دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:53 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة النبأ

سورة النّبأ
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (عمّ يتساءلون (1)
أصله عن ما يتساءلون. فأدغمت النون في الميم، لأن الميم تشرك النون في الغنّة في الأنف، وقد فسرنا لم حذفت الألف فيما مضى من الكتاب، والمعنى عن أي شيء يتساءلون، فاللفظ لفظ الاستفهام، والمعنى تفخيم القصة كما تقول: أي شيء زيد.
ثم بين فقال:
(عن النبأ العظيم (2)
قيل هو القرآن، وقيل عن البعث، وقيل عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والذي يدل عليه قوله: (إنّ يوم الفصل كان ميقاتا)
يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث.
وقوله: (كلّا سيعلمون (4)
وقرئت: (كلا ستعلمون) بالتاء.
والذي عليه القراء: (كلّا سيعلمون) بالياء.
وهو أجود، والتاء تروى عن الحسن.
وقوله: (ألم نجعل الأرض مهادا (6)
وقرئت (مهدا)، وأكثر القراء يقرأونها (مهادا).
والمعنى واحد وتأويله إنا ذللناها لهم حتى سكنوها وساروا في مناكبها.
[معاني القرآن: 5/271]
وقوله: (وخلقناكم أزواجا (8)
خلق الذكر والأنثى، وقيل أزواجا أي ألوانا.
(وجعلنا نومكم سباتا (9)
والسّبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه، أي جعلنا نومكم راحة لكم.
(وجعلنا اللّيل لباسا (10)
أي تسكنون فيه وهو مشتمل عليكم
(وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12)
أي سبع سموات.
(وجعلنا سراجا وهّاجا (13)
أي جعلنا فيها الشمس سراجا.
وتأويل (وهّاجا) وقادا..
(وأنزلنا من المعصرات ماء ثجّاجا (14)
المعصرات: السحائب لأنها تعصر الماء وقيل المعصرات كما يقال: قد أجزّ الزرع فهو مجزّ إذا صار إلى أن يمطر. فقد أعصر ومعنى ثجاج صباب.
(لنخرج به حبّا ونباتا (15)
كل ما حصد فهو حبّ، وكل ما أكلته الماشية من الكلأ فهو نبات.
(وجنّات ألفافا (16)
أي وبساتين ملتفة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - ما خلق وأنه قادر على البعث فقال:
(إنّ يوم الفصل كان ميقاتا (17)
(يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجا (18)
بدل من يوم الفصل، إن شئت كان مفسرا ليوم الفصل.
وقد فسرنا الصور فيما مضى.
(فتأتون أفواجا)
أي تأتي كل أمة مع إمامهم.
[معاني القرآن: 5/272]
(وفتحت السّماء فكانت أبوابا (19)
أي تشققت كما قال عزّ وجلّ: (إذا السّماء انفطرت)
(إذا السّماء انشقّت).
وقوله: (إنّ جهنّم كانت مرصادا (21) للطّاغين مآبا (22)
أي يرصد أهل الكفر ومن حق عليه العذاب.
تكاد تميز من الغيظ، فلا يجاوزها من حقت عليه كلمة العذاب.
ومعنى (مآبا) إليها يرجعون.
وقوله: (لابثين فيها أحقابا (23)
ولبثين، يقال: لبث الرجل فهو لابث، ويقال: هو لبث بمكان كذا أي صار اللبث شأنه.
والأحقاب واحدها حقب، والحقب ثمانون سنة، كل سنة اثنا عشر شهرا، وكل شهر ثلاثون يوما، وكل يوم مقداره ألف سنة من سني الدنيا، والمعنى أنهم يلبثون أحقابا لا يذوقون في الأحقاب بردا ولا شرابا، وهم خالدون في النار أبدا كما قال عزّ وجلّ: (خالدين فيها أبدا).
ومعنى: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا (24)
قيل نوما، وجائز أن يكون لا يذوقون فيها برد ريح ولا ظلّ ولا نوم.
(إلّا حميما وغسّاقا (25)
أي لا يذوقون فيها إلّا حميما وهو في غاية الحرارة.
[معاني القرآن: 5/273]
والغسّاق: قيل ما يغسق من جلودهم، أي يسيل.
وقيل: الغسّاق الشديد البرد.
(جزاء وفاقا (26)
أي جوزوا وفق أعمالهم.
(إنّهم كانوا لا يرجون حسابا (27)
أي لا يؤمنون بالبعث ولا بأنهم يحاسبون، ويرجون ثواب حساب.
(وكذّبوا بآياتنا كذّابا (28)
هذا أكثر القراءة، وقد قرئت (كذابا) بالتخفيف.
و (كذّابا) بالتشديد أكثر.
وهو في مصادر فعّلت أجود من فعال.
قال الشاعر:
لقد طال ما ثبّطتني عن صحابتي... وعن حوج قضّاؤها من شفائيا
من قضيت قضاء.
ومثل كذابا - بالتخفيف
قول الشاعر:
فصدقتها وكذبتها... والمرء ينفعه كذابه
وقوله: (وكلّ شيء أحصيناه كتابا (29)
(وكلّ) منصوب، بفعل مضمر تفسيره أحصيناه كتابا.
المعنى وأحصينا كلّ شيء أحصيناه.
وقوله (كتابا) توكيد لقوله (أحصيناه) لأن معنى أحصيناه وكتبناه فيما يحصل ويثبت واحد؛ فالمعنى كتبناه كتابا.
وقوله - جلّ وعزّ: - (وكأسا دهاقا (34)
[معاني القرآن: 5/274]
أي تقدير الآية لا يرجون ثواب حساب - فهناك مضاف محذوف.
قال أبو إسحاق: الكأس كل إناء فيه شراب فهو كاس، فإذا لم يكن فيه شراب. فليس بكأس، وكذلك المائدة: ما كان عليها من الأخونة طعام فهو مائدة، ومعنى دهاقا مليء، وجاء في التفسير أيضا أنها صافية، قال الشاعر:
يلذّه بكأسه الدّهاق
وقوله: (جزاء من ربّك عطاء حسابا (36)
منصوب بمعنى (إنّ للمتّقين مفازا)، المعنى جازاهم بذلك جزاء.
وكذلك (عطاء حسابا)، لأن معنى أعطاهم وجزاهم واحد.
و (حسابا) معناه ما يكفيهم، أي فيه ما يشتهون.
يقال: أحسبني كذا وكذا بمعنى كفاني.
وقوله: (ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن لا يملكون منه خطابا (37)
قرئت بالجر على الصفة من قوله: " من ربّك " ربّ.
وقرئت " ربّ " على معنى هو ربّ السّماوات والأرض.
وكذلك قرئت (الرّحمن لا يملكون منه خطابا) - بالجرّ والرفع.
وتفسيرها تفسير (ربّ السّماوات والأرض).
وقوله: (يوم يقوم الرّوح والملائكة صفّا لا يتكلّمون إلّا من أذن له الرّحمن وقال صوابا (38)
(الرّوح) خلق كالإنس، وليس هو إنس.
وقيل: الروح جبريل عليه السلام.
وقوله: (فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآبا (39)
أي مرجعا.
وقوله: (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (40)
جاء في التفسير أنه إذا كان يوم القيامة اقتصّ للجمّاء من القرناء.
والجمّاء
[معاني القرآن: 5/275]
التي لا قرن لها.
ثم يجعل اللّه تعالى الجميع ترابا، وذلك التراب هو القترة التي ترهق وجوه الكفار وتعلو وجوههم، فيتمنى الكافر أن يكون ترابا.
وقد قيل: إن معنى (يا ليتني كنت ترابا).
أي ليتني لم أبعث، كما قال: (يا ليتني لم أوت كتابيه (25).
[معاني القرآن: 5/276]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir