س 2 : أنا شاب ملتزم بقراءة سورتي الواقعة والحديد بعد أن قرأت أحاديث تذكر أن لهما فضلا عظيما ، فالأولى تقي وتدفع الفقر ، والثانية تجلب صلاة وسلام الملائكة على قارئها ، فهل علي حرج في هذا الالتزام ؟
ج 2 : قراءة القرآن مشروعة كل وقت ، وتخصيص سورة معينة يلتزم الإنسان قراءتها كل ليلة يتوقف على هذا الدليل ، فإن وجد دليل صحيح ينص على قراءتها شرع ذلك ، كما في آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة وعند النوم ، وتكرار الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات بعد صلاة المغرب والفجر وعند النوم .
أما ما ذكر في فضل سورتي الواقعة والحديد ، فقد روي : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصبه فاقة أبدا وهو حديث
موضوع روي من طريق أحمد اليمامي عن ابن عباس ، وذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " وقال : أحمد اليمامي كذاب . وروي أيضا من طريق أبي شجاع عن ابن مسعود وهو ضعيف ، قال الذهبي : في سنده أبو شجاع نكرة لا يعرف .
أما أن قراءة سورة الحديد تجلب صلاة وسلام الملائكة على قارئها ، فهذا غير صحيح ، ولم يثبت في ذلك حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . والذي ينبغي للمسلم الإكثار من قراءة القرآن ، فإن له بكل حرف حسنة ؛ لما روى الترمذي في ( جامعه ) بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي فضائل القرآن (2910). من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول "ألم" حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .