دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 06:49 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

قولُه: (فإذا عَبَروا عليه وُقِفوا) إلخ وَذَلِكَ لِما في الصَّحيحِ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال:
((يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا)). وأَخرجَ ابنُ أبي حاتمٍ بسندٍ صحيحٍ عن الحسَنِ قال: بلغني أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((يُحْبَسُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَا يَجُوزُونَ الصِّرَاطَ حَتَّى يُؤْخَذَ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ظَلامَاتُ الدُّنْيَا وَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَلَيْسَ فِي قُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ شَيْئاً)).
قولُه: (عَبَروا) أي: مَضَوْا ونَجُوا مِن السُّقوطِ في النَّارِ بعدَ ما جازوا على الصِّراطِ، قال القرطبيُّ: هؤلاء المؤمِنونَ هُم الذين عَلِمَ اللَّهُ أنَّ القِصاصَ لا يَسْتَنْفِدُ حسناتِهم. اهـ.
وخَرَجَ مِن هَذَا صِنفانِ: مَن دَخَلَ الجَنَّةَ بغيرِ حسابٍ، ومَن أَوْبَقَه عملُه.
قولُه: (على قَنطرةٍ) القَنطرةُ الجسرُ وما ارتفَعَ مِن البُنيانِ، قاله في القاموسِ، وَهَذِهِ القنطرةُ المذكورةُ في الحديثِ قيل: هي مِن تَتِمَّةِ الصِّراطِ، وَهِيَ طرَفُه الذي يَلِي الجَنَّةَ، وقيل: إنَّهما صِراطانِ، وبهَذَا جَزَم القرطبيُّ، ولكنَّ القنطرةَ صراطٌ خاصٌّ بالمؤمِنين، وليس يَسقُطُ أحدٌ مِنهم في النَّارِ. اهـ.
قولُه: (فيُقتصُّ لِبَعضٍ مِن بعضٍ) أي: يُستوفَى لكُلِّ واحِدٍ ما لَهُ عندَ الآخَرِ.
قولُه: (فإذا هُذِّبُوا ونُقُّوا) بضمِّ الهاءِ والنُّونِ، وهما بمعنى التَّمييزِ والتَّخليصِ مِن التَّبِعاتِ، انتهى، فتحٌ.
وقولُه: (أُذِنَ لهم في دخولِ الجَنَّةِ) أي: بعدَ اقتصاصِ بعضِهم مِن بعضٍ وخلاصِهم مِن التَّبِعاتِ التي بينهم فلا يَبْقَى في قلوبِ بعضِهم على بعضٍ شيءٌ، فيدخلونَ الجَنَّةَ وقد ذَهَبَ ما في قُلوبِ بعضِهم على بعضٍ مِن الغِلَّ والحِقدِ وغيرِ ذَلِكَ، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مَّنْ غِلٍّ..) الآيةَ.
(وأَوَّلُ مَنْ يَسْتَفْتحُ بابَ الجنَّةِ محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَوَّلُ مَن يدْخُلُ الجنَّةَ مِن الأمَمِ أمَّتُه ).(168)



(168) قولُه: (وأوَّلُ مَن يَستفتِحُ بابَ الجَنَّةِ مُحَمَّدٌ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-) أي: يَطلُبُ الفتحَ للجنَّةِ بالقَرْعِ فيُفتحُ له -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-كما في الصَّحيحِ عن أنسٍ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((آتِى بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ يَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لاَ أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ)) وفي روايةٍ: ((وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ …)) الحديثَ.
قولُه: (وأوَّل مَن يدخُلُ الجَنَّةَ مِن الأُممِ أُمَّتُه) وَذَلِكَ لفَضلِها على الأُممِ، قال اللَّهُ تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لَّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الآيةَ، وفي المسنَدِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((أَنْتُمْ تُوَفُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ)) وَأَمَّا قولُه -سُبْحَانَهُ- في بني إسرائيلَ: (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) فالمرادُ –واللَّهُ أَعلمُ– على عالَمي زمانِهم، كشَعْبِ بُخْتنَصَّرَ وغيرِهم.
وفي الصَّحيحِ عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((نَحْنُ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ)) أي لم يَسبِقونا إلاَّ بهَذَا القَدْرِ، فمعنى (بَيْدَ) معنى سِوى وغيرِ وإلاَّ ونحوِها، وفي صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ)).
وروى الدَّارَقُطنيُّ مِن حديثِ عمرَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إنَّ الجَنَّةَ حُرِّمَتْ على الأنبياءِ كُلِّهِمْ حَتَّى أَدْخُلَهَا، وَحُرِّمَتْ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي)) قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فَهِذِهِ الأمَّةُ أَسْبَقُ الأُممِ خُروجًا مِن الأرضِ، وأَسْبَقُهم إلى أعلى مكانٍ في الموقِفِ، وأسبَقُهم إلى ظِلِّ العرشِ، وأسبَقُهم إلى الفَصْلِ والقضاءِ بينهم، وأسبَقُهم إلى الجوازِ على الصِّراطِ، وأسبَقُهم إلى دخولِ الجَنَّةِ، فالجَنَّةُ محرَّمةٌ على الأنبياءِ حتى يدخُلَها مُحَمَّدٌ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، ومحرَّمةٌ على الأُممِ حتى تدَخُلَها أَمَّتُه، وأمَّا أوَّلُ الأمَّةِ دُخولاً فأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ كما رواه أبو داودَ في السُّننِ عن أبي هريرةَ، عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، اهـ.
الشَّفاعةُ هي السُّؤالُ في التجاوُزِ عن الذُّنوبِ والجرائمِ، وعَرَّفَها بعضُهم بقولِه: هي سؤالُ الخيرِ للغيرِ، وَهِيَ مُشتقَّةٌ مِن الشَّفعِ، وهُوَ ضِدُّ الوَتْرِ، فكأنَّ الشَّافِعَ ضَمَّ سُؤالَه إلى سؤالِ المشفوعِ، والشَّفاعةُ ثابتةٌ تواتَرَت الأدِلَّة في إثباتِها، فمنها ما في صحيحِ مسلمٍ عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوةٌ يَدْعُوهَا فَأُرِيدُ أَنْ أُخَبِّئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). وعنه قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((لكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي، لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا)) متَّفقٌ عليه.
وفي الصَّحيحِ أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)) وأنَّه ذُكِرَ عندَه عمُّه أبو طالِبٍ فقال: ((لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ)) وروى البيهقيُّ حديثَ: ((خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتَرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ؟ لاَ وَلِكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الَمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّائِينَ)) إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ التي بلغَتْ حدَّ التَّواتُرِ، فيجبُ الإيمانُ بها واعتقادُ مَضمونِها، عَكْسُ ما عليه الخوارجُ والمعتزِلةُ الذين أنْكروا شفاعةَ النَّبيِّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- في أهلِ الكبائرِ مِن أمَّتِه، فالنَّاسُ في إثباتِ شفاعةِ الأصنامِ والأوثانِ، وهم المشرِكون، ومَن وافَقَهم مِن مبتدِعةِ هَذِهِ الأمَّةِ، فأثْبَتوا الشَّفاعةَ التي نفاها القرآنُ، كما ذَكَرَ اللَّهُ عنهم في قولِه: ويقولُون: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى).
القِسمُ الثَّاني: غَلَوْا في نَفْي الشَّفاعةِ، وهُم الخوارجُ والمعتزِلةُ، فأنكروا شَفاعةَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- في أهلِ الكبائرِ مِن أمَّتِه.
القِسمُ الثَّالثُ: أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ أثْبَتوا الشَّفاعةَ للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ولغيرِه مِن النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ وغيرِهم بقُيودِها حسَبَ ما جاءتْ بِذَلِكَ الأدلَّةُ وتَواتَرَت الأحاديثُ في إثباتِ شفاعَتِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، وأمَّا ما احتجَّتْ بِهِ المعتزِلةُ لمذهَبِهم الفاسدِ في نَفْي الشَّفاعةِ مِن قولِه -سُبْحَانَهُ-: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ) وقولِه -سُبْحَانَهُ-: (لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ) فاستدلالٌ فاسدٌ، فإنَّ الآياتِ المذكورةِ مخصوصةٌ بالكفارِ، ويُؤَيِّدُ هَذَا أنَّ مَسَاقَ الخِطابِ معهم، وأيضًا فالشَّفاعةُ المذكورةُ في القُرآنِ تَنقسِمُ إلى قِسمَيْنِ: شفاعةٌ مَنفيَّةٌ وشفاعةٌ مُثبتَةٌ، فالمنفيَّةُ هي الشَّفاعةُ للكافرِ والمشرِكِ، كما قال تعالى: (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) وقولُه: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ) –إلى قولِه– (عَمَّا يُشْرِكُونَ)، فنَفَى وقوعَ شفاعةِ هؤلاء وأخبرَ أنَّها شِركٌ بقولِه: (عَمَّا يُشْرِكُونَ).
النَّوعُ الثَّاني: مِن الشَّفاعةِ المثبتَةِ وَهِيَ التي أثْبَتَها القرآنُ، وَهِيَ خالِصةٌ لأهلِ الإخلاصِ، وقيَّدَها بأمرَيْنِ: إِذْنُ اللَّهِ للشَّافِعِ أنْ يَشفَعَ، ورِضاه عن المشفوعِ له، كما قال تعالى: (مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) وقولُه: (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى) الآيةَ، وهُوَ -سُبْحَانَهُ- لا يَرْضَى إلا التَّوحيدَ، كما في الصَّحيحِ مِن حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- أنَّه قال للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: مَن أَسْعدُ النَّاسِ بشَفاعَتِكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ((مَنْ قَال لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصاً مِنْ قَلْبِهِ)).اهـ.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التي, القنطرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir