دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:16 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة الذاريات

سورة الذاريات
(مكية)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (والذّاريات ذروا (1)
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن ((والذّاريات ذروا) فقال علي: هي الرياح، قال: (فالحاملات وقرا) قال السحاب، قال: (فالجاريات يسرا) قال الفلك.
قال: (فالمقسّمات أمرا) قال الملائكة.
والمفسرون جميعا يقولون بقول عليّ في هذا.
(والذّاريات) مجرور على القسم، المعنى أحلف بالذاريات وبهذه الأشياء، والجواب: (إنّما توعدون لصادق (5).
وقال قوم: المعنى وربّ الذّاريات ذروا كما قال عزّ وجل: (فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ).
والذاريات من ذرت الريح تذرو إذا فرقت التراب وغيره.
يقال: ذرت الريح وأذرت بمعنى واحد، ذرت فهي ذارية، وهن ذاريات، وأذرت فهي مذرية ومذريات للجماعة، وذاريات أيضا.
والمعنى وربّ الرياح الذاريات، وربّ السفن الجاريات، وربّ الملائكة المقسمات، إنّما توعدون لصادق.
وقوله: (وإنّ الدّين لواقع (6)
أي إن المجازاة على أعمالكم لواقعة.
[معاني القرآن: 5/51]
وقوله: (والسّماء ذات الحبك (7) إنّكم لفي قول مختلف (8)
جاء في التفسير أنها ذات الخلق الحسن، وأهل اللغة يقولون ذات الحبك ذات الطرائق الحسنة، والمحبوك في اللغة ما أجيد عمله وكل ما تراه من الطرائق في الماء وفي الرمل إذا أصابته الريح فهو حبك، وواحدها حباك.
مثل مثال ومثل، وتكون واحدتها أيضا حبيكة مثل طريقة وطرق.
وقوله: (إنّكم لفي قول مختلف (8)
أي في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -
(يؤفك عنه من أفك (9)
أي يصرف عنه من صرف.
وقوله عزّ وجلّ: (قتل الخرّاصون (10)
هم الكذابون، تقول: قد تخرّص عليّ فلان الباطل.
ويجوز أن يكون الخرّاصون الذين يتظنون الشيء لا يحقونه، فيعملون بما لا يدرون صحته.
وقوله عزّ وجلّ: (يسألون أيّان يوم الدّين (12)
ويجوز إيّان بكسر الهمزة وفتحها، أي يقولون متى يوم الجزاء.
وقوله: (يوم هم على النّار يفتنون (13)
بنصب يوم، ويجوز يوم هم على النّار يفتنون.
فمن نصب فهو على وجهين:
أحدهما على معنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون ويجوز أن يكون لفظه لفظ نصب ومعناه معنى رفع، لأنه مضاف إلى جملة كلام، تقول: يعجبني يوم أنت قائم، ويوم أنت قائم، ويوم أنت تقوم، وإن شئت فتحت وهو في موضع رفع كما قال الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت... حمامة في غصون ذات أوقال
وقد رويت غير أن نطقت، لما أضاف غير إلى أن وليست بمتمكنة فتح، وكذلك لما أضاف يوم إلى (هم على النّار) فتح.
وكما قرئت: (ومن
[معاني القرآن: 5/52]
خزي يومئذ)، ففتحت يوم وهو في موضع خفض لأنك أضفته إلى غير متمكن.
ومعنى (يفتنون) يحرقون ويعذّبون، ومن ذلك يقال للحجارة السود التي كأنها قد أحرقت [بالنّار] الفتين.
وقوله عزّ وجلّ: (إنّ المتّقين في جنّات وعيون (15) آخذين ما آتاهم ربّهم إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين (16)
أعلم عزّ وجلّ ما لأهل النّار، ثم أعلم ما لأهل الجنّة لأنه لمّا قال: (وإنّ الدّين لواقع) أعلم جزاء أهل الجنّة، وجزاء أهل النّار.
وقوله: (آخذين) نصب على الحال، المعنى إن المتقين في جنات وعيون في حال أخذ ما آتاهم ربهم، ولو كان في غير القرآن لجاز " آخذون " ولكن المصحف لا يخالف، ويكون المعنى إن المتقين آخذون ما آتاهم ربهم في جنات وعيون، والوجه الأول أجود في المعنى وعليه القراءة.
وقوله عزّ وجلّ: (كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون (17)
المعنى كانوا يهجعون قليلا من الليل، أي كانوا ينامون قليلا من الليل.
ثم أعلم اللّه عزّ وجلّ في أي شيء كان سهرهم فقال:
(وبالأسحار هم يستغفرون (18)
وجائز أن يكون " ما " مؤكدة لغوا، وجائز أن يكون " ما " مع ما بعدها مصدرا، يكون المعنى كانوا قليلا من الليل هجوعهم.
(وفي أموالهم حقّ للسّائل والمحروم (19)
(المحروم) جاء في التفسير الذي لا ينمو له مال، والأكثر في اللغة لا ينمى له مال، وجاء أيضا أنه [المجارف] الذي لا يكاد يكتسب.
قوله: (فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ مثل ما أنّكم تنطقون (23)
[معاني القرآن: 5/53]
أي إن ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - حق وإن قوله: (وفي السّماء رزقكم وما توعدون) حقّ.
فالمعنى أن هذا الذي ذكرنا في أمر الآيات والرزق وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق (مثل ما أنّكم تنطقون)
وقرئت (مثل ما أنكم تنطقون)، وهذا كما تقول في الكلام: إنّ هذا لحق كما أنك متكلم.
فمن رفع " مثل " فهي من صفة الحق، المعنى إنه لحقّ مثل نطقكم.
ومن نصب فعلى ضربين:
أحدهما أن يكون في موضع رفع إلاّ أنه لما أضيف إلى " أنّ " فتح.
ويجوز أن يكون منصوبا على التوكيد، على معنى إنه لحقّ حقّا مثل نطقكم.
وقوله: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (24)
جاء في التفسير أنه لما أتته الملائكة أكرمهم بالعجل.
وقيل: أكرمهم بأنه خدمهم، صلوات الله عليه وعليهم.
(إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون (25)
(فقالوا سلاما قال سلم).
وقرئت: (قال سلام).
فنصب الأولى على معنى السّلام عليكم سلاما.
وسلمنا عليك سلاما.
ومن قرأ، (قال سلام) فهو على وجهين: على معنى قال سلام عليكم.
ويجوز أن يكون على معنى أمرنا سلام.
ومن قرأ (سلم) فالمعنى قال سلم أي أمري سلم، وأمرنا سلم.
أي لا بأس علينا.
وقوله: (قوم منكرون).
رفعه على معنى أنتم قوم منكرون.
(فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين (26)
معنى (فراغ إلى أهله)
عدل إليهم من حيث لا يعلمون لأيّ شيء عدل،
[معاني القرآن: 5/54]
وكذلك يقول: راغ فلان عنا إذا عدل عنهم من حيث لا يعلمون.
وقوله: (فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون (27)
المعنى فقربه إليهم ليأكلوا منه فلم يأكلوا، قال ألا تأكلون على النكير.
أي أمركم في ترك الأكل مما أنكره.
وقوله: (فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشّروه بغلام عليم (28)
معنى " أوجس " وقع في نفسه الخوف.
وقوله عزّ وجلّ: (وبشّروه بغلام عليم)
معنى " عليم " أنه يبلغ ويعلم.
وقوله: (فأقبلت امرأته في صرّة فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم (29)
والصرة شدة الصاح ههنا
(فصكت وجهها) أي لطمت وجهها.
(وقالت عجوز عقيم).
المعنى وقالت أنا عجوز عقيم، وكيف ألد.
ودليل ذلك قوله في موضع آخر: (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا).
(قالوا كذلك قال ربّك إنّه هو الحكيم العليم (30)
أي كما قلنا لك قال ربك، أي إنما نخبرك عن اللّه - عزّ وجلّ – واللّه حكيم عليم، يقدر أن يجعل العقيم ولودا، والعجوز كذلك.
فعلم إبراهيم أنهم رسل وأنهم ملائكة.
(قال فما خطبكم أيّها المرسلون (31)
أي ما شأنكم وفيم أرسلتم.
(قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين (32) لنرسل عليهم حجارة من طين (33)
أي إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنهلكهم بكفرهم.
(مسوّمة عند ربّك للمسرفين (34)
[معاني القرآن: 5/55]
أي معلّمة على كل حجر منها اسم من جعل إهلاكه به، والمسوّمة المعلّمة أخذ من السومة وهي العلامة.
وقوله: (وتركنا فيها آية للّذين يخافون العذاب الأليم (37)
أي تركنا في مدينة قوم لوط علامة للخائفين تدلّهم على أن اللّه أهلكهم وينكل غيرهم عن فعلهم.
وقوله: (وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين (38)
هذا عطف على قوله: (وفي الأرض آيات للموقنين)
وعلى قوله: (وتركنا فيها آية للّذين يخافون العذاب الأليم).
وقوله: (بسلطان مبين)، أي بحجة واضحة.
(فتولّى بركنه وقال ساحر أو مجنون (39)
أي تولى بما كان يتقوى به من جنده وملكه.
(وقال ساحر أو مجنون)
المعنى وقال هذا ساحر أو مجنون
(فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم (40)
(فأخذناه) وركنه الذي يتقوى به
(فنبذناهم في اليم) واليم البحر.
(وهو مليم) أي اللائمة لازمة له، أي ليس ذلك الذي فعل به بكفارة له.
والمليم في اللغة الذي يأتي بما يجب أن يلام عليه.
ومعنى (نبذناهم) ألقيناهم، وكل شيء ألقيته تقول فيه قد نبذته.
ومن ذلك نبذت النبيذ، ومن ذلك تقول للملقوط منبوذ لأنه قد رمي به.
وقوله: (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم (41)
أي (وفي عاد) أيضا آية على ما شرحنا في قوله: (وفي موسى) والريح العقيم التي لا يكون معها لقح، أي لا تأتي بمطر، وإنما هي ريح الإهلاك.
(ما تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرّميم (42)
[معاني القرآن: 5/56]
والرميم الورق الجاف المتحطم، مثل الهشيم، كما قال: (كهشيم المحتظر).
(وفي ثمود إذ قيل لهم تمتّعوا حتّى حين (43)
أي وفي ثمود أيضا آية.
وقوله: (وقوم نوح من قبل إنّهم كانوا قوما فاسقين (46)
قرئت (وقوم نوح) - بالخفض - (وقوم نوح) - بالنصب - فمن خفض فالمعنى في قوم نوح.
ومن نصب فهو عطف على معنى قوله: (فأخذتهم الصّاعقة وهم ينظرون).
ومعنى أخذتهم الصاعقة أهلكناهم.
فالمعنى فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح من قبل.
والأحسن واللّه أعلم أن يكون محمولا على قوله: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ)، لأن المعنى فأغرقناه وجنوده وأغرقنا قوم نوح من قبل.
(والسّماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون (47)
أي بقوّة.
(وإنّا لموسعون)
جعلنا بينها وبين الأرض سعة.
(والأرض فرشناها فنعم الماهدون (48)
عطف على ما قبله منصوب بفعل مضمر، المعنى وفرشنا الأرض فرشناها.
ومعنى (فنعم الماهدون) نحن، ولكن اللفظ بقوله فرشناها يدلّ على المضمر المحذوف.
وقوله: (ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون (49)
المعنى - واللّه أعلم - على الحيوان لأن الذكر والأنثى يقال لهما زوجان ومثله (وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى).
ويجوز أن يكون الزوجان من كل
[معاني القرآن: 5/57]
شيء، ويكون المعنى في كل شيء في الحيوان الذكر والأنثى ويكون في غيره صنفان أصل كل حيوان وموات، واللّه أعلم.
وقوله عزّ وجلّ: (ففرّوا إلى اللّه إنّي لكم منه نذير مبين (50)
المعنى ففروا إلى اللّه من الشرك باللّه ومن معاصيه إليه.
(إنّي لكم منه نذير مبين)، أي أنذركم عذابه وعقابه.
وقوله: (ولا تجعلوا مع اللّه إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين (51) كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسول إلّا قالوا ساحر أو مجنون (52)
المعنى الأمر كذلك، أي كما فعل من قبلهم في تكذيب الرسل.
(إلّا قالوا ساحر أو مجنون).
أي إلا قالوا هذا ساحر، ارتفع ساحر بإضمار هو.
وقوله: (أتواصوا به بل هم قوم طاغون (53)
معناه أوصى أولهم آخرهم، وهذه ألف التوبيخ وألف الاستفهام.
وقوله: (فتولّ عنهم فما أنت بملوم (54)
أي لا لوم عليك إذ أديت الرسالة.
(وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين (55)
أي ذكرهم بأيام الله وعذابه وعقابه ورحمته.
قوله: (وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون (56)
اللّه - عزّ وجلّ - قد علم من قبل أن يخلق الجنّ والإنس من يعبده ممّن يكفر به، فلو كان إنما خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عبادا مؤمنين ولم يكن منهم ضلّال كافرون.
فالمعنى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا لأدعوهم إلى عبادتي.
وأنا مريد العبادة منهم، يعني من أهلها.
(ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (57)
[معاني القرآن: 5/58]
أي ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي، وما أريد أن يطعموه؛ لأني أنا الرزاق المطعم.
(إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين (58)
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد.
وقوله: (فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون (59)
الذّنوب في اللغة النصيب والدلو يقال لها الذنوب.
المعنى فإن للذين ظلموا نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا نحو عاد وثمود وقوم لوط.
(فلا يستعجلون).
أي إن أخّروا إلى يوم القيامة.
(فويل للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون (60)
أي من يوم القيامة.
[معاني القرآن: 5/59]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir