المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة علماء الأمصار في القرون الفاضلة

[هدى هاشم]

المجموعة الأولى:
1. من خلال دراستك لسيرة عبد الله بن مسعود، وضّح طريقته - رضي الله عنه - في تعليم القرآن للتابعين.
انتدبه عمر معلما ووزيرا لعمار بن ياسر في الكوفة، وكان له أثر مبارك على أهلها، فكثر الناس في حلقاته وكان يدور عليهم، ويحثهم على تعلم القرءان، وكثرت كتابة المصاحف في عهده حتى جعل موضعا في المسجد لعرض المصاحف، وكان يمليها عن ظهر قلب، وكان إذا خرج من داره أتاه الناس فيقول لهم: على مكانكم، ويمر بالذين يقرئهم القرءان، فيقول: يا فلان بأي سورة أنت؟ فيخبره فيسأل عن الآية فيفتح عليه الآية التي تليها، ويقول: تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض، ثم يمر بالآخر فيقول له مثل ذلك، وهذا من شدة عنايته رضي الله عنه بآيات الكتاب.
2. وضّح موقف العلماء من مرويات طارق بن شهاب البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
طارق بن شهاب له رؤية، ولم يثبت له سماع، فعده بعض العلماء من الصحابة لثبوت الرؤية له، وعده البعض الآخر تابعي، لعدم ثبوت سماعه من النبي عليه الصلاة والسلام، والراجح أنه صحابي، ومروياته من مراسيل الصحابة فهي مقبولة على الراجح من أقوال العلماء.
3. لخِّص محنة سفيان الثوري رحمه الله.
انتقل سفيان الثوري إلى البصرة في خلافة أبي جعفر المنصور، وقد طلبه أبو جعفر ليوليه القضاء، فأبى وتخفى عنه ثم انتقل إلى مكة، وقد عزم أبو جعفر على الحج وتوعده بالقتل، فتعلق سفيان بأستار الكعبة يدعو، فمات أبو جعفر قبل بلوغه مكة.
وقد دخل أيضا على الخليفة المهدي بمكة وأنكر إسرافهفي إنفاق الأموال في حجه، ثم طلبه المهدي ليوليه الحسبة فأبى، وهرب منه إلى اليمن، ثم تخفى بمكة مدة، ثم عاد إلى البصرة وتخفى بها حتى مات.
4. من خلال دراستك لسيرة أبي قلابة عبد الله بن زيد، وضّح حرصه على تأديب وتزكية تلاميذه.
من أقواله في ذلك:
1. لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون
2. إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الل‘ فاعلم أنه ضال
3. ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف
وقد أوصى بكتبه إلى تلميذه أيوب.
5. عدّد أسماء أربعة من أهل العربية ممن التزموا السنة وهجروا البدعة من أهل البصرة.
أبو قلابة عبد الله بن زيد، الحسن البصري، محمد بن سيرين، مالك بن دينار
6. من خلال دراستك لسيرة علي بن حمزة الكسائي، اكتب رسالة قصيرة لطلاب العلم، تحثهم فيها على الهمة في الطلب، والسعي في جبر مواطن الضعف لديهم.
اعلم يا طالب العلم، أنك تحتاج في طلبك عدة أمور منها: أن يكون طلبك للعلم خالصا لوجه الله، لا تبتغي به مدح مادح، أو منصبا أو جاها بين الناس، كما يجب أن تحرص على الهمة في الطلب، وبذل الوسع، ومن ذلك الارتحال في طلب العلم، فتبحث عن العلماء الربانيين، وتجلس إليهم وتلزمهم، ويكون وطنك حيث مكثت تطلب علما، ولا تتحرج في طلب ما تحتاجه مهما بلغت من العمر، فأن تجبر مواطن ضعف أفضل من البقاء عليها، ولنا في سلفنا الصالح قدوة، فقد طلب علي بن حمزة الكسائي النحو على كبر للحن وقع فيه، فانتقل إلى البصرة ثم إلى بوادي العرب، وأخذ من فصاحتهم وأدبهم.