دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:21 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة الرحمن

سورة الرّحمن
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (الرّحمن (1) علّم القرآن (2)
(الرّحمن) اسم من أسماء الله تعالى.
لا يقال لغيره، وهو في الكتب المتقدمة، ومعناه الكثير الرحمة.
وقوله: (علّم القرآن (2)
معناه يسّره لأن يذكر.
وقوله: (خلق الإنسان (3) علّمه البيان (4)
قيل إنه يعني بالإنسان ههنا النبي - صلى الله عليه وسلم - علّمه البيان. علمه القرآن الذي فيه بيان كل شيء.
وقيل الإنسان ههنا آدم - صلى الله عليه وسلم -.
ويجوز في اللغة أن يكون الإنسان اسما لجنس الناس جميعا، ويكون على هذا المعنى علّمه البيان جعله مميزا حتى انفصل الإنسان من جميع الحيوان.
وقوله تعالى: (الشّمس والقمر بحسبان (5)
(الشّمس والقمر) مرفوعان بالابتداء.
وقوله (بحسبان) يدل على خبر الابتداء
ويكون المعنى: الشّمس والقمر يجريان بحساب، وبكون أيضا معنى (بحسبان) أنهما، يدلان على عدد الشهور والسنين وجميع الأوقات.
وقوله تعالى: (والنّجم والشّجر يسجدان (6)
[معاني القرآن: 5/95]
قال أهل اللغة وأكثر أهل التفسير: النجم كل ما نبت على وجه الأرض مما ليس له ساق.
والشجر كل ما له ساق، ومعنى سجودهما دوران الظل معهما كما قال: (أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيء يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدا للّه).
وقد قيل إنّ النجم أيضا يراد به النجوم.
وهذا جائز أن يكون، لأن اللّه - عزّ وجلّ - قد أعلمنا أن النجم يسجد، فقال: (ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض والشّمس والقمر والنّجوم).
ويجوز أن يكون النجم ههنا يعني به ما نبت على وجه الأرض وما طلع من نجوم السماء، يقال لكل ما طلع: قد نجم.
وقوله: (والسّماء رفعها ووضع الميزان (7)
المعنى رفعها فوق الأرض وأمسكها أن تقع على الأرض، ووضع الميزان لينتصف بعض الناس من بعض.
وقيل: الميزان ههنا العدل، لأن المعادلة موازنة الأشياء.
وقوله: (ألّا تطغوا في الميزان (8)
ألا يجاوزوا القدر والعدل.
ويجوز (ألّا تطغوا) بمعنى اللام، " لأن لا تطغوا "
وتكون (ألّا تطغوا) على النهي ومعنى " أن " التفسير.
فيكون المعنى - واللّه أعلم - ووضع الميزان أي لا تطغوا في الميزان.
ويدل عليه المعطوف عليه وهو قوله:
(وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان (9)
القراءة بضم التاء، وروى أهل اللغة: أخسرت الميزان وخسرت، فعلى
[معاني القرآن: 5/96]
خسرت " ولا تخسروا ".
ولا تقرأنّ بها إلا أن تثبت رواية صحيحة عن إمام في القراءة.
وقد روي أن إنسانا قرأ بها من المتقدمين ولكنه ليس ممن أخذت عنه القراءة ولا له حرف يقرأ به.
وقوله: (والأرض وضعها للأنام (10)
الأنام الإنس والجنّ.
وقوله عزّ وجلّ: (فيها فاكهة والنّخل ذات الأكمام (11)
معنى (الأكمام) ما غطّى وكل شجرة تخرج ما هو مكمّم فهي ذات أكمام وأكمام النخلة ما غطى جمّارها من السّعف والليف والجذع وكلّ ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام فالطّلعة كمّها قشرها ومن هذا قيل للقلنسوة كمّة لأنها تغطّي الرأس ومن هذا كمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين.
وقوله عزّ وجل: (والحبّ ذو العصف والرّيحان (12)
ويقرأ والريحان، وأكثر القراءة (والريحان).
والعصف ورق الزرع ويقال التّبن هو العصف، ويقال العصفة
قال الشاعر:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها... جدورها من أتيّ الماء مطموم
ويروى بأتي الماء.
ومعنى (ذو العصف والرّيحان) ذو الورق [والرّزق]، العرب تقول: سبحان اللّه وريحانه.
قال أهل اللغة: معناه واسترزاقه، قال النمر بن تولب.
سلام الإله وريحانه... ورحمته وسماء درر
قال: معنى ريحانه رزقه لمن قرأ، (والريحان) عطف على العصف، ومن
[معاني القرآن: 5/97]
قرأ: (والريحان) عطف على (الحبّ) ويكون المعنى فيهما فاكهة فيهما الحب ذو العصف وفيهما الريحان، فيكون الريحان ههنا الريحان الذي يشم، ويكون أيضا ههنا الرزق.
فذكر اللّه - عزّ وجلّ - في هذه السورة ما يدل على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليم البيان ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأرض ثم خاطب الإنس والجن فقال:
(فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (13)
أي: فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان من هذه الأشياء المذكورة، لأنها كلها منعم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم والوصلة إلى حياتكم، والآلاء واحدها ألى وإلي، وكل ما في السورة من قوله (فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان) فمعناه على ما فسّرناه، فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان.
قوله عزّ وجلّ: (خلق الإنسان من صلصال كالفخّار (14)
وقال في موضع آخر: (إنا خلقناهم من طين لازب)
وقال: (من حمإ مسنون)
وقال: (إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب).
وهذه الألفاظ التي قال الله عزّ وجلّ إنه خلق الإنسان منها مختلفة اللفظ وهي في المعنى راجعة إلى أصل واحد.
فأصل الطين التراب.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه خلق آدم من تراب جعل طينا ثم انتقل فصار كالحمأ ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار، والصلصال اليابس، فهذا كله أصله التراب وليس فيه شيء ينقض بعضه بعضاء وإنما شرحنا هذا لأن قوما من
[معاني القرآن: 5/98]
الملحدين يسألون عن مثل هذا ليلبسوا على الضعفة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - من أي شيء خلق أبا الإنس جميعا آدم عليه السلام، وأعلم من أي شي: خلق أصل الجنّ فقال:
(وخلق الجانّ من مارج من نار (15)
والمارج اللهب المختلط بسواد النّار.
وقوله - عزّ وجلّ -: (ربّ المشرقين وربّ المغربين (17)
يعنى به مشرقي الشمس وكذلك القمر، ومغربي الشمس والقمر، فأحد المشرقين مشرق الشتاء والآخر مشرق الصيف، وكذلك المغربان.
وقوله عزّ وجلّ: (كلّ من عليها فان (26)
معناه على الأرض.
قوله: (سنفرغ لكم أيّه الثّقلان (31)
يعني بالثقلين الإنس والجن.
ويجوز (سنفرغ لكم) بفتح الراء.
ويجوز (سيفرغ) - بفتح الياء - ويجوز (سيفرغ لكم) - بضم الياء وفتح الراء - ومعناه سنقصد لحسابكم، واللّه لا يشغله شأن عن شأن.
والفراغ في اللغة على ضربين:
أحدهما الفراغ من شغل
والآخر القصد للشيء، تقول: قد فرغت مما كنت فيه.
أي قد زال شغلي به، وتقول: سأتفرغ لفلان، أي سأجعل قصدي له.
وقوله عزّ وجلّ: (يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان (33)
والأقطار النواحي.
(لا تنفذون إلّا بسلطان).
أي حيثما كنتم شاهدتم حجة للّه وسلطانا تدل على أنه واحد.
وقوله عزّ وجلّ: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (35)
ويقرأ (ونحاس) - بكسر السين - والنحاس الدّخان، والشواظ اللهب الذي لا دخان معه.
[معاني القرآن: 5/99]
وقوله عزّ وجلّ: (مرج البحرين يلتقيان).
معنى مرج خلط، يعني البحر الملح والبحر العذب.
وقوله تعالى: (بينهما برزخ لا يبغيان).
البرزخ الحاجز، وهو حاجز من قدرة اللّه، لا يبغيان لا يبغي الملح على العذب فيختلط به، ولا العذب على الملح فيختلط به.
وقوله عزّ وجلّ: (يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان (22)
(المرجان) صغار اللؤلؤ، واللؤلؤ اسم جامع للحبّ الذي يخرج من البحر.
وقال (يخرج منهما) وإنما يخرج من البحر الملح لأنه قد ذكرهما وجمعهما، فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما، ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ:
(ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقا (15) وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا (16).
والشمس في السماء الدنيا إلّا أنه لما أجمل ذكر السبع كان ما في إحداهن فيهن، ويقرأ: (يخرج منهما) بضم الياء.
وقوله عزّ وجلّ: (وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام (24)
الجواري الوقف عليها بالياء، وإنما سقطت الياء في اللفظ لسكون اللام.
والاختيار وصلها، وإن وقف عليها واقف بغير ياء فذلك جائز على بعد.
ولكن يروم الكسر في الراء ليدل على حذف الياء.
ويقرأ " المنشآت " - بكسر الشين - والفتح أجود في الشين.
ومعنى المنشئات المرفوعات الشّرع.
والمنشئات على معنى الحاملات الرافعات الشرع، ومعنى كالأعلام كالجبال، قال الشاعر:
[معاني القرآن: 5/100]
إذا قطعن علما بدا علم
والجواري السفن.
وقوله عزّ وجلّ: (فإذا انشقّت السّماء فكانت وردة كالدّهان (37)
معنى (وردة) صارت كلون الورد، وذلك في يوم القيامة.
ومعنى (كالدّهان) تتلون من الفزع الأكبر تلون الدهان المختلفة.
والدّهان جمع دهن، ودليل ذلك قوله (يوم تكون السّماء كالمهل)
أي كالزيت الذي قد أغلي.
وقيل (فكانت وردة كالدّهان) أي فكانت كلون فرس وردة.
والكميت الورد يتلون فيكون في الشتاء لونه خلاف لونه في الصيف.
ويكون في الفصل لونه غير لونه في الشتاء والصيف.
(فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ (39)
وقال في موضع آخر (وقفوهم إنّهم مسئولون (24)
فإذا كان ذلك اليوم كانت سيما المجرمين سواد الوجه والزرقة.
ودليل ذلك قوله: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي والأقدام)
أي بعلامتهم هذه، ودليل ذلك قوله: (يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه)، وقوله: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا (102).
[معاني القرآن: 5/101]
وقوله: (فيؤخذ بالنّواصي والأقدام (41)
قيل تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي من خلف ويلقون في النار.
وذلك أشد لعذابهم، والتشويه بهم.
وقوله: (هذه جهنّم الّتي يكذّب بها المجرمون (43) يطوفون بينها وبين حميم آن (44)
يعني (آن). قد أنى يأنى فهو آن إذا انتهى في النضج والحرارة، فإذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم الآني الذي قد صار كالمهل، فيطاف بهم مرّة إلى الحميم ومرة إلى النار.
أستجير باللّه وبرحمته منها.
ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - ما لمن اتقاه وخافه فقال:
(ولمن خاف مقام ربّه جنّتان (46)
قيل من أراد معصية فذكر ما عليه فيها فتركها خوفا من اللّه - عزّ وجلّ - ورهبة عقابه ورجاء ثوابه فله جنتان.
ثم وصفهما فقال:
(ذواتا أفنان (48)
والأفنان جمع فنّ، أي له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من كل فنّ، والأفنان الألوان، والأفنان الأغصان، واحدها فنن، وهو أجود الوجهين.
وقوله عزّ وجلّ: (فيهما من كلّ فاكهة زوجان (52)
الزوجان النوعان.
وقوله: (فيهنّ قاصرات الطّرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ (56)
معناه فيهن حور قاصرات الطرف، قد قصرن طرفهنّ على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم.
(لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ).
لم يمسسهنّ.
ويقرأ " لم يطمثهنّ "، وهي في القراءة قليلة، وفي اللغة
[معاني القرآن: 5/102]
طمث يطمث ويطمث. وفي هذه الآية دليل على أن الجني يغشى، كما أن الإنسي يغشى.
وقوله عزّ وجلّ: (كأنّهنّ الياقوت والمرجان (58)
قال أهل التفسير وأهل اللغة: هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان والمرجان صغار اللؤلؤ وهو أشد بياضا.
وقوله: (فيهنّ) وإنما ذكر جنّتين يعني من هاتين الجنتين وما أعد لصاحب هذه القصة غير هاتين الجنّتين.
وقوله عزّ وجلّ: (هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان (60)
أي ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة.
وقوله - عزّ وجلّ: (ومن دونهما جنّتان (62)
أي لمن خاف مقام ربه جنتان وله من دونهما جنّتان.
والجنة في لغة العرب البستان.
وقوله عزّ وجلّ: (مدهامّتان (64)
يعني أنهما خضراوان تضرب خضرتهما إلى السّواد، وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السّواد.
وقوله عزّ وجلّ: (فيهما عينان نضّاختان (66)
جاء في التفسير أنهما ينضخان كل خير.
وقوله عزّ وجلّ: (فيهما فاكهة ونخل ورمّان (68)
قال قوم: إن النخل والرّمّان ليسا من الفاكهة.
وقال بعض أهل اللغة، منهم يونس النحوي، وهو يتلو الخليل في القدم والحذق: إن الرّمّان والنخل من أفضل الفاكهة، وإنما فصلا بالواو لفضلهما، واستشهد في ذلك بقوله تعالى:
(من كان عدوّا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال).
فقال لفضلهما فصلا بالواو
[معاني القرآن: 5/103]
قوله عزّ وجلّ: (متّكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنّتين دان (54)
قيل الإستبرق الديباج الصفيق جدّا نحو ما يعمل للكعبة والبطائن ما يلي الأرض.
وقوله: (وجنى الجنّتين دان).
أي ما يجنى من ثمرهما إذا أرادوه دنا من أفواههم حتى يتناولوه بأفواههم وأيديهم.
وقوله: (فيهنّ خيرات حسان (70)
أصله في اللغة خيّرات، والمعنى أنّهن خيرات الأخلاق حسان الخلق.
وقد قرئ بها - أعني بتشديد الياء.
وقوله عزّ وجلّ: (حور مقصورات في الخيام (72)
الخيام في لغة العرب جمع خيمة.
والخيام شيئان: الخيام الهوادج والخيام البيوت.
وجاء في التفسير أن الخيمة من هذه الخيام من درّة مجوّفة.
ومعنى (مقصورات) مخدّرات، قد قصرن على أزواجهنّ.
وقوله: (متّكئين على رفرف خضر وعبقريّ حسان (76)
وقرئت (على رفارف خضر وعباقريّ حسان).
القراءة هي الأولى، وهذه القراءة لا مخرج لها في العربية، لأن الجمع الذي بعد ألفه حرفان نحو مساجد ومفاتيح لا يكون فيه مثل عباقري لأن ما جاوز الثلاثة لا يجمع بياء النسب. لو جمعت " عبقري " كان جمعه
[معاني القرآن: 5/104]
عباقرة، كما أنك لو جمعت " مهلّبيّ " كان جمعه مهالبة، ولم يقل مهالبيّ، فإن قال قائل: فمن أين جاز عبقري حسان، و " عبقري " واحد، وحسان جمع؟ فالأصل أن واحده عبقريّة، والجمع عبقري، كما تقول ثمرة وثمر ولوزة ولوز.
ويكون أيضا عبقري اسما للجنس، فالقراءة هي الأولى.
وأما تفسير (رفرف خضر وعبقريّ) فقالوا: الرّفرف ههنا رياض الجنّة وقالوا: الرفرف الوسائد، وقالوا المحابس، وقالوا أيضا فضول المحابس للفرش.
فأما العبقري، فقالوا: البسط، وقالوا: الطنافس المبسوطة والذي يدل على هذا من القرآن قوله: (ونمارق مصفوفة (15) وزرابيّ مبثوثة (16).
فالنمارق الوسائد، والزرابي البسط.
فمعنى " رفرف " ههنا، و " عبقري " أنه الوسائد والبسط.
ويدل - واللّه أعلم - على أن الوسائد ذوات رفرف.
وأصل العبقري في اللغة صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر اسم بلد كان يوشّى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شيء جيد، وكل ما بولغ في وصفه إلى عبقر. قال زهير:
بخيل عليها جنّة عبقرية... جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا
وقوله: (فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (77)
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم - فقال عزّ وجلّ: (تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام (78).
[معاني القرآن: 5/105]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir