دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:36 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة التحريم

سورة التّحريم
(مدنية)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: (يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك واللّه غفور رحيم (1)
أي وقد غفر اللّه لك ذلك التحريم.
وجاء في التفسير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب عسلا عند زينب بنت جحش فأجمعت عائشة وحفصة على أن يقولا له: إنّا نشمّ منك ريح المغافير، والمغافير صمغ متغير الرائحة.
وقيل في التفسير إنه بقلة، فلما صار إلى كل واحدة منهما قالت له: إني أشمّ منك ريح المغافير فحرّم النبي - عليه السلام - على نفسه شرب العسل، وقيل إنه حلف على ذلك.
وجاء في التفسير - وهو الأكثر - أن النبي - عليه السلام - خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم، وكان يقال لها مارية القبطية فوقفت حفصة على ذلك، فقال لها رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا تعلمي عائشة ذلك، فقالت له لست أفعل.
وحرّم مارية على نفسه.
وقيل إنه حلف مع ذلك أيضا، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إيّاه، فأطلع الله نبيّه على ذلك فقال الله عزّ وجلّ: (وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير (3)
(وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا) يعني حفصة.
موضع " إذ " نصب، كأنه فال: واذكر (إذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا) يعني حفصة.
(فلمّا نبّأت به)، أي فلما خبّرت به عائشة.
[معاني القرآن: 5/191]
(وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض).
وقرئت (عرف بعضه) بتخفيف الراء.
وأعلم الله أن التحريم على هذا التفسير لا يحرم.
فقال لنبيه عليه السلام: (لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك).
فلم يجعل الله لنبيه أن يحرّم إلا ما حرّم اللّه، فعلى هذين التفسيرين ليس لأحد أن يحرّم ما أحلّ اللّه، فقال اللّه: (قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم).
يعني الكفّارة، لأنه قد روى أنه مع ذلك التحريم حلف.
وقال قوم إن الكفّارة كفّارة التحريم.
فأمّا (عرّف بعضه).
فتأويله أنه عرف بعضه حفصة، (وأعرض عن بعض)
جاء في التفسير أنه لما حرم مارية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر، فعرفها بعض ما أفشت من الخبر، وأعرض عن بعض.
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عرف كل ما كان أسره.
والإعراض لا يكون إلا عما يعرف.
وتأويل هذا في اللغة حسن بيّن.
معنى (عرف بعضه) جازى عليه، كما تقول لمن تتوعده: قد علمت ما عملت وقد عرفت ما صنعت.
وتأويله فسأجازيك عليه، لا أنك تقصد إلى أنك قد علمت فقط.
ومثله قول الله عز وجل: (وما تفعلوا من خير يعلمه اللّه).
فتأويله يعلمه اللّه ويجازي عليه، فإن اللّه يعلم كل ما يفعل.
ومثله قوله تعالى: (أولئك الّذين يعلم اللّه ما في قلوبهم فأعرض عنهم)
واللّه يعلم ما في قلوب الخلق أجمعين.
ومثله قوله: (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره (7).
ليس الفائدة أنه يرى ما عمل، إنما يرى جزاء ما عمل.
فقيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم -طلّق حفصة تطليقة واحدة فكان ذلك جزاءها عنده.
[معاني القرآن: 5/192]
فذلك تأويل (عرّف بعضه وأعرض عن بعض).
أي جازى على بعض الحديث.
وكانت حفصة، صوّامة قوّامة فأمره الله تعالى أن يراجعها فراجعها.
وقوله: (إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير (4)
يعني به عائشة وحفصة.
ومعنى (صغت قلوبكما). عدلت قلوبكما وزاغت عن الصدق.
وقوله: (وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه).
أي تتعاونا عليه، فإن اللّه هو مولاه أي هو يتولى نصرته.
(وجبريل وصالح المؤمنين).
جاء في التفسير أن صالح المؤمنين أبو بكر وعمر، وجاء أيضا في التفسير أن صالح المؤمنين عمر، وقيل إن صالحي المؤمنين خيار المسلمين.
و " صالح " ههنا ينوب عن الجمع كما تقول: يفعل هذا الخير من الناس تريد كل خير.
(والملائكة بعد ذلك ظهير).
في معنى ظهراء، أي والملائكة أيضا نصّار للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله عزّ وجلّ: (عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّبات وأبكارا (5)
(يبدله)
وقرئت (يبدّله)، بتشديد الدال وفتح الباء، ويبدّله للتكثير، وكلاهما جيّد وقد قرئ به.
وقوله: (قانتات).
جاء في التفسير مطيعات، والقنوت القيام بما يقرب إلى اللّه - عزّ وجلّ -.
[معاني القرآن: 5/193]
وقوله تعالى: (سائحات).
جاء في التفسير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السائحين هم الصائمون، وهو مما في الكتب الأولى.
وقال أهل اللغة: إنما قيل للصائم سائح لأن الذي يسيح متعبّد ولا زاد معه، فحين يجد الزاد يطعم، والصائم كذلك يمضي النهار ولا يطعم شيئا فلشبهه به سمّي سائحا.
وقوله: (يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6)
(قوا أنفسكم وأهليكم نارا).
معناه خذوا أنفسكم وأهليكم بما يقرّب من اللّه - جلّ وعزّ – وجنبوا أنفسكم وأهليكم المعاصي.
ومعنى (قوا أنفسكم) أي: وقّوا أنفسكم وجاء في التفسير: رحم الله رجلا قال: يا أهلاه صلاتكم صيامكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم.
معناه ألزموا واحفظوا صلاتكم وهذه الأشياء المذكورة، أدوا فرض اللّه فيها.
وفي الحديث لعل اللّه يجمعهم معه في الجنّة.
وقوله عزّ وجلّ: (وقودها النّاس والحجارة).
جاء في التفسير أنها حجارة الكبريت.
والوقود بفتح الواو ما توقد به النّار من حطب وغيره، يقال وقدت النار وقودا - بضم الواو -.
وقوله عزّ وجلّ: (يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة نصوحا عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي اللّه النّبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنّك على كلّ شيء قدير (8)
(يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة)
بفتح النون، وتقرأ (نصوحا) - بضم النون - فمن فتح فعلى صفة التوبة.
ومعناه توبة بالغة في النصح، وفعول من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبور وشكور، وتوبة نصوح.
ومن قرأ (نصوحا) - بضم النّون - فمعناه ينصحون بهذا نصوحا.
[معاني القرآن: 5/194]
يقال: نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحا.
وجاء في التفسير أن التوبة النّصوح التي لا يعاود التائب معها المعصية.
وقال بعضهم التي لا ينوي معها معاودة المعصية.
وقوله: (يوم لا يخزي اللّه النّبيّ والّذين آمنوا معه).
(يوم) منصوب بقوله: (عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي اللّه النّبيّ).
أي في هذا اليوم.
والقراءة النصب في قوله: (ويدخلكم) عطف على (أن يكفّر) ولو قرئت بالجزم لكان وجها، يكون محمولا على موضع (عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم) لأن عسى من الله واجبة، قال الله تعالى:
(وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى (82).
وقوله: (نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا).
أما إذا رأى المؤمنون نور المنافقين يطفأ سألوا الله أن يتمّم لهم نورهم.
وقوله: (ضرب اللّه مثلا للّذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين (10)
أعلم الله عزّ وجلّ أن الأنبياء لا يغنون عمّن عمل بالمعاصي شيئا.
وجاء في التفسير أن خيانتهما لم تكن في بغاء، لأن الأنبياء لا يبتليهم اللّه في نسائهم بفساد، وقيل إن خيانة امرأة لوط أنها كانت تدل على الضيف، وخيانة امرأة نوح أنها كانت تقول: إنه مجنون - صلى الله عليه وسلم - وعلى أنبيائه أجمعين.
فأما من زعم غير ذلك فمخطئ لأن بعض من تأول قوله: (يا نوح إنّه ليس من
[معاني القرآن: 5/195]
أهلك إنّه عمل غير صالح).
ذهب إلى جنس من الفساد.
يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح
والقراءة في هذا ((عمل غير صالح)، و (عمل غير صالح).
وهما يرجعان إلى معنى واحد.
وذلك أن تأويل (إنّه عمل غير صالح) إنّه ذو عمل غير صالح.
وكل من كفر فقد انقطع نسبه من أهله المؤمنين، لا يرثهم ولا يرثونه.
وقوله عزّ وجلّ: (وضرب اللّه مثلا للّذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظّالمين (11)
جاء في التفسير أن فرعون وتد لها أربعة أوتاد وشدّ بدنها ورجليها وجعل على صدرها رحى، وجعلها في الشمس، وأن اللّه فرج لها فرأت بيتها في الجنة.
وجاء في التفسير أن الملائكة كانت تظلها بأجنحتها من الشمس.
وقوله: (ومريم ابنت عمران الّتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين (12)
(وكتبه)
وقرئت (وكتابه).
(أحصنت فرجها)
جاء في التفسير أنه يعنى به فرج ثوبها.
والعرب تقول للعفيف: هو نقى الثّوب، وهو طيب الحجزة، تريد أنه عفيف وأنشدوا بيت النابغة الذبياني:
رقاق النّعال طيّب حجزاتهم... يحيّون بالرّيحان يوم السّباسب
فسروا " طيّب حجزاتهم " أنهم أعفّاء.
وكذلك (فنفخنا فيه من روحنا)
أي في فرج ثوبها.
[معاني القرآن: 5/196]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir