دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:18 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة النجم

سورة النّجم
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: (والنّجم إذا هوى (1)
أقسم اللّه - عزّ وجلّ - بالنّجم.
وقوله: (ما ضلّ صاحبكم وما غوى (2)
جواب القسم.
وجاء في التفسير أن النجم الثريّا، وكذلك يسميها العرب، وجاء أيضا في التفسير أن النجم نزول القرآن نجما بعد نجم، وكان ينزل منه الآية والآيتان، وكان بين أول نزوله إلى استتمامه عشرون سنة.
وقال بعض أهل اللغة: النجم بمعنى النجوم وأنشدوا:
فباتت تعدّ النّجم في مستحيرة... سريع بأيدي الآكلين جمودها
يصف قدرا كثيرة الدسم، ومعنى تعد النجم أي من صفاء دسمها ترى النجوم فيه، والمستحيرة القدر، فقال يجمد على الأيدي الدّسم من كثرته وقالوا مثله: (فلا أقسم بمواقع النّجوم).
ومعنى: (إذا هوى)، إذا سقط، وإذا كان معناه نزول القرآن فالمعنى في " إذا هوى "، إذا نزل.
[معاني القرآن: 5/69]
(ما ضلّ صاحبكم وما غوى (2)
يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: (وما ينطق عن الهوى (3)
أي ما الذي يأتيكم به مما قاله بهواه.
(إن هو إلّا وحي يوحى (4)
" إن " بمعنى " ما "، المعنى: ما هو إلا وحي.
(علّمه شديد القوى (5)
يعني به جبريل عليه السلام.
وقوله: (ذو مرّة فاستوى (6)
(ذو مرّة) من نعت قوله (شديد القوى)، والمرة القوة.
(علّمه) علم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: (فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7)
قال بعض أهل اللغة: " هو " ههنا يعنى به النبي عليه السلام.
المعنى فاستوى جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالأفق الأعلى.
وهذا عند أهل اللغة لا يجوز مثله إلا في الشعر إلا أن يكون مثل قولك: استويت أنا وزيد، ويستقبحون استويت وزيد.
وإنما المعنى استوى جبريل وهو بالأفق الأعلى على صورته الحقيقية.
لأنه كان يتمثل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا هبط عليه بالوحي في صورة رجل، فأحبّ رسول اللّه أن يراه على حقيقته فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق.
فالمعنى - واللّه أعلم - فاستوى جبريل في الأفق الأعلى على صورته.
(ثمّ دنا فتدلّى (8)
ومعنى (دنا، وتدلى) واحد، لأن المعنى أنه قرب، وتدلى زاد في القرب.
كما تقول: قد دنا فلان مني وقرب، ولو قلت: قد قرب مني ودنا جاز.
(فكان قاب قوسين أو أدنى (9)
[معاني القرآن: 5/70]
المعنى كان ما بينه وبين رسول اللّه مقدار قوسين من القسيّ العربية أو أقرب.
وهذا الموضع يحتاج إلى شرح لأن القائل قد يقول: ليس تخلو " أو " من أن تكون للشك أو لغير الشك.
فإن كانت للشك فمحال أن يكون موضع شك.
وإن كان معناها بل أدنى، بل أقرب فما كانت الحاجة إلى أن يقول: (فكان قاب قوسين) - كان ينبغي أن يكون كان أدنى من قاب قوسين.
والجواب في هذا - والله أعلم - أن العباد خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزر، فالمعنى فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أدنى من ذلك، كما تقول في الذي تقدره: هذا قدر رمحين أو أنقص من رمحين أو أرجح.
وقد مرّ مثل هذا في قوله: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون).
(فأوحى إلى عبده ما أوحى (10)
أي فأوحى جبريل إلى النبي عليه السلام ما أوحى.
قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى (11)
وقرئت: (ما كذّب الفؤاد ما رأى) بتشديد الذّال.
وقوله: (لقد رأى من آيات ربّه الكبرى (18)
جاء في التفسير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ربّه - عزّ وجلّ - بقلبه، وأنه فضل خصّ به كما خصّ إبراهيم عليه السلام بالخلّة.
وقيل رأى أمرا عظيما، وتفسيره (لقد رأى من آيات ربّه الكبرى).
وقوله - عزّ وجل -: (أفتمارونه على ما يرى (12)
[معاني القرآن: 5/71]
و(أفتمارونه) وقرئت بالوجهين جميعا، فمن قرأ (أفتمرونه) فالمعنى أفتجحدونه.
ومن قرأ (أفتمارونه) فمعناه أتجادلونه في أنه رأى اللّه – عز وجل - بقلبه، وأنه رأى الكبرى من آياته.
وقوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طغى (17)
أي ما زاغ بصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما طغى، ما عدل ولا جاوز القصد في رؤيته جبريل قد ملأ الأفق.
وقوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14)
أي رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى.
(عندها جنّة المأوى (15)
جاء في التفسير أنها جنة تصير إليها أرواح الشهداء، فلما قصّ هذه الأقاصيص، وأعلم - عزّ وجلّ - كيف قصه جبريل، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتيه ذلك من عند اللّه الذي ليس كمثله شيء قيل لهم:
(أفرأيتم اللّات والعزّى (19) ومناة الثّالثة الأخرى (20)
كأن المعنى - واللّه أعلم - أخبرونا عن هذه الآلهة التي لكم تعبدونها من دون اللّه - عزّ وجلّ - هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة - جلّ وعزّ - شيء.
وجاء في التفسير أن اللّات صنم كان لثقيف يعبدونه، وأن العزّى سمرة، وهي شجرة كانت لغطفان يعبدونها، وأن مناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون اللّه.
فقيل لهم أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها وتعبدون معها الملائكة، تزعمون أن الملائكة وهذه بنات اللّه.
فوبّخهم اللّه فقال: أرأيتم هذه الإناث أللّه هي وأنتم تختارون الذكران.
وذلك قوله: (ألكم الذّكر وله الأنثى (21).
[معاني القرآن: 5/72]
ومن قرأ (أفرأيتم اللّاتّ والعزّى) بتشديد التاء فزعموا أن رجلا كان يلتّ السّويق ويبيعه عند ذلك الصنم فسمي الصنم اللّاتّ - بتشديد التاء - والأكثر " اللّات " بتخفيف التاء.
وكان الكسائي يقف عليها بالهاء، يقول " اللاه " وهذا قياس والأجود في هذا اتباع المصحف والوقف عليها بالتاء.
وقرئت (عندها جنّه المأوى) - بالهاء - والأجود (جنّة المأوى)، لأنه جاء في التفسير كما ذكرنا أنه يحل فيها أرواح الشهداء.
وقوله عزّ وجلّ: (تلك إذا قسمة ضيزى (22)
أي جعلكم للّه البنات ولكم البنين.
والضّيزى في كلام العرب: الناقصة الجائرة، يقال: ضازه يضيزه: إذا نقصه حقّه، ويقال: ضأزه يضأزه بالهمز.
وأجمع النحويّون أن أصل ضيزى: ضوزى، وحجّتهم أنها نقلت من «فعلى» من ضوزى إلى ضيزى، لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، وأصله: بوض، فنقلت الضّمّة إلى الكسرة..
وقرأت على بعض العلماء باللّغة: في «ضيزى» لغات؛ يقال: ضيزى، وضوزى، وضؤزى، وضأزى على «فعلى» مفتوحة؛ ولا يجوز في القرآن إلاّ «ضيزى» بياء غير مهموزة؛ وإنما لم يقل النحويّون: إنها على أصلها لأنهم لا يعرفون في الكلام «فعلى» صفة، إنما يعرفون الصّفات على «فعلى» بالفتح، نحو سكرى وغضبى، أو بالضم، نحو حبلى وفضلى..
وكذلك قالوا مشية - حيكى، وهي مشية يحيك فيها صاحبها، يقال: حاك يحيك إذا تبختر، فحيكى عندهم فعلى أيضا.
وقوله عزّ وجلّ (وكم من ملك في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى (26)
جاء (شفاعتهم) واللفظ لفظ واحد، ولو قيل شفاعته لجاز ولكن المعنى
[معاني القرآن: 5/73]
معنى جماعة، لأن " كم " سؤال عن عدد وإخبار بعدد كثير، لأن " ربّ " للقلّة و " كم " للكثرة، ومعنى شفاعتهم ههنا يفسرها قوله - عزّ وجلّ -: (الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم (8) وقهم السّيّئات ومن تق السّيّئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (9).
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ، أنّهم لا يشفعون إلّا لمن - ارتضى.
فهذا تأويل قوله (لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى).
وقوله عزّ وجلّ: (إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا (28)
أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ.
وقوله: (ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى (30)
لأنه وصفهم بأنهم لا يريدون إلا الحياة الدنيا فقال: (فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلّا الحياة الدّنيا (29) ذلك مبلغهم من العلم).
إنّما يعلمون ما يحتاجون إليه في معاشهم، فقد نبذوا أمر الآخرة وراء ظهورهم.
وقوله عزّ وجلّ: (الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنّة في بطون أمّهاتكم فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى (32)
قيل إن اللمم نحو القبلة والنظرة وما أشبه ذلك، وقيل إلا اللمم إلّا أن يكون العبد قد ألمّ بفاحشة ثم تاب.
وقوله عزّ وجلّ: (إنّ ربّك واسع المغفرة).
يدل هذا على أن اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية ولم يصرّ ولم يقم على ذلك، وإنما الإلمام في اللغة يوجب أنك تأتي الشيء الوقت ولا تقيم
[معاني القرآن: 5/74]
عليه، فهذا - واللّه أعلم - معنى اللمم في هذا الموضع.
وقوله عزّ وجلّ - (أفرأيت الّذي تولّى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34)
معنى " أكدى " قطع، وأصله من الحفر في البئر يقال للحافر إذا حفر البئر فبلغ إلى حجر لا يمكنه معه الحفر: قد بلغ إلى الكدية، فعند ذلك يقطع الحفر.
وقوله: (أعنده علم الغيب فهو يرى (35)
معناه فهو يعلم والرؤية على ضربين:
أحدهما " رأيت " أبصرت والآخر علمت، كما تقول: رأيت زيدا أخاك وصديقك معناه علمت.
ألا ترى أن المكفوف يقول: رأيت زيدا عاقلا، فلو كان من رؤية العين لم يجز.
وقوله عزّ وجلّ: (أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى (37)
أي قضى، يقال إن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وفّى ما أمر به، وما امتحن به من ذبح ولده، فعزم على ذلك حتى فداه اللّه بالذبح وامتحن بالصبر على عداوة قومه حين أجّجت له النار فطرح فيها، وأمر أيضا - بالاختتان فاختتن، وقيل وفّى وهي أبلغ من وفى لأن الذي امتحن به من أعظم المحن.
ومعنى (أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم)
أي أم لم يخبر، ثم أعلم ما في الصحف.
وموضع (ألّا تزر وازرة وزر أخرى (38)
خفض،. المعنى أم لم ينبأ بأن لا تزر وازرة وزر أخرى.
و " أن " ههنا بدل من (ما) ويجوز أن تكون " أن " في موضع رفع على إضمار " هو " كأنه لما قيل: بما في صحف موسى قيل: ما هو؛ قيل هو (ألّا تزر وازرة وزر أخرى).
ومعناه ولا تؤخذ نفس بإثم غيرها.
وكذلك قوله: (وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى (39)
[معاني القرآن: 5/75]
أي هذا أيضا مما في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
ومعناه: ليس للإنسان إلّا جزاء سعيه، إن عمل خيرا جزي خيرا.
وإن عمل شرّا جزي شرّا..
وتزر من وزر يزر إذا كسب وزرا وهو الإثم.
وقوله عزّ وجلّ: (وأنّ سعيه سوف يرى (40)
إن قال قائل: إن الله عزّ وجلّ يرى عمل كل عامل ويعلمه، فما معنى (سوف يرى)؟
فالمعنى أنه يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي يرى في ميزانه عمله.
(ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى (41)
أي يجزي عمله أوفى جزاء. وجائز أن تقرأ سوف يرى، والأجود يرى.
لأن قولك إنّ زيدا سوف أكرم، فيه ضعف لأن إنّ عاملة وأكرم عاملة، فلا يجوز أن ينتصب الاسم من وجهين، ولكن يجوز على إضمار الهاء، على معنى سوف يراه، أو على إضمار الهاء في " أن " تقول: إن زيدا سأكرم، على أنه زيد سأكرم.
وقوله تعالى: (وأنّ إلى ربّك المنتهى (42)
أي إليه المرجع، وهذا كله في صحف إبراهيم وموسى.
(وأنّه هو أغنى وأقنى (48)
قيل في (أقنى) قولان:
أحدهما (أقنى) هو أرضى.
والآخر (أقنى) جعل له قنية، أي جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا.
ومن هذا قولك: قد اقتنيت كذا وكذا.
أي عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي.
وقوله عزّ وجلّ: (وأنّه هو ربّ الشّعرى (49)
[معاني القرآن: 5/76]
الشعرى كوكب خلف الجوزاء، وهو أحد كوكبي ذراع الأسد، وكان قوم من العرب يعبدون الشعرى، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أنه ربّها وأنه خالقها، وهو المعبود - عزّ وجلّ.
(وأنّه أهلك عادا الأولى (50)
هؤلاء هم قوم هود، وهم أولى عاد.
فأما الأولى ففيها ثلاث لغات:
بسكون اللام وإثبات الهمزة، وهي أجود اللغات والتي تليها في الجودة " الأولى " - بضم اللام وطرح الهمزة، وكان يجب في القياس إذا تحركت اللام أن تسقط ألف الوصل، لأن ألف الوصل اجتلبت لسكون اللام، ولكن جاز ثبوتها لأن ألف لام المعرفة لا تسقط مع ألف الاستفهام "، فخالفت ألفات الوصل.
ومن العرب من يقول: لولي - يريد الأولى - فطرح الهمزة لتحرك اللام.
وقد قرئ (عادا لّولى). على هذه اللغة، وأدغم التنوين في اللام.
والأكثر عادا الأولى بكسر التنوين.
وقوله عزّ وجلّ: (وثمود فما أبقى (51)
ثمود نسق على عاد، ولا يجوز أن ينصب بقوله (فما أبقى) لأنّ ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، لا تقول: زيدا فضربت.
فكيف وقد أتت " ما " بعد الفاء.
وأكثر النحويين لا ينصب ما قبل الفاء بما بعدها.
والمعنى وأهلك ثمود فما أبقاهم.
(والمؤتفكة أهوى (53)
المؤتفكة المخسوف بها، أي ائتفكت بأهلها، ومعنى أهوى، أي رفعت حين خسف بهم إلى نحو السماء حتى سمع من في السماء أصوات أهل مدينة قوم لوط ثم أهويت أي ألقيت في الهاوية.
[معاني القرآن: 5/77]
(فغشّاها ما غشّى (54)
معناه فغشاها اللّه - عزّ وجلّ - من العذاب ما غشّى.
وقوله عزّ وجلّ: (فبأيّ آلاء ربّك تتمارى (55)
هذا - واللّه أعلم - خطاب للإنسان. لما عدّد عليه مما فعله الله به، مما يدل على وحدانيته.
كان المعنى أيها الإنسان فبأيّ نعم ربّك التي تدلّك على أنه واحد تتشكّك؟، لأن [المراد به الشكّ].
وقوله: (هذا نذير من النّذر الأولى (56)
أي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجراه في الإنذار مجرى من تقدّمة من الأنبياء، صلوات اللّه عليهم، وجائز أن يكون في معنى هذا إنذار لكم، كما أنذر من قبلكم وقد أعلمتم بما قص الله عليكم من حال من كذب بالرسل، وما وقع بهم من الإهلاك.
وقوله: (أزفت الآزفة (57)
معناه قرب القريبة، تقول: قد أزف الشيء إذا قرب ودنا، وهذا مثل (اقتربت السّاعة).
ومعنى (ليس لها من دون اللّه كاشفة (58)
معناه لا يكشف علمها متى تكون أحد إلا الله عزّ وجلّ، كما قال - عزّ وجلّ - (لا يجلّيها لوقتها إلّا هو).
(أفمن هذا الحديث تعجبون (59)
أي مما يتلى عليكم من كتاب اللّه، (تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وأنتم سامدون (61).
تفسيره: لاهون.
[معاني القرآن: 5/78]
وقوله: (فاسجدوا للّه واعبدوا (62)
معناه فاسجدوا للّه الذي خلق ا لسماوات والأرضين، ولا تعبدوا اللّات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، والشّعرى، لأنه قد جرى ذكر معبوداتهم في هذه السورة.
[معاني القرآن: 5/79]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir