هؤلاء المفسرين الكبار من أولى هذا النوع من التفسير عنايته، وضمنه في تفسيره منهم :
إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري، وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي، ومحمد الأمين الجكني الشنقيطي، في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.

ولا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة من اعتماد على تفسير القرآن بالقرآن، لكن العلماء يتفاضلون في العناية بهذا الطريق، وفي إصابة المعنى المراد به.
وقد أفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن.

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
{ أمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} .
لأهل البدع والأهواء محاولات كثيرة لإثبات بدعهم وضلالاتهم، مدعين أنهم استدلوا على ذلك من القرآن .
ومن ذلك كثرة استدلال نفاة الصفات، على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن، بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
وكثرة استدلال نفاة الحكمة والتعليل، من الجبرية، بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل}

والأمثلة على انحراف المبتدعة في محاولة تفسير القرآن بالقرآن كثيرة، وفي تفسير الرازي أمثلة كثيرة لهذا النوع من الانحراف.
والتفسير الاجتهادي والخاطئ في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسير الإلهي، ولو ادُّعِيَ فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم فالنبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده، أقرّه الله، وإن أخطأ فيه، فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه،

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟

القرآنيين هم الذين زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وضلوا بذلك ضلالاً مبيناً، فأحدثوا في العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة،
وزعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن.
وهذه الطائفة من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة.
وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه.
وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجلٌ يقال له: أحمد صبحي منصور ، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم، وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها.
ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين.
ولا شك أن تفسير القرآن بالسنة أصل من أصول التفسير التي يجب الأخذ بها، وأن التشكيك في هذا الأصل مجافاة للصواب وخطر على الدين، ومن اتبعه ضيع الكثير من أصول الدين التي لا يمكن فهمها إلا بالسنة.

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم كان الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير
فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ»رواه ابن سعد في الطبقات، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخه.
- قال أبو عبيدة: (الإخاذ بغير هاء وهو مجتمع الماء، شبيه بالغدير).

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
كان الصحابة رضي الله عنهم يفسّرون بالقرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسّرون القرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
واجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير


أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
منها: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: مراسيل الصحابة.
ومنها: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 02:23 PM
سرور صالحي سرور صالحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 335
افتراضي

المجموعة الثانية:


س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

نعم قد يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

- صحة المستدل عليه
- صحة وجه الدلالة

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

- قول النبي عليه الصلاة و السلام
- فعل النبي عليه الصلاة و السلام
- إقرار النبي عليه الصلاة و السلام

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

- أن التفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرارا
- أن التفسير النبوي قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضي الله عنهم متورعين جدا في القول في القرآن بغير علم وقد أدبهم النبي صلى الله عليه و سلم فأحسن تأديبهم و ألتزموا بهديه و ظهر ذلك في وصايهم، كما ورد عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يقول " أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم".

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير قليل جدا و اكثر ما روي عنهم من الإختلاف فلا يصح سنده و إن صح فهو على أمرين أولهما ما يصح فيه الجمع دون الحاجة إلى الترجيح و أكثر مما يكون في باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى مثاله اختلافهم في سبب نزول قوله تعالى { إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}و أما الأمر الثاني فهو ما يحتاج فيه إلى ترجيح و عامة يكون الخلاف سببا يعذر به صاحب القول المرجوح.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟

كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير من غير تكلف و لا ادعاء للعصمة و يكون اجتهادهم أقرب للصواب.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

تقسم مرويات الصحابة إلى أربعة أقسام:
- صحيح الإسناد صحيح المتن و هذا النوع يحكم بثوبته عن الصحابة رضي الله عنهم.
- ضعيف الإسناد غير منكر المتن و هو على ثلاثة مراتب ما كان ضعفه يسيرا فهذا يفسر به و من كان ضعفه شديدا وهذا لا يعتبر حجة و لا يعتد به و ما كان موضوعا فلا يحل روايته.
- ضعيف الإسناد منكر المتن و هذا لا ينسب للصحابة و لا يعتد به.
- صحيح الإسناد في الظاهر و لكنه منكر المتن وهو نوع قليل فإن عرف أنه منكر لا تصح نسبته للصحابة رضي الله عنهم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 06:06 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.

- تسهّل وتيسّر السير على طريق واضح اتبعه العلماء .
- يُعرف بهذه الطرق الخطأ من الصواب ، والراجح من المرجوح .
- تسهل فهم القرآن وتدبره واستخراج فوائده وأحكامه .

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
إذا كان مستنده النص الصريح في القرآن فهو يفيد اليقين ، أما إذا كان تفسيرا اجتهاديا فقد يفيد العلم اليقيني إذا قامت عليه دلائل صحيحة ، وقد يقصر بيانه عن هذه المرتبة فيفيد الظن الغالب أو وجها معتبرا في التفسير وقد يفسر بعض المعنى ، وقد يخطئ المفسر في اجتهاده .

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
لقد اعتنى كثير من العلماء بتفسير القرآن بالقرآن سواء كان من القرون المفضلة أو مابعدها ومن أمثلة ذلك :
ماروي من أمثلة كثيرة عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم لتفسير القرآن بالقرآن؛ لكنه غالباً ما يكون مأخذه اجتهاد من المفسر .
واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين ومن أشهرهم محمّد بن جرير الطبري ، وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
ومما يدل على اهتمام العلماء به تقديم المفسّرين تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير.
كما أنه لا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة من اعتماد على تفسير القرآن بالقرآن .
وقد أفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن، ومن تلك الكتب:
- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن ، لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني .
- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي .

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
أدّى التوسع إلى التكلف الظاهر ،
كما استدل أهل الأهواء ببعض من ذلك لإثبات بدعهم كاستدلال نفاة الصفات على تأويل ماثبت من الصفات الواردة بالقرآن بقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) ،
واستدلال نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقوله تعالى : ( لا يسأل عما يفعل ) على ردّ مايثبت خلاف معتقدهم من أقوال باطلة لا تليق بالله تعالى .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم ، فقد كان عليه الصلاة والسلام إمام المجتهدين ، إلا أن اجتهاده معصوم من الخطأ ابتداءً وإقراراً ، فكل ماصح عنه في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه ، لأنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ .

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم طائفة زعموا الاكتفاء بالقرآن ، وأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن ، وزعموا أنه لا حاجة للبحث في صحيح الأحاديث وضعيفها ، وضلوا بذلك ضلالا مبينا لما أحدثوه من بدع شنيعة ، ولردهم كثير من الدين
وهذه الطائفة من صنائع الانجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي ، وكان زعيمها أحمد خان ثم تلاه عبدالله جكر في باكستان ، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة ، وفي مصر تزعمها أحمد صبحي منصور الذي فصل من الأزهر وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم في أمريكا وبث أفكاره هناك ، وله أتباع في مصر وخارجها .
وخطرهم شديد لبثهم الشبهات ولهم طرق في محاولة التشكيك في السنة أخذوها عن المستشرقين وهم أشد خطرا على الإسلام من أعدائه الواضحين من الكفار لتلبسهم بمسمى الإسلام ظاهرا واندساسهم بين المسلمين .
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم ، كانوا يتفاضلون فلعلمائهم وقرائهم وكبرائهم فضل على من دونهم بحسب قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم وأخذهم عنه وقدم إسلامهم ومعرفتهم بأسباب النزول وسعة فقههم وإدراكهم وكثرة روايتهم للحديث ، فالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وابن مسعود وأبي بن كعب وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري وابن عمر وأنس بن مالك وغيرهم فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه ) رواه البخاري
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: ( ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة )رواه ابن سعد.
ويبين اختلافهم قول مسروق بن الأجدع: ( لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ ) رواه ابن سعد في الطبقات .

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2 -تفسير القرآن بالسنة : وهو إما تفسير نصي صريح ، أو مما يعرفون من أسباب النزول ، وإما أحاديث يستدلون بها على التفسير من غير نص عليه .
3- تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل .
4- تفسير الصحابة بلغة العرب .
5- اجتهاد الصحابة في التفسير .

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرتبة الأولى : ماله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
سواء كان مما صرح فيه بأخذه عن النبي ، أو كان من مراسيل الصحابة ، أو كان مما لا يقال بالرأي ولم يأخذه عمن يروي عن بني إسرائيل ، أو كان من قول الصحابي صريحا في سبب النزول .
فهذه المرتبة ما صح منها فهو حجة في التفسير .
المرتبة الثانية : أقوال صحت عنهم في التفسير اتفقوا عليها ولم يختلفوا فيها ، وهي حجة أيضا لأنه إجماع الصحابة .
المرتبة الثالثة : ما اختلف فيه الصحابة : وهو إما أن يكون :
1- اختلاف تنوع ، وحكمه أن مجموع هذه الأقوال حجة على ما يعارضها .
2- اختلاف تضاد ، فيجتهد فيه العلماء لاستخراج القول الراجح بدليله .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 05:45 AM
بتول ابوبكر بتول ابوبكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 333
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

فهو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً. فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.



س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

نعم وقد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.


س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة



س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

1- تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم : ومثاله : قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
2-وتفسير فعله عليه الصلاة والسلام ,ومثاله: تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله} بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
3-والتفسير بإقراره عليه الصلاة والسلام ,ومثاله: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
«صدق عمر
» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي
**أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
**أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.



س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

وكان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه،
وقد ورد على ذلك عدد من الاحاديث: منها
**ومنها حديث عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
ورواه ابن ماجه من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة ، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا عائشة، إذا رأيتم الذين يجادلون فيه، فهم الذين عناهم الله، فاحذروهم»
قال الترمذي: وقد سمع [ابن أبي مليكة] من عائشة أيضاً

** ومنها:: وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكر من طرق يشدّ بعضها بعضاً.
قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم» رواه ابن أبي شيبة.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم) رواه مالك في الموطأ.
فهذه المقولة مروية عن أبي بكر من أكثر من وجه

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، منها: ما أخرجه الدارمي من طريقيزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صبيغ.
فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر؛ فجعل له ضربا حتى دمي رأسه.
فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي

**وقد انتفع صُبيغ بهذا التأديب؛ وعصمه الله به من فتنة الخوارج التي حدثت في عهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم).رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في مسند الفاروق لابن كثير.

فنفع الله بحزم عمر وقوّته فحُمِيَ جنابُ القرآن، وعُظّم القول فيه، والسؤال عنه،
وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض، وأما الذين يسألون استرشادا ليتفقهوا في كتاب الله، ويعلموا ما فيه من البينات والهدى فكان ليّنا لهم، وكان يبعث المعلمين إلى الأمصار ليعلّموا الناس القرآن، ويفقهوهم في الدين.



س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلة هذا النوع ما تقدّم من القولين في سبب نزول قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما...}
وقد حكى القولين عن الصحابة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما في صحيح البخاري.
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.


س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟

والصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.


س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 02:14 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.

1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين والعلماء الربانيين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع .

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم يدخل وذلك عندما لا يكون التفسير منصوصاً بشكل صريح مثل قوله تعالى ( وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب ) هنا تفسير القرآن بالقرآن منصوص عليه بشكل صريح أما إن كان التفسير ليس بشكل صريح فهنا يدخل الاجتهاد في حمل النصوص على بعضها فربما يصيب العالم وربما يخطأ , ومثاله قوله تعالى : {وأنفقوا مما رزقناكم} حيث ذكر أن من تبعيضية، والتبعيض هنا غير مقدر، والتقدير مبين في قول الله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} وهذا اجتهاد في النص ممكن أن تصيب وممكن أن يخطأ .

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي
2- تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي (ت:1367هـ) .
3- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي .

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
النوع الأول: أحاديث تفسيرية ، فيها نصّ على معنى الآية أو معنى متّصل بالآية ومثاله قوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) فقد ورد حديث صحيح في البخاري بأنها ساق الله تعالى وهو أحد معانيها فيقولون: إذا تعرَّف إلينا عرفناه؛ فيكشف لهم عن ساقه؛ فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).
النوع الآخر : أحاديث ليس فيها نصّ على معنى الآية لكن يمكن أن تفسّر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحّة والدلالة على المراد، وقد يكون فيه بعد، ومن أمثلة هذا النوع ما في الصحيحين عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
أولاً من طريق الرواية فقد ضعفه جماعة من العلماء منهم البخاري والترمذي .
ثانياً من طريق الدراية من فهم منه بأنه لا ياتي للسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله فهذا غلط فسنة رسول الله والقرآن من منبع واحد ويعمل بها مع وجود القرآن , فالسنة مبينة للقرآن
ومن فهم منه تقديم النص على الرأي و ترتيب الأدلة فالقرآن أعلى الأدلة ومن بعده السنة فهذا الترتيب ترتيب ذكري وليس ترتيب احتجاجي .

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
- هم عاشوا وعاصروا التنزيل ووقائعه والنبي صلى الله عليه وسلم هو من أدبهم وعلمهم .
- كثرة مخالطتهم للرسول ومعاشرتهم له صلى الله عليه وسلم وتلقيهم القرآن منه مباشرة .
- هم من رضي الله عنهم وزكاهم في غير ما آية .
- عملهم بالقراءات والأحرف السبعة والمنسوخ والمحكم .
- معرفتهم لمواضع النزول وأسبابه .
- فصاحة لسانهم وعلمهم الواسع بلغة القرآن .
- سلامتهم وبعدهم عن الأهواء والفتن .

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
اختلاف الصحابة في التفسير قليل واكثره لا يصح وما ورد عنهم من اختلاف فللأسباب التالية :
- أن يقول كل واحد منهم ما بلغه من العلم وما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم
- أن يفسر أحدهم بجزء من المعنى ويفسر الآخر بجزء آخر من المعنى كاختلافهم في تفسير الصراط المستقيم .
- أن يلحق بعضهم معنى في آية ويفسرها آخر بظاهرها .
- أن يسأل أحدهم على مسألة فيجيب بآية من القرآنت فيفهم على أنه تفسير لها .
- أن يتمسك أحدهم بنص منسوخ لم يعلم نسخه .
- أن تكون المسألة اجتهادية فالاختلاف في الاجتهاد أمر معلوم .
- أن يفسر بعضهم على اللفظ وبعضهم على سبب النزول .

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، ومنها العلة الخفية في الإسناد من أسباب كثيرة تعرف في بابها .
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى : الضعف اليسير كمراسيل الثقات وهي ممن اعتمده العلماء في التفسير ومنهم من يشدد فيها إن كانت تتضمن حكماً شرعياً .
المرتبة الثانية : الضعف الشديد وهذه لا يصح اعتمادها كتفسير للقرآن ولا تصح نسبتها إلى الصحابة
المرتبة الثالثة : الموضوعات على الصحابة في التفسير , فلا تصح روايتها ولا نسبتها إلى الصحابة

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قول الصحابي في نزول الآية على نوعين
النوع الأول : هو النوع الصريح كأن يقول الصحابي نزلت الآية في كذا أو سبب نزولها كذا وما أشبهها من اللألفاظ .
النوع الثاني : ما كان لبيان معنى الآية فهذا حكمه حكم التفسير فليس له حكم الرفع

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 04:52 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طرق التفسير.

المجموعة الأولى:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
تعقيبا على السؤال الأول: بيّن أهمية معرفة طرق التفسير.
فنقول إنه ليس شرطا أن نجد الجواب منصوصا عليه في الدرس، وإنما جواب هذا السؤال مما يجتهد فيه ويقاس على نظائره المدروسة مسبقا، ولو ترك الطالب هذا الشرط - أعني ضرورة العثور على الجواب بنصّه في الدرس - لفتحت له آفاق كثيرة في بيان أهمية معرفة طرق التفسير.

1: علاء عبد الفتاح. أ+
س2: نضيف أن التفسير الاجتهادي يوافق الصواب إذا أقام عليه المفسّر دلائل صحيحة.
ونثني على اجتهادك، بارك الله فيك.

2: ضحى الحقيل. أ
س1: يراجع جواب الأخ علاء.

3: سارة المشري. أ
س6: لو مثّلت للبدع التي وقع فيها من سمّوا أنفسهم بالقرآنيين نتيجة إعراضهم عن السنة.
س8: لو مثّلت لكل طريقة باختصار حتى تكون هناك شواهد على الجواب.


المجموعة الثانية:

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
وتعقيبا على السؤال الثاني: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نحيلكم على أجوبة الأخت هناء محمد علي من المستوى الثاني - بارك الله فيها - فقد تميّزت فيها جدا
#5

4: نورة الأمير. أ

س4: يجب الاستدلال لكل نوع.
س5: وكذلك هنا يجب الاستدلال.

5: أم البراء الخطيب. أ+
س5: بقيت خصيصة ثالثة من خصائص التفسير النبوي.

6: سرور صالحي. ب+
س4: الجواب مختصر جدا
س5: وجواب هذا السؤال أيضا لم تمثّلي لكل خصيصة وفاتك الثالثة منها.
س8: لم تمثّلي لاجتهاد الصحابة في التفسير.

7: بتول أبو بكر. ب+
س5: لم تمثّلي لكل خصيصة وفاتك الثالثة منها.
س9: اختصرتِ كثيرا في جواب السؤال.


المجموعة الثالثة:
8: سها حطب. أ+

9: ماهر القسي. أ+
س8: لو أشرت إلى أن الحكم على نكارة المتن قضية اجتهادية.
س9: لو ذكرت صراحة أن حكم النوع الأول هو الرفع.


بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 10:24 PM
موضي الخزيم موضي الخزيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 338
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
يجب على طالب علم التفسير أن يلم بطرق التفسير وأحكامها وقواعدها ومعرفة مسائلها ويحرص على معرفتها ويتدرب على تطبيقها على مايدرس من المسائل التفسيرية
..................................................
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
لا يفيد اليقين كل مايذكر من تفسير القرآن بالقرآن لأنه قد يصيب المفسر وقد يخطئ وقد يصيب بالبعض وقد يخطئ بالبعض وقد يذكر وجها من أوجه التفسير ويغفل عما سواه ..
مثال / ا: اختلاف المفسرين في مرجع الضمير في قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ؛ فمن أهل العلم من ذهب إلى أن مرجع الضمير إلى أقرب مذكور وهو الذكر، والمراد به هنا القرآن الكريم
ومن المفسرين من قال أن مرجع الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: وإنا لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون؛ واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس}؛
وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: (بيّن تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ } وقوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} إلى قوله: {ثم إن علينا بيانه } وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وإنا له لحافظون} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن.
..............................................
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى بتفسير القرآن بالقرآن جماعة من أهل العلم واتضح ذلك من كتبهم في التفسير
- فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن
واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين ومن أشهر من ظهرت عنايته به في تفاسيرهم: إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري
وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
ومحمد الأمين الجكني الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
ولم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير.
.......................................
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
توسع كثير من المفسرين بتفسيرالقرآن بالقرآن حتى تكلفوا في ذلك ..!
واستدل به أهل البدع والأهواء على بدعهم والقرآن حمّالٌ ذو وجوه؛ كما قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنه محكم ومتشابه فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
مثال /
1/ استدل به نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
2/ استدل به نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل} على ردّ ما يثبت خلاف معتقدهم؛ فيذكرون أموراً لا تليق بحكمة الله جلّ وعلا من لوازم أقوالهم الباطلة، وإذا اعتُرض عليهم استدلوا بقول الله تعالى: {لا يُسأل عما يفعل} .
مثل تفسير الرازي أمثلة كثيرة لهذا النوع من الانحراف.
والتفسير الاجتهادي والخاطئ في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسير الإلهي ولو ادُّعِيَ فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.
.......................................
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين فيجتهد ولكنه معصوم من الخطأ
فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر
وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار
مثال /
وفي صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي من حديث ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه؛ فقام إليه فلما وقف يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله! أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا: كذا وكذا؟ يعدّ أيامه.
قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرتُ قال: أخّر عني يا عمر! إني خيرت فاخترت وقد قيل لي: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت».
قال: ثم صلى عليه ومشى معه؛ فقام على قبره حتى فرغ منه.
قال: فعجب لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم؛ فو الله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.
قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله).
.....................................
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم قوم ضلوا في تفسير القرآن بالقرآن ودعوا إلى ترك السنة ..فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة..مثال على ذلك / أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا}
* زعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن.
وهم من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة.
وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم ونشرها
ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة،
وتفسيرالقرآن بالسنة أصل من أصول التفسير..وأن تفسير القرآن بالسنة / تفسير نصّي و تفسير اجتهادي
......................................
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم كانوا يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» رواه ابن سعد في الطبقات
- قال أبو عبيدة: (الإخاذ بغير هاء وهو مجتمع الماء، شبيه بالغدير).
........................................
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
1/ تفسير بالقرآن بالقرآن
2/ تفسيرالقرآن بالسنة
3/تفسير القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل
4/ القرآن بلغة العرب
وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
واجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
وكان يقع منهم اتفاق كثير على مسائل في التفسير ويقع بينهم من الخلاف في الاجتهاد في التفسير كما يقع مثله في الأحكام.
.............................
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
1: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2: مراسيل الصحابة.
3ا: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4ا: قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13 شعبان 1437هـ/20-05-2016م, 12:18 AM
مريم العبدلي مريم العبدلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 506
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
ما يحصل به العلم الضروري ، بحيث يكون ذو دلالة بينة ظاهرة في أمر ديني معلوم بالضرورة ، فلا يعذر أحد بجهالته إذا بلغه بلاغا صحيحا:
كقوله تعالى" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" فهذا أمر بالتوحيد ونهي عن الشرك ولا يعذر أحد بجهلهما.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في تفسير الآية طرق متعددة ، لأن طرق تفسير القرآن ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
1- صحة المستدل عليه، بحيث لا يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
2- صحة وجه الدلالة، بحيث لا يخالف منهج أهل السنة والجماعة.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
كل ما أفهم بيان مراد الله عزوجل بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن، وهو على أقسام ثلاثة : القول والفعل والإقرار:
التفسير القولي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل " ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" فبدلوا ، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا: حبة في شعرة" رواه البخاري ومسلم
التفسير العملي: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى " أقيموا الصلاة" بأدائه للصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها حيث قال" صلوا كما رأيتموني أصلي"
التفسير بالإقرار: مثاله: - إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَاللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- أنه تفسير من معصوم فلا يقر على خطأ في اجتهاده، فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير فهو حجة لا خطأ فيه.
2- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكل ذلك حجة عن النبي صلى الله وسلم.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
روى أحمد عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل
فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود؛ فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليه
ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه.

وقال عبد الله ابن أبي مليكة: دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على عبد الله بن عباس ؛ فقال له ابن فيروز: يا ابن عباس ، قول الله "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة"الآية
فقال ابن عباس: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان فقال ابن عباس" يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"
فقال له ابن فيروز: أسألك يا ابن عباس فقال ابن عباس أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلافالصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير قليل جدا، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى ومن أمثلة هذا النوع : اختلافهم في المراد بالقسورة فقال ابن عباس: هم الرماة
وقال أبو هريرة: الأسد والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
والنوع الآخر:ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون فيالتفسير؟
الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، وهم أقرب إلى للصواب ممن بعدهم، ولإمتلاكهم أدوات الاجتهاد
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة حيث رأى أن الكلالة ما خلا الولد والوالد

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي.
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ وحكمه ضعيف، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع :صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن، ونكارة المتن: هي أن تكون هناك علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة ، وهي قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر وهذا النوع قليل في كتب التفاسير.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 09:58 AM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هي الآيات الواضحة التي تدل على أمر واضح وبين ومعلوم لدى المسلمين، مثل : قوله تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )) ، فهنا معلوم وضروى معرفته هو التوحيد والنهي عن الشرك.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم ممكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة، وهي ليست متخالفة ومتضادة بل بينها اشتراك وتداخل مع بعضها.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
له شرطان :
الشرط الأول : صحة المستدل عليه ، فيجب أن لا يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
الشرط الثاني: صحة وجه الدلالة ، فقد يكون وجه الدلالة ظاهرا مقبولا ، وقد يكون خفيا صحيحا ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد، وقد يدل على بعض المعنى.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
على ثلاثة أنواع :
1- التفسير بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل :
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار».
2- التفسير بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي».
3- التفسير بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل :
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر».

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- أن ماصح عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حجة معصوم من الخطأ .
2- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص أو توسيع لدلالة اللفظ ، مثل :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}».
3- إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي ، مثل :
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}».

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
قد أدبهم النبي صلى الله عليه وسلم أدبا حسنا ، فقد كانوا رضي الله عنهم يتورعون عن القول في القرآن بغير علم ،مثل :
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟).

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضاد لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم ، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم، وذلك لامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم، مثل :
اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ حكمه: يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن،حكمه: على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى: الضعف اليسير،حكمه: عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها .
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد،حكمه : من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛حكمها: لا تحل روايتها.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ حكمه : يحكم بضعفه، ولا تصح نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 شعبان 1437هـ/25-05-2016م, 01:05 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.

أول مرتبة تفسير القرآن بالقرآن
ثم تفسير القرآن بالسنة
ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم بأقوال التابعين
ثم باللغة العربية
ثم بالاجتهاد
وكل مرتبة متلازمة مع الأخرى
وكل مرتبة يُعتمد فيها التفسير بالنص أو الاجتهاد بشروطه وهو صحة التفسير والدلالة وعدم مخالفته للشرع


س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
يقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن
وهي حمل آية كمعنى لآية أخرى بإعمال العقل دون نص صريح وهذا قد يقع في خطأ أو قد يصيب المراد.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت:1182هـ)
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي (ت:1349هـ)
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمر تسري الهندي (ت:1367هـ)
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي (ت:1394هـ)

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
منها أحاديث تفسيرية صحيحة ومنها دون ذلك وعلى المفسر تمييز الصحيح من الضعيف وتعلم علل التضعيف من أهل الشأن ليعينه على سلوك المنهج الصحيح.

وأنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير من حيث التصريح هي تفسيرية والتي تفيد معنى الآية بالنص المنقول تصريحاً والنوع الآخر الحديث الغير مصرح نصاً بمعنى الآية ويُستنبط منها المعنى اجتهاداً قد يكون ظاهره صحيحاً وقد يكون بعيداً أو فيه نظر واحتمال

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
روى شعبة عن قتادة، عن أبي العالية، عن علي رضي الله عنه أنه قال: (القضاة ثلاثة: فاثنان في النار، وواحد في الجنة؛ فأما اللذان في النار: فرجل جار عن الحق متعمدا، ورجل اجتهد رأيه فأخطأ، وأما الذي في الجنة؛ فرجل اجتهد رأيه في الحق فأصاب).
والمقصود بوقوع القاضي برأيه في النار هو ما كان مبني على عدم علم فيقضي من لا يحسن القضاء وقال عبد الله بن مسعود بعد عرض القضاء على الكتاب والسنة والاجماع ولم يجد شيء فليجتهد بالرأي بلا خوف فالحلال بين والحرام بين وليدع المشتبهات.
وكان كان ابن عباس يجتهد رأيه إن لم يجد نص وكذا أبي بن كعب وغيرهم.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
لتزكية الله لهم ولعلمهم بالقراءات ومواضع النزول وفصاحة لسانهم العربي وسلامتهم من البدع والهوى.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
لاختلاف ما اخذوه من علوم وتفاوت الفهم وبلوغ أحدهم من علم الناسخ والمنسوخ والنزول ونحوه دون الآخر وقد يكون للآية عدة احتمالات فيأخذ كلُ بما يعتبره أرجح، وقد يكون للآية معنى مضمر ويفسرها الاخر بمعنى ظاهر.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ما كان ضعفه لنكارة متن ومنه ضعف في الاسناد وهو إما يسير كمراسيل الثقات أو شديد كرواية الغير معتبر أو الموضوع فلا تحل روايته.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قد يكون النقل التفسيري لقول الصحابة في نزول الآية صريحاً فهذا له حكم المرفوع لكونه شهد الحادثة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال ابن الصلاح: (ما قيل من أنّ تفسير الصّحابيّ حديثٌ مسندٌ، فإنّما ذلك في تفسيرٍ يتعلّق بسبب نزول آيةٍ يخبر به الصّحابيّ أو نحو ذلك).
وقد يكون لبيان معنى تدل عليه الآية
ومن أمثلته: ما رواه أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء).
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنّهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 23 شعبان 1437هـ/30-05-2016م, 04:35 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}فهذا صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.
وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
ونحو ذلك من الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.
لأن هذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
ولصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
أنواع السنة
ثلاثة أنواع:
- التفسير القولي: وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم، مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي وأصله في الصحيحين
- التفسير العملي: هو ما كان من فعله صلى الله عليه وسلم، مثاله/ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه من حديث مالك بن الحويرث: « صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري
- التفسير الإقراري: هو إقراره صلى الله عليه وسلم مثاله، إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة(.
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» رواه الإمام أحمد
وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
- قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم مثاله: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
- قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي،
مثاله: حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه
وهذا النوع من التفسير لا يبلغه علم أحد من البشر إلا بالوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
وكان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه،
وقد ورد في ذلك أحاديث:
- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى
- حديث عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
- ومنها: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم
آثار عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير:
- قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم» رواه ابن أبي شيبة.
فهذه المقولة مروية عن أبي بكر من أكثر من وجه.
- عن أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه ). رواه الطبراني وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف)
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة:
- منها عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه. رواه الإمام أحمد
- عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل.
فقال: ومن هو ويحك؟
قال: عبد الله بن مسعود؛ فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها. رواه الإمام أحمد
وكانت هذه الشدة من عمر حمايةً لجناب القرآن، وصيانةً له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله، وردعاً لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه، ويضربون بعضه ببعض؛ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
- قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: )إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه،
فنفع الله بحزم عمر وقوّته فحُمِيَ جنابُ القرآن، وعُظّم القول فيه، والسؤال عنه،
وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض، وأما الذين يسألون استرشادا ليتفقهوا في كتاب الله، ويعلموا ما فيه من البينات والهدى فكان ليّنا لهم، وكان يبعث المعلمين إلى الأمصار ليعلّموا الناس القرآن، ويفقهوهم في الدين.
وكان شباب الصحابة مع هذا يتهيّبون عمر لما جعل الله له من الهيبة ، ولشدته في شأن القرآن والاحتياط له،
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟
فقال: تلك حفصة وعائشة.
قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: )فلا تفعل، ما ظننتَ أنَّ عندي من علمٍ فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به) رواه البخاري ومسلم
وقد نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.
ومن تعظيمهم للقرآن أن بلّغوا هذه الوصايا للتابعين لهم بإحسان؛ فأخذوها بإحسان.
- قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين»رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- وقال إياس بن عامر: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، ثم قال: (إنك إن بقيت سَيَقرأ القرآن ثلاثةُ أصناف: فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك). رواه الدارمي.
- - وقال عبد الرحمن بن أبزى لأبيّ بن كعب لما وقع الناس في أمر عثمان رضي الله عنه: أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟
قال: «كتاب الله وسنة نبيه، ما استبان لكم فاعملوا به، وما أشكل عليكم فكِلُوه إلى عالمه» رواه الحاكم في المستدرك ، وصححه الذهبي.
- وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.
- وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له «من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين» رواه الدارمي.
- وقال عبد الله ابن أبي مليكة: دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على عبد الله بن عباس ؛ فقال له ابن فيروز: يا ابن عباس ، قول الله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} الآية .
فقال ابن عباس: من أنت؟
قال: أنا عبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان.
فقال ابن عباس: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}.
فقال له ابن فيروز: أسألك يا ابن عباس.
فقال ابن عباس: «أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم» قال ابن أبي مليكة: فضرب الدهر حتى دخلتُ على سعيد بن المسيب فسُئل عنها فلم يدر ما يقول فيها.
قال: فقلت له: ألا أخبرك ما حضرتُ من ابن عباس؟ فأخبرته؛ فقال ابن المسيب للسائل: (هذا ابن عباس قد اتَّقى أن يقول فيها وهو أعلم مني). رواه عبد الرزاق.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف. وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده في هذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، والموقف الصحيح منه وهو جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ، والموقف الصحيح منه الترجيح باجتهاد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله. واختلافهم له أسباب
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم فالصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم
فكان الصحابة رضي الله عنهم يفسّرون بالقرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسّرون القرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
وكان يقع منهم اتفاق كثير على مسائل في التفسير، ويقع بينهم من الخلاف في الاجتهاد في التفسير كما يقع مثله في الأحكام.
من أمثلة اجتهادهم في التفسير:
- اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه( هذا لفظ ابن جرير
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛
حكمه/ يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهو كثير في كتب التفسير المسندة
حكمه/ على ثلاث مراتب
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم، ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛
حكمه/ ضعيف، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ وهو قليل جداً في كتب التفسير،
حكمه/ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة. لأن نكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23 شعبان 1437هـ/30-05-2016م, 09:16 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هي الآيات البينات التي تدل على المراد دلالة بينة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة و ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ كقوله تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا( فهو صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحا ، ونحوها من الآيات .
وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم ، قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير. وهذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض .
ومن الطرق ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
ثلاثة أنواع:
1. قول النبي صلى الله عليه وسلم
2. وفعله
3. وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى (إن قرآن الفجر كان مشهودا) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار رواه الترمذي.
والتفسير العملي له أمثلة كثيرة:
منها: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى : (وأقيموا الصلاة) ونحوها من الآيات فقد بينها بأدائه صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي".
ومثال التفسير بالإقرار:
- إقرار النبي صلىالله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة.
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي
1. تفسيره صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً .
2. قد يكون مع تفسيره تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها .
ومثاله حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
3. أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي . ومثاله مارواه الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، وقد ورد في ذلك أحاديث:
منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب»
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟ .
وقد نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.
ثم بلّغ الصحابة هذه الوصايا للتابعين لهم بإحسان؛ فأخذوها بإحسان.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلة هذا النوع القولين في سبب نزول قول الله تعالى :(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما)
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
والخلاصة أن الخلاف في مسائل التفسير عند الصحابة قليل جدا ، وأن ما صحّ منه فله أسبابه.
ومن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكار عليه وبيان خطئه .
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم ،اجتهدوا رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة .
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب
• المرتبة الأولى : ماكان الضعف فيه يسيراً، كأن تكون العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
• والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
• والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 شعبان 1437هـ/3-06-2016م, 07:25 AM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
قال جلَّ شأنه: {ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر}.
ومن تيسير الله تعالى للقرآن تيسير تفسيره، وبيان معانيه، واستخراج فوائده وأحكامه، بطرق يتيسَّر للمتعلمين تعلمها، وللدارسين دراستها.
ولهذه الطرق منارات يهتدي بها السائرون، وعلامات يميّزون بها الخطأ من الصواب، والراجح من المرجوح.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
قد يفيد اليقين وقد يفيد الظن الغالب وقد يفيد وجها معتبرا في التفسير وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
- روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن
- ومن أشهر من ظهرت عنايته به في تفاسيرهم: إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري
- إسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
- محمد الأمين الجكني الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.


س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
استعملوه لمحاولة الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم ومن أمثلتهم:
- كثرة استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
- كثرة استدلال نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل} على ردّ ما يثبت خلاف معتقدهم؛ فيذكرون أموراً لا تليق بحكمة الله جلّ وعلا من لوازم أقوالهم الباطلة، وإذا اعتُرض عليهم استدلوا بقول الله تعالى: {لا يُسأل عما يفعل} .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم كان يجتهد في التفسير ، لكنه معصوم من الخطأ ، فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه.


س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وزعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها ، وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه ، ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين.


س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» رواه ابن سعد في الطبقات، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخه.
- قال أبو عبيدة: (الإخاذ بغير هاء وهو مجتمع الماء، شبيه بالغدير).


س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
- تفسيرهم القرآن بالقرآن:
فعبد الرحمن بن عوف أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟» فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها).
- تفسيرهم القرآن بالسنة:
تفسير نصّي صريح:
فعن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهنَّ فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.
قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}؟
فقالت: أنا أوَّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض»

أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»

- تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل:
حديث خالد بن أسلم، قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال»

- تفسير الصحابة بلغة العرب:
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر»

- اجتهاد الصحابة في التفسير:
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه)


س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
- ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- مراسيل الصحابة.
- ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.

والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.

والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع:
وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ:
لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 شعبان 1437هـ/4-06-2016م, 05:00 AM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو: ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه، من الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين، كالعقيدة الصحيحة والأمر بالصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك.
و يخرج من ذلك:
-من لم تبلغه.
-من بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي، ومن في حكمه.
===================


س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في المسألة الواحدة طرق متعددة من طرق التفسير.
ومثال ذلك: أن بعض هذه الطرق منها ما يُكتفى فيه بالنص، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة وغير ذلك من طرق التفسير.
=====================


س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
لصحّة تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه، وهو أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
الشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
=====================


س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
لها ثلاثة أنواع:
1-التفسير القولي، ومثاله:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
2-التفسير العملي، ومثاله:
-طريقة أداء الصلاة والحج وكثير من العبادات والمعاملات.
فالصلاة بين فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري.
3-التفسير الإقراري، ومثاله:
-إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد
-وإقراره لعمرو بن العاص لما تيمم وهو جنب في البرد الشديد. كما في مسند الإمام أحمد.
====================


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

1- معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرار.
-ولذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير حجّة لا خطأ فيه.

2- التخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها.
ومثاله: حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم

3- الإخبار عن المغيبات التي لا تُعلم إلا بالوحي.
ومثاله: عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
======================


س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم أفضل هذه الأمة وأعلمهم ولقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ونصرته وتبليغ رسالته من بعده، فكانوا أفضل القرون، وَمِمَّا تميزوا به عن غيرهم رِضَا الله تعالى عنهم، وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح، ولكن مع ذلك كانوا من أشد الناس تورعا في القول في القرآن وقد أدبهم النبي صلى الله عليه وسلم فلزموا هديه.
وَقَد وردت في ذلك آثار تشهد على تورعهم في القول بغير علم:
-قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
-وقد وردت آثار كثيرة كذلك تدل على حزم عمر بن الخطاب في شأن تعظيم القول في القرآن ومن ذلك قصته مع صبيغ وتأديبه، وقد نفع الله تعالى بحزمه.
وعلَّم الصحابة التابعين هذه الآداب فاتبعوهم بإحسان.
-قال إياس بن عامر: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، ثم قال: (إنك إن بقيت سَيَقرأ القرآن ثلاثةُ أصناف: فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك). رواه الدارمي
-وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.
=====================


س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
لقد وقع الاختلاف بين الصحابة في بعض المسائل التفسيرية، ولكنها مسائل قليلة معدودة في جنب ما اتفقوا عليها من المسائل، وكثير مما روي عنهم من التي وقع فيها الاختلاف لا تصح، وما صح من ذلك فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح.
مثاله: اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
النوع الثاني: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح.
وهذه المسائل أغلبها لها سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
فأما النوع الأول فالأقوال فيه بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
وأما النوع الآخر فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله، ولا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.
=======================


س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
لقد اجتهد الصحابة في التفسير عند الحاجة إلى ذلك من غير تكلف، ولا ادعاء للعصمة، وكلن اجتهادهم أقرب إلى الصواب من غيرهم لمكانتهم وفضلهم.
وَمِمَّا روي في ذلك: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
===================


س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

1- صحيح الإسناد ، صحيح المتن.
وحكمه: أنه يقبل ويحتج به.
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن.
وهو على ثلاث مراتب:
-ما كان ضعفه يسيرا، فهذا قد يتقوى بتعدد طرقه فيأخذ به بعض المفسرين ويحتج به.
-ما كان ضعفه شديدا، وهو ما كان فيه متروك الحديث أو كان سنده واهيا، فحكمه: أن بعض المحدثين يشدّد في روايته، وحكمه: أنه ليس حجّة في التفسير ولا يصحّ نسبته إلى الصحابة.
-الموضوعات: لا يجوز إيراده في كتب التفسير ولا نسبته إلى صحابي ولا يحتج به.
3- ضعيف الإسناد منكر المتن. وهذا بين خطؤه، وحكمه: يُرد ولا ينسب إلى الصحابي.
4- صحيح الإسناد منكر المتن.
وحكمه: يبحث في سنده حتى يوجد ما يعله أو يكون هناك دليل يصح المتن به.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 5 شوال 1437هـ/10-07-2016م, 09:47 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

ما يحصل به العلم الضروري لمن بلغه الخطاب بلاغا صحيحا، أي ما يفهم بديهيا لمن بلغه الخطاب بلغته، وهو أكثر القرآن وأصول الدين.
كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} يفهم منه كل متكلم بالعربية الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.. وكقوله تعالى: {فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} لا تستطيع تسهيل ألفاظها عما هي عليه، وحاصلها الأمر بذكر الله على كل حال.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن ذلك، فطرق التفسير يعضد بعضها بعضا وليست من قبيل التضاد.
ونجدها كثيرا عند ابن كثير رحمه الله فيفسر الآية أو اللفظة بآيات أخرى وبأحاديث نبوية وبأقوال للصحابة والتابعين.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
- صحة المستدل عليه من حيث حقيقته ومعناه فلا يخالف أصلا ثابتا أو نصا صريحا.
- صحة وجه الدلالة، أي مناسبة دلالة التفسير للمُفَسَّر.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة القولية في قوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال: ألا إن القوة الرمي.
أو بالسنة الفعلية كتفسيره لقوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} بأداء المناسك ثم قوله: خذوا عني مناسككم.
أو بالسنة التقريرية، كتقريره بالسكون على فعل عمرو بن العاص حين تيمم من الجنابة خشية الهلكة مستدلا بقوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1. العصمة من الخطأ، وذلك إن وقع منه فقد نبه عليه، كما في الصلاة على المنافقين والاستغفار لهم.
2. التخصيص أو التعميم لدلالة اللفظ القرآني، كرده على عمر في تعليق حكم قصر الصلاة بالخوف.
3. شمولها على الغيبيات، وليست إلا بوحي، كحديثه صلى الله عليه وسلم في نطق المسلم بالشهادة في قبره وقوله: فذلك قوله {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت}
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
يكفينا فيه أن أفضل رجلين في الأمة خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، يقول أولهما: (أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم) أما عمر رضي الله عنه فقرأ: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟ ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه)، ولما ولي الأمر كان شديدا على من يتكلف مثل هذا، ولا يتوانا عن عقابه وما صنيعه بابن صبيغ بخفي، حتى هاب ابن عباس رضي الله عنهما وهو من هو أن يسأله عن آية في كتاب الله سنة يتردد، وهو قوله تعالى: {وإن تظاهرا عليه..} الآية في التحريم.. وباقي الآثر في صحيح مسلم.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة على نوعين: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
- اختلاف التنوع: أقوال صحيحة يمكن جمعها بلا تعارض، كتعبيرهم عن الشيء ببعضه أو بمثال منه.
كقولهم في الصراط المستقيم الحق أو الإسلام أو القرآن أو دين الله.. فذكرها ابن كثير وقال: (اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد، وهو المتابعة لله وللرسول) وهكذا يكون موقفنا من اختلاف التنوع فنأخذ بها جميعها وتكون حجة على من يعارضها.
- أما اختلاف التضاد، فالتي لا يمكن جمعها ويلزمنا فيه الترجيح، كقولهم في القرء الحيض أو الطهر وقولهم في الذي بيده عقدة النكاح الولي أو الزوج، فهذه لا يمكن الجمع بينها، يجتهد العلماء المفسرون في بيان الراجح منهما بدليله، ولا يقدح ذلك في صاحب القول المرجوح من الصحابة فلعله لم يبلغه النص أو له عذر يعذر به.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم، كانوا يجتهدون من غير تكلف، واجتهادهم أقرب للصواب وأولى بالقبول من اجتهاد غيرهم للمعلوم من خصائصهم كشهودهم وقائع التنزيل وخلوهم من الأهواء وفصاحتهم إلى غير ذلك.
ومن ذلك اجتهاد ابن عباس رضي الله عنهما في التي ولدت من ستة أشهر، واجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في بيان الكلالة.
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
النوع الأول: صحيح الإسناد والمتن جميعا فهذا يُحكم بثبوته عن الصحابي، ويكون بحسب ما فصل في حجية قول الصحابي في التفسير، وخلاصته أن حجيته ثابتة بل قد يكون لها حكم الرفع في أحوال، وأقل ما فيها إذا اختلفا أُخذ بقول أحدهما.
النوع الثاني: ضعف الإسناد بغير نكارة في المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير وهو على ثلاث مراتب:
- المرتبة الأولى: الضعف اليسير، القابل للتقوية. رواها الأئمة وفسروا بها إلا إن تضمنت حكما شرعيا فبعضهم شدد في ذلك.
- المرتبة الثانية: الضعف الشديد، فأئمة الحديث شددوا في رويته، وأهل التفسير بعضهم ينتقي منها، وعلى العموم لا تعد هذه المرتبة حجة، ولا تصح نسبتها بالسند للصحابة.
- المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة، فهذه لا يصح اعتمادها ولا روايتها على قبيل التفسير أو أخذ الحكم منها.
النوع الثالث: الجمع بين ضعف السند ونكارة المتن؛ فهذا ضعيف مردود لا تصح نسبته للصحابة.
النوع الرابع: ما يظن بصحة سنده رغم نكارة المتن، وهذا قليل جدا وغالبا ما يكون في سنده علة خفية، فضلا أن نكارة المتن قد تكون متوهمة.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م, 07:27 AM
فاطمة بنت سالم فاطمة بنت سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 224
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

هو التفسيرالذي يحصل به العلم الضروري لمن بلغه القرآن.
مثال ذلك :
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة معنى هذا الخطاب إذا بلغه.
ومثله : قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
فكلها آيات بيّنات تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة لا يعذر أحد بجهالتها،إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لايفهم مايقال ولايستوعبه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم، لأن هذه الطرق ليست متمايزة ومتفرقة بل بينها تداخل واشتراك وكل منها موضح ومعين للآخر في البيان والتفسير، وتقسيمها إنما هو لأجل التيسير على المتعلّم.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
له شرطان :
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
فيجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح فمن خالف تفسيره منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال فهو تفسير بدعي خاطئ.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير السنة النبوية للقرآن على نوعين هما :
النوع الأول: أحاديث تفسيرية ،تنص على معنى الآية أو معنى متصل بها.
مثال ذلك :
حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق}.
وهذه الآية في تفسيرها قولان مشهوران مأثوران عن السلف:
أحدهما: أن المراد ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي صح تفسير الآية به من حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري.
-حديث أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : «إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون؛ فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم؛ فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا.فيقول: هل تعرفونه؟
فيقولون: إذا تعرَّف إلينا عرفناه؛ فيكشف لهم عن ساقه؛ فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).
والحديث حسن الإسناد قد صرَّح فيه ابن إسحاق بالتحديث عندهما.
- و حديث أبي موسى الأشعري آن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وفيه: (فينظرون إلى الله تبارك وتعالى ، فيخرون له سجدا ، ويبقى قوم في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك ، وهو قول الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}
القول الثاني: المعنى "يكشف عن كرب وشدة" وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ورواية عن قتادة، وهو قول تحتمله اللغة.

والنوع الآخر: أحاديث لاتنص على معنى الآية لكن يُجتهد في تفسير الآية بها، وهذا الاجتهاد يتنوع منه ما يكون ظاهر الصحّة والدلالة على المراد، ومنه مايكون بعيداً، ومنه ما يكون محلّ نظر واحتمال.
مثال ذلك: ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
فهذا الحديث فيه ليس فيه نصّ على لفظ اللمم، لكن فهم منه ابن عباس معنى اللمم.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
خصائص التفسير النبوي منها :
1. عصمة هذا التفسير من الخطأ ؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
واجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسيركاجتهاده في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
2. أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
مثال ذلك :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
3.أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فيه إخبارعن الغيبيات، مثال ذلك:
حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.


س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

يمكن الإشارة إلى ذلك من خلال بيان حالهم ويغلب عليه مظهر
التورع عن القول في القرآن بغير علم :
فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، وممايدل على ذلك:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى من طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه الإمام أحمد أيضاً من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أَنّ نَفَراً كانوا جلوساً بباب النبي صلي الله عليه وسلم؛ فقال، بعضهم ألم يَقُلِ اللهُ كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يَقُل الله كذا وكذا؟
فسمع ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ فخرج كأنما فُقِيءَ في وجهه حَبُّ الرُّمَّان، فقال: بهذا أُمرْتُم؟! أَو بهذا بُعثتُمْ؟! أَنْ تَضْربوا كتابَ الله بعضَه ببعضٍ! إنما ضلَّت الأُمم قبلَكم في مثلَ هذا، إنكم لستم ممّا ها هنا في شيء، انظروا الذي أُمِرتم به فاعملوا به، والذي نُهيتُمْ عنه فانْتَهوا).
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم ظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم مثال ذلك:
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.

وعن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة:
منها ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.

قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين»رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.

- وروى عبد الله بن سَلِمة عن معاذ بن جبل أنه قال: (كيف أنتم عند ثلاث: دنيا تقطع رقابكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن؟)
فسكتوا؛ فقال معاذ بن جبل: (أما دنيا تقطع رقابكم، فمن جعل الله غناه في قلبه فقد هُدي، ومن لا فليس بنافعته دنياه، وأما زلة عالم؛ فإن اهتدى فلا تقلّدوه دينكم، وإن فتن فلا تقطعوا منه أناتكم، فإن المؤمن يفتن ثم يفتن ثم يتوب، وأما جدال منافق بالقرآن، فإن للقرآن منارا كمنار الطريق لا يكاد يخفى على أحد، فما عرفتم فتمسّكوا به، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه). رواه وكيع في الزهد، وأبو داوود في الزهد، والطبراني في الأوسط، أبو نعيم في الحلية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله كلهم من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة به، وألفاظهم متقاربة.

وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له «من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين» رواه الدارمي.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.

وهذه الأحوال السابقة إن دلت فإنما تدل على عظمة القرآن في قلوبهم وتربيةأنفسهم وغيرهم على ذلك.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

لابد أولاً من النظر في إسناد ما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال ولا يصار فيه إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
مثال ذلك : اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.

والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع يُعذر به صاحب القول المرجوح.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم ، كانوا يجتهدون عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم.
ومن أمثلة ذلك: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
الأول: صحيح الإسنادوالمتن.
حكمه :
يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه بحسب مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن.
حكمه:
وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب وهي :
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، مثل : مراسيل الثقات، أوالانقطاع اليسير ونحوه مما يكون في الإسناد قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر.
حكمها: قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، مثل ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ أو أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه ونحوه من غير أن يظهر في المتن نكارة.
حكمها:
أن أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة، ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.

والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير.
حكمها: لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن.
حكمه :
يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.

الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن.
حكمه:
أن نكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 07:09 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العبدلي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
ما يحصل به العلم الضروري ، بحيث يكون ذو دلالة بينة ظاهرة في أمر ديني معلوم بالضرورة ، فلا يعذر أحد بجهالته إذا بلغه بلاغا صحيحا:
كقوله تعالى" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" فهذا أمر بالتوحيد ونهي عن الشرك ولا يعذر أحد بجهلهما.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في تفسير الآية طرق متعددة ، لأن طرق تفسير القرآن ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك.
[أحسنتِ ولو أتيتِ بمثال تدعمين به إجابتك لكان أتم.]
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
1- صحة المستدل عليه، بحيث لا يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
2- صحة وجه الدلالة، بحيث لا يخالف منهج أهل السنة والجماعة.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
كل ما أفهم بيان مراد الله عزوجل بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن، وهو على أقسام ثلاثة : القول والفعل والإقرار:
التفسير القولي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل " ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" فبدلوا ، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا: حبة في شعرة" رواه البخاري ومسلم
التفسير العملي: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى " أقيموا الصلاة" بأدائه للصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها حيث قال" صلوا كما رأيتموني أصلي"
التفسير بالإقرار: مثاله: - إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَاللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- أنه تفسير من معصوم فلا يقر على خطأ في اجتهاده، فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير فهو حجة لا خطأ فيه.
2- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكل ذلك حجة عن النبي صلى الله وسلم.
[
أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، كصفة الجنة والنار ونحو ذلك.]
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
روى أحمد عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل
فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود؛ فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليه
ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه.

وقال عبد الله ابن أبي مليكة: دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على عبد الله بن عباس ؛ فقال له ابن فيروز: يا ابن عباس ، قول الله "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة"الآية
فقال ابن عباس: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان فقال ابن عباس" يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"
فقال له ابن فيروز: أسألك يا ابن عباس فقال ابن عباس أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلافالصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير قليل جدا، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى ومن أمثلة هذا النوع : اختلافهم في المراد بالقسورة فقال ابن عباس: هم الرماة
وقال أبو هريرة: الأسد والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
والنوع الآخر:ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
[لا بد من بيان أن ما نقل إلينا من مسائل الخلاف في التفسير بين الصحابة على نوعين رئيسين :
1
- الأول : ما لا تصح نسبته إلى الصحابة أصلا وهو أغلب ما روي عنهم من خلاف .
2- الثاني : ما صحت نسبته إليهم ، وقد قل فيه خلافهم ، ومع ذلك للخلاف أسبابه ، ويقسم إلى نوعين :
أ: ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون حاجة لترجيح أحدها على الآخر :

ب: ما يحتاج فيه إلى ترجيح بين الأقوال ، مع أن المرجوح له أسبابه ...ونذكرها.]
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون فيالتفسير؟
الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، وهم أقرب إلى للصواب ممن بعدهم، ولإمتلاكهم أدوات الاجتهاد
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة حيث رأى أن الكلالة ما خلا الولد والوالد

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي.
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ وحكمه ضعيف، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع :صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن، ونكارة المتن: هي أن تكون هناك علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة ، وهي قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر وهذا النوع قليل في كتب التفاسير.
الدرجة : ب+
أحسنتِ نفع الله بكِ وزادكِ من فضله.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir