دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:49 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة القيامة

سورة القيامة
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة (2)
لا اختلاف بين الناس أن معناه أقسم بيوم القيامة.
واختلفوا في تفسير " لا "، فقال بعضهم " لا " لغو وإن كانت في أول السورة، لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، لأنه متصل بعضه ببعض فجعلت " لا " ههنا بمنزلتها في قوله: (لئلّا يعلم أهل الكتاب).
وقال بعض النحويين: " لا " رد لكلامهم.
كأنهم أنكروا البعث فقيل لا ليس الأمر كما ذكرتم أقسم بيوم القيامة وقوله: (إنكم مبعوثون) دلّ على الجواب.
قوله: (بلى قادرين على أن نسوّي بنانه (4)
المعنى: بلى لنجمعنكم قادرين، المعنى أقسم بيوم القيامة والنّفس اللّوّامة لنجمعنّها قادرين على أن نسوّي بنانه.
وجاء في التفسير بلى نقدر على أن نجعله كخفّ البعير. والذي هو أشكل بجمع العظام بلى نجمعها قادرين، على تسوية بنانه على ما كانت، وإن قلّ عظامها وصغرت وبلغ منها البلى.
والنفس اللوامة تفسيرها أن كل نفس تلوم صاحبها في الآخرة إن كان عمل شرّا لامته نفسه وأن كان عمل خيرا لامته على ترك الاستكثار منه.
[معاني القرآن: 5/251]
وقوله: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5)
معناه أنه يسوّف بالتوبة، ويقدّم الأعمال السيئة.
ويجوز - واللّه أعلم - أن يكون معناه ليكفر بما قدّامه. ودليل ذلك قوله: (يسأل أيّان يوم القيامة).
فيفجر أمامه على هذا - واللّه أعلم - يكذّب بما قدّامه من البعث.
وقوله: (فإذا برق البصر (7)
ويقرأ (برق البصر).
فمن قرأ (برق) فمعناه فزع وتحيّر.
ومن قرأ (برق) فهو من برق يبرق. من بريق العينين.
وقوله: (وخسف القمر (8)
أي ذهب ضوء القمر.
(وجمع الشّمس والقمر (9)
أي جمعا في ذهاب نورهما.
(يقول الإنسان يومئذ أين المفرّ (10)
ويقرأ (أين المفرّ) - بكسر الفاء - فمن فتح فهو بمعنى أين الفرار.
ومن كسر فعلى معنى أين مكان الفرار.
والمفعل من مثل جلست بفتح العين، وكذلك المصدر، تقول: جلست مجلسا - بفتح اللام - بمعنى جلوسا.
فإذا قلت جلست مجلسا، فأنت تريد المكان.
ثم أعلم تعالى أنه لا حرز لهم ولا محيص. فقال:
(كلّا لا وزر (11)
الوزر في كلام العرب الجبل الّذي يلجأ إليه: هذا أصله، وكل ما التجأت إليه وتخلّصت به فهو وزز.
وقوله: (بل الإنسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15)
معناه بل الإنسان تشهد عليه جوارحه، قال اللّه عزّ وجلّ:
(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (24).
وقال في موضع آخر:
[معاني القرآن: 5/252]
(حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20).
فأعلم اللّه أن هذه الجوارح التي يتصرفون بها شواهد عليهم.
قوله: (ولو ألقى معاذيره (15)
ولو أدلى بكل حجة عنده.
وجاء في التفسير المعاذير الستور، واحدها معذار.
وقوله: (لا تحرّك به لسانك لتعجل به (16)
كان جبريل عليه السلام إذا نزل بالوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - تلاه النبي عليه السلام عليه كراهة أن ينفلت منه، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه لا ينسيه إيّاه وأنّه يجمعه في قلبه فقال:
(إنّ علينا جمعه وقرآنه (17)
أي إنّ علينا أن نقرئك فلا تنسى، وعلينا تلاوته عليك.
(فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه (18)
أي لا تعجل بالتلاوة إلى أن تقرأ عليك ما ينزل في وقته.
(ثمّ إنّ علينا بيانه (19)
أي علينا أن ننزّله قرآنا عربيا غير ذي عوج، فيه بيان للناس.
قوله: (وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)
نضّرت بنعيم الجنّة والنّظر إلى ربّها.
قال اللّه - عزّ وجلّ -: (تعرف في وجوههم نضرة النّعيم (24).
(ووجوه يومئذ باسرة (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرة (25)
(باسرة)كريهة مقطبة، قد أيقنت بأن العذاب نازل بها.
ومعنى: (تظنّ أن يفعل بها فاقرة).
[معاني القرآن: 5/253]
توقن أن يفعل بها داهية من العذاب.
وقوله: (كلّا إذا بلغت التّراقي (26)
(كلّا) ردع وتنبيه، ومعناه ارتدعوا عما يؤدي إلى العذاب.
وقوله جلّ وعزّ: (إذا بلغت التّراقي).
ذكرهم الله بصعوبة أول أيام الآخرة عند بلوغ النّفس التّرقوة.
(وقيل من راق (27)
أي من يشفي من هذه الحال، وهذا - واللّه أعلم - يقوله القائل عند البأس، أي من يقدر أن يرقي من الموت.
وقيل في التفسير: (من راق) من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب.
(وظنّ أنّه الفراق (28)
أي وأيقن الذي تبلغ روحه إلى تراقيه أنه مفارق للدنيا.
(والتفّت السّاق بالسّاق (29)
عند الموت تلتصق السّاق بالسّاق قيل والتفت آخر شدة الدنيا بأول شدّة الآخرة.
وقوله: (فلا صدّق ولا صلّى (31)
يعنى به أبو جهل بن هشام.
وجاء في التفسير إنّ لكل أمّة فرعونا، وإنّ فرعون هذه الأمّة أبو جهل بن هشام.
(ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33)
معناه بتبختر، مأخوذ من المطا وهو الظهر.
وقوله: (أولى لك فأولى (34)
معناه - واللّه أعلم - وليك المكروه يا أبا جهل، والعرب تقول أولى لفلان إذا دعت عليه بالمكروه.
[معاني القرآن: 5/254]
(أيحسب الإنسان أن يترك سدى (36)
أي أن يترك غير مأمور وغير منهيّ، ثم دلهم على البعث بالقدرة على الابتداء فقال:
(ألم يك نطفة من منيّ يمنى (37)
وقرئت (تمنى)
فمن قرأ (تمنى) فللفظ النطفة.
ومن قرأ (يمنى) فللفظ (منيّ).
(ثمّ كان علقة فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39)
ثم قررهم فقال:
(أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40)
[معاني القرآن: 5/255]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir